المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه



سامر سويلم
27-08-2014, 08:27 PM
سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه

هو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن أبي النجاء بن زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد بن أبي الطيب بن عبد الله الكاتم بن عبد الخالق بن أبي القاسم بن جعفر الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزاهد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضي الله عنهم أجمعين.

http://www.alomariya.org/adminimages/shekh-dosuki.jpg

تفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ثم اقتفى آثار السادة الصوفية، وجلس في مرتبة الشيخوخة وحمل الراية البيضاء، وعاش من العمر ثلاثاً وأربعين سنة، ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان، حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة رضي الله تعالى عنه. وهو من أجلاء مشايخ الفقراء أصحاب الخرق، وكان من صدور المقربين، وكان صاحب كرامات ظاهرة ومقامات فاخرة، ومآثر ظاهرة، وبصائر باهرة، وأحوال خارقة، وأنفاس صادقة، وهمم عالية، ورتب سنية ومناظر بهية، وإشارات نورانية، ونفحات روحانية، وأسرار ملكوتية، ومحاضرات قدسية. له المعراج الأعلى في المعارف، والمنهاج الأسنى في الحقائق، والطور الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علوم الموارد، والباع الطويل في التصريف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف في معنى المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام، وصرفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصوّمه في المهد رضي الله عنه، وله كلام كثير عال على لسان أهل الطريق.

ومن كلامه رضي الله عنه:
- من لم يكن مجتهداً في بدايته لا يفلح له مريد؛ فإنه إن نام نام مريده، وإن قام قام مريده؛ وإن أمر الناس بالعبادة وهو بطال أو توبّهم عن الباطل، وهو يفعله ضحكوا عليه، ولم يسمعوا منه.
- وكان ينشد كثيراً إذا قيل له انصحنا، وأرشدنا بمثالين من قول بعضهم:
لا تعدلين الحراير حتى تكوني مثلهن *** يقبح على معلولة تصف دواء للناس
- يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه (إذنه) إن كان جسمه حاضراً، وإن كان غائباً يستأذنه بالقلب؛ وذلك حتى يترقى إلى الوصول إلى هذا المقام، في حق ربه عز وجل؛ فإن الشيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب، وأسقاه من ماء التربية، ولاحظه بالسر المعنوي الإلهي. فيا سعادة من أحسن الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء.
- من عامل الله تعالى بالسرائر جعله على الأسرة والحضائر، ومن خلص نظره من الاعتكاس سلم من الالتباس.
- ما كل من وقف يعرف لذة الوقوف، ولا كل من خدم يعرف آداب الخدمة، ولذلك قطع بكثير من الناس مع شدة اجتهادهم.
- لا يكمل الفقير حتى يكون محباً لجميع الناس مشفقاً عليهم ساتراً لعوراتهم فإن ادعى الكمال، وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب.
- لا تنكروا على فقير حاله، ولا لباسه، ولا طعامه، ولا على أي حال كان، ولا على أي ثوب يلبس ولا إنكار على أحد، إلا إن ارتكب محظوراً صرحت به الشريعة؛ وذلك أن الإنكار يورث الوحشة، والوحشة سبب لانقطاع العبد عن ربه عز وجل. فإن الناس خاص وخاص الخاص، ومبتدي، ومنته، ومتشبه، ومتحقق. ويرحم الله تعالى البعض بالبعض، والقوي ما يقدر أن يمشي مع الضعيف وعكسه؛ والفقراء غيث وهو سيف، فإذا ضحك الفقير في وجه أحدكم فاحذروه، ولا تخالطوه إلا بالأدب.
- الشريعة أصل، والحقيقة فرع فالشريعة جامعة لكل علم مشروع، والحقيقة جامعة لكل علم خفي، وجميع المقامات مندرجة فيهما.
- يجب على المريد أن يأخذ من العلم ما يجب عليه في تأديته فرضه ونفله، ولا يشتغل بالفصاحة والبلاغة، فإن ذلك شغل له عن مراده؛ بل يفحص عن آثار الصالحين في العمل، ويواظب على الذكر.
- ولد القلب خير من ولد الصلب؛ فولد الصلب له إرث الظاهر من الميراث وولد القلب له إرث الباطن من السر.
- عليك بالعمل، وإياك وشقشقة اللسان بالكلام في الطريق دون التخلق بأخلاق أهلها. وقد كان صلى الله عليه وسلم يجوع حتى شد الحجر على بطنه، وقام حتى تورمت قدماه؛ ثم تبعه أكابر الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا تنهد يشم لكبده رائحة الكبد المشوي، وأنفق ماله في سبيل الله كله؛ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد العمل، والكد حتى رقع دلقه بالجلود، ولف رأسه بقطعة خش، وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن قائماً كل ليلة على أقدامه، وكان علي رضي الله عنه من زهاد الصحابة، ومجاهديهم حتى فتح أكثر بلاد الإسلام. هؤلاء خواص الصحابة رضي الله عنهم مع قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا كان عملهم! هذا كان اجتهادهم وزهدهم وجوعهم! فأحكموا الحقيقة والشريعة، ولا تفرطوا إن أردتم أن تكونوا يُقتدى بكم! وما سميت الحقيقة حقيقة إلا لكونها تحقق الأمور بالأعمال، وتنتج الحقائق من بحر الشريعة.

قال المناوي في الكواكب الدّرية (2/ 9):
وذُكر عنه أنه صام في المهد، وأنه رأى في اللوح المحفوظ وهو ابن سبع سنين، وأنه فك طلسم السبع المثاني، وأن قدمه لم تسعه الدنيا، وأنه ينقل اسم مريده من الشقاوة للسعادة، وأن الدنيا جُعلت في يده كخاتم، وأنه جاوز سدرة المنتهى، وجالت نفسه في الملكوت، ووقف بين يدي الله، وفُتح له من عين العناية قدر خرم إبرة.

قال الشيخ عبد العزيز الدباغ في الإبريز (ص 213-214): وقد قدم علينا بعض أصحابنا من أخيار تلمسان، فأخبرني أنه سمع بعض من حج بيت الله الحرام يقول: إنه زار قبر سيدي إبراهيم الدسوقي نفعنا الله به، فوقف عليه الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي نفعنا الله به وعلمه دعاء وهو هذا: بسم الإله الأكبر، وهو حرزٌ مانع مما أخاف منه وأحذر، لا قدرة لمخلوق مع قدرة الخالق، يلجمه بلجام قدرته، أحمى حميثا أطمى طميثا، وكان الله قويا عزيزاً، حم، عسق، حمايتنا، كهيعص كفايتنا، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فقال له سيدي إبراهيم: ادع بهذا الدعاء ولا تخف من شيء.

ومما يُروى عن كراماته: توجه بعض تلاميذه إلى ناحية الإسكندرية لحاجة يقضيها لأستاذه فتشاجر مع رجل من السوقة في شأن حاجة اشتراها منه فاشتكاه السوقي إلى قاضى المدينة وكان جباراً ظالماً متكبراً على الفقراء، فلما وقف ذلك الفقير بين يديه أمر بحبسه وأراد ضربه بلا موجب بغضاً في الفقراء؛ فأرسل الفقير إلى شيخه سيدى إبراهيم يتشفع به في خلاصه، فلما بلغه الخبر كتب إلى القاضي رقعة فيها هذه الأبيات :

سهام الليل صائبة المرامي إذا وترت بأوتار الخشــوع
يقومها إلى المرمى رجـال يطيلون السجود مع الركـوع
بألسنة تهمهم في دعــاء بأجفان تفيض من الدمـوع
إذا وترن ثم رمين سهـماً فما يغني التحصن بالـدروع

فلما وصلت الرقعة إلى القاضي جمع أصحابه، وقال لهم: انظروا إلى هذه الرقعة التي جاءت من هذا الرجل الذى يدّعى الولاية بعد أن آذى حاملها بالكلام واحتقره، ثم زاد في سب الأستاذ؛ ثم أخذ يقرأها فلما وصل إلى قوله: إذا وترن ثم رمين سهماً، خرج سهم من الورقة فدخل في صدره، وخرج من ظهره فوقع ميتاً.

قال المناوي في الكواكب الدّرية (2/ 19):
أنه خطف تمساح صبياً، فأتت أمه مذعورة، فأرسل نقيبه، فنادى بشاطئ البحر: معشر التماسيح! من ابتلع صبياً فليطلع به! فطلع، ومشى معه إلى الشيخ؛ فأمره أن يلفظه، فلفظه حياً. وقال للتمساح: مت بإذن الله! فمات.

رضي الله عنه وأرضاه، ونفعنا به؛ آمين.

نسائم الرحمن
28-08-2014, 02:00 PM
شكرا على هذه الترجمة الوافية لولى من اولياء الله الصالحين ونرجو منكم المزيد بارك الله فيكم وفيما خطت اياديكم

ماجد
28-08-2014, 02:55 PM
شكرا اخى واللهم ارض عن ساداتنا أل البيت عليهم رضوان الله تعالى

جنة
28-08-2014, 03:02 PM
شكرا جزيلا على الترجمة والسيرة الشارحة لحياة ومأثر اولياء الله الصالحين عسانا نقتدى بهم فى زمن طغت فيه المادية واساليبها على سمو الروح وعلوها واتصالها بربها عز وجل

ظفار العدوى
29-08-2014, 01:14 AM
شكرا على الطرح القيم بارك الله فيك وفى مجهوداتك معنا بالمنتدى

ورد الشام
12-09-2014, 06:20 AM
شكرا وبارك الله فيك واللهم ارضى عن ساداتنا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ياسر فتحى
23-09-2014, 03:04 PM
جزاك الله عنا كل خير

سامر سويلم
06-10-2014, 09:34 PM
شكرا جزيلا لكم ولمروركم ومشاركاتكم الطيبة

سامر سويلم
06-10-2014, 09:36 PM
ولد السيد الإمام إبراهيم القرشي الدسوقي سنة 653ه في دسوق وقد بشر بمولده العارف الكبير الشيخ محمد بن هارون رضي الله عنه فقد لاحظ عليه أصحابه انه كلما رأى والد القطب الدسوقي قام له وعجبوا من شدة تكريمه إياه حتى سألوه عن السبب فقال ( إن في ظهره وليا يبلغ صيته المشرق والمغرب) وبعد مدة رأوه وقد ترك القيام له فسألوه فقال( ما كان القيام له بل كان لبحر في ظهره وقد انتقل إلى زوجته )
وقد ولد رضي الله عنه في شهر شعبان ووقع الشك في هلال رمضان فقال ابن هارون ( انظروا هذا الصغير هل رضع في هذا اليوم فأخبرته والدته انه من الآذان فارق ثديه ولم يرضع )
وقد سأله أحدهم فيما بعد ( هل شعرت بصومك في المهد ؟ ) فقال ( وهل يتقبل ممن يعبد الله على جهل كما خلق الله التمييز لعيسى عقب ولادته فنادى أمه : ألا تحزني إلى آخر ما قص الله علينا )
وهو من الشيوخ الذين لم يسلكوا على يد احد بل كان علمهم وهبيا لا كسبيا منذ مولده , وكان رضي الله عنه يقول ( اعلموا وفقكم الله ان الفقير – يعني نفسه – كان بقرية لا بها فقيه ولا معلم , ولكن ذلك بما فتح الله به من فتوح الغيب من بركة سيد الأنبياء والمرسلين خير الأنام ومصباح الظلام ورسول الملك العلام على قلب عبده إبراهيم الدسوقي القرشي الصوفي المقتدي بالقران ) وقال ( إن النبي صلى الله عليه وسلم اخذ علي العهد بيمينه وصار يكشف لي عن الأمور ويفتح لي أقفال الحجب )
ومن فتوته رضي الله عنه إغاثته لمريديه ويقول ( اعلموا لو كان أحدكم بالمشرق وانا بالمغرب وضاقت عليه الارض برحبها وطلبني لا تحجبني عنه قبضة التراب التي بيني وبينه فها انا واقف بين يديه )
وكان قاضي الاسكندرية يبغض الصوفية ويناصبهم العداء وكانت القصص والروايات تبلغه عن القطب الدسوقي فيتبرع بالتصدي له في شخص مريديه حتى كثرت شكاياتهم منه لأستاذهم , فكان يأمرهم بالصبر على ايذائه , وازاء هذا الاضطهاد عزف عن الاسكندرية منهم من تضطره مصالحه الى المثول بين يدي القاضي ,وحدث ذات يوم ان بعض تلامذة القطب الدسوقي اشترى حاجة من رجل من السوقة فتشاجر هذا معه وسبه , فمثلوا بين يدي القاضي ولما علم ان خصم البائع من مريدي القطب الدسوقي امر بحبسه واهانه . فارسل زملاؤه الى استاذهم بدسوق يستغيثون به من ظلم ذلك القاضي , فكتب رقعة واعطاها لرجل من عنده وامره بتسليمها الى القاضي , وكانت تتضمن هذه الابيات :

سهام الليل صائبة المرامي اذا وترت باوتار الخـــشوع
يصوبها الى المرمى رجال يطيلون السجود مع الركوع
بالسنة تهمهم في دعـــــــــاء وأجفان تفيض من الدمــــوع
اذا اوترن ثم رمين سهــــما فما يغني التحصن بالـــــدروع

ولما وصل الى منزل القاضي استأذن عليه في الدخول فأذن له , وكان في جمع من اصحابه , ولما علم انه مرسل من عند القطب الدسوقي آذاه بالكلام والتفت الى من عنده وهو يقول : انظروا الى هذه الورقة التي جاءت من هذا الرجل الذي يدعي الولاية .
وبعد ان سب الاستاذ شرع في قراءتها جهرا فلما وصل الى قوله سهما خر ميتا .
فهاج الجالسون وعلم الناس بالخبر فاطلقوا الرجل تكريما لاستاذه . اللهم اكرمنا ببركات القطب الفرد الغوث الجامع سيدنا ومولانا السيد ابراهيم القرشي الدسوقي بجاهه عندك يا كريم .

مركوش
12-10-2014, 03:16 AM
شكرا على الموضوع التعريفى باحد اولياء الله الصالحين رضى الله عنهم اجمعين