المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقرأ كلام القوم فإن المتطفل على هذا العلم هو الولى



سامر سويلم
06-10-2014, 12:34 AM
من معارف السادة الصوفية: أحمد زينى دحلان

قال السيد أحمد زينى دحلان: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له:

- يا رسول الله إنى متطفل فى علم التصوف.

فقال صلى الله عليه وسلم:

- اقرأ كلام القوم فإن المتطفل على هذا العلم هو الولى، وأما العالم به فهو النجم الذى لا يدرك.

***

هل القراءة فى كتب الصوفية تنفع السالك؟

وهل تقوم مقام الشيخ المربى لمن عجز عن الوصول إليه؟

إن الطريق إلى الله متعدد المسالك.. قال العارفون: الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق.

من هذه الطرق كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم.. قالوا فيها: الصلاة على النبى شيخ من لا شيخ له.

ومما يستعان به فى هذا الطريق قراءة كتب الحقيقة.. كتب السادة الصوفية التى تضمنت خلاصة علومهم وتجاربهم..

من المشايخ الذين أكدوا على هذا المعنى الشيخ دمرداش المحمدى الذى سُمى على اسمه حى الدمرداش بالقاهرة.. تكلم بكلام عجيب قل من تكلم فيه بمثل هذه الاستفاضة.. قال:

رأيت فى زماننا طوائف كثيرة من كل جنس، من عرب وفرس وهند وغيرها بلغوا بمطالعة كتب الحقيقة مبلغ الرجال، ونالوا بها مقاصد الآمال، فمن أضاف بعد ذلك إلى علمه فضلة سلوك واجتهاد صار من الكمل.

وقال:

رأيت صبيانا من أهل الطريق من إخوانى بلغوا بمطالعة الكتب فى أيام قليلة مالم يبلغ رجال باجتهادهم إلى أربعين سنة وخمسين سنة، على أنهم كانوا سببا لدخول أولئك الصبيان إلى الطريق، لكنهم لما وقفوا مع سلوكهم، وصار أولئك الصبيان فى مطالعة الكتب وفهمها، تأخروا عن مداهم، فصار الصبيان شيوخا والشيوخ صبيانا. فمطالعة الكتب عند المحققين أفضل من أعمال السالكين، ومجالسة أهل الله مع الأدب أفضل من مطالعة الكتب، فعليك بملازمة الشيوخ، فإن لم تجدهم فلازم مطالعة كتب الحقائق، واعمل بمقتضاها تصل لمقصودك، وتقع بذلك على معرفة معبودك.

وقال إجابة على السؤال: لماذا يمنع بعض الشيوخ مريديهم من مطالعة كتب الحقيقة؟

وما ورد عن بعض الأولياء من منع بعض تلامذته من مطالعة كتب الحقيقة فلإشرافه على قصور ذلك المريد عن فهمها، لأن قاصر الفهم إما أن يتأول كلامهم على غير مرادهم فيستعمله فيهلك، أو يضيع عمره فى تصفح الكتب بلا فائدة، وأما من له فهم وقوة إيمان وإيقان فيأخذ من كتبهم كل مأخذ، وينال منها كل مطلب.

وهذا الكلام يوافقه كلام العارفين.

قال الإمام الجنيد أستاذ الطائفة: حكايات الصالحين جند من جنود الله، تقوّم بها أحوال المريدين، وتحيا معالم أسرار العارفين، وحجة ذلك من الكتاب: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك فى هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين).

وقال: التصديق بعلمنا هذا ولاية، وإذا فاتتك المنّة فى نفسك فلا تفتك أن تصدق بها فى غيرك، (فإن لم يصبها وابل فطل).

وقال أبو يزيد البسطامى: إذا رأيت من يؤمن بكلام أهل هذا الطريق فقل له يدعو لك فإنه مجاب الدعوة.

ولكنهم وضعوا ضوابط أيضا لهذا الكلام.. عبّر عنها الشيخ على الخواص بقوله: إياك أن تعتقد إذا طالعت كتب القوم وعرفت مصطلحم فى ألفاظهم أنك صرت صوفيا، إنما التصوف التخلق بأخلاقهم ومعرفة طرق استنباطهم لجميع الآداب والأخلاق التى تحلّوا بها من الكتاب والسنة. )

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

احمد عمر
09-10-2014, 02:44 PM
بارك الله فيك على الانتقاء الرائع والموضوع القيم

ميرليندا
19-10-2014, 11:16 AM
شكرا على الطرح العرفانى الراقى بارك الله فيك