المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغزالي وكيف كان الفتح



سامر سويلم
21-10-2014, 02:32 PM
الغزالي وكيف كان الفتح
يقول:
حتى انحلت عني رابطة التقليد و انكسرت علي العقائد الموروثة .....إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوء إلا على التنصر, و صبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود, و صبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام, و سمعت الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه", فتحرك باطني إلى حقيقة الفطرة الأصلية, و حقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين و الأستاذين, والتمييز بين هذه التقليدات, و أوائلها تلقينات, وفي تمييز الحق منها عن الباطل اختلافات, فقلت في نفسي أولا إنما مطلوبي العلم بحقائق الأمور, فلابد من طلب حقيقة العلم ما هي, فظهر لي إن العلم اليقيني هو الذي يكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب, و لا يقارنه إمكان الغلط و الوهم, ولا يتسع القلب لتقدير ذلك, بل الأمان من الخطأ ينبغي أن يكون مقارنا لليقين مقارنة لو تحدى بإظهار بطلانه مثلا من يقلب الحجر ذهبا و العصا ثعبانا, لم يورث ذلك شكا و إنكارا......ثم علمت إن كل مالا اعلمه على هذا الوجه, ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين فهو علم لا ثقة به و لا أمان معه", ثم يصف مسيرته في الشك "فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات أيضا" و يصف شكه في المحسوسات و كيف ان أحكامها قد تكون خاطئة, ثم يصف شكه بالعقليات, حتى بالأوليات ثم شكك في كل شئ و انه لعله في حلم كبير و هو لا يعلم بذلك, ثم تذكر قول رسول الله (ص)" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " و بعد مسيرة من الشك دامت شهرين قذف الله في قلبه نورا وانفتحت له المعارف.

ويصف ما حصل له من الفتح في موضع آخر, فتأمل ما حصل له:

لما أردت أن انخرط في سلكهم وآخذ مآخذهم, واغترف من البحر الذي اغترفوا منه, خلوت بنفسي واعتزلت عن نظري وفكري, وشغلت نفسي بالذكر, فانقدح لي من العلم ما لم يكن عندي ففرحت به, وقلت انه قد حصل لي ما حصل للقوم, فتأملت فإذا فيه قوة فقهية مما كنت عليه قبل ذلك فعلمت انه ما حصل لي فعدت ثانيا إلى خلوتي, و استعملت ما استعمله القوم, فوجدت مثل الذي وجدت أولا و أوضح و أسنى, فسررت, فتأملت فإذا فيه قوة فقهية مما كنت عليه, و ما خلص لي, عاودت ذلك مرارا, و الحال الحال, فتميزت عن سائر النظار أصحاب الأفكار بهذا القدر, و لم ألحق بدرجة القوم في ذلك, و علمت أن الكتابة على المحو, ليست كالكتابة على غير المحو

سلمى النويشى
22-10-2014, 04:54 PM
جزاك الله كل خير