المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقالات الأربعة لبطليموس الكتاب الرابع الفصل العاشر



تبارك
28-10-2014, 07:37 PM
مراحل الحياة وأحداثها
عن تقسيمات الزمان...


كما تعاملنا الخطوط العريضة لأنواع المطالب بصورة عملية، والتي كانت لأجل تعليم مذهب الأحكام، بقي أن نضيف وبالطريقة نفسها أية ملاحظات تتعلق عن تقسيمات الزمان، والتي تتوافق مع الطبيعة والمبادئ والتعاليم الخاصة التي أوضحت مسبقا. فمن بين جميع المطالب التي تستخدم هيئة الولادة، هنالك أمر آخر مهم يأخذ الأولوية من بين جميع الاعتبارات الخاصة، وهو بلد الولادة، الذي يجعل التفاصيل العامة للمولود شيئا ثانويا، مثل شكل الجسم، نوعية الأخلاق واختلافات الأعراف والتقاليد، ومن الضروري أيضا للشخص الذي يعرض مطلبه أن يأخذ بنظر الاعتبار أولا للقضية الأساسية والرئيسية لئلا يقع في الخطأ بتشابه المواليد، فربما يجعل الأثيوبي ذو بشرة بيضاء وشعر مسترسل، والجرماني أو الغالي ذو بشرة سوداء وشعر ملفوف كالقطن، أو يجعل الأخير محترما مولعا بالمناقشة وبالتأمل، بينما يجعل الإغريقي همجيا وذو عقل ساذج. وأيضا، عن قضية الزواج، لكي لا يقع في خطأ تداخل الأعراف في الزواج، فمثلا يجعل الايطالي يتزوج بأخته كما يفعل المصري الفرعوني، أو يجعل الأخير يتزوج بأمه كما يفعل الفارسي المجوسي. لذلك فمن الضروري أولا إن نفهم الظروف الكونية ومن ثم نربطها مع الظروف الخاصة التي تتعلق بالشخص نفسه. وبنفس الطريقة، بالتعامل مع تقسيمات الزمان، يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار كأساس في كل توقع الاختلافات والخواص الخاصة لكل مرحلة عمرية، وأن لا تتعارض التوقعات الشخصية مع مرحلة عمره الحالية، فمثلا تتعارض أمور الزواج أو أي شيء من أمور البالغين أو كبار السن مع الأطفال الرضع أو أي شيء آخر يليق باليافعين. لذلك علينا إن نوفق تلك التفاصيل كي تلائم كل مرحلة عمرية وتكون ملائمة وممكنة للأشخاص في مختلف الأعمار. هنالك طريقة واحدة وعامة لتقسيم الأعمار بالنسبة للبشر، وهي مقسمة بنفس الترتيب المأخوذ للكواكب السبعة، وهي تبدأ من العمر الأول للشخص مع أول كرة سماوية بعدا عنا وهي الكرة التابعة للقمر، وتنتهي بآخر العمر مع أبعد كرة سماوية بعدا عنا وهي كرة زحل وتكون الصفات الظاهرية لكل عمر متوافقة مع الكوكب المنسوب إليها، ويكون من الضروري إن نعرف بهذه الطريقة المطالب الأساسية على المراحل العمرية والتي يمكن بواسطتها استنتاج الاختلافات الخاصة من تلك الصفات في المواليد...

من الولادة وحتى إكمال الشخص عامه الرابع، يسيطر القمر على عمر الرضاعة وينتج اللين وضعف الثبات في جسم الطفل، ويسبب سرعة نموه وطبيعة غذائه الرطبة كقاعدة، وتغير حالته، وعدم تكامل شخصيته وصعوبة التعبير عنها، وكل هذه المواصفات مطابقة لطبيعة القمر...


في الفترة التالية لعشر سنوات (4 – 14) يأخذ الكوكب الثاني في الترتيب، عطارد، تدبير العمر الثاني، وهي مرحلة الطفولة، وذلك لأنها فترة النصف من 20 سنة، وتكتمل فيها مرحلة النمو العقلي والمنطقي في شخصية الطفل، وزرع البذور الأساسية لمبادئ التعلم، وتظهر إلى السطح مميزات وقدرات الشخص الفكرية، محفزة الشخصية في هذه المرحلة بالتوجيه والإرشاد وبالتمارين الرياضية...


تستولي الزهرة بعد ذلك على العمر الثالث، عمر الشباب، للسنوات الثمانية التالية (14 – 22) والذي يدل على فترة دورتها الخاصة، وتبدأ كما هو طبيعي بإثارة النضج الجنسي، ونشاط القنوات التناسلية وتغرس في الذهن حافزا لتقبل العواطف تجاه الجنس الآخر، وفي ذلك الوقت يدخل نوع من نوبات الحب إلى الشخص، يدفعه إلى الرغبة بإشباع الملذات الجنسية والشغف والخداع وإلى التهور العاطفي الأعمى...


أما صاحبة الكرة الوسطى، الشمس، فإنها تستولي على العمر الرابع وهو الأوسط في الترتيب، أول الرجولة، لمدة 19 سنة (22 – 41)، وتزرع في النفس حب الرئاسة وتوجيه الأفعال، والرغبة في السلطة والمجد والمركز، وتغير شخصيته المنغمسة في اللعب والشهوات إلى الجدية واللياقة والطموح...


وبعد الشمس، يأتي المريخ في الترتيب، ويسيطر على فترة الرجولة لفترة 15 سنة (41 – 56) مساوية إلى فترة دورته الخاصة، وهو يحمل المآسي والتعب إلى الحياة، ويزرع الهموم والمشاكل في الجسد والروح، ويعطيه بعض الإحساس بأنه قد تجاوز أقصى قوته وينبهه قبل إن يصل إلى نهايته بعمل وانجاز شيء على عاتقه جدير بالاهتمام والإشارة...


والكوكب السادس، المشتري، يأخذ حصته في الكهولة، ومرة أخرى بفترة مساوية لفترته وهي 12 عاما (56 – 68) ويجلب للشخص ترك الأعمال الشخصية، والكدح والنشاطات الخطرة، ويعطي للشخص الاحترام والحشمة ونفاذ البصيرة والتقاعد والمشورة والتروي والمواساة. ويجعل الرجل أن يجلس بكل احترام وثناء واستقلال مصحوبة بالتواضع والكرامة...


وأخيرا يأخذ زحل حصته في عمر الشيخوخة، وهي الفترة الأخيرة والتي تستمر إلى نهاية الحياة (68). والآن تكون حركات الجسد والروح باردة في نبضاتها، والرغبات والسرعة، ويبدأ الانحدار الطبيعي يغلب على الحياة، التي تصبح أضعف وأضعف بتقدم العمر، مصحوبة باليأس والضعف والمذلة وصعوبة إرضائه في جميع الحالات، ذلك بالتزامن مع ركود جميع حركاته...


يؤخذ الشرح السابق كتوصيف أساسي لمواصفات تقسيمات العمر، من وجهة نظر عامة بالتوافق مع الدورة الاعتيادية للحياة. لكن بالنسبة للصفات الخاصة التي يتم اكتشافها من مواصفات المواليد، سيتم وضع بعضها على أساس القواعد التي وضعت سابقا، أي على أساس النقاط الهيلاجية جميعها وليست أحدها، لمعرفة حالات الحياة. ويؤخذ التسيير من الطالع للأحداث المتعلقة بالجسد والرحلات البعيدة، ويؤخذ من سهم السعادة لمعرفة الممتلكات، ومن القمر لمعرفة المؤثرات على الشخصية والزواج، ومن الشمس لمعرفة السلطة والشهرة، ومن وسط السماء لمعرفة التفاصيل الأخرى المتعلقة بالحياة كالصداقات والأفعال وإنجاب الأولاد. لذلك فلن يكون السعد أو النحس لوحده حاكما على جميع تلك النقاط في نفس الوقت، وربما تحصل بعض الحوادث المتناقضة، فربما يفقد شخصا ما قريبا له ويقبض ميراثا منه، أو يحصل على ترقية وتشريف وهو في نفس الوقت طريح الفراش، أو يرزق بأولاد وهو في قمة التعاسة، أو يكون لديه تجارب أخرى من تلك الأنواع الملائمة للحدث. فمن غير العادي إن يصيبه السعد والنحس كليهما في جميع أحواله كلها، في الروح والجسد والكرامة والممتلكات والأصحاب، لكنه يكون أما مسعودا في كل ذلك أو منحوسا بها جميعا. وهذا يحصل عادة في بعض الحالات التي تكون سعيدة جدا أو تعيسة جدا، وذلك عندما تكون جميع السعود أو جميع النحوس، قريبة من مواقع جميع أو معظم الهيلاجات المسيّرة. ولكن هذا نادرا ما يحصل، ذلك لأن طبيعة البشر متوجهة بشكل غير كامل نحو أي من الطرفين، ولكن النفس ميالة للتوازن بين عنصري الخير والشر، لذلك فعلينا إن نصنع ميزات ما بين النقاط الهيلاجية بالطريقة التي وصفت سابقا، وأما بالنسبة إلى النجوم والكواكب التي تعترض مسار الهيلاجات المتحركة، فيجب أن لا نأخذ بنظر الاعتبار القواطع وحدها بالنسبة لطول العمر وحده، لكن جميع الكواكب إطلاقا. وأيضا ليس فقط الكواكب التي تلتقي بالهيلاجات مقارنة أو تنظر إليها من مقابلة وتربيع، بل حتى من تنظر إليها من تثليث أو تسديس أيضا...

نعطي في المقام الأول الربوبية على كل هيلاج للكوكب الذي يتواجد عند درجة التسيير أو الكوكب الذي يطرح شعاع مناظرته على تلك الدرجة، وإذا لم يكن ذلك متوفرا، يكون للكوكب السابق لدرجة التسيير أو مطرح شعاعه السابق لدرجة التسيير، ثم يسير الهيلاج بتوالي البروج حتى يصل إلى درجة يكون فيها كوكب آخر أو مطرح شعاعه موجودا عندها فيحصل على الربوبية وهكذا، وأيضا يكون للكواكب المستولية على الحدود بعض الربوبية على نقاط التسيير. ثم بعد هذا نعطي لكل درجة تسيير سنة شمسية واحدة وتوزع حسب الفترات ما بين مطارح شعاع الكواكب، وبالنسبة لتسيير الطالع فيكون بحسب أزمان المطالع في العرض المفروض، وبالنسبة لوسط السماء فيكون بحسب أزمان المطالع المستقيمة، وبالنسبة للتسيير من النقاط الأخرى فيكون حسب قربها للشروق أو الغروب أو موقعها بالنسبة للأوتاد كما تم شرحه في موضوع طول العمر في المقالة الثالثة...


تكون حينها لدينا الأحداث الزمانية العامة، ومن ثم يتم حساب الأحداث الزمانية السنوية بالطريقة الموصوفة أدناه وذلك بالحساب ابتداء من البرج الذي يقع فيه نقطة الهيلاج عدد السنوات الشمسية منذ الولادة بتوالي البروج بمعدل برج واحد لكل سنة شمسية واحدة ونأخذ صاحب البرج الأخير. ونفعل نفس الشيء بالنسبة للشهور، فنأخذ عدد الشهور من شهر الولادة ونبدأ من برج السنة، وندوره بتوالي البروج بمعدل 28 يوما لكل برج، ومن ثم نفعل نفس الشيء بالنسبة للأيام، فنقوم بحساب عدد الأيام ابتداء من يوم الولادة، ونبدأ من برج الشهر، وندوره بتوالي البروج بمعدل يومين و 8 ساعات لكل برج...


ويجب الانتباه إلى دخول الكواكب للبروج التي تحصل لمواقع الأزمان، وذلك لأنها تلعب دورا غير صغير في توقع أوقات الأحداث، خصوصا بالنسبة لدخول زحل بالنسبة للحوادث العامة، ودخول المشتري بالنسبة لحوادث السنة، والشمس والمريخ والزهرة وعطارد بالنسبة لحوادث الشهور، والقمر وانتقالاته بالنسبة لحوادث الأيام. إن السبب في هذا هو إن الحوادث العامة يكون لها التأثير الأكبر على التوقع، بينما الحوادث الخاصة تساعد أو تقلل، حسب التوافق أو عدم التوافق في طبيعة الأحداث وتأثير الدخول على زيادة أو نقصان حدة الحدث، وعموما فان نوع الحدث ومدة تأثيره يمكن تحديده من نوع الهيلاج وصاحب فترة الأحداث العامة مع صاحب الحد المتواجد فيه لأن كل واحد من تلك الكواكب تكون في مواقعها الأصلية عند الميلاد مؤتلفة مع تلك المواقع التي تحكمها بادئ الأمر...

سواء أكان الحدث جيدا أو سيئا يمكن اكتشافه من الخواص الطبيعية والمركبة لأقسام الحوادث الزمانية سواء أكانت سعيدة أو نحسة، ومن ألفتها أو نفرتها الأصلية على المناطق التي تستولي عليها، ويمكن معرفة الوقت الذي يتوقع إن يحصل فيه الحدث عن طريق المناظرات الحاصلة من البروج السنوية والشهرية على المواقع التي تسبب الحدث، ومن مناظرات البروج التي يتواجد بها الكواكب المستولية ومناظرات الشمس والقمر على البروج السنوية والشهرية. فإذا كانت العلاقة على المواقع المتأثرة قيد النظر جيدة ومتوافقة من بدايتها في الميلاد، وكان دخول الكواكب فيها جيدا وكانت السعود تنظر بشكل جيد فانه يدل على إنها تؤثر تأثيرا جيدا على الحدث، مثلما إنها تؤثر بشكل سيء إذا كان العكس. وأيضا فان كانت العلاقة بين المواقع غير توافقية فإنها تسبب الأذى إذا كانت ناظرة من تربيع أو مقابلة فقط وليس من المناظرات الأخرى...
وإذا كان نفس الكوكب يستولي على الزمان والدخول، فان طبيعة الحدث المتوقع تكون مفرطة وغير مختلطة، سواء أكانت الطبيعة سعيدة أو نحسة، وبشكل أكبر إذا كانوا يستولي على الحدث ليس لأنها فترات حوادث فقط، ذلك لأنها تستولي على ذلك الحدث أصلا منذ الولادة. فيكون الشخص مسعودا أو منحوسا في كل الحالات حالا، إذا تواجدت جميع نقاط التسيير أو معظمها في مكان واحد، أو إذا كانت مختلفة فحينما تحدث جميع الأحداث في وقت واحد فهي متشابهة أما سعيدة أو نحسة، فيكون بحث أحداث الزمان على ذلك الشكل، بالطريقة التي تتوافق مع النظم الطبيعية...


عند هذه النقطة، على أية حال، إن طريقة تفحص أي مسألة تخص التوقعات الزمانية في حالات خاصة، مع شرح كامل للنتائج هو أمر معقد وصعب شرحه للغاية، لذلك، ووفقا لبرنامجنا الأصلي، يجب أن يترك هذا لحكم الإحكامي الجيد على أمور الطبائع، لذلك فانه يكون قادرا على تحديد حالات القوة المؤثرة لطبيعة النجوم والكواكب. والآن بما إن موضوع المواليد قد تم مراجعته بشكل وجيز، فانه يكون من الجيد إن نضع نهاية ملائمة لهذه الطريقة...
انتهى،،،وهذه تقنية اخرى من تقنيات التوقع لبطليموس الحكيم التي يعتمد بها على تقسيم عمر المولود على فترة زمنية لكل كوكب
وتضم الى اخواتها من التقنيات الاخرى

ودائما ترتكز تقنيات التوقع على نقطة ابتداء هي خريطة المولد , كما يشير هنا بطليموس
وكما يشير دائما العلماء القدماء والحدثاء

فان جمع الفلكي بين تقنيات التوقع المختلفة , وقارن بينها , وجمع جمعا تآلفيا , فياتي الحكم خال من الظلم والجور
اي خال من الخطأ الى حد كبير

قد يتسائل المرء :
على ماذا اعتمد بطليموس في هذا التقسيم ؟
لماذا لم يساو بين الفترات ؟
لماذا .. ولماذا .. وكيف
يجب على الباحث والطالب التطبيق اولا , اي عليه ان ياكل عنبا وفي نهاية اكله يقول الحمد لله فقط
وبعد ان يبلغ اشده يصل الى جواب تلك الاسئلة دون عناء كبير
منقول للافادة

هاشم
29-10-2014, 09:26 AM
بارك الله فيك على الطرح القيم والمتخصص

مركوش
30-10-2014, 09:48 AM
شكرا على الطرح الطيب والمجهودات الكبيرة فى اثراء مملكة عالم الروحنيات بارك الله فيك

زخارى
01-11-2014, 01:08 PM
شكرا وجزاك الله كل خير على الطرح الطيب