المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استراحة الجمعة (حكايات الزمن الجميل كان ياما كان ويحكى ان)



نسائم الرحمن
20-04-2012, 08:47 AM
احببت اخوتي في منتدى روحاني ان اخصص يوم الجمعة اي اخر الاسبوع للاستراحة و لكتابة بعض القصص القصيرة ذات مغزى او كتابة بعض المستملحات
ارجو ان يروقكم اقتراحي .

http://www.20at.com/CurrentArticleAssets/42-16988699.jpg


كان ياما كان يا سعد يا إكرام في سالف العصر والأوان ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام...




كان فيه فيل ابيض عمره شهرين وقع افي فخ الصيادين ثم بيع لرجل ثري يمتلك حديقة حيوان متكاملة

http://www.alarab.co.il/pics/1/Falfol-290607_a.jpg


...وعند وصوله الى الحديقة قام العمال المسؤولون بربط أحد أرجل الفيل بسلسلة حديدية قوية تنتهي بكرة كبيرة من الحديد ووضعوه في مكان قصي من الحديقة.

بالطبع شعر الفيل بالغضب الشديد من هذه المعاملة القاسية وعزم على تحرير نفسه من القيود ولكنه كلما حاول التحرك وشد السلسلة شعر بألم شديد فما كان منه بعد عدة مرات فتعب ونام.

وتكررت محاولات الفيل خلال الأيام التالية لكن دون جدوى ومع كثرة محاولاته الفاشلة وآلامه قرر الفيل تقبل الواقع الجديد وتوقف عن محاولة تحرير نفسه ..

وبعد مدة وأثناء نومه قام العمال بتوجيه من صاحب الحديقة بتغيير الكرة الحديدية الثقيلة بكرة صغيرة من الخشب ,
طبعا الفرصة صارت سانحة للفيل لتخليص نفسه

ولكن ما حدث هو العكس تماما؟؟
فقد تمت برمجة عقل الفيل أن أي محاولة للتحرر من القيود ستفشل وستترافق بألم شديد أي برمج عقله على عدم القدرة وبالتالي فقد ايمانه بقواه الذاتية..

أحد زوار الحديقة أدهشه ذلك وسأل صاحبها: هل يمكنك أن توضح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول سحب الكرة الخشبية وتحرير نفسه والأمر سهل جدا له؟؟
فرد عليه:طبعا الفيل قوي جدا ويمكنه تخليص نفسه بسهولة وفي اي وقت أنا أعلم ذلك ولكن الأهم أن الفيل نفسه لا يعلم هذا ولا يدرك مدى قدرته الذاتية

http://ideas4life.ws/wp-content/uploads/2010/02/chan.png


والآن:
معظم الناس يبرمجون من الصغر على التصرف والكلام وحتى الأحاسيس بطريقة معينة واستمروا على هذا طوال حياتهم فأصبحوا سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التي تحد من قدرتهم على الحصول على ما يستحقونه في الحياة
لكن هذه البرمجة ممكن تغييرها لمصلحتنا بأن نستبدلها بأخرى ايجابية تعيننا على تحقيق أهدافنا

اعلم أن أي تغيير في حياتك يجب أن يحدث أولا في داخلك


http://i45.photobucket.com/albums/f96/gmsherbini/b3c0ad4r-1.jpg?t=1323773065
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

بو حمد
20-04-2012, 12:10 PM
مشكورة اختنا الكريمة نسائم ونرجو المزيد من القصص فى هذا السياق والمعانى الجميلة حتى نستطيع ان نوصلها لاولادنا باخف مؤونة واسهل جهد ويا لييت تعملى لنا سلسلة اهو نستمتع ونسترجع ايام زمان زمن حكايات قبل النوم الجميل وكمان نمتع اولادنا وممكن تسميها بملف مستقل حكايات كان ياما كان وتضعى لنا بالملف كل يوم حكاية او حتى كل يومين تلاتة على حسب ما يتسع وقتك بارك الله فيك وعليك

الشيخ درويش عبود المغربى
20-04-2012, 12:24 PM
شكرا الفاضلة نسائم على الفكرة الابداعية والله ذكرتينا باجمل الايام واحبها الى النفس واسترجاع تلك الذكريات الدافئة تجعل المرء يشعر بالدفء والأمن فى ظل احضان اسرته عند الطفولة وياليت جميع الاباء والأمهات يعتادوا على حكى القصص الجميلة لاطفالهم قبل النوم مرة اخرى لما فى ذلك من ترابط اسرى ووئام بين الاب والام واطفالهم وانشاء روابط مشتركة من الذكريات المتداخلة بينهم ناهيكى عن جو المعايشة والتمتع واضفاء الحنان على الاطفال وتلك الذكريات عند الاطفال تنمو معهم ولا يمكن ان تختزل بحال ودمت بكل خير وود

نجوان
20-04-2012, 12:30 PM
جميلة الفكرة والله كتير الله يعطيكى العافية حقيقى بتفكرينا باجمل الايام بارك الله فيكى وعليكى

نسائم الرحمن
20-04-2012, 12:44 PM
سعيدة بتفاعلكم مع هذه الفكرة وان شاء الله ساحاول كل ما تسنح لي الظروف اضع قصة من تلك القصص وحكايات االزمن الجميل قصص جداتنا الجميلة التي افتقدناها نتيجة تطور التكنولوجيا ومشاغل الاباء بالاعباء المعيشية

مشكورين الاخوة الافاضل بوحمد وشيخنا والاخت طيبة وانتظروا مني قصص يارب اكون موفقة في الاختيار واسعاد احبابنا الصغار اولما الكبار كذلك ولا ارجو الا دعوة خير عن ظهر غيب

ام رشيدة
20-04-2012, 12:52 PM
مشكور وبارك الله فيك وعليك اخ اورفان وجعل اعمالك فى موازين حسناتك

نسائم الرحمن
20-04-2012, 01:46 PM
http://turaifedu.org/up/images/7a7zkq0j0rd0d3pm8d5.jpg

الحمد لله منزل البيان ، الحمد لله الذي شرح صدورنا بالإيمان
والصلاة والسلام على من كان للخير عنواناً وللبر والإحسان برهانا َ
وصلى الله وسلم على من أشرقت على لسانه حروف الحق والمبين
وعلى آله وصحبة خير أهل معشر ، صلاة وسلاما إلى يوم البعث والمحشر


http://lh3.ggpht.com/_4ulrenVFm1k/S6K7E12N5nI/AAAAAAAAAo8/ia87oPyDvHY/8e90874e37%5B4%5D.jpg


http://www.ro-7.org/uploads/images/ro-7-1a36659630.jpg

قصتنا اليوم احبابي الصغار عن الامانة

كان ياما كان يا سعد يا كرام في سالف العصر والأوان ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام...

كان فيه رجل عجوز فقير يعيش مع زوجته الطيبة في كوخ على اطراف مدينة مكة المكرمة


http://up.graaam.com/p16ic/74d9c1b150.gif


قالت له زوجته ذات يوم: يا زوجي العزيز ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه؟ فخرج الرجل إلى السوق يبحث عن عمل، بحث وبحث ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث، توجه إلى بيت الله الحرام، وصلى هناك ركعتين وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه..

http://vb.maas1.com/watermark.php?src=http://www.lovely0smile.com/g-img/mkah/008.jpg

وما أن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم وجد كيساً، التقطه وفتحه، فإذا فيه ألف دينار.


http://im13.gulfup.com/2011-11-29/1322587473631.jpg

ذهب الرجل إلى زوجته يفرحها بالمال الذي وجده لكن زوجته ردت المال وقالت له: لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته، وبالفعل ذهب إلى الحرم ووجد رجل ينادي: من وجد كيساً فيه ألف دينار؟

فرح الرجل الفقير، وقال: أنا وجدته، خذ كيسك فقد وجدته في ساحة الحرم، وكان جزاؤه أن نظر المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً ثم قال له: خذ الكيس فهو لك، ومعه تسعة آلاف أخرى، استغرب الرجل الفقير، وقال له: ولما، قال المنادي: لقد أعطاني رجل من بلاد الشام عشرة آلاف دينار، وقال لي: اطرح منها آلف في الحرم، ثم ناد عليها، فإن ردها إليك من وجدها فأدفع المال كله إليه فإنه أمين راشد: فقد قال الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”..



وكما بدأنا حكايتنا بالصلاة والسلام ننهيها كذلك بالصلاة والسلام على خير الانام محمد العدنان وعلى اله وصحبه الاخيار

انتظروا مني حكاية جديدة

هنا
20-04-2012, 02:44 PM
هههههههههههه والله فكرتينا بايام زمان تسلم ايديكى اخت نسائم وبارك الله فيك ونرجو منك الاستمرا ولو كل يوم قصة او حدوتة قبل النوم ربنا يبارك فيكى يارب

عودة الامل
20-04-2012, 03:02 PM
جميلة الفكرة والاجمل مواضيعك اخت نسائم بارك الله فيك وعليكى ونتمنى منك المزيد

قدرى العلى
21-04-2012, 07:13 AM
مشكورة وبارك الله فيك لقصص الزمن الجميل والله رجعتينا لايام زمان زمن الصفاء والنقاء وحودايت قبل النوم من الجدة والجدات اكملى بارك الله فيكى اختنا نسائم

نسمة الربيع
21-04-2012, 10:28 AM
قكرتك جميلة ماشاء الله يعطيكى الف عافية على ها الافكار النيرة حماكى الله وابقاكى لنا سالمة نسائم الرحمن والخير

نسائم الرحمن
21-04-2012, 12:23 PM
الْلَّه يَسْعَد أَيَّامِكُم‎
وَيَجْزِيَكُم خَيْر الْجَزَاء وَافْضَلِه‎‏ ..‏
عَلَى حُسْن الْمُرُوْر‎‏ ..‏
لَاحُرِمَت من هذا التَوَاجِد الْعَذْب ‏‎
خَالِص الْوُد‎‏......‏

نسائم الرحمن
21-04-2012, 01:43 PM
http://hvac-ar.com/up/uploads/hvac_ar.com13187184771.gif

الحمد لله منزل البيان ، الحمد لله الذي شرح صدورنا بالإيمان
والصلاة والسلام على من كان للخير عنواناً وللبر والإحسان برهانا َ
وصلى الله وسلم على من أشرقت على لسانه حروف الحق والمبين
وعلى آله وصحبة خير أهل معشر ، صلاة وسلاما إلى يوم البعث والمحشر



http://www.alkaabi.org/vb/uploaded/53149_1212032402.jpg




كَانْ يَامَاكَانْ فْقَدِيمْ الزَّمَانْ، كَانْ الْخِيرْ يْغَطّي الْمْكَانْ، كَانْ الْأعْمَى يْتَخَطَّى الْحِيطَان، وْْْكَانْ الشِّيخْ يَقْطَعْ الْوِيدَانْ وكَان الأعمَى يتخَطَّى الحيطان. وْكانت الرِّيشَة تْقْهَرْ الْمِيزَانْ، وْالْعَرْصَة ( الجنينة او الروضة) كَانْتْ تْغَذِّي الْقْبِيلَة وْتزِيد الْجِيرَانْ، كَانْ وْكَانْ حَتَّى كَانْ.
وْفِي قْبِيلَة بْعِيدَة، مَاتْوَصْلْهَا إِلَى مَاعَنْدَكْ حِيلَة، كَانْتْ طْرِيقْهَا طْوِيلَة الْمُونَة (المؤونة) تْسَالِي وْهِيَ مَاتْسَالِي.. وْالعَجِيب فْأَمْرْ هَادْ الْقْبِيلَة أنَّ كُلْ مَرَّة تَبَدَّلْ طْرِيقْهَا، اللِّي جَابْتَكْ الْيُومْ، مَاتْرَجْعَكْ غَدَّّا، وْهَادْ شِّي كُلُّو بِسْبَابْ وَاحَدْ السَّحَّارَة، كَانْ إِسْمْهَا عَقِيسَة، كَانْتْ مَالْكَة الْبْلاَدْ وْالْعْبَادْ، وْكَانْ سِحْرْهَا مَا يْفَلْتُو مَنُّو غِيرْ الشّْدَادْ.
وْكَانْتْ فْالقْبِيلَة، وَاحَدْ الْمْرَا طَيِّبَة جَوَّادَة(1)، تَعْطِي بِيدِيهَا وْلْسَانْهَا، وْكَانْ عَنْدْهَا وَاَحَدْ الْجْنَانْ(2)، خِيرَاتْ الْقْبِيلَة كُلّْهَا مَنُّو، تَعْطِي الْمَسْكِينْ وْتْجُودْ عْلَى الْيْتِيمْ، وْلِهَذَا كَانُو النَّاسْ يَسْمِّيوْهَا الصَّالْحَة.
وْهَادْ الصَّالْحَة، كَانْتْ الْعْدُو الْكْبِيرْ دْيَالْ عَقِيسَة،حَتَّى سِحْرْ مَاخَلاَّتُو (تركته ) إِلاَّ وْجَرْبَاتُو بَاشْ تْهْلَكْهَا وْتْهْلَكْ أَرْضْهَا، لَكِنْ الله كَانْ حَافْظْهَا وْحَافْظْ جْنَانْهَا.
وْمَرَّتْ الأَيَّامْ وْالْحْسَدْ وْالْحِقْدْ فْقَلْبْ عَقِيسَة شَاعَلْ، بْحَالْ (مثل) النَّارْ، تَاكُلْ الْخْضَرْ وْالْيَابْسْ..وْاللِّي زَادْ فْنَارْهَا اكْثَرْ، هُوَ أنَّ الصَّالْحَة وْلْدَتْ، أُو وُلْدَاتْ وَاحَدْ التْوَامْ يْطَيّْرُو الْعْقَلْ بِالزِّينْ.. إِيوَا هَادْ الشِّي مَاعْلِيهْ صْبَرْ، حِيثْ عَقِيسَة مْرِيضَة بْالْعْقُرْ(1)، لَكِنْ عَاقِسَة حَافْظْهَا مُولاَهَا وْحَافْظْ وْلاَدْهَا.
عَقِيسَة جَمْعَتْ شْيَاطْنْهَا فْوَاحَدْ اللِّيلَة كَحْلَة (سودة) زَحْلَة، وْقَالْتْ لِيهُمْ :
- اللِّيلَة يَصْبَحْ الْجْنَانْ رْمَادْ، بَاشْ مَا تَلْقَى البْهِيمَة مَاتَاكُلْ وْلاَ لْعْبَادْ، بْغِيتْ نْشُوفْ الصَالْحَة مَذْلُولَة، لاَدَارْ لاَمُونَة لَلْوْلاَدْ.
إِيوَا سَمْعُوا شْيَاطَنْهَا لْكْلاَمْ وْقَرْرُوا يَطَبّْقُوا لْحَكَامْ.. لَكِنْ شِيشْوِيَّة (بعد برهة) رَجْعُوا الشََّيَاطِينْ حَازْنِينْ مَذْلُولِينْ، إِيوَا سَوْلاَتْهُمْ عَقِيسَة كِالْعَادَة :
- إيوَا، دَمَّّرْتُو المْكَانْ، وْالرْمَادْ وْصَلْ للجِيرَانْ ؟
جَاوْبْهَا كْبِيرْ الشََّيَاطِينْ :
- أَلَلاَّ عَقِيسَة، الله حَافَظْ الصََّالْحَة، وْللْجْنَانْ مَالْقِينَا طْرِيقْ، جْنَانْهَا مَحْرُوسْ مَادّخْلِيهْ لاَبِهْدِيَّة وْلاَ بِفْلُوسْ.
رَجْعَتْ عَقِيسَة لْفْرَاشْهَا، خَرْجَتْ الشََّيَاطِينْ، وْجَلْسَتْ تْفَكَّرْ بِالْمْكِيدَة، حِيثْ دَابَا الصَّالْحَة وْللاَّتْ شُوكَة فَحْلَقْهَا وْعَافْيَة (نار) مَابِينْ لْحَمْهَا وْعْرَقْهَا.. وْالنَّارْ مَايْطْفِيهَا غِيرْ الْمَا.. ضَحْكَتْ عَقِيسَة وْقَالْتْ :-
«صَافِي لْقِيتْهَا.. غَدَّا الصَّالْحَة تْفَطْرِي بِالدّْمُوعْ وْتْعَشَّايْ بِالنْدَامَة».
صْبَحْ الصّْبَاحْ، وْالدِّيكْ صَاحْ، وْفَاقَتْ الصََّالْحَة تْفَطَّرْ وْلاَدْهَا، لَكِنْ الْمَسْكِينَة مَالْقَاتْ غِيرْ لْفْرَاشْ، مَسَّاتْ لَفْرَاشْ وْلْقَاتُوبَارْدْ، وْعَارْفَاتْ أنَّ صَاحِبْ الْفَعْلَة دَارْهَا بِاللِّيلْ.
غَوْتَاتْ (صاحت) الصَّالْحَة وْبْكَاتْ وْعْلَى وْلاَدْهَا قَلْبَاتْ، قَلْبَاتْ الدَّارْ وْالْجْنَانْ، وْلاَ أَثَارْ بَانْ، لاَ اللِّي لاَبْسْ وْللاَّ اللِّي حَفْيَانْ، وْللِّي سَوْلاَتُو مَايَعْطِيهَا خْبَارْ،عَرْفَاتْ الصََّالْحَة مُولاَتْ الفَعْلَة، هَذِي فْعَايْلْ عَقِيسَة.
تْجَمْعُو أَهْلْ الْقْبِيلَة، نَاوْيِينْ الْبَاسْ، إِيوَا عَقِيسَة طْغَاتْ وْمَابْقَى كْفَاهَا أَذَى الْعْبَادْ، وْلاَتْ زَادَتْ خْطِيفْ لَوْلاَدْ.
- هَجْمُو عْلَى دَارْ عَقِيسَة، وْخَلْصُوا الْقْبِيلَة مِنْ مْصَايْبْهَا!
إِيوَا غِيرْ هَرْسُو البَابْ وْمَالْقَاوْ غِيرْ الضْبَابْ، الرِّيحْ كَتْصَفَّرْ، هَرْبَتْ عَقِيسَة مِنْ بَعْدْ مَاخَطْفَاتْ لَوْلاَدْ، وْحَتَّىوَاحَدْ مَاعْرَفْ لِيهَا طْرِيقْ.
الصََّالْحَة مْسْكِينَة، مَالْقَاتْ لِيهَا جَهْدْ، هَزَّاتْ يْدِيهَا لْسْمَاء وْدْعَاتْ دَعْوَة مَا يَرَدْهَا بُوَّابْ، حِيثْ كِيْمَا كَتْعَرْفُو، دَعْوَة المظْلُومْ مَابِينْهَا وْبِينْ الله حْجَابْ.
عَقِيسَة، مْللِّي خَطْفَاتْ لَوْلاَدْ، خْوَاتْ لَقْبِيلَة، وْشَدَّتْ طْرِيقْ طْوِيلَة للِّي مَالِيهَا عُنْوَانْ، وْبَعْدْ ثْلاَثْ أَيَّامْ مِنْ المْسِيرْ وَصْلاَتْ لْقْبِيلَةْ الحَوَّاتَة.. وْهَادْ الْقْبِيلَة، كَانَتْ عِنْدْ الوَادْ، عَايْشِينْ غِيرْ عْلَى الصََّيْدْ، وْالْوَادْ دِيمَا عْلِيهُمْ جَوَّادْ.
مْلِلِّي جَاتْ عَقِيسَة، دَقَّاتْ الْخَيْمَة فْالقْبِيلَة وْنْوَاتْ تْبَاتْ اللِّيلَة وْإِلَى عْجَبْهَا الْمْكَانْ تْخَلِّي الإِقَامَة طْوِيلَة.
دَازْتْ(مرت) ثَلاَثْ أَيَّامْ وْعَقِيسَة فْلْقْبِيلَة، لاَهِيَّ ضِيفَة وْلاَيَدْخُلْ عْلِيهَا ضِيفْ، وْالنَّاسْ فْالقْبِيلَة، شَافُو بِللِّي الحُوتْ مِنْ بَعْدْ الصَّيْدْ دَغْيَة وْبْسُرْعَة تَعْطِي رِيحْتُو، وْإِلَى مَاتّْكَالْ فْنْهَارُو، مَاتَنْفَعْ مْعَاهْ لاَمَلْحَة لَقَدِّيدْ(1).
تْجَمْعُو كْبَارْ وْعْيَانْ لْقْبِيلَة، بَاشْ يْعَالْجُو الْقَضِيَّة وْيْشُوفُو لِيهَا شِي حِيلَة.
سَوَّلْهُمْ كْبِيرْ لْعْيَانْ :
- وْمِنْ إِيمْتَى هَادْ الْحَالَة فْالْقْبِيلَة ؟
جَاوْبُو كْبِيرْ الصَّيَّادَة :
- أَسِيدِي هَادِي ثَلاَثْ أَيَّام، الْوَادْ بْخَلْ عْلِينَا بْحُوتُو، وْاللِّي صَيَّدْنَاهْ، فْنْهَارُو تَعْطِي رِيحْتُو.
تْكَلَّمْ وَاحَدْ الصَّيَّادْ وْقَالْ :
- هَادِي ثْلاَثْ أَيَّامْ أَسِيدِي، دَقَّاتْ وَاحَدْ الْمْرَا خِيمْتْهَا قُدَّامْ بَابْ دَارِي، لاَهِيَ ضِيفَة وْلاَيْدْخَلْ عَنْدْهَا ضِيفْ، إِلَى شَفْتِيهَا مَاتْسَرْ بْشُوفْتْهَا وْإِلَى سْمَعْتِيهَا مَايَعْجَبْكْ حْدِيثْهَا.
وْقَفْ كْبِيرْ الْقْبِيلَة وْقَالْ :
- هَادِيكْ ضِيفْ النَّحْسْ، ضِيفْ مَنْبُوذْ(1) مِنْ السّْلاَيْفْ وْالْجْدُودْ، اللِّيلَة مَالِيهَا مْبَاتَة فْقْبِيلْتِي، عْطِيوْهَا مُونَة الطّْرِيقْ، وْخَرْجُوهَا، هَادِيكْ مَاتْصَلَحْ لاَصْدِيقْ وْلاَرْفِيقْ.
وْفِعْلاً، جَاوْ الصَّيَّادَة، جَمْعُو لْعَقِيسَة الْخَيْمَة وْعْطَاوْهَا مُونَة الطّْرِيقْ وْخَرْجُوهَا وْنَقَّاوْ القْبِيلَة مِنْ شَرْهَا وْنَحْسْهَا.
وْهَكْذَا، شَدَّتْ عَقِيسَة الطّْرِيقْ مَرَة أخْرَى تْقَلَّبْ عْلَى قْبِيلَة بَاقِي مَاجَرْبَاتْشْ تْذْوقْ مْكَايْدْهَا.
بَعْدْ نْهَارْ مِنْ المْسِيرْ، وَصْلاَتْ لْقْبِيلَة لْحَطَّابَة، وْقْبِيلَة الْحَطَّابَة جَاتْ وَسْطْ الْغَابَة، مْضَلْلَة عْلَى الشَمْسْ وْمْوَقْرَاهَا الضْبَابَة.
إِيوَا أَسْيَادِي وَصْلَتْ عَقِيسَة السَّحَّارَة وْدَقَّتْ خَيْمَتْهَا وْسَطْ الْقْبِيلَة وْقَرْرَتْ تْبَاتْ اللِّيلَة، وْإِلَى عْجَبْهَا الْحَالْ تْخَلِّي الْمُدَّة طْوِيلَة.
النَّاسْ فْالقْبِيلَة، كُلْ صْبَاحْ كَيْخَرجُو الْغَابَة يَحَطْبُو وْيْحَشُّو وْإِلَى رَجْعُو، كَيْشُوِيوْ وْيْنَشُُّو، الْخِيرْ مُوجُودْ الْبْهَايْمْ لاَقْيَة مَاتَاكُلْ وْالْغَابَة تْجُودْ بِالْحْطَبْ وْالْعُودْ (الخشب).. إِيوَا فَاتْتْ ثْلاَثْ أَيَّامْ، لاَحْظُو النَّاسْ أنَّ الْحْشِيشْ(1) اللِّي كَيْحَشُّو الْحَطَّابَة للْبْهَايْمْ كَيْبَسْ فْالطّْرِيقْ قْبَلْ مَا يْوَصْلُ لْقْبِيلَة، وْهَكْذَا قَلّْ فِيهَا الْحْلِيبْ وْاللْحَمْ،إِيوَا قَرْرُوا الْحَطَّابَة يَتْجَمْعُو فْبِيتْ كْبِيرْ الْقْبِيلَة يْشُوفُو لِلْقَضِيَّة شِي تَخْرِيجَة وْلاَ حِيلَة.
إِيوَا سْأَلْهُمْ كْبِيرْ لْقْبِيلَة :
- وْمْنْ إِيمْتَى هَادْ الْحَالَة فْالقْبِيلَة ؟
أُوجَاوْبُو كْبِيرْ الْحَطَّابَة :
- أَسِيدِي هَادِي ثْلاَث أَيَّامْ، كَنَّا كَنْجِيبُو حْطَبْ شْهَرْ، وْكَنْحَشُّو للْبْهَايْمْ وْاللِّي حَشِّينَا، ثَلاث أَيَّامْ كَيْبْقَى خْضَرْ،تَاكُلْ مِنُّو الْغْنَمْ وْالْجّْمَالْ وْالْبْقَرْ.
أمَّا دَابَا، الْحْشِيشْ كَيْبَسْ فْالطّْرِيقْ وْالْحْطَبْ يَابَسْ كْلاَتُو الشَّمْسْ.
نَاضْ (وقف ) وَاحَدْ الْحَطَّابْ وْقَالْ :
- أَسِيدِي كْبِيرْ الْقْبِيلَة، هَادِي ثْلاَث أَيَّامْ، جَاتْ وَاحَدْ الْمَرأة وْدَقَّاتْ خَيْمْتْهَا قُدَّامْ بَابِي، إِلَى شَفْتِيهَا نْهَارَكْ يْفُوتْ كْحَلْ وْإِلَى دْوَاتْ مْعَاكْ بْحَالْ النَّارْ تَحْرَقْ وْتَقْتَلْ.
وْقَفْ كْبِيرْ الْقْبِيلَة وْقَالْ :
- هَادِيكْ وْجَهْ النَّحْسْ، مَاتْبَاتْشْ اللِّيلَة فْالْقْبِيلَة، هِيَ جَاتْ بْعَارْهَا وْاحْنَا نْتْكْوَاوْ بْنَارْهَا.
إِيوَا اجْتَامْعُو رْجَالْ الْقْبِيلَة وْرَيْبُو لْعَقِيسَة الْمَنْحُوسَة خِيمْتْهَا، عْطَاوْهَا مُونَةْ الطّْرِيقْ وْخَلاَّوْهَا وْسَطْ الْغَابَة فْرِيسَة.
وَقْفَتْ عَقِيسَة وْسْطْ الْغَابَة، وْقَالْتْ : «آشْ مِنْ طْرِيقْ نْشَدْ دَابَا».
وْشَدَّاتْ طْرِيقْهَا لَعَلَّ وْعَسَى تْفُوتْ الْغَابَة قْبَلْ مَا يَشَدُوهَا الْعَسَّاسَة، وْبَعْدْ يُومْ مِنْ الْمْسِيرْ شَافْتْ بِللِّي هِيَ عْلَى أَبْوَابْ قْبِيلَة جْدِيدَة وْمِنْ سْمَاهَا الصَّافِية بَايْنَة قْبِيلَة سْعِيدَة.
كَانْتْ هَدِيكْ قْبِيلَةْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ، الْقَاضِي اللِّي لِلْجَأْْ لِيهْ مَايَظّْلَمْ، الْغَنِي عَنْدُو بْحَالْ الْفَقِيرْ وْالْكْبِيرْ عَنْدُو بْحَالْ الصّْغِيرْ.
وْكَانْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ مَايَخْفَى عْلِيهْ سِحَرْ السَّحَّارَة وْلاَ سَلْعَة الْعَطَّارَة، كَانْ عَنْدُو جْمَاعْتُو مِنْ السَّحَّارَة، وَلَكِنْ مَا يْخَدْمُو لِيهْ غِيرْ لِلْخِيرْ وْمَاشِي لِلأَذِيَّة.
وَصْلَتْ عَقِيسَة لِلْقْبِيلَة وْدَقَّتْ خِيمْتْهَا كِالْعَادَة، وْفْهَادْ الْقْبِيلَة، كَايْنْ الْفْلاَّحْ وْالْخَضَّارْ وْالتَّاجَرْ وْالجَزَّارْ، وْالْقْبِيلَة حَتَّى لْهَذَاكْ النْهَارْ عَايْشَة فِي سَلاَمْ وْهَنَاء.
وْمَرَّتْ ثلاث أَيَّامْ، وْشَافُو النَّاسْ بِللِّي كَثْرَتْ الْخْصُومَة بِينَاتْهُمْ، الْغْنِي يَاكُلْ رْزَقْ الْفَقِيرْ، وْالْكْبِيرْ يَحْقَرْ عْلَى الصّْغِيرْ، وْالْقَاضِي بُومْفْتَاحْ عَمْرُو مَادَارُو الشّْكَّايَة الصَّفْ قُدَّامْ بَابُو وْعَمَّرْ الْخْصُومَة مَاكَانْتْ فْالْمَالْ وْالْعَرْضْ.
دَقْ بَابُو كْبِيرْ التُّجَّارْ وْكْبِيرْ الْخَضَّارَة، دَخَّلْهُمْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ لْدَارُو وْقَالْ :
- آشْ وَاقَعْ بِينْ الْخَضَّارَة وْالتَّجَّارَة، كَنَعْرَفْهُمْ خُّوتْ لاَغَدَّارَة وْلاَشَفَّارَة.
خْذَا كْبِيرْ التُّجَّارَة الإِذْنْ بْالْكْلاَمْ وْقَالْ :
- سْمَعْنِي أَسِيدِي بُومْفْتَاحْ، هَادِي ثَلاَثْ أَيَّامْ جْمَعْنَا الْمُونَة مِنْ الْحَطَّابَة وْالجَزَّارَة وْاعْطِينَا لْفْلُوسْ لِلْخَضََّارَة، الْحَطَّابَة وْالجَزَّارَة وْفَاوْ بْالْوَعْدْ وْبْقَاوْ الْخَضَّارَة.. وْاحْنَا أَسِيدِي بُومْفْتَاحْ مْوَجْدِينْ الْجْمَالْ وْالْقَافْلَة غَادِي تَمْشِي مْعَ السََّرْوِيَّة(1).
مْللِّي سَالاَ كْبِيرْ التْجَّارْ كْلاَمُو، الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ مَاقَالْ احْكَامُو، وْقَالْ لْكْبِيرْ الْخَضَّارَة :
- آشْ كَتْقُولْ أَسِّي كْبِيرْ الْخَضَّارَة فْهَادْ الْكْلاَمْ ؟
وْقَفْ كْبِيرْ الْخَضَّارَة وْقَالْ :
- أسِيدِي بُومْفْتَاحْ، احْنَا مَانْكَرْنَا كْبِيرْ التْجَّارَة، لْفْلُوسْ شَدِّينَاهُمْ وْالخُضْرَة جْمَعْنَاهَا، لَكِنْ صْبَاحْ الْيُومْ مَالْقِينَاهَا، وَاشْ تْسَرقَاتْ وَاشْ تْحَرْقَاتْ، حَتَّى وَاحَدْ مَالْقَى لِيهَا أَثَرْ.
إِيوَا هْنَا حَارْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ، وْقَالْ :
- رَجْعُوا عَنْدِي فْالصّْبَاحْ، وْنْقُولْ لِيكُمْ شْكُونْ اللِّي عْلِيهْ اللُّومَة فْهَادْ الْخْصُومَة.
غِيرْ خْرَجْ كْبِيرْ التْجَّارَة وْكْبِيرْ الْخَضَّارَة، وْدْخَلْ كْبِيرْ الجْزَّارَة وْكْبِيرْ الفْلاَّحَة، طَالْبِينْ حْكَامْ سِيدِي بُومْفْتَاحْ.
وْقَفْ كْبِيرْ الجْزَّارَة قْدَّامْ الْقَاضِي وْقَالْ :
أَسِيدِي بُومْفْتَاحْ، كْبِيرْ الْفْلاَّحَة شَدْ لِيَّ بْهَايْمِي فْأَرْضُو وْمَا بْغَا يَطْلَقْهَا وْكَيْقُولْ يَايَذْبَحْهَا يَايَشْنَقْهَا.
قَالْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ :
- آشْ قُولَكْ فْهَادْ الْكْلاَمْ أَكْبِيرْ الْفْلاَّحَة، وَاشْ كَاذْبْ وْلاَ قَالْ الصََّرَاحَة ؟
جَاوْبُو كْبِيرْ الْفْلاَّحَة :
- نَعَمْ أَسِيدِي بُومْفْتَاحْ صَادَقْ، وَلَكِنْ بْهَايْمُو تْسَلْطُو عْلَى أَرْضِي، كْلاَوْ الزْرَعْ وْهَلْكُو الأَرْضْ وْالْمْصَارَفْ(1)، إِيوَا كِيفْ نْعَوَّضْ خْسَايْرِي أَمُولاَيْ الْقَاضِي..
وْقَفْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ وْقَالْ :
- الصّْبَاحْ رَجْعُو عَنْدِي، نْوَرِّيكُمْ الظَالْمْ مِنْ المَظْلُومْ.
إِيوَا جْلَسْ الْقَاضِي كَيْفََكَّرْ مْعَ صْحَابُو، آشْ هَادْ الشِّي تْسَلَطْ عْالْقْبِيلَة، عَمْرْهَا مَاتْشَكَاتْ الْجُورْ(1) وَالْمْكِيدَة، وْهَادْ ثَلاَثَة أَيَّامْ وْللاَّ الظُلْمْ قَاعِدَة.
قَالْ لِيهْ صَاحْبُو :
- إيِلَى سْمَحْتِي لِيَّ أَسِيدِي الْقَاضِي، هَادِي ثَلاَثْ أَيَّامْ جَاتْ وَاحَدْ الْعَجُوزَة غْرِيبَة عْالْقْبِيلَة، مَاتَرْتَاحْ لْشُوفْتْهَا مَايَعَجْبَكْ كْلاَمْهَا، وْمْعَاهَا جُوجْ صِبْيَة صْغَارْ مَابَايْنِيشْ مِنْ ثُوبْهَا.. يَاكْمَا جَابْتْ مْعَاهَا النَّحْسْ وْالبْغِيضَة لْقْبِيلَة سِيدِي بُومْفْتَاحْ.
جَاوْبُو الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ :
- انْتُومَا كَتْعَرْفُونِي مَانْبْغِي الظُّلْمْ، جِيبُوهَا نَسْمَعْ حْكَايْتْهَا، إِلَى كَانْتْ ضِيفَة نْكَرْمُوهَا وْإِلَى جَايْبَة الْبلاَءْ لِلْقْبِيلَة، نْجَازِيوْهَا بْنَيْتْهَا.
إِيوَا شْوِيَة جَاوْ رْجَالْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ وْجَابُو مْعَاهُمْ السَّاحِرَة عَقِيسَة، إِيوَا غِيرْ وَقْفَتْ قُدَامُو وْتْنَمْلُو لِيهْ قْدَامُو، وْحَسْ بْللِّي هَادْ الْعْجُوزَة فْحْكَايْتْهَا بَلْيَة.. سَألْهَا بُومْفْتَاحْ :
- شْكُونْ انْتِي ؟ وْآشْ جَابْكْ لْقْبِيلْتْنَا ؟
خَافْتْ عَقِيسَة مِنْ كْلاَمُو، لَكِنْ الدَّّاهْيَة عَارْفَة كِيتْرَدْ احْكَامُو، جَاوْبَاتُو وْقَالْتْ :
- أَنَا ضِيفَة، طَالْبَة ضِيفْ الله، سَمْعَتْ بْحْكَمْتَكْ وْشْهَامْتَكْ، وْجِيتْ نْتَغَطَى بْحْمَايْتَكْ.
جِيتْ مِنْ قْبِيلَة بْعِيدَة، دَازْتْ عْلِيهَا أَيَّامْ شْدِيدَة، زَارْهَا القَحْطْ(1) وْطُوَّلْ الزِّيَارَة مَاخَلَّى فِيهَا لاَ عُودْ نَابْتْ لاَنُوَّارَة( زهرة)، إِيوَا أَسِيدِي بُومْفْتَاحْ هَزِّيتْ وْلِيدَاتِي وْخْوِيتْ الْقْبِيلَة، وْقْصَدْتْ قْبِيلْتَكْ، إِلَى قْبَلْتُو عْلِيَ هَذَاكْ مْنَايَا، وْإِلَى مَاقْبَلْتُو نْعَاوْدْ رْجَايَا.
مْلِّي شَافْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ لْوْلِيدَاتْ كِيمْنَوْرِينْ وْوَجْهْ عَقِيسَة كِيمْظَلَّمْ.. سْأَلْهَا :
- أَنَا شَاكْ فْأَمْرَكْ، وْلاَدَكْ مْنَوْرِينْ وْأَنْتِ كَحْلَة زَحْلَة، وْوَلاَدْكْ بَاقْيينْ دْيَالْ الرْضَاعَة وْانْتِ العُكَّازْ مَاتْفَرْطِي فِيهْ.. هَادُو مَاشِي وْلاَدَكْ.
جَاوْبَاتُو عَقِيسَة :
- هُومَا وْلاَدِي أسِيدِي، وَاشْ كَتْشَكْ فْقُدْرَةْ الله ؟
جَاوْبْهَا الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ وْقَالْ :
- حَاشَى نْشَكْ فْقُدْرَة الله، رْزَقْ الْوَلْدْ لابْرَاهِيمْ وْزَكَرِيَّا.. أَنَا غَادِي نَرْسَلْ الزَرْزُورْ(1) يْجِيبْ اخْبَارْكْ، إِلَى كُنْتِي صَادْقَة نْقَادُّو لِيكْ الْمْقَامْ وْإِلَى كُنْتِي كَاذْبَة نَرْمِيوْكْ لْجَهَنَّمْ.
الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ، كَانْ عَنْدُو وَاحَدْ الطَّيْرْ سْمِيتُو الزَرْزُورْ، كَانْ يْجِيبْ لِيهْ الْخْبَارْ بْحَالْ سِيدْنَا سُلَيْمَانْ، وْهَكْذَا كَيَعْرَفْ الصَّادَقْ وْالْكَاذْبْ وْالْمَغْلُوبْ وْالْغَالْبْ.
حْبَسْ عَنْدُو عَقِيسَة وْخَلاَّ عَنْدُو لْوْلاَدْ وْاتْسَنَّى الطِّيرْ يْجِيبْ لْخْبَارْ.. مْعَا الْفْجَرْ رْجَعْ الطِّيرْ وْجَابْ خْبَارْ عَقِيسَة بْلاَ زْيَادَة وْلاَنُقْصَانْ، عْرَفْ حْكَايَة الْوْلاَدْ وْحْكَايْةْ الْجْنَانْ وْحْكَايْةْ قْبِيلَةْ الصََّيَّادَة وْالْحَطَّابَة، وْعْرَفْ سْبَابْ لْخْصُومَة اللِّي زَارْتْ قْبِيلْتُو اللِّي كَانْ يَضْرَبْ بِيهَا الْمْثَالْ.
صْبَحْ الصّْبَاحْ وْجَابْ مْعَاهْ الصّْفَا… التُجََّارْ وْالْفْلاَّحَة وْالْخَضَّارَة وْالجْزَّارَة تْصَافَاوْ وْمَابْقَاتْ بِينَاتْهُمْ خْصُومَة.
خَرَّجْ بُومْفْتَاحْ عَقِيسَة وْجْمَعْ سَّحَّارَا دْيَالُو وْقَالْ :
- عْرَفْنَا حْكَايْتَكَ أَعَقِيسَة وْذَقْنَا إِذَايْتَكْ، وْدَابَا دَارْتْ عْلِيكْ النُوبَة، كِيفْمَا آذِيتِي تْأَذَايْ.
غِيرْ سَمْعَاتُو عَقِيسَة وْتْبَدَّلْ لُونْهَا وْصُوتْهَا، حَاوْلَتْ تْسْحَرْهُمْ بِعَيْنِيهَا وْعْصَاهَا، لَكِنْ سْحَارَاتْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ كَانُو قَادْرِينْ.. وْقَهْرُوهَا بْكْلاَمْهُمْ وْرَبْطُوهَا بْسْهَامْهُمْ وْهَكْذَا قَالْ لِيهَا الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ :
- غَاذِي يَمْسْخُوكْ السَّحَّارَة دْيَالِي، إِيوَا اخْتَارِي، يَاجْرَانَة يَاجْرَادَة يَاذَبَّانَة.
عَرْفَاتْ عَقِيسَة بْللِّي هَادِي الاخْرَة لِيهَا وْحْتَّى شِي سِحْرْ مَاغَادِي يْصْدَقْ لِيهَا.. وْقَالْتْ :
- «الجْرَانْ صْدَاعُو مَا يْآذِي وْالذَّبَّانْ يْقَهْرُوهْ الْوْسَادِي، أَمَّا الجْرَادْ، كَيْهْلَكْ الشّْجَرْ وْالجْرَادِي..».
اخْتَارْتْ الجْرَادَة أَسِيدِي بُومْفْتَاحْ.
إِيوَا فْرْمْشَة عِينْ، وْللاّتْ عَقِيسَة جْرَادَة وْطَارْتْ مِنْ الشَّرْجَمْ، وْمَاعَرْفُوهَا فِينْ غَادَة. الْمُهِمْ مْشَا الْبَاسْ وْالظّْلاَمْ اللِّي بَانْ فْنَاسْ الْقْبِيلَة.. وْرَجْعَتْ لْصَافَا وْنُورْهَا.
أَمَّا الجْرَادَة عَقِيسَة، فَشَرّْهَا مَابْغَى يْسَالِي، مْشَاتْ أَسْيَادِي للصَّحْرَا، وْجَمْعَتْ سَرْبْ الجْرَادْ وْنْوَاتْ الْغْدَرْ بْأَهْلْ البْلاَدْ.. وْقَصْدَتْ الْقْبِيلَة، بَاشْ تَهْلَكْ جْنَانْ الصََّالْحَة.
بَعْدْ أَيَامْ رَجَّعْ الْقَاضِي بُومْفْتَاحْ لْوْلاَدْ لأمْهُمْ الصَالْحَة، وْرَجْعَتْ فِيهَا الرُُّوحْ مِنْ بَعْدْ مَاكَانْتْ عْلَى وْلاَدْهَا تَبْكِي وْتْنُوحْ.
فْالصْبَاحْ التَّالِي، صَبْحَتْ الْقْبِيلَة عَلَى سْحَابَة كَحْلَة قَاصْدَاهُمْ، هَدَاكْ سَرْبْ الجْرَادْ، قَاصْدْ جْنَانْ الصََّالْحَة، جَايْ يَهْلَكْ الشْجَرْ وْيْخَلِّي الْحْجَرْ، لَكِنْ كِيفْمَا كَانْ الله حَافْظْ جْنَانْ الصَّالْحَة وْرَدْ لِيهَا وْلادْهَا، هُوَ قَادْرْ يَكْفِيهَا شَرْ عَقِيسَة الجْرَادَة وْسَرْبْهَا.
دْخَلْ السَّرْبْ للجْنَانْ، لَكِنْ مَاقْدَرْ يَاكُلْ حَتَّى وَرْقَة مِنْ الشْجَرْ، اللِّي ذاقْ شِي شَجْرَة، يَلْقَاهَا مَالْحَة، مَعَ أَنَّ الشّْجَرْ كُلُّو غِيرْ عْنَبْ وْتْفَّاحْ وْلِيمُونْ ورٌمَّانْ، كُلُّو حْلاَوَة.
إِيوَا تْقَلْبَاتْ الآيَة، خَرْجُو نَاسْ الْقْبِيلَة، رْجَالْ وْنْسَا وْدْرَارِي يْصَيْدُوا الجْرَادْ اللِّي حْصَلْ فْجْنَانْ الصَّالْحَة.
إِيوَا نَاسْ الْقْبِيلَة تْزَرْدُوا ثَلاَث أَيَامْ، حِِيثْ جْرَادْ هَدِيكْ الأَيَامْ مَاكَانْ فِيهْ دْوَا، كَانْ الْغَنِي يَاكْلُو وْالْفْقِيرْ، حِِيثْ كَانْ بْحَالْ الْغْنَمْ، سَارَحْ فْالشْجَرْ وْالزْرَعْ.
إِيَوَا تْجَمْعُو شِي وْلِيدَاتْ يَشْوِيوْ الجْرَادْ، وْمْلِلِّي شَبْعُو، بْقَاتْ لِيهُمْ جْرَادَة شَبْعُوا عْلِيهَا، وْمَاقْدَرْ حَدْ يَاكُلْهَا.. قَالْ لِيهُمْ كْبِيرْهُمْ :
- غَادِي نَضَرْبُو عْلِيهَا الْعُودْ، جْرَادَة مَشْوِيَّة نَاكْلُوهَا بْشْوِيَّة، اللِّي جَاتْ فْنَصِيبُو يَاكُلْهَا فْضَغْمَة، بَاشْ مَانْضَيْعُو هَادْ النَّعْمَة.
وْمْلِلِّي ضَرْبُو عْلِيهَا الْعُودْ، جَاتْ فْالْوَلْدْ الصّْغِيرْ، وْغِيرْ حَطْهَا فْمُّو وْرَدْهَا:
-شْحَالْ مَالْحَة، أَنَا مَا جْحَدْتْ النَّعْمَة، وَلَكِنْ مَاقْدَرْتْ عْلَى هَادْ اللَّقْمَة..
إِيوَا الدْرَارِي ( يا اولاد) للِّي حَطّْهَا فْمُّو يَرْمِيهَا.. حيثْ حَتَّى وَاحَدْ مَاعْرَفْ بْللِّي هَادِيكْ الجْرَادَة هِيَ عَقِيسَة، وْبْقَاتْ عَقِيسَة الجْرَادَة مَشْوِيَّة وْمَرْمِيَّة، حَتَّى كْلاَهَا الرِّيحْ مْعَ الأَيَامْ.. أَمَّا الْوْلِيدَاتْ كَانُو كَيْغَنِّيوْ مِنْ ذِيكْ اللِّيلَة مْللِّي عَرْفُوا الْحْكَايَة :
أجْـــرَادَة مَـــالْــحَــــــة
فِــي كُـنْـتـِـي سَـارْحَـــة
فِـي جْـنَـانْ الصَالْـحَـــة
آشْ كْلِيتِي آشْ شْرَبْتِـي
غِيرْ التْـفَـاحْ وْالنَّـفـَـاحْ
وْالحَـكْـمَـة بإِيــدِيـــكْ
يَاالْقَـاضِي يَا بُـو مْفْتَـاحْ
إيوَا مْشَاتْ حْكَايْتِي مِنْ وَادْ لْوَادْ وْمِنْ بْلاَدْ لَبْلاَدْ، يَحْكِيهَا الْجْدَادْ لِلصَّبْيَة وْلْحْفَادْ.


قصة عقيصة
من الموروث الشعبي المغربي

ابو مصعب
21-04-2012, 06:25 PM
مشكورة اختنا نسائم وبارك الله فيكى بس بعد اذنك لى طلب ممكن حضرتك تكتبى القصة مرة بالمغربى ومرة ترجمتها بقى بالعربى عشان الاخوة الغير ناطقين بالمغربية يفهموا اللى هما زى حالاتى وربنا يباركلك يارب ومستنى الترجمة على احر من الجمر هههههههههه وتقبلى فائق تحياتى

الحسناء
22-04-2012, 12:07 AM
مشكورة وبارك الله فيك نسائم ونتظر جديدك بكل لهفة واشتياق

دواء القلوب
23-04-2012, 12:27 AM
شكرا للابداع والتألق دايما فى مواضيعك اختنا نسائم بارك الله فيك

زخارى
24-04-2012, 02:15 PM
مشكورة استاذة نسائم على المواضيع الابداعية المتألقة

نذار الشامى
25-04-2012, 01:53 AM
مشكورة استاذة نسائم على المواضيع الابداعية المتألقة الى الامام ونرجو المزيد دوما دمت بكل خير وصحة وعافية

حنين
26-04-2012, 12:56 AM
مشكورة مشرفتنا الابداعية نسائم وشكرا على الذكريات الجميلة ونرجو المزيد منك بارك الله فيك

نسائم الرحمن
26-04-2012, 11:03 AM
مشكورة اختنا نسائم وبارك الله فيكى بس بعد اذنك لى طلب ممكن حضرتك تكتبى القصة مرة بالمغربى ومرة ترجمتها بقى بالعربى عشان الاخوة الغير ناطقين بالمغربية يفهموا اللى هما زى حالاتى وربنا يباركلك يارب ومستنى الترجمة على احر من الجمر هههههههههه وتقبلى فائق تحياتى

انت تامر الاخ الفاضل ابو مصعب وسانزل اليوم القصة باللغة الفصحى ويارب اتوفق في صياغتها لان هذه الحكاية من الحكايات القديمة المتوارثة ولغتها لم تعد سائدة وافتقدناها حقيقة

نسائم الرحمن
26-04-2012, 11:06 AM
مشكورة اختنا نسائم وبارك الله فيكى بس بعد اذنك لى طلب ممكن حضرتك تكتبى القصة مرة بالمغربى ومرة ترجمتها بقى بالعربى عشان الاخوة الغير ناطقين بالمغربية يفهموا اللى هما زى حالاتى وربنا يباركلك يارب ومستنى الترجمة على احر من الجمر هههههههههه وتقبلى فائق تحياتى


مشكورة وبارك الله فيك نسائم ونتظر جديدك بكل لهفة واشتياق


شكرا للابداع والتألق دايما فى مواضيعك اختنا نسائم بارك الله فيك


مشكورة استاذة نسائم على المواضيع الابداعية المتألقة


مشكورة استاذة نسائم على المواضيع الابداعية المتألقة الى الامام ونرجو المزيد دوما دمت بكل خير وصحة وعافية


مشكورة مشرفتنا الابداعية نسائم وشكرا على الذكريات الجميلة ونرجو المزيد منك بارك الله فيك


اج ــمل وأرق باقات ورودى للاخوة الافاضل

لردكم الجميل ومروركم العطر

تــ ح ــياتيـ لكــم
كل الود والتقدير
دمتم برضى من الرح ــمن

نسائم الرحمن
26-04-2012, 11:10 AM
نزولا عند طلب الاخ الفاضل ابو مصعب هذه ترجمة لقصة الجرادة عقيسة

كان يامكان كان في قبيلة بعيدة لا تصلها المؤن بسهولة وكانت معيشتهم صعبة بسبب ساحرة شمطاء تعيش بينهم اسمها عقيسة , كان شرها لا يسلم منه حتى شدائد الرجال .
وكانت في القبيلة امراة طيبة تمتلك بستان تكرم اليتيم وتعطي المسكين لهذا سماها الصالحة.
كانت عقيسة تكرهها كرها شديدا وتغار منها , جربت عليها كل انواع السحر لكن لم ينفع معها سحر لان الرحمن حافظها هي وبستانها.

ومرت الايام وحقد عقيسة على الصالحة مثل النار التي تاكل الاخضر واليابس وخصوصا لما انعم الله على الصالحة بتوأم اية من الجمال وهي لا تستطيع الانجاب لانها عاقر.
وفي ليلة ظلماء جمعت عقيسة شياطينها وقالت لهم :

اريد الليلة ان يصبح البستان رماد كي لا تجد البهائم ولا العباد اكل , اريد ان ارى الصالحة مدلولة ليس لها لا بيت ولا اولاد.
خرجت الشياطين لتطبق الاحكام لكن بعد برهة رجعت مدلولة حزينة.
سألتهم عقيسة :
- هل دمرتم المكان والرماد هل وصل للجيران؟
رد كبير الشياطين
- سيدتي عقيسة الله حافظ الصالحة والبستان لم نستطع له المرور لا بالهدايا ولا بالمال
رجعت عقيسة لفراشها بعد خروج الشياطين وبدات تفكر في مكيدة للصالحة لانها تقف كالشوك في حلقها ونار مابين اللحم والعروق لا يطفأها ماء
ضحكت عقيسة وقالت : وجدتها غدا يا الصالحة ستفطرين بالدموع وتتغدين بالندامة.

قامت الصالحة في الصباح لتجهز الفطار لأولادها لكن المسكينة وجدت الفراش بارد ولا اتر للاولاد لا في البيت ولا البستان ,عرفت ان احدا سرق اولادها بالليل.

صاحت الصالحة وبكت على اولادها وكلما تسأل احد عليهم لا يعطيها جواب شاف.
عرفت ان عقيسة الشريرة هي صاحبة الفعل

تجمع اهل القبيلة وقرروا يخلصوها من شر عقيسة كسروا الباب لكنهم لم يجدوا سوى الضباب وصفير الرياح, عقيسة هربت بعد سرقتها الصغار.

الصالحة المسكينة رفعت يديها وشكت للخالق الذي ليس على بابه بواب لان دعوة المظلوم ليس لها وبين الله حجاب.

عقيسة ذهبت في طريق طويلة تائهة بدون عنوان وبعد 3 ايام وليالي من السير حلت بقرية للصيادين تعيش على مايجود به النهر من خيرات فقررت عقيسة الاقامة بها اذا عجبها المكان.

مرت 3 ايام وعقيسة في القرية لا يدخل عليها ضيف ولا تحل ضيفة على احد

لكن الصيادين اكتشفوا ان صيدهم صار يفسد بسرعةاذا لم يؤكل في يومه مهما حطوا فيه من ملح او جعلوه قديد.

اجتمع كبار القرية ليعالجوا هذه المشكلة التي لم يجدوا لها حيلة.
سالهم كبير الاعيان (شيخ القبيلة) :
- متى صارت هذه الحالة بالقبيلة؟
رد كبير الصيادين :
- سيدي منذ 3 ايام النهر بخل علينا وكلما نصيد سمكا يفسد في يومه
وقال اخر :
- منذ 3 ايام جاءت للقبيلة امرأة وجعلت خيمتها امام بيتي لا هي ضيفة ولا يدخل عندها ضيف اذا رايتها لا تسر برؤيتها واذا تحدثت لا يعجبك كلامها

وقف كبير القرية وقال :
- هذه ضيف النحس ضيف منبوذ. الليلة لن تبيت في القرية , اعطوها مؤونة الطريق هذه لا تصلح لا رفيق ولا صديق.
اجتمع اهل القرية وفكوا وثاق الخيمة واعطوا عقيسة المؤونة ونظفوا القرية من شرها ونحسها.

خرجت عقيسة مرة اخرى تبحت على قبيلة اخرى, قبيلة لم تجرب مكائدها

وقفت عقيسة وسط الغابة وقالت :
- اي طريق أسلك قبل ان يمسك بي حراس الغابة؟
وبعد يوم من المسير وصلت عقيسة الى قبيلة بشتغل اهلها بالحطب .

ضربت عقيسة خيمتها وسط القبيلة وقررت المبيت هذه الليلة واذا عجبها المكان تمدد المقام
كان سكان هذه القبيلة يخرجون كل صباح للغابة ليجلبوا الحطب والحشائش للبهائم . وكان الخير يعم القبيلة والبهائم تجد ماتأكل والغابة تجود بالحطب والخشب . وبعد 3ايام لاحظ سكان القبيلة ان ان الحشيش الذي يحشوه للبهائم ييبس في الطريق والبهائم صارت ضعفت وما عاد حليبها يكفي
تجمع الحطابة عند كبير القبيلة ليتباحتوا امرهم ويعرفو ا سبب هذه القضية التي لم يجدوا لها حيلة.

سألهم كبير القبيلة :
- متى صارت هذه الحالة بالقبيلة؟
رد عليه كبير الحطابين :
- سيدي قبل 3 ايام كنا نجلب حطب ونحش الحشيش للبهائم ويظل اخضر تاكل منه الغنم والجكل والبقر. اما الان فالحشيش ييبس في الطريق والحطب اكلته الشمس.

وقف اخر وقال :

- سيدي كبير القبيلة منذ 3 ايام جاءت امرأة وضربت خيمتها امام بابي , اذا رأيتها يصبح نهارك اسود واذا كلمتك متل النار تحرق وتقتل.

وقف كبير القبيلة وقال :
هذه وجه النحس لن تبيت الليلة في القبيلة , جاءت بعارها ونحن اكتوينا بنارها

اجتمع رجال القبيلة وهدموا لعقيسة خيمتها واعطوها مؤونة الطريق وتركوها وسط الغابة فريسة .
وقفت عقيسة وسط الغابة وقالت :
اي طريق سأسلك الان؟
وبعد يوم من المسير رأت نفسها على مشارف قبيلة جديدة ومن رؤية صفاء سماءها تظهر انها قبيلة سعيدة.

كانت هذه قبيلة بو مفتاح الذي اذا أَلتجأ اليه احد لا يظلم, الغني عنده كالفقير والكبيرعنده مثل الصغير.
كان القاضي بومفتاح لا يخفى عليه سحر ولا سلعة العطارة. كان عنده جماعته من السحرة لكن لا يستغلون سحرهم الا في الخير ولا يأذون به احدا.

ضربت عقيسة خيمتها وسط القبيلة كعادتها وكان يعيش في هذه القبيلة الفلاح والخضار والتاجر والجزار والقبيلة حتى هذا اليوم تعيش سلام وهناء.

وبعد مرور 3 ايام لاحظ الناس ان الخصام كتر في القبيلة والغني يأكل رزق الفقير والكبير يحتقر الصغير

والقاضي مفتاح لم يصطف على بابه يوما المشتكون والخصام لم يصل يوما للمال والعرض
دف باب القاضي بومفتاح كبير التجار وكبير الخضارة ادخلهم القاضي بومفتاح وقال لهم
- ما ذا حصل للتجار والخضارين اعرفهم دوما اخوة لا غدارين ولا لصوص.
اخد كبير التجار الاذن بالكلام وقال
- سيدي القاضب بومفتاح منذ 3 ايام جمعنا المؤونة من الحطابة والجزارين واعطينا النقود للخضارين , التجار والحطابين أوفوا بالوعد عكش الخضارين.
ونحن سيدي جهزنا الجمال والقافلة ستغادر الصباح الباكر . لما انهى كبير التجار كلامه قال القاضي بومفتاح لكبير الخضريين :
- ما ذا تقولون في هذا الكلام وقف كبير الخضريين وقال :
- نحن لم ننكر سيدي بومفتاح على التجار النقود . النقود اخدناها والخضر جمعناها لكن في الصباح لم نجدها هل سرقت او احترقت؟ لا احد وجد لها اتر.
حار القاضي بومفتاح وقال :
- ارجعوا عندي في الصباح وساقول لكم من الملام في هذا الخصام
لما خرج كبير التجار وكبير الخضريين دخل كبير الجزارين وكبير الفلاحين طالبين حكم سيدي بومفتاح
وقف كبير الجزارين وقال:
- سيدي بومفتاح كبير الفلاحين مسك لي بهائمي في ارضه ولم يرضى يتركها لي ويقول سيدبحها او يشنقها.
قال القاضي بومفتاح لكبير الفلاحين ماذا تقول في هذا الكلام؟ هل كذب او قال الصراحة؟
رد كبير الفلاحين نعم سيدي بو مفتاح انه صادق ولكن بهائمه دخلوا لارضي واكلوا الزرع واهلكوا الارض والمصارف . كيف ساعوض خسائري مولاي القاضي........
وقف القاضي بومفتاح وقال :

- ارجعوا عندي صباحا لاريكم الظالم من المظلوم.

جلس القاضي يفكر مه اصدقاءه ما ذا حصل للقبيلة لا احد اشتكى الجور والمكيدة يوما ومنذ 3 ايام صار الظلم قاعدة.
قال له صاحبه :
اذا سمحت لي سيدي القاضي , منذ 3 ايام جاءت عجوز غريبة على القبيلة , لا ترتاح للنظر اليها ولا يعجبك كلامها ومعها صبيين . اتظن سيدي هي من جاءت بالنحس والبغيضة لقبيلة سيدي بومفتاح؟
رد عليه القاضي وقال
- انتم تعرفونني لا احب الظلم اتوني بها اسمع حكايتها اذا كانت ضيفة نكرمها واذا كانت سبب البلاء نجازيها بنيتها.

بعد مدة جاء رجال القاضي ومعهم الساحرة عقيسة , ما ان وقفت امام القاضي بومفتاح حتى حس بتنميل في رجليه واحس ان في حكاية هذه العجوز البلاء . سالها بومفتاح :

من انت وما اتى بك لقبيلتنا؟

خافت عقيسة من كلامه لكن الداهية عرفت كيف ترد وقالت :

انا طالبة ضيف الله سمعت بحكمتك وشهامتك وجئت اتغطى بحمايتك , جئت من قبيلة يعيدة مرت عليها ايام شديدة . زارها الجفاف والقحط اكل الاخضر واليابس . حملت اولادي وغادرت القبيلة وقصدتك قبيلتك اذا قبلتوا بي سيكون مناي واذا لم تقبلوا ارجع ادراجي.
لما راى القاضي بومفتاح الاولاد منورين ووجه عقيسة مظلم قال لها

- انا اشك في امرك الاولاد منورين وانت سوداء حالكة واولادك لازالوا رضع وانت صاحبة عكاز لا تفارقيه الاولاد ليسوا اولادك.

ردت عليه عقيسة وقالت : هما اولادي هل تشك في قدرة الله؟
رد القاضي عليها وقال : حاشى اشك في قدرة الله رزق الولد لابراهيم وزكرياء ....... سأرسل الزرزور (اسم طير) ياتيني باخبارك اذا كنت صادقة نرحب بمقامك واذا كادبة نرميك لجهنم
القاضي بومفتاح كان عنده طائر اسمه زرزور, كان ياتي له بالاخبار مثل سيدنا سليمان وهكذا يعرف الصادق والكاذب والغالب والمغلوب

حبس عنده عقيسة وترك عنده الاولاد وانتظر الطائر ياتيه بالاخبار . مع الفجر رجع الطائر وجاء بالاخبار بدون زيادة ولا نقصان , عرف حكاية الاطفال وحكاية البستان وحكاية الحطابين والصيادين وعرف سبب الخصام الذي زار القبيلة التي كان يضرب بها المثال .
صبح الصباح واتى معه الصفاء ... التجار والفلاحين والخضارين والجزارين تصالحوا ولم يعد بينهم خصومة

اخرج القاضي عقيسة من حبسها وجمع سحرته وْقَالْ :
- عرفنا حكايتك ياعقيسة ودقنا اذيتك والان دورك مثلما اذيتينا تتاذي

ما ان سمعته عقيسة حتى تبدل لونها وصوتها وحاولت تسحرهم بعينها وعصاها, لكن سحرة القاضي بو مفتاح كانوا لها بالمرصاد قهروها بكلامهم وربطوها بسهامهم وهكذا قال لها القاضي بومفتاح :
سحرتي سيمسخوك اختاري اما ان تكوني ضفضعة او جرادة او ذبابة؟

عرفت عقيسة ان هذه اخرتها ولا سحر سينجح معها . وقالت :
الضفادق صوتهم ما ياذي والذباب يقهروه الوسائد اما الجراد يهلك الاشجار والحدائق
اخترت سيدي بومفتاح اكون جرادة.
في رمشة عين صارت عقيسة جرادة وطارت من النافذة وما عرفوا اين تتجه المهم ذهبت ومعها بأسها والظلام الذي ظهر في ناس القبيلة ورجع الصفاء ونورها

اما الجرادة عقيسة سرها لم ينتهي بعد , ذهبت يا سادة يا كرام للصحراء وجمعت سرب الجراد ونوت على الغدر باهل البلاد وفصدت بستان الصالحة.
بعد ايام رجع القاضي بومفتاح الاولاد لأمهم الصالحة, ورجعت فيها الروح بعدما كانت على اولادها تبكي وتنوح
في الصباح التالي صبحت القبيلة على سحابة سوداء كان هذا سرب جراد قاصد بستان الصالحة , جاء يهلك الشجر ويترك الحجر , لكن الله حافظ بستان الصالحة ورجع لها اولادها , هو قادر يكفيها شر عقيسة وسربها.

دخل سرب الجراد للبستان لكنه لم يقدر ياكل ولا ورقة من الشجر كل جرادة بتدوق الشجر تجدها مالحة , مع ان الشجر كله عنب وتفاح وبرتقال ورمان كله حلو الطعم.

اتقلبت الاية وخرج ناس القبيلة رجال ونساء واطفال ليصطادوا الجراد من بستان الصالحة

الناس شبعوا من الجراد 3 ايام لان الجراد في تلك الايام لم يكن فيه دوا.
كان الغني والفقير يكله لانه يسرح في الشجر والزرع مثل الغنم .
إ
اجتمع اولاد القبيلة وشووا الجراد ولما شبعوا فضلت جرادة واحدة ولا احد قدر ياكلها قال لهم كبيرهم :
سنحتكم بيننا على هذه الجرادة المشوية والتي من نصيبه ياكلها في لقمة واحدة لكي لا نضيع هذه النعمة.
-
وجاءت من نصيب ولد صغير ما ان حطها في فمه حتى رجعها وقال كم هي مملحة انا ماجحدت النعمة ولكن ما قدرت على هذه اللقمة...
كلما وضع احد الاولاد الجرادة في فمه يرميها ... ولا احد عرف انها الجرادة عقيسة
وبقيت عقيسة مشوية مرمية الى ان اكلها الريح مع الايام ...

اما الاولاد الصغار منذ تلك الليلة لما عرفوا حكاية عقيسة صاروا يغنون :

أجْـــرَادَة مَـــالْــحَــــــة
فِــي كُـنْـتـِـي سَـارْحَـــة
فِـي جْـنَـانْ الصَالْـحَـــة
آشْ كْلِيتِي آشْ شْرَبْتِـي
غِيرْ التْـفَـاحْ وْالنَّـفـَـاحْ
وْالحَـكْـمَـة بإِيــدِيـــكْ
يَاالْقَـاضِي يَا بُـو مْفْتَـاحْ
وهكذا راحت حْكَايْتِي مِنْ وَادْ لْوَاد (نهر)ْ وْمِنْ بْلاَدْ لَبْلاَدْ، يَحْكِيهَا الْجْدَادْ لِلصَّبْيَة وْلْحْفَادْ.

فريدة
26-04-2012, 08:45 PM
هههههههههه جميلة حكاويكى اختى نسائم بارك الله فيكى وعليكى زيدينا بارك الله فيكى كى نحكيها لاولادنا قبل النوم

نسائم الرحمن
26-04-2012, 10:16 PM
الذئب و الحمار
قصة أمازيغية مترجمة من وحي تراثنا المغربي الأمازيغي

http://www.cairobooks.com/books-images/ea523cf6bc1641049ea5c4447ee14fed_cover_big.jpg

كان ياما كان يا سعد يا كرام في سالف العصر والأوان ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام...


كانت امرأة تعيش مع زوجها.و في يوم من الأيام حملت منه، إلا أنه مات قبل أن يرى المولود النور. لقد كان المولود بنتاً، وقد تعهدتها أمها بالرعاية، وحينما اشتد عودها، رفضت الأم أن تزوجها لمن تقدموا بطلب يدها من أهل القرية ،ممن كانوا يتمنون الظفر بيدها، وفضلت عليهم تزويجها بالغرباء حينما تقدموا لطلب يدها.وبعد أن انتهت الاستعدادات لحفل الزفاف، حضر أصدقاء الزوج ممتطين الخيول لأخذ الزوجة إلى بيت زوجها، جاءوا بالذبيحة والمهر الذي تم تحديده سلفا مع الأم. وتبعا لعادات المنطقة، فقد ذبحوا الذبيحة على عتبة البيت، وخرجت الأم من البيت وحيتهم قائلة:حللتم أهلا،وبوركت الأرض التي أوصلتكم إلينا. ثم ترجلوا خيولهم ودخلوا إلى البيت.وفي الغد اصطحبوا العروس معهم على ظهر بغل،وهي تتمسك بتلابيب طفل صغير،واستمر الغناء ومعه طلقات البارود، إلى أن وصل الموكب بيت الزوج،وهناك قضوا الليلة، وحينما انتهى حفل الزفاف،انصرف المدعوون إلى حال سبيلهم.

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcROOU6heTY1N1o7v6b1Mc-Ifr5QdLDZfp3Zvvgt4Vk2jGgBHaZxy5xRfliz

وفي يوم من الأيام اشتاقت الأم إلى رؤية ابنتها، وهيأت الحمار ووضعت عليه البردعة، ووضعت في أحد سلتيها جرة من السمن وفي الثانية وضعت خروفاً وحزمتهما بشدة، وانطلقت وهي تدفع الدابة من الخلف. وفي منتصف الطريق صادفت ذئباً به عرج. ثم

http://i3.makcdn.com/userFiles/n/u/nusaiba2001/images/wolf.gif

قالت له:
ـ ما خطبك ؟
ـ فأجابها قائلا: أعاني من جرح أسفل أحد أطرافي.
ـ فقالت له:لو لم يكن حماري مثقلاً جداً لدعوتك للركوب معي. ثم التفت الحمار نحوها وقال: فليركب، إذا رغبت في ذلك.
أخذت الذئب ووضعته في سلة البردعة التي يوجد فيه السمن. ولاشك أن لا شيء يذهب بعقل الذئب ، مثل رؤيته للخروف،فهو لم يعد يتمالك نفسه. واصلت السيدة طريقها وشرع الذئب في أكل السمن من الجرة. وبعد أن التهم نصفه بنهم ، صرخ قائلا :نعم،وكأنه يجيب من دعاه،فسألته السيدة قائلة: من يناديك؟
ـ فأجابها قائلا: إنهم أخوال النصف.
واصلت السيدة طريقها وصرخ الذئب ثانية : نعم.
وسألته السيدة:من يناديك ياعمي الذئب؟
ـ أجابها قائلا: إنهم أخوالي البعاد.
وسرعان ما أحست بضرورة التوجه إلى الخلاء ،فتنحت جانبا إلى أن اختفت الدابة عن ناظريها. وفي هذه اللحظة ،قفز الذئب من سلة البردعة حيث كان السمن ،إلى السلة الثانية حيث يوجد الخروف.ثم عادت السيدة بعد حين، إلى حيث تركت دابتها وتابعت سيرها.
انقض الذئب على الخروف فأرداه ميتا، وسالت الدماء على الأرض وهي تنساب عبر شقوق السلة، فانتبهت المرأة إلى ذلك، ثم صرخت بفزع شديد: ـ ما هذا الدم يا عمي الذئب؟
فأجابها الذئب قائلا: انه جرحي ، لقد تفصد دما بعدما امتلأ.
ثم التهم نصف الخروف، وصرخ قائلا: نعم
فسألته السيدة :من يناديك
فأجابها قائلا:أخوالي النصف
ثم عاد ليلتهم ما تبقى، وما أن انتهى من وليمته،حتى صاح من جديد قائلا:نعم.
فسألته السيدة كعادتها قائلة:من يناديك
ثم أجابها الذئب قائلا :إنهم أخوالي، لقد فعلتها
وما لبث أن أنهى كلامه هذا، حتى قفز أرضا ولاذ بالفرار وهو يصرخ قائلا: لقد خدعتك أيتها العجوز.
وحينما تفحصت سلتها وجدت الجرة فارغة والخروف في خبر كان. فأردفت والحسرة تعتصر قلبها :
ـ لقد أكل ما كنت أجلبه إلى ابنتي، ولا أستطيع زيارتها وأنا صفر اليدين، فماذا سيقول الناس عني، لا أملك سوى أن أعود أدراجي.
لقد عادت على عقبيها، وحينما وصلت إلى بيتها وبّخت الحمار بقولها:
ـ عليك اللعنة أيها الحمار الأحمق أبا عن جد، إذا لم تحضر لي هذا الذئب ، سأضربك بالهراوة حتى الموت.
وعاد الحمار إلى المكان الذي فر فيه الذئب،فبحث عنه، وانتهى إلى العثور عليه في مأواه في جحر بصخرة. ثم تمدد في مدخله تاركاً فاه ومؤخرته مفتوحين، متظاهراً بالموت. وحينما خرج الذئب طلباً للفريسة ، وجد الحمار ممدداً ومنتفخاً في مدخل الجحر. ثم قال: الحمد لله، الذي أنعم علينا بهذه المأدبة دون تعب ولا نصب.
ثم هرع صغار الذئب لسحبه من أطرافه،محاولين إدخاله إلى الجحر. ولما لم يفلحوا في ذلك، غضب الأب وصرخ في وجوههم قائلا: تنحوا جانبا، لا هم لكم سوى إزعاجي بسبب مأكلكم اليومي..هيا ،احضروا لي حبلا.
فأحضروا له الحبل، فقال لهم: اربطوا ذيل الحمار بذيلي .
فربطوا ذيل أبيهم بذيل الحمار.وحينئذ استجمع الحمار كل قواه فانتصب قافزا ثم انطلق راكضا، وهو يجر وراءه الذئب المربوط بذيله.وهكذا أخذ الحمار الذئب إلى سيدته التي أهانها الذئب بخديعته.فخرجت تبحث عن الحطب، ثم أوقدت نارا تضاهي نار عاشوراء ورفعت الذئب على خازوق بعد أن بترت ذيله،ثم قذفت به إلى النار وبدأت تقلبه ذات اليمين وذات الشمال، حتى أصبح مجرد رماد.


وكما بدأتها بالصلاة والسلام اختمها بالصلاة والسلام على اشرف الانام محمد العدنان

انتهت حكايتي لليوم والى قصة جديدة انشاء الله

الشيخ درويش عبود المغربى
26-04-2012, 11:39 PM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح القصصى الشيق لتراثنا العربى عموما والمغربى بالخصوص بارك الله فيك وعليكى ودمت بكل خير وود

يارا حسان
27-04-2012, 12:58 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم الرحمن والخير بانتظار المزيد من كرمك السخى فى سرد الحكايا الجميلة مثلك ارق التحيات وميرسى كتير الك وجمعة مباركة على جميع من فى المنتدى

روضة العامودى
27-04-2012, 08:53 AM
جميل جدا ...
الله يحفظك لنا مبدعتنا المحبوبة
خالص الود والتقدير لروحك الطيبة..
تحياتي

ماجد
27-04-2012, 02:49 PM
جميل جدا ...
الله يحفظك لنا مبدعتنا المحبوبة
خالص الود والتقدير لروحك الطيبة..
تحياتي

يارا حسان
28-04-2012, 12:56 AM
مشكورة وبارك الله فيك لقصص الزمن الجميل والله رجعتينا لايام زمان زمن الصفاء والنقاء وحودايت قبل النوم من الجدة والجدات اكملى بارك الله فيكى اختنا نسائم

ابو مصعب
28-04-2012, 07:37 AM
شكرا للاخت الفاضلة نسائم على تلبية طلبى وبارك الله فيك ومنتظرين المزيد من حكايتك الشيقة والزمن الجميل

زخارى
29-04-2012, 01:25 AM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح القصصى الشيق لتراثنا العربى عموما والمغربى بالخصوص بارك الله فيك وعليكى ودمت بكل خير وود

مايسة عبد الهادى
02-05-2012, 12:34 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم

هنادى العايدى
04-05-2012, 04:43 AM
شكرا وبارك الله فيكم لكل ما تطرحونه من مواضييع هادفة وفوائد قوية ادام الله صرحكم وتعاونكم فى نفع الاعضاء

نعيم الجبالى
05-05-2012, 04:30 AM
شكرا وبارك الله فيكم لكل ما تطرحونه من مواضييع هادفة وفوائد قوية ادام الله صرحكم وتعاونكم فى نفع الاعضاء وينها قصة ها الجمعة اختنا نسائم نرجو ان تكونى بخير وحشتنا قصصك

نسائم الرحمن
05-05-2012, 11:03 AM
اسعد الله قلوبكم وامتعها
بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

واعتذر على عدم ادراج قصة امس الجمعة لظروف عائلية

دمتم بخير وعافية

لكم خالص احترامي

نسائم الرحمن
05-05-2012, 11:33 AM
اليوم جئت لكم بحكاية من الحكايات الشعبية المغربية

حكاية حديدان الصغير







حكاية حديدان

كان يا مكان.. في قديم الزّمان.‏ ولا يحلو الكلام الا بالصلاة على النبي العربي العدنان
كان في :

جدّة طيّبة تعيش مع حفيدها الوحيد واسمه حديدان، في قرية خضراء جميلة، وكانت تلك الجدّة تحبّ حفيدها حبَّاً جمَّاً، تدلّله.. وترعاه.. و..‏
ذات صباح.. قدّمت الجدّة إلى حديدان كوباً من الحليب وقطعتين من الجبن ورغيفاً كبيراً خبزته لتوّها على التنّور.‏
نظر حديدان إلى الرّغيف، وجده ممطوطاً، قلب شفتيه وقال:‏
-ما هذا يا جدّتي!؟ الأرغفة الّتي تصنعينها عادة دائرية، أمّا هذا فشكله بشع. ثمّ دفعه باشمئزاز.‏
انحنت الجدّة على الرّغيف، أمسكت به، قبّلته، قالت:‏
-بشع!؟ أَبَعد تعبي أسمع منك هذه الكلمة؟ كنت أتوقّع منك –على الأقل- كلمة ((شكراً))، لقد أفقتُ قبل بزوغ الشّمس، أوقدت التّنور، عجنت، رققت العجين ثمّ خبزت وبعد كل هذا التّعب تقلب شفتيك مستاءً، وترمي بالنّعمة على الأرض؟‏
-أف.. وماذا حصل؟ هل خربت الدّنيا؟‏
-نعم خربت، لأنّك لا تعلم أنّ الرّغيف الذي رميته كلّف جهداً وتعباً كبيرين.‏
-جهد.. تعب!! أنا أستطيع –على الرّغم من صغري- صنع رغيف أفضل من رغيفك بكثير.‏
رَكَزَتِ الجدّة نظّارتها على أرنبة أنفها، وبعد تفكير عميق.. قالت:‏
-طيّب.. أنا غاضبة منك، ولن أرضى حتّى تصنع الخبز بنفسك، هيّا.. أرني مهارتك‏
نهض حديدان مصمِّماً، توجه إلى التّنور المطلي بهباب الفحم، وقف أمامه، قال:‏
)) يا تنّور يا حزين.. يا خبّاز العجين))، أعطني رغيفاً مدوَّراً، كي أريه لجدّتي، فترضى عنّي.
فتح التّنور فمه الكبير ضاحكاً، وقال بصوت لا يخلو من صدى:‏
-وكيف أعطيك الرّغيف وأنا بحاجة إلى الحطب؟‏
-ومن أين آتيك بالحطب؟‏

-بسيطة.. الحطب موجود في الجبل.‏
صعد حديدان الجبل، وقف على رأسه، صائحاً:‏
))يا جبل يا كبير.. يا مخبأ العصافير))، أعطني حزمة حطب.‏
قهقه الجبل، فتدحرج بعض الحصى، قال:‏
-كيف أعطيك الحطب وأنا بحاجة إلى فأس؟‏
-فأس!! وكيف أحصل عليها؟‏
-الفأس عند الحدّاد.‏
هبط حديدان الجبل، توجه إلى الحدّاد، رأى رجلاً قويّ البنية، مفتول الزّند، يضع الفحم في بيت النار ثم ينفخه بالكير.‏
يا))حدّاد يا خبير.. يا نافخ الكير)) أعطني فأساً.‏
وقف الحدّاد، مسح عرقه بقفا كفّه، قال:‏
-أمعك نقود؟‏
أدخل حديدان كفّيه في جيبيه، وأخرجهما فارغتين.‏
-لا.. أنا لا أملك نقوداً.‏
-إذاً.. كيف سأعطيك الفأس؟!‏
دمعت عينا حديدان، واستدار راجعاً، فنَاداه الحدّاد:‏
-هيه، أنت.. تعال يا عين عمّك، احكِ لي ماهي قصّتك.. ولماذا تريد الفأس؟‏
مسح حديدان دموعه بطرف كمّه، ونشق قائلاً:‏
-جدّتي غضبت منّي، ولن تكلّمني إلاَّ إذا صنعت لها رغيفاً مدوَّراً، ذهبت إلى التّنور فطلب حطباً، والحطب في الجبل، والجبل بحاجة إلى فأس، والفأس موجودة عندك.‏
ابتسم الحدّاد، اقترب من حديدان مربّتاً على كتفيه، قائلاً:‏
-ما دمت تريد إرضاء جدّتك، فأنا سأعطيك الفأس، لكن.. بشرط.‏
-ما هو؟‏
-أن تساعدني بصنعه.‏
-موافق.‏
شمّر حديدان عن ساعديه، أمسك مطرقة، وراح يطرق الحديد المحمّى، فصار وجهه أحمر ‏
وعندما انتهيا من صنع الفأس، حملها حديدان شاكراً، ركض إلى الجبل، احتطب.. وضع حزمة الحطب والفأس على ظهره، ومشى صوب التّنور.‏
أوقد حديدان التّنور، عجن العجين، رقه، و..‏
عبثاً حاول صنع رغيف، فمرّة.. يصنعه ممطوطاً، ومرّة.. مثقوباً، وأحياناً كثيرة يحرقه، فيصبح أشبه بقفا طنجرة.‏
وقف حديدان مستسلماً، مسح عرقه، تذكّر دفعه للرغيف، قال:‏
-ما أغباني.. حسبت الأمر سهلاً، ما العمل.. كيف سأرضي جدّتي؟‏
شعر بيد تمسح على شعره، التفت.. رأى جدّته، مبتسمة، تقول:‏
-أظنّك قد تعلّمت درساً مفيداً، لقد رضيت عنك، تعال ساعدني، لأخبز لك رغيفاً مدوَّراً يشبه القمر.‏

والصلاة والسلام على خير الانام

دمتم بالف خير

هنادى العايدى
07-05-2012, 05:29 AM
مشكورة وبارك الله فيك على الطرح الطيب

دواء القلوب
07-05-2012, 01:06 PM
مشكورة للقصة الجميلة بارك الله فيك نسائم

كارم المحمدى
08-05-2012, 05:06 PM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح القصصى الشيق لتراثنا العربى عموما والمغربى بالخصوص بارك الله فيك وعليكى ودمت بكل خير وود

نسائم الرحمن
11-05-2012, 09:02 AM
مشكورة وبارك الله فيك على الطرح الطيب


مشكورة للقصة الجميلة بارك الله فيك نسائم


مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح القصصى الشيق لتراثنا العربى عموما والمغربى بالخصوص بارك الله فيك وعليكى ودمت بكل خير وود


اج ــمل وأرق باقات ورودى للاخوة الافاضل

لردكم الجميل ومروركم العطر

تــ ح ــياتيـ لكــم
كل الود والتقدير
دمتم برضى من الرح ــمن

نسائم الرحمن
11-05-2012, 09:58 AM
http://2.bp.blogspot.com/_9zpgbVSHano/TAiQ7MdjhRI/AAAAAAAAAHY/WNRG0vLgDYQ/s1600/bscap0001ov.jpg


يُحكى أنّه كان في بلاد فارس أخوان شقيقان، يُدعى الأكبر قاسمًا والثّاني علي بابا. كان والدهما تاجرًا من أغنياء التُّجار. ترك بعد موته ثروةً طائلةً مؤلّفةً من قصورٍ فخمةٍ ومالٍ وفيرٍ وأراضٍ واسعةٍ وبضائع ثمينةٍ. استولى قاسم على هذه الثّروة الكبيرة، وأصبح تاجرًا غنيًا، وترك أخاه علي بابا في فُقرٍ شديدٍ، بل كثيرًا ما كان يعامله معاملةً قاسيةً، لا رحمةً فيها ولا شفقةً.


http://img294.imageshack.us/img294/1781/111yz5.jpg

وزاد في فقر علي بابا أنّه كان يعيل أسرةً كبيرةً مؤلّفةً من زوجةٍ وستة أولادٍ، وكان حطّابًا ماهرًا، يذهب كلّ صباحٍ إلى الغابة، فيقطع الأخشاب ثمّ يحملها على حماره ويعود إلى المدينة فيبيع الحطب ويشتري بثمنه طعامًا لأولاده.

"افتح يا سمسم"

وكعادته كلّ صباحٍ، انطلق علي بابا يومًا ومعه حماره الهزيل ليحتطب في الغابة. فإذا به يسمع ضجّةً شديدةً آتيةً من بعيدٍ. ثمّ أخذت الأصوات تقترب وتعلو، فخاف وارتبك فتسلّق شجرةً كثيفةً واختبأ بين أغصانها وأوراقها بعد أن خبّأ الحمار في حفرةٍ مجاورةٍ.



http://tobaccofactorytheatre.com/images/sized/images/extra_show/ALI_BABA_for_web-405x304.jpg

التفت علي بابا إلى مصدر الأصوات، فشاهد غبارًا يتصاعد إلى عنان السّماء، ثم انجلى هذا الغبار عن أربعين فارسًا يتقدّمهم قائدهم. كان الفرسان يلبسون الثّياب الزّاهية الملوّنة ويمتطون خيولاً قويةً أصيلةً، وفي أيديهم رماحٌ لامعةٌ في أشعة الشّمس، وعلى خصورهم سيوفهم في أغمادها. وكان يبدو على هذه الجماعة مظاهر البَأسِ والقوّة.

عندما وصل الفرسان إلى صخرةٍ كبيرةٍ في وسط الغابة، قُربَ شجرةٍ من أشجار جوز الهند، ترجّلوا عن خيولهم وتقدّم قائدهم وصاح بأعلى صوته مُخاطبا الصّخرة: "افتح يـا سمسم!"

يا لهول المفاجأة! لقد زلزلت الأرض وانشقت الصّخرة وثار غبارٌ في الجوّ. وعندما انجلى الغبار، ظهر مكان الصّخرة كهفٌ كبيرٌ، له باب واسع، دخل إليه القائد وتبعه الفُرسان بعد أن ربطوا خيولهم بجذوع الأشجار المجاورة. وما لبث الباب أن انغلق وراءهم.
مكث الفرسان في الكهف بعض الوقت ثم خرجوا وركبوا خيولهم ومضوا من حيث أتوا، حتّى غابوا عن الأنظار، بعد أن سمع علي بابا قائدهم ينادي بأعلى صوته: "أغلق يـا سمسم!"

"علي بابا في الكهف"


http://up60.s-oman.net/11_n22nv.jpg


نزل علي بابا من أعلى الشّجرة والدّهشة تكاد تعقد لسانه. وقف أمام الصّخرة يتأمّلها. "هل من الممكن أن تتحرّك هذه الصّخرة الهائلة فور النّطق بهذه الجملة؟" نادى "علي بابا" بأعلى صوته: "افتح يا سمسم!" ، فإذا بالصّخرة تنشقّ مرّةً ثانيةً عن كهفٍ كبيرٍ مُعتّم؛ فالتقط غُصنًا يابسًا وأشعله ليُنيرَ به طريقه داخل الكهف. دخل الكهف والخوف يتملّكه، فأخذ يتنقل من قاعةٍ إلى أخرى داخل الكهف حتّى وصل إلى قاعةٍ فسيحةٍ، وَجَد فيها كميّات لا تُحصى من الذّهب والفضّة والأحجار الكريمة والثياب المُزركشة. فَرَكَ علي بابا عينيه ليوقظ نفسه من الحلم الجميل، ولكنّه تأكد أنه لا يحلم، بل هو في الحقيقة داخل كهف هؤلاء الفرسان الذين هُم لصوص أشدّاء يُخبّئون ما يسرقون داخل هذا الكهف السّحري الكبير.

لم يُضيّع علي بابا الفرصة، بل أخذ يحشو جيوبه بما تصل إليه يداه من الذّهب والجواهر، ثم خرج ونادى بأعلى صوته: "أغلق يا سمسم!"
أفرغ علي بابا جيوبه من المجوهرات التّي استطاع الحصول عليها من مخبأ اللّصوص، ووضعها فوق ظهر حماره ثم غطّاها ببعض الحطب، وعاد إلى منزله ليُخبّئ كنزه في مكانٍ أمينٍ.

"المكيال الفاضح"

عندما رأت زوجته كلّ هذه المجوهرات، عَقَدت الدّهشة لسانها واضطربت، وقالت له بصوتٍ غاضبٍ: "من أين أتيت بهذه الجواهر الثّمينة، وكيف سرقتها؟"

فأجابها علي بابا، وهو يُهدّئ من غضبها: "أنا لم أسرق هذه الكنوز وإنّما عثرتُ عليها في كهف جماعة اللّصوص". ثم قصّ عليها قصّة الأربعين لصًا الذّين يُودِعُون ما يسرقونه في كهفٍ اتّخذوه في باطن الجبل في وسط الغابة.

هدأت زوجة على بابا وانفرجت أساريرها وأرادت أن تعرف ما قيمة الثّروة التّي أصبحوا يملكونها الآن، ولكنّها لم تستطع أن تعدّ النّقود لكثرتها؛ ولهذا طلبت إلى زوجها أن يذهب إلى بيت أخيه "قاسم" ويستعير منه المِكيال لتزن به المجوهرات.

ذهب علي بابا إلى منزل أخيه قاسم وطلب إلى زوجة أخيه أن تعيره المكيال.

استغربت زوجة قاسم هذا الطلب لأنّها تعرف أنّ شقيق زوجها فقيرٌ لا يملك شيئًا يزنه بالمكيال. دبّت الغيرة في قلب زوجة قاسم وقالت في نفسها: "ماذا عساه يكيّل هذا الرّجل الفقير؟ لا بُدّ لي من معرفة ذلك". ثم مضت ووضعت في قعر المكيال شيئًا من العسل وأعطته إلى علي بابا، طالبةً إليه ألاّ يتأخّر بإعادته فور الإنتهاء منه.

وَزَنَت زوجة علي بابا الأحجار الكريمة والنّقود الذّهبية. ولشدّة سرورها لم تنتبه إلى العسل في قعر المكيال، ولم تنتبه إلى الأحجار الكريمة التي علِقَت في قعره أيضًا. ثمّ وجدت زوجة قاسمٍ في قعر المكيال القطع الكريمة العالقة، فدبّت الغيرة في قلبها. ولمّا جاء زوجها في المساء، أخبرته أنّ أخاه الفقير، علي بابا، أصبح يُكيّل الذّهب بمكيال الحُبوب، ثم أرته القطعة الثّمينة التي علقت في المكيال.

"قاسـم في الكهف"

في الصّباح، قصد قاسم منزل أخيه على بابا وأخذ يتودّد إليه على غير عادته، ويسأله عن الطّريقة التي حصل بها على الذّهب بعد أن كان حطّابًا بائسًا فقيرًا.

لم يجد علي بابا أمام إلحاح أخيه قاسم بُدًا من أن يخبره بكهف اللّصوص وكلمة السّر "افتح يا سمسم".

في صباح اليوم التّالي، ذهب قاسم قاصدًا كهف اللّصوص ومعه عشرة بغالٍ مُحمّلة بصناديق فارغةٍ لكي يملأها بشتى الجواهر والأحجار الغالية.

وقف قاسم أمام الصّخرة ونادى بأعلى صوته: "افتح يا سمسم"! فإذا بالصّخرة تنشقّ عن كهفٍ عظيمٍ. دخل قاسم ودوابه إلى قاعة المجوهرات، فبَهَر عينيه بريق الجواهر، وأحسّ بالذّهول ولم يشعر بباب الصّخرة وهو يغلق وراءه، بل اندفع إلى الدّاخل يجمع كلّ ما تستطيع يداه أن تصل إليه ويضعه في الصّناديق التّي أعدّها لهذه الغاية.

لمّا امتلأت الصّناديق بالكنوز النّادرة، ساق دوابه نحو الصّخرة ليخرج، لكنّه وقف أمامها حائرًا. فقد أنساه جشعه كلمة السّر "افتح يا سمسم". فأخذ يُنادي: "افتح يا شعير، افتح يا حمّص، افتح يا قمح"،.. ولكن من دون جدوى. فقد ظلّت الصّخرة مغلقةً. فدبّ الخوف إلى قلبه وأقلقه الهَمّ والجزع، وأخذت نفسه تحدّثه بسوء العاقبة بعدما أوصله الطّمع إلى هذا المصير المُؤلم..

مضى عليه وقت ليس بالقصير، وإذا به يسمع وقع حوافر خيول اللّصوص وقد عادوا إلى كهفهم، وصوت قائدهم يُدوي في الخارج: "افتح يا سمسم".

فتذكّر عندئذٍ كلمة السّر، ولكن بعد فوات الأوان. وارتعدت فرائصه فانزوى في أحد أركان الكهف.. ولكن كيف يستطيع النّجاة، وبغاله المحمّلة بالنفائس الغالية ماتزال في مكانها داخل الكهف؟


http://www.josef-weinberger.com/img/ali-baba-2_209201012454.jpg


ما كاد اللّصوص يرون قاسمًا وبغاله داخل كهفهم حتّى ثار فيهم الغضب. فقبضوا عليه وأعملوا فيه سيوفهم ولم يتركوه إلاّ جثةً هامدةً مقطوعة الذّراعين. عندئذ أمرهم قائدهم بوضع الجثّة على باب الكهف ليكون عبرةً لغيره مِمَّن تُحدّثه نفسه باقتحام مخبئهم.

طالت غيبة قاسم عن المنزل، فقلقت زوجته وخافت أن يكون قد مسّه سوء أودى بحياته. فذهبت إلى منزل أخيه علي بابا تشكو له مخاوفها، فطمأنها علي بابا وقال لها: "سأذهب في الصّباح الباكر إلى الغابة لإستجلاء الأمر".

استيقظ "علي بابا" باكرًا وذهب إلى كهف اللّصوص، ويا لهول المفاجأة... لقد رأى أخاه جثّةً هامدةً عند باب الكهف. رفع "علي بابا" جثّة أخيه ووضعها على ظهر حماره بعد أن غطّاها بالحطب وعاد إلى المنزل حزينًا.

ما كادت زوجة قاسم ترى جثّة زوجها حتّى أصابها الذّهول وصارت تبكي بحرقةٍ وألمٍ. فأخذ علي بابا وزوجته يُخفّفان عنها ويحثّانها على الصّبر والتسليم بقضاء الله وقدره. ثم راحوا يفكّرون في طريقةٍ لدفن الجثة المُقطّعة من دون أن يثيروا فضول النّاس، ويصل الخبر إلى اللّصوص.

كان لدى قاسم جارية ماهرة ذكيّة الفؤاد تُدعى "مرجانة". وقد أدركت حيرة أهل البيت وقلقهم، فأخبرتهم بأنّها تستطيع أن تصل الذّراعين بالجثة وتخيطهما من دون أن تثير الشكّ في نفوس النّاس.

ذهبت "مرجانة" باكرًا إلى سوق الخيّاطين، فشاهدت خيّاطًا يُدعى "مصطفى" يرتقُ ثوبًا على باب دكّانه، فحيّته وسألته بلطفٍ: "كم تربح في اليوم من عملك هذا؟" فأجابها الخيّاط: "إنّي أربح دينارين".

فاقتربت منه وقالت له: "إنّي مستعدّة أن أعطيك عشرة دنانيرٍ إذا ذهبت إلى البيت لتخيط لي شيئًا عزيزًا عليّ".

فَرِحَ الخيّاط بهذا الرّبح الوفير، ثم قام وأغلق باب دكّانه وسار وراء الجارية مرجانة التي لم تكد تبتعد قليلاً حتّى أخرجت منديلاً وعصبت عينيه لئلا يهتدي إلى مكان البيت.

خاط مصطفى الخيّاط جثة قاسم ثم عاد إلى دكانه فرحًا بما جاء به من مالٍ؛ في حين كان علي بابا وزوجة أخيه يقومون بدفن الجُثة.

"اللّصوص والخيّاط"

عاد اللّصوص إلى المغارة مساءً، وكم كانت دهشتهم كبيرة حين لم يجدوا أثرًا لجثّة قاسم، فغضبوا وثاروا وعلموا أنّ له شريكًا يعرف مخبأهم السّريّ هذا.

بينما كانت مرجانة عائدةً من السّوق، رأت علامةً بالطّباشير على باب المنزل، فأدركت أنّ اللّصوص اهتدوا إلى المنزل. فأسرعت وأحضرت قطعةً من الطّباشير ووضعت على أبواب جميع المنازل المجاورة علامةً مماثلةً.

جاء اللّصوص لتنفيذ خطّتهم وقتل علي بابا، ولكنّهم أخفقوا. فقد وجدوا منازل الحيّ جميعها تحمل تلك الإشارة المميّزة، فعادوا يجرّون أذيال الخيبة، وأخبروا رئيسهم بذلك، فغضب غضبًا شديدًا، ثمّ أخرج سيفه وضرب به عنق لصٍّ منهم فأرداه قتيلاً. ثم ذهب بنفسه مُتنكّرًا وأعاد الكَرّة مع الخيّاط "مصطفى" حتى اهتدى إلى منزل قاسم.

"اللّصوص في بيت علي بابا"

أعدّ رئيس اللّصوص خطّته للتّخلص من علي بابا، فأحضر أربعين خابيةٍ كبيرةٍ وأمر كلّ لصٍ أن يختبئ في خابيةٍ وخنجره بين أسنانه، وقال لهم: "عندما أقوم بإشارةٍ مُعيّنةٍ تخرجون من مخابئكم وتهجمون على الرجّل ومَن يكون عنده، وتفتكون بهم من غير شفقةٍ أو رحمةٍ".


http://www.hispaniola.eu/foto/albums/userpics/10001/normal_AliBaba.jpg


ملأ خابية اللّص المقتول زيتًا، ثم سدّ الخوابي كلّها سدًا مُحكمًا، وحمّلها على عربةٍ كبيرةٍ يجرّها جوادٌ، وسار معها بعد أن تنكّر بزيّ التُّجار الغُرباء حتّى وصل إلى منزل علي بابا، وقت الغروب.

قَرَعَ قائد اللّصوص باب منزل علي بابا ورجاه أن ينزل في ضيافته بعد أن دهمه الظّلام، لاسيّما وأنّه تاجرٌ غريبٌ لم يسبق له أن زار هذه المدينة من قبل.

رحّب به علي بابا ودعاه إلى النّزول في ضيافته، ثم نقلوا الخوابي بمساعدة الخدم إلى فناء الدّار بعد أن رُصَّت إلى جانب بعضها باعتناءٍ وترتيبٍ.

انصرفت مرجانة إلى المطبخ لإعداد الطّعام، فوجدت أن المصابيح في حاجةٍ لأن تُملأ بالزّيت. ولمّا لم تجد في البيت زيتًا، ذهبت إلى الفناء لأخذ بعض الزّيت من إحدى الخوابي.

وكم كانت دهشتها عظيمةً حينما فتحت إحدى الخوابي فوجدت في داخلها رجلاً تظهر عليه إمارات الشّراسة، وقد حمل خنجرًا بين أسنانه. فأسرعت وغطّت فوهة الخابية لكيّ لا يتمكّن الرّجل من الخروج. ثم راحت تدقّ على كلّ خابيةٍ دقًا خفيفًا فتسمعُ همسًا رقيقًا، حتّى وصلت إلى الخابية الأخيرة ففتحتها فوجدت فيها زيتًا.

"مرجانة تنقذ علي بابا من اللّصوص"



http://museumvictoria.com.au/collections/itemimages/390/671/390671_Large.jpg


عندما أدركت مرجانة أن الزّيت قد اشتدّ غليانه، استأذنت ودخلت إلى المطبخ ثم أحضرت وعاءً ملأته زيتًا مغليًا. وذهبت إلى الفناء، ففتحت الخوابي وصبّت فيها الزّيت المغلي. وكانت كلّما صبّت في خابيةٍ زيتًا سمعت الرّجل يصرخُ من الألم، ثم يخبو صوته ويختفي حتّى قضت على جميع اللّصوص حرقًا بالزّيت.

عادت مرجانة إلى قاعة الإستقبال، وراحت ترقص وقد أمسكت بيديها الإثنتين خنجرًا حادًا وراحت تتمايل كأنّها تُحيّي الضّيوف. وفجأةً، انقضَّت على رئيس اللّصوص وطعنته طعنةً قاتلةً، فارتمى على الأرض لا حراك به.

دُهش علي بابا، وصَرَخ في مرجانة: "لماذا قتلتِ ضيفي يا جارية السّوء؟"

فأجابت مرجانة: "أنا لم أقتل ضيفك، وإنّما قتلت زعيم اللّصوص". ثمّ قصّت على الحاضرين ما فعلَت وأخبرتهم أنّها قتلت أيضًا رجاله التّسعة والثلاثين، وهم مُختبئون في خوابي الزّيت.

إبتهج الحاضرون بذكاء مرجانة وحُسن تصرّفها... وكان الإبتهاج أعظم وأكبر عندما زوّج علي بابا الجارية الذّكية الشّجاعة من ابنه الكبير، عرفانًا منه بفضلها وحُسنِ تصرّفها.

سمية
11-05-2012, 02:07 PM
هههههههههه جميلة جدا ربنا يزيدك فرح وسرور اكثر واكثر مثل ما تدخلى على قلوبنا الفرح والمرح والسرور بارك الله فيك استاذة نسائم وجمعة مباركة

هنادى العايدى
12-05-2012, 08:27 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم الرحمن والخير بانتظار المزيد من كرمك السخى فى سرد الحكايا الجميلة مثلك ارق التحيات وميرسى كتير الك

لمياء الدميرى
12-05-2012, 09:09 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم

خزامى الجابرى
13-05-2012, 02:17 PM
شكرا وبارك الله فيكم جميعا لكل ما تطرحونه من مواضيع شيقة ومجربات قوية

ورد الشام
15-05-2012, 08:04 PM
شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

نسائم الرحمن
18-05-2012, 08:49 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم الرحمن والخير بانتظار المزيد من كرمك السخى فى سرد الحكايا الجميلة مثلك ارق التحيات وميرسى كتير الك


شكرا وبارك الله فيك نسائم


شكرا وبارك الله فيكم جميعا لكل ما تطرحونه من مواضيع شيقة ومجربات قوية


شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

سررت بمروركم المعطر وتشجيعكم بارك الله فيكم وعليكم

نسائم الرحمن
18-05-2012, 10:23 AM
http://www.xavierpop.com/wp-content/uploads/2012/04/600full-beauty-and-the-beast-screenshot.jpg
الجميلة والوحش


كان يا ما كان يا سعد يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر الكريم العليم العلام والصلاة على حبيبه عليه الصلاة والسلام كان في أمير مدلل ، لا يحب إلا نفسه . كان هذا الأمير يعيش في قصر كبير ، ويقوم علي خدمته عدد كبير من الخدم والحشم . وفي ليلة من ليالي الشتاء قارصة البرودة مرت علي القصر عجوزة فقيرة ، قبيحة الشكل ، وقدمت للأمير وردة حمراء ، وطلبت منه أن تحتمي في القصر من البرد حتى الصباح .


رفض الأمير طلب المرأة العجوز وطردها بسبب شكلها القبيح ، لكنها حاولت أن تفهمه أن الجمال هو جمال النفس وليس جمال الشكل . أبي الأمير أن يسمعها ، فوقع ما كان في الحسبان ...




كانت المرأة العجوز ساحرة من الساحرات ، فتحولت إلي فتاة باهرة الجمال ، وحولت الأمير إلي حيوان دميم الشكل ، وحولت أيضاً خدم وحشم القصر إلي جماد .

http://www.mooode.com/data/media/264/1ss1_com_4xbYmFUy0.gif

http://i27.servimg.com/u/f27/15/67/06/39/32064910.jpg

حكمت الساحرة علي الأمير أن يبقي محبوساً في قصره ، وأعطته مرآة سحرية ليري العالم الخارجي من خلالها ، وتركت له أيضاً وردتها الحمراء قبل أن نتصرف ، وأخبرته أن هذه الوردة ستبقي متفتحة حتى عبد ميلاده الحادي والعشرين ، وبعد ذلك سوف تذبل وتموت . وأضافت : " ولكن إذا أحب الأمير شخصاً وبادله هذا الشخص الحب قبل أن تذبل آخر أوراق هذه الوردة ، فسوف يتلاشي مفعول السحر في الحال ويبطل ويعود كل شئ إلي طبيعته" ....

ومرت عدة سنوات ....

وفي إحدي القري الصغيرة القريبة من القصر ، كانت هناك فتاة رقيقة اسمها " جميلة"، تعيش مع والدها المسن . كان " أبو جميلة " مخترعاً وباحثاً ، لكنه غير ناجح ، وكانت " جميلة " من أرق وأجمل بنات القرية ، وبالرغم من رعايتها لوالدها فكانت تقضي معظم وقتها في القراءة وزيارة المكتبات .

وكان يعيش في نفس هذه القرية صياد ماهر ، وسيم الشكل يدعي " وجيه" ، وكان شديد الإعجاب بـ " جميلة " .

وفي يوم من الأيام ، وبينما كانت " جميلة " عائدة من المكتبة ، قابلها " وجيه" علي الطريق ، فأسرع إليها وحياها قائلاً : " كيف حالك يا جميلة " ؟

فأجابته جميلة : " بخير والحمد لله "!

كان " وجيه " يشيع بين أهل القرية أنه سيتزوج " جميلة " ، لكن " جميلة " لم تهتم بهذا الكلام ، وكانت ترفض في " وجيه" أنانيته المطلقة ، وحبه لنفسه ، وغروره .

عادت " جميلة " إلي المنزل حيث كان والدها ينتظرها ليخبرها أنه قرر الاشتراك في المعرض السنوي الكبير بآخر اختراعاته . ابتسم " أبو جميلة " وقال لابنته في أمل وسعادة :

" لو فزت في مسابقة أفضل اختراع ، فلن نعرف طعم المعاناة بعد ذلك " .
قال هذا ، ثم أسرع " أبو جميلة " بوضع اختراعه فوق عربته التي يجرها حصان الأسرة " قنديل " وهم بالرحيل ، فودعته " جميلة " وتمنت له التوفيق والحظ السعيد .

سلك " أبو جميلة " طريق الغابة للوصول إلي المعرض قبل حلول الليل ، وبعد قليل اكتشف أنه ضل الطريق ، فتوقف عن السير ، ليعاود الرحيل في الصباح الباكر ، وفجأة ظهرت مجموعة من الذئاب شنت علي والد " جميلة " والحصان " قنديل " هجوماً شرساً .
وقع " أبو جميلة " علي الأرض من هول الخوف ، في حين تمكن الحصان " قنديل" من الهرب والعودة إلي القرية .

قام " أبو جميلة " من الأرض ليهرب من الذئاب ، وجري بأقصى سرعته حتى وصل إلي بوابة قصر مهجور ، فدخل وأغلق البوابة قبل أن تصل الذئاب إليه وتنال منه.


http://www.alarab.co.il/pics/1/beast4_A.jpg


دخل " أبو جميلة " القصر المظلم المخيف ليحتمي فيه حتى الصباح ، فاندهش لسماع كل الأشياء التي في القصر تتكلم ، ووجه الشمعدان له الكلام قائلاً :

" أنت سعيد الحظ يا سيدي لأنك تمكنت من الهرب من الذئاب الشرسة "
أجابه والد " جميلة " في ذهول :

" ما هذا . هل أنت حي وتنبض فيك الحياة ؟ هذا شئ لا يصدقه عقل ! "
ثم أثار المنبه واسمه " أبو شنب" دهشة " أبو جميلة " عندما همس له وحذره قائلاً : " هس ! اخفض صوتك يا سيدي وإلا أستيقظ الأمير " .

وانحني فنجان الشاي لوالد " جميلة " وألقي عليه التحية قائلاً :

" تعال اجلس هنا بجوار المدفأة لتستريح " ! .

فجلس " أبو جميلة" علي الأريكة وقد بدأ عليه الإرهاق .

سألته " أنوار" : " هل تريد فنجاناً من الشاي " ؟ فردت عليه " أم فنجان " : " يا لها من فكرة طيبة " !

صاح المنبه " أبو شنب " في الحال : " لا ... لا داعي ... فسوف يكتشف الأمير وجود هذا السيد الغريب هنا ، ومن الأفضل أن ندعه يرحل " .. أجابته " أنوار" :

" الزم الهدوء أيها الزميل " ، ثم أسرع وقدم لوالد " جميلة" فنجاناً من الشاي الساخن.
وبمجرد أن شرب والد " جميلة" الشاي ، اقتحم باب الحجرة وحش دميم الشكل ، نصف جسمه الأعلى مغطي بفراء كثيف ، ومخالبه طويلة وأنيابه حادة . كان هذا الوحش ، هو نفسه الأمير الذي سحرته الساحرة العجوز.


http://www.alarab.co.il/pics/1/beast10_a.jpg


صاح الوحش وسأل " أبو جميلة " في غضب : " ماذا تفعل هنا " ؟ ، وقبل أن يشرح له " أبو جميلة" سبب مجيئه في القصر ، قبض عليه الوحش وسجنه في زنزانة الخاصة بالحيوانات .
وخلال هذا الوقت – وفي القرية – كان " وجيه" يحاول أن يقنع " جميلة " بأنها ستكون أكثر الفتيات حظاً لو قبلت أن تتزوجه ، لكنها رفضته بشدة وطلبت منه الابتعاد عن طريقها .
أنصرف " وجيه" وعاد الحصاد " قنديل " مسرعاً إلي منزل " جميلة " .
سألته " جميلة" : " ماذا بك يا " قنديل " ؟ وأين أبي " ؟
ففهمت منه أن في الأمر شيئاً ، وقفزت في الحال علي ظهره ، وأسرعا معاً للبحث عن والد جميلة " .
عاد " قنديل " إلي الغابة حاملاً " جميلة" علي ظهره ، فلم يعثرا علي والدها . رأت " جميلة" عن بعد ، وفي وسط الظلام الحالك والضباب ، بوابة قصر قديم ، فسار بها " قنديل " وتوقف أمام باب القصر . نزلت " جميلة" من علي ظهره ودخلت القصر تبحث عن والدها .
كانت " جميلة " ترتجف من شدة الخوف وهي تسير داخل القصر المهجور ، فلمحها الفنجان الصغير وقال لوالدته : " انظري ! هناك فتاة جميلة في القصر" .
انتشر خبر وجود " جميلة " بسرعة مذهلة في كل انحاء القصر . وأضاف الشمعدان : " هذه هي الفتاة التي بدخولها هذا القصر ، سيزول السحر عن قريب ويعود كل شئ علي ما كان عليه " .
عثرت " جميلة " علي والدها في القصر محبوساً داخل زنزانة ، فاقتربت منه وطمأنته قائلة : " لا تقلق يا أبي سأجد فوراً أي وسيلة لأحررك من هذا السجن "!
التفتت " جميلة " حولها تبحث عن أي شي يساعدها في تحرير والدها من سجنه ، فوجدت نفسها أمام الوحش القبيح المنظر .
انزعجت " جميلة " لرؤية هذا الوحش الدميم ، بالرغم من هذا عرضت عليه أن تبقي سجينة في القصر مقابل إطلاق سراح والدها .
قصة الجميلة و الوحش
وافق الوحش و أطلق " أبو جميلة " من سجنه ، فعاد إلي القرية وقلبه يتحسر علي ابنته التي حلت مكانه في القصر . قاد الوحش " جميلة " إلي غرفة بعيدة عن الزنزانة ، وسمح لها أن تتحول في القصر كما يحلو لها ، فيما عدا الغرفة الخاصة به .
كانت جميع الأشياء بالقصر سعيدة بوجود " جميلة " ، لأن الوحش إذا أحبها وبادلته هي نفس الشعور ، فسوف يبطل مفعول السحر ، ويعود الوحش أميراً وسيماً كما كان ،وكذلك تعود كل الأشياء إلي طبيعتها الأولي .
قال الدولاب لـ " جميلة " : " أي فستان سترتدين لحضور العشاء هذه الليلة " ؟ .
أجابته " جميلة " وهي منفعلة بعض الشيء :" لن أحضر أي عشاء ، أنا هنا سجينة الأمير ولست في ضيافته " !


http://www.the-academy.be/subsites/shop/image/cache/data/Belleenhetbeest/Beautyandthebeast2-500x500.jpg


عاد " أبو جميلة " إلي القرية وحكي لأهلها ما حدث له ولـ " جميلة" في قصر الأمير المسحور الذي تحول إلي وحش دميم ، لكن أحداً لم يصدقه ، واتهموه بالجنون والخرف بسبب تقدم سنه .

انتهز " وجيه " ما رواه " أبو جميلة " لأهل القرية ، ووجد الفرصة مناسبة كي يرغمه علي يزوجه ابنته الوحيدة " جميلة " .
في هذه الأثناء ... وفي القصر بعد ما انصرف الوحش شعرت " جميلة " بالجوع ، فخرجت من غرفتها تبحث عن شئ تأكله .

أسرعت كل الأشياء في القصر لخدمتها ، وأعدت لها عشاء فاخراً .
قامت " جميلة " بعد العشاء لتتجول في القصر ، ودخلت حجرة الوحش التي حذرها من دخولها . ولم تمر بضع ثوان حتى عاد الوحش إلي غرفته ، ففوجئ بوجود " جميلة " فيها ، فثار ثورة عارمة وقال لها :

" الم أحذرك من دخول هذه الغرفة ؟ والآن أخرجي من هنا .... اخرجي فورا ً " !
خرجت " جميلة " من القصر وهربت إلي الغابة وسط الظلام الحالك ، فهاجمتها نفس الذئاب التي هاجمت والدها من قبل .

انتاب الذعر " جميلة " ، ووقفت مذعورة لا تعرف ماذا تفعل ، فوجدت من حيث لا تدري الوحش بجانبها يهاجم الذئاب المفترسة بكل شجاعة ، فهربت الذئاب من أمامه ومن قوته الخارقة ، وأنقذ الوحش " جميلة " ، فاقتربت منه لتشكره علي إنقاذ حياتها – لكنها صرخت قائلة :


http://www.iraqup.com/uploads/20090627/PLjjR-d121_833596109.gif


" أنت مجروح – دعني أساعدك ، فلنعد إلي القصر لأضمد لك جراحك " ! .
عادت " جميلة " مع الوحش إلي القصر ، وسهرت علي علاجه ، وقامت برعايته حتي تحسنت صحته والتأمت جروحه ، فبدأ كل واحد منهما يميل إلي الآخر . زار الوحش مع " جميلة " المكتبة الخاصة به ، وتكررت الزيارات إلي المكتبة ، حيث كانت " جميلة " تقضي ساعات طويلة تقرأ الكتب للوحش ، وتعلمه آداب المائدة ، وأصول الرقص ، وغير ذلك ..


http://img182.imageshack.us/img182/2159/beautyandthebeastwallpa.jpg


ومرت أيام تعلم الوحش فيها أشياء كثيرة ، وأصبح أكثر تهذيباً ، وزاد حبه وتقديره لـ " جميلة " .

وفي صباح أحد الأيام عرض الوحش مرآته السحرية علي " جميلة " لتري من خلالها أي شخص أو أي مكان تريد أن تراه في العالم .
طلبت " جميلة " أن تري والدها لتطمئن عليه من خلال المرآة ، فوجدته مريضاً وتائهاً في الغابة يبحث عنها .

قالت " جميلة " للوحش : " أريد أن أذهب لوالدي ... يجب أن أنقذ أبي " ... أجابها الوحش بكل حب وحنان : " أذهبي يا جميلة لوالدك ، إن الأمر يستلزم ذلك ".
القي "الوحش " نظرة علي الوردة المسحورة فرأي أنه لم يبق منها سوي ورقتين .
قدم " الوحش " المرآة السحرية هدية لـ " جميلة " قبل أن ترحل عن القصر لتستعين بها في العثور علي والدها في الغابة .

رحلت " جميلة " ، وعثرت علي والدها بفضل المرآة السحرية ، وعادت به إلي المنزل ، وفوجئت " جميلة " بعد عودتها بقليل بـ " وجيه " يقتحم باب المنزل ومعه أهل القرية ..
هدد " وجيه " " جميلة " قائلاً :

" إذا رفضت الزواج مني فسوف أقنع جميع أهل القرية بأن والدك مجنون ، وأن قصة " الوحش " من صنع خياله المريض ، قيضي باقي عمرة في مصحة عقلية " .
أجابته " جميلة " في الحال :

" لكن والدي ليس بمجنون ، والوحش موجود بالفعل ، ولن يتم زواجي بك مهما . طال بي الزمن " !

ثار " وجيه " وشعر بالغيظ يملأ قلبه ، فأعلن بصوت عالي لأهل القرية أن والد " جميلة " مجنون وفقد عقله وصوابه .

قاطعته " جميلة " و أخرجت المرآة السحرية ، فشاهد الجميع الوحش .

صاح أهل القرية في صوت واحد : " أن الوحش حقيقي وموجود بالفعل " !.
فأسرع " وجيه" وقال : " أنه خطر جداً ، ويجب أن نقضي عيه قبل أن يهاجم أطفالكم"! فخرج أهل القرية وراء " وجيه " للقضاء علي الوحش ، وحبسوا " جميلة " ووالدها في المخزن أسفل المنزل .

وفي المخزن فوجئت " جميلة " بوجود الفنجان الذي كان في القصر ، لقد قفز الفنجان الصغير داخل حقيبة " جميلة " وهي تغادر القصر ، ثم تسلق الجدران ودخل المخزن من النافذة . أسرع الفنجان باستخدام اختراع والد "جميلة" ليحررهما .

قالت " جميلة " : " والآن يجب أن نلحق بـ " وجيه " وأهل القرية لننقذ الوحش .
ركبت " جميلة " ووالدها والفنجان العربة التي يجرها الحصان " قنديل " ، وأسرعوا للوصول إلي القصر قبل " وجيه " وأهل القرية .

عندما وصلت " جميلة " إلي القصر كان " وجيه " بين مخالب الوحش القوية علي سطح الشرفة الكبيرة .
توسل " وجيه " إلي الوحش وقال :" ارحمني ، ولا تؤذيني " .

http://www4.0zz0.com/2012/01/13/08/191177678.gif

وقعت عين الوحش علي " جميلة " في هذه اللحظة وهي ولقفة بأسفل القصر ، فتذكر كل ما علمته له من رحمه ، وحسن المعاملة والمحبة ، فترك " وجيهاً " في الحال .
أسرع " وجيه " ليطعن " الوحش " في ظهره بخنجره ، صرخ " الوحش " من شدة الألم واستدار ليدافع عن نفسه ، فاختل توازن " وجيه " ووقع من أعلي الشرفة ليلقي حتفه .
دخلت " جميلة " علي الوحش مسرعة لتنقذه ، في نفس اللحظة التي كانت فيها أخر ورقة من الوردة علي وشك السقوط ، وقد حان الوقت أيضاً أن يزول مفعول السحر ،
همست " جميلة " للوحش في أذنه : " أحبك" فإذا الوحش يتحول إلي أمير وسيم الشكل ، بهي الطلعة ، قوي البنية .

http://www.r6r6r.net/up/upfiles/bC078707.jpg

وتحولت كل الأشياء في القصر إلي كائنات بشرية ، ودبت الحياة والفرحة في كل أنحاء القصر . وتزوج الأمير من " جميلة " وعاش العمر كله في سعادة وهناء .




انتهت حكايتي لليوم وكما بداناها ننهيها بالصلاة والسلام على النبي العربي افضل الصلاة والسلام

عسران الجيار
19-05-2012, 06:59 PM
شكرا على الطرح القصصى الجميل لموروثاتنا الشعبية وبارك الله فيك استاذة نسائم

يارا حسان
20-05-2012, 01:28 AM
كل الشكر والتقدير لمجهوداتك المتميزة استاذة نسائم بارك الله فيك

غادة عبد الكريم
21-05-2012, 05:04 AM
مشكوررة استاذة نسائم على اطروحاتك الجميلة وبارك الله فيك

جنة
22-05-2012, 02:42 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم على القصص الممتعة والجميلة التى تتحفيننا بها دائما

ظفار العدوى
23-05-2012, 11:41 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم على القصص الممتعة والجميلة التى تتحفيننا بها دائما

داليا
24-05-2012, 04:42 AM
شكرا على القصة الجميلة والممتعة بارك الله فيك نسائم

نسائم الرحمن
24-05-2012, 06:58 PM
مشكورين على المرور المعطر وردودكم الطيبة بارك الله فيكم وعليكم

نسائم الرحمن
25-05-2012, 11:10 AM
حكاية ست الحسن والجمال
http://images.khinsider.com/Kingdom%20Hearts%20Birth%20by%20Sleep/Renders/Castle%20of%20Dreams/Character03%20-%20Prince%20Charming.png

مما يحكى أنه كان هناك أمير يسكن في قصر كبير على تلّة من التلال، وكان كل ما يحيط بقصره أخضراً ولم يكن هناك بقعة واحدة تشاهد فيها ترابا، بل كل ما نشاهده هو العشب الأخضر أو المزروعات التي كان يزرعها الفلاحون في أرض ذلك الأمير، وذات يوم من الأيام دوت صرخة صغيرة في منزل ذلك الأمير حيث ولدت له طفلة صغيرة احتار في تسميتها إلى أن اقترحت إحدى الشغالات أن يسميها ست الحسن، ولكن عجوزاً ظهرت لا يعرفونها قالت لا تسميها أيها الأمير بهذا الاسم فهناك قصة مشئومة عن ست الحسن وقد عاشت في حالة من النكد والعذاب، ولم تهنأ بطفولتها ولا شبابها إلى أن تزوجت.


http://i141.photobucket.com/albums/r68/arabiguria/Aurora/clipmal41-1.gif

ولكن الأمير لم ينصت لهذه العجوز وقال اخرجوا هذه المشئومة من بيننا، ولا تجعلوني أراها مرة أخرى. ولم يمض سوى شهر واحد على ولادة تلك الطفلة حتى علا الصراخ مرة أخرى في منزل ذلك الأمير، وأعلن قصره أن ست الحسن فقدت ولا أحد يعلم أين مقرها ومن يدل على مكانها فله 1000 دينار ذهبية ومزرعة وبيت مع الخدم. ومرت الأيام والأسابيع والأشهر ولم يستدل أحد على مكانها ولا يعلمون أين أختفت.. فبعضهم يقول ان عفريتا يقال له الخطاف اختطفها، وآخرين يقولون أن السعلية خطفتها لتجعلها طعاماً لصغارها، وبعضهم يقول إن أمير " بلاد السواد" خطفها فهو كان عدو هذه الامارة. واستقرت فكرة أن ذلك الأمير خطفها في ذهن والدها، ولم يشعر سكان بلاد السواد إلا وجيش أمارة بلاد التلال أمامهم فأعلنت حالة الحرب، وتقدم أمير بلاد السواد وقال: كان بيننا وبينكم هدنة، واتفقنا على ايقاف القتال.. فما الذي حدث؟ فغضب أمير بلاد التلال وتقدم وهو يصرخ ويقول: أيها الخائن اتفقنا على ذلك ولكنك نكثت العهد حين خطفت طفلتي. فأقسم له أمير بلاد السواد أنه لم يخطف ابنته، وأنه سمع بالخبر وحزن من أجلها. وكاد أن يذهب ليعتذر منه ولكن مستشاراً خبيثاً لديه قال: أيها الأمير لا تنخدع لقوله فلا شك أنه سيقول هذا الكلام فلا تصدقه. فهاج الأمير وتذكر طفلته الصغيرة وابتسامتها وأخذته أحلامه إلى أنه سيحضنها عما قريب وأنها موجودة لدى هذا الأمير. وأشار إلى أن تدق طبول الحرب. وبدأت المعركة واستطاع شعب بلاد السواد أن يصدوا هجوم عدوهم حتى ردوهم على أعقابهم إلى ديارهم بعد أن أريقت الدماء من كلا الطرفين.


وبعد مرور سنة من اختفاء ست الحسن تذكر أمير بلاد التلال كلام تلك العجوز فقال لمستشاريه: أحضروا لي تلك العجوز التي قالت لا تسموها بهذا الاسم؟ فذهب الجند والمستشارين يبحثون عنها ولكنهم لم يجدوها.. ولا يعرفون من هي؟ ولا يعرفون من أين أتت؟ وبعد أن علم الأمير بأن تلك العجوز غير موجوده بين شعبه أعلن مرة أخرى عن جائزة عبارة 500 دينار ذهبية لمن يحضر له العجوز. ولكن الحال كان كحال البحث عن ست الحسن لم يستطع أحد الوصول إلى العجوز.


http://wehda.alwehda.gov.sy/images%5CALWEHDA-1%5C25%5Calf-lela-oa-lela.jpg


وبعد مرور سنتين على اختفائها قال الأمير لزوجته: سنتان مضتا وقلبي يتفطر كل يوم على ابنتي.. فماذا أفعل؟ قالت زوجته: أيها العزيز إنك بدأت تهمل أمور شعبك حتى باتت الفوضى في كل مكان من بلادك وباتوا لا يثقون فيك.. وعليك مراجعة أمورك جيداً.
ـ إذا لم استطع حماية طفلة صغيرة فكيف أحمي شعباً بأكمله؟
ـ إن هذه نغمة لم أعهدها فيك من قبل.. فكيف تقول هذا وأنت الفارس الشجاع الذي أوقف كل زحف على بلده حتى بات الجميع في كل بلاد الدنيا يخشون مواجهته.
قال بتهكم:ـ يخشون مواجهته.. ألم ننهزم أمام بلاد السواد؟
بعد أن تأوهت، قالت:ـ نعم.. والسبب يعود إلى أنك كنت تحارب وقلبك ليس معك.. بل في مكان آخر.
ـ نعم صدقت.. لقد كان مع ابنتي.
ـ اسمع.
فالتفت اليها، وقال:ـ نعم.
ـ اريدك أن تحافظ على بلادك وأن تعود إلى ما كنت عليه سابقاً قوياً عادلاً مراعياً لحقوق رعيتك تنصر المظلوم وتقتص من الظالم، طوال السنوات العشرين القادمة.
ـ ومن يعيش في عذاب لعشرين سنة؟
ـ إن الأعمار بيد الله وأنت مازلت شاباً وعمرك لم يتجاوز الثلاثين.. فلا تفقد هيبتك منذ الآن!


فقام من مقعده وقال:
ـ لم قلت عشرين سنة ولم تقولي أكثر؟
ـ سمعت تلك العحوز تقول إن ست الحسن ستعيش في عذاب إلى أن تتزوج.
ـ آه.. تذكرت فأنا أعرف قصة ست الحسن فقد حكتها لي جدتي رحمها الله. ولكن تلك العجوز لا شك أنها مخرفة.
ـ دع الأمل أمامك ولا تيأس.
ولم يمض سوى سنة على هذا الحديث حتى دوت صرخة جديدة في منزل الأمير حيث رزق بمولود ذكر وبعدها بدأ الأمير يشعر بالحياة وعاد أفضل مما كان، وحارب بلاد السواد وانتصرعليهم وشردهم من أرضهم بل حارب الكثير من البلاد وكان في كل معركة ينتصر.
تتساءلون عن ست الحسن ومن الذي اختطفها؟ أليس كذلك؟
لقد حدثتكم أنه لدى الأمير مستشار خبيث، هذا المستشار، هو ابن عم للأمير، كان يرى أنه احق بأن يكون حاكم شعب بلاد التلال، ولكن قوة وصلابة وعدل الأمير حالت دون أن يكون كذلك، بل إن عدله وحب شعبه له وقفت دون أن يحقق ما يصبو إليه، ولهذا فكر ذات ليلة أنه لا بد أن يضعفه ويجعله يشعر بالهوان ويشتت أفكاره عن حكم البلاد ليكون هو المطاع، وهذا ما تحقق له طوال سنتين كما قرأتم حيث أنه كان يخطط بمكر وخبث ولكن لطف الله فوق كل شيء إذ أن الأمير استعاد صحته وعافيته وهمته ونشاطه ورجع أفضل مما كان تجاه شعبه وفتوحاته وانتصاراته على أعدائه.
هذا المستشار هو الذي خطف الطفله ورماها في الغابة، ولكن عناية الله كانت تحرصها حيث أن تلك العجوز وهي ساحرة تجوب البلاد بحثاً عن سحر جديد، صادف مرورها بلاد التلال يوم تسمية الطفلة فقالت ما قالته عنها.. وذهبت لتبحث في الغابات وفي بلاد أخرى. هذه الساحرة هي من وجد الطفلة في الغابة.. ولكونها لم تراها عند الأمير فانها أخذتها واحتفظت بها لنفسها وقالت في نفسها: ليس لدي ولد في هذه الحياة وقد تنفعني هذه الطفلة بدلاً عن أن تأكلها السباع.


وهي في إحدى رحلاتها وبعد أن أصبح عمر ست الحسن 6 سنوات صادفت في بلاد الجبال أميرها وهو في رحلة صيد، وعنما رأها عجوز ووحيدة وأمامها تسير الطفلة أمر عسكره أن يأتوا بها، وما إن وصلت أمام الأمير . قالت: ماذا تريد أيها السيد؟
قال: من أنت يا أماه لتكوني وطفلتك في هذه الجبال الموحشة؟
قالت: عابرة سبيل.
ونظر إلى الطفلة وسألها: ما اسمك أيتها الصغيرة؟
قالت، بلغة فصيحة وجريئة: ست الحسن. وهي لم تكن تعرف هذا الاسم من قبل بل قالته دون أن تشعر
قال الأمير مبتسماً: نعم. صدقت فأنت ست الحسن.
ثم التفت إلى العجوز، وقال: إن هذه الطفلة لا تشبهك؟
فارتبكت العجوز، وقالت: إنها ابنة أخـ... ي أخــ .. تي.
قال الأمير، بصرامة: خذوا هذه العجوز ولا تفرطوا فيها حتى نتحقق من هويتها وهوية هذه الطفلة.
وأرادوا أن يأخذوها هي والطفلة فقال الأمير: لا. هذه الطفلة ارسلوها إلى زوجتي حتى أعود.
ورأت زوجة أمير بلاد الجبال جمال الطفلة فقالت:
ـ إن هذه ابنة ملك؟
ثم طلبت من الحرس أن يأتوا لها بالعجوز، وما إن وصلت العجوز حتى قالت لها الأميره:
ـ أين وجدت هذه الطفلة؟
ـ لم أجدها.. إنها ابنة ابنتي!
فقال أحد الحرس:
ـ أيتها الأميرة لقد قالت للأمير انها ابنة اختها.
قالت الأميرة:
ـ أصدقيني ولك الأمان ولن يؤذيك أحد.. ابنة من هذه؟
قالت الساحرة:
ـ لا أعرف.. لقد وجدتها في الغابة القريبة من بلاد التلال قبل ست سنوات!
ـ وأين تقع بلاد التلال!
ـ إنها بعيدة عن هنا.. وهي وراء البحر.
ـ صدقت لأنها لا تشبهك وواضح أنها ليست من دمك.
وبما أن بلاد التلال بعيده أرسل أمير بلاد الجبال رسولاً إلى أميرها ليخبره أن هناك طفلة مفقودة عمرها الآن ست سنوات، فإن كانت من بلادهم فعليهم أن يرسلوا أهلها ليأخذوها. ووصل الرسول بلاد التلال بعد ثلاثة أشهر من المسير في البر والبحر ولكن صادف وصوله وجود ذلك المستشار الخبيث وكان الأمير خارج البلاد.. فاستقبله وأحسن استقباله. وبعد أن سمع منه القصة قال له: لم نفقد أحداً من ديارنا. ثم جهزه من ليلته وأعاده إلى بلاده حتى لا يقابل الأمير. وهكذا عاشت ست الحسن في بلاد الجبال إلى أن كبرت، وكانت ترعاها الأميرة كما ترعى ابنها الذي يكبرها بسنتين، وكلما كبرت ست الحسن ازدادت جمالاً.


يتيع

نسائم الرحمن
25-05-2012, 11:27 AM
http://www.wetcanvas.com/Community/images/26-Jun-2005/62433-A_Russian_Beauty_UL_WC.jpg

عندما بلغت الثامنة عشر من عمرها، وفي يوم من الأيام قامت الأميرة من سريرها واتجهت صوب سرير ست الحسن ولكنها لم تجدها فيه، فخفق قلبها ثم أرسلت الوصيفات عنها، وسألت الشغالات كلهم ولكنهم جميعهم قالوا إنهم لم يروها.
وللمرة الثانية تختفي ست الحسن، وبحثوا في كل مكان فلم يجدوها، وأعلن أمير بلاد الجبال عن مكافأة مقدارها 5000 دينار ذهبية كجائزة لمن يجدها، ولكن مضت سنة دون أن يجدوها. وكانت ست الحسن في تلك الليلة التي اختفت فيها تسمع صوتاً يقول:
ست الحسن
هيا نلعب
هيا ندور
ست الحسن
قلبك ذهبي قلبك صبور
تعالي ست الحسن
شوفي الجمال وعيشي سرور
وشوفي مالذ وطاب
في بستان الزهور
ست الحسن
وقامت من النوم واتجهت صوب الصوت إلى أن خرجت من القصر وابتعدت حتى وصلت الغابة وهناك استقبلتها تلك الساحرة، وبعد أن أفاقت ست الحسن خافت وهي ترى تلك العجوز أمامها، فقالت لها الساحرة:
ـ لا تخافي فأنا أمك.. حاولي أن تتذكري فقد كنت تجوبين معي الدنيا وأنت صغيرة.
وهدأت ست الحسن قليلاً وقالت :
ـ ماذا تريدين مني؟ وكيف أتيت إلى هنا؟
قالت الساحرة:
ـ لا عليك أنا أمك وليس تلك الأميرة الساحرة التي جعلتك بسحرها ابنتها.
فأرادت أن تضربها وهي تتحدث عمن ربتها، ولكن الساحرة أوقفتها بحركة غريبة جعلت ست الحسن تشعر أنها أمام ساحرة ومن ذكائها قالت:
ـ صدقت.. فأنا أشعر أنني كنت في غيبوبة عند تلك الأميره.. واعرف أنني لست ابنتها.
ـ صحيح.. أنت لست ابنتها، فقد وجدتك في غابة عند بلاد التلال.. وعمرك شهرين.
فردت عليها ست الحسن:
ـ هل هذا صحيح؟
فأقسمت تلك العجوز بأن هذه الحقيقة..
فقالت ست الحسن:
ـ ماهو رأيك لو أذهب لأرى تلك الغابة التي ولدت فيها؟
قالت العجوز بفرح:
ـ نسير من هذه الليلة.
وهكذا سارت العجوز الساحرة ومعها ست الحسن وهما متجهتان صوب بلاد التلال، وأخذوا في الطريق قرابة ثمانية أشهر وهم يسيرون، وكانت الساحرة تسير ببطء للبحث عن سحر جديد، وعندما وصلوا إلى الغابة.. جلست العجوز الساحرة في المكان الذي وجدت فيها ست الحسن وقالت لها:ـ هنا وجدتك. وناما تلك الليلة في الغابة، وفي الصباح طلبت ست الحسن من العجوز أن تذهب لترى بلاد التلال.. فوافقت العجوز، وغيرت العجوز الساحرة شكلها وشكل ست الحسن ثم دخلتا إلى بلاد التلال.. وفيه تعرفت على بيت الأمير. وكانت ست الحسن قد أضمرت في داخلها أنها ستكتشف من هم أهلها، وان أفضل طريقة هي باتصالها بالأميره فلا شك أن لديها خبراً بمن فقد من أهل البلاد. وكانت العجوز الساحرة تحاول أن تخرج من هذه البلاد ولكن ست الحسن كانت تستعطفها كثيراً وتقول :


ــ إن هذه الغابة أعجبتني كثيراً ولا أريد أن نذهب عنها، ونحن بعيدون عن عين تلك الأميرة الساحرة.
واطمأنت الساحرة لكلامها، وصارتا تنامان في الغابة وفي النهار تذهبان إلى بلاد التلال تبتاعان ماتريدان ثم تعودان. وصبيحة أحد الأيام خرجت ست الحسن لوحدها واتجهت نحو بلاد التلال وكانت تمر من أمام البيوت وهي صامته إلى أن وصلت أمام بيت الأميرة، فأخذت تصرخ:
بائعة الحنا من بلاد بعيده
.. بائعة الحنا من بلاد بعيده
طفت الديار وأتيتكم بأزهار جديده
بائعة الحنا من بلاد بعيده
كم تعذبت وكل يوم لي أم جديده
وأعيش على أمل أن أرى أمي الوحيده
فسمعتها الأميره فقالت للوصيفة:
ـ اذهبي وآتيني ببائعة الحنا.
ودعتها الوصيفة، وهي في الطريق إلى الأميرة أخذت تتلفت يمنة ويسرة في القصر فرأت شاباً وكهلاً يقفان أمام الباب فخفق قلبها بشكل لم تعهده من قبل، ودخلت من بينهما تسبقها الوصيفة، وما إن رأت الأميره أمامها حتى عاودها الخفقان مرّة أخرى، ولونها انقلب.. فسلمت ، ولاحظت الأميرة أنها مرتبكة فقالت:
ـ لا بأس عليك ياابنتي لا تخافي.. أريد فقط أن أعرف نوع الحنا الذي تبيعنه.


فأزاحت ست الحسن الغطاء عن وجهها، ثم قالت وهي تلهث:
ـ اسمعي أيتها الأميره.. أنا لا ابيع.....
ولكن الأميرة كانت تركز نظرها في عيني ست الحسن وتتأملها مما أربكها وجعلها تتوقف عن الكلام.. فلاحظت الأميرة ارتباك ست الحسن فقالت:
ـ ماذا كنت تقولين؟
قالت ست الحسن:
ـ أنا لا أبيع حنا ولا زهوراً وقد تربيت في بيت أمير، وخطفتني عجوز بسحرها دون أن أشعر بحالي.. وقد أقسمت لي أن الأميرة التي كنت أعيش عندها ليست أمي، وأنها وجدتني وعمري شهرين في غابة بلاد التلال، وقد كنت أشعر أن تلك التي ربتني ليست أمي.. ولهذا تظاهرت أمامها أن تلك الأميرة ساحرة وشريرة وأنها صادقة فيما تقول، وأقنعتها أن نأتي إلى هنا لأكتشف بنفسي إن كان لي أهل في هذه البلاد فلا شك أنك ستعرفين أن هناك من فقد ابنته قبل 18 عاماً. فاغرورقت عينا الأميرة وأخذت تبكي ثم حضنتها بقوة وصرخت في الأمير أن يأتيها فأتى هو وولده مسرعين فقالت الأميره:
ـ انظر من هنا؟


http://img98.imageshack.us/img98/6277/cinderellacw8.jpg

فتأملها الأمير والولد لا يعرف شيئاً.. فخافت ست الحسن وارادت أن تخرج، ولكن الأمير أمسك بها وقال:
ـ هل يعقل.. أهذه ست الحسن؟
فنظرت إليه وقالت:
ـ كيف تعرف اسمي يا سيدي!
فاحتضنها بقوة، والدموع تقطر من عينيه، وتعارفوا جميعاً.. وقالت أمها:
ـ أنت ابنتي.. وطوال 18 عاماً لم نفقد الأمل في عودتك.
وأخبرتهم بمكان العجوز الساحرة، فذهب الجند وأتوا بها، وعندما وصلت اندهشت من المنظر حيث أن ست الحسن كانت تقف في الوسط بين الأمير والأميرة.. فقال لها الأمير:
ـ أنت أيتها الشريرة.. ثمانية عشر عاماً وأنا أبحث عنك ولم أجدك..أنت من خطف ابنتي.
فقالت العجوز:
ـ معاذ الله لم أخطفها ووجدتها قبل 18 عاماً في المكان الذي أخذني منه الجند.
فقال:
ـ لماذا لم تأتي إلينا عندما وجدتها في الغابة.
قالت:
ـ كنت وحيدة وبلا طفل فقلت عسى أن تنفعني.. ولكن أمير بلاد الجبال اكتشف الحقيقة بعد ست سنوات.. وقد ربوها تربية الملوك والأمراء.
واراد الأمير أن يعاقبها ولكن ست الحسن قالت:
ـ لم ارى منها ما يسوء، وكل مارأيته منها هو أنها أخرجتني من قصر الأمير دون أن أشعر.. ولعلها فعلت خيراً كي أجتمع بكم.. فاطلق سراحها واشترط عليها ألا تعود إلى هذه البلاد.
فقال:
ـ لا شك أنك تربيت تربية ملوك.
وعلم ذلك المستشار بما حدث وأن تلك الطفلة استدلت على أهلها، ورأى أن أمره سينكشف فأراد أن يلعب لعبة خبيثة، فأخذ يحرض الأمير على غزو بلاد الجبال، واستطاع اقناعه بذلك.. وبينما الجيش يتأهب للذهاب للمعركة.. ورأت ست الحسن حركة الجند سألت أمها عن السبب، فقالت أمها بفخر
ـ إن أباك محارب عظيم ولم يقف أحد في وجهه إلى الآن.. وهو يريد محاربة بلاد الجبال.
فشهقت ثم نظرت إلى أمها وقالت:
ـ من أوحى له بهذه الفكرة.. إن بلاد الجبال بعيدة ولن يصل الجند إلا وهم متعبون، وقد تكون نهايتهم هناك.
فقالت أمها:
ـ إنك لا تعرفين أبوك فهو فارس لا يشق له غبار.
فقالت ست الحسن:
ـ لماذا يحاربهم.. ماذا فعلوا؟
قالت الأميرة:
ـ كي يخضعوا لسلطانه؟
وتركت ست الحسن أمها وذهبت إلى إحدى الخادمات وهمست في أذنها، وعادت إلى أمها يشاهدان حركة الجند من إحدى نوافذ القصر.. وما هي إلا دقائق حتى حضر أبوها وهو متقلد سيفه.. فقالت ست الحسن:
ـ من أوحى لك بفكرة محاربة بلاد الجبال.
ـ لا شك أنه الرجل المخلص مستشاري الخاص.
فقالت ست الحسن:
ـ هل تسمع كلامي أم لا؟
قال:
ـ بل تأمريني فأنت ابنتي الوحيدة التي عذبتني طوال 18 عاماً.
قالت:
ـ سنذهب جميعاً معك.. وستوحي للجميع أنك ذاهب للحرب، ولكن سنذهب كزيارة لذلك الأمير الذي ربى ابنتك أحسن تربية، وأنا واثقة أنك ستجد ما يسرك.. ولا تبلغ احداً بما نويت.
فنظر إلى أمها وقال:
ـ والله إن من علمك ورباك وأدبك قد أحسن التربية.. وكيف غابت عني هذه النقطة؟
وجمع الجيش بأكمله واتجهوا نحو بلاد الجبال، وساروا لمدة ستة أشهر، وما إن وصلوا حتى وجدوا أن جيش بلاد الجبال يقف في طريقهم، فعلم الأمير أن هناك من أخبرهم بمجيئهم، لأنه في حروبه كان يباغت البلاد التي يريد غزوها.. وعندما وجد أن أهل الجبال مستعدون له استشار مستشاره وسأله ما هي الطريقة؟ فقال:
ـ نحاربهم على الفور ولن يغلبونا!
فقال:له:
ـ سأضع الخطة انتظر!
وذهب إلى ابنته وسألها عن العمل.. فقالت بهدوء:
ـ سأتسلل أنا إلى البلاد وسترى ماذا سيحدث.. ولا تعلن الحرب حتى أعود.
وخرجت ست الحسن في الليل ودخلت إلى بلاد الجبال، ودخلت إلى القصر الذي تربت فيه، وما إن رأتها الأميره حتى احتضنتها، واستدعت الأمير فلما رأها سلم عليها وقال:
ـ كنت اعتقد أنني لن أراك بعد الآن.
فأخبرتهم بقصتها وبقصة هذه الحرب، فخرج الأمير وعاد ومعه ذلك المرسول ـ الذي أرسله قبل 12 سنة إلى بلاد التلال والذي أصبح كبيراً في السن.. وسأله:
ـ هل تذكر يوم أرسلتك لتسأل أمير بلاد التلال عمن فقد طفلة؟
قال المراسل:
ـ كأنه يوم أمس!
قالت ست الحسن:
ـ من قابلت؟
قال:
ـ يومها لم يكن الأمير موجوداً وكان هناك مستشاره، وقال إنه ابن عمه.
ـ هل بلغته الرسالة؟
قال:
ـ نعم.. وقال لي لا لم يفقد أحد في بلاد التلال طفلة.
فقالت له:
ـ شكراً.
كل هذا والأمير والأميرة يسمعان ويشاهدان بدهشة كبيرة من ذكاء وفطنة ست الحسن. وبعد أن خرج الرسول التفتت ست الحسن إلى الأمير وقالت:
ـ بحكم أنك ربيتني وأحسنت تربيتي وأنا الآن بمثابة ابنتك اطلب منك طلباً!
قال أمير بلاد الجبال:
ـ بل تأمرين أنت.
قالت :
ـ أريد أن تنصب خيمة بين المعسكرين ومتى ما رأيت أبي ذاهباً إليها تذهب أنت وبعض مستشاريك ووزرائك ومعهم الرسول.
فقالت الأميرة:
ـ والله إنك ابنة ملوك.
فردت بسرعة بديهة:
ـ بل تربيت بين ملوك.
فاحتضنتها الأميرة بشدة، وقبلها الأمير في رأسها..وودعتهم وخرجت. وبعد خروجها قال الأمير لزوجته:
ـ يالها من فتاة.. سأخطبها غداً لإبننا.. ألا ترين أن الوقت مناسب لذلك.
قالت:
ـ وهل سنجد مثلها في كل بلاد الدنيا حكمة وعقلاً وجمالاً.. لو أن ذلك بيدي لكنت ذهبت الآن وخطبتها.
وفي اليوم التالي فوجئ معسكر بلاد التلال بأن جند بلاد الجبال ينصبون مخيماً كبيراً في طرف ميدان المعركة، وأخذوا يضحكون عليهم مستغربين ويتساءلون فيما بينهم : هل سيحاربونا وسط الخيام. وبعد أن اكتمل تنصيب الخيام فوجئ المعسكرين بأمير بلاد التلال وهو متجه نحو ذلك المخيم ومعه الوزراء والمستشار.. وما إن اقترب من المخيم حتى ظهر أمير بلاد الجبال ومعه وزراءه ومستشاريه وخلفهما ذلك الرسول.
وبعد أن دخلوا المخيم سلم بعضهما على بعض، لتظهر ست الحسن وهي متجهة نحو المخيم، وما إن دخلت حتى التفت الجميع إليها.. فقالت:
ـ أيها الأمراء.. ماجزاء من يخون حاكمه؟
فقالوا جميعاً:
ـ القتل.
فقالت:
ـ يوجد بينكم من هو خائن؟
فالتفتوا إلى بعضهم البعض وسادت الفوضى قليلاً..
فقال أبوها:
ـ وضحي لنا من هو؟
فالتفت ست الحسن إلى أمير بلاد الجبال وقالت:
ـ ابتِ متى جاءك الخبر أن جيش بلاد التلال سيغزوكم؟
قال:
ـ قبل ثلاثة أشهر!
ـ ومن أخبرك بذلك؟
ـ أحد عيوني!
ـ ومن بلغ ذلك الأحد!
قال:
ـ إن هذا سر من أسرار الدول!
قالت:
ـ أنا الآن إن وقعت الحرب سأكون ضحية مؤامرة لاذنب لي فيها.. فأنت كوالدي وأنت من ربيتني وعلمتني الشجاعة والصدق والإخلاص في القول والعمل وها أنا أقوم بهذا الدور على أكمل وجه، وهذا والدي أنا من لحمه ودمه.. فما هو ذنبي أن تحرموني من أن أكون معكما؟ ثم اردفت:
ـ سأعفيك ..ولن تبوح بسر من أسرار الدولة.
وأخرجت رأسها من باب المخيم ودعت أحدهم، وجاء فقالت له اجلس.. وجلس بجوار باب المخيم.. ثم وجهت كلامها لأمير بلاد الجبال وقالت:
ـ استأذنك في أن أسأل رسولك!
فقال:
ـ لك ذلك.
فقالت أيها الرسول:
ـ عندما أرسلك الأمير لبلاد التلال قبل 12 سنة من الذي قابلك يومها؟
قال:
ـ واحداً يقول انه ابن عم الأمير وأنه مستشاره.. وقد استقبلني أحسن استقبال، وجهزني من ليلتي للعودة أحسن تجهيز!
قالت:
ـ هل بلغته رسالة الأمير؟
قال:
ـ نعم.
ـ وماذا كان جوابه.
قال:
ـ نفى أن يكون هناك أحد فقد طفلة في بلاد التلال؟
قالت:
ـ وهل تراه مع الموجودين هنا.
فنظر إلى الجميع وأشار على المستشار وقال:
ـ هذا هو.
والمستشار لم يحرك ساكناً، فشكرته واتجهت صوب ذلك الجندي الذي استدعته.. وسألته:
ـ أين كنت طوال الثلاثة أشهر الماضية.
قال:
ـ كنت هنا في هذه البلاد.
ـ ومتى وصلت إليها؟
ـ قبل ثلاثة أشهر؟
ـ لماذا؟
ـ حملت رسالة إلى أحدهم.
ـ وهل هو موجود هنا.
ـ نعم.. إنه فلان.
ـ وما هي الرسالة؟
ـ تحذير بأن جيشنا سيغزوهم.
ـ ومن أرسلك إنه المستشار.
وهنا لم يستطع أمير بلاد التلال تمالك نفسه وصرخ في مستشاره:
ـ ايها الخائن.. لماذا ؟ لماذا؟ والله إني كنت أعاملك كاخ لي، ولم أبخل عليك بشئ، والله إني كنت أقاسمك كل ما أملك وفي النهاية تفعل بي هذا.. لماذا؟ لماذا؟
فقالت ست الحسن:
ـ إنه الحسد.
ثم استأذنت من الجميع وخرجت.
فأمر أمير بلاد التلال الجنود بتقييد مستشاره، على أن يحاكمه متى ما وصل إلى بلاده. وتقدم أمير بلاد الجبال لخطبة ست الحسن لإبنه ، فرد أمير بلاد التلال عليه بأن ست الحسن هي ابنته، وعليه أن يسألها بنفسه فإن وافقت فلا مانع لديه. وذهب إليها أمير بلاد الجبال وسألها فوافقت ووافقت أمها.. وتم إعلان الزواج وبدلاً من أن تدق طبول الحرب دقت طبول الفرح طوال شهر كامل.

بلال
27-05-2012, 06:23 AM
شكرا على القصة الجميلة والممتعة بارك الله فيك نسائم

نسائم الرحمن
31-05-2012, 09:39 PM
شكرا على القصة الجميلة والممتعة بارك الله فيك نسائم

تسلم اخ بلال بارك الله فيك وعليك

نسائم الرحمن
31-05-2012, 09:45 PM
حكاية فاطمة السمحة من التراث الشعبي السوداني

http://i51.tinypic.com/e0iy35.jpg


كان ياما كان وفي قرية بشمال السودان تسكن فتاة اسمها فاطمة. وكانت اجمل بنات زمانها فسميت «السمحة» اي فائقة الجمال. ولم تكن جميلة وجه وجسد فقط، بل كانت طيبة كريمة الاخلاق احبها كل من عرفها، اصبحت سيرتها حديث مجالس الشباب وكم من امير تقدم لخطبتها واعتذر اهلها لصغر سنها.
وكانت القرية الوادعة بالقرب من غابة كثيفة لم تطأها قدم بشر، يسكنها غول شرير ينام سنة ويصحو سنة، وعندما ينام يضع شعر زوجته تحت رأسه وكان من عادته ان يتزوج شابة جديدة كل عشرين سنة، ويختار اجمل البنات في القرى المجاورة ويخطفها لتصبح زوجته، وبعد عشرين سنة يقتلها ليختار عروساً جديدة.

وكان اهل القرية يعرفون انها سنة اختيار الغول لزوجة جديدة، ويتهامسون خوفا على فاطمة اجمل فتيات المنطقة على الاطلاق، وكانت عائلتها تدرك ذلك لذا منعوها من الخروج وكانوا مصممين على حمايتها بالسيوف والارواح، وكانت جدتها اكثر الناس حرصا على سلامتها ولم تكن تسمح لها بالذهاب مع صديقاتها للعب في الحقول المجاورة.
وكانت الغيرة والحقد يسيطران على عقول كثير من فتيات القرية اللائي كن يدركن ان الشباب مشغولون عنهن بفاطمة السمحة، وجمالها واخبارها وكن يعلمن بأن احد لن يتقدم لخطبتهن طالما كان الامل يحدو الجميع بأن تكون فاطمة من نصيبه.
وذات يوم التقت مجموعة من الفتيات في مناسبة لاحداهن، وبينما كن يتجاذبن اطراف الحديث ذكرت احداهن ما يشغل بالهن: الزمن يجري والشباب مشغولون بفاطمة السمحة، فما العمل؟ تفاكرن وتدبرن ووصلن لفكرة تريحهن من فاطمة وما تسببه لهن من بوار.

في الصباح الباكر تجمعت الفتيات وذهبن لفاطمة وطلبنا منها الذهاب معهن الى بساتين النخيل لجمع البلح، فرحت فاطمة التي سئمت الحبس بين جدران الدار وطلبت من الفتيات ان يكلمن والدها، اعتذر الأب واخبرهن بأن الشورى عند والدتها التي اعتذرت بدورها قائلة ان كل ما يخص فاطمة لا يتم إلا بمشورة جدتها، رفضت الجدة رفضاً باتاً، ولم تيأس الفتيات وكررن طلبهن بالحاح مؤكدات حرصهن على فاطمة، فكرت الجدة في طريقة تثنى البنات فقالت لهن: سوف انثر جوالاً من السمسم وآخر من الذرة في ساحة البيت على ان تجمعنه حبة حبة، ولو نقصت حبة واحدة لن اسمح لفاطمة بالذهاب معكن، وجمعت البنات كل الحبوب ولم يكن في وسع الجدة إلا ان تسمح لفاطمة بالذهاب معهن.

وكان ان خرجت فاطمة في صحبة البنات ووصلت الى بستان النخيل حيث اقنعن فاطمة بالصعود لقطع سبائط البلح ففعلت واخذت ترمي لهن بالبلح وهن يضعن الناضج منه في سلالهن وغير الناضج في سلة فاطمة ثم يغطينه بالبلح الناضج وأوشكت الشمس على المغيب واستعدت البنات لرحلة العودة وفاطمة لا تدري انهن قد وضعن خطة شريرة للتخلص منها، وعندما وصلن الى البئر قلن لفاطمة انهن سيلعبن لعبة البئر والسوار، وهي ان ترمي كل واحدة منهن سوارها في البئر والتي تخرج سوارها أولاً تنال جائزة عليها. ترددت فاطمة إلا انها وافقت بعد الحاح.

تظاهر البنات برمي اساورهن، ولكنهن رمين مجرد حجارة، ورمت فاطمة بسوارها وانتظرت نهاية اللعبة، وهنا تضاحكت رفيقاتها وتغامزن وهن يهرلون نحو القرية دون ان يلتفتن لنداء فاطمة وتوسلاتها.

وكان ان بقيت فاطمة وحدها تبكي حائرة لا تدري ماذا تفعل، واذا بريح غريبة تزحف بطريقة مريبة وفي آخرها عاصفة صفراء، قالت الريح لفاطمة: «فاطمة السمحة خذي حذرك مما سيأتي» وظهرت ريح حمراء كلون الدم وقالت: لقد تركتك وحيدة وهربن، خذي حذرك مما سيأتي».

وتكررت العواصف حتى ظهرت الريح السابعة السوداء وخاطبت فاطمة بالحديث نفسه، بعدها ظهر الغول بجثته الضخمة وشكله المرعب يتطاير الشرر من عينيه، وتهتز الارض تحت قدميه وصاح: لا تخافي يافاطمة سأخرج لك سوارك الجميل ثم ادخل رأسها في البئر وشرب ماءها عن آخره واخرج السوار وقدمه لفاطمة التي شكرته وهمت بالعودة لدارها لكن الغول صاح: سوف تذهبين معي، لقد حان وقت نومي، طار بها الغول وفي غمضة عين وصل بها الى قصره وسط الغابة التي لم تطأها قدم بشر.
وكان ان ظلت القرية ساهرة تبحث عن فاطمة السمحة ودب الحزن في قلوب الجميع،

وقصد اهلها بيت عجوز القرية الحكيم الذي امر اخوة فاطمة السبعة بأخذ ثور ابيض الى الغابة وعندما يتأكدون من ان خدم الغول يغطون في نوم عميق يذبحون الثور وينثرون دمه في كل مكان من القصر، نفذ الاخوة النصيحة وفعلوا ما امر به العجوز وقصوا شعر فاطمة وحملوها مسرعين بعيدا عن دار الغول، وفجأة هب الغول من نومه لان الاخ الصغير نسي ان ينثر الدم على حجر صغير واخذ يضرب على صدر الغول حتى استيقظ.
وكان ان خرج الغول من القصر تسبقه الرياح السبعة حتى لحق بالركب فانبرى الأخ الاول واطاح برأس الغول وفي غمضة عين ظهر للغول رأس آخر تمت الاطاحة به.. وهكذا حتى الرأس السادس، عندها هرب الغول بعد ظهور الرأس السابع. وكان أن امر العجوز الاخ الاكبر للعودة للغابة وقطع الرأس السابع، فحمل سيفه وعاد بعد ايام وهو يحمل رأس الغول الذي تم حرقه ونثر رماده في البوداي والوديان والهضاب ومنذ ذلك الحين لم يسمع احد عن الغول وعاشت فاطمة السمحة حياة هانئة سعيدة وتزوجت ود النمير لتصبح اماً وجدة لكثير من اهل السودان.

دعد الرايدى
01-06-2012, 11:44 AM
جميلة القصة مشكورة نسائم وبارك الله فيك شكرا على مجهوداتك فى امتاعنا متعك الله بالصحة والعافية

رقية نامى
02-06-2012, 12:31 PM
شكرا وجزاك الله خيرا

هدى راضى
04-06-2012, 05:13 PM
جميلة القصة مشكورة نسائم وبارك الله فيك شكرا على مجهوداتك فى امتاعنا متعك الله بالصحة والعافية

نسائم الرحمن
07-06-2012, 08:37 AM
مشكورين على المرور المعطر وردودكم الطيبة بارك الله فيكم وعليكم

نسائم الرحمن
07-06-2012, 09:55 AM
الليرة الذهبية

http://2.bp.blogspot.com/-xrwrT25jS2E/T8ihcCy7Z5I/AAAAAAAACMk/Z7Vo8F_T_iY/s1600/golden+lera_a.jpg

يُحكى أنَّ رجلاً ميسورا ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ، حتى كبر ، وأصبح شابَّا ، لا يتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ، واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ، ودون علم والده !


http://www.alarab.net/data/news/2010/03/24/1_19121.jpg


وذات صباح ، نادى الأب ولده ، وقال له : كبرت يا بني ، وصرتَ شابَّا قويَّا ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ ، وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك .
قال الابن محتجَّا : ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ يا أبي !
قال الأب : يمكنك أن تتعلَّم .. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل .. وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ !



خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمُّه ، وأعطته ليرة ذهبية ، وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود منها في المساء ، ليقدِّم الليرة إلى والده ، ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده !



وفعل الابن ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ، وقدَّمها لوالده قائلاً : لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة . تفضل يا أبي !
تناول الأب الليرة ، وتأملها جيِّدا ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ، وقال : إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك .
عليكَ أن تذهب غدا إلى المدينة ، وتحضر ليرةً أخرى غيرها !
سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده !


http://www.syria3.com/vb/storeimgsy/img_1299419673_678.jpg


وفي صباح اليوم الثاني ، خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمه ، وأعطته ليرة ثانية ، وقالت له : لا تعد سريعا . امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك .
تابع الابن سيره ، حتى وصل إلى المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد ، وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً : عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة . تفضَّل يا أبي !

http://www.free-wallpapers-free.com/images/screensavers/3d_fireplace.jpg


تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً : إنها ليست الليرة التي طلبتها منكَ ..
عليكَ أن تحضر غيرها يابني !
سكتَ الولد ، ولم يتكلم !



وفي صباح اليوم الثالث ، وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ، تسلل الابنُ من البيت ، وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ، ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية ، وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّا في تحصيلها ، وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد.
قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً : أقسم لكَ يا أبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني .. وقد عانيت الكثير في تحصيلها!


http://24.media.tumblr.com/tumblr_m4n945W3Kp1qd56oqo6_250.jpg


أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ، فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ، ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب ، وعانق ولده ، وقال : الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يا بني ! فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك ، لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين ...


مَنْ جاءَهُ المالُ بغير جهد....... هان عليه ضياعه وحَرْقه
ومَنْ أَتَى بالمالِ بعمل وكد ...... صان ما سال فيه عَرَقه

هنادى عنبر
08-06-2012, 02:41 AM
مَنْ جاءَهُ المالُ بغير جهد....... هان عليه ضياعه وحَرْقه
ومَنْ أَتَى بالمالِ بعمل وكد ...... صان ما سال فيه عَرَقه
بوركت والله استاذة نسائم بارك الله فيك على القصة الجميلة

رشيدة الانور
11-07-2012, 05:53 AM
شكرا على القصة الجميلة لا هنتى اخت نسائم ويارب بعد ها الغيبة تعودى لنا وجرابك ملأى بالحكايا الجميلة والشيقة

نسائم الرحمن
17-07-2012, 03:55 AM
مشكورين على المرور المعطر وردودكم الطيبة بارك الله فيكم وعليكم

tafokt
31-07-2012, 11:31 PM
جميلة فصصك اخت نسائم مشكورة وبارك الله فيك شكرا على مجهوداتك فى امتاعنا متعك الله بالصحة والعافية

ابو بكر
18-08-2012, 03:39 AM
شكرا استاذة نسائم على الحكايات الجميلة التى ارجعتنا الى زمن الجدات والطفولة الجميل بارك الله فيك ونرجو المزيد منها

تغريد الامانى
24-08-2012, 12:22 PM
جميلة فصصك اخت نسائم مشكورة وبارك الله فيك شكرا على مجهوداتك فى امتاعنا متعك الله بالصحة والعافية

ميرليندا
20-09-2012, 02:17 AM
جميلة قصصك اخت نسائم مشكورة وبارك الله فيك شكرا على مجهوداتك فى امتاعنا متعك الله بالصحة والعافية

نسائم الرحمن
20-09-2012, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




كان يا مكان


يا سعد يا اكرام



ما يحلى الكلام الا بذكر الله


والصلاة على سيدنا محمد علية الصلاة والسلام





علاء الدين والمصباح السحـــــــــرى



الشخصيات

علاء الدين

[/URL]http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=634877&stc=1&d=1224363817 (http://www.iq29.com/)


بدر البدور

http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=634876&stc=1&d=1224363817 (http://www.iq29.com/)


فأر الصحراء

http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=634873&stc=1&d=1224363817 (http://www.iq29.com/)

الساحر

http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=634874&stc=1&d=1224363817 (http://www.iq29.com/)

والدةعلاء الدين

http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=634875&stc=1&d=1224363817 (http://www.iq29.com/)


كان يا مكان..

على ضفاف نهري دجلة و الفرات تناقلت الكثير من الحكايات



من بينها حكاية علاء الدين و مصباحه السحري




علاء الدين فتى مراهق مشاغب


يثير الفوضى في المدينة مع اصدقائه


الذين يسرقون الفواكه


من اجل اسعاد الاطفال


حتى اصبحوا ماهرين في السرقة



و بالرغم من ذلك فهو فتى شجاع


http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=645468&d=1225431858 (http://www.iq29.com/)

و طيب و يشعر بالذنب لما يفعله



يعيش علاء مع امه العجوز التي تعمل من اجل ان تحصل على المال



وهو منزعج كونه لا يعرف ان يعمل في اي مهنه


وفي يوم من الايام


كان علاء كالعادة يقطف الثمار


من اشجار احد القصور



مر بهم رجل غامض

و طلب من علاء خدمة مقابل نقود من الفضة


كان طلب ذلك الرجل ان يذهب علاء معه إلى الصحراء

التي لم يسبق لعلاء الخروج إليها



ويوافق علاء و يذهب مع الرجل إلى


مكان بعيد في الصحراء



توقفا عند صخرة تشبه النسر

يقوم الرجل الغريب ببعض التعاويذ السحرية



فتتحرك الصخرة و سط ذهول و خوف علاء الدين



يطلب الساحر من علاء ان يدخل إلى الكهف


الموجود اسفل الصخرة ليحضر له مصباحاً قديماً


و يوصية بان لا يلمس اي شيء من ما يجده في ذلك المكان

واعطاه خاتم و قال له انه سيحيمه من اي خطر


نزل عللاء عبر درجات طويلة إلى ان وصل إلى باب كبير

وعندما فتح علاء الباب رفع الستار عن حديقة جميلة فواكهها مضيئة


و في منتصف الحديقة مبنى كبير


ما ان دخله علاء حتى اشعلت المصابيح في المكان

وكان المصباح

الذي يبحث عنه الساحر


يتربع على عرش تلك المصابيح


http://www.myas7ab.com/pics//news/msbah=15=1=10=400=2.JPG (http://www.iq29.com/)

وفي طريق عودة علاء

قرر ان


يلتقط بعض الفواكه التي اكتشف انها حجرية براقة

عندما وصل علاء لفوهة الكهف


قال له الساحر ناولني المصباح

اولا لاخرجك من الكهف لكن علاء رفض ذلك

غضب الساحر كثيراً

فاغلق فوهة الكهف

و اعاد الصخرة إلى مكانها

بقي علاء مسجوناً داخل الكهف


فعاد إلى حيث تلك الحديقة لكن باب الحديقة

لم يفتح


وانطفئ ضوء مصباح علاء


وظهرت له افاعي كبيرة كانت تحرس ذلك المكان

اثناء محاولته في الهرب


بدا بفرك الخاتم الذي اعطاه الساحر دون ان يشعر

فظهر منه مارد عملاق


شبيك لبيك اطلب و تمنى

فطلب منه ان يخرجه من ذلك الكهف

بدا علاء يركض

و يركض

عائداً من المدينة إلى الصحراء

فالتقى في طريقة بفار الصحراء واصبحا صديقين

كانت تجربة علاء داخل ذلك الكهف تجربة جعلته يفكر في حياته الضائعة


دون ان يحقق شيء جيداً

ازدادت حياة علاء فقراً


و خفض اجر عمل والدته


ففكر علاء في ان يبيع المصباح القديم

و لكنه يحتاج إلى التنظيف


ففركه علاء بكمه فخرج لهم عملاق


http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/18367.gif (http://www.iq29.com/)


http://3.bp.blogspot.com/_ds5OVu3DQE8/Rtj55zBRQYI/AAAAAAAAAUQ/aE_1IxRk24Q/s400/aladdin2.jpg (http://www.iq29.com/)


http://www.halauae.com/uploads/b71c6ee90e.bmp (http://www.iq29.com/)




اعظم من عملاق الخاتم

فطلب منه علاء ان يحضر له طعاماً لذيذاً

وانبعث دخان في يد المارد خرج منه طبق ذهبي كبير


تقف عليه مجموعة من الجواري

حاملات اطباق ذهبية عليها طعام لذيذ


في صباح اليوم التالي ذهب علاء ليبيع بعضاً من الاواني الذهبية


وفي طريق عودته و بينما كان يعد ما حصل عليه من نقود



اصطدمت به فتاة جميلة فسقطت النقود و اخذا يجمعانها سوية

قالت له ان اسمها بدر البدور


http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=645466&d=1225431858 (http://www.iq29.com/)


وبينما هما كذلك جاء ابن الوزير يبحث عن الاميرة بدر البدور

التي اختبئات خلف علاء الدين

ويسال ابن الوزير علاء هل شاهدت الاميرة بدر البدور

عندها يعرف علاء ان الفتاة المختبئة هي الاميرة الهاربه



تشكره بدر البدور على اخفائها


و تذهب معه في رحلة جميلة في المدينه


http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=632856&stc=1&d=1224204294 (http://www.iq29.com/)



قضيا وقتاً ممتعاً حتى شارفت الشمس على المغيب


حينها عثر ابن الوزير على الاميرة


و اصطحبها إلى القصر بعد ان ودعت علاء الدين


الذي بقي يفكر بها طول اليوم و طلب من امه ان تذهب إلى قصر الملك و تخطبها له

قرر الملك ان يزوج ابنته لمن يقدم مهراً افضل

فخطط الوزير لسرقة المنازل في بغداد حتى يقدم مهراً مناسباً

لتتزوج بدر البدور من ابنه

لكن علاء استعان بجني المصباح

حتى يعطيه مهراً اعظم من مهر ابن الوزير

و بذلك استطاع ان يكسب بدر البدور

ويبني لها قصراً كبيراً


http://i87.servimg.com/u/f87/13/97/32/93/logo10.gif (http://www.iq29.com/)



قريباً من قصر الملك بواسطة مارد المصباح

وبسبب كل هذه الاحداث يسمع الساحر اخبار علاء الدين



الذي كان يعتقد انه مات في الكهف في الصحراء

فياتي للمدينه متنكراً

بزي بائع يستبدل المصابيح القديمة بجديدة



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=508680&d=1216443222 (http://www.iq29.com/)

فترسل له بدر البدور المصباح السحري


ظنان منها انه قديم ولا فائدة منه

فيستخدم الساحر مارد المصباح من اجل ان ينقل قصر علاء الدين

بمن فيه إلى الصحراء


فيهدد الملك علاء الدين


بانه ان لم يعد بالاميرة بعد 3 ايام....... و إلا فانه سيقتل اصدقاء علاء

يجوب علاء الصحراء ويستخدم خادم الخاتم من اجل ان يعينه على قطع الصحراء


لكن عفريت الريح يهاجمهم

و يسقط علاء و خادم الخاتم وينكسر الخاتم



ويهاجمه طائر عملاق فكان هجوماً مفيداً حيث ان الطائر حمل علاء إلى القصر


ويلتقي بامه و بدر البدور



ويفكران بخطه لاستعادة المصباح من الساحر


فتذهب بدر البدور للقصر

لتخبره انها موافقة على الزواج منه

فيخفي الساحر عنها المصباح لكنها تغضب منه

وتطلب منه ان يريها ما خبئه

فتسرق المصباح و تهرب

ويقفز علاء من احد النوافذ على البساط الطائر




http://data.simfile.uplusbox.co.kr/SIMG/89449_3_1.jpg
(http://www.iq29.com/)



تحدث الكثير من المغامرات السحرية في قصر هذا الساحر

وفي النهاية يقلب السحر على الساحر

و يقفز علاء و بدر البدور على قدم ذات الطائر

الذي هاجم علاء سابقاً


لينقلهم بعيداً عن القصر


ويقفان يشاهدان كيف اصبح القصر يذوب في بحر من الرمال


يعودان للمدينه

و يقفلان على المصباح في صندوق كبير خشبي


ويرمي علاء المفتاح في النهر ليصبح


حكاية من حكايات

ما بين النهرين



http://mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=645464&stc=1&d=1225431732 (http://www.iq29.com/)



[URL="http://www.iq29.com/"]http://www.myas7ab.com/pics//news/msbah=15=1=10=400=1.JPG (http://www.iq29.com/)




ظلي ظلي يا بدر البدور

نفحة حب من بغداد

نبأٌ يصحو يصحو في عينيكِ

يلهو يلهو في ظل المكان

الخيال لا ينام يسهر في حلم وضاح

منساباً منساباً عبر الايام عند علاء و المصباح

ظلي ظلي يا بدر البدور

نفحة حب من بغداد

منقوووووووول

tafokt
20-09-2012, 05:22 PM
http://up.3dlat.com/uploads/12932306644.gif

رامى
20-09-2012, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

نوران
20-09-2012, 08:18 PM
مشكورة اخت نسائم على هذه القصص الجميلة

نسائم الرحمن
23-09-2012, 09:02 PM
مشكورين على ردودكم الطيبة وتفاعلكم مع هذه القصص

فايزة
22-10-2012, 10:16 PM
فين قصصك الجميلة الاخت نسائم ابني لا ينام الا لما احكي له قصة وقد استنفدت كل القصص التي اعرفها ههههه

فيحاء
19-06-2014, 01:28 AM
والله رجعتينا للزمن الجميل برجاء وضع قصص جديدة جميلة كما عودتينا اختنا نسائم

الحسناء
25-07-2014, 12:52 AM
شكرا ورمضان كريم ونرجو المزيد من قصص وذكريات ايام زمان بارك الله فيك اخت نسائم لا تقطعى عنا قصصك وارجاعنا الى ذكرياتنا الجميلة وايام الصبا

صالح
10-09-2014, 01:18 PM
شكرا على الحكايات الرائعة للزمن الجميل

فيحاء
12-09-2014, 06:18 AM
جميلة الحكايات الف الف شكر

رشيدة
12-10-2014, 11:08 AM
http://www.al-friends.com/up//uploads/images/alfriends-d235f2df4c.jpg

الأميـــــــــــــــــــــــــــــــر والتمثـــــــــــــــــــــــال

أراد حكيم القصر ان يعطى الامير الصغير درسا فى الحياه فسأله :مولاى ما هو العدن الذى يستهويك ويستميلك دون المعادن ؟
فأجاب الاميربثقة الذهب بالطبع؟
فسأله مره اخرى لم الذهب
فأجاب بثقة اكبر من سابقتها:لانه ثمين وغالى وهو المعدن الذى يليق بالملوك ،صمت الحكيم للحظات ولم يجب ثم ذهب الى الخدم وقال لهم اصنعو لى تمثالين بنفس الشكل ولكن احدهما من الذهب الخالص والاخر من الجير ،وقامو بطلاء الاخير بطلاء ذهبى ليبدو كالذهب خالص.
بعد يومين اتى الحكيم الى الامير بالتمثالين وقد غطاهما....فنزع الغطاء فأنبهر الامير لجمال صنعهما واتقانهما ، فسأله الحكيم :ماراى الامير بما يرى ؟
فأجاب الامير :انهما تمثالان رائعان من الذهب الخالص
فقال الحكيم: دقق يا مولاى الاترى فرق ؟؟
فقال كلا
فقال الحكيم أمتأكد يا مولاى ؟؟
قال الاميربغضب قلت لك كلا لا ارى اى فرق
فأشار الحكيم الى خادم كان يمسك دلو ماء،فرشق الخادم الماء على التمثالين بقوه ،فصعق الامير عندما راى التمثال الجير يتلاشى والتمثال الذهب يزداد لمعانا
فقال الحكيم : مولاى هكذا الناس عند الشدائد من كان معدنه من ذهب يزداد لمعانا ،ومن كان معدنه من جير يتلاشى كأنه لا شى

هاشم
26-06-2015, 12:50 AM
شكرا على القصص والحكايات الرائعة بارك الله فيكم على هذه الفسحة من ترويح النفس وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم

فن الغموض
11-10-2015, 11:03 AM
فكرة حلوة بس أنتي أحلى ^_^

قصة هدفها مميز يستحق التفكير

عهود المالكى
04-03-2016, 06:41 PM
شكرا على القصص والحكم والعبر الجميلة

صافيناز العتيبي
01-01-2018, 11:08 PM
شكرا على الموضوع الشيق والمعلومات المفيدة

تنسيم
03-02-2019, 07:19 AM
جميلة الفكرة والاجمل مواضيعك اخت نسائم بارك الله فيك وعليكى ونتمنى منك المزيد

حنين
29-04-2019, 03:50 PM
مشكورة مشرفتنا الابداعية نسائم وشكرا على الذكريات الجميلة ونرجو المزيد منك بارك الله فيك

نور القلوب
19-07-2020, 02:16 PM
حكايات الزمن الجميل افتقدناها بجد يا زيت تعيدي كتابة هذه الحكايات الذات عبرة ومغزى لنحكيها لإخواننا وأولادنا
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

تميمة
21-06-2021, 03:00 PM
شكرا على القصص والحكايات الرائعة بارك الله فيكم على هذه الفسحة من ترويح النفس

احلام
30-01-2022, 01:23 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة