المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكمة روحانية في نزول القرآن منجما في ثلاث وعشرين سنة !



هاشم
12-11-2014, 01:57 AM
حكمة روحانية في نزول القرآن منجما في ثلاث وعشرين سنة !
هذا موضوع متشعب وغزير بلا شك...

لكني أحبب أن أشارك الجميع على العموم وأهل العلم على الخصوص في خاطري كما يلي:

كلنا يقرأ سورة القدر...ويعرف أنها ليلة نزول القرآن الأولى.

فطرحي هو: لماذا لا تكون بركة ليلة القدر تتكرر تقريبا على مدار معظم أيام السنة القمرية....لا تستغربوا....فإن كنا أولوينا ليلة القدر بالقيام والصيام...وأهملنا باقي الشهور عدا رمضان من هذه العبادات الطيبة وبالذات التهجد...فإننا في نفس الوقت تركنا خيرا كثيرا....

تأملوا أن قيام الليل كان فرضا على رسول الله لا على أمته...والآيات معروفة.(ومن الليل فتهجد نافلة....عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)...(كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)....(تتجافى جنوبهم عن المضاجع .....)....هكذا

لحظة مراجعة مع النفس، تجدنا فعلا مقصرون....ليس لنا حجة...إنما الأجدى أن نخجل من أنفسنا أمام ربنا إذا سألنا بلسان الحال: لماذا تقاعستم عن الخير وقد قلت لكم من جاهد فإنما يجاهد بنفسه؟؟؟ هل سنقول له: لم نعرف كيف ننظم أوقاتنا؟؟؟

بل الحق أننا نعرف ولكن لا ننوي.....في الغرب يألفون الكتب وتباع مئات الآلاف بل ربما الملايين من نسخها...كتب عناوينها على شاكلة "The Power of Intention" ,وتعني "قوة النية ويما يمكن أن تحقق"

أما نحن أمة محمد...أمة حديث "إنما الأعمال بالنيات" لم نفهم على رسولنا قوله....وحتى أنه صار شبابنا يتمسخرون على بعضهم القول، يقولون إنما الأعمال بنيات) - يعني لونها بني "brown" >>> أقول هذا ضياع وتفويت كبير للخير وتقويض كبير لهمة بناء الأمم. لأن النوايا أسااااس.
____________

نرجع للجانب الروحاني /

أقول، إنه لا يوجد مانع أبدا من أن نجعل(بشكل شخصي) نجعل من كل ليلة عادية نحييها ونجعلها كمثل ليلة القدر....

المستند في ذلك أن أهل الأرض يستنزلون المطر...فنزوله خير لهم على العموم...
وكذلك المؤمنون يستنزلون السكينة....فنزولها خير لهم على الخصوص
وكذلك أهل القرأن...يستنزلون بركة نزول القرأن في ليلة القدر فيحيوها بالقيام والصلاة والدعاء...لأنه هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابة...

وأما أهل السر والروحانية، فهديتي لهم في حكمة تنزيل القرأن منجما...فأقول وما يدريك أن الآية الفلانية نزلت في هذه الليلة بالتخصيص....وما يدريك أن سورة الأنعام نزلت كاملة في أي ليلة بالتخصيص...فأن علم التنزيل من أخص علوم الأولياء من فتح الله عليه به....ولا أظنك تجد هذا العلم بكليته في الكتب إلا قليلا من قليل.

إذا...دعوة الرسول أنه قال: "يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" فلا نكن منهم جعلنا الله وإياكم من أهل القيام والقرأن....إن الذي يقرأه يحاضر رب العالمين.
رب الملائكة والروح...نور الأنوار....روح الأرواح....كلام السبوح القدوس...الذي يخاطب فينا مركز نفوسنا - ألا وهو العقل - ....يبهرنا بآياته يعجزنا ببيانه....يتحفنا بجواهره....

وأما العقل، فهو قلب النفس، وأنا القلب فأعني به "مركز" ويسميها الحكماء"الروح الحية" ولا أقصد جارحة الدماغ ولا مضخة الدم التي هي عضو القلب.
__________
وفي رؤيا صالحة، استفسر أحدهم عن آية سورة الرعد "ولو أن قرآنا ....أو كلم به الموتى..." فسأل قائلا: "ما معنى الموتى ههنا"......فأجيب"إنهم موتى القلوب"
__________
أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها
__________

إن من الناس من يقرا القرأن وما يجاوز حنجره...
وإن منهم من يقرؤه بقلبه....فكونوا من هذا الفريق واستفتحوا مغاليق القلوب...لا أدري إن نحن استعملنا أسماء أم موسى على قلوبنا بدلا من استعمالها على فتح أقفال الذهب والفضة...عندها علها تفيدنا على الأقل للأخرة....إنما هذه فائدة بسيطة وغيرها كثير طبعا. وهذا لا يخفى على اهل العلم، أنهم يمكنهن اتخاذ طريق إلى الله تعالى من حيث الأسماء....لكني أختصر على الناس...فالمثل الأنجليزي الدارج "why reinvent the wheel" " لماذا نعيد اختراع الدولاب"

وقصدي من ذلك هو أن الله ورسوله قيد بينوا لنا ما إن فعلناه صرنا على الدرب الصحيح....وهي الأذكار والتسبيحات والصلوات والصيام...والأخذ من العلماء الوارثين...وهكذا...

فمثلا، ما الذي سيحصل لو قام شخص بالليل وصلى وقرأ سورة الأنعام، وصدف أن تلك الليلة من الشهر العربي القمري موافقة لليلة نزل سورة الأنعام التي نزل معها سبعون ألف ملك أنزلوها من العروس....ألا ترى معي أيها القارئ اللبيب أن الله تعالى بكرمه ولطفه وتعاليه وتدانيه الرحماني إلى عباده سوف يجزل العطاء على هذا العبد ما لا يصفه الواصفون... لطالما أنه صدق الله...وما كان عطاء ربك محظورا...فتكون هذا الليلة بحق هذا الشخص ليلة قدره ، بل معظم لياليه قدر إن شاء الله تعالى...لأن القرآن نزل منجما على مدى 23 سنة...منجما هنا بمعنى هيئات فلكية مختلفة إن أخذناها من حيث شرح السياق

وأما خاصة الخاصة، فلا أقول لهم معظم ليالي السنة...بل أقول لهم كل ليالي السنة ليالي قدر لكم...وقد نبه على هذا المعنى سيدي محيي الدين بن عربي لما تحدث عن تنزل القرآن...وذكر أصنافا وأحوالا من الأولياء في زمانه...منهم من قرأ القرأن بدون معلم...وقال فيما قال ... وهو مربط الفرس يا لبيب .... إن القرآن يحصل له تنزل على قلب القارئ أيما وقت قرأه....وما رميت ولكن الله رمى....ومن وصل إلى هذا المعنى القلبي وهذا الذوق...فهو يدرج في هذه الفئة..... فإذا...ربك فكير وثيابك فطهر...قم الليل إلا قليلا..........................واعقد النية...ثم أنشاْ العزيمة تلو النية....فأذا عزمت فتوكل على الله ....فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب.

وعد المحبة
21-11-2014, 02:58 PM
شكرا وبارك الله فيك استاذ هاشم على الطرح القيم والمعلومات المفيدة

صالح
09-01-2015, 07:51 PM
شكرا وبارك الله فيك على الطرح الطيب