المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه و عبره: رقم 55



روضة العامودى
10-05-2012, 09:04 AM
لاتسمح لأحد أن يملأ فنجانك



بمعنى

كان هناك شاب عرف أن هناك رجلاً صينياً حكيماً من الممكن أن يدله على معنى الحكمة ومن الممكن أن يعرّفه كيف يتحكّم في أحاسيسه وأعصابه. قال له الناس: إن هذا الرجل يعيش فوق جبل وإذا قابلك فأنت محظوظ.

لم يضيع الشاب وقته فاستقل الطائرة وسافر وذهب إلى المكان وظل منتظراً. أخبروه أن الحكيم سيقابله فذهب إليه وطرق الباب وأخذ ينتظر. تركوه منتظراً ثلاث ساعات حتى اشتدّ غضبه وعندئذٍ فتحت الباب سيّدة عجوز وأخبرته أن الحكيم سيأتي إليه حالاً. ولكن ذلك لم يحدث بل جاءه الرجل بعد ساعة وكان الشاب قد وصل إلى قمة الضيق والغضب.

جاء الرجل العجوز ورأى الشابُ أنه بسيط جداً يلبس ملابس بسيطة، وعندما جلس بجانبه سأله:
هل تحب أن تشرب شاياً؟
اشتد غضب الشاب وقال في نفسه: هذا الرجل المجنون! تركني أنتظر ثلاث ساعات بالخارج ثم تركني هنا ساعةً دون أن يعتذر ثم يسألني إن كنتُ أريد أن أشرب شاياً؟!
وظل الشاب يتكلّم وهو غاضب، فقال له الحكيم مرةً اخرى، أتحب أن تشرب شاياً؟ فلمّا رآه الشاب مصرّاً، قال له هات الشاي! فأحضرت له السيدة الشاي في إبريق كبير، وقال له العجوز: أتحب أن أصب لك الشاي؟ فقال له تفضل أرجوك!
أخذ العجوز يصب الشاي حتى ملأ الفنجان وأخذ يسيل على الطاولة كلّها إلى أن وقف الشاب غاضباً وقال له:
ما هذا الذي تفعله معي؟ هل أنت مجنون؟!..
عندئذٍ نظر إليه الحكيم وقال: قد انتهى هذا الاجتماع. تعال إليّ عندما يكون فنجانك فارغاً. ثم نهض ليتركه.

راقب فنجانك! لا تدعه يمتلئ بغير إذنك

بدأ الشاب يدرك الأمر ويقول لنفسه: لقد أضعت كل هذا الوقت، ثم تحمّلتُ كلّ ما فعله معي، والآن أتركه يذهب؟ لا بد من أن أغيّر أسلوبي معه! ثم قال للعجوز: أنا آسف جداً، لقد جئت إليك من آخر الدنيا فمن فضلك علّمني شيئاً مفيداً، فقال له: لكي تستطيع العيش في الدنيا بطريقة إيجابيّة عليك أن تلاحظ فنجانك
فقال له الشاب: ما معنى ذلك؟
فقال له الحكيم: عندما تركناك تنتظر ثلاث ساعات كيف كان إحساسك؟
- في البداية كان إيجابياً ثم بدأت أتعصب وأغضب شيئاً فشيئاً حتى كدت أنفجر، لكننّي كنت مصمّماً على مقابلتك.
فقال له الحكيم: وكيف كان إحساسك عندما تركناك ساعةً في البيت؟
- كنت غاضباً أكثر وأكثر!
فقال له الحكيم: وعندما صببتُ الشاي في الفنجان؟ هل من الممكن أن نصبّ في الفنجان قدراً أكبر من حجمه؟!
- لا، لا يمكن
- وماذا حدث عندما استمرّ صبّ الشاي في الفنجان؟
- سال الشاي على الطاولة كلّها
فقال له الحكيم: وهذا بالضبط ما حدث لأحاسيسك. جئت إلينا بفنجان فارغ، فملأناه إلى أن بدأ يطفح، وهذا يسبب لك أمراضاً! لو أردت ان تعيش سعيداً في حياتك فعليك ان تلاحظ فنجانك، ولا تسمح لاحد أن يملأه لك بغير إذنك.
انتهى الاجتماع، وبينما الشاب يهمّ بالمغادرة قال له الحكيم:
مهلاً يا عزيزي، أنسيت أن تدفع ألف دولار أجرة الدرس؟ فامتلأ فنجان الشاب مرةً ثانية!

وأنت، من يملأ فنجانك؟
هل تسمح لكل ما حولك أن يملا فنجانك؟
نفترض أنّك استيقظت من نومك سعيداً جداً وفنجانك فارغ. أليس كذلك؟
دخلت الحمام فلم تجد ماءً، فبدأ الفنجان يمتلئ. وإذا كان الصابون في عينيك وانقطعت المياه ماذا يحدث للفنجان؟ سيمتليء أكثر. جاءت المياه ولكن فجاةً شدّ أحدهم السيفون فنزل الماء مغليّاً على رأسك.. ماذا سيحدث؟!
أخيراً أنهيت استحمامك وخرجت لتستقل سيارتك فوجدتها لا تعمل... كيف حال الفنجان؟
اشتغلت السيارة، ركبتها وانطلقت فوجدت شرطة في الطريق. تركوا كل الناس وأمسكوا بك أنت! فما حال فنجانك؟
أو كنت سائراً في الطريق والناس من حولك والكل ذاهب إلى عمله، وإذا بكلبٍ يترك كل الناس ليعضّك أنت بالذات... فما حال فنجانك؟
ثم ما إن دخلت باب مكان العمل حتى قالوا لك: الآن أتيت؟ المدير يسأل عنك. اذهب إليه فوراً لقد تأخّرت! كيف حال الفنجان؟
ثم تذهب إلى المدير: فيقول لك، أعلم أنك قد تأخّرت، ولكن هذا ليس مهماً. إن الوظيفة والترقية التي طلبتها قد تمّت الموافقة عليها. ألف مبروك! كنت أسأل عنك كي أهنّئك! كيف حال الفنجان الآن!
بدأ فنجانك يفرغ، ولكنّ أحدهم يسرع إليك ليقول: البوليس يتصل بك! إن بيتك قد احترق (لا قدّر الله) فيفيض فنجانك مرةً أخرى.
إن أحاسيسك تشبه سكة قطار الموت الأفعوانية في مدن الملاهي ترتفع ثم تنخفض ثم ترتفع ثم تنخفض بسبب الأحداث، وبسبب الأشياء، وبسبب الأشخاص.

ألم يحن الوقت كي نتحكّم في أحاسيسنا ونعيش أهدافنا ونستخدم قدراتنا لمصلحتنا بدلاً من أن نستخدمها في الإضرار بأنفسنا؟

أحاسيسك وقود حياتك فأي وقود تختار؟
إن الأحاسيس هي وقود الإنسان. والروح التي خلقها الله سبحانه وتعالى تريد بيتاً تعيش فيه هو الجسد. والجسد يريد دينامو يحرّكه، هو العقل. والدينامو يحتاج وقوداً ليعمل، وهذا الوقود هو الأحاسيس

لا تجعل احد يتحكم في احساسك لا تغضب الا لله عامل الناس كما وصانا الحبيب

اللهم انا نسالك التقى والهدى والعفاف والغنى اللهم اغفر لنا وارحمنا ووفقنا وعافنا واعف عنا

الشيخ درويش عبود المغربى
10-05-2012, 11:15 AM
مشكورة الفاضلة ابتهال دايما راقية فى مواضيعك وانتقاءاتك بارك الله فيك وعليك ودمت بكل خير وود

بو حمد
10-05-2012, 12:24 PM
شكرا جزيلا على الطرح الطيب وادام الله بقائكم

نسائم الرحمن
10-05-2012, 12:32 PM
ماأجمل القصص والعبر التي
خطها لنا قلمكِ الجميل هنا
لقد كتبتِ وابدعتِ
قصصك رائعه في معانيها
فكم استمتع بمواضيعك الجميلة
سلمت لنا وسلم قلمك

حسنة
10-05-2012, 07:21 PM
دائما متميزة في الانتقاء
سلمت مشرفتنا الغالية على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك

خليفة بن حمد
11-05-2012, 12:33 AM
جزيل الشكر والتقدير للاستاذة ابتهال وبارك الله فيك وعليك

خليفة بن حمد
11-05-2012, 12:42 AM
جزيل الشكر والتقدير للاستاذة ابتهال وبارك الله فيك وعليك

تغريد الامانى
11-05-2012, 10:47 AM
جزيل الشكر والتقدير للاستاذة ابتهال وبارك الله فيك وعليك وجمعة مباركة

ملكة الاحزان
12-05-2012, 07:50 AM
الفائدة والجمال دواما معهودين ومشهودين بأعمالكِ وابداعاتكِ العزيزة ابتهال
لايسعني سوى قول: تسلمين ربي يسعدكِ بالدنيا والدين

وعد المحبة
12-05-2012, 08:17 PM
دائما متميزة في الانتقاء
سلمت مشرفتنا الغالية على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك

جنة
13-05-2012, 01:47 AM
شكرا وبارك الله فيك

صافى
13-05-2012, 01:53 PM
شكرا استاذة ابتهال على الابداع والطرح الطيب والموضوع الراقى

ظفار العدوى
14-05-2012, 12:25 AM
جزيل الشكر والتقدير للاستاذة ابتهال وبارك الله فيك وعليك

رؤى
14-05-2012, 03:01 PM
جزيل الشكر والتقدير للاستاذة ابتهال وبارك الله فيك وعليك

دواء القلوب
15-05-2012, 03:29 PM
شكرا جزيلا على الطرح الطيب وادام الله بقائكم

شكرى
15-05-2012, 08:08 PM
شكرا وبارك الله فيكم جميعا ونتمنى المزيد من مواضيعكم المفيدة والشيقة

راجى عفو المولى
17-05-2012, 04:56 PM
مشكورة على المواضييع الرائعة والى الامام دوما استاذة ابتهال

خلف الله المشد
13-06-2012, 03:35 PM
شكرا على الطرح الرائع وبارك الله فيكم جميعا ونرجو المزيد من رائع مواضيعكم

روضة العامودى
24-07-2012, 12:03 PM
شكرا للمروركم الطيب
أسعدتموني بتواجدكم الله يحفظكم يارب
ومبروك عليكم هذا الشهر الفضيل
يارب باليمن والبركات والعمر المديد