المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل مثل قصة



نسائم الرحمن
10-05-2012, 10:51 AM
http://www.sh4arab.com/up/uploads/images/www.sh4arab.com-020d50120e.png


يزخر تراتنا العربي بكثير من الامثال الشعبية ولكل مثل قصة , انتقيت لكم بعضها ارجو ان تروق لكم



وافق شن طبقه

http://almasanews.net/JordanImage/big6928.jpeg


رغب شن ان يكمل نصف دينه بالزواج واخذ يبحث عن شريكة لحياته تتمتع بالعقل الراجح فتاة لماحة ثرية بالمعرفة والقدرة ان تكون شريكة لحياته فقيل له انه سيجد حاجته في اهل المدينة فقرر السفر اليها ، وفي بداية الطريق لقي شن رجلا مسناً وساله هل انت في طريقك الى المدينة وساله بعد ان رد عليه المسن انه من اهل المدينة ومتجها اليها .

- هل تركب ، ام اركب انا ؟

- فاستغرب الرجل المسن سؤاله وقال كلنا راكب ، ماذا تسال ؟
وفي اليوم الثاني شاهدا اناسا يحصدون الزرع
فسال شن : يا ترى هل اكل الناس زرعهم ؟
فاجابه كيف اكلوا الزرع وهم ما زالو يحصدونه ؟
وفي عصر ذلك اليوم مرا بجنازة
قال شن لرفيق دربه : رحمة الله عليه هل تعتقد انه حي ؟
رد المسن باستغراب: في كفنه محمولا وكيف يكون حيا ؟
وقبل الوصول الى المدينة بانت مشارفها فسأله شن قائلا : كيف حال البعيد هل اصبح قريبا ؟
واستغرب المسن مره اخرى ولم يكلف نفسه عناء الرد .
ايام مضت وهاهما في المدينة النورة وعندما وصلا الدار
قال له شن : دعني احمل عنك متاعك وكيف حال الاثنتين ؟
بالرغم من ان المسن كان يظن ان شن ابله الا ان كرم الضيافة حتم عليه ان يدعوه الى داره لتناول العشاء ؟
ثم كان سؤاله : كيف حال الجماعة هل تفرقوا؟
ومرة اخرى يستغرب المسن ولم يكلف نفسه عناء الرد .
ثم دخلا الدار فقص المسن على ابنته حديث ضيفه الغريب الاطوار ، كما حدثها عن بلاهة وغرابة طبعه واخبرها عن حسن اخلاقه وشكله واردف ولكنني اظنه ابله ولما استفسرت ابنته عن سبب ظنه هذا ، اعاد لها اسئلته الغريبة التي طرحها عليه في الطريق فقالت له ابنته بل انه رجل ذكي يا والدي
فعندما سالك هل تركب ام اركب ، قصد به هل تبدأ الحديث ام ابدأ أنا
وحينما سألك عن الزرع كان يقصد هل باعه اصحابه قبل حصاده وصرفوا قيمته
اما سؤاله حول الجنازة والميت هل هو حي قصد هل له ابن يخلفه ويحيي ذكره
ولدى سؤاله عن حال الاثنين هل اصبحوا ثلاثة اراد الاستفسار عن قدميك هل انت بحاجة الى رجل ثالثة وهي العصا لتستعين بها في المشي
اما ما قصد بسؤاله عن الجماعه تفرقوا او تجمعوا فكان غرضه الاطمئنان عن اسنانك هل تفرقت ام مازالت قوية
وعندما سالك عن البعيد فكان يقصد الاستفسار عن بصرك هل ضعفت رؤيتك للبعيد
وعندما سمع الشيخ المسن شرح ابنته وتفسريها للاسئلة التي كان يطرحها عليه شن اثناء الطريق عرف قيمته وقال بلهجة تشوبها السماحة والاعتذار لقد ظلمتك يا سيدي قبل ان اعرف تفسير اسئلتك واخبره ان ابنته هي التي كشفت له غموض هذه الاسئلة .
وعندما قدمت ابنة الشيخ المسن الطعام ، وجدها ممشوقة القوام جميلة الملامح ناصعة البياض تشع من عينيها ملامح الفطنة والذكاء فقال شن لمضيفه انا يا سيدي من اسياد قبيلة طي اذا كانت ابنتك تقبل بزواجي فانا اطلب يدها .


فتمت الموافقة واصبح المثل ينطبق عليهما تماما ( وافق شن طبقة )


-------------------------------------------------------------




لا تأمن الخبل يأتيك بداهية


http://s.alriyadh.com/2007/02/23/img/232638.jpg

هذا مثل شعبيي ومعروف لدى كثير من الناس و (داهية) هذي اسم لعجوز متوحشة وشرسة ... وجبتها ( لحوم البشر ) والناس تعرفها وتتجنبها ... تقطن إحدى الجبال ولا يمكن الاقتراب من منطقتها أو حدودها... وأي شخص يقترب من الجبل أو يؤذيها فستكون له فتاكله .

يروى في احد الأزمنة قبل الإسلام أن هنالك قوم يتزعمهم شيخ ... يسكنون في إحدى أراضي شبه الجزيرة العربية ... وكان لدى الشيخ حاشيه خاصة ... ومن بين حاشيته رجل منافق ... فكان هذا الرجل من المقربين للشيخ لأنه يسعده ويؤنسه ومن ورعاته الخاصين من بين هؤلاء الرعاة ... راعي لقبه الخبل وهو اسم على مسمى يعني ( فيه خلل بعقليته ) لذلك لقب بهذا الاسم.


صعبت عليهم ظروف الحياة وجفت أرضهم من الماء والعشب ... فكان لابد الرحيل من ديارهم والذهاب إلى ديار يجدون فيها الحياة لهم ولقطعانهم من الماشية ... ذهبوا ففتشوا عن الأرض الأنسب والأفضل فلم يجدوا سواء ارض جميله ... خالية من السكان إنها ارض ( داهية) تلك العجوز المتوحشة ... فكان معهم رجل كبير في السن وحكيم ولديه دراية بالمناطق ... حيث يعرف جميع الديار... عندما وضعوا رحالهم وهموا بالإستطيان في تلك الأرض ؟ جمعهم هذا الرجل الحكيم وأخبرهم بأنهم في أرض ( داهية ) ونصحهم بعدم الذهاب أو مجرد الاقتراب إلى جبل ( داهية) وأيضا عدم إيذائها, ... ولسوء الحظ لم يكن (الخبل) معهم فقد كان يرعى الغنم ولم يخبره احد عنها.


وبعد مرور عدة أشهر على بقائهم في هذه الأرض ... كان اغلب وقت ( الخبل ) مع الماشية فهو راعي غنم ونادراَ ما يأتي ديارهم ... فهو بلا أب ولا أم ... وليس له مصالح في ديارهم سوا القدوم والسلام على الشيخ في كل شهر مره ... وإخباره عن أحوال الماشية فهو راعي لماشية (الشيخ) ولمواشي القوم أيضاً.



في ذات يوم مر الراعي ( الخبل) إلى ديارهم لكي يخبر الشيخ عن أحوال الماشية ... ولسوء حظه لم يجد الشيخ ... فقد كان خارج الديار مع الرجل الحكيم ... ووجد القوم متواجدين في بيت الشيخ ومن ضمنهم الرجل ( المنافق ) فوجد أنهم مجتمعون على ذبيحة ... فسألهم من أين لكم هذا؟ وكان يعرف أن حالة الفقر والجوع في وقتهم شديدة ... فمن أين يأتون بطعام كهذا؟

فأجابه المنافق قال أتريد مثل هذا الطعام قال ( الخبل ) نعم بكل تأكيد ... قال له المنافق : إذا صعدت قمة هذا الجبل وأشار إلى جبل (داهية) وأصبحت في قمته حيث تلوح لنا ثم تعود أدراجك نحونا ... فإذا فعلت هذا سنذبح لك ذبيحة كهذه.


ففرح الخبل وهم مسرعا يريد أن يصعد الجبل واتجه نحو الجبل والقوم يرونه وهم يضحكون عليه ... حيث إنهم يتوقعون له النهاية عند اقترابه من (داهية .! ) صعد هذا (الخبل) الجبل والقوم يرونه وهو يقترب من حتفه وهم يضحكون عليه ولا يبالون لأنه (خبل) ... وعلى ما هم عليه من هذا الحال ينظرون ويضحكون .اختفى ( الخبل) عن أنظارهم فلم يستطيعوا رؤيته لأن الخبل في هذه اللحظة داخل كهف ( داهية) وفي صراع من أجل البقاء معها .

فوجئ القوم بقدوم الشيخ وعندما وصل إليهم رائهم يضحكون وينظرون إلى الجبل ! سألهم الشيخ ما بالكم؟ فأجابوه: انظر إلى (الخبل) انه يحاول صعود الجبل. سألهم الشيخ ما الذي دعاه إلى صعود الجبل؟؟ , فأجابه (المنافق) قال أنا أيها الشيخ فقال له الشيخ : إلا تعلم بأن داهية في هذا الجبل..! وأنك أرسلت هذا الخبل إلى حتفه, فأجابه المنافق: قال يا الشيخ إننا لا نعلم هل داهية مازالت على قيد الحياة أم ماتت منذ زمن بعيد ؟ فإذا عاد الخبل سالما ولم تعترضه داهية فمعنى هذا بأنها قد ماتت ... وبإمكاننا الاقتراب من أسفل الجبل ... حيث تكثر المراعي والأعشاب النادرة بسبب عدم اقتراب الرعاة خوفا من تلك العجوز المتوحشة ( آكلة لحوم البشر). وإن لم يعد فهو (خبل) لا فائدة منه ولا أهل له .
سكت الشيخ وأخذ ينظر إلى الجبل فلم يضحك كحال قومه إنما ينظر باستعطاف كله أمل أن يعود ( الخبل )
وعلى ما هم عليه من الضحك والنظر إلى الجبل, عم عليهم صمت رهيب وذهول كبير! حيث رأوا رجل شديد بياض الثياب على عكس راعيهم الذي كانت ثيابه متسخة ومتمزقة ... يصعد أعلى قمة الجبل ثم يلوح بيديه تجاه القوم .
وأخذ هذا الرجل با النزول من الجبل وحتى اقترب من القوم وهو يتجه نحوهم إلى أن وصل إليهم ... يا ترى من هذا الرجل؟ انه ( الخبل) نعم انه الخبل ومعه سيف ودرع بالإضافة إلى بعض الحلي من الذهب و المجوهرات ... عندما وصل سلم على الشيخ وأعطاه ما في حوزته من السلاح والذهب والمجوهرات.
سأله الشيخ كيف أتيت بهذه؟ ثم أخبرنا ماذا جرا لك عندما اختفيت من الجبل؟
قال (الخبل) عندما توسطت الجبل وجدت كهف مهجورا فدفعني الفضول إلى الدخول إليه ... فعندما اقتربت من مدخل الكهف خرجت لي عجوز مرعبه وهي تتهددني بالقتل وان تلتهمني ... فعندما همت بالهجوم علي ... أخذت صخرة فحذفتها بها فأصابتها الصخرة في رأسها أسفل أذنيها فذبحتها !
قال الشيخ : أقتلتها؟؟ قال ( الخبل ) نعم قتلها ثم دخلت الكهف ووجدت فيه أنواع الكنوز من ذهب وفضة وسلاح
فعندما سمع المنافق بقول الخبل هم مسرعا نحو الجبل لكي يستحوذ على ما يريد من ذهب ومال وفضة ... والقوم من خلف هذا المنافق كلهم يجرون تجاه الكهف لكي يغتنموا من الغنائم.
فعندما اقترب المنافق من الكهف وجد العجوز في وجهه - وجها لوجه ... فأراد الرجوع من حيث أتى ولكن لا مناص من الهروب فقد هجمت عليه وقتلته والتهمته والقوم ينظرون بذهول.



رجع باقي القوم مسرعين تجاه الشيخ والخوف يدب في قلوبهم دباً... عندما وصولوا إلى الشيخ اخبروه بان الرجل المنافق قد قتل وذبحته ( داهية) وكان هذا الرجل المنافق كما أسلفنا من المقربين لدى الشيخ بل كان من اعز أصحابه نظر الشيخ إلى ( الخبل) نظرة غضب ... وقال كيف تكذب؟ يا ( الخبل )

قال: أنا لم أكذب بل قتلتها ... وإذا كنت تريد مني أن أتيي بتلك العجوز فأنا مستعد!
أعطني جواداً لكي أتيك بها ... فأعطاه الشيخ جواد ليتبين حقيقة أمره وهل هو صادق فيما يقول.
أمتطى الخبل صهوة الجواد وذهب نحو الجبل... والجميع ينظرون له نظرة ذهول
فقال الرجل الحكيم : يا شيخنا ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية) .



عندما وصل الخبل مشارف الكهف فوجئ بوجد داهية وأنها على قيد الحياة... ففزعت داهية عندما رأت هذا الخبل الذي سبب لها رعب فقد كاد أن يقتلها ! فقالت له : دعني وشأني وخذ ما تريد من جواهر وحلي؟

تجرئ الخبل من جوابها الذي أحس فيه أنها خائفة منه وقال لها : أن الشيخ طلب مني أن أتي بكي لتبين حقيقة أمرك ستذهبين معي وإلا قتلتك فزعت ( داهية) من جواب الخبل وقالت سوف أذهب معك بشرط أن لا تؤذيني.
قال لكي هذا (وهو خبل لا يأتمن له )


ركبت معه الجواد وذهبوا تجاه القوم, فعند وصولهم إلى القوم دب الفزع والرعب في قلوب الجميع ... فتعالت صرخات الأطفال وعويل النساء وأستنفار الرجال من شكلها القبيح .

فقال الحكيم للشيخ : الم اقل لك ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية )


--------------------------------------------------------------------


اللي مابيعرف يقول عدس.


http://www.efranews.net/NewsImages/O/2432_1.jpg


مثل مصري دارج ، يعود أصله إلى قديم الزمان حول رجل بقال كان يبيع في دكانه العدس والفول والبقوليات عامة فهجم عليه لص وسرق نقوده وجرى فهم التاجر بالجري خلفه وفي اثناء جرى اللص واستعجاله تعثر في شوال العدس فوقع الشوال وتبعثر كل ما فيه.



فلما رأى الناس شوال العدس وقد وقع على الأرض وجرى التاجر خلف اللص ظنوا أن اللص سرق بعض العدس وهرب وأن التاجر يجري خلفه لذلك فلاموا التاجر وعتبوا عليه و قالوا له: كل هذا الجرى من اجل شوال عدس؟؟ اما في قلبك رحمة ولا تسامح؟؟



فرد التاجر الرد الشهير الذى نعرفه حتى اليوم و قال: اللي ميعرفش يقول عدس.

--------------------------------------------------------


جنت على اهلها براقش.

http://www.q8boy.com/images/o980bueka97g8z6nute.jpg


كان لقوم كلبه تدعى براقش وذات ليلة جاء أعداء لهم يبحثون عنهم في الظلام فلم يهتدوا اليهم فيئسوا وهمّوا بالرجوع فلما أحست بهم الكلبه نبحت عليهم فعرفوا من نباحها مكان القوم فهاجموهم وقضوا عليهم وعلى كلبتهم فقيل جنت على اهلها براقش.

----------------------------------------------------------



بين حانة ومانة ضاعت لحانا


http://www.gulf4cars.com/trips/hhv/DSC02471.JPG


تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانة والثانية اسمها مانة ، وكانت حانة صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين بخلاف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها.



فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كل شعرة بيضاء وتقول: يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابًا ، فيذهب الرجل إلى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى وتنـزع منها الشعر الأسود وهي تقول له : يُكدِّرني أن أرى شعرًا أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر.



ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر في المرآة يومًا فرأى بها نقصًا عظيمًا ، فمسك لحيته بعنف وقال : "بين حانة ومانة ضاعت لحانا" ومن وقتها صارت مثلاُ.

------------------------------------------------------------
تابع

الشيخ درويش عبود المغربى
10-05-2012, 11:24 AM
جزيل الشكر استاذة نسائم على الاطروحات الممتعة والشيقة والجميلة والسرد القصصى الرائع الذى تتحفيننا به دوما

نسائم الرحمن
10-05-2012, 12:17 PM
عادت حليمة لعادتها القديمة


http://3.bp.blogspot.com/-FY9dBdPn1nQ/TlZEFNtrTCI/AAAAAAAAAi8/wm79IB4Whq0/s1600/samn.jpg


حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل.

كانت اذا ارادت ان تضع سمناً في الطبخ واخذت الملعقة ترتجف في يدها . فاراد حاتم ان يعلمها الكرم فقال لها:

ان الاقدمين كانوا يقولون ان المراة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ؛

زاد الله بعمرها يوماً. فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء.

وشاء الله ان يفجعها بابنها الوحيد الذي كانت تحبه اكثر من نفسها. فجزعت حتى تمنت الموت. واخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت. فقال الناس:


عادت حليمة الى عادتها القديمة.


-------------------------------------


مواعيد عرقوب

http://www.aadaat.com/wp-content/uploads/2012/03/%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D8%B1%D9%82%D9%88%D8%A8.jpg


عضَّ الزمانُ رجلاً كان يسكن يثرب فأحالَ سَعتَه إلى ضِيق وسرورَه إلى حزن وهناءَه إلى بؤسٍ وحرمان وضاقتْ عليه أرضُه وسماؤه ولم يعدْ يدري : أحضورُه خيرٌ له أم غياُبه ؟ وفكَّر في حلِّ مشكلتِه فلم يُصِب خيرُ السماء أرضَه وقلَّ رِزقُه وماله واقترض حتى ملَّه أهلُه وجيرانه، فنأى بنفسِه وبيته بعيدًا عن أطراف العمران.

حدَّث نفسَه بالهجرة علَّه يجد ضالَّتَه في غير بلده لكنَّ سَيْف الغربة رعَبَه وأخافه وبدَا له أنَّه مسلطٌ على رقبته يكاد يقطع أوداجَه، فانكفأ وأحجم وكان قد جَهَّزَ نفسه للمسير.

رأتِ الزوجةُ ما حلَّ بزوجها وقد تكنَّفه البؤس وأحاطَه الهمُّ لكنَّ صوت الصِّغار وهم يبكون – فقد مضتْ أيَّام ولم توقدْ في بيتهم نارٌ ولم تصبهم هديَّة ولم يصلْهم عطاءٌ – أعادَ للرجل حماسَه، فصمَّم على السَّفْر وبيْنَ أمل السَّفر ومخاطره عاش الرجل قَلِقًا باديًا واضطرابًا ظاهرًا بدَا على وجهه وكيف يُسافِر وقد باعَ رِحلتَه؟! لكنَّ حُبَّه لأسرته وأبنائِه جعَلَه يتأبَّط لوازمَ سفره وجدَّد العزمَ على السفر ماشيًا وعُدَّة سفره يسيرة جدًّا عَنَزةٌ بيده وسيفٌ توشَّحَه وماءٌ في قِرْبة يحمله.

في البداية شجَّعتِ الزوجةُ زوجَها على السَّفر قائلةً له : “وَاقْذِفْ بِنَفْسِكَ حَيْثُ يُرْجَى الدِّرْهَمُ”.

لكنَّها عندما رأتْ زوجَها يعدُّ العُدَّة للرحيل بدأتِ المخاوف تتسلَّل إلى قلْبها : مَن سيبقى معنا ؟ مَن سيجلب لنا الماء؟ مَن سيعولنا ؟ أسئلةٌ كثيرةٌ بانتظار الجواب.

في الصحراء القريبة مِن يثرب أقام الرجل بيتَه كان البيت من وبر الإبل، نصَبَه بعيدًا عن عمران يثرب فهي إن سافر لا تأمن على نفسِها وعيالها عوادي الزمان وضواري البادية.

ولمعتْ فكرةٌ في عقل الزوجة مهلاً يا عزيزي، فقد وجدتُ الحلَّ.

هاتِ ما عندكِ يا امرأة. إنَّ لكَ أخًا يملك حيطانًا وزُرعًا وإبلاً وغنمًا، اذهبْ إليه واشرحْ له حالنا وما وصلْنا إليه.

مَن تقصدين يا امرأة ؟ وهل ستَظُنِّين أنَّه سيبادرنا العطاء ؟

أخوك عرقوب وما أظنُّه يردُّك خائبًا.

أعادَ خرْجَه وقِربتَه وعَنَزته وسَيْفه إلى البيت وتوَّجه إلى يثرب يحلم بالكَرْب ينفرج وبالحال تتحسَّن لكنَّه شَعَر وهو في الطريق أنَّه يطأُ بأقدامه على قلْبه فلا شيءَ أمرُّ من السؤال وبين أملِ العطاء وسندان الحاجة عاشَ الرَّجل رحلتَه عذابًا يُباريه وأملاً يُلاقيه، يحجم حينًا فيرتدُّ وينكصُ خُطوةً إلى الوراء ويدفعه صوتُ الأطفال وبكاؤهم فيتقدَّم خُطواتٍ وخطوات ويتمنَّى لو أنَّ الأرض تُطوى له فيصل إلى أخيه ويصله أخوه بعطائِه فتقُضى حاجتُه فيُدفع إرهابُ الحاجة بعيدًا بعيدًا.

مَشَى الرجلُ وحيدًا ومَشَى حتى وصلَ يثربَ ليجدَ نفسه في بستان أخيه مياه باردة وظلال وافرة وأشجار مختلفة من العِنب والتِّين والنخيل، خير كثير وأولاد أخيه يَنعمون بالهَناء والسُّرور تحتَ أشجارٍ وارفةِ الظِّلال تذكَّر أبناءَه وحالَهم فكادت دموعُه أن تفيض بمائِها.

جلَسَ يستظلُّ تحتَ نخلةٍ كبيرة ألجأَه إليها التَّعب أقبلَ أخوه عرقوب فسلَّم عليه شَرَح الرجلُ لأخيه عرقوب حالَه رفع عرقوب رأسَه وقال لأخيه: انظر إلى هذه النخلة فإذا أطلعت فلك طلعُها على أن تأتيني بعدَ مدَّة تأمَّلَ الرجل النخلةَ فوجدَها كبيرةً جدًّا إنَّها تكفي أبنائي لأشهر شَعَر أنَّ الهمَّ قد فارَقَه وأنَّ الفرج بات أقربَ ما يمكن فما هي إلاَّ أيَّام ويعود إلى عرقوب ليعود إلى بيتِه غانمًا محمّلاً.

عادَ الرجل إلى منزلِه واستبشرتِ الأسرةُ بالخير المأمول والأمانيِّ الموعودة ومضتِ الأيَّام ثقيلةً بطيئة فهمُّه في الأسرة يزداد وطأةً عليه عادَ الرجل إلى أخيه عرقوب في الموعد المحدَّد فقال له عرقوب : دَعْها حتى تصيرَ بلحًا فقال في نفسه : لكنَّ الجوعَ لا يدعُنا ولا يدعُ عيالَنا ومضى إلى منزله ليعودَ إلى مسيرة الأمل والانتظار علَّ غدًا يأتي بالفرج


عادات , مواعيد , عرقوب
ومضتْ أيَّامٌ وأيَّام فقد أبلحتِ التمرة فُوجئ بجواب عرقوب له: دعْها حتى تزهوَ ولِمَ الانتظارُ حتى تزهوَ ونحن نئِنُّ تحت وطأة الحاجة؟! ولَمْ يَجد بُدًّا من العودة عاد إلى منزله يحملُ نفسَ الخيبة التي حَمَلها في المرَّة الماضية يُغالب وأسرتُه الجوعَ والحاجة فكان الجوعُ غالبَهم.

وبعدَ أيَّام عاد إلى عرقوب وقد زهتِ النخلة، فقال له عرقوب : دعْها حتى تصيرَ رطبًا ضجَّ الرجل من أجوبةِ أخيه وعاد إلى منزله وقد أضحى إلى اليأسِ أدْنَى من الأمل ومضتْ أيَّامٌ وأيَّام حتى أضحت النخلةُ رطبًا فذهب إلى أخيه عرقوب فقال له عرقوب : يا أخي الصبر طيِّبٌ دعْها حتى تصبح تمرًا عاد الرجل إلى بيته وهو يُقلِّب كفًّا على كف وقال في نفسه : ثمَّ ماذا بعدَ التمر فما هي إلاَّ أيَّام وأعود بالتمر قوت عيالي فلمَّا أصبحت غدا عرقوب إلى النخلة فجذَّها وإلى ثمرِها فأخَذَه عاد الرجل إلى أخيه عرقوب ليعودَ خالي الوفاض فلم يَجِد تمرًا ولا نخلاً فأصبح – ولا يزالُ – عرقوب مَضرِبَ المثل بالمطل وعدم الوفاء :

“أمطلُ من عرقوب”، “وأخلفُ من عرقوب”، “مواعيدُ عرقوب أخاه بيثرب”.

ولم يكن ذلك فحسبُ فقد جادتْ قرائحُ الشُّعراء في وصْفِ الواقعة قال الشاعر: الْيَأْسُ أَيْسَرُ مِنْ مِيعَادِ عُرْقُوبِ وذكر القصةَ الشاعرُ كعبُ بن زهير في قصيدته الشهيرة في مدح النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – والتي مطلعها:

بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ

ثمّ قال:

وَلاَ تَمَسَّكُ بِالْعَهْدِ الَّذِي زَعَمَتْ

إِلاَّ كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ

فَلاَ يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ

إِنَّ الْأَمَانِيَّ والْأَحْلامَ تَضْلِيل

كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلاً

وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلاَّ الْأَبَاطِيلُ



وقال الأشجعي:

وَعَدْتَ وَكَانَ الْخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً

مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْر

--------------------------------------



رجع بخفي حنين


http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/hard/105/105012.gif


أصلُه أن حُنَيناً كان إسكافيا من أهل الحِيرة،
فأراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين
وساومه فاختلفا حتى غضب حنين..
فأراد أن يغيظ الأعرابي..
فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه
وطَرَحه في الطريق
ثم ألقى الآخر في موضع آخر فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما
قال : "ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته"،
ومضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ
. وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه.
فلما رجع الأعرابي ليأخذ الأول،
سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!

وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ


فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : "جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين".


-------------------------------------------


مسمار جحا


http://3.bp.blogspot.com/_Ozuftx4p9T0/TVDfVSl70DI/AAAAAAAAAUM/8-9EXiTkQ9k/s1600/ms2a.jpg


أما "مسمار جحا"؛ فهو لا يقل شهرة عن جحا نفسه.. وجحا شخصية هامة جدًّا في تاريخنا؛ إذ طالما كان اللسان المعبر عما نسميه الآن "الأغلبية الصامتة"، وهـو - بالقطع - يحتاج إلى وقفة مستقلة.

أما مسماره، فيُضرب به المثل فى اتخاذ الحجة الواهية للوصول إلى الهدف المراد ولو بالباطل.

وأصل الحكاية أن جحا كان يملك داراً، وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً، فاشترط على المشتري أن يترك له مسماراً في حائط داخل المنزل، فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث لجحا من وراء الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام بجحا يدخل عليه البيت. فلما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا:

جئت لأطمئن على مسماري!!

فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه. لكن الزيارة طالت، والرجل يعانى حرجًا من طول وجود جحا، لكنه فوجئ بما هو أشد؛ إذ خلع جحا جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فلم يطق المشتري صبراً، وسأله:

ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟!

فأجاب جحا بهدوء:

سأنام في ظل مسماري!!

وتكرر هذا كثيراً.. وكان جحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع المشتري الاستمرار على هذا الوضع، وترك لجحا الدار بما فيها وهرب!

ومن يومها أصبحت قصة مسمار جحا تمشي بها الركبان وتسير في البلدان ..


--------------------------------------



أَعَزُّ مِنْ كلَيْبِ وَائِلٍ

http://www.lebanon.ms/vb/imagehosting/15744e2e72e1759e7.jpg



هو كُلَيب بن ربيعة بن الحارث بن زهير، وكان سيد ربيعةَ في زمانه، وقد بلغ من عزه أنه كان يَحْمي الكلأ فلا يُقرَبُ حِماه، ويُجِير الصيد فلا يهاج، وكان إذا مر بروضة أعجبته أوْغَدير ارتضاه كّنَّعَ كُليباً ثم رمى به هناك، فحيثُ بلغ عُواؤه كان حِمَىً لا يُرْعى، وكان اسم كليب بن ربيعة وائلا‏:‏ فلما حَمَى كليبة المرْمىُّ الكلأ قيل‏:‏ أعز من كليب، ثم غلب هذا الاسمُ عليه حتى ظَنُّه اسمه، وكان من عزه لا يتكلم أحد في مجلسه، ولا يَحْتَبِي أحَدٌ عنده، ولذلك قَال أخوه مهلهل بعد موته‏:‏

نُبَّثْتُ أن النارَ بعدك أوقِدَتْ * واسْتَبَّ بَعْدَكَ يا كليبُ المجلِسُ

وتَكلَّموا في أمْرِ كُلِّ عَظِيمَةٍ * لو كُنْتَ شاهدَهُمْ بِهَا لم يَنْسُبوا

وفيه أيضاً يقول معبد بن عبد سعنة التميمي‏:‏

كفعل كُلَيبٍ كنت خُبِّرْتُ انَّه * يُخَطِّطُ أكلاء المِياه وَيَمْنَعُ

يُجِيرُ على أفناء بَكْرِ بن وَائِلٍ * أرانب ضاح والظباء فَتَرْتَعُ ‏‏

وكليب هذا هو الذي قتله جساس بن مرة الشيباني


فذهب مثلا على عزة الشخص وسؤدده وانفته

--------------------------


عِنْدَ الصَّبَاح يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى


http://1.bp.blogspot.com/__ElzSbH-V4Q/SaFf_dj8VGI/AAAAAAAAARE/ASXu0sxVgw0/s320/sabah.jpg



قال المفضل‏:‏ إن أول مَنْ قال ذلك خالد بن الوليد لما بَعَثَ إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة‏:‏ أن سِرْ إلى العراق، فأرادَ سُلوكَ المَفازة، فقال له رافع الطائى‏:‏ قد سلكتها في الجاهلية، وهى خِمسٌ للإِبل الواردة، ولا أظنك تقدِرُ عليها إلا أن تحمل من الماء، ثم سَقَاها الماء حتى رَوِيت، ثم كتَبَها وكَعَم أفواها، ثم سلك المَفَازة حتى إذا مضى يومان وخاف العطَشَ على الناس والخيل، وخشى أن يذهب ما في بطونه الإبل نحَرَ الإبلَ واستخرج ما في بطونها من الماء، ومضى، فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع‏:‏ انْظُرُوا هل تَرَوْنَ سِدْرا‏"‏ عِظاماً‏؟‏ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك، فنظر الناسُ فرأوا السِّدْر، فأخبروه، فكبَّر، وكَبَّر الناس، ثم هجموا على الماء، فقال خالد‏:‏

للّه دَرُّ رَافِع أَنَّي اهْتَدَى * فَوّزَ من قُرَاقِر إلى سُوَى

خِمْساً إذا سار بِه الجيشُ بَكَى * ما سَارَهَا من قبله إنْسٌ يُرَى

عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى * وَتَنْجَلِي عَنهُمُ غَيَابَاتُ الْكَرَى

يضرب للرجل يحتمل الَشَّقةَ رَجَاءَ الراحة


ضرب مثلا لمن يجتهد ولو كان في جهده تعب له لانه في النهاية يفرح بنجاحه

ويحمد تلك الايام التي اجتهد فيها


---------------------------------------


عِنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ اليقِينُ ‏


http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12876731441.jpg


‏ قال هشام بن الكلبي‏:‏ كان من حديثه أن حُصَيْن بن عَمْرو بن مُعَاوية بن كِلاب، خرج ومعه رجل من جُهَينة يقال له‏:‏ الأخْنَس بن كعب، وكان الأخنس قد أَحدثَ في قومه حَدَثاً، فخرج هارباً، فلقيه الْحُصَيْنُ فقال له‏:‏ مَن أنت ثكلتك أمك‏؟‏ فقال له الأخنس‏:‏ بل مَن أنت ثكلتك أمك، فردد هذا القول حتى قال الأخنس بن كعب، فأخبرني مَن أنت وإِلاَّ أنقذتُ قلبك بهذا السنان، فقال له الحصين‏:‏ أنا الحصين ابن عمرو الكلابي، ويقال‏:‏ بل هو الحصين ‏‏ بن سبيع الغطفاني، فقال له الأخنس‏:‏ فما الذي تريد‏؟‏ قال خرجت لما يخرج له الفِتْيَانُ، قال الأخنس‏:‏ وأنا خرجتُ لمثل ذلك، فقال له الحصين‏:‏ هل لك أن نتعاقَدَ أن لا نلقى أحداً من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه‏؟‏ قال‏:‏ نعم،


فتعاقدا على ذلك وكلاهما فاتِكٌ يَحْذَر صاحبه، فلقيا رجلا فسلَباه، فقال لهما‏:‏ لكما أن تردَّا على بعض ما أخذتما منى وأدلكما على مغنم‏؟‏ قالا‏:‏ نعم، فقال‏:‏ هذا رجل من لَخْم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير، وهو خَلْفي في موضع كذا وكذا، فردَّا عليه بعضَ ماله وطلبا اللَّخْميَّ فوجَدَاه نازلا في ظل شجرة، وقُدَّامه طعام وشراب، فَحَيَّيَاه وحَيَّاهما، وعرض عليهما الطعام، فكره كل واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به، فنزلا جميعاً فأكلا وشربا مع اللخميُّ يتشحَّطُ في دمه، فقال الجهني - وهو وسَلَّ سيفه لإن سيف صاحبه كان مَسلُولا‏:‏ وَيْحَكَ فتكتَ برجل قد تحرَّمْنَا بطعامه وشرابه خرجْنَا،

فشربا ساعةً وتحدثا، ثم إن الحصين قال‏:‏ يا أخا جهينة أتدري ما صعلة وما صعل‏؟‏ قال الجهني‏:‏ هذا يوم شُرْب وأكل، فسكت الحصين، حتى إذا ظن أن الجهنى قد نسى ما يُرَاد به، قال‏:‏ يا أخا جهينة، هل أنت للطير زاجر‏؟‏ قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ما تقول هذه العُقَاب الكاسر، قال الجهني‏:‏ وأين تراها‏؟‏ قال‏:‏ هي ذه، وتطاوَلَ ورفع رأسه إلى السماء،



فوضع الجهني بادرةَ السيف في نَحْره، فقال‏:‏ أنا الزاجر والناحِرُ، واحتوى على مَتَاعه ومتاع اللخمي، وانصرف راجعاً إلى قومه، فمر ببطنين من قيس يقال لهما‏:‏ مراح وأنمار، فإذا هو بامرأة تَنْشُدُ الحصينَ ابن سبيع، فقال لهما، من أنت‏؟‏ قالت أنا صخرة امرأة الحصين، قال أنا قتلته، فقالت‏:‏ كذبت ما مِثْلُك يقتل مثله، أما لو لم يكن الحي خلواً ما تكلمتَ بهذا، فانصرف إلى قومه فأصلحَ أمرهم ثم جاءهم، فوقف حيث يسمعهم، وقال‏:‏

وكم من ضَيْغم وَْردٍ هَمُوسٍ * أبي شِبْلَيْن مَسْكَنُهُ العَرِينُ

عَلَوْتُ بًيَاضَ مَفْرِقِهِ بِعَضْبٍ * فأضْحى في الفَلاة له سُكونُ

وَضْحَتْ عِرْسُه ولَهاَ عليه * بُعَيْدَ هُدُوءٍ ليلتها رَنِينُ

وكَمْ من فارسٍ لا تَزْدَرِيهِ * إذا شَخَصَتْ لموقِعِهِ العُيُونُ

كصخرة إذا تسائل في مَرَاجٍ * وأنْمَارٍ وعلمهُما ظُنُونُ ‏‏

تُسَائِلَ عن حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ * وعنْدَ جُهَيْنَةَ الْخَبَرُ اليَقِنُ

فَمَنْ يَكُ سائلاً عَنْهُ فَعِنْدِى * لِصَاحِبِهِ البَيَانُ المُسْتَبِينُ

جُهَيْنَةُ مَعْشَرِي وَهُمُ مُلوُك * إذَا طَلَبُوا المَعَالِيَ لم يَهوُنُوا




قال الأصمعي وابن الأعرابي‏:‏ هو جُفَينة - بالفاء - وكان عنده خبر رجل مقتول، وفيه يقول الشاعر‏:‏

تسائل عن أبيها كل ركب * وعند جُفَيْنةَ الخبَرُ اليقنُ

قال‏:‏ فسألوا حفينة، بالحاء المهملة


المثل

يضرب في معرفة الشيء حقيقةً‏.‏

نسائم الرحمن
10-05-2012, 12:58 PM
قصة مثل ( جزاء سنمار ) شبيه بخيرا تعمل شرا تلقى

http://www.al-hakawati.net/arabic/stories_tales/images/story136.jpg



أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية, ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر.


وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً في البناء فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول ارض القصر وتعود الى النهر من الناحية المنخفضة، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر ، فقال له النعمان: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟


فأجاب كلا

ثم قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟


قال: كلا


ثم قال سنمار مُفتخراً: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم


فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟


قال: كلا

فألقاه النعمان عن سطح القصر، فخر ميتاً.


وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره، فضربت العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة.



------------------------------------------------------------------------





إللي إستحوا ماتوا

http://www.fayoumwindow.net/userfiles/129house-fire1m.jpg


كانت الحمامات التركية القديمه تستعمل الحطب والأخشاب والنشارة لتسخين أرضية الحمام وتسخين المياه لتمرير البخار من خلال الشقوق . وكانت قباب ومناور معظم الحمامات من الخشب وحدث أن حريقا شبّ في حمام للنساء وحيث أن الحمام مخصص للنساء فقد اعتادت الكثيرات منهن على ألإستحمام عاريات لا يسترهن إلا البخار الكثيف وعندما حصل الحريق هربت كل إمرأة كاسية ( يعني لابسه هدوم ) أما النسوة العاريات فقد بقين خشية وحياءا وفضّلوا الموت على الخروج . وعند عودة صاحب الحمام هاله مارأى وسأل البواب هل مات أحد من النساء ؟ فأجابه البواب نعم .... فقال له من مات ؟ أجاب البواب : إللي إستحوا ماتو




------------------------------------------------------------------



إن غدا ً لناظره قريب

http://i56.tinypic.com/10qm9af.jpg


أي، لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وأول من قال ذلك قراد بن أجدع، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم، فأجراه على أثر عير فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء فطلب ملجأ يلجأ إليه، فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له فقال لهما: هل من مأوى؛ فقال حنظلة: نعم. فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة، وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخلقه أن يكون شريفاً خطيراً. فما الحيلة؛ قالت: عندي شيء من طحين كنت أدخرته فاذبح الشاة لأتخذ من الطحين ملة. قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملة، وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيئ أطلب ثوابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل أن شاء الله. ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيت الملك لأحسن إليك. فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان فإذا هو واقف في خليه في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائي المنزول به. قال: نعم. قال: أفلا جئت في غير هذا اليوم. قال: أبيت اللعن، وما كان علمي بهذا اليوم. قال: والله لو سخ لي في هذا اليوم قابوس أبني لم أجد بداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول. قال: أبيت اللعن، وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها. قال: فإن كان لا بد فأجعلني حتى ألم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم، ثم انصرف إليك. قال النعمان: فأقم لي كفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الخوفزان، وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان فقال له:

يا شريكاً يا ابن عمرو هل من الموت محاله ... يا أخا كل مضاف يا أخا من لا أخا له
يا أخا النعمان فك اليوم ضيفاً قد أتى له ... طالما عالج كرب الموت لا ينعم باله
فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد ابن أجدع فقال للنعمان: أبيت اللعن، هو علي. قال النعمان: أفعلت قال: نعم فضمنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائي إلى أهله، وجعل الأجل حولاً، من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليم من قابل، فلما حال عليه الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكاً غداً. فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غداً لناظره قريب
فلما أصبح النعمان، ركب في خيله ورجله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغربين، فوقف بينهما وأخرج معه قراداً وأمر بقتله فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراداً ليفلت الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تجب وقراد قائم مجرد في أزار على النطع، والسياف إلى جنبه، أقبلت أمرأته وهي تقول:
أيا عين أبكي لي قراد بن أجدعا ... رهيناً لقتل لا رهيناً مودعا
أتته المنايا بغتة دون قومه ... فأمسى أسيراً حاضر البيت أضرعا
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكف حتى انتهى إليهم الرجل فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شق عليه مجيئه فقال له: ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟ قال: الوفاء. قال: وما دعاك إلى الوفاء؟ قال: ديني قال النعمان: وما دينك؟ قال النصرانية. قال النعمان: فأعرضها علي، فعرضها عليه فتنصر النعمان وأهل الحيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنة وأمر بهدم الغريين وعفى عن قراد والطائي وقال: والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه، والله لا أكون ألأم الثلاثة. فأنشد الطائي يقول:
ما كنت أخلف ظنه بعد الذي ... أسدى إلي من الفعال الخالي
ولقد دعتني للخلاف ضلالتي ... فأبيت غير تمجدي وفعالي
إني أمرؤ مني الوفاء سجية ... وجزاء كل مكارم بذال
وقال أيضاً يمدح قراداً:
ألا إنما يسموا إلى المجد والعلا ... مخاريق أمثال القراد بن أجدعا
مخاريق أمثال القراد وأهله ... فإنهم الأخيار من رهط تبعا



-----------------------------------------------------



رب رمية من غير رام

http://img1.91huo.com/conquer91e/images/faq/maletaoistdt.jpg


الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا تقل: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه... و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوإ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام



--------------------------------------------------------------



إرضاء الناس غاية لا تدرك

http://n4hr.com/up/uploads/1394c5b29c.jpg


كان هناك رجل كبير في السن وولده الصغير ومعهم حمارهم يمشون والرجل فوق الحمار.

مروا بشباب جالسين عند الباب. قالوا لبعضهم انظر إلى ذلك الرجل ولده الصغير يمشي على قدميه وهو الذي يركب الحمار.
وسمعهم الرجل ونزل وأجلس ولده مكانه وهو تابع سيرا.





ومروا بجانب رجال مسنين خارجين من المسجد وقالوا لبعضهم انظروا إلى ذلك الولد يترك والده العجوز يمشي على قدميه

وسمعهم الرجل وأنزل ولده ومشوا على أقدامهم ولم يركب أحد على الحمار.



ومروا بشباب يعلبون فأوقفوا اللعب وضحكوا وقالوا لبعضهم ماهذان المجنون يملكون حمار ويسيرون على أقدامهم



فقال الرجل: إرضاء الناس غاية لا تدرك.

نجوان
10-05-2012, 07:56 PM
مشكورة استاذة نسائم وبارك الله فيك

عسران الجيار
11-05-2012, 01:19 AM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح

هنادى العايدى
12-05-2012, 08:25 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم الرحمن والخير بانتظار المزيد من كرمك السخى فى سرد الحكايا الجميلة مثلك ارق التحيات وميرسى كتير الك

لمياء الدميرى
12-05-2012, 09:04 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم

شاهنده الميرغنى
13-05-2012, 01:26 AM
شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

نسائم الرحمن
13-05-2012, 10:03 AM
جزيل الشكر استاذة نسائم على الاطروحات الممتعة والشيقة والجميلة والسرد القصصى الرائع الذى تتحفيننا به دوما


مشكورة استاذة نسائم وبارك الله فيك


مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح


شكرا وبارك الله فيك نسائم الرحمن والخير بانتظار المزيد من كرمك السخى فى سرد الحكايا الجميلة مثلك ارق التحيات وميرسى كتير الك


شكرا وبارك الله فيك نسائم


شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم



اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه

خزامى الجابرى
13-05-2012, 01:57 PM
شكرا وبارك الله فيكم جميعا لكل ما تطرحونه من مواضيع شيقة ومجربات قوية

عبير الزهور
14-05-2012, 12:21 AM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح

الحسناء
15-05-2012, 03:01 PM
شكرا وبارك الله فيك نسائم الرحمن والخير بانتظار المزيد من كرمك السخى فى سرد الحكايا الجميلة مثلك ارق التحيات وميرسى كتير الك

ورد الشام
15-05-2012, 08:01 PM
شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

ظفار العدوى
16-05-2012, 12:42 AM
شكرا وبارك الله فيك نسائم

عبير الزهور
17-05-2012, 01:36 AM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة نسائم على الطرح

نعيم الجبالى
18-05-2012, 12:23 AM
شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

عسران الجيار
19-05-2012, 07:02 PM
شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

يارا حسان
20-05-2012, 01:28 AM
شكرا وجزاك الله خيرا استاذة نسائم

غادة عبد الكريم
21-05-2012, 05:03 AM
مشكوررة استاذة نسائم على اطروحاتك الجميلة وبارك الله فيك

نسائم الرحمن
21-05-2012, 01:17 PM
سررت بمروركم المعطر وتشجيعاتكم الطيبة بارك الله فيكم وعليكم