المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقطفات من سيرة سيدي حسن الانور قدس الله سره ونفعنا وإياكم ببركة وسره آمين



الشيخ / خالد الجعفري
05-05-2015, 10:52 AM
يقول الحق تبارك وتعالي في محكم تنزيله (إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُم الرِجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيراً – الاحزاب 33 ) ، وذكر سيدي الامام فخرالدين في إحدي فرائده (فَالشَّمْسُ ذَاتٌ وَالْمُنِيرُ مُحَمَّدٌ *** وَالنَّجْمُ آلُ الْبَيْتِ فِي الْفُرْقَانِ )
اليوم تبتهج مصر الخير بمولد أحد أعمدة " بني هاشم " ، اذ أنَّ له من نور الايمان قدر الميراث المحمدي ، وله من الطلعة الزكية قدر الرجال العظام ، وله من العلم قدر مشايخ العلماء ، وله من الحكمة ما جعلت الناس يطلقون عليه " شيخ المشايخ " أو " شيخ بني هاشم " ألا وهو " السيد الحسن الأنور بن السيد زيد الأبلج بن سيدنا الحسن السبط بن سيدنا الأمام علي بن أبي طالب " رضي الله عنهم أجمعين .
ولد رضي الله عنه في عام 83 هجرية بالمدينة المنورة ، ومنذ نشأته في كنف الميراث النبوي الشريف وأبوه " الامام زيد الأبلج " كان يأخذه بيده ويدخله علي مقام جده رسول الله صلي الله عليه وسلم ويخاطب رسول الله في الروضة الشريفة ويقول له : " يا سيدي يا رسول الله ، هذا ولدي الحسن أنا عنه راضٍ ". ثم يرجع وينصرف . وظلَّ هكذا حتي جَاءهُ النبي صلي الله عليه وسلم في المنام وقال له : " يا زيد إنِّي راضٍ عن ولدك الحسن برِضَاك عَنْهُ ، والحَقُّ سبحانه وتعالي راضٍ عنه برِضَايَ عَليِّهِ " .
ومن الصفات التي اشتهر بها صفة " سَدَّادُ الدِّيون " عند القريب والبعيد والغريب والحبيب ، فيقْصِدَهُ كُلُّ مَدْيوُنٍ لقضاء ديْنَهُ بإذن الله تعالي .
وكان رضي الله عنه معروفاً بإجابة الدُعاء ، ويُقال أنَّهُ مرَّت به إمرأةٌ ، وهو بالابطح ، ومعها ولدها ، فاخْتطَفَهُ عِقابُ ، فسألت " السيد الحسن الأنور " أن يدعو الله لها بِرَّدِهِ ، فرفع يديه إلي السماء ، ودعا ربه ، فإذا بالعقاب قد ألقي الصغيرَ من غير أن يَضرَّهُ بشئ ، فأخذتهُ أُمُّه .
تولَّي رضي الله عنه إمارة المدينة المنورة في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ، وظلَّ علي ولاية المدينة قائماً بالقسط والعدل والاحسان ، وأشتهر في حكمه بالعدل والزُهد والتواضع الشديد .
وحُكِيَ أنَّ أحد الشعراء دخل عليه وأنشدَ " اللهُ فَرْدٌ وأبْنُ زيْدٍ فَرْدٌ " ، فأشتاط غضباً ، وهاجَ وصاحَ في وَجْهِه ، ونزَل عن كُرسي الولاية وألصقَ خدَّهُ بالأرض وقال له : " يا أحمق " ، ألا قُلْتَ " اللهُ فَرْدٌ وأبْنُ زيْدٍ عَبْدٌ " .
وعُرِفَ عنْهُ الشِّدة في حفظ المَحارِم ، حتَّي أنَّهُ عزَل عبدالله بن مسلم عن إمامة المسجد حينما عَلِمَ أنَّهُ قال شعراً في نساء صَلِّينَ بالمسجد .
وظَلَّ في حُكْمِهِ مُقيماً حدود الله وسُنَّة نبيه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ،التي كان راوياً ومُحَدِّثاً بها في جلسات علمه ودروسه .
وفي فترة ولايته أراد توسعة وتجديد المسجد النبوي من نفقته الخاصة ، ولكِن الخليفة العبَّاسي رفض خوفاً من التفاف الناس حوله ، وكعادة الصالحين في كل زمان ومكان ، فالحاسدين وأصحاب المكائد لا يكُفُّونَ عن نسْجِ الاكاذيب والأباطيل عنهم ، وهذا ما حدث معَهُ رضي الله عنه ، حين قرَّب إليِّهِ " إبن أبي ذئب " ، الذي كان من عامة الناس ورفعَ من شأنه ، ولكنَّهُ سُرعَان ما تنكَّر له وطَمِعَ في العطِّية العبَّاسية ، فوشَي بهِ كَذِبَاً عند الخليفة وكذَّبَ عليه وقال : " إنَّ سيدي حسن الأنور يطَمعُ في الخلافة لبني الزهراء ، فعذَلهُ المنصور ، وقيل أنهُّ رضي الله عنه زُجَّ به في السجن ، وظلَّ به مظْلُوماً لمدة قاربت العامين .
وعندما ظَهر كذب القائل فيما بعد ، رُدَّ علي سيدي حسن الأنور أمواله ، وأُنعِمَ عليه إنْعامَاً بليغاً ، وأُرْسِلَ إلي المدينة علي عادته . فلَّما قَدِمَ المدينة ، أرْسَلَ إلي أبي ذئب هديةً عظيمةً ، وأَمَدَّهُ بمالٍ جزيلٍ ، ولم يُعاتِبهُ .
ولمَّا تَوَّلي الخِلافةَ المهْدِي العبَّاسي ، وكان مُحِبَّاً لآلِ البيت وكريماً لهم ، طَلبَ مِنْهُ العوْدَة لإمارة المدينة المنورة ، ولكنَّ سيدي حسن الأنور رفَضَ وفَضَّلَ عليَ نفْسِه ترْكُ المدينة واللِحاق بمن سبقُوهُ وأهله من آل البيت الكرام إلي مصر، فقَصدَها بِصُحْبَةِ إبنتِه " السِّيدة نفيسة " وزوجها " إسحاق المُؤتَمن " وعددٍ من أفراد أسرته .
وأقام رضي الله عنه هناك حتي توفي في عام 186 هجرية وعُمْرَهُ أنذآك حوالي 85 عاما ، ودُفِنَ في مسجدهِ في حيْ الجيَّارة بمصر القديمة ، قُرْبِ جامع عمرو بن العاص .
وخَلَّفَ رضي الله عنه من الذُّرية المُطَهَّرة من رب العالمين تسعة ذكورٍ وإبنتان، أضاءوا سماء الاسلام بنور الهداية ، وأشاعوا العلوم الاسلامية في سائر السماوات الربانية ، وخاصة أبنَتَهُ " السيدة نفيسة " وإبنه " يحي المُتوَّج بالأنْوار " .
رضي الله تعالي عن ساداتنا آل البيت ورزقنا خالص محبتهم وصدق إتباعهم ، ومنحنا رضائهم وعنايتهم ، وصلَّي الله تعالي علي حبيبه وعترته ومن والآهم إلي يوم الدين ( آمين ) .

وعد المحبة
09-05-2015, 01:34 PM
مشكور وجزاك الله كل خير على الطرح الطيب العطر ونرجو المزيد من مواضيعكم القيمة

ورد الشام
09-05-2015, 04:19 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

اماريج
05-10-2015, 12:06 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب

ترنيم
06-10-2015, 02:19 AM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

ميرليندا
08-10-2015, 01:10 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

كارم المحمدى
09-10-2015, 03:08 AM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير على الطرح الطيب العطر يا شيخ خالد

تقى وايمان
10-10-2015, 06:42 AM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير على الطرح الطيب العطر