الشيخ / خالد الجعفري
15-05-2015, 10:54 PM
*
كتب*/ خالد*عبد*الكريم*خالد
قال تعالى في سورة الإسراء*﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)﴾
تعد رحلة الإسراء والمعراج آية من آيات الله التي لا تعد ولا تحصى ، فالإسراء والمعراج حادثة جرت وقائعها في منتصف الرسالة المحمدية ما بين السنة الحادية عشر والسنة الثانية عشر ، هذه الحادثة التي قوبلت من قبل المشركين من أهل قريش بالاستهجان والاستهزاء بالحبيب محمد ، ولكن النبي أصر على تأكيدها حيث انتقل من مكة إلى القدس ، ثم من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل أو حسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملآ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة من حيث كان .
كثيرا ما يخطيء الناس في فهم الإسراء والمعراج على أنه شيء واحد ، وهنا نوضح أن الإسراء هو رحلة نبينا الكريم محمد من مكة إلى بيت المقدس ، أما المعراج فهو عروجه صل الله عليه وسلم من السماء الدنيا إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى .
رحلة الإسراء والمعراج فيها العبر الكثيرة فيعجز البشر كما عجزوا أما القرآن الكريم وغيره من المعجزات السماوية التي حدثت مع الرسل والأنبياء ، ففي هذه الرحلة التي قام بها النبي محمد على البراق بصحبة ملك الوحي جبريل كانت ليلا من بلده مكة إلى بيت المقدس في فلسطين .
فهذه الرحلة من المعجزات المتجددة رغم مرور مئات السنين عليها إلا أننا دائما ما نعرف الجديد عندما نقف أمامها بتمعن وتدبر ، فكانت هذه المعجزة المباركة اختبار لقوة إيمان بعض المسلمين الذين تسرب الشك إلى نفوس بعضهم من جهة ، ومعجزة يعجز أمامها المشركين من جهة أخرى . *
*
لقد تعددت الروايات التي تتحدث عن هذه المعجزة وأشهرها رواية أم هانيء ، وأم هانيء هي بنت أبي طالب حيث قالت أن الرسول كان نائما في بيتها ليلة الإسراء والمعراج فتذكر أم هانيء أن الرسول صلى العشاء ، ثم نام ونام كل من بالبيت ، فلما كان قبيل الفجر أهبَّنا رسول الله فلما صلى الصبح وصلينا معه قال : يا أم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج ، فأخذت بطرف ردائه ، فتكشَّف عن بطنه كأنه قُبطية مطوية فقلت له : يا نبي الله لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك ؛ قال : والله لأحدثنهموه.
*
ومن الأماكن والأشخاص المرتبطة في أذهان الناس بهذه المعجزة المباركة هو الحائط والبراق ، فحائط البراق يرتبط بقصة الإسراء والمعراج ، ومنها قد جاءت تسمية هذا الحائط بحائط البراق نسبة إلى الدابة التي كان الرسول قد ركبها في رحلة إسرائه ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى ، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط . ودخل إلى المسجد حيث صلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماوات العلا ، وقد ورد في الطبقات الكبرى لأبن سعد أن الرسول حُمل على البراق حتى انتهى إلى بيت المقدس ، ويعتبر حائط البراق أحد جدران المسجد الأقصى الذي يمثل أولى القبلتين وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ، والذي يقع في الجدار الغربي للحرم القدسي .
أما البراق فهو كائن أسطوري *وهو الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء ... فكثيرا ما تدور في أذهاننا جميعا الأسئلة المحيرة عن براق النبي صلى الله عليه وسلم ، ما شكله ؟ ما هو الزمن الذي أخذته الرحلة بالبراق من مكة إلى القدس ؟ لقد ورد ذكر البراق في حديث الإسراء المشهورة الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما وغيرهما ، وففي رواية مسلم : ثم أتيت بدابة يقال لها البراق ، فوق الحمار ودون البغل ، يقطع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقنا . ونقل النوري في شرح مسلم أن البراق مشتق من البرق لسرعته ، وقيل لبريقه وشدة صفائه وتلألئه . *
وأننا نفهم من النص أن هذه الدابة في غاية السرعة ، وهذا يدل على عدة قرائن منها : اشتقاق اسمها من البرق فوصولهم إلى بيت المقدس في تلك الليلة ورجعوهم إلى مكة المكرمة أبلغ دليل على ذلك .
نسأل الله العلي القدير أن تعمق هذه المعجزة الإيمان في قلوبنا ، وأن يهدي المسلمين لكل ما هو خير وأن يصلح حال البلاد والعباد .
كتب*/ خالد*عبد*الكريم*خالد
قال تعالى في سورة الإسراء*﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)﴾
تعد رحلة الإسراء والمعراج آية من آيات الله التي لا تعد ولا تحصى ، فالإسراء والمعراج حادثة جرت وقائعها في منتصف الرسالة المحمدية ما بين السنة الحادية عشر والسنة الثانية عشر ، هذه الحادثة التي قوبلت من قبل المشركين من أهل قريش بالاستهجان والاستهزاء بالحبيب محمد ، ولكن النبي أصر على تأكيدها حيث انتقل من مكة إلى القدس ، ثم من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل أو حسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملآ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة من حيث كان .
كثيرا ما يخطيء الناس في فهم الإسراء والمعراج على أنه شيء واحد ، وهنا نوضح أن الإسراء هو رحلة نبينا الكريم محمد من مكة إلى بيت المقدس ، أما المعراج فهو عروجه صل الله عليه وسلم من السماء الدنيا إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى .
رحلة الإسراء والمعراج فيها العبر الكثيرة فيعجز البشر كما عجزوا أما القرآن الكريم وغيره من المعجزات السماوية التي حدثت مع الرسل والأنبياء ، ففي هذه الرحلة التي قام بها النبي محمد على البراق بصحبة ملك الوحي جبريل كانت ليلا من بلده مكة إلى بيت المقدس في فلسطين .
فهذه الرحلة من المعجزات المتجددة رغم مرور مئات السنين عليها إلا أننا دائما ما نعرف الجديد عندما نقف أمامها بتمعن وتدبر ، فكانت هذه المعجزة المباركة اختبار لقوة إيمان بعض المسلمين الذين تسرب الشك إلى نفوس بعضهم من جهة ، ومعجزة يعجز أمامها المشركين من جهة أخرى . *
*
لقد تعددت الروايات التي تتحدث عن هذه المعجزة وأشهرها رواية أم هانيء ، وأم هانيء هي بنت أبي طالب حيث قالت أن الرسول كان نائما في بيتها ليلة الإسراء والمعراج فتذكر أم هانيء أن الرسول صلى العشاء ، ثم نام ونام كل من بالبيت ، فلما كان قبيل الفجر أهبَّنا رسول الله فلما صلى الصبح وصلينا معه قال : يا أم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج ، فأخذت بطرف ردائه ، فتكشَّف عن بطنه كأنه قُبطية مطوية فقلت له : يا نبي الله لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك ؛ قال : والله لأحدثنهموه.
*
ومن الأماكن والأشخاص المرتبطة في أذهان الناس بهذه المعجزة المباركة هو الحائط والبراق ، فحائط البراق يرتبط بقصة الإسراء والمعراج ، ومنها قد جاءت تسمية هذا الحائط بحائط البراق نسبة إلى الدابة التي كان الرسول قد ركبها في رحلة إسرائه ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى ، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط . ودخل إلى المسجد حيث صلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماوات العلا ، وقد ورد في الطبقات الكبرى لأبن سعد أن الرسول حُمل على البراق حتى انتهى إلى بيت المقدس ، ويعتبر حائط البراق أحد جدران المسجد الأقصى الذي يمثل أولى القبلتين وثالث أقدس المساجد عند المسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ، والذي يقع في الجدار الغربي للحرم القدسي .
أما البراق فهو كائن أسطوري *وهو الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء ... فكثيرا ما تدور في أذهاننا جميعا الأسئلة المحيرة عن براق النبي صلى الله عليه وسلم ، ما شكله ؟ ما هو الزمن الذي أخذته الرحلة بالبراق من مكة إلى القدس ؟ لقد ورد ذكر البراق في حديث الإسراء المشهورة الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما وغيرهما ، وففي رواية مسلم : ثم أتيت بدابة يقال لها البراق ، فوق الحمار ودون البغل ، يقطع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقنا . ونقل النوري في شرح مسلم أن البراق مشتق من البرق لسرعته ، وقيل لبريقه وشدة صفائه وتلألئه . *
وأننا نفهم من النص أن هذه الدابة في غاية السرعة ، وهذا يدل على عدة قرائن منها : اشتقاق اسمها من البرق فوصولهم إلى بيت المقدس في تلك الليلة ورجعوهم إلى مكة المكرمة أبلغ دليل على ذلك .
نسأل الله العلي القدير أن تعمق هذه المعجزة الإيمان في قلوبنا ، وأن يهدي المسلمين لكل ما هو خير وأن يصلح حال البلاد والعباد .