المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تعلم قدر المصطفى صلى الله وعليه وسلم تسليماً



الشيخ / خالد الجعفري
30-06-2015, 11:26 PM
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلى آله الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الي صراط المستقيم حق قدره ومقداره العظيم
قدر المصطفى
من درر موﻻنا سيدى فخر الدين في تعظيم قدر النبى المصطفى صلى الله
عليه وسلم

وغيبة قدر المصطفى عن علومنا
بها نزل القرآن إن شئت فاصمت
وﻷن اﻷمة التى أثارها الحديث وجب أن تعرف بعضا من تعريف شيخنا
وتعريف العلماء اﻷجﻼء لهذا القدر الجليل وذلك من خﻼل ما أبانوه السادة
اﻷفاضل من أحكام ومعانى بعض اﻵيات القرآنية واﻷحاديث النبوية التى
أشارت إلى عظيم قدره وجﻼل مكانته صلى الله عليه وسلم
ردا ﻹعتبار اﻷمة اﻹسﻼمية. ولتعلم أمة الحبيب أن أجل وأعظم نعمة أنعم بها المولى
جل وعﻼ على خلقه هى ذات المصطفى صلوات ربى وسﻼمه عليه ومن ثم
يكون ﻻ يقدر على رد إعتبار الحبيب إﻻ العلى اﻷعلى رب العزة سبحانه
والقائل في محكم التنزيل ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ والمخاطب
لحبيبه بقوله ﴿وما أرسلناك إﻻ رحمة للعالمين﴾.
ولتعلم اﻷمة أن أعظم نعم الله هى محبة الله ومحبة الحبيب المصطفى
وأهل بيته الغر الميامين، وأما عظماء الناصحين في اﻷمة فقد أوصوا من
أرادوا له الخير والرشاد والنجاح والفﻼح أن ذلك اﻷمر بابه محبة رسول الله
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وكذلك وجهوا مريديهم إلى تعظيم قدر
الحبيب المصطفى وأهل بيته رضى الله تعالى عنهم، ومن ذلك
قول موﻻنا :
جنيت بتعظيــم الحبيب وآله..
جنيت ثمار الجنتيــن بجنتى
وبقوله رضى الله عنه :
فكن يا مريدى للكــرام مقلدا
فليس أمان في جناح البعوضة
وﻻ يخفى على إخواننا الكرام ما جاء في كتاب الله تعالى وصحيح الحديث
النبوى الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظمة قدره
وحفاوة رب العزة جل جﻼله في كثير من اﻵيات التى تعجز أهل البيان عن
إدراك قدر هذه العظمة الفريدة من نوعها والتى يجل عن الحذاق مكنون
كنهها، وإن علماء اﻷمة وأهل المعرفة ببعض ما يستبين لهم من المعانى
يحنون الرءوس إجﻼﻻ وإعظاما وإكبارا أمام البيان المعجز للحق تبارك
وتعالى وخاصة عندما يتعلق اﻷمر بالحقيقة أو بالخصوصية اﻷحمدية
المحمدية على صاحبها أفضل وأزكى الصﻼة والسﻼم.
وليكن الكﻼم في حدود أفهام عامة الناس وأسأل السماح من الذين تعلموا
من علوم شيخنا رضى الله عنه بأننى سوف أكتفى بتناول رشفة في شأن
تعظيم ما أورده عالم جليل أﻻ وهو القاضى عياض صاحب كتاب الشفا
بتعريف حقوق المصطفى، ونقتصر على قدر ما يسمح به المقام من جزئية
من تلك الخصوصية بل عن وجه من أوجه تلك الجزئية وهى من حديث
‏( الدين النصيحة‏) قالوا لمن يا رسول الله قال ‏(لله ولكتابه ولرسوله وﻷئمة
المسلمين وعامتهم ‏) نقول أن الجزئية هى ما يخص النصيحة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وﻻ ينبغى أن يفهم أحد من العباد أنها تعنى توجيه
نصح إلى مقامه الجليل، ولكن المعنى يشتمل على ما يجب على المسلم أو
الكافة نحوه صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن يكون النصح مقصودا به ما
يرضيه، كما قال الحديث ‏(لله ولكتابه‏) ولذلك فإن الوجه الذى تتناوله هذه
الكلمات من الجزئية المعنى بها نصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
تحت عنوان : في تعظيم أمره صلى الله عليه وسلم ووجوب توقيره وبره
وفى هذا يقول صاحب الشفا :
قال الله تعالى ﴿إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله
وتعزروه وتوقره﴾ وأقول إن ثمة آية أخرى تقول ﴿يا أيها النبى إنا أرسلناك
شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين
بأن لهم من الله فضﻼ كبيرا﴾ وفى موطن آخر يقول الحق سبحانه ﴿يا أيها
الذين آمنوا ﻻ تقدموا بين يدى الله ورسوله﴾ و﴿يا أيها الذين آمنوا ﻻ
ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى﴾ و﴿ﻻ تجعلوا دعاء الرسول كدعاء بعضكم
بعضا﴾
واستطرادا مع قول شيخنا :
جل من يحيى علومــا
بعدما بلغت عتيـــا
نقول ماذا قال السلف الصالح رضوان الله عليهم حول هذه اﻵيات؟ ويقول
القاضى عياض :
فأوجب تعالى تعزيره وتوقيره وألزم إكرامه وتعظيمه، قال سيدنا عبد الله
بن عباس رضى الله عنهما : تعزروه تجلوه وقال المبرد : تعزروه تبالغوا في
تعظيمه وقال اﻷخفش : تنصرونه وقال الطبرى تعينونه، وقرئ ‏(تعززوه ‏)
بزائين من العز، ونهى عن التقدم بين يديه بالقول وسوء اﻷدب بسبقه
بالكﻼم على قول ابن عباس وغيره وهو إختيار تغلب، وقال سيدنا سهل بن
عبد الله رضي الله عنه وهو من كبار ساداتنا الصوفية. ﻻ تقولوا قبل أن
يقول وإذا قال فاستمعوا وأنصتوا، ونهوا عن التقدم والتعجل بقضاء أمر
قبل قضائه فيه وأن يقتاتوا بشئ في ذلك من قتال أو غيره من أمر دينهم
إﻻ بأمره وﻻ يسبقوه به، وإلى هذا يرجع قول الحسن ومجاهد والضحاك
والسدى والثورى، ثم وعظهم وحذرهم مخالفة ذلك فقال ﴿واتقوا الله إن
الله سميع عليم﴾ قال الماوردى ﴿اتقوا﴾ يعنى في التقدم، وقال السلمى ﴿
اتقوا﴾ في إهمال حقه وتضييع حرمته صلى الله عليه وسلم إنه ﴿سميع
﴾ لقولكم ﴿عليم﴾ بفعلكم، ثم نهاهم عن رفع الصوت فوق صوته والجهر له
بالقول كما يجهر بعضهم لبعض، وقال أبو محمد مكى : أى ﻻ تسابقوه
بالكﻼم وﻻ تغلظوا له بالخطاب وﻻ تنادوه باسمه نداء بعضكم لبعض ولكن
عظموه ووقروه ونادوه بأشرف ما يحب أن ينادى به ‏( يا رسول الله ‏)، ‏( يا
نبى الله‏) .
فهكذا يوصى المولى عز وجل أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأرفع
اﻵداب وأجل التعظيم والتوقير في خطابهم مع حبيبه ومصطفاه، فإذا كان
هذا في النداء والمخاطبة فما بالكم بالمعاملة؟!! وهذا كقوله في اﻵية
اﻷخرى ﴿ﻻ تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ على أحد
التأويلين، وقال غيره ﻻ تخاطبوه إﻻ مستفهمين، ثم خوفهم سبحانه وتعالى
بحبط أعمالهم إن فعلوا ذلك وحذرهم منه.
وقيل نزلت اﻵية في وفد بنى تميم وقيل في غيرهم، حينما أتوا النبى صلى
الله عليه وسلم فنادوه يا محمد يا محمد أخرج إلينا فذمهم الله تعالى
بالجهل ووصفهم بأن أكثرهم ﻻ يعقلون.
وقيل نزلت اﻵية اﻷولى ﴿يأيها الذين آمنوا ﻻ ترفعوا أصواتكم﴾ في محاورة
كانت بين الشيخين الجليلين أبا بكر وعمر رضى الله عنهما بين يدى النبى
صلى الله عليه وسلم واختﻼف قد جرى بينهما حتى ارتفعت أصواتهما، فإذا
كان هذا في حق الشيخين وما أدراك ما هما، فما بالكم بنا نحن؟.
وقد روى أن سيدنا أبا بكر رضى الله عنه لما نزلت هذه اﻵية قال والله يا
رسول الله ﻻ أكلمك بعدها إﻻ كأخى السرار ما كان يسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وان سيدنا عمر كان إذا حدثه حدثه كأخى السرار ما
كان يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه اﻵية حتى يستفهمه
فأنزل الله تعالى ﴿إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين
أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم﴾ صدق الله العظيم.

لجين
01-07-2015, 03:21 AM
جزاكم الله كل خير شيخ خالد على الطرح الطيب العطر
ولا يعلم قدر نبينا صلى الله عليه وسلم الا رب العزة عز وجل ورمضان كريم

ابو بكر
01-07-2015, 09:59 AM
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم جزاك الله كل خير شيخ خالد على الموضوع الطيب العطر

souma
02-07-2015, 07:38 PM
دمت لنا ودام قلمك

سامر سويلم
02-07-2015, 09:34 PM
اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ...
شكرا سيدي الحبيب خالد

نور الهدى
03-07-2015, 01:38 AM
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم جزاك الله كل خير شيخ خالد على الموضوع الطيب العطر

الشيخ / خالد الجعفري
04-07-2015, 11:56 PM
جزاكم الله خير الجزاء وزائدكم الله من بركة أعلم والخير في الدارين

احمد عمر
05-07-2015, 12:42 AM
بارك الله فيك اخى الفاضل وجزاكم الله كل خير