المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص ادبية قصيرة جدا



نسائم الرحمن
01-07-2015, 11:43 AM
1- سكين

حين انتهى القصف وأُنهِكَت الأسلحة، عمدوا إلى السلاح الأبيض، وصاروا يتبادلون الطعنات في منعطفات الأزقة ومفترقات الدروب.

تمنيتُ لو استعملوا السكين استعمال كامي بيسارو في رسمه لـ «جسر بونتواز».

سمعت فقط صرخات المغدورين وهم يتهاوون موتاً على أرض لا تؤمن بالجسور.


http://images.aarabladies.com/media/images/ff279dd3.gif

2- حركية

ترسمه كل صباح هادئاً وثابتاً.. ثم تغطي اللوحة بقميص نومها، وتستلقي على سريرها.

تعود كل مساء لتكشف عن وجهه، فتجده في حركية، لم يتخذ بعد وضعاً ثابتاً.

تطارده باحثة عنه في شغاف القلب، وكهوف الروح... تجده ثملاً بعطرها، غارقاً في ضوء رمادي تحت ظل فرشاة مرتعشة. بحركة من إبهامها، تخط ألواناً زاهية على وجهه، فيخرج من اللوحة ويستلقي على السرير، بينما تظل هي ترمقه من داخل لوحة هادئة وثابتة.


http://images.aarabladies.com/media/images/ff279dd3.gif

3- بكاء لوحة

لا شيء يستقيم في هاته اللوحة المفتونة بالحركات اللولبية، تماماً كما قلبه العابث..ثمة سيدة تجلس في هدوء رمادي، شاردة الذهن.. ابتلعها الهم.. ثمة أطفال مذهولون من سوء مزاج أب خشن، حول حياتهم إلى جحيم.. ثمة عينان متعبتان تتجولان داخل الملامح بحزن.. تدرك حقيقة من خلال آخرين.

سكبت العينان دموعاً سالت على اللوحة، فخلطت الألوان ورسمت قلباً يحضن الأطفال.


http://images.aarabladies.com/media/images/ff279dd3.gif

4- الساحرُ والطِفلُ

الساحِر يُري للحَاضرِين عُصفُوراً صَغِيراً في القَفَصِ.. الجَميعُ يُصَفق.

الساحِرُ يَضرِبُ بِرَاحة يده وبقوة، سقفَ القفصِ.. فيَختفي القفص والعصفور.

الساحِرُ يفتَحُ سُترَتَهُ الأنيقة، فيَخرُجُ العُصفورُ، ويَطِيرُ باتجَاه الحاضرين.

وَحدهُ الطفلُ يَبكِي بجوارِ أمهِ...وحدَهُ الطفلُ رَأى مَوتَ العُصفُور.


http://images.aarabladies.com/media/images/ff279dd3.gif

4- إصرار

رفع السماعة ليجيب على الهاتف.

أرخى سمعه لعبارات التوبيخ والعتاب.

كانت أجوبته كالتالي:

نعم.

أجل...

فعلاً!

طبعاً!

بطبيعة الحال!

لم لا؟

هذا واجب!!

ضروري!!!

حااااااضر !!!!

أغلق هاتفه...صفع باب المكتب على عبارات الإيجاب والتأكيد.

وخرج مسرعاً إلى عاداته، دون أدنى نية للرجوع عن عيوبه.


http://images.aarabladies.com/media/images/ff279dd3.gif

5- حذاء

مل الحذاء من المشي طوال اليوم في الطرقات...

من الركوب في الحافلات والقطارات...

من نسيانه على العتبات...

حين قرر الهرب، وجد نفسه منهكاً من التعب.

ام عقيلة
01-07-2015, 05:51 PM
قصص جميلة مشكورة نسائم وبارك الله فيك

hoseen
02-07-2015, 01:07 AM
مشكورين سلمت اياديكم

خلود العنزى
04-07-2015, 02:59 AM
قصص جميلة مشكورة نسائم وبارك الله فيك

العنود
01-08-2015, 11:21 PM
تسلمي اختي

عيون المها
19-08-2015, 06:02 PM
مشكوره اختي على القصص الجميله المعبره...