المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة



نسائم الرحمن
01-07-2015, 12:21 PM
اقتحام


ذات مساء ضاقت بها وحدتها، وقررت أن تقتحم حجرته الصغيرة القابعة بين الشجيرات، كان الباب مقفلا، والناس نيام.

راحت تضرب برأسها الجميل الرائع المثقل بالأوجاع والهموم على الزجاج ،وعندما جاء ليفتح الباب، أبت أن تدخل حدقت في وجهه بعتب وحيرة وصرخت صرخة حزينة ،لم يُسمع مثلها من قبل.

واستمرت تضرب رأسها بالبابِ.

صرخ بأعلى صوته: قفي أرجوكِ قفي، لكن بدون فائدة، ولا من مجيب،لكنه تذكر أنها أقسمت ذات يوم أنها ستموت قتيلة بين يديه


http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0003.gif



بريق


استرعى انتباهه عنوان الغلاف، دنا من الرف ثم تناول الكتاب ،ورقه اللامع و المقصوص بعناية ظاهرة . ففنية اختيار الأيقونة السوريالية .. تفاصيل لم تترك له المجال للتردد ، يمم صوب عاملة المبيعات ودفع الثمن ثم خرج متأكدا أنه غنم نفيسا يليق بجولته في معرض الكتب ،ما إن استقر به المقام في المقهى المقابل حتى شرع في تصفح كنزه بلهفة طفل غنم أمنية طاردها لأيام .

الأسطر مرصوصة بعناية و كل شيء على الأوراق يوحي بالجهد المبذول في إخراج المنتوج إلى الوجود لكنه توقف لاهثا في الصفحة الخامسة أو السادسة إلا فقرتان ... أمام فراغ الجمل من أي روح أو رائحة . ترك الكتاب على الطاولة إكرامية للنادل و غادر إلى مطاردة أخرى ..



http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0003.gif


الرقص تحت المطر


في محل لبيع المفروشات وقطع الديكور المنزلي، وقع بصرها على اللوحة:

رأت مطرا أسود يسقط على المدينة

اتضح أنه في الحقيقة رجال بنفس السمت، ونفس القبعة والمعطف الأسودين تهمي بهم السماء.

ارتجف جسدها من فرط الانفعال..ودت لو تتعرض للمطر الجميل، وتضع دستة رجال في الجيب، كلما تنمّر أحدهم تضربه بالآخر..

لو يسقط واحد على الأقل في يدها تنهي به زمن العنوسة الذي طال، وتفرح بأيامها المقبلة

- إنها لوحة للفنان "ماجريت".. الذي يعتبر...

لم يكن لها مزاج لسماع البقية

كانت تتمتم في ابتهال:

- سر يا "ماجريت" لهلا يحرق فيك شي عظم.

و تحلم

بالرقص تحت المطر.


http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0003.gif


العزف

في الطريق إلى الكونسرفتوار تعثر الطفل بشابين يتشاجران. تبادلا اللعنات والبذاءات وامتهان الأمهات والأجداد.حتى إذا استعرت نار الخصام, أمسكا بتلابيب بعضهما البعض ولوّح كل منهما بقتل الآخر.

حينها حدث اللامتوقع..

لحن داعب الهواء في رقة..ضاع – بداية- في الجو المشحون مثل رذاذ غريب وغير قابل للتصديق..لكنه ما لبث أن تفجر نهرا من العذوبة غطى النار والرغبة في السيطرة ومحو الآخر والشماتة وتوقعات المارة..

صار العقيدة الوحيدة التي من شأن القلب أن يغلق عليها بابه..

التفت الشابان جهة الطفل, ثم تفرسا في بعضهما البعض بعيون حالمة ومفرغة من أي حقد, ومضى كل منهما في سبيله بخطو بالغ الامتنان.



http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0003.gif




غروب


كانت الشمس قد شارفت على المغيب حين عددت العرافة العجوز مناقب الفتى الذي يعرض أمام فراستها خطوط كفه:

ستقدم على الحياة بقلب جسور, وتتقاطع لديك سبل الحياة بالشعاب الرهيبة لدم القتل..ستحطم قلب كل امرأة أغرمت بك, وتعتلي قمة تنظيم هرمي يكون الرعب فضيلته الأساسية, وتعيش وحيدا..وحيدا كلعنة خالدة.

أعرف ذلك بيقين..

باليقين نفسه الذي أعرف به أولى ضحاياك: عرافة عجوزا قرأت لك الكف ذات غروب.

اعترى الفتى بعض شحوب, ذلك أنه أدرك بفظاظة متعالية, أن يقين المرأة هو يقينه الذي لن تبلبله صروف الحياة, والدليل: المدية التي يستلها الآن من ردنه..والتي تظاهرت هي بعدم رؤيتها.

هوت الشمس دفعة واحدة..

ولم يسمع للمرأة صوت.

http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0003.gif



القروية


على صخرة جالسة ترعى بضع نعجات عجفاء ، في الجهة الأخرى من الطريق ، تقف مرتدية وزرة بيضاء والحزن يصبغ وجهها ، تنتظر النقل المدرسي ، والمعاناة اليومية ذهابا وإيابا .

تتكدس أجسام من كلا الجنسين والطريق طويل . تقف لرد نعجة شاردة والحزن يحفر حسرة في الأعماق .

ام عقيلة
01-07-2015, 05:52 PM
قصص جميلة مشكورة نسائم وبارك الله فيك

سامر سويلم
01-07-2015, 11:35 PM
مواضيعك مميزة مثلك
جزاك الله كل خير

hoseen
02-07-2015, 01:04 AM
مشكورين سلمت اياديكم

نسائم الرحمن
02-07-2015, 04:16 PM
اخجلتم تواضعنا استاذ سويلم
.....نورتم بمروركم العطر

نجوان
04-07-2015, 02:54 AM
رووعة تسلمى اختى نسائم على القصص الجميلة

فن الغموض
13-10-2015, 08:19 AM
رقائق جميلة الله يرفع قدرك أختي ^_^