المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الديموقراطية والشوري



الشيخ / خالد الجعفري
23-08-2015, 07:36 AM
الفرق بين الديموقراطية والشورى

من كلام مولانا الإمام الشيخ محمد بن الإمام الشيخ إبراهيم بن سيدنا الإمام فخرالدين

مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنهم.

نعرج بعد هذا على أمرٍ مِنْ الأمورِ الحَيَاتِيّةِ المهمةِ فى الدين وهو أمر الشورى،

فالبعض قد ربط مفهومَ الشورى بمفهومِ الديمقراطية الحديثة، وهذا خلطٌ بين المعقول والمنقول،

فالديمقراطية تعني أن لكل فرد حق فى إبداء رأيه، فإن سَلَّمنا بصحة هذا المفهوم،

فلابد أن نُمَيِّزَ بين إبداء الرأى وفرض الرأى، ومع ذلك فالشورى بخلاف ذلك،

لأن المشاورة تبدأ مِنْ وَلِىِّ الأمر الذى يَطرحُ الأمرَ للشورى أولاً، وثانياً يشاور أهلَ الاختصاص وليس كل الجماعة،

وثالثاً يقرر وحده حتى ولو كان القرار بخلاف رأى المستشارين،

ولنوضح ذلك فيما يلى

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ

وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾

هذا نص الشورى فى الكتاب الكريم، فإن الشورى أمر يُقَرِّبُ الناسَ مِنَ الخليفةِ،

مِنْ بابِ الرحمة واللين، وهو الذى يشاورهم وليسوا هم الذين يفرضون عليه الأمر،

ولنراجع معاً هذا الموقف من السنة المطهرة فى غزوةِ بدر الكبرى، حينما جَاءَ النبىُّ ونَزَلَ عِنْدَ أوَّل بئر،

وجَاءَ الحبابُ بن المنذر وقال: يا رسول الله أَمَنْزِلٌ أَنْزَلَكَهُ اللهُ فلا قول لأحد، أم هى الحرب والمكيدة ؟

قال (لا، بل هى الحرب والمكيدة) فلو قال الحبيب هو أمرٌ بَطُن، فما كان للحبابِ أن يتكلمَ، بل قال

"نَنْزِلُ قبل البئر نشربُ منها ونمنعهم" بعد أن فتح له رسول الله باب المشورة.

الأمر الثانى: أن الشورى تكون لأهل الاختصاص، كما كان فى غزوةِ الأحزاب، حينما قال المصطفى

﴿حَتَّى أُشَاوِرَ السُّعُودَ﴾ أى سادة أهل المدينة، لأنهم أهل الدار وأدرى بأحوال ديارهم، ولم يشاور المهاجرين.

الأمر الثالث: فالشورى غير ملزمة لأن الآية لم تقلْ "وإذا عزمتم فتوكلوا" بل جَاءَ الأمرُ بالإفراد

﴿... فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ وهكذا نجد الصديق أوَّل خلافته حينما بدأت أخبار

الردة تتوارد على المدينة، اجتمع كبار الصحابة وقرروا عدم إنفاذ جيش أسامة بن زيد إلى تخوم الروم

وأرسلوا سيدنا عمر بن الخطاب بقرارهم إلى الخليفة أبوبكر بمشورة وقرار الصحابة،

فما كان من الصديق إلا أن مضى فيما عزم عليه الأمر وهو محاربة المرتدين.

إن مفهومَ سنة الخلفاء الراشدين مفهوم فقهى لذلك قال

(عَليْكُمْ بسُنَّتِى وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّيِنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ)

بمعنى أن العضَّ بالنواجذِ يكون على سنةِ الخليفة الذى أنت فى عصرِهِ،

وعدم الاعتراض عليه بحجة التمسك بسُنة مَنْ سَبَقَهُ مِنَ الخلفاء،

وللتدليل على صحة هذا المفهوم نجد أن رسول الله لم يأمر الناس بصلاة القيام فى المسجد،

بل قال (خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا)ومضى على تلك السُنة الخليفة الأوَّل،

ولكن الخليفة الثانى جمع الناس لها بالمساجد بل وزاد فيها، فهل سيدنا عمر مخالف لسُنة من قبله ؟!!

ولَمَّا رجع سيدنا عبدالله بن مسعود مِنَ الشامِ، فى خلافةِ سيدنا عثمان،

فطاف بالبيت وصلى ركعتين، فقال له رجل:

إن عثمان يصلى أربع بعد الطواف، فاسترجع ابن مسعود

وقال: كنا نصلى ركعتين على عهد رسول الله وأبوبكر وعمر، ثم قام فأتم أربع ركعات.

وهذا سيدنا خالد بن الوليد سيف سَلَّهُ رسولُ الله على أعداء الله، وجاهد فى الله وفُتِحَت البلادُ على يَدَيْهِ،

وعزله الفاروق دون إبداء الأسباب ولم يشاور أحداً، وأرسل له سيدنا أبوعبيدة بن الجراح ليعزلَهُ،

ويُقَسّمْ عليهِ مالهُ الذى هو مغانمه، فنجد أن سيدنا خالد يقول السمع والطاعة.

نَزَلَ الصَّحَابَةُ عِنْدَ حُكْمِ مَلِيكِهِمْ ....... غَنِمُوا وَكَانَ الرِّفْـدُ وَالإِرْفَادُ

صافى
23-08-2015, 10:28 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير

طلعت شكرى
25-08-2015, 05:21 PM
شكرا اخى الفاضل على الموضوع الطيب جعله الله فى ميزان حسناتك

0
27-08-2015, 03:06 PM
شكرا وبارك الله فيك

ياسر فتحى
27-08-2015, 03:28 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

سعاد الجهينى
28-08-2015, 04:45 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير