نسائم الرحمن
01-09-2015, 11:48 AM
تاريخ العطور
http://almasalla.travel/upload/13295593871218406957.jpg
الشرق هو مهد العطور، وهي مرتبطة بالطقوس والنصوص الدينيّة القديمة، وكان المصريّون يستخدمون الزيوت العطريّة في التحنيط والعلاج، وكان للعطور تقاليد خاصّة لدى الإغريق والرومان، حيث كان أباطرة روما يرشّون العطر على المقاعد ورؤوس الناس في احتفالاتهم، وفي حلبات المصارعة الرومانيّة، وفي احتفالات أخرى كانت أجنحة الحمام تغطس بالعطور قبل إطلاقها لترشَّ العطور فوق المحتفلين، وكانت مياه الحمّامات الرومانيّة تعطّر بأوراق زهر الخزامى.<br><br>وترتبط الطّيوب والعطور منذ العصور القديمة بكثير من مقوّمات الحياة اليوميّة، فقد كان لها علاقات بالمعابد والهياكل والطقوس الدينيّة. وكان الطيب، منذ القدم، رمزًا للأناقة والنظافة، وعلامة من علامات الترف عند الشعوب كافّة، ولا يزال الطيب من أحبّ متطلّبات الناس بمختلف أجناسهم وعاداتهم وتقاليدهم.<br><br>ويُعدّ أوّل وأقدم عطر تمّ اكتشافه، هو ذلك الذي استخدمه الفراعنة منذ 4000 سنة، وقد وردت أقدم إشارة إلى تجارة البخور في نقوش فرعونيّة يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، حيث ذكر أنّ اللّبان وهو كناية عن مادّة صمغيّة صفراء مستخرجة من شجيرة برّيّة تتواجد في جنوبيّ عمان وفي الصومال والحبشة أو في (بلاد بونت)، ومن المعروف أنّها كانت تتركّب من مادّة عطريّة فوّاحة بالإضافة إلى كونها مادّة للتصميغ، وبعد عمليّات تقطير يبقى 7 % من عطرها الذي ما زال يستعمل حتّى اليوم في صناعة أفخم العطور ولا سيَّما الشرقيّة منها المخصّصة لأفراد العائلة، مع أنّ وظيفتها الأساسيّة تقع في خانة البلسم المسكّن للجروح والصمغ المعطّر للمناسبات.
http://www.albiladpress.com/newsimage/13820366291.jpg
وفي الحضارة العربيّة الإسلاميّة لم يترك الصانع الكيميائيّ العربيّ شاردة ولا واردة تتعلّق بالطُّيوب إلّا د درسها درسًا عميقًا، وأفرد لها مساحاتٍ كبيرة في مؤلّفاته الكيميائيّة والنباتيّة، وقد أفرد الكيميائيّ الحديث فرعًا خاصًّا بالعطور، وبحث فيها من جميع الجوانب، وراح إلى أبعد من ذلك، فقد تمكّن من اختراع وتحضير عطور صناعيّة، أصبحت تضاهي العطور المستخرجة من مكامنها الأصليّة، نباتيّة كانت أم حيوانيّة، لسدّ حاجة المستهلكين من كلّ طبقات الناس، فضلًا عن استهلاك العطور في صناعات كيميائيّة متعدّدة أخرى، فالحاجة أمّ الاختراع، والمهمّ من ذلك أنّنا نجد كثيرًا من أسماء العطور وكثيرًا من طرائق استخلاصها وطرائق تحضير المركّب منها، وهي تشبه إلى حدّ بعيد جدًّا تلك التي كانت مستعملة في عصر الحضارة العربيّة الخالدة.<br><br>ويعتبر “الرازي” من أبرز الكيميائيين الذين ساهموا بدفع عجلة صناعة العطور إلى الأمام.
لقد تغنَّى العرب بالروائح الطيبة في اشعارهم واحاديثهم، وذكروها في رسائلهم، وأولَى المسلمون اهتماماً بالغاً بالطيب، إذ كان بالنسبة اليهم مَعْلَماً مهمًّا للنظافة الجسدية، وعاملاً كبيراً لإشاعة الصفاء والنقاء، ونشر مفاهيم الطهارة وإظهار الحضور المحبب.
ولقد ورد أكثر من حديث شريف وقول مأثور بخصوص الطيوب. ومع مرور الزمن وبروز أيام الرخاء، أصبحت العطور دليلاً واضحاً على مدى الرقي، واشارة مضيئة وصريحة على رهافة الحس ورقة الشعور.
وعندما تراجعت صناعة العطور في أوروبا في فترة القرون الوسطى، عادت وانطلقت بقوَّة على أثر عودة الصليبيين من الشرق حاملين معهم الزخارف والأقمشة، والشعريات والمفروشات والعطور. لقد جلبوا وبكميات كبيرة جميع أنواع الطيوب والعطور المحتوية على أريج الشرق وروحه، وسحر أجوائه وحكاياه الممتدة في الزمان، وصولاً إلى أساطير الف ليلة وليلة، حيث مناخات الاثارة والفتنة والجمال، بعد أن تعلَّموا منهم عادة تعطير الملابس، ولبس القلائد المعطرة.
http://almasalla.travel/upload/13295593871218406957.jpg
الشرق هو مهد العطور، وهي مرتبطة بالطقوس والنصوص الدينيّة القديمة، وكان المصريّون يستخدمون الزيوت العطريّة في التحنيط والعلاج، وكان للعطور تقاليد خاصّة لدى الإغريق والرومان، حيث كان أباطرة روما يرشّون العطر على المقاعد ورؤوس الناس في احتفالاتهم، وفي حلبات المصارعة الرومانيّة، وفي احتفالات أخرى كانت أجنحة الحمام تغطس بالعطور قبل إطلاقها لترشَّ العطور فوق المحتفلين، وكانت مياه الحمّامات الرومانيّة تعطّر بأوراق زهر الخزامى.<br><br>وترتبط الطّيوب والعطور منذ العصور القديمة بكثير من مقوّمات الحياة اليوميّة، فقد كان لها علاقات بالمعابد والهياكل والطقوس الدينيّة. وكان الطيب، منذ القدم، رمزًا للأناقة والنظافة، وعلامة من علامات الترف عند الشعوب كافّة، ولا يزال الطيب من أحبّ متطلّبات الناس بمختلف أجناسهم وعاداتهم وتقاليدهم.<br><br>ويُعدّ أوّل وأقدم عطر تمّ اكتشافه، هو ذلك الذي استخدمه الفراعنة منذ 4000 سنة، وقد وردت أقدم إشارة إلى تجارة البخور في نقوش فرعونيّة يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، حيث ذكر أنّ اللّبان وهو كناية عن مادّة صمغيّة صفراء مستخرجة من شجيرة برّيّة تتواجد في جنوبيّ عمان وفي الصومال والحبشة أو في (بلاد بونت)، ومن المعروف أنّها كانت تتركّب من مادّة عطريّة فوّاحة بالإضافة إلى كونها مادّة للتصميغ، وبعد عمليّات تقطير يبقى 7 % من عطرها الذي ما زال يستعمل حتّى اليوم في صناعة أفخم العطور ولا سيَّما الشرقيّة منها المخصّصة لأفراد العائلة، مع أنّ وظيفتها الأساسيّة تقع في خانة البلسم المسكّن للجروح والصمغ المعطّر للمناسبات.
http://www.albiladpress.com/newsimage/13820366291.jpg
وفي الحضارة العربيّة الإسلاميّة لم يترك الصانع الكيميائيّ العربيّ شاردة ولا واردة تتعلّق بالطُّيوب إلّا د درسها درسًا عميقًا، وأفرد لها مساحاتٍ كبيرة في مؤلّفاته الكيميائيّة والنباتيّة، وقد أفرد الكيميائيّ الحديث فرعًا خاصًّا بالعطور، وبحث فيها من جميع الجوانب، وراح إلى أبعد من ذلك، فقد تمكّن من اختراع وتحضير عطور صناعيّة، أصبحت تضاهي العطور المستخرجة من مكامنها الأصليّة، نباتيّة كانت أم حيوانيّة، لسدّ حاجة المستهلكين من كلّ طبقات الناس، فضلًا عن استهلاك العطور في صناعات كيميائيّة متعدّدة أخرى، فالحاجة أمّ الاختراع، والمهمّ من ذلك أنّنا نجد كثيرًا من أسماء العطور وكثيرًا من طرائق استخلاصها وطرائق تحضير المركّب منها، وهي تشبه إلى حدّ بعيد جدًّا تلك التي كانت مستعملة في عصر الحضارة العربيّة الخالدة.<br><br>ويعتبر “الرازي” من أبرز الكيميائيين الذين ساهموا بدفع عجلة صناعة العطور إلى الأمام.
لقد تغنَّى العرب بالروائح الطيبة في اشعارهم واحاديثهم، وذكروها في رسائلهم، وأولَى المسلمون اهتماماً بالغاً بالطيب، إذ كان بالنسبة اليهم مَعْلَماً مهمًّا للنظافة الجسدية، وعاملاً كبيراً لإشاعة الصفاء والنقاء، ونشر مفاهيم الطهارة وإظهار الحضور المحبب.
ولقد ورد أكثر من حديث شريف وقول مأثور بخصوص الطيوب. ومع مرور الزمن وبروز أيام الرخاء، أصبحت العطور دليلاً واضحاً على مدى الرقي، واشارة مضيئة وصريحة على رهافة الحس ورقة الشعور.
وعندما تراجعت صناعة العطور في أوروبا في فترة القرون الوسطى، عادت وانطلقت بقوَّة على أثر عودة الصليبيين من الشرق حاملين معهم الزخارف والأقمشة، والشعريات والمفروشات والعطور. لقد جلبوا وبكميات كبيرة جميع أنواع الطيوب والعطور المحتوية على أريج الشرق وروحه، وسحر أجوائه وحكاياه الممتدة في الزمان، وصولاً إلى أساطير الف ليلة وليلة، حيث مناخات الاثارة والفتنة والجمال، بعد أن تعلَّموا منهم عادة تعطير الملابس، ولبس القلائد المعطرة.