المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرموز والشعارات عند قدماء المصريين ج2



نسائم الرحمن
07-10-2015, 05:05 PM
تعددت الرموز الفرعونية في حياة المصريين القدماء وتنوعت في رموزها وطقوسها واستخدامتها، ووصل إلى المجتمع الحالى عدد كبير منها ويعرفه قلبا وقالبا مثل "زهرة اللوتس"، وآخر يعرفها شكلا فقط مثل "عمود جد"، " صولجان واس".

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8e/GD-EG-Alex-Mus%C3%A9eNat067.JPG/270px-GD-EG-Alex-Mus%C3%A9eNat067.JPG


كذلك أبدع المصرى في صنعها والرمز إليها والاعتماد عليها بشكل واضح في شتى مناحى حياته ومجالاتها سواء كانت اجتماعية، أو دينية، أو ثقافية أو ترفيهية، ولما كانت لهذه الرموز معانى مهمة في تاريخ الفراعنة كان لابد من التطرق لها.

المفتاح المصرى القديم

http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/11938223640808-ankh.jpg


صنع المصريون القدماء المفتاح الشهير، ويسمى بالفرعونية "العنخ"، يخلط في شكله بين الشكل المصرى الفرعونى، والصليب المسيحى، وكثيرًا ما يظهر في لوحات المقابر المصرية، وعلى جدران المتاحف والحوائط وغالبًا يظهر في الصور التي تمثل البعث من الموت للمتوفي صاحب المقبرة.

ويسمى "مفتاح الحياة" والبعث بعد الموت من جديد، وكان المصرى القديم يحمله في كثير من الأحيان بمفرده، أو مع اثنين من الطلاسم الأخرى، في رمز جديد للقوة والصحة أيضا.

كذلك صنع القدماء المصريون المرايا من معادن على شكل مفتاح الحياة لأسباب زخرفية، وكانت ترمز إلى وجهة نظر دينية، كما وضعوا نماذج معدنية من مفتاح الحياة على القبور بعد أن تصقل بالذهب أو النحاس وترمز إلى الشمس.

لم تكن الرموز الخاصة بالعبادة والبعث والخلود والمعتقدات فقط للمفتاح الفرعونى، ونال حظا وفيرا من المعانى والدلالات لدى المصريين القدماء، ودخل في مجالات جديدة.

فنجد الفراعنة رمزوا له بالحياة والولادة، وذلك لتمثيله الرحم في رسمه، كما قال البعض إن المقبض الملتوي على شكل بيضاوي بنقطتين متعاكستين في رأسه يمثل المؤنث والمذكر وهما أساس وجود الحياة على الأرض، والآخرون قالوا إنه يمثل الاجتماع الروحى لإيزيس وأوزوريس الذي كان له تأثير على وفرة مياه النيل الذي يعتبر أساس الحياة في مصر.

وفى رأى آخر، يرى الأكاديميون وباحثو الآثار الفرعونية والرموز المصرية القديمة أن للمفتاح الفرعونى القديم دلالات حسب أجزائه الثلاثة كما يلى:

1. الرأس البيضاوي: يمثل منطقة دلتا النيل.

2. الجزء الرأسي: يمثل مسار النهر.

3. الجزء الأفقي: يمثل شرق البلاد وغربها اللذان يحتاجان لحماية المصري عنهما.

عمود جد

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fe/Djed.svg/100px-Djed.svg.png


وهو من الرموز الفرعونية القديمة، عبارة عن عمود تعلوه أربع طبقات من زهرة اللوتس، ويرمز إلى "الدوام" و"البقاء"، وكتب كثيرا إلى جانب اسم فرعون مع "عنخ" رمز الحياة و"صولجان واس" رمز السلطة، ولها معنى واحد وهو "عسى أن يبقى فرعون حاكما حيا على الدوام".


ويعود "عمود جد"، إلى عصر ما قبل الأسرات وكان هناك في منف عيد يسمى "عيد إقامة عمود جد"، كما كان فرعون يقوم بنفسه بإقامة عمود جد بواسطة حبال.

وكان ذلك تيمنا بأن يطول حكم فرعون، وخلال ذلك كان يحتفل المصري بعودة الغله إلى الحياة، وقال بعض الباحثين: "إن عمود جد الذي يعني الدوام يمثل العمود الفقرى لأوزوريس، وكان الجزء العلوي منه يغطى في الغالب باللون الأخضر أو أحمر، وأما الجزء القائم فيه فكان أسود أو أبيض أو أصفر وأحيانا أيضا أخضر".

واختلف معهم الباحث "آلان جاردنر"، ويرى فيه أنه حزمة من سيقان البردي، بمعنى "الترابط يعطي القوة في معناه المراد منه، ووجد على مقابر حلوان كتعويذة تحميها من الشر.


ومع بدء الدولة الحديثة ساد ترميز عمود جد بالعمود الفقري لأوزوريس، ولذلك نجد عمود جد مرسوما في قاع التابوت في مستوى العمود الفقري للمتوفى.

"صولجان واس"

http://www.mein-altaegypten.de/internet/Alt_Aegypten_2/pharaonen/insignien/Bilder/as-bm-was-zepter.jpg https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/be/Statue_of_Ptah1.jpg/200px-Statue_of_Ptah1.jpg


وهى عبارة عن عصا ترى في نقوشات قدماء المصريين يمسكها ملك أو إله علامة على القوة والسيطرة، وهي أيضا علامة الحظ السعيد، ويقدم في العادة صولجان الواس من الإله إلى فرعون، كما توجد نقوش كثيرة تبينه خلف اسم الملك المكتوب.



وكان يحمله ملك أو كاهن، وكتب بالفرعونية بأشكال عديدة ليعطى معانى مختلفة، ففى معنى يرمز إلى "السيادة والحظ"، وآخر يعنى مدينة طيبة "الأقصر حاليا"، وكان يكتب "واست" أي الجنوب.
كذلك ظهر هذا الرمز أول مرة في آثار الحقبة الأولى من تاريخ مصر، وكان يصور" كمسند للسماء" أو "يمسكه إله"، وتختلف تفسيراته من بين كونه "عصا الراعي" أو عصا للأمساك بالأفعى، كما وجد من الصولجان في كثير من المقابر وكان يستخدم في المعابد، وكتمائم.


زهرة اللوتس

http://4.bp.blogspot.com/--mnq25Lp5lM/T8oQdv7l38I/AAAAAAAAAAU/6IWYZDk_vdk/s400/4.jpg


تعتبر زهرة اللوتس من أهم الرموز المصرية القديمة بل وأشهرها على الإطلاق، ومازال المصريون الآن يرددونه كرمز مصرى فرعونى أصيل.


واللوتس رمز لمصر حتى هذا اليوم، ودلت النقوش والرسومات الفرعونية على المعابد المصرية القديمة على إعجاب قدماء المصريين لهذه الزهرة، كما أظهرت تلك الرسومات الجميلة ملوك مصر الفراعنة العظماء وهم يمسكون باللوتس بأيديهم تقديرًا منهم لتلك الزهرة الرائعة.

وتمثل اللوتس عند المصريين القدماء نهر النيل، وتحاكيه في شكله، فأوراقها هي البحيرات المتفرعة من النيل وساقها مجراه، والزهرة هي دلتا النيل، كما مثلت رافداَ للإبداع الفني والمعماري، ففي النقوش المرسومة على مقابر طيبة، وجد رسم لقارب يشق طريقه خلال المياه وتمتد يد صبية لتقطف إحدى أزهار اللوتس غير المتفتحة بعد، ويلاحظ أن قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية القديمة تتخذ شكل أزهار اللوتس أيضًا.



وترمز اللوتس إلى الطهارة والنقاء، ورمز لها المصريون بذلك لاعتقادهم في الزهرة التي ينبت نباتها في الوحل تبرز هي وردة جميلة ناصعة البياض.

إبداع المصريين


يقول الدكتور محمد إبراهيم بكر، رئيس الهيئة المصرية للأثار الأسبق،: "الرموز الفرعونية كانت ممتدة عند المصريين القدماء حتى شمال السودان، وكان لها استخدامات كبيرة في حياتهم العامة وكذلك علاقتهم بالألهة والملوك والحياة والموت والبعث كما الكتابة وتسجيل أفكاره على الورق والجدران".

وأضاف بكر أن المصرى القديم عبارة عن حضارة واسعة وشعب يمتلك تاريخ طويل الأمد وبعبقريته توصل إلى استخدام الرمز بدلا في حياته اختصارا لكثير مما يكتب أو يقال، فمثلا أقاليم مصر القديمة كانت عبارة عن 240 إقليم ولكل إقليم رمزه الخاص به والدال عليه مثل (إقليم المنيا – إقليم طيبة – إقليم منف)، وكان لكل منها معناها المعروف بينهما، وتختصر عليهم ما يقال أو يرسم عنه بمثابة ذكره.


وكان لكل إله رمز محدد يدل عليه أو أكثر، سواء في المعتقدات الدنيوية أو ما يتعلق في الحياة بعد الموت وما يحدث في العالم الآخر ومقابلة الروح للألهة من وجهة نظر معتقدات المصرى القديم، بامتداد الحضارة في مصر أو خارجها عن طريق الحروب عن طريق الحروب أو التجارة، والتي لعبت دور هام في نقلها إلى حضارات الشام (سوريا – فلسطين- لبنان)، والحضارة الإغريقية اليونانية وكذلك الرومانية الإيطالية.

وعن الرموز التي يستخدمها المصرى الآن وهى في الأساس تعود إلى الحياة الفرعونية القديمة، يقول بكر:" بالفعل هناك رموز نستخدمها حاليا دون أن ندرى أنها قديمة، مثل مفتاح الحياة، والذي يشبه الصليب المسيحى حاليا، مع مراعاة اختلاف المعتقد المصرى القديم عن الديانة المسيحية".

وكذلك رمز الإله إيزيس وهى تحمل طفلها في شكل تماثيل صغيرة يستخدم بشكل واسع في البيوت ويحملها الأشخاص، وأخيرا نحن دائما ما نكرم شخصا بعد ذكر اسمه وخاصة في الديانات، وكذلك فعل المصريون القدماء بأن كانوا يذكرون اسم الملك ثم يتبعونه بجملة "فليحيا حياة سعيدة مزدهرة إلى الأبد".



ويرى الدكتور أحمد سعيد، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، أن الرموز في حياة المصرى القديم ليست مجرد رموز وفقط، بل تحمل الكثير من المعانى ويختلف المعنى عن الآخر حسب شكله وحالته، فمثلا عمود جد على المقبرة له معنى مختلف تماما عندما نرى أحدهم يرفعه بحبل، وهكذا.


وتابع سعيد، حياة المصريين القدماء منقسمة إلى شقين أساسيين وهما (الحياة الدنيا – الحياة الأخرة)، فنجد في الحياة الدنيا عددا لا نهائي من الرموز تدل على المعبودات والديانات المختلفة، كذلك الألهة وكان لها عدد من الرموز، فإله الدولة القديمة بتاح له معبودات ترمز إليه، وهو الثور، وفى الدولة الحديثة أيضا الإله أمون ويرمز له بالأوزة، كما وجد الإله "ميت"، وهو إله الحرب ويرمز له بالسيفين والدرع.

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d7/BD_Hunefer.jpg/600px-BD_Hunefer.jpg


أما عن القسم الثانى في الحياة الفرعونية، كان العالم الآخر والموت وما بعد الموت، ويرمز لها بالإله أوزوريس وله عدة رموز خاصة به، كما كان النبات يدل على الخصوبة لأنه يخرج من الآرض السوداء.

وكانت الرموز تختلف حسب حالتها التي تظهر عليها في الرسم، فمثلا إذا وجد شخص يعطى الرمز "عنخ" للملك فإنه يقصده بطول العمر، وإذا أعطاه صولجان فإنه يقصد "السلطة"، أما إذا أعطاه "عنخ" في الآخرة فإنه يقصد به يحيا إلى الأبد في رخاء الجنة.

أيضا هناك رموز للألوان، فالأخضر يدل على الخضرة والنماء، والإسود يدل على جسد الإله والخصوبة، والأزرق يدل على السماء.

وعن استخدامات الرموز القديمة في حياة المصريين الآن، يقول سعيد أن المصريين حاليا يستخدمون من القدماء القول والفعل وعبارات مرتبطة بحياتهم اليومية وهى في الأساس تعود إلى المصرى القديم، مثل أوقات "خسوف القمر"، نجد المصريين حاليا يخرجون بالدفوف والطبول ويغنون للقمر حتى يعود لحالته الطبيعية، وهكذا كان يفعل القدماء.

الزهر العطر
07-10-2015, 07:09 PM
يًعُطٌيًڳّ أِلًفِ أُلًفِ ءـأًفُيٌهَ

وعد المحبة
07-10-2015, 09:47 PM
مشكورة اختي على الطرح الطيب بارك الله فيك واثابك

حياة الروح
07-10-2015, 10:23 PM
تسلمي اختي بارك الله فيكي

nada
07-10-2015, 10:49 PM
ميرسيييييي حبيبتي

مريم
08-10-2015, 08:15 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

رشيدة
10-10-2015, 08:49 PM
مشكوة رنسائم على ما تقدمينه لنا من فوائد ومعلومات فى ميزان حسناتك يارب

هاشم
22-10-2015, 09:18 PM
بارك الله فيك ونفع بك

ترنيم
29-11-2015, 05:01 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

ابو بكر
05-12-2015, 02:41 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

نجوى كريم
10-12-2015, 01:27 PM
شكرا على الموضوع القيم والمعلومات المفيدة جزاكى الله كل خير اختى نسايم

زرقاء اليمامة
15-01-2016, 06:00 PM
كتاب مهم بارك الله فيك اخي الفاضل