المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطب في الجزيرة العربية على عهد الرسول



نسائم الرحمن
15-10-2015, 03:45 PM
الطب في الجزيرة العربية على عهد الرسول

كان الناس قديمًا يصنفون الأمراض على أساس الأعراض وليس على أساس طبيعة المرض نفسه. فهناك مرض "الصداع"، ومرض "القيء" ..

وكل عَرَض يندرج تحته الآن عشرات الأمراض التي تختلف في التشخيص والعلاج.


كان الطب في جزيرة العرب على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثله مثل الطب في كل أركان الأرض في ذلك الزمان؛ كان طبًّا بدائيًّا يعتمد

على الوصفات والممارسات المتوارثة والمتبادلة بين الشعوب، وعلى الخبرات الشخصية المتراكمة لدى عامة الناس وخاصتهم، وكان الطب

-كغيره من العلوم- نوعًا من الفلسفة والحكمة والثقافة العامة والتراث الشعبي أكثر من كونه علمًا تجريبيًّا منضبطًا ومدروسًا.


ولعل هذا الطب لم يكن يختلف كثيرًا عن الطب الذي مارسته الشعوب قبل وبعد الميلاد، وحتى بداية الثورة العلمية، فالصينيون والفراعنة

واليونانيون مارسوا الحجامة وطب الأعشاب والكي قبل وبعد الميلاد، وحتى أثناء النهضة الفكرية والعلمية التي تلت ظهور الإسلام وانتشاره

واختلاط العرب بغيرهم من الأمم لم يختلف الطب كثيرًا في هذه الفترة عما سبقه من طب؛ فطب ابن سينا والرازي والزهراوي وغيرهم كان أغلبه

أعشابًا وحجامة ونظريات افتراضية وفلسفية قائمة في مجملها على غير أساس علمي قوي.


وكان الناس في ذلك الزمان يصنفون الأمراض على أساس الأعراض وليس على أساس طبيعة المرض نفسه. فهناك مرض "الصداع"، ومرض

"القيء"، ومرض "استطلاق البطن" (الإسهال)، ومرض "الحكة"، ومرض "الحمى" وغيرها. وبالطبع فإن كل عرض من هذه الأعراض يندرج

تحته الآن قائمة من عشرات، بل من مئات الأمراض التي تختلف في التشخيص والعلاج.


كما كانوا يصنفون الأمراض بطريقة أخرى على حسب مكانها في جسم الإنسان؛ فالذي لديه علة في بطنه فهو "مبطون"، وإن كانت العلة في

صدره أو قلبه فهو "مفؤود"، ومن كانت علته في جنبه فلديه "ذات الجنب". وهكذا... هذا بالإضافة إلى بعض الأمراض المعدية مثل الجرب

والطاعون والبرص والتي كانت توصف على أساس المشاهدة والخبرة الشخصية للمريض ذاته أو الطبيب. ولم تكن هناك وسائل تشخيصية،

وإنما كان التشخيص يعتمد على شكوى المريض؛ فكان المريض عليه وصف الداء والطبيب عليه وصف الدواء.

كانت أسباب الأمراض البدنية تتوقف عند فكرة وجود الأخلاط والسموم بالجسم، كما أن أسباب الأمراض النفسية كانت تتوقف عند فكرة المس والسحر.


وكانت أسباب الأمراض البدنية تتوقف عند فكرة وجود الأخلاط والسموم بالجسم، كما أن أسباب الأمراض النفسية كانت تتوقف عند فكرة المس

والسحر.

فهذا الطب لم يكن يعرف شيئًا مثلاً عن الكائنات الدقيقة من بكتريا وفطريات وفيروسات وغيرها. ولم يكن يعرف شيئًا عن اختلال وظائف

الأعضاء والتي تسبب أمراضًا شتى مثل الفشل الكلوي والكبدي والقلبي والتنفسي وغيرها. ولم يكن يعرف شيئًا عن الأمراض السرطانية وأمراض

المناعة وأمراض التغذية... إلخ.


وعلى هذا الأساس فإن الوسائل العلاجية لم يكن لها علاقة بالمسببات الحقيقية للأمراض، وإنما كانت ترتكز على فكرة إخراج السموم والأخلاط

من الجسم في حالة الأمراض البدنية. فالحجامة -مثلاً- تخرج السموم والأخلاط من الدم، والسنا والعسل يخرجها من البطن. والحبة السوداء

والعسل يخرجها من الصدر عن طريق البلغم.. وهكذا. لذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم -وتأسيسًا على ما سبق واجتهادًا منه على قدر ما

هو متاح من علم في ذلك الزمان- كان يرشح مثل هذه الوسائل العلاجية لعلاج كل الأمراض مما سيتضح فيما بعد.


أما السحر والمس، فكان علاجهما الرقية والأدوية المقيئة التي تخرج السحر من الجسم، هذا هو "طب الجزيرة العربية" الذي أرادوا أن ينسبوه

إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم يردوه إلى رب العزة والجلالة على أساس أنه طب منزل من عنده أوحى به إلى نبيه صلى الله عليه

وسلم. وكأن ما عدا هذا الطب ليس من عنده وليس من نعمه -سبحانه وتعالى- على عباده، وهو القائل: (عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق:5]،

والقائل: (وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [النحل:8]، والقائل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) [فصلت:53].


وعندما فكرت في أن أضع هذا الطب في ميزان الطب الحديث، كان لا بد أن أجد مصدرًا معتبرًا يتحدث عن هذا الطب، ولم أجد أفضل من باب

"الطب النبوي" الذي وضعه ابن القيم الجوزية -رحمه الله- ضمن كتاب "زاد المعاد". ثم بعد ذلك أصبح هذا الباب كتابًا مستقلاً يحمل نفس الاسم.


ولكون المجال غير متاح الآن لتناول كل تفاصيل الكتاب، أخذت بعض المفردات المهمة الواردة فيه وتناولتها بالعرض والتقييم.

تقى وايمان
15-10-2015, 05:05 PM
مشكورة نسائم على ما تقدمينه لنا من فوائد ومعلومات فى ميزان حسناتك يارب

شادية
15-10-2015, 05:32 PM
شكرا وبارك الله فيك اخت نسائم على مواضيعك الشيقة

ماهيتاب السويدى
16-10-2015, 02:33 AM
شكرا وبارك الله فيك اختى نسائم على مواضيعك المفيدة

شاهيناز
16-10-2015, 03:13 AM
شكرا على الموضوع المفيد والقيم ونرجو المزيد فى مواضيع التدواى بالطب النبوى

حنين
16-10-2015, 03:40 AM
شكرا على الموضوعات العلاجية الطبيعية

المفيدة من الطب والهدى النبوى جزاكم الله كل خير

نور الهدى
16-10-2015, 04:09 AM
شكرا على المواضيع القيمة والمجهودات الكبيرة تسلمى نسايم والمزيد ان شاء الله

هاشم
17-10-2015, 02:36 AM
شكرا وجزاكى الله كل خير استاذة نسائم على مواضيعك المميزة فى العلاجات بالطب النبوى
بارك الله فيكى وجزاكى الله كل خير ونرجو المزيد من مواضيعك المفيدة

ابو على
17-10-2015, 03:38 AM
شكرا على الموضوع المفيد والقيم ونرجو المزيد فى مواضيع التدواى بالطب النبوى

جنة
17-10-2015, 09:51 AM
جزاكم الله كل خير وجعلها فى موازين اعمالكم الصالحة

عهود المالكى
29-11-2015, 05:20 PM
شكرا على الموضوعات العلاجية الطبيعية

المفيدة من الطب والهدى النبوى جزاكم الله كل خير