المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طب النبي.. وطب الأطباء



نسائم الرحمن
15-10-2015, 03:51 PM
طب النبي.. وطب الأطباء


يقول ابن القيم: "إن نسبة طب الأطباء إلى هذا الطب النبوي كنسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبهم. وليس طبه كطب الأطباء؛ فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب. ولا ينكر انتفاع كثير من المرضى بطب النبي، ولكن لا ينتفع به إلا من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فطب النبوة لا يناسب إلا ذوي الأبدان والأرواح الطيبة" انتهى كلام ابن القيم.

وهو -بالطبع- كلام جميل يثلج صدر كل مسلم غيور على دينه، محب لنبيه صلى الله عليه وسلم. ونحن جميعًا نقدر شرف مقصد وحسن نية أبي عبد الله (ابن القيم)؛ ولكننا نعتقد أنه -جزاه الله خيرًا- أضر من حيث أراد أن يفيد. فنحن أولاً لا نقر تسمية طب الجزيرة العربية في العصر الجاهلي وفجر الإسلام بالطب النبوي، ولا نعترف بنسبة هذا الطب إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ونحن لا ندري تحديدًا من الذي منح هذا الطب المتواضع ذاك الشرف الرفيع، ولكننا نعلم -علم اليقين- أن هذه التسمية لم ترد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من أصحابه الكرام؛ لأنهم كانوا يتعاملون مع النبي صلى الله عليه وسلم في النواحي الطبية والحياتية كواحد منهم؛ فكان صلى الله عليه وسلم يطبّبهم ويطبّبونه، ويصف لهم الدواء ويصفونه له. وكان صلى الله عليه وسلم يطلب الطبيب والحجام لنفسه وأهله وأصحابه، فلقد طلب الطبيب لسعد بن أبي وقاص وطلب الحجام لأم المؤمنين "أم سلمة" رضي الله عنها.

وتقول عائشة رضي الله عنها: إن الوفود كانت تأتي المدينة والرسول صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير فتصف له الدواء ، وكانت عائشة تصنعه له. وفي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على مريض يعوده فقال: "أرسلوا إلى الطبيب". فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟! قال صلى الله عليه وسلم: "نعم. إن الله -عز وجل- لم ينزل داءً إلا أنزل له دواء".

وهناك قصة صغيرة ولكنها ذات معانٍ كبيرة وهي القصة التي وردت في الصحيحين: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف؛ فادع الله لي، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن شئت صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله لكِ أن يعافيكِ". فقالت المرأة: أصبر.

فهذه المرأة لم تطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعالجها من مرض "الصرع"، ولم تفترض مقدرته صلى الله عليه وسلم على هذا العلاج؛ ولكنها طلبت منه الدعاء لها، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يدَّع مقدرته على هذا العلاج؛ ولكنه خيَّرها بين الصبر وبين الدعاء.

أما قول ابن القيم رحمه الله: إن هذا الطب أفضل من طب الأطباء. فإن هذا الكلام إذا جاز على أطباء القرن الثامن الهجري وهو القرن الذي عاش فيه ابن القيم فإنه لا يجوز على أطباء القرن الخامس عشر الهجري ، وهذا ليس اتهامًا لأطباء القرن الثامن، ولكنها حركة الحياة وعجلة العلم التي تدور، وقد يأتي يوم -ولا بد هو آتٍ- يسخر فيه الناس من طب وأطباء القرن الخامس عشر الهجري.

أما مقولة ابن القيم بأن هذا الطب صادر عن الوحي. فقد تكفل بمناقشتها البحث المشار إليه بداية. كما أننا نضيف إلى ذلك قولنا: إنه إذا فرضنا جدلاً أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور الدنيا والطب هي وحي يوحى؛ فإن هذه الأمور في تغير وتبدل مستمر، وهذه الأمور المتغيرة لا تجوز على وحي من عند مَن "لا يبدل القول لديه" سبحانه وتعالى عما يصفون.

فعلى سبيل المثال هناك حديث ورد في الصحيحين عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير ما تداويتم به الحجامة". فإذا كانت الحجامة هي خير ما تداوى به الناس على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها بالقطع ليست أفضل ما يتداوى به الناس الآن. فإذا جاز نسبة هذا الكلام إلى الرسول فلا بأس. فالرسول صلى الله عليه وسلم -وكما أسلفنا- بشر يخطئ ويصيب في أمور الدنيا. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم من الممكن أن يكون حديثه لعامة المسلمين في كل زمان ومكان، أو خاصًا للمسلمين في جزيرة العرب على عهده. أما أن ينسب هذا الكلام للوحي المنزل من عند الله تعالى فهذا ما لا يجوز قطعًا.

وأخيرًا فإن مقولة ابن القيم: إن هذا الطب لا يناسب إلا ذوي الأبدان والأرواح الطيبة؛ فإنها تُحتسب على هذا الطب ولا تُحسب له. إذ إنها تحكم عليه بأنه طب خاص لا يناسب غير المسلمين، وليته يناسب كل المسلمين؛ ولكنه يناسب فقط ذوي الأرواح والأبدان الطيبة منهم. أما طب هذا الزمان فإن تأثيره في الجرذان كتأثيره في الإنسان، وسواء كان هذا الإنسان صالحًا أم طالحًا، مسلمًا أم غير مسلم، له روح وبدن طيب أو خبيث. وكان الأولى بهذه الخاصية هو ذلك الطب المنسوب إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، والذي أرسله الله للبشر في كل زمان ومكان، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تقى وايمان
15-10-2015, 05:08 PM
مشكورة نسائم على ما تقدمينه لنا من فوائد ومعلومات فى ميزان حسناتك يارب

شادية
15-10-2015, 05:31 PM
شكرا وبارك الله فيك اخت نسائم على مواضيعك الشيقة

ماهيتاب السويدى
16-10-2015, 02:32 AM
شكرا وبارك الله فيك اختى نسائم على مواضيعك المفيدة

شاهيناز
16-10-2015, 03:12 AM
شكرا على الموضوع المفيد والقيم ونرجو المزيد فى مواضيع التدواى بالطب النبوى

حنين
16-10-2015, 03:29 AM
شكرا على الموضوعات العلاجية الطبيعية

المفيدة من الطب والهدى النبوى جزاكم الله كل خير

نور الهدى
16-10-2015, 03:58 AM
شكرا على المواضيع القيمة والمجهودات الكبيرة تسلمى نسايم والمزيد ان شاء الله

حوراء
16-10-2015, 07:07 AM
شكرا على الموضوعات العلاجية الطبيعية

المفيدة من الطب والهدى النبوى جزاكم الله كل خير

هاشم
17-10-2015, 02:34 AM
شكرا وجزاكى الله كل خير استاذة نسائم على مواضيعك المميزة فى العلاجات بالطب النبوى
بارك الله فيكى وجزاكى الله كل خير ونرجو المزيد من مواضيعك المفيدة

جيهان
17-10-2015, 04:59 AM
مشكورة نسائم على ما تقدمينه لنا من فوائد ومعلومات فى التدواى بالطب النبوى وفى ميزان حسناتك اختى

امل الجوهرى
30-11-2015, 02:55 PM
بارك الله فيك و زادك علما و نورا

جمارة
28-12-2015, 11:52 PM
شكرا وبارك الله فيك اخت نسائم على مواضيعك الشيقة

لجين
01-01-2016, 12:33 PM
شكرا وبارك الله فيك اختى نسائم على مواضيعك المفيدة

الراعى
12-09-2019, 03:32 PM
بارك الله فيك واثابك

هبة نور
17-09-2019, 01:44 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

امغار
20-09-2019, 09:00 PM
جزاك الله خيرا

سيف الدين
21-09-2019, 02:19 PM
مشكور وبارك الله فيك

فتحى المعلم
21-10-2019, 03:08 PM
مشكور وجزاكم الله كل خير

محمد مشعل
13-11-2019, 08:59 PM
شكرًا وجزاكم الله عنا خيرا

ايور
09-12-2019, 08:34 AM
جزاك الله كل خير

شادي شادي
19-04-2020, 03:07 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

هديل اليمام
27-05-2020, 05:56 PM
مشكورة نسائم على ما تقدمينه لنا من فوائد ومعلومات فى ميزان حسناتك يارب

ام اميمة
04-06-2020, 10:47 AM
شكرا على المواضيع القيمة والمجهودات الكبيرة تسلمى نسايم والمزيد ان شاء الله