المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطهارة بماء الغيب سيدي أحمد زروق



الشيخ / خالد الجعفري
29-11-2015, 08:14 PM
3/ الطهارة بماء الغيب...
يواصل سيدي ابن عجيبة رضي الله عنه قائلاً : ( وأما تصوف أهل الباطن فهو الغيبة عن اﻷكوان بشهود المكون ، أو الغيبة عن الخلق بشهود الملك الحق وهو الذي عبر عنه الناظم بماء الغيب ، فكل من لم يدرك تصوف أهل الباطن فهو من أهل التيمم..
فإن كان مشغوﻻً بالعمل الظاهر كالصﻼة والصيام ونحوهما فهو كالمتيمم بالصعيد لظهورها كظهور أثر التراب على الجوارح ، وإن كان مشغوﻻً بالعبادة الخفية كالزهد والورع ونحوهما فهو كالمتيمم بالصخر لعدم ظهورها في الغالب كعدم ظهور أثر الصخر ، ولما أمرك بالغيبة عن السوى خاف عليك إنكار الواسطة وإسقاط الحكمة فتقع في الزندقة ، فقال : وقدم إماماً كنت أنت إمامه..
والمراد باﻹمام هو النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان على قدمه ممن جمع بين الحقيقة والشريعة..
فأمرك باتباع الشريعة المحمدية في حال غيبتك عن السوى فيكون ظاهرك سلوكاً وباطنك جذباً ظاهرك مع الحكمة وباطنك مع القدرة..
وﻻ بد أن تقتدي بإمام كامل سلك الطريقة على يد شيخ كامل يعلمك كيفية العمل بالشريعة ويدلك على الحقيقة وإﻻ بقيت مريضاً على الدوام تستعمل طهارة المرضى على الدوام ، وانظر قول القرافي لما سقط على شيخ التربية قال : تيممت بالصعيد زماناً واﻵن سقطت على الماء..
إذ ﻻ تجد ماء الغيب وﻻ تقدر على استعماله إﻻ بصحبة أهل هذا الماء الذين شربوه وسكروا به ثم صحوا من سكرتهم وسلكوا من جذبتهم فتملكهم زمام أمرك وتنقاد إليهم بكليتك بعد أن أطلعك الله على خصوصيتهم وكشف لك عن أسرارهم فشهدت لهم روحك بالتقديم وسرك بالتعظيم فتقدمهم أمامك بعد إن كنت أنت أمامهم وهم يطلبونك للحضرة ، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الناس إلى الله وهم فارون أمامه فلما عرفوا الحق قدموه أمامهم ، وهذا معنى قوله : كنت أنت إمامه ، وقوله : وصل صﻼة الفجر في أول العصر ، وفي بعض النسخ : وصل صﻼة الظهر في أول العصر ، أي اجمع ظهر الشريعة لعصر الحقيقة وفي أكثر النسخ : وصل صﻼة الفجر في أول العصر ، أي ارجع إلى البقاء بعد كمال الفناء ، أو إلى السلوك بعد الجذب..
إذ الغالب على المريد أن يتقدمه السلوك ثم يأتيه الجذب ، فأوله سلوك وآخره جذب ، كما أن أول النهار صﻼة الفجر وآخره صﻼة العصر ، أي ارجع إلى صﻼة الفجر التي كانت في أول نهارك فصلها في آخر نهارك فارجع إلى السلوك الذي كان في أول أمرك فاجعله في آخر أمرك ، وهو معنى قولهم : منتهى الكمال مبدأ الشرائع..
وقالوا أيضاً : نهاية السالكين بداية المجذوبين ، ونهاية المجذوبين بداية السالكين..
وقالوا أيضاً : عﻼمة النهاية الرجوع إلى البداية..
وقوله : فهذه صﻼة العارفين بربهم ؛ ﻷنهم تطهروا الطهارة اﻷصلية وصلوا الصﻼة الدائمة قال الله تعالى : { الذين هم على صﻼتهم دائمون } ، فالعوام حد صﻼتهم أوقاتهم ، والعارفون في الصﻼة على الدوام..
قيل لبعضهم : هل للقلوب صﻼة ؟ فقال : نعم إذا سجد ﻻ يرفع رأسه أبداً ..
أي إذا سجدت الروح لهيبة الجﻼل والجمال ﻻ ترفع رأسها أبداً )...
المستفاد من قول الإمام ابن عجيبة رضي الله عنه أنه إذا أراد الشخص التطهر بماء الغيب فلابد من الإقتداء بإمام كامل وسلوك الطريقة على يد شيخ نائب عن حضرته صلى الله عليه وسلم جامع بين الحقيقة والشريعة ، والحمدلله أنا قد حبينا به إذ يقول سيدي فخرالدين رضي الله عنه :
يقالُ ﻷهلِ الدينِ هذا إمامُكم
وذلكَ عَبدٌ جاءنا وهْو نائب
رضي الله عنه وأرضاه عنا أجمعين

بو حمد
30-11-2015, 03:56 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير شيخ خالد

هاشم
30-11-2015, 04:56 PM
بارك الله فيك شيخ خالد وشكرا على موضوعاتك الطيبة والقيمة

يمانى عزوز
02-12-2015, 11:12 AM
شكرا على الموضوع الطيب وجزاكم الله كل خير

فاتن الدهان
11-12-2015, 04:16 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

ابو بكر
12-12-2015, 11:38 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير شيخ خالد