المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العين الثالثة : كتاب عن التبت



بلال
21-02-2016, 08:48 AM
العين الثالثة : كتاب عن التبت
المؤلف : لوبسانج رامبا
ترجمة وإعداد : أسامة أبوالوفا

ما هي العين الثالثة التي يمتاز بها رهبان المعابد في التبت ، وكيف يمنحها (اللاما الأكبر) ليشاهد بها الراهب الناس على حقيقتهم ويرى الهالات حول أجسادهم فيقرأ أفكارهم الخاصة?
حين نشر (لوبسانج رامبا) أحد أكبر الشخصيات الدينية في التبت ، سيرته الذاتية هذه ـ وقد كتبها بالإنجليزية قبل سنوات عدة ، والطبعة التي أرجع إليها هي السادسة والعشرون وقد وزع الكتاب عدة ملايين من النسخ ـ تعرض لحملة هجوم قاسية من الصحافة الأوربية ، خاصة حول بعض ما قاله في كتابه عن الظواهر غير الطبيعية ، المنتشرة في التبت ، مثل الارتفاع عن الأرض والسباحة في الهواء ، وحاسة الاستبصار Clairvoyance والتخاطر عن بعد Telepathy ، والسفر النجمي Astral Travelling ، وما إلى ذلك من ظواهر غريبة . لكن ما قدمه المؤلف من معلومات وافية عن حياة أهل التبت وعاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم الدينية وأمور حياتهم العادية ، تعد أعجب وأغرب من هذه الظواهر الخارقة .

شاهد من ذلك العالم
عالم يوجد على أرضنا ، معزول وسط قمم من الجبال العالية ، يتصف بالغموض والسحر والتصوف والاستغراق في التأمل ، لا نعرف عنه إلا القليل ، ومعظم من كتبوا عنه لم يعرفوه جيدا ، كتابات سطحية متعجلة ، وربما كان ذلك أحد أهم الدوافع لكتابة هذا الكتاب . فهنا شاهد من داخل هذا العالم ، عاش منذ صغره في معبد من أكثر المعابد صرامة في التبت ، والمعبد مدينة متكاملة ، فيه العمال والزراع والحرفيون والطباخون وغيرهم ، عمل في كل الأعمال بالإضافة إلى دراسته حتى وصل إلى أعلى المراتب الدينية .
دخله كصبي في السابعة ليدرس الطب واللاهوت على أيدي أساتذة كبار تعلم منهم فنون الطب المختلفة ، ومعالجة الأمراض بالأعشاب البرية ، بالإضافة إلى التعاليم الدينية ، وعدد من الفنون الغامضة التي يجدها إنسان العصر الحديث غير ممكنة الحدوث إن لم تكن مستحيلة .
كان الصبي من عائلة ثرية ، والموقف الرسمي للدولة والذي يعتنقه الأب أيضا ، أن ابن العائلة الغنية لابد أن تزيد شدة تدريبه ولا يسمح بتدليله ، تعبيرا عن وجهة النظر القائلة ، إن الولد الفقير ليس لديه حياة مريحة فيجب أن ينال العطف والرعاية ، بينما الولد الغني لديه كل الراحة والغنى ، لذا فلنكن قساة معه أثناء طفولته وشبابه حتى يجرب الحياة الصعبة ويبدي العطف على الآخرين .
وتكون حياة الصبي قاسية في طفولته ، وحين يبلغ السابعة من العمر ، يقام احتفال كبير ، يعلن العرافون في نهايته ماذا سيكون عليه الولد في المستقبل . إنها علامة من النجوم ، وفي التبت كل شيء تقرره النجوم ، وعلى الجميع الالتزام بالنبوءة . والتنجيم علم قديم في التبت ، ويدرس في المعابد باهتمام شديد ، وتجهز ، عادة ، خريطة للسماء في وقت الحمل بالمولود ، ثم في وقت ولادته ، ويجب معرفة ساعة الميلاد بدقة ، ويترجم ذلك الوقت بتوقيت النجوم الذي يختلف تماما عن التوقيت الأرضي .
بعد الحفل ، وتناول اللحوم ، وهي دوما لحوم حيوانات وقعت ودقت أعناقها فوق الصخور ، أو قتلت بالمصادفة ، فأهل التبت لا يذبحون أو يقتلون الحيوان ، وإن كان هناك جزارون فهم طبقة معزولة لا تتعامل معها العائلات التقليدية أو المتدينة .
والطعام الرئيسي في التبت هو (التسامبا) وهي كالعصيدة تصنع من الشعير المطحون والمطبوخ بالزبد ، بالإضافة إلى الشاي بالزبد أيضا . والبعض يعيش على هذا الطعام طوال حياته من أول وجبة إلى آخر وجبة .
ويعلن العرافون أن على الصبي الذي يبلغ السابعة من العمر أن يدخل المعبد ليصبح راهبا جراحا . ويصاب بحالة من القلق والذعر ، فهو يعرف القليل عن التدريب الروحي الصارم والمحنة الجسدية التي تنتظره .
ويشتري له مدربه الاحتياجات الضرورية فقط وكأنه راهب فقير : صندلا بنعل من جلد الثور ، وكوبا خشبيا للشاي ، ووعاء للعصيدة وسكينا ، ومسبحة ذات 108 حبات حسب التعاليم الدينية .

الرحلة إلى تشاكبوري
ويقابله والده لآخر مرة قبل المغادرة ، وينذره بأنه إذا لم يقبل في المعبد فعليه ألا يعود إلى البيت .
يغادر الصبي البيت في الصباح دون وداع من أحد ، ويسير على قدميه إلى معبد (تشاكبوري) الذي يبعد ثلاثة أميال ، وهو المعبد الوحيد في التبت الذي يدرس الطب بالإضافة إلى العلوم الدينية . وعلى باب المعبد يقابل اثنين في مثل سنه يريدان أن يلتحقا بالمعبد ، ويدقوا الباب الخشبي الكبير ، ويقول المؤلف (فتح الباب بقوة وظهر في فتحته رجل طويل نحيل قال بما يشبه الزئير : ماذا تريدون أيها التعساء الأشقياء?) قلنا في نفس واحد (نريد أن نصبح رهبانا) . قال لأحدنا وهو ابن راعي غنم (ادخل.. إذا اجتزت اختباراتك فستمكث) وقال للثاني (أنت يا ولد .. ماذا قلت? ابن جزار! جزار لحوم فارق قوانين البوذية وتأتي إلى هنا . اغرب عن وجهي فورا وإلا جلدتك على قارعة الطريق) أدار الرجل نظرته النارية نحوي ، كدت أتجمد من الخوف ، لوح بعصاه بشدة ، وقال: (وأنت .. أمير صغير يريد أن يصبح رجل دين . يجب أن نختبرك أولا ، فهذا المكان ليس للحياة الناعمة . ارجع أربعين خطوة ، واجلس على الأرض متربعا في وضع الابتهال دون أن يرمش لك جفن من الصباح حتى غروب الشمس لمدة ثلاثة أيام .. وإذا صمدت نخبرك بعد ذلك بما ستفعله واستدار فجأة واختفى) .
ويثبت الصبي قوة احتماله ، ويدخل معبد (تشاكبوري) الذي يعني الجبل الحديدي . وهو بالفعل حديدي في نظامه ، ففي معظم المعابد يمكن للرهبان أن يعملوا أو يكسلوا إلا في هذا المعبد ، لذا ربما واحد من كل ألف هو الذي يتقدم إليه ، وهم الذين يصبحون (لامات) ، وكلمة (لاما) تعني الشخص الأعلى أو الأرقى . فالصرامة تعد المرء ليكون اختصاصيا وقائدا دينيا ، وحسب قول رئيس الرهبان في المعبد : (التدريب والنظام والقراءة والكتابة هي بوابات الصفات المميزة) .
ويتعرض الصبي لمعاملة قاسية على أيدي بعض الرهبان في المعبد ، وهنا ينبري المؤلف ليوضح الأمر ، فيقول : (قد يظن المرء ـ من هذه الحادثة ـ أن الرهبان شخصيات مرعبة وليس كما كان يتوقع ، لكن ماذا تعني كلمة راهب monk . نحن نطلقها على كل شخص ذكر يعيش في خدمة المعبد وليس بالضرورة أن يكون رجل دين . ويمكن لأي شخص في التيبت أن يكون راهبا تقريبا . هناك في المعابد رهبان للخدمات المنزلية ، وهناك بناؤون وعمال وكناسون ، كان سيطلق عليهم في أماكن أخرى من العالم ، خدم أو ما شابه ، معظمهم عاش حياة قاسية ، لذا فهم قساة علينا نحن الأولاد .
هناك رهبان شرطة عملهم الوحيد حفظ النظام وليسوا معنيين بالمراسم الدينية ، ويقتصر حضورهم على التأكد من أن كل شيء يسير حسب النظام .
بالنسبة لنا كلمة راهب مرادفة لكلمة رجل .
أما أعضاء السلك الديني فلهم أسماء أخرى وملابس مختلفة . تبدأ من التشيلا chela أو التلميذ المريد ، ثم الترابا Trappa ثم اللاما وهو السيد الحاكم ، ومنهم يختار الأبوت Abbot أو رئيس دير الرهبان أما (المتناسخون الأحياء) وهم من تناسخت فيهم أرواح رجال الدين العظام السابقين ، ومنهم مؤلف الكتاب ، فيمكنهم أن يصبحوا رؤساء أديرة وهم في سن الرابعة عشرة .
أما عن نظام الحكم في التبت ، فعلى رأس الحكومة والسلطة الدينية يأتي الدالاي لاما . بعده مجلسان : المجلس الديني ويتكون من رهبان أربعة يأتون في المقام الثاني بعد الدالاي لاما ، وهم مسئولون بالدرجة الأولى عن المعابد والأديرة وكل المسائل الدينية . ثم مجلس الوزراء ويأتي بعد المجلس الأول ويتكون من أربعة أعضاء ثلاثة منهم علمانيون وراهب واحد ، وهم مسئولون عن الدولة ككل .
وهناك موظفان يمكن أن نطلق عليهما رئيسي الوزارة ، يقومان بتنسيق العلاقات بين المجلسين ، ويرفعان وجهة نظرهما إلى الدالاي لاما . ومركزهما مهم جدا خاصة أثناء الاجتماعات النادرة للجمعية الوطنية التي تتكون من ممثلين لمعظم العائلات المهمة والمعابد في البلاد .
والتعاليم الدينية في التبت تتلخص ، كما في كل الديانات تقريبا في :
امتنع عن الخطيئة ، لا تؤذ أحدا ، أطع والديك واحترمهما وكذلك الشخص الفاضل والأكبر سنا ، اخدم بلدك بإخلاص ، أنجز المراسم الدينية ، اهتم بذوي القربى والأصدقاء ، اصنع المعروف ، كن عادلا وتخلص من الغيرة والحسد ، وتحمل الألم والحزن بالصبر والحلم . فإذا اتبع المرء ذلك فلن يكون هناك نشاز في الحياة ولا خصام .

اللامية.. وليس البوذية
أما عن الدين في التبت ، فهو أحد أشكال الديانة البوذية وإن اختلف عنها في كثير من التفاصيل ، وكما يقول المؤلف (لا توجد كلمة محددة يمكن أن نطلقها على ديننا ، فنحن نسميه الدين ونسمي أتباعه المطلعين المنتمين ، وأصحاب المعتقدات الأخرى اللا منتمين . وأقرب كلمة يعرف به الغربيون ديانتنا هي (اللامية) . وهو دين يختلف عن البوذية بأنه دين أمل وإيمان بالمستقبل ، فالبوذية في رأينا تبدو سلبية تدعو إلى اليأس ، ومعظم من كتبوا عنا بنوا آراءهم على الشائعات أو كتابات الآخرين ، أو درسوا معتقداتنا لفترة قصيرة دون أن يتعمقوها .
(لا يوجد موت في عقيدتنا ، فكما يخلع الرجل ملابسه في آخر النهار ، فإن الروح تخلع من الجسد حين يموت الإنسان ، وحتى حين يروح في النوم .
الموت ميلاد جديد ، في مجال ثان من الوجود . إن روح الإنسان خالدة وما الجسد إلا عباءة لها . إن (عجلة الحياة) تعني الميلاد والحياة في هذا العالم ، ثم الموت والعودة إلى الحالة الروحية ، وفي الوقت المناسب يولد المرء ثانية في ظروف وشروط مختلفة . قد يعاني الإنسان كثيرا في حياته ولا يعني ذلك أنه شرير ، بل قد تكون تلك أسرع وأفضل طريقة لتعلم أشياء معينة . إن التجربة العملية هي خير معلم للمرء) .
يبدأ اليوم في المعبد عند منتصف الليل ، حيث تنفخ الأبواق ويقوم الجميع للصلاة لمدة ساعة ، ثم يعودون للنوم ، وفي الساعة الرابعة صباحا تسمع أصوات الأبواق ثانية ، وصلاة أخرى لمدة ساعة ، بعدها يتناولون طعام الفطور ويبدأ اليوم الدراسي ، تتخلله صلاة ثالثة في التاسعة صباحا ، وتبدأ فترة عمل بعد الدراسة وصلاة أخرى في الواحدة ظهرا . ويخلدون جميعا إلى النوم في التاسعة والنصف مساء .

امتحانات.. من نوع خاص
عند تأدية الامتحانات ، وهي كل أربع سنوات ، يحجز كل تلميذ في غرفة صغيرة يغلق بابها عليه ولا يغادرها حتى تنتهي أيام الامتحانات ، ستة أيام مدة الامتحان الأول ، وعشرة أيام مدة الامتحان الأخير .
يقدم الطعام والشراب وأسئلة الامتحان لكل تلميذ من طاقة صغيرة تؤخذ منها الإجابات أيضا . والغرف بلا سقف عادة ويستمر الامتحان الواحد من الصباح حتى المساء . وكان مؤلفنا الأول في كل هذه الاختبارات .
بعد اكتشاف قدرات الصبي الخاصة ، يقول له اللاما الأكبر (تحتاج إلى عملية صغيرة في رأسك لتقوي حاسة الاستبصار لديك وتساعدك على التعمق في دراسة الغيبيات ، وتصبح لك عين ثالثة تمكنك من أن ترى الناس على حقيقتهم ، وتري الهالات حول أجسامهم ، فتتعرف على صحتهم وأفكارهم الخاصة . كل أجساد البشر تحيطها هالات يمكن للمرء أن يتعلم رؤيتها تحت شروط خاصة وهي مجرد انعكاس لقوة الحياة التي تشتعل داخل الإنسان . نحن نؤمن أن هذه القوة كهربية مثل البرق . ويستطيع العلماء في الغرب الآن تسجيل وقياس هذه القوة والمجالات الكهربية لها) .
وتجرى العملية للصبي ، وبعد خمسة عشر يوما من الانعزال في غرفة مغلقة ، يشفى الجرح ويقولون له (أنت الآن واحد منا يالوبسانج ، سترى الناس بقية حياتك على حقيقتهم ـ لا كما يتظاهرون) .
ويقول المؤلف (كانت تجربة غريبة أن أرى هؤلاء الرجال بوضوح ، يحيطهم لهب ذهبي ، ومع الوقت أصبحت استطيع تحديد صحة شخص ما بالنظر إلى لون وكثافة الهالة التي تحيط به ، كما أستطيع أن أعرف إذا كان المرء يقول الصدق أو الكذب عن طريق تموج ألوان هالته . ولم يكن الجسد الإنساني هو مجال الاستبصار عندي فقط ، فقد أعطيت كرة بللورية مازلت احتفظ بها ، وباستخدامها تعلمت الكثير ، ولا يوجد سحر في الأمر فهي تعمل كمجرد بؤرة للعين الثالثة التي تمكن المرء من اختراق لا وعي أي شخص ، ومعرفة الحقائق التي يحتفظ بها في دخيلته) .
ويقول له مرشده ومعلمه (في فترة لاحقة ، سنريك كيف تقفل العين الثالثة ، لأنه لا يمكنك مشاهدة سقطات الناس طوال الوقت ، فهو عمل لا يستطيعه أحد) .
وحين يبدأ في تعلم تشريح الجسم البشري ، يأخذونه إلى المقبرة ، ففي كل بلد مقبرة تختار بعناية ، منطقة محاطة بالصخور العالية ، تتجمع عليها النسور من الوهلة الأولى التي ترى فيها حاملي الجثة . تقطع الجثث إلى شرائح وتطعم إلى النسور ، ثم يكسر العظم ويصحن ويطعم أيضا للطيور ، أما الأطفال فتلقى جثثهم إلى الطيور دون تقطيع وهكذا يتخلصون من الموتى ، ويعلق المؤلف (ما الفرق بين أن يأكله الدود أو تأكله الطيور!) .
ويقول أيضا : (إن محطمي العظام في المقابر من أشهر الجراحين ، وهم يصرون دائما على معرفة سبب الوفاة وتسجيله ، ولقد تعلمت التشريح هناك أفضل من أية كلية طب في العالم) .
إنها قصة حياة رجل دين من التبت وصل إلى أعلى المراتب الدينية ، رحلة حياة مشوقة ومؤثرة عبر فنون الاستغراق في التأمل ، والصوفية الغامضة للسفر النجمي ، والحملقة في بللورة زجاجية أو من الصخر ، والتأمل في الهالات ، والظواهر الغامضة .. وللناس في حياتهم مذاهب ومعتقدات أغرب من الخيال أحيانا .

تعقيب




نقلا عن مجلة العربي – العدد 517

.. رئيس التحرير

طالعت في العدد (509) أبريل 2001 من مجلة العربي مقالاً عن كتاب العين الثالثة بقلم لوبسانج رامبا، عرض: أحمد عمر شاهين، ونظراً لإلمامي المتواضع بهذا الموضوع، واحتراماً لمجلتنا الأثيرة (العربي) ولقرائها الأعزاء أحببت أن أدلو بدلوي وأتطرق لبعض ما ورد في المقال الذي يبدأ بالعبارة (حين نشر لوبسانج رامبا أحد أكبر الشخصيات الدينية في التبت... ) وينتهي بـ (إنها قصة حياة رجل دين من التبت وصل إلى أعلى المراتب الدينية...).

بداية أقول إنني طالعت كتاب (العين الثالثة) هذا في العام 1970 عندما كنت مقيماً آنذاك في كندا، وتبادلت الرسائل مع مؤلفه (الدكتور) لوبسانج رامبا، وقد أهداني صورة له وهو يحمل (بللورته العجيبة). وأذكر أنني فوجئت آنذاك لدى مشاهدة الصورة لأن صاحبها لم يكن له تقاطيع أو قسمات أهل التبت، بل بدا أقرب إلى الغربيين من حيث ملامح الوجه. عند ذلك تذكرت أنه ذكر في أحد كتبه أنه قام بنقل روحه من جسمه الأصلي (التبتي) إلى جسم شخص آخر. ولكي يفعل ذلك حتم عليه السقوط من شجرة عالية، فوقع على رقبته وتم له ما أراد! وأما بالنسبة لعملية فتح العين الثالثة فقد تمت على يد مرشده الروحي (منجيار دندوب) على ما أذكر، الذي شق جبين لوبسانج ووضع في داخلها قطعة من الزجاج (أو من معدن آخر) مما أدى إلى انفتاح العين الثالثة بحيث أصبح صاحبنا من ذوي الجلاء البصري.
<

br /> ولم أقتنع بقصة أو قصص رامبا الكثيرة، فراودتني الشكوك حول شخصه وصرت أرتاب بمصداقيته، وقد توصلت إلى المعلومات التالية التي يقتضيني الواجب أن أذكرها هنا إنصافاً لمجلة العربي ولقرّائها الكرام:

في منتصف الخمسينيات, قامت مؤسسة سكرأند وربورغ وهي إحدى دور النشر المعروفة في بريطانيا بإرسال مخطوطة كتاب (العين الثالثة The Third Eye) إلى البروفيسور آجيهانندا بهاراتي الخبير في الدراسات الشرقية قصد التقييم وإبداء الرأي، ولدى قراءته بضع صفحات من المخطوطة تولد لديه اقتناع جازم بأن المؤلف لوبسانج رامبا لم يكن من أهل التبت وبأنه لم يسبق له أن زار التبت أو الهند من قبل, وأنه لا يعرف شيئاً عن البوذية على الإطلاق، فكل صفحة من صفحات المخطوطة تؤكد وتفضح جهل المؤلف المطبق بالبوذية وممارساتها الفعلية. وبعد الانتهاء من قراءة المخطوطة، أعادها إلى الناشرين ونصحهم بعدم نشر الكتاب لأنه تزوير للحقائق. وارتأى الناشرون الحصول على آراء أخرى من المختصين بشئون التبت وممن لهم معرفة وثيقة بهذه المسائل, فعرضوا المخطوطة على هيو ريتشاردسون الذي كان قد عاش في لاسا عاصمة التبت، وماركو باليس العالم والرحّالة الإنجليزي المشهور، وهينريخ هاربر الذي عاش أيضاً في التبت لسبع سنين، فكانت آراؤهم متفقة وأكدوا للناشرين بأن الكتاب ملفق ومؤلفه شخص مخادع.

ولكن الاهتمام الأول للناشرين كان الربح المادي وليس مصداقية المؤلف، فنشروا الكتاب بالرغم من التقارير السلبية عنه، متوقعين مبيعات وأرباحاً كثيرة وقد تحققت توقعاتهم.

عند ذلك تطوع المستر ريتشاردسون والمحققون الحانقون في البحث عن مؤلف الكتاب وكشف هويته الفعلية، وقد أفلحوا في ذلك إذ تبين أن لاما التبت المدعو لوبسانج رامبا لم يكن بالفعل سوى المستر هوسكنس وهو إيرلندي الأصل كان يعمل في تركيب أنابيب المياه والأدوات الصحية قبل أن يمتهن الكتابة، وأنه أمضى أوقاتا طويلة في مكتبات لندن يطالع كتب الخيال العلمي. وهذا الاكتشاف نشر في الصحف البريطانية آنذاك وتم تنبيه أصحاب المكتبات حتى لا يتورطوا في الترويج للتزوير والخداع، مما حدا بدار نشر المطبوعات الشرقية الشهيرة إي جي بريل في مدينة ليدن بهولندا بإضافة ملحوظة إلى إعلانها عن الكتاب مفادها أن (الكتاب ليس دراسة أصلية عن البوذية أو التبت، ولكنه ممتع من حيث الاختبارات التي يعرضها).

محمود عباس مسعود
ميتشيغن – الولايات المتحدة

الملاحظة التالية لم ترد في المقال عند نشره في مجلة العربي:

كاتب المقال يؤمن بوجود العين الثالثة وبوجود طرق محددة لفتح تلك العين الروحية ولكن ليس على الطريقة المذكورة في كتاب (العين الثالثة) حسبما تقدم أعلاه.


ولد وبسانغ رامبا أو سيريل هنري هوسكن في شهر ابريل 1910 - 25 كانون الثاني / يناير 1981) ، وكان الكاتب البريطاني الأصل قد زعم أن روح اللاما المتوفى قد استولت على جسده.
وقصة هذا الاستيلاء الروحي مروية في كتاب سيريل هنري هوسكن الثالث ( قصة رامبا) كان قد سقط من شجرة التنوب أثناء محاولته التقاط صورة لبومة,مما أفقده الوعي تماما ، وعندما استعاد حواسه شهد راهبا بوذيا يمشي باتجاهه, ثم حدثه هذا الراهب عن استيلاء روح (رامبا) على جسمه ، فوافق سيريل هنري واكتفى بالتعليق بأنه مستاء جدا من الحياة الراهنة.
وبعد هذه الحادثة الغريبة والتي تعتبر نقطة تحول جذرية بحياة سيريل هنري, انتقل بأثرها إلى كتابة أكثر من اثنتي عشر كتاب, وكانت مواضيعها خليطا من الكتابات الدينية والغيبية الغامضة .
ومن ضمن هذه الكتابات كتاب (العيش مع اللاما)" Living With The Lama", والذي أدعى فيه إنه أملي إليه بشكل تخاطري .
لست بصدد تفنيد هذه المزاعم, لكني لاحظت ظهورها وتكرارها بشكل مشابه وملفت للنظر مع شخصيات كثيرة (في مختلف الثقافات) زعمت استيلاء الأرواح على أجسداها وإن أختلف سيناريوهات هذا الاستيلاء أو التقمص, وفي نظري هي بالفعل ظاهرة تستحق الدراسة والتقصي وتسليط مزيد من الأضواء عليها.

hanen
22-02-2016, 02:02 PM
شكرا على الافادة والمعلومات القيمة

دعد الرايدى
24-02-2016, 07:21 AM
شكرا على الموضوع القيم والمعلومات المفيدة

خالد الغمرى
27-02-2016, 12:27 PM
جزاكم الله كل خير على الموضوع والافادة

ادهم
11-03-2016, 12:47 AM
شكرا على الطرح الشيق

شكرى
14-03-2016, 04:54 AM
بارك الله فيك على الموضوع والمعلومات المفيدة

داليا
16-03-2016, 11:50 AM
جزاكم الله كل خير على الموضوع والافادة

شذى الورود
19-03-2016, 01:25 AM
شكرا وبارك الله فيكم على الموضوع والمعلومات المفيدة

زخارى
21-03-2016, 01:53 PM
شكرا على المواضيع القيمة والمفيدة

زين العسيرى
22-03-2016, 08:59 PM
شكرا وجزاك الله كل خير على المواضيع القيمة

خلود العنزى
27-03-2016, 10:05 PM
شكرا على الطرح والافادة ويسلموووو

صفوان حجازى
09-04-2016, 04:14 AM
شكرا على المواضيع القيمة والمعلومات والافادة

ثابت السنوسى
09-04-2016, 04:52 AM
شكرا على المواضيع القيمة بارك الله فيكم