جويرية
03-07-2016, 10:07 PM
جسدنا ونفسنا العظيمة : كيف نعي مكوناتها ؟؟؟
كيف نتخاطب معها ونصغي لكل ما تريدنا فهمه وإدراكه ؟؟؟
http://www.edracat.com/new/upload/541404110611.jpg
ترجمة وإعداد الأستاذه : غادة الصياح
النفس والجسد
جسمك يتكلم وعليك أن تنصت لتستمع إليه ...!!!
الجهاز الهضمي
كيف تؤثر مشاكلك العاطفية والنفسية في صحتك ؟
كيف تكون مشاعرك وأفكارك مرتبطة بأعضاء معينة من جسمك ؟
كيف تشفي الجسد عن طريق النفْس ؟
كيف تشفي النفس عن طريق الجسد ؟
يبدأ جهاز الهضم من الفم بحاسة الذوق وإفراز اللعاب والمضغ والبلع ، ويمتد إلى المعدة فإلى الأمعاء نزولاً إلى المستقيم حتى يبلغ الشرج فالإفراغ النهائي .
كل هذه العملية حيوية بالنسبة إلى راحتنا ورفاهيتنا ، إذ أن جسمنا يعيش بفضل كل ما نضعه في فمنا. فمن دون التوازن الغذائي الصحيح يمكننا أن نعرّض شراييننا للإنسداد ، ونُجهد قلبنا ، ونُضعف جهازنا المناعي ، ونُثيرُ أعصابنا أو نتخذ موقفاً خاملاً لامبالياً .
إلا أن الأكل لا يتعلق فقط بالحصول على الغذاء المناسب ، إنما أيضاً بإشباع الحاجات العاطفية والنفسية ، وليست عملية الهضم مجرد بلع وامتصاص للطعام ، لكنها تتعلّق كذلك ببلع الواقع ، فأنتم تمتصّون من خلال الغذاء كل ما يحدث لمشاعركم وأحاسيسكم وتجاربكم ، وتطرحون ما لا تريدون .
قد ترتبط مشاكل الهضم ببلع انفعالات ومشاعر تكرهونها ، مثل غضب أحدهم منكم ، أو ربما تنجم عن تعفن المشاعر السلبية في داخلكم .
في الواقع ، إن جهاز الهضم مؤشر ممتاز على توازنكم العاطفي . إذا كنتم سعداء في حياتكم ، سيكون جهازكم الهضمي ليس بحاجة لعناية تُذكر ، لكن إذا كنتم تعيشون ضغطاَ نفسياً أو تواجهون المشاكل والمعاناة ، فكثيراً ما تظهر لديكم أعراض عسر الهضم والإمساك .
الطعام :
الأكل هو أكثر نشاطاتنا إثارةً للجدل ، وأكثرها شحناً بالانفعالات والمشاعر . نحتاج جميعنا إلى الطعام ، لكن نوعية ما نأكله وكميته يختلفان باختلاف الأشخاص .قلةٌ من الناس فقط يأكلون عندما يشعرون بالجوع ، أو يكتفون بما يحتاجون إليه من غذاء . نأكل بشراهه ، نتبع الحميات الغذائية ، نطلق العنان لأنفسنا ، نصوم ، نأكل الوجبات السريعة أو الطعام الصحي ، أو الفاكهه فقط أو طعاماً غنياً بالبروتين ، اوطعاماً قليل الدسم ، أو طعاماً نيئاً ، نتبع حمية نباتية أو نظام المايكروبايوتيك ...
نستخدم الطعام كبديل عن الحب ، كطريقة للفوز بالحب ، لتحقيق رغبة ، كوسيلة للعقاب عبر الحرمان ، أو كمكافأة عبر المأكولات اللذيذة " التي تكون عادة من السكاكر والحلويات " . من اللحظة الأولى من حياتنا تكون احتياجاتنا الأساسية في أننا نريد طعاماً وأماناً والكثير من الحب وبضعة وجوه محبة ننظر إليها . ومع تقدمنا بالعمر لا تتغيّر هذه الاحتياجات كثيراً لكنها تصبح أكبر . نعم نريد المزيد من الطعام وأدراجاً مليئة بالثياب وبيتاً كاملاً وبعض الأحباب لنمرح معهم .
عندما نولد ، يترافق الطعام بثدي أمنا المألوف والمريح والمهدىء ، وفي هذه المرحلة لايفرق الرضيع كثيراً بين الطعام وأمه والحب ، فكل هذه الأمور تأتيه عادةً في الوقت نفسه وتمنحه الشعور المريح نفسه . ولانبدأ بتمييز هذه الأمور عن بعضها إلا مع تقدم العمر ، عندئذًٍ لا يأتي الطعام دائماً من الأم ، ولا يصدر العطف بالضرورة عنها ، ويعطي الطعام مكان الحب وهلمَّ جرّا . مهما تكن الظروف ، يبقى الطعام مسألة نزاعية ونقطة نقاش : تطهوه أمكم وتؤنبكم وتُشعركم بالذنب إن لم يعجبكم ، ترسلون إلى النوم دون طعام إن أسأتم التصرف ، أو يغيب الوالدان فيتم استرضاؤكم بطعام تحبونه . والأسوأ من هذا كله هو عندما تحتاجون إلى من يضمكم أو يحبكم ، لكنكم تحصلون على الحلوى بدلاً عن ذلك ، ما يعزز الاعتقاد بأن الطعام والحب ليسا مترابطين فقط ، ولكن يمكن استبدال الواحد بالآخر .
في مرحلة لاحقة من الحياة ، تستخدمون الطعام بنفس الطريقة تقريباً ، فتُهدُونَ مثلاً علبة شوكولا تعبيراً عن عاطفتكم ، أو تلتهمون ما تقع يدكم عليه بعد خلاف أو مشكلة مع الشريك أو الحبيب . الطعام الحلو المذاق هو بديلٌ عالمي عن الحب . لكن الحب يغذي النفس ويعطيكم شعوراً مريحاً ، في حين أن الأطعمة الحلوة تفسد أسنانكم وتزيد وزنكم وتضعف مناعتكم .
إن الحب والغذاء العاطفي الذي نحاول إيجاده من خلال الطعام ، هو الحب الذي يستحقه كل إنسان ، فمن الضروري بالتالي أن تتعلموا كيف تمنحون هذا الحب لنفسكم . من دون حب الذات ستبحثون إلى الأبد عن الحب في مكان ما خارج ذاتكم ، وعندما تصابون بخيبة الأمل ، أو تتعرضون للنبذ والرفض ، سيصبح الطعام هو البديل البديهي عند البعض . عندما تكنّون الحب والاحترام لذواتكم ، لا تحتاجون إلى استخدام الطعام لتسكين ألمكم الداخلي أو لتحقيق الاكتفاء العاطفي .
حاول أن تقيم حواراً بين الجسد والنفس : من خلال الطعام
تدل عاداتكم الغذائية وعلاقاتكم مع الطعام على علاقتكم مع أنفسكم ، وعلى مدى تلبية احتياجاتكم العاطفية .
- أين وكيف تحصلون على الغذاء العاطفي ؟ عن طريق الطعام أم عن طريق الحب ؟
- عندما تشعرون أنكم لا تَلقَون الاهتمام والرعاية ، أو تُنبَذون عاطفياً ؛ هل تلجأون للطعام للحصول على التعزية ؟
- هل تأكلون فقط عندما تشعرون بالجوع ؟
- هل يتوقف ما تأكلونه على شعوركم ؟
- هل تأكلون الطعام نفسه عندما تكونون سعداء وعندما تكونوا مكتئبين ؟
- هل تشعرون برغبة ملحة في تناول أنواع معينة من الطعام في الأوقات المثقلة بالانفعالات والمشاعر ، أو عندما تكونون قريبين من شخص معيّن ؟
- هل يجعلكم الطعام تشعرون بالشبع العاطفي ؟
- هل تستخدمون الطعام المسموح لكم والممنوع عليكم تناوله كوسيلة للفت الانتباه إليكم ؟
- هل تحرمون أنفسكم من الطعام ( والغذاء ) بالطريقة نفسها التي تحرمون أنفسكم بها من الغذاء العاطفي ؟
لكي تُدركوا علاقتكم مع الطعام ، من المفيد أن تسجّلوا يوميات تبينون فيها : كيف تشعرون ، وماذا ومتى تأكلون . وسيساعدكم ذلك على فهم أنماطكم السلوكية .
http://s97.mindvalley.us/unlimitedabundance/media/images/special-25ab-12.jpg
الحساسية الغذائية :
الازدياد الكبير للمواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الطعام ومعالجته هي من أكثر الأسباب في ظهور أمراض الحساسية الغذائية ؛ وإن الكثير من الأجسام غير قادرة ببساطة على تقبُّل هذه الكيميائيات ؛ وكلما زادت معالجتنا للطعام الذي كان موجوداً عندما تطور جسم الانسان في الأصل . وبعض الأطعمة مثل القهوة والفستق ( الفول السوداني) والمحار والقمح ، يمكنها التسبب بردود فعل بالغة ؛ كما أن العديد من البالغين يعانون من الحساسية على الحليب ومشتقاته ، أو لايستطيعون هضمها .
من ناحية ثانية هناك أيضاً قضايا نفسية مهمة ، وأحياناً غير واعية قد يكون لها دور في الحساسية الغذائية ، لاسيّما القضايا المتعلقة بالسيطرة والقوة والنفوذ . قد يكون للحساسية الغذائية أسباب جسدية ، لكنها قد تخفي وراءها أيضاً العديد من الأسباب العاطفية .
أقِم حواراً بين الجسد والنفس في حال الحساسية الغذائية :
- هل يجعلكم عدم قدرتكم على تناول أطعمة معينة تشعرون بالتميز لأنكم لا تستطيعون أن تأكلوا في أماكن معينة ، أم تاكلوا الطعام الذي يأكله الآخرون ؟
- هل يجعلكم هذا تحظون بمزيد من الانتباه والاهتمام ؟
- هل يُكسِبكم هذا سيطرة معينة ؟
- عند رفضكم أطعمة معينة هل ترفضون في الواقع أوجهاً معينة في نفسكم ؟
- هل من الأسهل إلقاء اللوم على الطعام بدلاً من النظر إلى سلوككم الشخصي ؟
- يمكن أن تؤدي الحساسية من الطعام إلى إيقافكم عن اللعب ، عن المشاركة في الحياة ، وعن التصرف بتلقائية ،
ماذا يمكن أن يحدث إن تركتم الأمور تجري على سجيتها ، وانضممتم إلى الآخرين ؟
- ما مقدار حب الذات الموجود لديكم عند إصابتكم بالحساسية الغذائية ؟
- هل تحتاجون إلى ترك الحساسية تسيطر على حياتكم ؟
الاضطرابات الغذائــية :
يترابط الطعام والغذاء العاطفي ترابطاً وثيقاً في أعماق لاوعينا ، لذلك فإن الاضطرابات الغذائية ترتبط دائماً بمسائل الحب ؛ حب الذات ، القبول بالذات ، كره الذات ، نكران الذات ، النبذ ، الخسارة ..إلخ
كما أنكم قد تحاولون ملء فراغ داخلي بالطعام ، يمكنكم أيضاً أن تنبذوا أو تنكوا احتياجاتكم وترفضوا بالتالي الطعام . ويرتبط الطعام أيضاً ارتباطاً وثيقاً بمسائل القوة والسلطة . ويرتبط الهضم بالشاكرا الثالثة وبوعي امتلاك قوة شخصية أو الافتقار إليها . كثيراً مايقول الأشخاص الذين يعانون من البدانة أنهم يشعرون بفقدان السيطرة على أنفسهم عند وجود الطعام ، في حين أن الأشخاص المصابون بفقدان الشهية المرَضي ، يسيطرون على أنفسهم بشكل مفرط لدرجة أنهم يقضون على غريزة البقاء الموجودة لديهم .
البـــــــــدانـة :
السمنة عند الأطفال مصدر كبير للقلق ، إذ كلما ازداد عدد الخلايا الدهنية في الطفولة ، ازداد احتمال بدانة هذا الطفل عند البلوغ . وازداد أيضاً الخطر على صحته بشكل عام ؛ حيث تؤدي البدانة إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والسكتة . ليس الطعام السبب الوحيد للبدانه ، إذ أن بطء عملية الأيض يمكن أن يؤدي إلى زيادة غير ضرورية في الوزن ، ولكن في معظم الحالات تكون علاقتنا بالطعام والحب هي المشكلة الأصلية التي تؤدي للسمنة .
للأكل تأثيرُ مهدىء ورائع ، فهو يخدر مشاعركم ويجعلكم تشبعون عاطفياً وشعورياً ؛ وكلما ازدادت كمية طعامكم تخدّر إحساسكم ؛ كما لو أن الطعام أصبح سداً في وجه أمواج الانفعالات والمشاعر التي تجتاحكم . وبالتالي فإن الافراط في تناول الطعام يحدث دائماً في أوقات الضغط النفسي أو انهيار العلاقات أو الحزن أو وفاة شخص عزيز أو الخوف أو الشعور بالذنب أو العار . وتذكروا أن معظم هذه المشاعر هي لاواعية .
قد لا تكونوا مُدركين لما تشعرون به أو لسبب تهافتكم على الأكل بهذا الشكل ، لكن لعل هناك فراغاً كبيراً داخلكم ترغبون في ملئه ، والطعام هو الشيء الوحيد الذي يأتي بنتيجة . وقد تكون العاطفة التي تحتاجونها معروضة عليكم ، لكن الألم الداخلي يكون شديداً وعميقاً بحيث يمنعكم من قبولها ، فتجدون أن ملء الفراغ بتناول الطعام أكثر أماناً ولا يعرضكم لاحتما ل الرفض الذي يمكن أن تواجهونه في علاقة عاطفية . ثم أن الإفراط في الأكل يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن وهذه الزيادة هي بمثابة جدار يحمي الشخص من أسباب الأذى أو النبذ أوالرفض ، لكنه يكبت أيضاً مشاعره الشخصية . قد يكون هذا الجدار طبقة حماية ، لكن هنالك في الداخل شخص يتوق إلى أن يُحِبّ ويُحَبْ .
كثيراً ما يختبىء الحزن أو الشعور بالعار أوالخجل وراء الشهية الهوسية ، تُكسب العديد من النساء وزناً زائداً حول الورك والفخذين على إثر تعرضهن لاعتداء جنسي ، وبتغطية منطقة الأعضاء الجنسية تُحتجز المشاعر تحت طبقات من الخوف وعدم الثقة بالغير .
من السهل على معظمنا أن نكبت مشاعرنا ونظهر مع ذلك المظهر المنسجم مع ذاته ، الواثق من نفسه ، المسيطر على الأمور .
يمكنكم مساعدة أنفسكم بفهم علاقتكم بالطعام ، وكيف تحددت هذه العلاقة في طفولتكم .
الحوار بين الجسد والنفس في حال البدانه :
- هل كنتم تتلقون المأكولات اللذيذة ( سكاكر وغيرها ) بدلاً من الشعور بالاهتمام ؟
- هل كنتم تشعرون بالذنب أو بالعجز أمام الطعام ؟
بدلاً من التركيز على مساوىء البدانه ، ابدأوا بالنظر إلى منافعها ، حاولوا تدوين الأوجُه التي ترضيكم في كونكم ثقيلي الوزن . تحققوا مما كان يحدث عاطفياً عندما بدا وزنكم يزداد ، وحاولوا التواصل مع المشاعر المحبوسة داخلكم .
- ما الذي يخبئه الوزن الزائد ؟
- ما الذي يسمح لكم وزنكم الزائد بفعله أو بعدم فعله ؟
- هل يجعلكم تشعرون بالأمان ؟
- تخيلوا كيف سيكون شعوركم إن اصبحتم أخف وزناً وماهي مشاعركم حيال ذلك ؟ هل تجعلكم الفكرة تشعرون بالتهديد أو عدم الأمان ؟؟
- هل تشعرون بأنه ليس لديكم مكان تختبئون فيه ؟؟
فقدان الشهية المرضي :
فقدان الشهية المرضي هو حاله قريبة من تجويع النفس ، حيث يستهلك المريض كمية ضئيلة جداً من الطعام لدرجة أن الجسم يبدأ بالاضمحلال .
وترتبط هذه الحالة ارتباطاً وثيقاً بمسألة تلقّي الغذاء والحب ؛ لكننا لانعترف بحاجتنا لذلك الحب . هذه الحالة تصيب المراهقين والشباب وخاصة الفتيات . سن البلوغ هو إحدى الفترات الأكثر إيلاماً في حياتنا خاصة عند الفتيات اللاتي تبدأ أجسامهن بالنزف وتبرز صدورهن ويتراكم لديهن مقدار أكبر من الدهون في هذا العمر ، لم تعد الفتاة طفلة لكنها لم تصبح بعد شخصاً بالغاً ؛ تريد البقاء نحيلة وغير ناضجة وتُمارَس عليها الضغوط لتبدو كعارضة أزياء أو العكس بالعكس ، إضافة لترافق فقدان الثقة بالنفس والتوق لتقيل الآخرين ، أوالخجل الشديد فيما يتعلق بالمظهروالجسم وانعدام تقدير الذات ، ولهذا ليس من المستغرب أن تتشوّه الصورة التي ترى الفتاة بها نفسها .
في حال فقدان الشهية المرَضي ينكر المريض ذاته ويتوق بشكل غير واعٍ للاختفاء ، كما لو أن تضاؤل جسمه يؤدي إلى تضاؤل احتياجاته وحضوره أيضاً ، ولاسيما حاجته إلى الحب . يوقف هذا النكران الجسد عن عملية النمو الجسدي والجنسي ، فيبقى الجسم كجسم طفل ، غير ناضجٍ وغير نامٍ . ربما يكبر المراهق بسرعة أكثر من اللازم ، أو أن الضغوطات الاجتماعية الممارسة عليه لكي يبدو بهيئةٍ معينة أو يكون على نحوٍ معين هو أشد وأقوى من اللازم .
الحوار بين الجسد والنفس ؛ فقدان الشهية المرَضي :
كثيراً ما ينجم فقدان الشهية عن الشعور بعدم السيطرة على ما يحدث ، ربما بسبب سيطرة الأهل أو المعلمين واستبدادهم ، أو ظروف الحياة المتغيرة .
رفض الأكل هو طريقة لفرض السيطرة ، كما أنه طريقة لرفض المشاعر . ف
حيث لايوجد تعبير عن العاطفة والانفعال ، تكون السيطرة كاملة ، ويدل رفض تغذية الجسم على إنكار شديد للحاجة إلى الغذاء العاطفي .
- هل تشعرون أنكم لستم على المستوى المطلوب وأنكم لا تستحقون أن تحصلوا على الغذاء أو الحب ؟؟
- هل تعتقدون أنه عليكم مساعدة الآخرين ونكران ذاتكم ؟؟
- هل من الخطأ الاعتراف باحتياجاتكم الشخصية ؟
الشراهه المرَضيه :
الشراهه المرضية اضطراب غذائي معقّد يقوم على الأكل بشراهه ومن ثم التقيّؤ بحيث لا تحدث زيادة بالوزن ، مع مرور فترات من رفض الأكل ، يليها اللجوء إلى الأكل سراً . نجد في هذه الحالة صراعاً بين الرغبة الشديدة في الظهور بمظهر الكمال والمثالية ، مع جسم مثالي نحيل ( ومن هنا تجويع النفس ) وبين توق شديد وحب للحياة (ومن هنا الرغبة بالطعام) فينشأ عن هذا عدم رضا عن الذات ، إن لم يكن كرهاً للذات وشعور بالذنب .
إن الأكل بهذه الشراهه ، لاسيما في الليل بعيداً عن الأنظار أو الاستمتاع بوجبة ثم تقيؤها بعد ذلك ، يشير إلى مقدار الانفعال والشعور الذي يكبته الأكل . إنها محاولة يائسة لإبقاء السيطرة على مشاعركم .
الحوار بين الجسد والنفس في الشراهه المرضية :
نظراً إلى أن التقيؤ يدل على الخوف من قبول الغذاء ، أو نبذ عميق لاحتياجاتكم الشخصية ، فلا بد لكم من التفكير فيما تنكرونه بالضبط وفي المشاعر التي تنبذونها بهذا العنف .
- ما هي المشاعر التي تتقيأونها قبل أن تؤثر فيكم ؟؟
- أي جزء من نفسكم ترفضونه بهذا العنف ؟
- هل تحاولون أن تكونوا ما لستم عليه ؟؟
عملية الهضم :
الفـــم :
للفم وظيفتان رئيسيتان : الإدخال والإخراج ، الفم هو المكان الذي يلتقي فيه العالمان الداخلي والخارجي . هو منطقة استقبال وتفحُّص لوقائع الحياة قبل السماح لها بالمرور ، وهو أيضاً قاعة مغادرة للإنفعالات والأفكاروالمشاعر .
بواسطته تتقبّلون وتبتسمون وتزمجرون وتبصقون وتمضغون وتعضّون ، وبواسطته أيضاً تتكلمون وتغنّون وتهمسون وتصرخون .
تُدخِلون واقعكم ثم تلفظونه من جديد عندما يفقد طعمه .
وبالتالي فإن مشاكل الفم تدل من الناحية النفسية ، على الواقع الذي تعيشونه أو على الانفعال الذي تعبِّرون عنه .
الفم هو المكان الذي يبدأ فيه جهاز الهضم . ينبّه العض والمضغ والتذوّق إفراز العصارات الهضمية ، لكن الطعام ليس الشيء الوحيد الذي عليكم هضمه . قد تشير مشاكل الفم إلى وجود صراع متعلِّق بتقبُّلِكم لواقعكم ؛ للأحداث أو العلاقات في حياتكم التي قد لا يكون مذاقها طيباً .
الحوار بين الجسد والنفس عند مشاكل الفم :
يُطلق المضغ عملية الهضم ، بواسطة المضغ تفتتون الطعام والمعلومات إلى أجزاء يمكن استخدامها . والطريقة التي تفعلون بها هذا ، هي دلالة على موقفكم تجاه الحياة ؛ قضم قطع كبيرة أو صغيرة ، بسرعة أم أخذ وقت طويل لمضغ كل لقمة .
- هل تستمتعون بقضم الطعام قضماً ؟
- هل تكون لقمتكم أحياناً أكبر مما تستطيعون مضغه ؟
- أوَتُفضّلون السير بحذر ، لكنكم لاتقبَلون دائماً التحدي ، أوَتَسعَون لبلوغ آفاق جديدة متقدمة ؟
- إذا كنتم تبلعون الطعام من دون مضغه جيداً أو تفتيته ، فهل تميلون أيضاً للدخول أو التورط في أمور من دون الانتباه إلى التفاصيل ؟
- هل تحاولون "بلع" واقعكم من دون تذوُّقَه ؟
- أَم َتبلعونَ واقعاً لايعجبكم ؟
- هل تأخذون وقتاً طويلاً لتمحيص الأمور "مضغها جيداً" وربما تنهمكون في التفاصيل بحيث لا ترون الصورة الإجمالية ؟
- هل الأكل ببطء شديد طريقة للإبقاء على سيطرتكم على الأمور ، ربما بترك الآخرين ينتظرونكم ؟
- وأثناء ذلك ، هل يفوتكم اختبار الحياة والدخول في تجربتها ، أو التصرُّف بتلقائية ؟
الفم هو أيضاً مركز اتصالات أساسي ، تعبّرون يه عن مشاعركم عبرَ استخدام الصوت والشفتين .
- هل تُقَبِّلون الشخص الذي تريدون تقبيلهُ ؟
- أوَ تٌريدونَ في الحقيقة أن تَهمسوا أوتصرُخوا ؟
يُمكِنْ للمشاعر أن تُحبَس في الفم ، مثلما تُحبَس في الحلق .
- إذا كان من غير المناسب أو غير اللائق التعبير عنها ، مثلما يحدث عندما تضطرون إلى ضبط لسانكم أو العضّ عليه .
- هل تُحتجز مشاعركم في فمكم ؟
هل تصعد إلى الفم ولا تستطيعون إخراجها ؟
- الفم هو المكان الذي تُعبّرون به بصراحة عن آرائكم ومشاعركم . هل هذا ما يحدث معكم ؟
- هل أنتم قادرون بصدق على التعبير ، أو أنكم تُخفون مشاعركم الحقيقية ؟
تشير تقرحات الفم إلى أن هناك ما يزعجكم ويتآكلكم ، ويجعلكم تشعرون بالغضب ، أو أنكم تتعرّضون للهجوم .
- هل تتأثرون بمشاعر سلبية أو غاضبة غير مُعبَّر عنها ؟
- هل تتآكلكم هذه المشاعر وتجعل فمكم متقرِّحاً مؤلماً ؟
- ما الذي يؤلمكم حقاً ؟
- من أو ما الذي يملك هذا التأثير السلبي عليكم ؟
- هل يتآكلكم القلق أو الخوف ؟
تقرُّحات الشفّة :
أو ما يسمّى بالهربس ، وهو عدوى فيروسية تتسبب بظهور بثور حول الفم ، يمكن إيجادها أيضاً في الأعضاء التناسلية ، قد تُفقأ البثور مُخلّفةً وراءها تقرحات ؛ من الصعب منع هذه البثور كلياً ، لكن ظهورها مرتبط دائماً بفترات الضغط النفسي . ونظراً إلى تأثير الهربس تأثيراً مباشراً في العلاقات الحميمية ، فقد يكون من المفيد أن تتحققوا من شعوركم حيال هذه الحميمية
.
اللســان :
يتعرّف اللسان على أربعة أطعمة فقط : المالح والحلو والمر والحامض . مع ذلك يمكننا من هذه الأطعمة الأربعة جمع ذكريات عن عدد لا يحصى من النكهات التي تبقى معنا طوال العمر .
تنتج النكهه عن مرور الهواء من الفم إلى الأنف ، فإذا كان الأنف مسدوداً لأي سبب من الأسباب ، نفقد عادةً حاسة التذوّق .
الحوار بين الجسد والنفس ، اللسان :
- هل لموضوع ما طعم كريه ؟
- هل يجعلكم هذا تتراجعون ؟
- هل يترك طعماً مُرّاً في فمكم ؟
يستخدم اللسان أيضاً في التعبير والنطق السليمين والواضحين .
- إذا كنتم تعضّون على لسانكم ، فهل تَحجمون عن قول شيء ما ؟
- هل تعضون على مشاعركم لإبقائها بالداخل ؟
- هل تبوحون بأكثر من اللازم ؟
- هل لسانكم لاذع أو جارح ؟
http://www.edracat.com/new/upload/682532100911.jpg
الأســـنان :
تظهر الأسنان بالتزامن مع ابتداء الطفل بالدَبِّ على أربع ، ويدل ظهورها على مرحلة الفطام ، والابتداء بتناول الأطعمة الجامدة . وبالتالي يمكن ربط مشاكل الأسنان بمسائل التبعية ، وتأكيد الاستقلالية ، لاسيما عن الأم ؛ ويمكن أن ينطبق هذا على الراشدين والأطفال على حدٍّ سواء .
قد تكون الأسنان المتسوسة دلالة على استبدال الحب بالمأكولات الحلوة المذاق ما يؤثر سلباً على صحتكم .
الأسنان أشبَه ببوابات تحمي مدخل كيانكم ، هنا تمسكون بإحكام وتسيطرون على الأمور ؛ أو تطبقون أسنانكم بشكلٍ محكم بحيث لايدخل أو يخرج شيء من بينها . ويرتبط هذا باحترام حدودكم ، حيث تميزون الأمور وتحددون ماسوف تُدخِلونه الجسم أو ترفضونه . قد تشعرون أن شيئاً ما قد نال منكم وهو يضعف دفاعاتكم ، ويترككم بلا حماية مع فقدان استقلالكم . في نقطة الاستقبال الأولى هذه نجد نفوراً وممانعة ، فساداً وتقرّحاً ألماً في التلقّي ( في الأخذ ) ... تطبقون أسنانكم بإحكام فتبدون جدّيين ، لذا فقد تشير مشاكل الأسنان أيضاَ إلى الحاجة للإنخراط والمشاركة أكثر ، أو إلى الحاجة لترك الأمور في حالها وللاسترخاء
الحوار بين الجسد والنفس ، الأسنان :
تشير الأسنان أيضاً إلى ما إذا كان الواقع الذي تمضغونه وتهضمونه مغذياً لكم أم مضرّاً بكم .
- هل تحتاجون إلى التمييز أكثر بين ماهو مفيد وما هو مؤذٍ لكم ؟
تسمح الأسنان أيضاً بتوضيح التواصل ، يمكنكم التكلم من دون أسنان لكن الكلمات ستكون عندئذٍ غير مفهومه .
- هل أنتم واضحون في كلامكم ؟
- هل تقولون ماتعنونه حقاً ؟
يدل الخرّاج في السن على وجود شيء ما يؤثر فيكم سلباً ويتسبب الآن بعدوى ، ربما حزن أو شعور بالذنب مرتبط بقضية الأم ، الطعام ، الحب .
- هل تشعرون أنكم منبوذون مرفوضون ، أو لا تتلقون الغذاء الكافي ؟
الخرّاج
: هوتحرير الطاقة السلبية ، وتُظهِر الأسنان المتسوسة والخرّاجات أن هناك مشاعر غير مُعبَّر عنها ، مثل العدوانية والإحباط والخوف تُحدِث تقيُّحاً أو التهاباً في الداخل
.
http://www.edracat.com/new/upload/882545100911.JPG
صرير الأسنان :
تعبير عن الإحباط أوالقلق يشير إلى تراكم الضغط النفسي أو التوتر الإنفعالي ، أو العدوانية المكبوتة واحتجازها في الفك . عند الأطفال ربما يدل هذا على وجود مشاعر مكبوته مناهضة لأحد الوالدين أو لكليهما معاً ، أو عدم أمان أو خوف في البيت أو في المدرسة ؛ صرير الأسنان هو رد فعل غير واعي للضغط النفسي . لذلك فإن الاسترخاء العميق أو العلاج النفسي قد يسمحان برفع ذلك اللاوعي إلى مستوى الوعي ، حيث يمكن معالجة المشكلة بسهولة أكبر.
اللّثّـــــــة :
تثبّت اللثة الأسنان في مكانها ، فتُؤَمّن لكم القوة والأمان اللَذَين يسمحان لكم بتوكيد تشبثكم ومتانتكم أو مضغ الأمور والتفكير بها مليّاً .
يشير تراجع اللثّـــة بالأسنان إلى ضعف العزيمة والتصميم ، وتراجع الثقة بالنفس ، والتخلي عن القوة والسلطة أو فقدانها ، وكثيراً ما يحدث ذلك مع التقدم بالسن أو عند التقاعد .
الحوار بين الجسد والنفس ، في تراجع اللثة :
يمكن أن يشير تراجع اللثة إلى عدم وجود قوة للتمسك بالواقع ، كما لو أن الثقة بالنفس تضعف في داخلكم . وإذا كانت اللثة متورمة وتنزف فهذا يعني وجود صراع أو اضطراب عاطفي .
- هل تشعرون بالأمان والقدرة على التمييز بين ما تريدونه وما لا تريدونه ؟
- هل أنتم قادرون على الإلتزام والتشبُّث بمعتقداتكم أم أنكم تَذعنون عادةً للآخرين ؟؟
- اللثة هي جزء من الفك ، وهي على وجه الخصوص تعبير عن الغضب أو العدوانية ، هل تشعرون بالعجز في وجه المحن ؟
- هل تحديد حدودكم الشخصية يتطلّب منكم جهداً فائقاً ؟؟
الفَـــــــك :
عندما تُطبقون فككم بإحكام ، تحاولون ألاّ تفقدوا صبركم ، أو تُعبِّروا عن شيء غبر ملائم أو لائق ، كالغضب مثلاً ، لكن ذلك يغلق أيضاً فمكم بحيث لا يدخله شيء .
حوارك بين الجسد والنفس ؛ الفك :
يستطيع الفك حبس مشاعركم وإبعاد الجميع عنكم .
- ما الذي يحدث لو أرخيتم فككّم ؟
- هل ستتدفق الانفعالات والمشاعر غير المقبولة ؟
- أو أنكم ستدَعون شيئاً ما يدخل وهو شيء تحاولون إبقاءه خارجاً .
يشير الفك الثابت غير المتحرك إلى أنكم تحبسون مشاعركم أو دموعكم أو تكبتون غيظكم وغضبكم .
- هل تحاولون الحؤول دون حدوث شيء ما ؟
- هل تشعرون أن عليكم إبقاء فمكم مطبقاً لأنكم تقولون دائماً ما ليس في محله أو تبوحون بما هو أكثر من اللازم ؟
- هل أنتم مستاؤون ومضطربون لكنكم لا تستطيعون التعبير عن مشاعركم ؟
http://s97.mindvalley.us/unlimitedabundance/media/images/special-25ab-14.jpg
الحــــلْق :
الحلق جسر يعمل باتجاهين ، يصل بين الرأس والجسم ، بين العقل والقلب ..
وللحلق دوران رئيسيّان : تقبُّل الهواء والطعام والشراب والواقع ، والتعبير عن أفكاركم ومشاعركم والبوح بها إلى الخارج . لكن سننظر إلى الحلق بعلاقته بالهضم . فالبلع شكل من أشكال الالتزام ، فعندما تبلعون شيئاً ما ، فإنكم ستهضمونه من دون شك . أما عندما يكون الطعام في الفم فإنه يخضع لسيطرتكم الواعية – يمكنكم أن تُقرروا بصقَهُ إذا أردتم – لكنكم عندما تبلعونه تتنازلون عن سيطرتكم ، لذلك نجد هنا مشاكل تتعلّق بقوة الإرادة والحزم ، الاختناق أو الغَص بالطعام ، أو الشعور بأنكم تُلَقَّمونَ قَسْراً ، هاتان أيضاً مشكلتان تتعلقان بالإرادة الشخصية .
بالطريقة نفسها التي تبلعون بها الطعام ، تبلعون أيضاً واقعكم ، الأفكار والآراء والمشاعر والأحداث والتجارب . وقد يشمل هذا أيضاً "بلع" مشاعركم أو شكوككم أو مخاوفكم أو غضبكم .
البلع يعني السماح بحدوث التغيير ، يمكنكم مقاومة التغيير بإغلاق الحلق ، أو يمكنكم منح ثقتكم والانفتاح للتغيير ، أن نبلع شيئاً هو أن نقبل به ونصدِّقَه – عندما تبلعون واقعكم تقبلون بدخوله إلى كيانكم . وإذا كان هذا الواقع غير مقبول فقد تضطرون إلى الدفع بقوة عند البلع ، أو ربما تصابون بتورُّم أو بالتهاب في الحلق .
الحوار بين الجسد والنفس ؛ الحلق :
إذا كنتم تعانون من مشاكل في الحلق ، اطرحوا على أنفسكم هذه الأسئلة :
- هل تبلعون كرامتكم ؟؟
- هل تبلعون مشاعر جارحة كالشعور بالفشل أو الذنب أو العار أو الخيبة ؟
- ما الذي لا تريدون بلعــه ؟؟
- ما الذي يسبب لكم الألم والتقرح والالتهاب ؟؟
ربما لا تريدون بلع واقعكم أو تريدون كبت مشاعركم ؛ ويتسبب هذا الكبت بقدر كبير من التوتر والضغط النفسي ، ويمكنه التأثير سلباً على بقية جهاز الهضم ، ما يتسبب بعسر الهضم أو إسهال أو إمساك .
المـعـــــــــــــدة :
تتواصل عملية الهضم في المعدة ، حيث تساعدها العُصارات التي يفرزها الكبد والبنكرياس والمرارة .
الهضم هو القدرة على امتصاص ما تحتاجون إليه ، وإفراغ أو طرح ما لا تحتاجونه على الصعيدين الجسدي والنفسي ؛ والهضم السليم يعني القدرة على التلقّي والسماح لذواتكم بأن تتغذى بما تحتاجه . أما من دون هذا ، يُمكن أن تسود باستمرار حاجة مُلِحّه للغذاء أو التوق لتلبية الاحتياجات المكتومة أو نكران ونبذ قويان لهذه الاحتياجات . وهنا تكون ردة فعلكم على ما أكلتموه ، إمّا مؤيدة فتواصلون عملية الهضم أو رافضة فترفضون الطعام أو تتقيّأونهُ .
ينجم عسر الهضم عن القلق والضغط النفسي بقدر ما ينجم عن الأطعمة غير المناسبة . المعدة هي المكان الذي تُخفون فيه القلق ، وهذا ما يسبب اضطراب الأنزيمات الهضمية . ويُستخدم الطعام دائماً لتهدئة ذلك القلق ، مما يؤدي للمزيد من المشاكل الهضمية ، أو لزيادة كمية الأكل لتهدئة القلق .
الشــــــــهيّة :
قد تكون الشهية الزائدة علامة صحيّة تدل على زيادة استهلاك الطاقة ؛ لكنها قد تكون أيضاً بديلاً عن العاطفة ، فتُشير إلى عدم أمان داخلي أو خوف أو شعور بالذنب أو رغبة غير معبَّر عنها . يكون الأكل هنا محاولة لملء فراغ داخلي عميق . قد يزيد الطفل من أكله ليحصل على تشجيع ومحبة والديه لأن الحب الذي يحتاج إليه في الحقيقة ليس في متناولِه . وتشير الشهية النهمة إلى شخصية تلتهم المعلومات أو التجارب أو العلاقات ، لكنها قد تغفل عن الحكمة التي تُكسِبُها هذه الأمور ، وذلك بسبب استهلاكها بسرعة أكبر من اللازم .
أما فقدان الشــهيـة
فقد يعني فقط أن طاقتكم مطلوبة في مكان آخر من الجسم ، مثلما يحدث عندما تصابون بالمرض ، من ناحية ثانية ممكن أن يشير فقدان الشهية إلى انسحاب وانعزال في الداخل ، نرى مثل هذه الحالة عند أشخاص يعيشون انهياراً في علاقاتهم فيمضون أياماً عدة من دون طعام . عند الأطفال قد ينحم فقدان الشهية عن التعرّض لمضايقة زميل في المدرسة مثلاً ، او فقدان الثقة بالنفس أو عن جرح عاطفي ؛ كما يمكن لتراكم الضغط النفسي أن يؤثر سلباً في الشهية .
عســـر الهضــم والحـرقـة :
قد ينتج عسر الهضم والحرقة عن طعام غير صحّي ، أو طعام يصعب على الجسم هضمه ، بالمقابل يحدث أيضاً عندما يكون الواقع الذي تهضمونه مرّاً أو حامضاً أكثر مما ينبغي ، أو أكثر من قدرتكم على الاحتمال ، أو إذا كان القلق يملأ معدتكم ويغمر جدرانها بالعصارات الحمضية .
الحوار بين الجسد والنفس في حال عسر الهضم والحرقة :
- حاولوا اكتشاف ما الذي يزعجكم عاطفياً .
- ماهي المشاكل التي تبلعونها ؟
- ماهي المشاعر المرّة أو المُقلِقة إلى هذا الحد التي لا تعبّرون عنها ؟
- هل يشتعل قلبكم غيظاً بسبب شيء أو شخص ما ؟؟
الغـثــيــــــــان :
يشير الغثيان إلى أن هناك ما يحرّك مشاعركم بعنف وبطريقة خاطئة ، ما يجعلكم ترغبون في تقيؤها . الغثيان هو تعبير جسدي عن النبذ والرفض ، او حتى النفور والاشمئزاز – ثمّةَ شيء لا تريدون استيعابه أو التعامل معه .
الحوار يكون في حال الغثيان :
- هل هناك ما يجعلكم تشعرون بالاشمئزاز ؟
- هل تنبذون وترفضون ناحية معينة من أنفسكم ؟
- ما الذي يجب تغييره في تلك الناحية لكي تقبلوها ؟؟
قــــرحـــة المـعـــدة :
كثيراً ما تنجم قرحات المعدة عن فيروس محدد ، لكنها تحدث دائماً عندما تكونون تحت ضغطٍ نفسي شديد ، ويكون الواقع الذي تتعاملون معه أصبح مزعجاً لدرجة أنه يبدأ بالقضاء على آلية الصراع والمواجهه عندكم . إنكم تبلعون ربما قدراً كبيراً من الحموضة والمرارة التي يتسبب بها الآخرون لكم . أو أن مشاعركم تتآكلكم .
تتفاقم القرحات نتيجة عمل العصارات الهضمية ، لكنها تظهر عادةً عندما تكونون تحت ضغط شديد ، قد يبدو وكأن القلق نفسه ينهش فيكم . ويخلق كل هذا الوضع البيئة المثالية للفيروس .
تولِّد القرحة شعوراً بأننا مكشوفون ومعرّضون للأذى ، كما لو أنه لا مكان لنا نختبىء فيه . وقد يكون أيضاً هناك عدوانية مكبوتة ، رغبة في الأخذ بالثار ، أو بقذف أحدهم بكلمات جارحة . وهنالك كذلك رغبة في الرعاية والعناية والاهتمام والتهدئة ، والعودة إلى الأمان الذي تولده رعاية الآخرين لنا - ونرى هذا في تناول طعام الأطفال كشكل من أشكال العلاج .
الأمـعــــــاء :
لا يقتصر عمل الأمعاء فقط على هضم وامتصاص العناصر الغذائية وتحضير المواد غير المرغوب بها للخروج من الجسم .
فالأمعاء هي أيضاَ المكان الذي تمتصون وتستوعبون فيه تفاصيل واقعكم . ففي الأمعاء تعالجون أموركم ، وتهضمون ما أدخلتم إلى كيانكم وكذلك استجاباتكم المختلفة . تتصل المشاكل المعوية إما بالضغط والتوتر من حياتكم اليومية أو بطبقات أعمق من الخوف أو الشعور بالذنب أو الحزن التي تمنعكم من التحرر من المشاعر المكبوتة ، وترك الأمور تاخذ مجراها ،ويولِّد حبس المشاعر هذا توتراً وعدم ثقة بالآخرين ، أو خوفاً من العفوية .
البـطــن
هو مركز الشعور والحدس أو حيث يمكنكم أن تُصابوا بجرح عاطفي . يُمكن للمشاعر أن تُحتَجز بالأمعاء فلا تجد لها تعبيراً ولا تحرر .
إذا عرفتم كيف تتعاملون معه فإن البطن يصبح مركز قوة وقدرة كبيرين ، ولكن إذا لم تتمكنوا من التواصل مع قوتكم الداخلية ، فإنه يصبح مكان حاجة وفراغ .
يحدث القسم الأكبر من الهضم والامتصاص في المعي الدقيق ويساعد الكبد والبنكرياس والمرارة في هذه العملية . هنا تُفتْتْ المعلومات الواردة إلى أجزاء صغيرة ، وتُتَخذ القرارات بشأن ما يجب فعله بكل جزء . إنها عملية تحليل وتفصيل وتمييز . وتُشيرُ المشاكل في هذه المنطقة إلى موقف مفرط في التحليل أو موقف وسواسي ، او على عدم القدرة على التمييز بين ما نحتاج إليه حقاً وما لا نحتاج إليه .
في المعي الغليظ تنتهي المسأله وتصبح جاهزة لكي تُفرّغ وتُطرح خارجاً . هذه المنطقة هي منطقة الإفراغ والتحرير والإطلاق . لذلك فإن المشاكل هنا ترتبط بالتشبّث بما قد أتى بغَرَضِهِ وانتهى . قد يكون هنالك أسىً او حزن والتشبُّث بهذه المشاعر يُطيلُ مدةَ الألم ؛ أو قد يكون هناك خوف من ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي ربما بسبب انعدام الثقة .
فطريــات الكــانديــدا :
تظهر فطريات الكانديدا في المناطق الدافئة والرطبة من الجسم مثل الفم والأمعاء والمثانة والمهبل . وتعيش هذه الفطريات بشكل متوازن في الجسم ، لكن هذا التوازن ممكن أن يختل بسهولة إما نتيجة الضغط النفسي المفرط أو تناول المضادات الحيوية أو حبوب منع الحمل ، التي يمكنها إضعاف جهاز المناعة . ونظراً إلى تزايد هذه العوامل في حياتنا فقد تزايدت أيضاً حالات الإصابة بالفطريات . وقد اتُهِمَت هذه الفطريات بكونها سبباً للعديد من العلل والأمراض التي تتراوح من الاكتئاب إلى المشاكل السلوكية ، إذ يُقال أنها قادرة على الانتقال إلى أعضاء وأجهزة مختلفة في الجسم ، كما يمكن للفطريات أن تنمو في الجسم لسنوات عدة من دون أن تتسبب بتأثيرات ظاهرة ، لذا فليس من السهل دائماً تشخيصها .
الحوار بين الجسد والنفس في حال الكانديدا :
يشير وجود هذه الفطريات في جهاز الهضم إلى أن هناك شيئاً أو شخصاً يغزوكم نفسياً /عاطفياً وتشعرون بفقدان سيطرتكم على الأمور ، ويعني هذا أن البيئة التي تعيشون فيها قد اضطربت وتشوشت أو اختلَّ توازنها ، ما يسمح لطاقات أخرى بالدخول والبقاء والتطفُّل براحتها .
- هل تشعرون بعدم الأمان ؟
- هل يتآكلكم شيء ما في الداخل ؟
- هل انعدم اتصالكم بقوتكم ومرونتكم الداخليتين ؟
- ما الذي تحتاجونه لاستعادة استقراركم ؟
إلتهاب القولون القرحي :
التهاب يصيب المعي الغليظ ويتسبب بسوء امتصاص ، وبالألم والنزف والتقرُّح وصعوبات في الإفراغ . قد تظهر هذه الحالة نتيجة للضغط النفسي ويرتبط هذا الالتهاب على وجه الخصوص بتراكم التوتر والانفعال ، والتمسك بمشاعر حادة مثل الغضب . المعي الغليظ هو المنطقة التي تتجمع فيها موارد من القوة الشخصية ، ولكن إذا شعرتم أن هناك ما أو من يعيقكم أو يسحقكم ، فقد تشعرون عندئذٍ بالعجز والتململ .
الحوار بين الجسد والنفس في حال القولون القرحي :
إذا تمكنتم من إيجاد طريقة للتخلص من التوتر والغضب والإحباط ، فقد تجدون سهولة أكبر في الاتصال مجدداً بمواردكم الداخلية .
- هل تُبقون الغضب في داخلكم بدلاً من التعبير عنه ؟
- إذا كانت مشكلتكم مرتبطة بالضغط النفسي ، فلماذا إذن تضغطون على أنفسكم إلى هذه الحد ؟
- ما الذي تحاولون إثباتُه ؟
- إذا كان الالتهاب ناتج عن حساسية أو عدوى ، فما هو ذلك الأمر أو الشخص الذي يَنْفُذْ إلى داخلكم ويؤثر فيكم لهذه الدرجة ؟؟
الإِفـــراغ :
القولون العصبي :
تتسبب هذه الحالة بألم حاد في البطن وغازات وحالة من الإمساك وأو ثم الإسهال . وهذه الحاله المرضية هي مشكلة عصبية أكثر من كونها مشكلة معوية ، فالأعصاب هنا تتسبب بانقباض العضلات وتشنجها . ويشكل القلق والضغط الانفعالي دون أدنى شك ، سبباً رئيسياً في ظهور هذه الحالة . ومن أسبابها الأخرى الاكتئاب والشعور باليأس والعجز والشعور بأننا لسنا بالمستوى المطلوب . ربما اعتدتم في طفولتكم أن تشدوا عضلات بطنكم عند تعرضكم للضغط النفسي ، وهذا الأمر ردُّ فعل لا إرادي طبيعي يؤدي إلى انقباض العضلات . أو .. ربما قد تخبئون في هذه المنطقة بالتحديد مخاوفكم وهمومكم التي لا تعبّرون عنها ، مما يولّد تشوهاً في العضلات . وقد يكون هناك خوف شديد أو نقص ثقة بالنفس أو عصبية ناجمة عن مواجهة المجهول . وتؤثر العلاقات أيضاً في القولون ، ولاسيما القضايا المتعلقة بالحميمية والأمان .
الحوار بين الجسد والنفس في حالة القولون العصبي :
ترتبط هذه الحالة بالحفاظ على القوة والحدود ، أو بالتخلي عن السيطرة .
- أيُّ جزءٍ منكم يتعرّض للتشوّه – ربما من الخوف أو القلق ؟؟
- ما الذي تحتاجونه لتقويم هذا الجزء ، أو إزالة التوتر ؟؟
- أيُّ ضغط نفسي يجب التفريج عنهُ وإزالته ؟؟
http://www.edracat.com/new/upload/150231070212.jpg
الإمســــاك :
إنه داءٌ شائعٌ جداً لدرجة أننا أصبحنا نعتبره طبيعياً جداً . لاشك في أن ازدياد استهلاك الأطعمة المكررة والمعالجة هو أحد الأسباب الرئيسية للإمساك ، وكذلك تراجع النشاط البدني وممارسة الرياضة ، لكنهما ليسا السببين الوحيدين . يرتبط العديد من المشاكل المتعلقة بالإفراغ بمرحلة الطفوله ، فالطفل يستعمل طريقتين للسيطرة على والديه والتحكم بهما من خلال رفض أو قبول الطعام الذي يقدمانه له ، أو من خلال رفض دخول الحمام ، وقد يجبُر الوالدين الطفل على عملية التبوّل أو التغوّط في محاوله لفرض إرادتهما عليه .
حركة الأمعاء هي فعل استسلام ، والإمساك فعل تمسُّك بالقوة والسلطة
. يحمل الطفل معه إلى عمر البلوغ كل ما تعلمه في عمر الطفوله فيحل محل الأب أو الأم أو أي رمز أبوي آخر في الطفوله ، يرتبط الإمساك بالشعور بالعجز أو الخوف من السلطة أو بفقدان السيطرة . وبممارسة السلطة في المجال الوحيد المتاح . ويحدث الإمساك خصوصاً في أوقات المشاكل المادية أو الخلافات في العلاقات الشخصية أو في السفر ، إذ أنها أوقات تشعرون فيها بقدر أكبر من عدم الأمان وعدم الإستقرار ؛ تريدون الاحتفاظ بكل شيء على حاله ، لأنكم لاتعلمون ما الذي سيحدث بعد ذلك .
تنقبض عضلات الشرج من الخوف أو الغضب ، تُخبّئون مشاعركم بالجلوس عليها . عند قراءتكم لهذه الكلمات ، شدوا عضلاتكم الإليوية ( عضلات المؤخرة ) ولاحظوا الشعور الذي ينتابكم عندما تفعلون ذلك . مع الإمساك يأتي إمساك وكبت للشعور ، ويزيد الانشغال الدائم من شدة الإمساك . تحتاج الأمعاء للوقت لكي تنفتح ، ولكن إذا كنتم في حركة دائمة – تتناولون فنجان قهوة بسرعة ثم تخرجون من البيت – فإنها تنغلق مجدداً . إرخو الآن إرادياً عضلاتكم الشرجية ولاحظوا الفرق .
إذا تعلمتم كيف تكونون أكثر مرحاً وعفوية ، فستحققون تقدماً هائلاً في التفريج عن هذا الوضع . إلا أن اهم ما في الأمر هو أن تتعلّموا كيف تُعبِّروا عن مشاعركم ، وأن تتجاوزوها ولا تتمسكوا بها بعد التعبير عنها . القضية الأكثر عمقاً وأهميةً هي الثقة ، الثقة بأن كل شيء سيكون على ما يرام ، الثقة بالأشخاص من حولكم ، الثقة بأن الأحداث ستجري كما هو مقدّرٌ لها حتى من دون سيطرتكم أو تحكمكم ، الثقة بأن الكون سيدعمكم ويساندكم .
الإمساك هو أساساً رفض لاواعٍي لترك الأمور تأخذ مجراها ؛
وإن عدم التشبُّث بالمشاعر والانفعالات – هو المجدي هنا أما الكلمة الفعاله فهي "لاواعٍي" . لا أحد يريد أن يكون مصاباً بالإمساك فهو يشكل انغلاقاً على الصعيد العضلي وانقباضاً وانغلاقاً على الصعيد النفسي .
الحوار بين الجسد والنفس في حال الإمساك :
عندما تتمسكون بشيء ما فذلك يعود عادةً إلى خوفكم من ترك الأمور تفلت من عقالها ، وحدوث أشياء خارجة عن سيطرتكم .
من يعاني من الإمساك يعاني أيضاً من عدم الثقة بالمجهول أو الخوف منه ، مما يؤدي إلى انغلاق محكم من أجل التمسك بما هو مألوف وبما يُشعره بالأمان والسلامة .
- بماذا تتشبثون وتتمسّكون ؟؟ وما الذي قد يحدث لو أفلتّم الأمور من قبضتكم ؟؟
- ما الذي يحدث لعلاقاتكم أو عملكم إذا تخليتم عن سيطرتكم وتركتم الأشياء على سجيّتها ؟؟
- ما الذي تحتاجونه لتكوين ثقة أكبر في المجهول ؟؟
http://www.jucoolimages.com/images/summer_love/summer_love_05.gif
الإســــهال :
يُمكن أن ينتج عن عدوى جرثومية أو فيروسية ، أو تسمم غذائي ،
وفي هذه الحالة يمكنكم أن تتساءلوا عما يؤثر فيكم إلى هذا الحد . قد ينجم الإسهال أيضاً عن الشعور بالضغط الإنفعالي أو القلق أو الخوف أو الاضطراب والانزعاج .
الحوار بين الجسد والنفس في حال الإسهال :
يعني الإسهال أنكم تطرحون بسرعة لا يمكنكم معها امتصاص أيُّ غذاء ، ربما لأنكم تريدون التخلص مما أدخلتموه إلى كيانكم أو انكم تخافون الاقتراب من شخص معيّن على المستوى العاطفي ، وقد يحدث هذا لأنكم لم تعودوا قادرين على التشبّث بما يحدث – اي اصبح الأمر خانقاً ويتعدى قدرتكم على الاحتمال ، ولا تعرفون كيف تستوعبون مشاعركم مثل الهلع والقلق والأسى.
- هل تشعرون بالخوف من شيء ما ، ربما من مشاعركم ؟
- هل تشعرون وكأن شيئاً ما قد سدّد لكم ضربة انفعالية في الأمعاء ؟؟
- إذا كان الإسهال ناتجاً عن تسمم غذائي ، هل من شيء أو شخص ما في محيطكم سام جداً أو يجعلكم تشعرون بأنكم قد تسممتم ؟؟
- هل تريدون الهرب من شخص ما ؟؟
- هل تريدون التخلص من شيء ما ؟
- هل تظهرون بمظهر القوي الذي يجالد ويتحمّل ومع ذلك تشعرون بالعجز في داخلكم ؟؟
- هل تشعرون في الواقع بخوف شديد بحيث تفرغون أمعاءكم ؟؟
من المهم أن تتصلوا مجدداً بقوتكم وصلابتكم الداخليتين وتأخذوا الوقت اللازم لاختبار ما يحدث بشكل كامل ، بحيث تتمكنون من امتصاص (استيعاب) منافع كل تجربة تعيشونها .
المســـــــتـقيــم :
تدل علاقتكم مع عملية التغوط على مدى سهولة تقبُّلكم للأمور وترك الأمور تأخذ مجراها تلقائياً ، او على ما إذا كنتم تتشبثون بالأمور وتتمسكون بها .
الشرج هو نقطة الخروج الأخيرة من الجسم ، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفم كونه أول نقطة دخول ؛ لكن الفم منطقة تعمل بشكل إرادي ، في حين أن عمل الشرج ينتمي أكثر إلى اللاوعي . الشرج جزء غير ظاهر وحميم من كيانكم ، يبقى محجوباً عن النظر ، لذا فقد تجدون هنا الغضب أو الانتهاك أو الإساءة ، ربما نتيجة اغتصاب أو فعل جنسي غير مرغوب فيه .
http://www.edracat.com/new/upload/542236060612.JPG
الحوار بين الجسد والنفس في مشاكل المستقيم :
إن الغضب في الفم يظهر في الفكين ، في حين أن الغضب في الشرج يظهر في العضلات المشدودة أو التهيُّج الشديد أو الألم .
- هل يسبب لكم شخص ما " ألماً ، أو يضايقكم باستمرار ؟؟
- هل يقترب أكثر من اللازم وينتهك خصوصيتكم ؟؟
عندما تواجهون وضعاً يهدد حياتكم بالخطر أو متوتراً ككبت مشاعركم أثناء مقابلة لنيل وظيفة على سبيل المثال .
- ماذا يمكن أن يحدث إذا تركتم الأمور على سجيتها
- استنشقوا الهواء بشكل إرادي باتجاه أي توتر في المستقيم وعضلات المؤخرة وأزيلوا التوتر ، كيف تشعرون الآن ؟؟
البــــواســـــير :
أوردة متورمة تتكون عند التعرض لضغط شديد أثناء التغوط . أو عند محاولة تسريع العملية . يمكن أن تتفاقم في فترات التوتر الإنفعالي العاطفي أو عندما تتشبثون بمشاكل داخلية أو بمشاعر يجب إخراجها للعلن .
هناك صراع بين الدفع للخارج والإبقاء في الداخل ، وقد يعكس ذلك صراعاً بين الحب والخسارة ، أو الاستسلام والسيطرة ، أو الخوف والثقة كما في حالة الإمساك .
الـكـــــــــبـد :
الكبد هو العنصر الأكبر حجماً في الجسم ، وفيه العديد من الوظائف المختلفة ، ففي الكبد تتحول الدهون إلى طاقة ، او تُحضَر للتخزين ، وتحول البروتينات وغيرها من العناصر الغذائية إلى أشكال يمكن استخدامها ، وتُفرز الصفراء لتخزن في المرارة وتتهيأ لتفكيك الدهون .
إن أي تجاوز يحدث في النظام الغذائي ، كاستهلاك الكثير من الطعام الغني بالدهون ، أو السكر المكرر أو الكحول ، يؤثر مباشرةً في الكبد ، وإذا ارتفعت كميات السموم مثل الكحول أو المخدرات إلى مستويات عالية جداً ، يبدا الكبد بالتشكّي من أنكم تُدخِلون ما لا يستطيع تحمّله ، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي . تظهر مشاكل الكبد في سوء الهضم وانخفاض مستوى الطاقة ، ونقص الشهية والقدرة الجنسية ، والتعب وربما الصداع أو مشاكل العينين .
في حال الإدمان ، يستمر المدمن على التعاطي بالرغم من وجود حدود لا يجوز تجاوزها ، وتغطي السموم المستهلكة حالات سامة أكثر عمقاً في داخله . إن دور الكبد في تنظيف الجسم من السموم جوهري هنا ، ويعني أن الكبد قادر على تمييز السم والمادة غير المؤذية . لكن إذا فقدتم قدرتكم على التمييز وبدأتم باستهلاك كمية كبيرة من المواد المؤذية ، فإن الكبد سيعاني ويتأثر أيضاً .
الحواربين الجسد والنفس في حال مشاكل الكبد :
إذا كان الإدمان مشكلة تعانون منها ، اسألوا أنفسكم كيف أو لماذا فقدتم القدرة على تقييم سلوككم ؟؟
- لماذا تُغالون وتذهبون إلى أبعد مما ينبغي وتأخذون الأمور إلى حد التطرف ؟؟
- هل تختبئون من شيء أو شخص ما ؟؟
- ماهي المشاكل العميقة التي يغطيها ويسترها الإدمان ؟؟
- ما الذي يمكن أن يحدث إذا أقلعتم عن التعاطي ؟؟
في الطب الصيني يُعرف الكبد كمخزن الغضب ، ولاسيما الغضب المكبوت الذي يتجمع هنا ويمكن أن ينفجر في آخر المطاف . الغضب المفرط لا سيما إذا كان مكبوتاَ هو أشبه بسم في الجسم وكثيراً ما يكون السبب وراء الإدمان .
ويؤدي الغضب المكبوت إلى الاكتئاب ( الغضب الموجّه للداخل ) أو الشعور بالخزي أو الغيرة أو سرعة الإنفعال ، وهي جميعها تستنزف الطاقة وتضر بجهاز المناعة . وبالغضب ترتبط المرارة والاستياء والامتعاض ، التي تظهر في إفراز الصفراء ، أو الشعور بالذنب واليأس والإحباط والغضب .
ويرتبط الكبد أيضاً بمشاكل أكثر عمقاً ترتبط بمعنى الحياة وغايتها .
يؤدي كسل الكبد إلى الاكتئاب ، الذي يجعل الحياة تبدو من غير معنى .
الكبد يعطي الحياة ، وبالتالي فإن صحته تعكس مقدار اعتناقكم للحياة أو مدى تدميركم لذاتكم . يعزز الكبد المعافى الحماسة والإبداع والقوة الداخلية والمرونة .
إلتهاب الكبـــــد :
هنالك أنواع مختلفة من التهاب الكبد بعضها أكثر خطورة من الآخر . ينتج النوع "أ" A عن الظروف والأطعمة غير الصحية وغير النظيفة . أما النوع "بي" B فهو مرض فيروسي أكثر خطورة يمكنه التسبب بعدوى تدوم العمر كله وبتشمُّع وقصور الكبد . والنوع "سي" C فهو التهاب يصيب الكبد ويتفشّى بواسطة الدم الملوث ، وهو مرض الكبد الأكثر انتشاراَ في العالم .
الحوار بين الجسد والنفس في التهاب الكبد :
التهاب الكبد يشير إلى فقدان القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب وتشوّش هذه القدرة ، عندما لا يتم الاعتراف بأن السموم مؤذية . وينطبق ذلك على الشروط غير الصحية ، وعلى تعاطي المخدرات . يشعر المصاب بإلتهاب الكبد ، بأنهُ قد سُحِق وأُغرق في ما يتجاوز قدرته على التحمل أو المواجهه أو بأن الحياة تُسحَب منه بالتدريج .
- ما الذي يستنزف أو يؤثّر في إحساسكم العميق بوجود هدف أو معنى للحياة ؟؟؟
- إذا كانت المخدرات هي السبب ، فما هي المشاعر والانفعالات التي تكبتونها أو تنكرونها عن طريق تعاطي المخدرات ؟؟؟
http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/s720x720/402545_247391038664456_2126638718_n.jpg
المــــــرارة :
في المرارة تُخزَن الصفراء التي يفرزها الكبد ، والصفراء هي سائل مرٌّ أخضر يفكك الدهون لتسهيل هضمها وامتصاصها . نقص الصفراء يعني أن الهضم يستغرق وقتاً أطول ، وأنكم قد تشعرون بالغثيان ، ما يشير إلى عدم القدرة على تفكيك واستيعاب المعلومات الواردة ، وإلى الشعور بعدم القدرة على مواجهة الأمر . والصفراء تعني الحزم أو المرارة أو الحقد أو الخبث . وتشير نويات المرارة إلى أن نوبات من الغضب والمرارة تتهيّأ في داخاكم .
الحوار بين الجسد والنفس في مشكلة المرارة :
- ما الذي يجعلكم تشعرون بالمرارة وسوء المزاج لهذا الحد ؟؟
- ما الذي يصعب عليكم هضمه أو استيعابه عاطفياً أو انفعالياً ؟؟؟
حصـــى المـــرارة :
تتكوّن حصى المرارة عندما يتخثّر سائل الصفراء وبُحتجّز مشكلاً كتلاً صغيرة صلبة ، وبمكن أن يسبب خروجها من الجسم بألم شديد . ونظراً إلى أن الحصى مكونة من سائل محتجز فهي تعني العاطفة والانفعالات المتحجِّرة أو المكبوتة . تتطلّب الحصى وقتاً طويلاً لتتكوّن ، لذلك فإنها تمثل الاستياء المتراكم منذ زمن طويل . تشير حصى المرارة إلى الحاجة لتخفيف المرارة النفسية ، والاصغاء لاحتياجاتكم الشخصية .. لستم بحاجة إلى أن تستاؤوا لكي تحصلوا على ما أنتم بحاجة إليه .
البنكريـــاس :
يفرز أنزيمات ضرورية لتفكيك الدهون والبروتينات والكربوهيدرات ، وتسمح الأنزيمات بحدوث التغيير . فمن دونها لا يمكن هضم العناصر الغذائية كما يجب ، فتمر بالتالي في الجسم من دون أن يتم هضمها ، ما يتسبب بعسر الهضم والغثيان والنفخة وأيضاً الإسهال .
الحوار بين الجسد والنفس في حال التهاب البنكرياس أو قصورهُ :
يمكن لمشاكل البنكرياس أن تمثل عدم القدرة على هضم المعلومات الواردة .
- هل تشعرون بعدم القدرة على التعامل مع الوضع الذي تواجهونه ؟؟
- هل يبدو هذا الوضع غير قابل للتمرير أو خانقاً ويتجاوز الإحتمال ؟؟
- ما الذي يجب أن يتغيّر لكي تصبحوا قادرين على هضم مشاعركم ؟؟
- هل تقاومون تناول الطعام ؟؟
يفرز البنكرياس الأنسولين والغليكوجين الضروريين للحفاظ على مستوىً طبيعي من السكر بالدم . يطلق الأنسولين للسماح بامتصاص الغلوكوز وتحويله إلى طاقة ، في حين يحافظ الغليكوجين على التوازن إن لم يتوفّر الغلوكوز بالكمية الكافية . . . هذا توازن الحلاوة أو الحب في حياتكم . في غياب التوازن الصحيح تتأرجحون بين الحلاوة والمرارة ؛ بين الشعور بالحب والسعادة والشعور بالاكتئاب والحزن . بين التحلي بموقف متفائل والافتقار إلى الطاقة أو الغاية أو الإتجاه في الحياة .
يتأثر مستوى السكر بالدم بوجود كمية مفرطة من الأدرينالين ، ولاسيما عندما تواجهون الضغط النفسي ؛ وبالتالي فإن مشاكل البنكرياس ترتبط بالمحافظة على التوازن الصحيح في حياتكم ، توازن بين الأخذ والعطاء ، بين العمل واللهو .
http://www.hawahome.com/vb/nupload/54838_1186289749.jpg
مرض الســـكري :
يظهر السكري عندما لا تكون كمية الأنسولين كافية للتعامل مع الغلوكوز الوارد ، أو عندما يصبح البنكرياس غير قادر على إفراز أي كمية من الأنسولين ..
في كلتا الحالتين يتراكم السكر في الجسم ، ويُطلق مع البول بدلاً من أن يحوَّل إلى طاقة .
يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى إنخفاض الطاقة "النشاط" وإلى الوفاة إن لم يعالج .
لا يستطيع مرضى السكري إدخال السكر في نظامهم الغذائي ؛ وعلى نفس المنوال يصعب إدخال الحب إلى حياتهم والقبول به.
يرتبط السكري خصوصاً بالشعور بنقص الحلاوة أو بوفرتها المفرطة في حياة المريض . وقد يحدث ذلك نتيجة فقدان أحد المقربين أو نتيجة الوحدة . يمكن أن يصاب الأطفال بالسكري في الأوقات التي تشهد صراعات ونزاعات بين الوالدين ، أو الطلاق ، او فقدان أحدهما أو الشعور بأن أحد الوالدين لم يعد يحبه، او بسبب الحب الخانق الذي يحيط الوالدين به أطفالهم . ويتم الشعور بالسكري عند البالغين عندما يشعر الشخص بنقص تغذية عاطفية ، ويظهر أيضاً نتيجة للسمنه ، التي كثيراً ما ترتبط بفقدان الحب أو خوف من الحميمية ، ويبين الصلة بين الإفراط في الأكل للتعويض عن نقص في الحب وعدم القدرة على تلقي الحب . ويمكن أن يكون للضغط النفسي تأثير سلبي حيث لا تشعرون بأن هناك من يهتم لما يحدث لكم . ، فتفقدون حس التوازن العاطفي .
يصعب على الشخص أن يكون مستقلاً إذا كان يعتمد باستمرار على الأنسولين . ويولّد هذا الوضع تبعيةً أو إتّكالاً فيعيش الأولاد المصابون بالسكري وقتاً أطول في بيت العائلة ، وصعوبةً في جعل العلاقات الشخصية تدوم ؛ ونجد أيضاً استياءً وامتعاضاً ، رغبةً في أن نُحَب من غير الاضطرار لأن نحِب ، أن يتم الاهتمام بنا ورعايتنا من دون الاضطرار إلى أن نعطي . عندما تمُرُّ الحلاوة الداخلية مرور الكرام وتُغادر الجسم في البول ، يتولّد شعور بالحزن أو إحساس بالخسارة . وكثيراً ما يشعر المصابون بالسكري بالعزلة العاطفية ، وبعد القدرة على البذل من ذواتهم .
من الضروري جداً أن تتعلموا كيف تحبون أنفسكم وتجِدوا التوازن الصحيح بين الأخذ والعطاء .
انخفاض السكّر في الدم :
ينخفض السكر في الدم إما بسبب الإفراط في التمرين البدني ، أو عدم تناول ما يكفي من الطعام ، أو كثرة الأنسولين .
ربما أعطيتم الكثير للآخرين بحيث لم يبقَ أي شيء لأنفسكم . أنتم تحتاجون لبعض الوقت لِسَدِّ النقص في المخزون ، للحصول على بعض الغذاء والعودة إلى طبيعتكم .
تُشـير هذه الحالة عادةً إلى رغبة في الحصول على العاطفة والحنان والحب وإلى حاجة دائمة إلى من يطمئننا .
هل نتمعّن في وحدة النفس والجسد لنجد معنى وأسباب معاناتنا وآلامنا ؟؟؟
عندما نصل للحقائق نعرف الطريق للتوازن .. !!!
نأمل ونرجوا الفائدة للجميع ... والله ولي التوفيق
كيف نتخاطب معها ونصغي لكل ما تريدنا فهمه وإدراكه ؟؟؟
http://www.edracat.com/new/upload/541404110611.jpg
ترجمة وإعداد الأستاذه : غادة الصياح
النفس والجسد
جسمك يتكلم وعليك أن تنصت لتستمع إليه ...!!!
الجهاز الهضمي
كيف تؤثر مشاكلك العاطفية والنفسية في صحتك ؟
كيف تكون مشاعرك وأفكارك مرتبطة بأعضاء معينة من جسمك ؟
كيف تشفي الجسد عن طريق النفْس ؟
كيف تشفي النفس عن طريق الجسد ؟
يبدأ جهاز الهضم من الفم بحاسة الذوق وإفراز اللعاب والمضغ والبلع ، ويمتد إلى المعدة فإلى الأمعاء نزولاً إلى المستقيم حتى يبلغ الشرج فالإفراغ النهائي .
كل هذه العملية حيوية بالنسبة إلى راحتنا ورفاهيتنا ، إذ أن جسمنا يعيش بفضل كل ما نضعه في فمنا. فمن دون التوازن الغذائي الصحيح يمكننا أن نعرّض شراييننا للإنسداد ، ونُجهد قلبنا ، ونُضعف جهازنا المناعي ، ونُثيرُ أعصابنا أو نتخذ موقفاً خاملاً لامبالياً .
إلا أن الأكل لا يتعلق فقط بالحصول على الغذاء المناسب ، إنما أيضاً بإشباع الحاجات العاطفية والنفسية ، وليست عملية الهضم مجرد بلع وامتصاص للطعام ، لكنها تتعلّق كذلك ببلع الواقع ، فأنتم تمتصّون من خلال الغذاء كل ما يحدث لمشاعركم وأحاسيسكم وتجاربكم ، وتطرحون ما لا تريدون .
قد ترتبط مشاكل الهضم ببلع انفعالات ومشاعر تكرهونها ، مثل غضب أحدهم منكم ، أو ربما تنجم عن تعفن المشاعر السلبية في داخلكم .
في الواقع ، إن جهاز الهضم مؤشر ممتاز على توازنكم العاطفي . إذا كنتم سعداء في حياتكم ، سيكون جهازكم الهضمي ليس بحاجة لعناية تُذكر ، لكن إذا كنتم تعيشون ضغطاَ نفسياً أو تواجهون المشاكل والمعاناة ، فكثيراً ما تظهر لديكم أعراض عسر الهضم والإمساك .
الطعام :
الأكل هو أكثر نشاطاتنا إثارةً للجدل ، وأكثرها شحناً بالانفعالات والمشاعر . نحتاج جميعنا إلى الطعام ، لكن نوعية ما نأكله وكميته يختلفان باختلاف الأشخاص .قلةٌ من الناس فقط يأكلون عندما يشعرون بالجوع ، أو يكتفون بما يحتاجون إليه من غذاء . نأكل بشراهه ، نتبع الحميات الغذائية ، نطلق العنان لأنفسنا ، نصوم ، نأكل الوجبات السريعة أو الطعام الصحي ، أو الفاكهه فقط أو طعاماً غنياً بالبروتين ، اوطعاماً قليل الدسم ، أو طعاماً نيئاً ، نتبع حمية نباتية أو نظام المايكروبايوتيك ...
نستخدم الطعام كبديل عن الحب ، كطريقة للفوز بالحب ، لتحقيق رغبة ، كوسيلة للعقاب عبر الحرمان ، أو كمكافأة عبر المأكولات اللذيذة " التي تكون عادة من السكاكر والحلويات " . من اللحظة الأولى من حياتنا تكون احتياجاتنا الأساسية في أننا نريد طعاماً وأماناً والكثير من الحب وبضعة وجوه محبة ننظر إليها . ومع تقدمنا بالعمر لا تتغيّر هذه الاحتياجات كثيراً لكنها تصبح أكبر . نعم نريد المزيد من الطعام وأدراجاً مليئة بالثياب وبيتاً كاملاً وبعض الأحباب لنمرح معهم .
عندما نولد ، يترافق الطعام بثدي أمنا المألوف والمريح والمهدىء ، وفي هذه المرحلة لايفرق الرضيع كثيراً بين الطعام وأمه والحب ، فكل هذه الأمور تأتيه عادةً في الوقت نفسه وتمنحه الشعور المريح نفسه . ولانبدأ بتمييز هذه الأمور عن بعضها إلا مع تقدم العمر ، عندئذًٍ لا يأتي الطعام دائماً من الأم ، ولا يصدر العطف بالضرورة عنها ، ويعطي الطعام مكان الحب وهلمَّ جرّا . مهما تكن الظروف ، يبقى الطعام مسألة نزاعية ونقطة نقاش : تطهوه أمكم وتؤنبكم وتُشعركم بالذنب إن لم يعجبكم ، ترسلون إلى النوم دون طعام إن أسأتم التصرف ، أو يغيب الوالدان فيتم استرضاؤكم بطعام تحبونه . والأسوأ من هذا كله هو عندما تحتاجون إلى من يضمكم أو يحبكم ، لكنكم تحصلون على الحلوى بدلاً عن ذلك ، ما يعزز الاعتقاد بأن الطعام والحب ليسا مترابطين فقط ، ولكن يمكن استبدال الواحد بالآخر .
في مرحلة لاحقة من الحياة ، تستخدمون الطعام بنفس الطريقة تقريباً ، فتُهدُونَ مثلاً علبة شوكولا تعبيراً عن عاطفتكم ، أو تلتهمون ما تقع يدكم عليه بعد خلاف أو مشكلة مع الشريك أو الحبيب . الطعام الحلو المذاق هو بديلٌ عالمي عن الحب . لكن الحب يغذي النفس ويعطيكم شعوراً مريحاً ، في حين أن الأطعمة الحلوة تفسد أسنانكم وتزيد وزنكم وتضعف مناعتكم .
إن الحب والغذاء العاطفي الذي نحاول إيجاده من خلال الطعام ، هو الحب الذي يستحقه كل إنسان ، فمن الضروري بالتالي أن تتعلموا كيف تمنحون هذا الحب لنفسكم . من دون حب الذات ستبحثون إلى الأبد عن الحب في مكان ما خارج ذاتكم ، وعندما تصابون بخيبة الأمل ، أو تتعرضون للنبذ والرفض ، سيصبح الطعام هو البديل البديهي عند البعض . عندما تكنّون الحب والاحترام لذواتكم ، لا تحتاجون إلى استخدام الطعام لتسكين ألمكم الداخلي أو لتحقيق الاكتفاء العاطفي .
حاول أن تقيم حواراً بين الجسد والنفس : من خلال الطعام
تدل عاداتكم الغذائية وعلاقاتكم مع الطعام على علاقتكم مع أنفسكم ، وعلى مدى تلبية احتياجاتكم العاطفية .
- أين وكيف تحصلون على الغذاء العاطفي ؟ عن طريق الطعام أم عن طريق الحب ؟
- عندما تشعرون أنكم لا تَلقَون الاهتمام والرعاية ، أو تُنبَذون عاطفياً ؛ هل تلجأون للطعام للحصول على التعزية ؟
- هل تأكلون فقط عندما تشعرون بالجوع ؟
- هل يتوقف ما تأكلونه على شعوركم ؟
- هل تأكلون الطعام نفسه عندما تكونون سعداء وعندما تكونوا مكتئبين ؟
- هل تشعرون برغبة ملحة في تناول أنواع معينة من الطعام في الأوقات المثقلة بالانفعالات والمشاعر ، أو عندما تكونون قريبين من شخص معيّن ؟
- هل يجعلكم الطعام تشعرون بالشبع العاطفي ؟
- هل تستخدمون الطعام المسموح لكم والممنوع عليكم تناوله كوسيلة للفت الانتباه إليكم ؟
- هل تحرمون أنفسكم من الطعام ( والغذاء ) بالطريقة نفسها التي تحرمون أنفسكم بها من الغذاء العاطفي ؟
لكي تُدركوا علاقتكم مع الطعام ، من المفيد أن تسجّلوا يوميات تبينون فيها : كيف تشعرون ، وماذا ومتى تأكلون . وسيساعدكم ذلك على فهم أنماطكم السلوكية .
http://s97.mindvalley.us/unlimitedabundance/media/images/special-25ab-12.jpg
الحساسية الغذائية :
الازدياد الكبير للمواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الطعام ومعالجته هي من أكثر الأسباب في ظهور أمراض الحساسية الغذائية ؛ وإن الكثير من الأجسام غير قادرة ببساطة على تقبُّل هذه الكيميائيات ؛ وكلما زادت معالجتنا للطعام الذي كان موجوداً عندما تطور جسم الانسان في الأصل . وبعض الأطعمة مثل القهوة والفستق ( الفول السوداني) والمحار والقمح ، يمكنها التسبب بردود فعل بالغة ؛ كما أن العديد من البالغين يعانون من الحساسية على الحليب ومشتقاته ، أو لايستطيعون هضمها .
من ناحية ثانية هناك أيضاً قضايا نفسية مهمة ، وأحياناً غير واعية قد يكون لها دور في الحساسية الغذائية ، لاسيّما القضايا المتعلقة بالسيطرة والقوة والنفوذ . قد يكون للحساسية الغذائية أسباب جسدية ، لكنها قد تخفي وراءها أيضاً العديد من الأسباب العاطفية .
أقِم حواراً بين الجسد والنفس في حال الحساسية الغذائية :
- هل يجعلكم عدم قدرتكم على تناول أطعمة معينة تشعرون بالتميز لأنكم لا تستطيعون أن تأكلوا في أماكن معينة ، أم تاكلوا الطعام الذي يأكله الآخرون ؟
- هل يجعلكم هذا تحظون بمزيد من الانتباه والاهتمام ؟
- هل يُكسِبكم هذا سيطرة معينة ؟
- عند رفضكم أطعمة معينة هل ترفضون في الواقع أوجهاً معينة في نفسكم ؟
- هل من الأسهل إلقاء اللوم على الطعام بدلاً من النظر إلى سلوككم الشخصي ؟
- يمكن أن تؤدي الحساسية من الطعام إلى إيقافكم عن اللعب ، عن المشاركة في الحياة ، وعن التصرف بتلقائية ،
ماذا يمكن أن يحدث إن تركتم الأمور تجري على سجيتها ، وانضممتم إلى الآخرين ؟
- ما مقدار حب الذات الموجود لديكم عند إصابتكم بالحساسية الغذائية ؟
- هل تحتاجون إلى ترك الحساسية تسيطر على حياتكم ؟
الاضطرابات الغذائــية :
يترابط الطعام والغذاء العاطفي ترابطاً وثيقاً في أعماق لاوعينا ، لذلك فإن الاضطرابات الغذائية ترتبط دائماً بمسائل الحب ؛ حب الذات ، القبول بالذات ، كره الذات ، نكران الذات ، النبذ ، الخسارة ..إلخ
كما أنكم قد تحاولون ملء فراغ داخلي بالطعام ، يمكنكم أيضاً أن تنبذوا أو تنكوا احتياجاتكم وترفضوا بالتالي الطعام . ويرتبط الطعام أيضاً ارتباطاً وثيقاً بمسائل القوة والسلطة . ويرتبط الهضم بالشاكرا الثالثة وبوعي امتلاك قوة شخصية أو الافتقار إليها . كثيراً مايقول الأشخاص الذين يعانون من البدانة أنهم يشعرون بفقدان السيطرة على أنفسهم عند وجود الطعام ، في حين أن الأشخاص المصابون بفقدان الشهية المرَضي ، يسيطرون على أنفسهم بشكل مفرط لدرجة أنهم يقضون على غريزة البقاء الموجودة لديهم .
البـــــــــدانـة :
السمنة عند الأطفال مصدر كبير للقلق ، إذ كلما ازداد عدد الخلايا الدهنية في الطفولة ، ازداد احتمال بدانة هذا الطفل عند البلوغ . وازداد أيضاً الخطر على صحته بشكل عام ؛ حيث تؤدي البدانة إلى ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والسكتة . ليس الطعام السبب الوحيد للبدانه ، إذ أن بطء عملية الأيض يمكن أن يؤدي إلى زيادة غير ضرورية في الوزن ، ولكن في معظم الحالات تكون علاقتنا بالطعام والحب هي المشكلة الأصلية التي تؤدي للسمنة .
للأكل تأثيرُ مهدىء ورائع ، فهو يخدر مشاعركم ويجعلكم تشبعون عاطفياً وشعورياً ؛ وكلما ازدادت كمية طعامكم تخدّر إحساسكم ؛ كما لو أن الطعام أصبح سداً في وجه أمواج الانفعالات والمشاعر التي تجتاحكم . وبالتالي فإن الافراط في تناول الطعام يحدث دائماً في أوقات الضغط النفسي أو انهيار العلاقات أو الحزن أو وفاة شخص عزيز أو الخوف أو الشعور بالذنب أو العار . وتذكروا أن معظم هذه المشاعر هي لاواعية .
قد لا تكونوا مُدركين لما تشعرون به أو لسبب تهافتكم على الأكل بهذا الشكل ، لكن لعل هناك فراغاً كبيراً داخلكم ترغبون في ملئه ، والطعام هو الشيء الوحيد الذي يأتي بنتيجة . وقد تكون العاطفة التي تحتاجونها معروضة عليكم ، لكن الألم الداخلي يكون شديداً وعميقاً بحيث يمنعكم من قبولها ، فتجدون أن ملء الفراغ بتناول الطعام أكثر أماناً ولا يعرضكم لاحتما ل الرفض الذي يمكن أن تواجهونه في علاقة عاطفية . ثم أن الإفراط في الأكل يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن وهذه الزيادة هي بمثابة جدار يحمي الشخص من أسباب الأذى أو النبذ أوالرفض ، لكنه يكبت أيضاً مشاعره الشخصية . قد يكون هذا الجدار طبقة حماية ، لكن هنالك في الداخل شخص يتوق إلى أن يُحِبّ ويُحَبْ .
كثيراً ما يختبىء الحزن أو الشعور بالعار أوالخجل وراء الشهية الهوسية ، تُكسب العديد من النساء وزناً زائداً حول الورك والفخذين على إثر تعرضهن لاعتداء جنسي ، وبتغطية منطقة الأعضاء الجنسية تُحتجز المشاعر تحت طبقات من الخوف وعدم الثقة بالغير .
من السهل على معظمنا أن نكبت مشاعرنا ونظهر مع ذلك المظهر المنسجم مع ذاته ، الواثق من نفسه ، المسيطر على الأمور .
يمكنكم مساعدة أنفسكم بفهم علاقتكم بالطعام ، وكيف تحددت هذه العلاقة في طفولتكم .
الحوار بين الجسد والنفس في حال البدانه :
- هل كنتم تتلقون المأكولات اللذيذة ( سكاكر وغيرها ) بدلاً من الشعور بالاهتمام ؟
- هل كنتم تشعرون بالذنب أو بالعجز أمام الطعام ؟
بدلاً من التركيز على مساوىء البدانه ، ابدأوا بالنظر إلى منافعها ، حاولوا تدوين الأوجُه التي ترضيكم في كونكم ثقيلي الوزن . تحققوا مما كان يحدث عاطفياً عندما بدا وزنكم يزداد ، وحاولوا التواصل مع المشاعر المحبوسة داخلكم .
- ما الذي يخبئه الوزن الزائد ؟
- ما الذي يسمح لكم وزنكم الزائد بفعله أو بعدم فعله ؟
- هل يجعلكم تشعرون بالأمان ؟
- تخيلوا كيف سيكون شعوركم إن اصبحتم أخف وزناً وماهي مشاعركم حيال ذلك ؟ هل تجعلكم الفكرة تشعرون بالتهديد أو عدم الأمان ؟؟
- هل تشعرون بأنه ليس لديكم مكان تختبئون فيه ؟؟
فقدان الشهية المرضي :
فقدان الشهية المرضي هو حاله قريبة من تجويع النفس ، حيث يستهلك المريض كمية ضئيلة جداً من الطعام لدرجة أن الجسم يبدأ بالاضمحلال .
وترتبط هذه الحالة ارتباطاً وثيقاً بمسألة تلقّي الغذاء والحب ؛ لكننا لانعترف بحاجتنا لذلك الحب . هذه الحالة تصيب المراهقين والشباب وخاصة الفتيات . سن البلوغ هو إحدى الفترات الأكثر إيلاماً في حياتنا خاصة عند الفتيات اللاتي تبدأ أجسامهن بالنزف وتبرز صدورهن ويتراكم لديهن مقدار أكبر من الدهون في هذا العمر ، لم تعد الفتاة طفلة لكنها لم تصبح بعد شخصاً بالغاً ؛ تريد البقاء نحيلة وغير ناضجة وتُمارَس عليها الضغوط لتبدو كعارضة أزياء أو العكس بالعكس ، إضافة لترافق فقدان الثقة بالنفس والتوق لتقيل الآخرين ، أوالخجل الشديد فيما يتعلق بالمظهروالجسم وانعدام تقدير الذات ، ولهذا ليس من المستغرب أن تتشوّه الصورة التي ترى الفتاة بها نفسها .
في حال فقدان الشهية المرَضي ينكر المريض ذاته ويتوق بشكل غير واعٍ للاختفاء ، كما لو أن تضاؤل جسمه يؤدي إلى تضاؤل احتياجاته وحضوره أيضاً ، ولاسيما حاجته إلى الحب . يوقف هذا النكران الجسد عن عملية النمو الجسدي والجنسي ، فيبقى الجسم كجسم طفل ، غير ناضجٍ وغير نامٍ . ربما يكبر المراهق بسرعة أكثر من اللازم ، أو أن الضغوطات الاجتماعية الممارسة عليه لكي يبدو بهيئةٍ معينة أو يكون على نحوٍ معين هو أشد وأقوى من اللازم .
الحوار بين الجسد والنفس ؛ فقدان الشهية المرَضي :
كثيراً ما ينجم فقدان الشهية عن الشعور بعدم السيطرة على ما يحدث ، ربما بسبب سيطرة الأهل أو المعلمين واستبدادهم ، أو ظروف الحياة المتغيرة .
رفض الأكل هو طريقة لفرض السيطرة ، كما أنه طريقة لرفض المشاعر . ف
حيث لايوجد تعبير عن العاطفة والانفعال ، تكون السيطرة كاملة ، ويدل رفض تغذية الجسم على إنكار شديد للحاجة إلى الغذاء العاطفي .
- هل تشعرون أنكم لستم على المستوى المطلوب وأنكم لا تستحقون أن تحصلوا على الغذاء أو الحب ؟؟
- هل تعتقدون أنه عليكم مساعدة الآخرين ونكران ذاتكم ؟؟
- هل من الخطأ الاعتراف باحتياجاتكم الشخصية ؟
الشراهه المرَضيه :
الشراهه المرضية اضطراب غذائي معقّد يقوم على الأكل بشراهه ومن ثم التقيّؤ بحيث لا تحدث زيادة بالوزن ، مع مرور فترات من رفض الأكل ، يليها اللجوء إلى الأكل سراً . نجد في هذه الحالة صراعاً بين الرغبة الشديدة في الظهور بمظهر الكمال والمثالية ، مع جسم مثالي نحيل ( ومن هنا تجويع النفس ) وبين توق شديد وحب للحياة (ومن هنا الرغبة بالطعام) فينشأ عن هذا عدم رضا عن الذات ، إن لم يكن كرهاً للذات وشعور بالذنب .
إن الأكل بهذه الشراهه ، لاسيما في الليل بعيداً عن الأنظار أو الاستمتاع بوجبة ثم تقيؤها بعد ذلك ، يشير إلى مقدار الانفعال والشعور الذي يكبته الأكل . إنها محاولة يائسة لإبقاء السيطرة على مشاعركم .
الحوار بين الجسد والنفس في الشراهه المرضية :
نظراً إلى أن التقيؤ يدل على الخوف من قبول الغذاء ، أو نبذ عميق لاحتياجاتكم الشخصية ، فلا بد لكم من التفكير فيما تنكرونه بالضبط وفي المشاعر التي تنبذونها بهذا العنف .
- ما هي المشاعر التي تتقيأونها قبل أن تؤثر فيكم ؟؟
- أي جزء من نفسكم ترفضونه بهذا العنف ؟
- هل تحاولون أن تكونوا ما لستم عليه ؟؟
عملية الهضم :
الفـــم :
للفم وظيفتان رئيسيتان : الإدخال والإخراج ، الفم هو المكان الذي يلتقي فيه العالمان الداخلي والخارجي . هو منطقة استقبال وتفحُّص لوقائع الحياة قبل السماح لها بالمرور ، وهو أيضاً قاعة مغادرة للإنفعالات والأفكاروالمشاعر .
بواسطته تتقبّلون وتبتسمون وتزمجرون وتبصقون وتمضغون وتعضّون ، وبواسطته أيضاً تتكلمون وتغنّون وتهمسون وتصرخون .
تُدخِلون واقعكم ثم تلفظونه من جديد عندما يفقد طعمه .
وبالتالي فإن مشاكل الفم تدل من الناحية النفسية ، على الواقع الذي تعيشونه أو على الانفعال الذي تعبِّرون عنه .
الفم هو المكان الذي يبدأ فيه جهاز الهضم . ينبّه العض والمضغ والتذوّق إفراز العصارات الهضمية ، لكن الطعام ليس الشيء الوحيد الذي عليكم هضمه . قد تشير مشاكل الفم إلى وجود صراع متعلِّق بتقبُّلِكم لواقعكم ؛ للأحداث أو العلاقات في حياتكم التي قد لا يكون مذاقها طيباً .
الحوار بين الجسد والنفس عند مشاكل الفم :
يُطلق المضغ عملية الهضم ، بواسطة المضغ تفتتون الطعام والمعلومات إلى أجزاء يمكن استخدامها . والطريقة التي تفعلون بها هذا ، هي دلالة على موقفكم تجاه الحياة ؛ قضم قطع كبيرة أو صغيرة ، بسرعة أم أخذ وقت طويل لمضغ كل لقمة .
- هل تستمتعون بقضم الطعام قضماً ؟
- هل تكون لقمتكم أحياناً أكبر مما تستطيعون مضغه ؟
- أوَتُفضّلون السير بحذر ، لكنكم لاتقبَلون دائماً التحدي ، أوَتَسعَون لبلوغ آفاق جديدة متقدمة ؟
- إذا كنتم تبلعون الطعام من دون مضغه جيداً أو تفتيته ، فهل تميلون أيضاً للدخول أو التورط في أمور من دون الانتباه إلى التفاصيل ؟
- هل تحاولون "بلع" واقعكم من دون تذوُّقَه ؟
- أَم َتبلعونَ واقعاً لايعجبكم ؟
- هل تأخذون وقتاً طويلاً لتمحيص الأمور "مضغها جيداً" وربما تنهمكون في التفاصيل بحيث لا ترون الصورة الإجمالية ؟
- هل الأكل ببطء شديد طريقة للإبقاء على سيطرتكم على الأمور ، ربما بترك الآخرين ينتظرونكم ؟
- وأثناء ذلك ، هل يفوتكم اختبار الحياة والدخول في تجربتها ، أو التصرُّف بتلقائية ؟
الفم هو أيضاً مركز اتصالات أساسي ، تعبّرون يه عن مشاعركم عبرَ استخدام الصوت والشفتين .
- هل تُقَبِّلون الشخص الذي تريدون تقبيلهُ ؟
- أوَ تٌريدونَ في الحقيقة أن تَهمسوا أوتصرُخوا ؟
يُمكِنْ للمشاعر أن تُحبَس في الفم ، مثلما تُحبَس في الحلق .
- إذا كان من غير المناسب أو غير اللائق التعبير عنها ، مثلما يحدث عندما تضطرون إلى ضبط لسانكم أو العضّ عليه .
- هل تُحتجز مشاعركم في فمكم ؟
هل تصعد إلى الفم ولا تستطيعون إخراجها ؟
- الفم هو المكان الذي تُعبّرون به بصراحة عن آرائكم ومشاعركم . هل هذا ما يحدث معكم ؟
- هل أنتم قادرون بصدق على التعبير ، أو أنكم تُخفون مشاعركم الحقيقية ؟
تشير تقرحات الفم إلى أن هناك ما يزعجكم ويتآكلكم ، ويجعلكم تشعرون بالغضب ، أو أنكم تتعرّضون للهجوم .
- هل تتأثرون بمشاعر سلبية أو غاضبة غير مُعبَّر عنها ؟
- هل تتآكلكم هذه المشاعر وتجعل فمكم متقرِّحاً مؤلماً ؟
- ما الذي يؤلمكم حقاً ؟
- من أو ما الذي يملك هذا التأثير السلبي عليكم ؟
- هل يتآكلكم القلق أو الخوف ؟
تقرُّحات الشفّة :
أو ما يسمّى بالهربس ، وهو عدوى فيروسية تتسبب بظهور بثور حول الفم ، يمكن إيجادها أيضاً في الأعضاء التناسلية ، قد تُفقأ البثور مُخلّفةً وراءها تقرحات ؛ من الصعب منع هذه البثور كلياً ، لكن ظهورها مرتبط دائماً بفترات الضغط النفسي . ونظراً إلى تأثير الهربس تأثيراً مباشراً في العلاقات الحميمية ، فقد يكون من المفيد أن تتحققوا من شعوركم حيال هذه الحميمية
.
اللســان :
يتعرّف اللسان على أربعة أطعمة فقط : المالح والحلو والمر والحامض . مع ذلك يمكننا من هذه الأطعمة الأربعة جمع ذكريات عن عدد لا يحصى من النكهات التي تبقى معنا طوال العمر .
تنتج النكهه عن مرور الهواء من الفم إلى الأنف ، فإذا كان الأنف مسدوداً لأي سبب من الأسباب ، نفقد عادةً حاسة التذوّق .
الحوار بين الجسد والنفس ، اللسان :
- هل لموضوع ما طعم كريه ؟
- هل يجعلكم هذا تتراجعون ؟
- هل يترك طعماً مُرّاً في فمكم ؟
يستخدم اللسان أيضاً في التعبير والنطق السليمين والواضحين .
- إذا كنتم تعضّون على لسانكم ، فهل تَحجمون عن قول شيء ما ؟
- هل تعضون على مشاعركم لإبقائها بالداخل ؟
- هل تبوحون بأكثر من اللازم ؟
- هل لسانكم لاذع أو جارح ؟
http://www.edracat.com/new/upload/682532100911.jpg
الأســـنان :
تظهر الأسنان بالتزامن مع ابتداء الطفل بالدَبِّ على أربع ، ويدل ظهورها على مرحلة الفطام ، والابتداء بتناول الأطعمة الجامدة . وبالتالي يمكن ربط مشاكل الأسنان بمسائل التبعية ، وتأكيد الاستقلالية ، لاسيما عن الأم ؛ ويمكن أن ينطبق هذا على الراشدين والأطفال على حدٍّ سواء .
قد تكون الأسنان المتسوسة دلالة على استبدال الحب بالمأكولات الحلوة المذاق ما يؤثر سلباً على صحتكم .
الأسنان أشبَه ببوابات تحمي مدخل كيانكم ، هنا تمسكون بإحكام وتسيطرون على الأمور ؛ أو تطبقون أسنانكم بشكلٍ محكم بحيث لايدخل أو يخرج شيء من بينها . ويرتبط هذا باحترام حدودكم ، حيث تميزون الأمور وتحددون ماسوف تُدخِلونه الجسم أو ترفضونه . قد تشعرون أن شيئاً ما قد نال منكم وهو يضعف دفاعاتكم ، ويترككم بلا حماية مع فقدان استقلالكم . في نقطة الاستقبال الأولى هذه نجد نفوراً وممانعة ، فساداً وتقرّحاً ألماً في التلقّي ( في الأخذ ) ... تطبقون أسنانكم بإحكام فتبدون جدّيين ، لذا فقد تشير مشاكل الأسنان أيضاَ إلى الحاجة للإنخراط والمشاركة أكثر ، أو إلى الحاجة لترك الأمور في حالها وللاسترخاء
الحوار بين الجسد والنفس ، الأسنان :
تشير الأسنان أيضاً إلى ما إذا كان الواقع الذي تمضغونه وتهضمونه مغذياً لكم أم مضرّاً بكم .
- هل تحتاجون إلى التمييز أكثر بين ماهو مفيد وما هو مؤذٍ لكم ؟
تسمح الأسنان أيضاً بتوضيح التواصل ، يمكنكم التكلم من دون أسنان لكن الكلمات ستكون عندئذٍ غير مفهومه .
- هل أنتم واضحون في كلامكم ؟
- هل تقولون ماتعنونه حقاً ؟
يدل الخرّاج في السن على وجود شيء ما يؤثر فيكم سلباً ويتسبب الآن بعدوى ، ربما حزن أو شعور بالذنب مرتبط بقضية الأم ، الطعام ، الحب .
- هل تشعرون أنكم منبوذون مرفوضون ، أو لا تتلقون الغذاء الكافي ؟
الخرّاج
: هوتحرير الطاقة السلبية ، وتُظهِر الأسنان المتسوسة والخرّاجات أن هناك مشاعر غير مُعبَّر عنها ، مثل العدوانية والإحباط والخوف تُحدِث تقيُّحاً أو التهاباً في الداخل
.
http://www.edracat.com/new/upload/882545100911.JPG
صرير الأسنان :
تعبير عن الإحباط أوالقلق يشير إلى تراكم الضغط النفسي أو التوتر الإنفعالي ، أو العدوانية المكبوتة واحتجازها في الفك . عند الأطفال ربما يدل هذا على وجود مشاعر مكبوته مناهضة لأحد الوالدين أو لكليهما معاً ، أو عدم أمان أو خوف في البيت أو في المدرسة ؛ صرير الأسنان هو رد فعل غير واعي للضغط النفسي . لذلك فإن الاسترخاء العميق أو العلاج النفسي قد يسمحان برفع ذلك اللاوعي إلى مستوى الوعي ، حيث يمكن معالجة المشكلة بسهولة أكبر.
اللّثّـــــــة :
تثبّت اللثة الأسنان في مكانها ، فتُؤَمّن لكم القوة والأمان اللَذَين يسمحان لكم بتوكيد تشبثكم ومتانتكم أو مضغ الأمور والتفكير بها مليّاً .
يشير تراجع اللثّـــة بالأسنان إلى ضعف العزيمة والتصميم ، وتراجع الثقة بالنفس ، والتخلي عن القوة والسلطة أو فقدانها ، وكثيراً ما يحدث ذلك مع التقدم بالسن أو عند التقاعد .
الحوار بين الجسد والنفس ، في تراجع اللثة :
يمكن أن يشير تراجع اللثة إلى عدم وجود قوة للتمسك بالواقع ، كما لو أن الثقة بالنفس تضعف في داخلكم . وإذا كانت اللثة متورمة وتنزف فهذا يعني وجود صراع أو اضطراب عاطفي .
- هل تشعرون بالأمان والقدرة على التمييز بين ما تريدونه وما لا تريدونه ؟
- هل أنتم قادرون على الإلتزام والتشبُّث بمعتقداتكم أم أنكم تَذعنون عادةً للآخرين ؟؟
- اللثة هي جزء من الفك ، وهي على وجه الخصوص تعبير عن الغضب أو العدوانية ، هل تشعرون بالعجز في وجه المحن ؟
- هل تحديد حدودكم الشخصية يتطلّب منكم جهداً فائقاً ؟؟
الفَـــــــك :
عندما تُطبقون فككم بإحكام ، تحاولون ألاّ تفقدوا صبركم ، أو تُعبِّروا عن شيء غبر ملائم أو لائق ، كالغضب مثلاً ، لكن ذلك يغلق أيضاً فمكم بحيث لا يدخله شيء .
حوارك بين الجسد والنفس ؛ الفك :
يستطيع الفك حبس مشاعركم وإبعاد الجميع عنكم .
- ما الذي يحدث لو أرخيتم فككّم ؟
- هل ستتدفق الانفعالات والمشاعر غير المقبولة ؟
- أو أنكم ستدَعون شيئاً ما يدخل وهو شيء تحاولون إبقاءه خارجاً .
يشير الفك الثابت غير المتحرك إلى أنكم تحبسون مشاعركم أو دموعكم أو تكبتون غيظكم وغضبكم .
- هل تحاولون الحؤول دون حدوث شيء ما ؟
- هل تشعرون أن عليكم إبقاء فمكم مطبقاً لأنكم تقولون دائماً ما ليس في محله أو تبوحون بما هو أكثر من اللازم ؟
- هل أنتم مستاؤون ومضطربون لكنكم لا تستطيعون التعبير عن مشاعركم ؟
http://s97.mindvalley.us/unlimitedabundance/media/images/special-25ab-14.jpg
الحــــلْق :
الحلق جسر يعمل باتجاهين ، يصل بين الرأس والجسم ، بين العقل والقلب ..
وللحلق دوران رئيسيّان : تقبُّل الهواء والطعام والشراب والواقع ، والتعبير عن أفكاركم ومشاعركم والبوح بها إلى الخارج . لكن سننظر إلى الحلق بعلاقته بالهضم . فالبلع شكل من أشكال الالتزام ، فعندما تبلعون شيئاً ما ، فإنكم ستهضمونه من دون شك . أما عندما يكون الطعام في الفم فإنه يخضع لسيطرتكم الواعية – يمكنكم أن تُقرروا بصقَهُ إذا أردتم – لكنكم عندما تبلعونه تتنازلون عن سيطرتكم ، لذلك نجد هنا مشاكل تتعلّق بقوة الإرادة والحزم ، الاختناق أو الغَص بالطعام ، أو الشعور بأنكم تُلَقَّمونَ قَسْراً ، هاتان أيضاً مشكلتان تتعلقان بالإرادة الشخصية .
بالطريقة نفسها التي تبلعون بها الطعام ، تبلعون أيضاً واقعكم ، الأفكار والآراء والمشاعر والأحداث والتجارب . وقد يشمل هذا أيضاً "بلع" مشاعركم أو شكوككم أو مخاوفكم أو غضبكم .
البلع يعني السماح بحدوث التغيير ، يمكنكم مقاومة التغيير بإغلاق الحلق ، أو يمكنكم منح ثقتكم والانفتاح للتغيير ، أن نبلع شيئاً هو أن نقبل به ونصدِّقَه – عندما تبلعون واقعكم تقبلون بدخوله إلى كيانكم . وإذا كان هذا الواقع غير مقبول فقد تضطرون إلى الدفع بقوة عند البلع ، أو ربما تصابون بتورُّم أو بالتهاب في الحلق .
الحوار بين الجسد والنفس ؛ الحلق :
إذا كنتم تعانون من مشاكل في الحلق ، اطرحوا على أنفسكم هذه الأسئلة :
- هل تبلعون كرامتكم ؟؟
- هل تبلعون مشاعر جارحة كالشعور بالفشل أو الذنب أو العار أو الخيبة ؟
- ما الذي لا تريدون بلعــه ؟؟
- ما الذي يسبب لكم الألم والتقرح والالتهاب ؟؟
ربما لا تريدون بلع واقعكم أو تريدون كبت مشاعركم ؛ ويتسبب هذا الكبت بقدر كبير من التوتر والضغط النفسي ، ويمكنه التأثير سلباً على بقية جهاز الهضم ، ما يتسبب بعسر الهضم أو إسهال أو إمساك .
المـعـــــــــــــدة :
تتواصل عملية الهضم في المعدة ، حيث تساعدها العُصارات التي يفرزها الكبد والبنكرياس والمرارة .
الهضم هو القدرة على امتصاص ما تحتاجون إليه ، وإفراغ أو طرح ما لا تحتاجونه على الصعيدين الجسدي والنفسي ؛ والهضم السليم يعني القدرة على التلقّي والسماح لذواتكم بأن تتغذى بما تحتاجه . أما من دون هذا ، يُمكن أن تسود باستمرار حاجة مُلِحّه للغذاء أو التوق لتلبية الاحتياجات المكتومة أو نكران ونبذ قويان لهذه الاحتياجات . وهنا تكون ردة فعلكم على ما أكلتموه ، إمّا مؤيدة فتواصلون عملية الهضم أو رافضة فترفضون الطعام أو تتقيّأونهُ .
ينجم عسر الهضم عن القلق والضغط النفسي بقدر ما ينجم عن الأطعمة غير المناسبة . المعدة هي المكان الذي تُخفون فيه القلق ، وهذا ما يسبب اضطراب الأنزيمات الهضمية . ويُستخدم الطعام دائماً لتهدئة ذلك القلق ، مما يؤدي للمزيد من المشاكل الهضمية ، أو لزيادة كمية الأكل لتهدئة القلق .
الشــــــــهيّة :
قد تكون الشهية الزائدة علامة صحيّة تدل على زيادة استهلاك الطاقة ؛ لكنها قد تكون أيضاً بديلاً عن العاطفة ، فتُشير إلى عدم أمان داخلي أو خوف أو شعور بالذنب أو رغبة غير معبَّر عنها . يكون الأكل هنا محاولة لملء فراغ داخلي عميق . قد يزيد الطفل من أكله ليحصل على تشجيع ومحبة والديه لأن الحب الذي يحتاج إليه في الحقيقة ليس في متناولِه . وتشير الشهية النهمة إلى شخصية تلتهم المعلومات أو التجارب أو العلاقات ، لكنها قد تغفل عن الحكمة التي تُكسِبُها هذه الأمور ، وذلك بسبب استهلاكها بسرعة أكبر من اللازم .
أما فقدان الشــهيـة
فقد يعني فقط أن طاقتكم مطلوبة في مكان آخر من الجسم ، مثلما يحدث عندما تصابون بالمرض ، من ناحية ثانية ممكن أن يشير فقدان الشهية إلى انسحاب وانعزال في الداخل ، نرى مثل هذه الحالة عند أشخاص يعيشون انهياراً في علاقاتهم فيمضون أياماً عدة من دون طعام . عند الأطفال قد ينحم فقدان الشهية عن التعرّض لمضايقة زميل في المدرسة مثلاً ، او فقدان الثقة بالنفس أو عن جرح عاطفي ؛ كما يمكن لتراكم الضغط النفسي أن يؤثر سلباً في الشهية .
عســـر الهضــم والحـرقـة :
قد ينتج عسر الهضم والحرقة عن طعام غير صحّي ، أو طعام يصعب على الجسم هضمه ، بالمقابل يحدث أيضاً عندما يكون الواقع الذي تهضمونه مرّاً أو حامضاً أكثر مما ينبغي ، أو أكثر من قدرتكم على الاحتمال ، أو إذا كان القلق يملأ معدتكم ويغمر جدرانها بالعصارات الحمضية .
الحوار بين الجسد والنفس في حال عسر الهضم والحرقة :
- حاولوا اكتشاف ما الذي يزعجكم عاطفياً .
- ماهي المشاكل التي تبلعونها ؟
- ماهي المشاعر المرّة أو المُقلِقة إلى هذا الحد التي لا تعبّرون عنها ؟
- هل يشتعل قلبكم غيظاً بسبب شيء أو شخص ما ؟؟
الغـثــيــــــــان :
يشير الغثيان إلى أن هناك ما يحرّك مشاعركم بعنف وبطريقة خاطئة ، ما يجعلكم ترغبون في تقيؤها . الغثيان هو تعبير جسدي عن النبذ والرفض ، او حتى النفور والاشمئزاز – ثمّةَ شيء لا تريدون استيعابه أو التعامل معه .
الحوار يكون في حال الغثيان :
- هل هناك ما يجعلكم تشعرون بالاشمئزاز ؟
- هل تنبذون وترفضون ناحية معينة من أنفسكم ؟
- ما الذي يجب تغييره في تلك الناحية لكي تقبلوها ؟؟
قــــرحـــة المـعـــدة :
كثيراً ما تنجم قرحات المعدة عن فيروس محدد ، لكنها تحدث دائماً عندما تكونون تحت ضغطٍ نفسي شديد ، ويكون الواقع الذي تتعاملون معه أصبح مزعجاً لدرجة أنه يبدأ بالقضاء على آلية الصراع والمواجهه عندكم . إنكم تبلعون ربما قدراً كبيراً من الحموضة والمرارة التي يتسبب بها الآخرون لكم . أو أن مشاعركم تتآكلكم .
تتفاقم القرحات نتيجة عمل العصارات الهضمية ، لكنها تظهر عادةً عندما تكونون تحت ضغط شديد ، قد يبدو وكأن القلق نفسه ينهش فيكم . ويخلق كل هذا الوضع البيئة المثالية للفيروس .
تولِّد القرحة شعوراً بأننا مكشوفون ومعرّضون للأذى ، كما لو أنه لا مكان لنا نختبىء فيه . وقد يكون أيضاً هناك عدوانية مكبوتة ، رغبة في الأخذ بالثار ، أو بقذف أحدهم بكلمات جارحة . وهنالك كذلك رغبة في الرعاية والعناية والاهتمام والتهدئة ، والعودة إلى الأمان الذي تولده رعاية الآخرين لنا - ونرى هذا في تناول طعام الأطفال كشكل من أشكال العلاج .
الأمـعــــــاء :
لا يقتصر عمل الأمعاء فقط على هضم وامتصاص العناصر الغذائية وتحضير المواد غير المرغوب بها للخروج من الجسم .
فالأمعاء هي أيضاَ المكان الذي تمتصون وتستوعبون فيه تفاصيل واقعكم . ففي الأمعاء تعالجون أموركم ، وتهضمون ما أدخلتم إلى كيانكم وكذلك استجاباتكم المختلفة . تتصل المشاكل المعوية إما بالضغط والتوتر من حياتكم اليومية أو بطبقات أعمق من الخوف أو الشعور بالذنب أو الحزن التي تمنعكم من التحرر من المشاعر المكبوتة ، وترك الأمور تاخذ مجراها ،ويولِّد حبس المشاعر هذا توتراً وعدم ثقة بالآخرين ، أو خوفاً من العفوية .
البـطــن
هو مركز الشعور والحدس أو حيث يمكنكم أن تُصابوا بجرح عاطفي . يُمكن للمشاعر أن تُحتَجز بالأمعاء فلا تجد لها تعبيراً ولا تحرر .
إذا عرفتم كيف تتعاملون معه فإن البطن يصبح مركز قوة وقدرة كبيرين ، ولكن إذا لم تتمكنوا من التواصل مع قوتكم الداخلية ، فإنه يصبح مكان حاجة وفراغ .
يحدث القسم الأكبر من الهضم والامتصاص في المعي الدقيق ويساعد الكبد والبنكرياس والمرارة في هذه العملية . هنا تُفتْتْ المعلومات الواردة إلى أجزاء صغيرة ، وتُتَخذ القرارات بشأن ما يجب فعله بكل جزء . إنها عملية تحليل وتفصيل وتمييز . وتُشيرُ المشاكل في هذه المنطقة إلى موقف مفرط في التحليل أو موقف وسواسي ، او على عدم القدرة على التمييز بين ما نحتاج إليه حقاً وما لا نحتاج إليه .
في المعي الغليظ تنتهي المسأله وتصبح جاهزة لكي تُفرّغ وتُطرح خارجاً . هذه المنطقة هي منطقة الإفراغ والتحرير والإطلاق . لذلك فإن المشاكل هنا ترتبط بالتشبّث بما قد أتى بغَرَضِهِ وانتهى . قد يكون هنالك أسىً او حزن والتشبُّث بهذه المشاعر يُطيلُ مدةَ الألم ؛ أو قد يكون هناك خوف من ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي ربما بسبب انعدام الثقة .
فطريــات الكــانديــدا :
تظهر فطريات الكانديدا في المناطق الدافئة والرطبة من الجسم مثل الفم والأمعاء والمثانة والمهبل . وتعيش هذه الفطريات بشكل متوازن في الجسم ، لكن هذا التوازن ممكن أن يختل بسهولة إما نتيجة الضغط النفسي المفرط أو تناول المضادات الحيوية أو حبوب منع الحمل ، التي يمكنها إضعاف جهاز المناعة . ونظراً إلى تزايد هذه العوامل في حياتنا فقد تزايدت أيضاً حالات الإصابة بالفطريات . وقد اتُهِمَت هذه الفطريات بكونها سبباً للعديد من العلل والأمراض التي تتراوح من الاكتئاب إلى المشاكل السلوكية ، إذ يُقال أنها قادرة على الانتقال إلى أعضاء وأجهزة مختلفة في الجسم ، كما يمكن للفطريات أن تنمو في الجسم لسنوات عدة من دون أن تتسبب بتأثيرات ظاهرة ، لذا فليس من السهل دائماً تشخيصها .
الحوار بين الجسد والنفس في حال الكانديدا :
يشير وجود هذه الفطريات في جهاز الهضم إلى أن هناك شيئاً أو شخصاً يغزوكم نفسياً /عاطفياً وتشعرون بفقدان سيطرتكم على الأمور ، ويعني هذا أن البيئة التي تعيشون فيها قد اضطربت وتشوشت أو اختلَّ توازنها ، ما يسمح لطاقات أخرى بالدخول والبقاء والتطفُّل براحتها .
- هل تشعرون بعدم الأمان ؟
- هل يتآكلكم شيء ما في الداخل ؟
- هل انعدم اتصالكم بقوتكم ومرونتكم الداخليتين ؟
- ما الذي تحتاجونه لاستعادة استقراركم ؟
إلتهاب القولون القرحي :
التهاب يصيب المعي الغليظ ويتسبب بسوء امتصاص ، وبالألم والنزف والتقرُّح وصعوبات في الإفراغ . قد تظهر هذه الحالة نتيجة للضغط النفسي ويرتبط هذا الالتهاب على وجه الخصوص بتراكم التوتر والانفعال ، والتمسك بمشاعر حادة مثل الغضب . المعي الغليظ هو المنطقة التي تتجمع فيها موارد من القوة الشخصية ، ولكن إذا شعرتم أن هناك ما أو من يعيقكم أو يسحقكم ، فقد تشعرون عندئذٍ بالعجز والتململ .
الحوار بين الجسد والنفس في حال القولون القرحي :
إذا تمكنتم من إيجاد طريقة للتخلص من التوتر والغضب والإحباط ، فقد تجدون سهولة أكبر في الاتصال مجدداً بمواردكم الداخلية .
- هل تُبقون الغضب في داخلكم بدلاً من التعبير عنه ؟
- إذا كانت مشكلتكم مرتبطة بالضغط النفسي ، فلماذا إذن تضغطون على أنفسكم إلى هذه الحد ؟
- ما الذي تحاولون إثباتُه ؟
- إذا كان الالتهاب ناتج عن حساسية أو عدوى ، فما هو ذلك الأمر أو الشخص الذي يَنْفُذْ إلى داخلكم ويؤثر فيكم لهذه الدرجة ؟؟
الإِفـــراغ :
القولون العصبي :
تتسبب هذه الحالة بألم حاد في البطن وغازات وحالة من الإمساك وأو ثم الإسهال . وهذه الحاله المرضية هي مشكلة عصبية أكثر من كونها مشكلة معوية ، فالأعصاب هنا تتسبب بانقباض العضلات وتشنجها . ويشكل القلق والضغط الانفعالي دون أدنى شك ، سبباً رئيسياً في ظهور هذه الحالة . ومن أسبابها الأخرى الاكتئاب والشعور باليأس والعجز والشعور بأننا لسنا بالمستوى المطلوب . ربما اعتدتم في طفولتكم أن تشدوا عضلات بطنكم عند تعرضكم للضغط النفسي ، وهذا الأمر ردُّ فعل لا إرادي طبيعي يؤدي إلى انقباض العضلات . أو .. ربما قد تخبئون في هذه المنطقة بالتحديد مخاوفكم وهمومكم التي لا تعبّرون عنها ، مما يولّد تشوهاً في العضلات . وقد يكون هناك خوف شديد أو نقص ثقة بالنفس أو عصبية ناجمة عن مواجهة المجهول . وتؤثر العلاقات أيضاً في القولون ، ولاسيما القضايا المتعلقة بالحميمية والأمان .
الحوار بين الجسد والنفس في حالة القولون العصبي :
ترتبط هذه الحالة بالحفاظ على القوة والحدود ، أو بالتخلي عن السيطرة .
- أيُّ جزءٍ منكم يتعرّض للتشوّه – ربما من الخوف أو القلق ؟؟
- ما الذي تحتاجونه لتقويم هذا الجزء ، أو إزالة التوتر ؟؟
- أيُّ ضغط نفسي يجب التفريج عنهُ وإزالته ؟؟
http://www.edracat.com/new/upload/150231070212.jpg
الإمســــاك :
إنه داءٌ شائعٌ جداً لدرجة أننا أصبحنا نعتبره طبيعياً جداً . لاشك في أن ازدياد استهلاك الأطعمة المكررة والمعالجة هو أحد الأسباب الرئيسية للإمساك ، وكذلك تراجع النشاط البدني وممارسة الرياضة ، لكنهما ليسا السببين الوحيدين . يرتبط العديد من المشاكل المتعلقة بالإفراغ بمرحلة الطفوله ، فالطفل يستعمل طريقتين للسيطرة على والديه والتحكم بهما من خلال رفض أو قبول الطعام الذي يقدمانه له ، أو من خلال رفض دخول الحمام ، وقد يجبُر الوالدين الطفل على عملية التبوّل أو التغوّط في محاوله لفرض إرادتهما عليه .
حركة الأمعاء هي فعل استسلام ، والإمساك فعل تمسُّك بالقوة والسلطة
. يحمل الطفل معه إلى عمر البلوغ كل ما تعلمه في عمر الطفوله فيحل محل الأب أو الأم أو أي رمز أبوي آخر في الطفوله ، يرتبط الإمساك بالشعور بالعجز أو الخوف من السلطة أو بفقدان السيطرة . وبممارسة السلطة في المجال الوحيد المتاح . ويحدث الإمساك خصوصاً في أوقات المشاكل المادية أو الخلافات في العلاقات الشخصية أو في السفر ، إذ أنها أوقات تشعرون فيها بقدر أكبر من عدم الأمان وعدم الإستقرار ؛ تريدون الاحتفاظ بكل شيء على حاله ، لأنكم لاتعلمون ما الذي سيحدث بعد ذلك .
تنقبض عضلات الشرج من الخوف أو الغضب ، تُخبّئون مشاعركم بالجلوس عليها . عند قراءتكم لهذه الكلمات ، شدوا عضلاتكم الإليوية ( عضلات المؤخرة ) ولاحظوا الشعور الذي ينتابكم عندما تفعلون ذلك . مع الإمساك يأتي إمساك وكبت للشعور ، ويزيد الانشغال الدائم من شدة الإمساك . تحتاج الأمعاء للوقت لكي تنفتح ، ولكن إذا كنتم في حركة دائمة – تتناولون فنجان قهوة بسرعة ثم تخرجون من البيت – فإنها تنغلق مجدداً . إرخو الآن إرادياً عضلاتكم الشرجية ولاحظوا الفرق .
إذا تعلمتم كيف تكونون أكثر مرحاً وعفوية ، فستحققون تقدماً هائلاً في التفريج عن هذا الوضع . إلا أن اهم ما في الأمر هو أن تتعلّموا كيف تُعبِّروا عن مشاعركم ، وأن تتجاوزوها ولا تتمسكوا بها بعد التعبير عنها . القضية الأكثر عمقاً وأهميةً هي الثقة ، الثقة بأن كل شيء سيكون على ما يرام ، الثقة بالأشخاص من حولكم ، الثقة بأن الأحداث ستجري كما هو مقدّرٌ لها حتى من دون سيطرتكم أو تحكمكم ، الثقة بأن الكون سيدعمكم ويساندكم .
الإمساك هو أساساً رفض لاواعٍي لترك الأمور تأخذ مجراها ؛
وإن عدم التشبُّث بالمشاعر والانفعالات – هو المجدي هنا أما الكلمة الفعاله فهي "لاواعٍي" . لا أحد يريد أن يكون مصاباً بالإمساك فهو يشكل انغلاقاً على الصعيد العضلي وانقباضاً وانغلاقاً على الصعيد النفسي .
الحوار بين الجسد والنفس في حال الإمساك :
عندما تتمسكون بشيء ما فذلك يعود عادةً إلى خوفكم من ترك الأمور تفلت من عقالها ، وحدوث أشياء خارجة عن سيطرتكم .
من يعاني من الإمساك يعاني أيضاً من عدم الثقة بالمجهول أو الخوف منه ، مما يؤدي إلى انغلاق محكم من أجل التمسك بما هو مألوف وبما يُشعره بالأمان والسلامة .
- بماذا تتشبثون وتتمسّكون ؟؟ وما الذي قد يحدث لو أفلتّم الأمور من قبضتكم ؟؟
- ما الذي يحدث لعلاقاتكم أو عملكم إذا تخليتم عن سيطرتكم وتركتم الأشياء على سجيّتها ؟؟
- ما الذي تحتاجونه لتكوين ثقة أكبر في المجهول ؟؟
http://www.jucoolimages.com/images/summer_love/summer_love_05.gif
الإســــهال :
يُمكن أن ينتج عن عدوى جرثومية أو فيروسية ، أو تسمم غذائي ،
وفي هذه الحالة يمكنكم أن تتساءلوا عما يؤثر فيكم إلى هذا الحد . قد ينجم الإسهال أيضاً عن الشعور بالضغط الإنفعالي أو القلق أو الخوف أو الاضطراب والانزعاج .
الحوار بين الجسد والنفس في حال الإسهال :
يعني الإسهال أنكم تطرحون بسرعة لا يمكنكم معها امتصاص أيُّ غذاء ، ربما لأنكم تريدون التخلص مما أدخلتموه إلى كيانكم أو انكم تخافون الاقتراب من شخص معيّن على المستوى العاطفي ، وقد يحدث هذا لأنكم لم تعودوا قادرين على التشبّث بما يحدث – اي اصبح الأمر خانقاً ويتعدى قدرتكم على الاحتمال ، ولا تعرفون كيف تستوعبون مشاعركم مثل الهلع والقلق والأسى.
- هل تشعرون بالخوف من شيء ما ، ربما من مشاعركم ؟
- هل تشعرون وكأن شيئاً ما قد سدّد لكم ضربة انفعالية في الأمعاء ؟؟
- إذا كان الإسهال ناتجاً عن تسمم غذائي ، هل من شيء أو شخص ما في محيطكم سام جداً أو يجعلكم تشعرون بأنكم قد تسممتم ؟؟
- هل تريدون الهرب من شخص ما ؟؟
- هل تريدون التخلص من شيء ما ؟
- هل تظهرون بمظهر القوي الذي يجالد ويتحمّل ومع ذلك تشعرون بالعجز في داخلكم ؟؟
- هل تشعرون في الواقع بخوف شديد بحيث تفرغون أمعاءكم ؟؟
من المهم أن تتصلوا مجدداً بقوتكم وصلابتكم الداخليتين وتأخذوا الوقت اللازم لاختبار ما يحدث بشكل كامل ، بحيث تتمكنون من امتصاص (استيعاب) منافع كل تجربة تعيشونها .
المســـــــتـقيــم :
تدل علاقتكم مع عملية التغوط على مدى سهولة تقبُّلكم للأمور وترك الأمور تأخذ مجراها تلقائياً ، او على ما إذا كنتم تتشبثون بالأمور وتتمسكون بها .
الشرج هو نقطة الخروج الأخيرة من الجسم ، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفم كونه أول نقطة دخول ؛ لكن الفم منطقة تعمل بشكل إرادي ، في حين أن عمل الشرج ينتمي أكثر إلى اللاوعي . الشرج جزء غير ظاهر وحميم من كيانكم ، يبقى محجوباً عن النظر ، لذا فقد تجدون هنا الغضب أو الانتهاك أو الإساءة ، ربما نتيجة اغتصاب أو فعل جنسي غير مرغوب فيه .
http://www.edracat.com/new/upload/542236060612.JPG
الحوار بين الجسد والنفس في مشاكل المستقيم :
إن الغضب في الفم يظهر في الفكين ، في حين أن الغضب في الشرج يظهر في العضلات المشدودة أو التهيُّج الشديد أو الألم .
- هل يسبب لكم شخص ما " ألماً ، أو يضايقكم باستمرار ؟؟
- هل يقترب أكثر من اللازم وينتهك خصوصيتكم ؟؟
عندما تواجهون وضعاً يهدد حياتكم بالخطر أو متوتراً ككبت مشاعركم أثناء مقابلة لنيل وظيفة على سبيل المثال .
- ماذا يمكن أن يحدث إذا تركتم الأمور على سجيتها
- استنشقوا الهواء بشكل إرادي باتجاه أي توتر في المستقيم وعضلات المؤخرة وأزيلوا التوتر ، كيف تشعرون الآن ؟؟
البــــواســـــير :
أوردة متورمة تتكون عند التعرض لضغط شديد أثناء التغوط . أو عند محاولة تسريع العملية . يمكن أن تتفاقم في فترات التوتر الإنفعالي العاطفي أو عندما تتشبثون بمشاكل داخلية أو بمشاعر يجب إخراجها للعلن .
هناك صراع بين الدفع للخارج والإبقاء في الداخل ، وقد يعكس ذلك صراعاً بين الحب والخسارة ، أو الاستسلام والسيطرة ، أو الخوف والثقة كما في حالة الإمساك .
الـكـــــــــبـد :
الكبد هو العنصر الأكبر حجماً في الجسم ، وفيه العديد من الوظائف المختلفة ، ففي الكبد تتحول الدهون إلى طاقة ، او تُحضَر للتخزين ، وتحول البروتينات وغيرها من العناصر الغذائية إلى أشكال يمكن استخدامها ، وتُفرز الصفراء لتخزن في المرارة وتتهيأ لتفكيك الدهون .
إن أي تجاوز يحدث في النظام الغذائي ، كاستهلاك الكثير من الطعام الغني بالدهون ، أو السكر المكرر أو الكحول ، يؤثر مباشرةً في الكبد ، وإذا ارتفعت كميات السموم مثل الكحول أو المخدرات إلى مستويات عالية جداً ، يبدا الكبد بالتشكّي من أنكم تُدخِلون ما لا يستطيع تحمّله ، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي . تظهر مشاكل الكبد في سوء الهضم وانخفاض مستوى الطاقة ، ونقص الشهية والقدرة الجنسية ، والتعب وربما الصداع أو مشاكل العينين .
في حال الإدمان ، يستمر المدمن على التعاطي بالرغم من وجود حدود لا يجوز تجاوزها ، وتغطي السموم المستهلكة حالات سامة أكثر عمقاً في داخله . إن دور الكبد في تنظيف الجسم من السموم جوهري هنا ، ويعني أن الكبد قادر على تمييز السم والمادة غير المؤذية . لكن إذا فقدتم قدرتكم على التمييز وبدأتم باستهلاك كمية كبيرة من المواد المؤذية ، فإن الكبد سيعاني ويتأثر أيضاً .
الحواربين الجسد والنفس في حال مشاكل الكبد :
إذا كان الإدمان مشكلة تعانون منها ، اسألوا أنفسكم كيف أو لماذا فقدتم القدرة على تقييم سلوككم ؟؟
- لماذا تُغالون وتذهبون إلى أبعد مما ينبغي وتأخذون الأمور إلى حد التطرف ؟؟
- هل تختبئون من شيء أو شخص ما ؟؟
- ماهي المشاكل العميقة التي يغطيها ويسترها الإدمان ؟؟
- ما الذي يمكن أن يحدث إذا أقلعتم عن التعاطي ؟؟
في الطب الصيني يُعرف الكبد كمخزن الغضب ، ولاسيما الغضب المكبوت الذي يتجمع هنا ويمكن أن ينفجر في آخر المطاف . الغضب المفرط لا سيما إذا كان مكبوتاَ هو أشبه بسم في الجسم وكثيراً ما يكون السبب وراء الإدمان .
ويؤدي الغضب المكبوت إلى الاكتئاب ( الغضب الموجّه للداخل ) أو الشعور بالخزي أو الغيرة أو سرعة الإنفعال ، وهي جميعها تستنزف الطاقة وتضر بجهاز المناعة . وبالغضب ترتبط المرارة والاستياء والامتعاض ، التي تظهر في إفراز الصفراء ، أو الشعور بالذنب واليأس والإحباط والغضب .
ويرتبط الكبد أيضاً بمشاكل أكثر عمقاً ترتبط بمعنى الحياة وغايتها .
يؤدي كسل الكبد إلى الاكتئاب ، الذي يجعل الحياة تبدو من غير معنى .
الكبد يعطي الحياة ، وبالتالي فإن صحته تعكس مقدار اعتناقكم للحياة أو مدى تدميركم لذاتكم . يعزز الكبد المعافى الحماسة والإبداع والقوة الداخلية والمرونة .
إلتهاب الكبـــــد :
هنالك أنواع مختلفة من التهاب الكبد بعضها أكثر خطورة من الآخر . ينتج النوع "أ" A عن الظروف والأطعمة غير الصحية وغير النظيفة . أما النوع "بي" B فهو مرض فيروسي أكثر خطورة يمكنه التسبب بعدوى تدوم العمر كله وبتشمُّع وقصور الكبد . والنوع "سي" C فهو التهاب يصيب الكبد ويتفشّى بواسطة الدم الملوث ، وهو مرض الكبد الأكثر انتشاراَ في العالم .
الحوار بين الجسد والنفس في التهاب الكبد :
التهاب الكبد يشير إلى فقدان القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب وتشوّش هذه القدرة ، عندما لا يتم الاعتراف بأن السموم مؤذية . وينطبق ذلك على الشروط غير الصحية ، وعلى تعاطي المخدرات . يشعر المصاب بإلتهاب الكبد ، بأنهُ قد سُحِق وأُغرق في ما يتجاوز قدرته على التحمل أو المواجهه أو بأن الحياة تُسحَب منه بالتدريج .
- ما الذي يستنزف أو يؤثّر في إحساسكم العميق بوجود هدف أو معنى للحياة ؟؟؟
- إذا كانت المخدرات هي السبب ، فما هي المشاعر والانفعالات التي تكبتونها أو تنكرونها عن طريق تعاطي المخدرات ؟؟؟
http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/s720x720/402545_247391038664456_2126638718_n.jpg
المــــــرارة :
في المرارة تُخزَن الصفراء التي يفرزها الكبد ، والصفراء هي سائل مرٌّ أخضر يفكك الدهون لتسهيل هضمها وامتصاصها . نقص الصفراء يعني أن الهضم يستغرق وقتاً أطول ، وأنكم قد تشعرون بالغثيان ، ما يشير إلى عدم القدرة على تفكيك واستيعاب المعلومات الواردة ، وإلى الشعور بعدم القدرة على مواجهة الأمر . والصفراء تعني الحزم أو المرارة أو الحقد أو الخبث . وتشير نويات المرارة إلى أن نوبات من الغضب والمرارة تتهيّأ في داخاكم .
الحوار بين الجسد والنفس في مشكلة المرارة :
- ما الذي يجعلكم تشعرون بالمرارة وسوء المزاج لهذا الحد ؟؟
- ما الذي يصعب عليكم هضمه أو استيعابه عاطفياً أو انفعالياً ؟؟؟
حصـــى المـــرارة :
تتكوّن حصى المرارة عندما يتخثّر سائل الصفراء وبُحتجّز مشكلاً كتلاً صغيرة صلبة ، وبمكن أن يسبب خروجها من الجسم بألم شديد . ونظراً إلى أن الحصى مكونة من سائل محتجز فهي تعني العاطفة والانفعالات المتحجِّرة أو المكبوتة . تتطلّب الحصى وقتاً طويلاً لتتكوّن ، لذلك فإنها تمثل الاستياء المتراكم منذ زمن طويل . تشير حصى المرارة إلى الحاجة لتخفيف المرارة النفسية ، والاصغاء لاحتياجاتكم الشخصية .. لستم بحاجة إلى أن تستاؤوا لكي تحصلوا على ما أنتم بحاجة إليه .
البنكريـــاس :
يفرز أنزيمات ضرورية لتفكيك الدهون والبروتينات والكربوهيدرات ، وتسمح الأنزيمات بحدوث التغيير . فمن دونها لا يمكن هضم العناصر الغذائية كما يجب ، فتمر بالتالي في الجسم من دون أن يتم هضمها ، ما يتسبب بعسر الهضم والغثيان والنفخة وأيضاً الإسهال .
الحوار بين الجسد والنفس في حال التهاب البنكرياس أو قصورهُ :
يمكن لمشاكل البنكرياس أن تمثل عدم القدرة على هضم المعلومات الواردة .
- هل تشعرون بعدم القدرة على التعامل مع الوضع الذي تواجهونه ؟؟
- هل يبدو هذا الوضع غير قابل للتمرير أو خانقاً ويتجاوز الإحتمال ؟؟
- ما الذي يجب أن يتغيّر لكي تصبحوا قادرين على هضم مشاعركم ؟؟
- هل تقاومون تناول الطعام ؟؟
يفرز البنكرياس الأنسولين والغليكوجين الضروريين للحفاظ على مستوىً طبيعي من السكر بالدم . يطلق الأنسولين للسماح بامتصاص الغلوكوز وتحويله إلى طاقة ، في حين يحافظ الغليكوجين على التوازن إن لم يتوفّر الغلوكوز بالكمية الكافية . . . هذا توازن الحلاوة أو الحب في حياتكم . في غياب التوازن الصحيح تتأرجحون بين الحلاوة والمرارة ؛ بين الشعور بالحب والسعادة والشعور بالاكتئاب والحزن . بين التحلي بموقف متفائل والافتقار إلى الطاقة أو الغاية أو الإتجاه في الحياة .
يتأثر مستوى السكر بالدم بوجود كمية مفرطة من الأدرينالين ، ولاسيما عندما تواجهون الضغط النفسي ؛ وبالتالي فإن مشاكل البنكرياس ترتبط بالمحافظة على التوازن الصحيح في حياتكم ، توازن بين الأخذ والعطاء ، بين العمل واللهو .
http://www.hawahome.com/vb/nupload/54838_1186289749.jpg
مرض الســـكري :
يظهر السكري عندما لا تكون كمية الأنسولين كافية للتعامل مع الغلوكوز الوارد ، أو عندما يصبح البنكرياس غير قادر على إفراز أي كمية من الأنسولين ..
في كلتا الحالتين يتراكم السكر في الجسم ، ويُطلق مع البول بدلاً من أن يحوَّل إلى طاقة .
يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى إنخفاض الطاقة "النشاط" وإلى الوفاة إن لم يعالج .
لا يستطيع مرضى السكري إدخال السكر في نظامهم الغذائي ؛ وعلى نفس المنوال يصعب إدخال الحب إلى حياتهم والقبول به.
يرتبط السكري خصوصاً بالشعور بنقص الحلاوة أو بوفرتها المفرطة في حياة المريض . وقد يحدث ذلك نتيجة فقدان أحد المقربين أو نتيجة الوحدة . يمكن أن يصاب الأطفال بالسكري في الأوقات التي تشهد صراعات ونزاعات بين الوالدين ، أو الطلاق ، او فقدان أحدهما أو الشعور بأن أحد الوالدين لم يعد يحبه، او بسبب الحب الخانق الذي يحيط الوالدين به أطفالهم . ويتم الشعور بالسكري عند البالغين عندما يشعر الشخص بنقص تغذية عاطفية ، ويظهر أيضاً نتيجة للسمنه ، التي كثيراً ما ترتبط بفقدان الحب أو خوف من الحميمية ، ويبين الصلة بين الإفراط في الأكل للتعويض عن نقص في الحب وعدم القدرة على تلقي الحب . ويمكن أن يكون للضغط النفسي تأثير سلبي حيث لا تشعرون بأن هناك من يهتم لما يحدث لكم . ، فتفقدون حس التوازن العاطفي .
يصعب على الشخص أن يكون مستقلاً إذا كان يعتمد باستمرار على الأنسولين . ويولّد هذا الوضع تبعيةً أو إتّكالاً فيعيش الأولاد المصابون بالسكري وقتاً أطول في بيت العائلة ، وصعوبةً في جعل العلاقات الشخصية تدوم ؛ ونجد أيضاً استياءً وامتعاضاً ، رغبةً في أن نُحَب من غير الاضطرار لأن نحِب ، أن يتم الاهتمام بنا ورعايتنا من دون الاضطرار إلى أن نعطي . عندما تمُرُّ الحلاوة الداخلية مرور الكرام وتُغادر الجسم في البول ، يتولّد شعور بالحزن أو إحساس بالخسارة . وكثيراً ما يشعر المصابون بالسكري بالعزلة العاطفية ، وبعد القدرة على البذل من ذواتهم .
من الضروري جداً أن تتعلموا كيف تحبون أنفسكم وتجِدوا التوازن الصحيح بين الأخذ والعطاء .
انخفاض السكّر في الدم :
ينخفض السكر في الدم إما بسبب الإفراط في التمرين البدني ، أو عدم تناول ما يكفي من الطعام ، أو كثرة الأنسولين .
ربما أعطيتم الكثير للآخرين بحيث لم يبقَ أي شيء لأنفسكم . أنتم تحتاجون لبعض الوقت لِسَدِّ النقص في المخزون ، للحصول على بعض الغذاء والعودة إلى طبيعتكم .
تُشـير هذه الحالة عادةً إلى رغبة في الحصول على العاطفة والحنان والحب وإلى حاجة دائمة إلى من يطمئننا .
هل نتمعّن في وحدة النفس والجسد لنجد معنى وأسباب معاناتنا وآلامنا ؟؟؟
عندما نصل للحقائق نعرف الطريق للتوازن .. !!!
نأمل ونرجوا الفائدة للجميع ... والله ولي التوفيق