المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدخل إلى الطِّبِّ التبتي 4_5 _6 أسباب المرض_التشخيص والعلاج



tota2010
31-07-2016, 05:51 PM
مدخل إلى الطِّبِّ التبتي


أسباب المرض


بصورةٍ عامة، يمكن أن يصاب المرءُ بالمرض نتيجةَ حمية غذائية، وهو: تناول الطعام الذي لا يتجاوب مع جسمنا أو الطعام الدهني تمامًا. ويمكن أن تصيبنا الأمراض نتيجةَ مشاكل في سلوكنا، مثل الخروج في طقس بارد دون ارتداء ملابس كافية. والجلوس خارجًا على أرضية باردة، أو على صخرة رطبة باردة، هو سببٌ أكيدٌ لمشاكل الكُلْيَة. ويمكن أن يُسبِّبَ المرضَ كائنات دقيقة، مثل الجراثيم أو الميكروبات. وذلك شبيه بما يطرحه الطِّبُّ الغربي. ولكن ما يطرحه الطِّبُّ الصيني يتجاوز ذلك؛ من حيث إننا قادرون على النظر إلى مرحلة أعمق تكون سببًا لحدوث المرض. وأُرَجِّح أن أكثر الطرق فائدةً وإثارةً للاهتمام هي النظر إلى الطِّبِّ التبتيِّ؛ من حيث طرقنا الأربع للتفكير هي الفكرة الكُلِّيَّة بأن السبب الكامن والأساسي لاختلال التوازن الجسمي هو اختلال توازن العاطف والعقل.

وإذا أردنا التغلُّب على مرضٍ ما بشكلٍ كامل فعلينا أن نصبح متوازنِينَ على كل المستويات، خاصَّةً على المستوى العاطفي والعقلي. وهناك ثلاث عواطف أو مواقف مثيرة للقلق بشكلٍ أولي؛ يسعى الأول إلى الرغبة والارتباط، وهي رغبة عصبية، تُشعر المرءَ أن عليه أن يفهم الأمر وإلاَّ فسيُجَنُّ. والثاني هو الغضب. والثالث هو الأفق الضيِّق والعِناد الساذَج. وترتبط هذه الأمور باضطرابات الأمزجة الثلاثة؛ فمن الرغبة تأتي اضطرابات الريح، ومن الغضب اضطرابات الصفراوية، ومن ضيق الأفق اضطرابات البلغم. وذلك مثيرٌ للاهتمام جِدًّا. دعونا نقترب منه أكثر.

كثيرًا ما تتميز اضطرابات الريح بالتوتُّر الشديد، وتتعلَّق هذه الاضطرابات بضغط دمٍ مرتفع. كما ينتابنا إحساسٌ عارمٌ بضيقٍ في الصدر، ويصبح قلبنا – كما يقال – كَسِيرًا، ونشعر بالاكتئاب الشديد، وتلك عبارة عن اضطرابات ريح كثيرة الحدوث، ترتبط برغبة السعي. فعلى سبيل المثال، إذا كنا مُتعلِّقين جِدًّا بجني الكثير من المال فإننا نعمل ونعمل، ويُؤدِّي هذا إلى ارتفاع ضغط الدم، ويصيبنا التوتر باستمرار. وإذا كنا متعلِّقين جِدًّا بأحدهم، وتُوفِّيَ هذا الشخص أو تركنا، تنتابنا أعراض القلب المكسور كلها. أمَّا الأشخاص الذين يمارسون التأمُّل بشكل غير صحيح، ويتحمَّلون ما لا طاقة لهم به، فيُطوِّرون كذلك اضطرابات الريح. وعندما نُحمِّل أنفسنا فوق طاقتها في أيِّ شيء فإنها تعصر الطاقة في الجسم، ممَّا يُؤدِّي إلى استقامة الصدر والتوتر وجنون الشكِّ، وما إلى ذلك. وتُعدُّ الأمعاء أو المَعِدة التي تَتعرَّض إلى التوتُّر صورةً من صوَر اضطراب الريح. أمَّا السبب النفسي الكامن لهذه المشاكل فهو التعلُّق أو الرغبة المفرطة.

وتنبع اضطرابات الصفراوية من الغضب. وتتعلَّق القرحة – إذا كان هناك الكثير من الصفراوية في المَعِدة – بتعرُّض المرء إلى نوبة غضبٍ شديدة، وعندما نغضب يتحوَّل لوننا إلى الأحمر. وتؤثر الصفراوية على تَلوُّن المادة، فيتحوَّل لوننا إلى الأصفر عند الرضا، وإلى الأحمر عند الغضب. كما أن هناك صفراوية أوجاع الرأس، التي غالبًا ما تأتي مع الغضب: احمرار العينيْنِ واحمرار الرأس.

يَتعلَّق البلغم بكوْنِ المرء ساذجًا وضيِّق الأفق، ونتمسَّك بالأفكار بعِنادٍ شديد، ولا نرغب في الاستماع لأي شخصٍ آخر. أو تكون قلوبنا مغلقة في وجه أشخاصٍ معينين؛ لأننا لا نريد التعامل معهم. وعندما نُغلق باب العقل والقلب تُغلق معها جيوبنا، ونعاني من مشاكل في التجاويف، أو نعاني من مشاكل في صدرنا، مثل الالتهاب الرئوي والربو، أو انغلاق الجسم، وتصلُّبه مع التهاب المفاصل والروماتيزم، ويعكس الجسم حال العقل إن لم يكن مَرِنًا.

ورغم أن ذلك قد لا يكون دقيقًا بشكلٍ كامل، إلا أننا يمكن أن نُطبِّق هذا النوع من التفكير على الأمراض الأخرى كذلك. وكثيرًا ما نكتشف أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السرطان يعانون من ميل شديد إلى تدمير الذات. فبعد وفاة عمَّتي – مثلاً – لم يعد عمِّي يمتلك الرغبة في الحياة، وبدأ يتَّجه إلى تدمير ذاته، وسَرعان ما أُصِيبَ بمرض السرطان؛ حيث دمَّر الجسم كله، وتُوفِّيَ خلال سنة. ويمكن للمرء أن يفكر أن الحالة العقلية تنعكس من خلال تدمير الذات الذي يجلبه السرطان، وهذا ليس صحيحًا، كما هو واضح بالنسبة لكل حالة سرطان، إلا أنه يعطينا شيئًا مثيرًا للاهتمام حتى نُفكِّر به.

وبالنسبة لمرض الإيدز فلا يملك الجسم أيَّة قدرة على محاربة الأجسام الغريبة، ولم يكن بعض الأشخاص المصابين بالإيدز يستطيعون أن يحاربوا الإدمان على المخدرات أو الجنس المحرَّم. تمامًا مثل عدم قدرتهم على التحكُّم بأنفسهم أمامَ رغباتهم، ولا يستطيع الجسم الدفاع عن نفسه ضِدَّ أي شيء. وهذا هو جانب الطبِّ التبتي الذي أرى أنه الجانب الأكثر إثارة للاهتمام، بعيدًا عن الاستخدام الفعلي للدواء.

تشخيص المرض


نتابع مع النظام الطبي الفعلي. بالنسبة لتشخيص الأمراض فلدينا عملية الاستفهام عن المرض والفحص العَيْني وفحص النبض. ولا يهتم التبتيون كثيرًا بالاستفهام عن المرض، بل ينصبُّ اهتمامهم على القسميْنِ الآخريْنِ. ويَضُمُّ الفحص العَيْني فحصَ اللسانِ، لكن الشيء الرئيس هو فحص البول؛ فينظر الأطباء إلى عينة البول الأولى الصباحية، وتُؤخذ العَيِّنة إلى الطبيب في حاوية واضحة أو بيضاء، فيُحرِّكها الطبيب باستخدام عود، وينظر الطبيب على عدة مُتغيِّرات: أولاً ينظر الأطباء إلى اللون، وبعدها إلى نوعية الفُقَّاعات التي تنتج عن الخفق، وحجمها، وزمن بقائها، وكيف تبدو إذا تفرَّقتْ؟ وهل هناك دُهنيَّة مُعيَّنة في الأمر؟ وهل البول خفيف أم كثيف؟ وهل هناك أية ترسُّبات؟ كما أنهم يفحصون رائحتها. وإذا حصلوا على العينة في الصباح فورًا فيمكنهم أيضًا مراقبة كيفية تغيُّر لونها عندما تبرُد. ومع كل هذه التغيرات يمكن للمرء أن يقوم بتشخيصٍ شديدِ الدقة للمرض.

إن فحص البول في الحقيقة نظامٌ مُتميِّز للغاية لعملية التشخيص؛ لأنه – كما هي الحال عند فحص النبض – على الطبيب أن يأخذ بعين الاعتبار سِنَّ الشخص وجنسه والتاريخ الحالي. وعندما يقوم الأطِبَّاءُ بفحص البول يأخذون بعين الاعتبار كذلك الفترة التي مَكثها البول. ويتيح ذلك للأطباء فحص بول مأخوذ منذ أسبوع أو أسبوعين، وكان ذلك أمرًا مُساعِدًا في التبت؛ حيث كان يتوجَّب على أفراد العائلة أحيانًا أن يحملوا عينة البول على ثورٍ تبتي ضخم أسبوعًا أو أسبوعين قبل أن يصلوا إلى الطبيب. وفي الوقت الحاضر فنستطيع إرسال العينة إلى الهند عن طريق البريد الجوي.

يخضع نبض القلب للفحص كذلك، وهذا أمر يَنُمُّ عن ثقافة عالية؛ حيث يفحص الطبيب في العادة النبض من الرسغ، فوق الإبهام قليلاً، مستخدمًا ثلاث أصابع، ويضغط الطبيب بكل إصبع بدرجة مختلفة؛ حيث يتحسَّس بالسَّبَّابة سطح الجلد فقط لمعرفة النبض، بينما تضغط الإصبع الوُسْطَى أكثر قليلاً، في حين تضغط إصبع البِنصر (الإصبع التي تلي الوسطى) أكثر وأشد ما تستطيع، وتزحف كل إصبع بشكل خفيف من جانبٍ إلى آخر، ويكون ذلك على كِلا الرُّسْغَيْنِ. وبهذه الطريقة يقرأ كُلُّ جانب من الإصبع تشخيصَ كل عُضوٍ في الجسم.

ويُقَاس مستوى النبض من خلال مقارنته بأنفاس الطبيب، فلم يكن هناك ساعة يد في التبت القديمة، لذا كان على الطبيب أن يَعُدَّ عدد النبضات مقابل عشرة أنفاس منه مثلاً. بالإضافة إلى ذلك، يفحص المرءُ ما يحدث للنبض عندما يضغط بقوة أكبر: هل يختفي؟ وهل يرتد من جديد بقوة؟ وينظر المرءُ إلى طريقة تنقل النبض في الشريان من خلال تحسُّس انسيابه خلال الأصابع الثلاث. ويُلْحَظ "شكل" النبض: هل ينتقل؟ وهل يأتي بحالاتٍ قُصوى حادَّة؟ وهل يتحوَّل من جانب إلى آخر؟ هناك الكثير من الاحتمالات. ومن الواضح أن ذلك يتطلَّب أن يكون للطبيب أصابع حسَّاسة. في حين أن هناك فحوصات نبض تعتمد على نظام الأيوفيدا الهندي، الهندوسي المنشأ، إضافةً إلى الطِّبِّ الصيني؛ حيث تُمارس تلك الفحوصات بشكل مختلف في كُلِّ نظامٍ، ويبدو أن فحص البول يميز النظام التبتي.

العلاج


من خلال فحص هذه الأشياء المختلفة يستطيع الطبيب أن يتوصَّل إلى التشخيص. وبعد ذلك نحتاج إلى علاج. ويشمل العلاج ضبط الحمية الغذائية، وضبط السلوكيات وتناول الدواء، لكن هناك أساليب أخرى لعلاج الحالات المتعدِّدة، بما في ذلك علاج الوخز بالإبر وتسخين الإبر، وهو عبارة عن حرق أعضاء من الجسم.

جعفر محمد
01-08-2016, 03:35 AM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم

نور الهدى
02-08-2016, 11:12 AM
شكرا على الموضوع المتميز والمعلومات القيمة اختى

جنة
03-08-2016, 09:42 AM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة اختى ونرجو المزيد