المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نماذج لأشخاص على الفيسبوك.. يتوجّـب قتلهم بلا رحمـة !



نسائم الرحمن
28-03-2017, 01:44 PM
نماذج لأشخاص على الفيسبوك.. يتوجّـب قتلهم بلا رحمـة !


http://oka-info.ru/media/images/2013/11/19/oka_oka_e6deadbda8c3.jpg

عماد أبو الفتوح




كل أطيــاف البشــر ستجدها على الفيسبوك ..



المتعلم والمثقف والجاهل والمتدين والمتشدد والمُلحد والأحمق والسخيف والشاعر والعاقل والبــرئ والشــرير .. كل أطياف البشــر الذين تجدهم فى العالم الواقعي من حولك ، ستجدهم كذلك – وربما بشكــل أكبــر – فى هذا العالم الإفتراضي الذي صنعه (مارك زوكربيرغ) منذ عدة سنوات ..

ولأن العالم الواقعي يعج بالأوغاد ، ويعج بالمُتناقضات ، ويعج بالأمور المُستفزة حقاً .. ستجد أن الفيسبوك يعج بأضعاف أضعاف هذه الأمور لسبب بسيط : أنه من السهل أن تبتعد عن هذه الامور فى حياتك الواقعية .. ولكن من الصعب جداً ان تبتعد عنها فى العالم الإفتراضي إلا بالضغط على زر ( Unfriend ) أو الـ ( Block ) لصديقك العزيـــز .. وهذا ليس إجراءاً إنسانياً راقياً طبعاً..



لذلك ، وجدت أن أفضل ما يُمكنني القيام به ، هو أن أخرج غيظي من خلال هذا المقال ، وأذكـــر لكم أكثر النماذج للأشخاص الذين تجدهم فى الفيسبوك ، والذين يستحقـــون – من وجهة نظري – القتل فوراً بلا أي رحمة أو شفقة .. ثم توضع أشلاءهم المُحترقة فى مصنع لتدوير المُخلفات النووية !

فقط .. أتمنى ألا تكـــون أنت شخصياً واحد من هؤلاء !

المُلحــــد الثرثــار

فى الحقيقة ، ليس لديَّ أي مُشكـــلة فى إعتناق أي أحد لأي دين ، أو تخلي أي أحد عن دينه أو إعلان إلـحــاده أو تدينه .. هذه حـــرية شخصيـــة مُطلقة ..

ولكن ، لو كل شخص قرأ كتاباً او كتابين عن نظرية النشــوء والتطور ، وشاهد فيلماً وثائقياً رديئاً يشــرح له بهدوء أنه ينتمي إلى فصيـــلة عُليا من القـــرود .. ثم أخذ يملأ فضاء الفيسبوك ضجيجاً وصراخاً أنه توصل إلى الحقيقة ، وأن كل مُعتنقي الأديان حُمقى ، وأنه هو الوحيـــد العبقري الذي توصل إلى ســر الوجود ..

فهــذه النوعيات من البشـــر لا يُجدى معه حوار أو تفاهم .. فقط كل ماعليك هو تُـريح نفسك وتحذفه تماماً من عالمك الإفتراضي ، وتريح نفســـك من عناء الغبـــاء والإستغباء الذي لا يتوقف طوال الوقت .. بإعتبار أنه هو شخصياً يُنكر إنسانيته ، فلماذا تُعامله بشكل بشري مُتحضر ؟

اتركه مع نظرياته وفرضياته التى قرأها من كتاب قديــم ، وشعــر – وقتها – وهو يمسكه فى يده بأنه عظيــم جداً ومثقف ويفكـــر بطريقة مُختلفة عن المُحيطين به .. حتى ولو كان – غالباً – لا يفهم حــرفاً مما قرأه ، وليس هدفه أصلاً ان يفهم ..

الهــدف فى المعتاد أن يبدو مُثقفاً وعالماً ببواطن الأمـــور أكثر مما يجب !

المُتشـــدد الذي يملأ الدنيا ضجيجاً

وهذا على النقيـــض تماماً من النموذج السابق ، ولكنه أكثــــر إستفزازاً فى رأيي ..

حتماً هذا النموذج يريد أن يوصل إليك فكرة واحدة من خلال المنشـــورات التى ينشرها على صفحته فى الفيسبوك : الله لم يهد غيـــري فى الوجود ، وأنت وغـــد حقيــــر ستذهب حتماً إلى الجحيـــم .. وأن مُجرد النقاش معه فى أي أمر من أمور الدنيا او الآخر ، هو من باب الابتـــداع .. فضلاً عن أنك أصلاً لا تفهم شيئاً ..

غالباً يكون هذا النمـــوذج مُستفز جداً ، وله آراء سياسية وحياتية ربما تصيـــبك بإنهيار عصبي عنيف إذا حاولت أن تتناقش معه فيها .. فضلاً أنهم – فى المُعتاد – يتميـــزون بمهارات لغويـــة رائعة فى السباب والشتائم القــذرة ، ويستخدمونها فوراً معك فى أقل نقاش .. مما يُشيـــر فعلاً أن الموضوع كله ( مشــاكل نفسية مُزمنة ) اتخذت التديـــن ستاراً لإشعـــار الجميع بأنه ( يغضب للحق ) .. ويدافع عن الدين ضد الأوغاد أمثالك ..

هذا النـــوع من البشر إما أن تتجاهله أو تحذفه .. وإما ستقضى فترة طويلة تعاني من امراض الضغط والسكري ، ثم يرسل إليك من يقتلك فوراً نُصـــرة للحق والدين ..

لماذا تُضيع وقتــك فى الإحتفاظ به فى قائمة أصدقاءك ؟

الشــعراء المجانين

هذا النـــوع فى رأيي يحتاج أن تُفصـــل رأسه عن جســـده بلا رحمة ، وتُعلق على أحد الاماكن الشهيــرة كنوع من التهديـــد والترهيب للجميــع بألا يسيـــروا على خطاهم للأبد ..

ستتفهم حتماً ما أعنيه عندما تكون جالساً فى هدوء الليل تتصفح الفيسبـــوك ، وتجد أمامك شعـــراً رديئاً كتبه أحد هؤلاء الأشخاص فى صفحته ، لا تفهـــم أنت منه حرفاً .. الكثير جداً من الكلام الفارغ الذي لا تــجد له أي معنى مثل :

امنحني عسل شفتيك .. لأن الأماكن كلها بلا جدوى فى غيابك .. والشتاء على الأبواب .. إلخ ..

المُثيـــر للغيظ والجنون أن هذه الحماقات تجدها مليئة بعلامات الـ ( Like ) من أصدقاء هذا الشاعر ، فى الوقت الذي تحاول أنت فقط أن تستوعب معنى هذا الهُـــراء ..

طبعاً ستجد الكثيـــر من الكلمات التى تشمل معانٍ إباحية كـ ( النهدين ) وحركات جسدها وهي تركض مثل الغزال الرشيق .. ثم كلمات من نوع : ” ضميني إلى صدرك الحنون .. احتاج إلى من يمنحني دفئاً ” .. فيدخل أحد الأصدقاء المُتحمسين ويخبر الشاعر بضيقه الشديد من وضع هذه الكلمات .. فيأتي الرد هادئاً من الشاعر أنه ( كان يمـــر بحالة كوزموبوليتانية ) عندما كتب هذه الأبيــات ..

وأن هذه أمور لا يفهمها – طبعاً – إلا الشعراء المُرهفين أمثاله !

المُتظاهرون بالنجاح

تعرف هذا النـــوع فوراً من 4 أمور أساسية يضعها فى ( بروفايله ) الشخصي :

# صـــورة وهو يرتدي بذلة أنيقة ، ويشبك أصابعه ببعضها البعض وعلى وجهه إبتسامة صفـــراء – يحاول أن يجعلها واثقة – ..

# أي جُملة يكتبها فى الـ ( Status ) يجب أن يُتبعها بإبتسامة إفتراضيـــة .. كأنه يعرف مايتكلم فيه بالضبط ، وأنه يُحاول مُساعدتكم جميعاً وإنقاذكم من بئـــر الفشل العميق الذين تعيشون فيه ..

# جُل مايقوله هو حِكم ومواعظ إلتقطها من كتاب قديم قرأ منه صفحتين أو ثلاثة .. فيجدها فُرصة ممتازة حتى يقتلك قتلاً بالمواعظ السخيفة التى قرأها ، والتي تدور كلها حول :

( النجاح رحلة كفاح ) .. ( إفعل ما تستطيع واترك الباقي لله عز وجل ) .. ( لماذا تشعر باليأس وأنت بداخلك طاقة قادرة على إنارة مدينة نيويورك لمدة ثلاثة أيام ) .. ويختمها طبعاً بالإبتسامة الإفتراضية القميــئة..

# دائماً يستخدم إسماً مُستعاراً .. ( مديـــر الناجحين ) .. ( قائد القادة ) .. ( قلب الأسد ) .. ( الفارس الأســـود ) .. ( مُدمـــر الفشـــل ) .. إلى آخر هذا الهُراء المُزمن..

هذا النــوع من الشخصيات الإفتراضية فى الغالب مُصــاب بعُقدة فشل حادة .. خذوها قاعدة مني ياشباب ، تُلخص لكم كل شيئ :

أكثـــر الناس نجاحاً هم أقلهم كلاماً وحديثاً عن النــجاح الذين يمرون به .. ليس عندهم وقت أو إهتمام بوضع أقوال ومواعظ فى كل ( Status ) يكتبونه ، أو منشـــور يضعونه على صفحاتهم ..

للأسف هذا النموذج من الصعب جداً ان تتخلص منه بسهولة ، لأنه من الظُلم أن تحذفه من قائمة أصدقاءك لأنه غيــر مؤذي مُعظم الاوقات ، وعادة مايكونوا مُهذبين جداً ..

فقط حاول أن تنصحه بهدوء أن يستغل وقت فراغه فى أمور أهم من كتابة نصائح ومواعظ عبر الفيسبوك ..

المُهتمون بـ ( إرهاصات مابعد الحداثة ) !

هذا النـــوع من الأشخاص على الفيسبـــوك فى الحقيقة يحتاج إلى أن يتم نسفه بقاذفة قنابل مُتطورة ، تحوله إلى بُخـــار فى لحظات .. يتلاشى من الوجـــود ذاته ، فيُريــح ويستـــريح ..

تعرفه فوراً عندما تطالع معلومات عنه فى الــ ( About ) لتعرف عنه المزيد من المعلومات .. فتجده يضع سيــرته الذاتية مُتكاملة ، منذ أن جاء إلى الدنيا ، مروراً بالشهادات التعليمية والاكاديمية التى حصل عليها ، إنتهاءاً لآخر حدث مر به الأسبوع الماضي ..

بعد أن تنبهر بهذه السيرة الذاتية ، الذي يجب أن تشمل زمالة أو إثنين من جامعتين فى هولندا ، ثم منحة فى جامعة فى السويد ، مروراً بمحاضرة ألقاها فى النمسا حضرها رئيس وزراء المـجر شخصياً ، وانتهاءاً بإلقاءه الكلمة الختامية للمؤتمر الصحفي الذي عقدته ملكة بريطانيا فى ذكـــرى الجلوس على العرش ..

هنا تعود مرة أخرى إلى صفحته الأساسية ، فتجد الكثيـــر جداً من التحذلق والهُراء العميــق جداً من نوع :

” البنية الثــورية السائلة فى إرهاصات مابعد الحداثة المُجتمعية ، تكشف بوضوح عن المنهجية المُتجددة داخل أقطــاب الحركة الإنسانيـــة “

طبعاً ستجد عدد مهول من علامات الإعجاب والمُشاركة لهذه الجُملة ، من أشخـــاص لهم نفس العقلية العجيبة .. وتبقى انت الوحيـــد التعيس الذي لا يفهم حرفاً من هؤلاء الأوغاد المجانين ..

الفتيـــات الحالمـــات

الكثيــر جداً من صور الزهور والفراشات والأطفال وقطــرات المطر ، تجدها فى صفحتك الرئيسية المليئة بالصديقات الحالمات على الدوام ..

تجدهن دائماً يكتبن عبارات عجيــبة – ويجب أن تكـــون بالتشكيــل للأحـــرف والكلمات – ، دائماً يشير معناها أنهن يتعذبن بنار العشق والهوى والوحدة .. وأن حبيبها – المجهول – تركها وحيدة او لا يشعـــر بها .. ومع ذلك ، هي تحب هذا الوغد تحديداً دون غيره ..

الســـؤال : لماذا تضيعين وقتك ووقتي فى هذا الهُراء ؟ .. لماذا لا نتواصل بشكل مُباشر عبر الشات ونتبادل أرقام الهواتف ، ونملأ الحياة بعبارات الحب والغزل والعشق ، بدلاً من مُخاطبة حبيب مجهـــول بعبارات غير مفهومة ، وصور حمقاء لا تعبر عن أي شيئ ، ولا تهم أحداً ان يراها .. حتى حبيبك المجهول لن يستفيد شيئاً عندما يرى هذه الكلمات والصور ، وسيعتبرها تضييعاً لوقته ..

وبدوري أخاطبها قائلاً :

” أَراكِ فِي كُل هَمسةٍ من هَمسَات السَحــَر .. أشعُرٍك مَع كُل قَطــرَةٍ من قَطــراتِ المَطـــرْ “

دعونا نحارب الحماقة بالحماقة إذن ، ربما نصل إلى نتيجة فى يوم من الأيام :


غــرباء الأطـــوار

جيــوش الظلام تحاصرني .. أتلفت يمينا ويساراً فلا أجد إلا الأعداء .. أحذرهم بأنهم إن تمــادوا فيما يفعلــون ، فســوف أدمرهم تمــاماً .. سأبــدأ معــركتي عند الفجــر ، والخاسر سيذهب إلى مزبلة التـاريخ ..
لا داعي لأن تجهــد نفسك فى محاولة تفسيــر هذا المنشــور ، فقط انطلق إلى أقـرب طبيب نفسي تحت التمرين واعرض عليه ورقة تضم هذه الجملــة ..

سينظـر للكلمات قليلاً ، ثم سيطلب منك فى هدوء ضــرورة احضار الشخص الذي كتب هذه الكلمــات إلى المصحة النفسيــة فى أقرب وقت ممكن ، باعتبــار ان تركه يعيش بهذا الشكـــل سيؤدي إلى عواقب وخيمة له على المستوى الفردي ، وعلى المحيطين به على المستوى الجمــاعي ..

إذا لم يكن ضمن أصدقاءك على الفيسبــوك من يخبــرك ليل نهار أن جيوش الظلام تحاصــره ، وأنه سيبدأ معاركه عند الفجــر .. صدقني أنا أحســدك وأحقــد عليك ، وأعتقـــد أن تعيش وقتاً طيباً فى تصفح الفيسبـــوك ..

*******************

المبتســمون صبــاحاً

هذا النوع من البشر الذي يشعــرك أنك وغد حقيقي ، وأن العالم من حولك ملئ باللطفــاء والهادئيــن والمستمتعين بحياتهم بشكـــل مذهل .. انت فقط من تعيش فى حياة مليئة بالاكتئاب والمشـاكل والمنغصــات ..

تجده في الصباح ، يكتب منشــوراً انيقــاً :

صبــاحُكم أيها الاصـدقاء والأحبــّة ، رحـبٌ .. يتســعُ للجميـــع

هل أنت متأكد من هذا الكلام فعلاً ؟ .. هل تستيقظ صباحاً فتجد الوجود رحبـاً جميلاً إلى هذا الحد ، للدرجة التى تجعلك تبحث فى غــوغل عن صــورة لشخص نشيط مبتسم يقفز فى الصباح الباكر ، ثم تقوم بتحميلها على صفحتك الشخصية ، وتكتب هذه الجملة – أو مايشبههــا – بالتشكيــل فوق الأحـــرف ؟ ..

لماذا لا تقــول ” صبـاح الخيــر “ بهدوء واختصار وتنهي الامـــر ، دون الحاجة إلى كلمــات ملتوية ، وصــور لا تعبــّر عن واقع المستيقظيــن صباحاً على الإطــلاق !

*********************

مُحتـــرفو تشـــويه الحوائــط

ربما لا تجد النموذجين السابقيــن بهذه الغرابة ، ولا تشعــر معهمــا بهذا القدر من الضيق .. ولكن يستحيــل أن يكون لديك حساباً على الفيسبـــوك ، ولا تجـــد هذا الوغـــد المعتـــاد الذي يعتبـــر أن رسالته فى الحيـــاة هو تشــويه حوائط كل أصدقاءه الافتراضيين بأي شيئ ، وفي أي وقت ..

تشويــه الحوائط المعتـــاد يكون عبر :

الصـــور التى تحيل حياتك جحيماً..

يجب أن تستيقظ صباحاً فتجد أن صديقك قام بعمـــل *** لك فى صـــورة سوداء تذكــرك بأنك ستموت يوماً من الايام وستأكلك الديدان .. ويتهمك بأنك غافل تماماً عن ذلك.. إلخ

الفتــاة الرقيقة ..

التى تصــمم على إشــراكك فى صـــور رومانسية مليئة بالورود ، وغير مفهومة على الإطــلاق .. وبالطبع تجد مؤشــر الاشعــارات مضيئاً على الدوام ، باعتبــار أن كل من فى الصــورة هم فتيــات مثلها ، ويفهمــون هذه الأمور ، ولا يخــرسون أبداً عن التعليقـــات على هذه الصــور ..

تقوم حنان بالرد على عبيــر .. وعبير ترد على همس المشاعر .. وهمس المشاعر تجيب الساجدة لله .. والساجدة لله تقــوم بعمل Mention لرنين الصمت .. فترد رنين الصمت على الجميع .. وهكذا ..
طبعــاً انت ضائع فى هذا العالم ، وتتمالك أعصابك بكــل مالديك من قوة ، إلى أن يأتي اليوم الذي ستنفجـــر فيه حتمــاً ..

الصور الشخصية

صديقك الذي التقط صورة طريفة له وهو ينظــر إلى البحــر فى لحظة الغروب ويتظــاهر بالحزن والعُمق .. يجب أن يشوّه حائطك ، ويجبـــرك أن تشــاهد صورته وهو يتطــلع إلى البحر فى حزن .. هذه من البديهيـــات الآن ..

ستقــرأ رغم أنفــك !

وهذه من أكثر الامور التى تضايقني فى الواقع .. انت لديك توجه / فكر / فلسفة / رأي معين ، لماذا تصمم أن تجعلني أقــرؤه رغمـاً عني ؟ .. لماذا لا تضعه فى صفحتك الشخصية ، وأنا سوف أطالعه بنفسي إن كنت مهتمــا ، وسوف أقـــوم – تخيــَّـل ذلك – بكتابة تعليق يشرح وجهة نظــري حول ماتقـــوله ..

لست فى حاجة أن تشوّه حائطي بآراءك السياسية والاجتماعية والانسانية والفنية والشخصية والروحية والفلسفية كل ساعة فى كل يوم ، وتجبرني على قراءتها .. ما الشيئ الممتع فى ذلك ؟!

*********************

المُقيــمون على الفيسبوك

يذهب إلى مطعم ليلتهم بعــض الشطائر ، فيكتب منشــوراً على الفيسبوك :

أنا متواجد فى مطعــم كذا ، مع أصدقائي ( فلان وفلان وفلان ) .. والطعــام شهي جداً .. Yummy !!

يخرج من المطعم فيكتب :

نحن فى الشارع الآن ، وسنتوجه إلى المقهـــى ..

يجلس على المقهــى ، فيلتقط صــورة لكوب الشــاي الموضوع أمامه ، ويرفعها على الفيسبوك مع تعليق :

كوب شاي بالنعنـــاع ، برفقة اصدقائي تحت شمــس العصــر الدافئة .. Feeling Excited

يتوجه إلى حمـــام المقهى ، فيكتب :

فى طريقي إلى المرحاض .. يبدو أن الطعــام الذي تناولناه لم يكن نظيفــاً كما كنت اتصور .. أشعــر بأن لدي حالة إسهــال حادة ..

يخــرج من الحمـــام ليكتب :

الحمد لله .. أشعر بالراحة الآن ..

وهكــــذا يعيش .. وسيظــل هكذا غالبا إلى أن يقضى الله امراً كان مفعولا .. ربما وقتها سيمسك هاتفه ، ويكتب بحروف مرتعشة منشــوراً مفــاده :

أنا سوف أموت الآن .. وداعاً !

صدقني ، لست فى حاجة أن اعرف كل خطــوة تخطوها ، وكل وجبة تناولتها ، وإذا اصبت بحالة اسهال حادة أم لا ..

ليس أمراً مهمــاً لي إلى هذا الحد !


المتظــاهرون بالعُمـــق

يجب أن يكون لديك مجموعة من الاصدقاء لا يكفــون عن كتابة جُمـــل واقتباسات وكلمــات عميقة جداً .. ويجب طبعاً ان تجد لديهم عشــرات المعلقين الذين يخبــرونهم كم هم رائعيــن ، وأن هذه الاقتباسات هائلة ومميــزة ..

إذا كنت تريد أن تنضم إلى هذه القافلة ، توجه فوراً إلى اي موقع لتحميل الكتب ، وحمّل كتابين أو ثلاثة لأحلام مستغانمي وغادة السمـــان – يُنصح بشــدة للفتيـات غريبات الأطوار اللواتي يعتبــرن ان الرجــل عموماً كائن حقيــر – ..

وفى حالة كونك شاباً يبحث عن الاختلاف ، قم بتحميل بعض كتب الدكتور ابراهيم الفقي ، واكتب بعض الكلمــات المؤثرة عن النجــاح .. ولا بأس من بعض الحكم القديـــمة ، وبعض الأشعار التى تجدها هنا أو هناك ..

وسيأخذ عنك أصدقاءك فكــرة لا بأس بها أنك إنســان عميق فعلاً ومثقف إلى حد كبيـــر ..

************************

لعنـــة Ask.fm

التطبيق المريض الذي حوّل كل الاشخاص على الفيسبوك إلى مشاهيــر فجــأة .. الجميع – بلا استثناء – لجــأ إلى هذا التطبيق لأنه يلعب بذكاء بالغ على وتــر ( أن هنــاك أشخاص مجهولين يهتمون بك ) ..

جميــل .. ولكن عندما يخلو تطبيقك من أي اسئلة ويتجاهلك الجميــع ، ليس من الضــروري أن توجه الاسئلة لنفســك ، ثم تجيب عنها بحمـــاس باعتبــار أنك مهتم بالاجابة ، وتظهر نفسك أمام اصدقاءك بأن هناك من يلقى عليك الاسئلة ليل نهــار ، وأنك – رغم انشغالك الدائم – تستقطع جزءاً من وقتك لترد عليه ..

الأمر لا يستحق كل هذا العنــاء .. من يريد أن يسألك فى شيئ ما بشكــل شخصي ، سيرسل لك رسالة Inbox بمنتهى البسـاطة .. الحياة سهلة جداً كما ترى !

********************

إذا كنت من هذه النمــاذج ، فأنا أخبــرك صادقــاً ان ماتقوم به يجعــل حياة الكثيرين صعبــة للغاية ، بإعتبــار ان الفيسبوك كعــالم افتراضي ملجــأ نتوجه إليه جميــعاً لنبتعــد عن الواقع المرير الذي نعيشه .. فلماذا تصمم / تصممين على جعـــل حياتنا فى العالم الافتراضي سيئة أيضــاً ؟

حــاول ان تفهــم أن الفيسبوك مكان لتشــارك الاهتمــامات والمعرفة والاخبار والأفكــار .. صحيح أنه من حقك ان تفعــل ماتريده فى النهاية .. ولكن اعتبــرها نصيحة بسيطة على كل حال ! 😕


هل هذا كل شيئ ؟ .. الحقيقة أن هناك الكثــير جداً من النماذج البشرية الأخرى على الفيسبوك ، التى أعتبرها وسائل عصـــرية تجذب المرض جذباً إليـــك ، وتؤثر تأثيراً مباشراً على حالتك المزاجية النفسية والعصبية .. فى الوقت الذي ينعم فيه هؤلاء بوقت طيب فعلاً ، وهم يمُارســون حماقاتهم بلا توقف ..

أعتقـــد أن لدي المزيـــد لاقوله بشأن هذا الموضوع ، سأفرد له مقالاً آخر .. بعد أن أعرف رأيك بمنتهى الامانة والمصداقية فى أمرين مُهمين بالنسبـــة لي :

الأول : هل أنت واحد من هذه النماذج المذكـــورة ؟ .. لو كانت الإجابة بـ ( لا ) فالحمـــد لله ، وأتمنى أن تضيفني فوراً على الفيسبـــوك لنتواصل فكرياً وإنسانياً ..

وإذا كانت الإجابة بـ ( نعم ) ، فسؤالي لك بكل صــدق : لماذا تفعل ماتفعله ؟ .. لماذا لا تتغيـــر للأفضل ، خصوصاً بعد أن عرفت أن هناك أناس مساكين – مثلي – ربما يُصيبهم المـــرض بقراءة هذه الأمور العجيبة التى تضعها فى صفحتك ، وليس بيدهم أية حيلة فى الخلاص من كل هذا إلا التفكيــر فى قتلك ؟

الثاني : هل تعرف نماذج أخـــري لأشخاص يستوجب قتلهم على الفيسبوك بلا رحمة ؟ .. ام أنني فقط الوحيـــد هنا الذي يجد هذه النماذج أمامه بمجرد الدخول على حسابي الشخصي ؟



منقوول

بهاء الدين
28-03-2017, 04:22 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات والافادة

قدرية توفيق
29-03-2017, 02:04 AM
شكرا على المعلومات والافادة

رينال الشويخى
12-04-2017, 04:59 AM
شكرا على المعلومات والافادة