نسائم الرحمن
10-08-2017, 12:36 PM
الحجر المكرم و ماهية أقوال الحكماء في وصفه( الجزء الثاني).
نكمل معكم مع مقالة جديدة وفصل جديد
http://3.bp.blogspot.com/_qi-5sIrN9jQ/RoEs9258GsI/AAAAAAAAADA/wUkjbaHGluE/s400/250px-Pietro_Longhi_021.jpg
عندما شرح الراهب عنصر ولون الحجر المكرم ، شكره الامير خالد .
وقال : انا اسالك عن مجسد هذا الحجر الذي فضلت ورفضته الجهال وطعمه وطبعه وعنوا به النحاس ؟
فقال الراهب : فنحاس نقي غير دنس لين الجسد كثير الرطوبه ورطوبته عند الحكماء اكثر من جسده ،واما زنته فهو جسد ثقيل رزين قوي مجسد لا شئ يقهره بالموازنه ، واما طعمه فحلو واما طبعه فهو شكل الهوى ، قال خالد اخبرني عن رائحته قبل ان يدبر ،قال قذره منتنه واما بعد التدبير فهو التي تقول فيه الحكماء من هذا الماء يذهب برائحته الميت الذي يشبه برائحة النار وفيه يقول مرقونس الملك للحكيم عرفني ما اسموها ، فقال له اسماء كثيره ويعملون منه منافع كثيره ويجهلونه ولم يعلم انه هو الا الحكيم ، وربما دبر العمر كله ولم يعلم انه معه بجانب البيت . ثم عند التمام تطيب رائحته وما فيه من الكدر والزفره .
قال خالد: فاخربني عنه ارخيص هو ام غالي .
فرد الراهب : ان علمنا في شئ واحد فاعقل ايها السامع واتعمل فكرك واياك ان تقع في الاشياء الغريبه واعلم ان الكباريت والزرانيخ تحرقه وتتفرق ولا تثبت وان الزيبق على كل حال ابقى وغير ذلك من العقاقير اذا استمر النار احترق وصار فحما،والحجاره لا تغوص في الاجساد لانها اجساد مثلها فلا تغتر بها ، ، ولكن انظر ان احسنت تدبير الظاهر حتى يصير باطنا والباطن ظاهرا والا فكف يدك عن كسبك لان كل شئ يشترى بالثمن فهو باطل فقد بينت لك واعلمتك ما تحتاج اليه حتي لا تترك بلادك وتضيع عمرك واموالك ولا تجعل عنايتك فيما لا ينفعك ، فاياك والنفقه فان العمل التام الذي ليس فيه فتنه ولا يشترى بثمن ، ومن التمس سر هذا الحجر فهذه منزلة من اراد ان يصعد الدار بدون درج فيقع على وجهه.
قال خالد: مفقود هو ام موجود ؟
قال الراهب: كما يقول الحكيم الغني والفقير والشريف والوضيع والمسافر والمقيم وفي الطريق يطرح وفي المزابل يوجد ويعطى يحتقر به ، ما اوحش ما احتقرت الجهال ولم يعرفوا قدره واعظموه الحكماء واجلوه ، واعلموا انه واحدا مكنونا مخزونا فيه الطبائع الاربعه وهو يوم تخرجه وتسحقه سحقا بليغا وارفع لوقت الحاجه فهو اقوى الطبائع .
قالت ماريا اننا كتمنا حجرنا عن السفهاء وبديناه للحكماء وسرنا واحد مطروح في المزابل ولكنه لا يعلم حتي يظهر ويخرج ثم ترجع اليه روحه وتسكن فيه . انه سر ظاهر عظيم مكتوم محجوب عن السفهاء معروف عند الحكماء فاحتفظوا به فإنه مكرم فلا يهان به لان الله سبحانه كرمه وهو في كل مكان يلقى كل واحد يطأه بقدمه فهذه كرامه من الله عز وجل اهانه حتى لا تعرفه السفهاء يسخرون به وهو اظهر منهم لان الله جعل فيه فيه سرا مكنونا .
قال الراهب ايضا : اعلم ان الله جعل شفاء كل داء في من حقير ما خلق والناس من ضعف عقولهم وبعد فهمهم لا يصدقون بالامر العظيم حتى جعله الله من الحقير الذميم ، وكذلك قالت الحكماء لو صرحنا به وسميناه باسمه ما صدق به السفهاء جهلا منهم لفضله واستخفافا به واحتقارا.
قال خالد قد بقي مسئله واحده فاحتملها يا مريانس ،قال ما هي ، قال احب ان تخبرني عن موضع هذا الشئ ومعدنه الذي يطلب منه ويؤخذ منه اذا احتيج اليه ، فاطرق مريانس قليلا ثم رفع راسه وقال له : هو اكرم الاشياء لك واحفظها لحياتك ومتى عدمته مت.
قال خالد: هل تعرف حجرا يشبهه ويعمل عمله لاجتماع الطبائع الاربع فيه او هو يشبه الدنيا وتركيبها ؟
قال الراهب: ليس في الدنيا حجر غيره يشبهه في عمله وطبائعه ولم يعمل حكماؤنا الا منه ولو طلبوا العمل من غيره لما استقام لهم تدبيره ولا طاوعهم ، والناس في هذا الامر علي اربع انواع ، فرجل اودعه يكتمه ولا يخبر به الا من يستحقه ،
رجل لا يطلب منه شئ وترك العاقل طلب الحكماء عجز وضعف راي منه واما رجل يستدعي علاجا وتدبيرا من ذات نفسه ،
وآخر فرغ قلبه وصرف همته في جمع كتب الحكماء وداوم على قراءتها والنظر فيها ووفقه الله لذلك والهمه بما اتضح له منها فشكر الله على ذلك وما اشكل عليه منها رغب الى الله تعالى تضرعا اليه ان يكشف له ويفتح ما له ما عجز عن ادراكه فهمه .
فلما سمع منه خالد ذلك الكلام لم يزل منكبا على كتب الحكماء يقيس بعضها ببعض ويستشهد بعضها ببعض حتى وهبه الله معرفة ما طلبه .
الكاتب/ رامي عبيد
الــبلد/ دولة البرازيل
التخصص/علوم الكيمياء القديمة
نكمل معكم مع مقالة جديدة وفصل جديد
http://3.bp.blogspot.com/_qi-5sIrN9jQ/RoEs9258GsI/AAAAAAAAADA/wUkjbaHGluE/s400/250px-Pietro_Longhi_021.jpg
عندما شرح الراهب عنصر ولون الحجر المكرم ، شكره الامير خالد .
وقال : انا اسالك عن مجسد هذا الحجر الذي فضلت ورفضته الجهال وطعمه وطبعه وعنوا به النحاس ؟
فقال الراهب : فنحاس نقي غير دنس لين الجسد كثير الرطوبه ورطوبته عند الحكماء اكثر من جسده ،واما زنته فهو جسد ثقيل رزين قوي مجسد لا شئ يقهره بالموازنه ، واما طعمه فحلو واما طبعه فهو شكل الهوى ، قال خالد اخبرني عن رائحته قبل ان يدبر ،قال قذره منتنه واما بعد التدبير فهو التي تقول فيه الحكماء من هذا الماء يذهب برائحته الميت الذي يشبه برائحة النار وفيه يقول مرقونس الملك للحكيم عرفني ما اسموها ، فقال له اسماء كثيره ويعملون منه منافع كثيره ويجهلونه ولم يعلم انه هو الا الحكيم ، وربما دبر العمر كله ولم يعلم انه معه بجانب البيت . ثم عند التمام تطيب رائحته وما فيه من الكدر والزفره .
قال خالد: فاخربني عنه ارخيص هو ام غالي .
فرد الراهب : ان علمنا في شئ واحد فاعقل ايها السامع واتعمل فكرك واياك ان تقع في الاشياء الغريبه واعلم ان الكباريت والزرانيخ تحرقه وتتفرق ولا تثبت وان الزيبق على كل حال ابقى وغير ذلك من العقاقير اذا استمر النار احترق وصار فحما،والحجاره لا تغوص في الاجساد لانها اجساد مثلها فلا تغتر بها ، ، ولكن انظر ان احسنت تدبير الظاهر حتى يصير باطنا والباطن ظاهرا والا فكف يدك عن كسبك لان كل شئ يشترى بالثمن فهو باطل فقد بينت لك واعلمتك ما تحتاج اليه حتي لا تترك بلادك وتضيع عمرك واموالك ولا تجعل عنايتك فيما لا ينفعك ، فاياك والنفقه فان العمل التام الذي ليس فيه فتنه ولا يشترى بثمن ، ومن التمس سر هذا الحجر فهذه منزلة من اراد ان يصعد الدار بدون درج فيقع على وجهه.
قال خالد: مفقود هو ام موجود ؟
قال الراهب: كما يقول الحكيم الغني والفقير والشريف والوضيع والمسافر والمقيم وفي الطريق يطرح وفي المزابل يوجد ويعطى يحتقر به ، ما اوحش ما احتقرت الجهال ولم يعرفوا قدره واعظموه الحكماء واجلوه ، واعلموا انه واحدا مكنونا مخزونا فيه الطبائع الاربعه وهو يوم تخرجه وتسحقه سحقا بليغا وارفع لوقت الحاجه فهو اقوى الطبائع .
قالت ماريا اننا كتمنا حجرنا عن السفهاء وبديناه للحكماء وسرنا واحد مطروح في المزابل ولكنه لا يعلم حتي يظهر ويخرج ثم ترجع اليه روحه وتسكن فيه . انه سر ظاهر عظيم مكتوم محجوب عن السفهاء معروف عند الحكماء فاحتفظوا به فإنه مكرم فلا يهان به لان الله سبحانه كرمه وهو في كل مكان يلقى كل واحد يطأه بقدمه فهذه كرامه من الله عز وجل اهانه حتى لا تعرفه السفهاء يسخرون به وهو اظهر منهم لان الله جعل فيه فيه سرا مكنونا .
قال الراهب ايضا : اعلم ان الله جعل شفاء كل داء في من حقير ما خلق والناس من ضعف عقولهم وبعد فهمهم لا يصدقون بالامر العظيم حتى جعله الله من الحقير الذميم ، وكذلك قالت الحكماء لو صرحنا به وسميناه باسمه ما صدق به السفهاء جهلا منهم لفضله واستخفافا به واحتقارا.
قال خالد قد بقي مسئله واحده فاحتملها يا مريانس ،قال ما هي ، قال احب ان تخبرني عن موضع هذا الشئ ومعدنه الذي يطلب منه ويؤخذ منه اذا احتيج اليه ، فاطرق مريانس قليلا ثم رفع راسه وقال له : هو اكرم الاشياء لك واحفظها لحياتك ومتى عدمته مت.
قال خالد: هل تعرف حجرا يشبهه ويعمل عمله لاجتماع الطبائع الاربع فيه او هو يشبه الدنيا وتركيبها ؟
قال الراهب: ليس في الدنيا حجر غيره يشبهه في عمله وطبائعه ولم يعمل حكماؤنا الا منه ولو طلبوا العمل من غيره لما استقام لهم تدبيره ولا طاوعهم ، والناس في هذا الامر علي اربع انواع ، فرجل اودعه يكتمه ولا يخبر به الا من يستحقه ،
رجل لا يطلب منه شئ وترك العاقل طلب الحكماء عجز وضعف راي منه واما رجل يستدعي علاجا وتدبيرا من ذات نفسه ،
وآخر فرغ قلبه وصرف همته في جمع كتب الحكماء وداوم على قراءتها والنظر فيها ووفقه الله لذلك والهمه بما اتضح له منها فشكر الله على ذلك وما اشكل عليه منها رغب الى الله تعالى تضرعا اليه ان يكشف له ويفتح ما له ما عجز عن ادراكه فهمه .
فلما سمع منه خالد ذلك الكلام لم يزل منكبا على كتب الحكماء يقيس بعضها ببعض ويستشهد بعضها ببعض حتى وهبه الله معرفة ما طلبه .
الكاتب/ رامي عبيد
الــبلد/ دولة البرازيل
التخصص/علوم الكيمياء القديمة