المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الفولاذ



كارم المحمدى
19-08-2019, 04:19 PM
صناعة الفولاذ



أبو القاسم العراقي
البيرونيّ
جابر بن حيان


معلومات العلماء


جابر بن حيّان

هو أبو عبد الله جابر بن حيّان بن عبد الله الأزديّ، عاش في الفترة من 103هـ/ 722م حتّى 199هـ/ 815م، يسمّى أبا الكيمياء، وهو واضع أسس المنهج العلميّ التّجريبيّ، ولمّـا كان الفضل ما شهِدت به الأعداء، فقد قال فيه أحد المفكّرين الغربيّين: (إنّ فضل جابر على الكيمياء، كفضل أبقراط في الطّبّ، وأرسطو طاليس في علم المنطق، وإقليدس في علم الهندسة)، أنصفه (هولميارد) الّذي وضعه في القمّة بالنّسبة إلى علماء المسلمين، كما أنصفه (سارتون) الّذي أرّخ به حقبة من الزّمن في تاريخ الحضارة الإسلاميّة، وأشاد به كثيرون غيرهم من الشّرق والغرب، حتّى أنّ الكيمياء اقترنت باسمه فقالوا: كيمياء جابر، والكيمياء لجابر، وقالوا علم جابر أو صنعة جابر، والآن نلقي الضّوء على هذا العالم الّذي ربّما حسدنا بعض الغربيّين عليه، فبعد أن نهبوا واستخدموا كلّ ما جاء به، زعموا أنّ وجوده أسطورة، وأن لا وجود له، وإنّما هو أشبه ما يكون بالعنقاء.

كان والد جابر بن حيّان يعمل صيدليًّا (ولعلّ مهنة والده كانت سببًا في بدايات جابر في الكيمياء)، وعندما ظهرت دعوة العباسيّين في القرن الثّاني الهجريّ/ القرن الثّامن الميلاديّ ساندهم (حيّان) والد جابر، فأرسلوه إلى خراسان؛ لنشر دعوتهم، وهناك وُلد جابر. كان جابر يختلف عن سائر أخوته، فكان يميل إلى العزلة والتّأمل، كما امتاز بالسّكينة والهدوء، بالإضافة إلى الذّكاء والفطنة، كانت مظاهر الطّبيعة أكثر ما تلفت نظره وتجذب انتباهه، ممّا يجعله يستغرق في التّفكير فيها، وتشدّه الرّغبة لمعرفة أسباب تلك الظّواهر، وكيفيّة حدوثها، لذلك كثيرًا ما كان يسأل والده عن تلك الظّواهر وأسبابها، وهذا لاشكّ إن دلّ على شيء، فإنمّا يدلّ على الذّكاء والنّبوغ، وكان والده يجيب بما يعرفه لاسيّما عن عالم النّبات والزّهور والأعشاب، وطريقة زراعتها ونشأتها وتكوينها ومضارّها وفوائدها، كما كان يحدّثه عن الأحجار والمعادن وخواصّها وصفاتها، وكان جابر يستمع إلى والده بينما كان يفكّر في كيفيّة تكوين تلك المعادن، وقد لمس والده فيه عقلًا متميّزًا عن سائر أقرانه نتيجة تلك الأسئلة الّتي كان يطرحها على والده مستفسرًا، مثلًا: لماذا تنشأ المعادن على صورتها هذه ولمْ تنشأ على صورة أخرى؟ فتنبّأ والده بمستقبل يرقى به إلى مصافّ العلماء. لذلك أعدّ (حيّان) ابنه منذ البداية ليكون في زمرة العلماء، فقد كان الفلاسفة قبل ذلك يحلمون بتحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة، وأن يستخرجوا الذّهب من النّحاس بوساطة الكيمياء، لكنّ (حيّان) حذّر ابنه من الاعتقاد بهذا الوهم، بل توجّه به في تعليمه إلى اتّجاهات أخرى، فقد حرص أن يعلّمه كلّ ما يتّصل بعلم العطارة والنّباتات والأعشاب والدّواء وصناعته وصناعة الكيمياء، كما علّمه كلّ معارف الفلاسفة القدماء، وبذلك أصبح لديه ذخيرة كبيرة من المعارف الطبيّة والفلسفيّة والطبيعيّة والكيميائيّة مع أنّه كان لا يزال في سنّ الصّبا.

بقي جابر في خراسان مع أبيه حتّى شعر الأمويّون بخطر نشاط (حيّان الأزديّ) في بلاد فارس فقتلوه، فعادت عائلته إلى قبيلة أزد في اليمن حيث ترعرع جابر هناك، وعندما سيطر العبّاسيّون على الكوفة عاد (جابر) إليها وهناك اتّصل بالعباسيّين فأكرموه اعترافًا بفضل أبيه عليهم. قضى جابر بن حيّان معظم حياته في الكوفة في طلب العلم وتعليم علم الكيمياء، فصنع جيلًا من التّلاميذ يمتازون بالذّكاء وبالقدرة على الإنتاج، أمثال: الرّازي، وابن سينا، والفارابي وغيرهم من الجهابذة. وفي العراق انضمّ إلى حلقات الإمام جعفر الصّادق، حيث تلقّى علومه الشّرعيّة واللّغويّة والكيميائيّة على يديه، بالإضافة إلى مؤلّفات ومصنّفات خالد بن يزيد بن معاوية، فعن طريق هذه المصادر تلقّى جابر علومه، ونبغ في مجال الكيمياء ممّا جعله أبا الكيمياء.

البيرونيّ


محمد بن أحمد الخوارزميّ البيرونيّ، وُلد في ضاحية (كاث) عاصمة خوارزم في أوزبكستان، سنة 362هـ /973م، وتوفي سنة 440هـ /1048م، ودُفن البيرونيّ في خوارزم. ولقب بـ(البيرونيّ) نسبة إلى (بيرون)، وهي مدينة في (السّند)، وَمَعْنَاهَا بالفارسيَّة (البرانى)، لِأنّ مقامه في خوارزم كان قَليلا، وهم يسمّون الغريب بهذا الاسْم فلمَّا طالت غربته عنْهم صار غريبًا، والمشهور بهذه النّسبة هو أبو الرّيحان المنجّم البيرونيّ.

يمثل أبو الرّيحان محمد بن أحمد البيرونيّ العالِم الإسلاميّ في أحسن صورة له، فقد كان البيرونيّ فيلسوفًا، ومؤرّخًا، ورحّالةً، وجغرافيًّا، ولغويًّا، ورياضيًّا، وفلكيًّا، وشاعرًا، وعالمًا في الطّبيعيّات، وكانت له مؤلّفات كبيرة وبحوث عظيمة مبتكرة في كلّ ميدان من هذه الميادين. أجاد البيرونيّ الّلغات الّتي كانت معروفةً في عصره، مثل الّلغة العربيّة، والفارسيّة، والسّنسكريتيّة، واليونانيّة، والسّريانيّة، وحبّه لتعلّم هذه الّلغات زادت من سعة اطّلاعه. أقام أبو الرّيحان البيرونيّ في خوارزم، فاشتهر بالخوارزميّ، ودخل بلاد الهند، وسكن بها عدّة سنين درس فيها لغة البلاد وآثارها القديمة، وتعلم من حكمائها فنونهم، ولم يبخل عليهم البيرونيّ؛ فقد علّمهم طرق اليونانيّين في فلسفتهم.

عاصر البيروني أبا علي بن سينا، ولأنّ البيرونيّ كان خبيرًا في الطبّ؛ فقد جرى بينه وبين ابن سينا مناقشات ومكاتبات ما يزال شيء منها محفوظًا بمكتبة المتحف البريطانيّ، ولم يكن للبيرونيّ في زمانه نظير ولم يكن أحد أحذق منه بعلم الفلك بكلّ دقائقه، حتّى علت شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره.

وصف عدد من المستشرقين أبو ريحان البيرونيّ بأوصاف عظيمة تدلّ على اعتراف الغرب بمنزلته وجهوده العظيمة، ومن هذه الأقوال ما قاله المستشرق (سخاو) عن البيرونيّ "إنّه أكبر عقليّة علميّة في التّاريخ، وإنّه من أضخم العقول الّتي ظهرت في العالم، وإنّه أعظم علماء عصره، ومن أعظم العلماء في كلّ العصور"، وقال المستشرق الأمريكي (أبو يوبوب) "إنّ أيّ قائمة تحوي أسماء أكابر علماء يجب أن يكون اسم البيرونيّ في مكانه الرّفيع، ومن المستحيل أن يكتمل أيّ بحث في الرّياضيّات أو الفلك أو الجغرافيا أو علم الإنسان أو المعادن دون الإقرار بمساهمته العظيمة في كلّ علم من تلك العلوم"

https://www.up-00.com/i/00136/1bi70gf1ghgl.png

https://www.up-00.com/i/00136/opoov258z670.png



أبو القاسم العراقيّ


أبو القاسم محمد بن أحمد العراقيّ السّيميائيّ والمعروف بـ (خروز شاه)، وُلد في العراق، ولا يعرف تاريخ ولادته تحديدًا، أمّا وفاته فمن المحقّق أنّها كانت في سنة (580هـ /1184م).

كان من أشهر علماء الكيمياء في عصره؛ فلقّب لذلك بالسّيميائيّ؛ لاشتغاله بالسّيمياء (وهو علم الكيمياء)، ولقد تتلمذ على يد أكبر العلماء، أمثال: جابر بن حيّان، خالد بن يزيد، وأبو بكر الرّازيّ، وغيرهم، ثم بدأ رحلته في طلب العلم كما هي عاده العلماء المحبّين للعلم، فسافر إلى مصر وبلاد الشّام والمغرب واليمن.

كان أبو القاسم العراقيّ عندما يريد حلّ معضلة ما في علم الكيمياء يلجأ أولًا إلى الاطّلاع على ما كتبه العلماء السّابقين في المسألة، ثم يقوم بتحليلها وإجراء الاختبارات والتّجارب؛ للتأكّد من صحّتها، ثمّ يقوم بتصنيف المعلومات الّتي توصّل إليها مع توثيق آراء العلماء الّذين استفاد منها لحلّ المسالة، ونظرًا لاتّباع أبي القاسم العراقيّ منهج البحث العلميّ؛ فإنّ علماء الغرب يعتبرونه مؤسّس المنهج الحديث في العلوم التّطبيقيّة عامّة.


تابع

منقول

عارف التيجاني
19-08-2019, 04:43 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

ماجد
20-08-2019, 01:50 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

جعفر محمد
20-08-2019, 04:09 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

بو حمد
20-08-2019, 06:30 PM
بارك الله فيكم وعليكم

ابو حاتم
21-08-2019, 10:08 AM
جزاك الله خير الجزاء

خيرى السيد
14-09-2019, 07:29 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

حووورس
15-09-2019, 08:10 AM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

ايمن صديق
18-09-2019, 04:05 PM
جزاك الله خير الجزاء

امين
21-09-2019, 04:20 AM
شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

السموأل
11-10-2019, 02:47 PM
جزاك الله خير الجزاء

امغار
09-11-2019, 01:14 PM
جزاك الله خيرا

ايور
11-11-2019, 10:51 AM
جزاك الله كل خير

رشيد66
23-11-2019, 10:10 AM
مشكور جزاك الله خيرا

بيرم محمد
26-11-2019, 08:15 PM
شكرا واثابك الله

اسامه العشرى
01-12-2019, 01:56 PM
شكرا على الافادات القيمة وجزاكم الله كل خير

ابو بكر
05-12-2019, 01:33 PM
بارك الله فيكم

امير
11-12-2019, 05:14 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير

الراعى
13-12-2019, 02:32 PM
بارك الله فيك واثابك

محفوظ
12-03-2020, 10:01 AM
جزاكم الرحمن خير الجزاء وأثابكم

هاشم
05-04-2020, 12:51 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

احمد عمر
09-04-2020, 01:19 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم

وهبه
11-04-2020, 04:01 PM
شكرا وبارك الله فيكم

ابو عسيب
12-04-2020, 09:18 AM
بارك الله فيك واثابك

رشاد عزام
15-05-2020, 03:21 PM
شكرا وبارك الله فيكم

حسين الرفاعى
22-06-2020, 01:27 PM
مشكور جزاك الله خيرا