الشيخ درويش عبود المغربى
30-07-2008, 11:28 AM
الرجل الكلينكس !!
إذا أنعم الله على إنسان ما بنعمة التأمل فيما حوله لأمكنه التمييز بين صنوف لا حصر لها من البشر ، إلا أن الصنف الذى استأثر دون غيره بالقدر الأكبر من تأملى وأثار دهشتى هو ذلك الصنف الذى يتنازل طواعية عن كل معانى وقيم الشرف والنبل والكرامة إرضاءً لأهل السلطة والمال ، فيرضى لنفسه أداء أدوار أو القيام بمهام لاشرف فيها ولانبل ولا كرامة وكأنه فى حاله تلك يحاكى المناديل والمناشف الورقية المعروفة بالكلينكس !!
إن هذا الصنف من الناس قد نراه فى حياتنا على عدة صور ، فمنهم من يؤدى هذه الوظيفة على سبيل الهبة لرؤسائه ، ومنهم من يؤديها بثمن ، ومن بين هؤلاء وهؤلاء من يأتى هذه النقيصة عامدًا متعمدًا وعن علم تام بمعناها ، ومنهم من يؤديها بصورة عفوية جاهلاً معناها ، وهؤلاء غالبًا ما يتصفون بحسن النية الأمر الذى يوجب علينا أن نوضح لهم من هو الرجل الكلينكس ؟ وما هى وظيفته ؟ وماذا تعنى ؟ عساهم بعد العلم أن يبادروا إلى تصحيح مواقفهم لاسترداد مافقدوه عفوًا من الشرف والنبل والكرامة .
وأبدأ من حيث أن لكل قضية بداية منطقية ، والبداية المنطقية لقضيتنا ستكون من الواقع الذى يؤكد أن الكثيرين من شاغلى السلطات العليا غالبًا ماتشغلهم مصالحهم الخاصة عن الصالح العام ، وغالبـًا ماينحنون أمام رغبات وأهواء أنفسهم وذويهم على حساب واجباتهم الوطنية التى تفرضها عليهم أمانة مناصبهم ، إن هؤلاء فى تقديرى هم أغبى الأغبياء وأجهل الجهلاء ، فقد باعوا آخرتهم بدنياهم وآثروا الفناء على البقاء ، وهؤلاء ليسوا موضوع مقالنا ، ولكن ما يعنينا من شأنهم أنهم يحرصون أشد الحرص على أن تظل صورتهم أمام الرأى العام أطهر وأبهى وأنقى من حقيقتها التى هم أول العالمين بها ، لذا فهم فى انشغال دائم بالبحث عن الوسائل القادرة على تلميعهم وتنظيفهم دوريًا مما يعلق بهم من ملوثات وفضلات ذاتية ، وحيث أن هؤلاء يدركون بما انطوت عليه نفوسهم من خبث ودهاء أن قيام غيرهم بعمليات التلميع والتنظيف سوف يمنحهم مصداقية أكبر فى مواجهة المجتمع عما إذا قاموا هم بتلميع أنفسهم وتنظيفها ، فقد أيقنوا مبكرًا أنهم فى حاجة دائمة إلى وجود ذلك الرجل الكلينكس لاستخدامه كلما دعت الحاجة إلى ذلك !!
ومن شديد الأسف أن هذا الرجل الكلينكس قد تجده شاغلاً لوظيفة يفترض فيها الحياد والصدق والموضوعية ، كأن تجده من مشايخ المؤسسة الدينية أو من أصحاب الفكر والقلم أو من وجوه الإعلام المرئى والمسموع ، تجده وقد أطل عليك بفتاواه أو بكتاباته أو بحواراته شديدة التميز وقد حلّت به حالة من النهم الشديد فى مسح الفضلات والملوثات العالقة ذاتيـًا ببعض أولياء نعمته والدفاع فى اندفاع أبله سفيه عن خطاياهم !!
وقد كنت أنوى أن أختتم المقال بالإشارة التلميحية إلى بعض أشهر الرجال الكلينكس ، خاصة ذلك الإعلامى الحالم الواهم غير الأمين على حياد وأمانة الكلمة ، ولكننى عدلت عن نيتى لسببين أولهما أن أنأى بقلمى عن الوقوع فى هذا المستنقع المفتعل ، وثانيهما أننى مازلت آمل أن يكون من بين هؤلاء الرجال الكلينكس من أتى هذه النقيصة دون عمد جاهلاً بأن الحاجة إليه سوف تنتهى بمجرد استخدامه ، وأن أسياده حينها سوف يلقونه فى أقرب سلة للمهملات أو فى أقرب بالوعة مجارى غير آسفين عليه ولو بدمعة حزن واحدة قد يتطلب مسحها إستهلاك رجل جديد من رجال الكلينكس الذين يدخرهم هؤلاء الأسياد لأغراض محددة ليس من بينها دموع الوفاء ولن تكون !!
( هذا المقال نشر يوم السبت 8 ذى القعدة 1426 / 10 ديسمبر 2005 قبيل إجراء الإنتخابات التشريعية بصحيفة آفاق عربية ــ الموقوفة بمعرفة الدولة ــ تعليقـًا على الأداء الإعلامى المساند لمرشحى الحكومة فى غير حياد أو صدق أو موضوعية )
التوقيع :
الكاتب/ ماجد ضيف
كاتب محظور
"إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
إذا أنعم الله على إنسان ما بنعمة التأمل فيما حوله لأمكنه التمييز بين صنوف لا حصر لها من البشر ، إلا أن الصنف الذى استأثر دون غيره بالقدر الأكبر من تأملى وأثار دهشتى هو ذلك الصنف الذى يتنازل طواعية عن كل معانى وقيم الشرف والنبل والكرامة إرضاءً لأهل السلطة والمال ، فيرضى لنفسه أداء أدوار أو القيام بمهام لاشرف فيها ولانبل ولا كرامة وكأنه فى حاله تلك يحاكى المناديل والمناشف الورقية المعروفة بالكلينكس !!
إن هذا الصنف من الناس قد نراه فى حياتنا على عدة صور ، فمنهم من يؤدى هذه الوظيفة على سبيل الهبة لرؤسائه ، ومنهم من يؤديها بثمن ، ومن بين هؤلاء وهؤلاء من يأتى هذه النقيصة عامدًا متعمدًا وعن علم تام بمعناها ، ومنهم من يؤديها بصورة عفوية جاهلاً معناها ، وهؤلاء غالبًا ما يتصفون بحسن النية الأمر الذى يوجب علينا أن نوضح لهم من هو الرجل الكلينكس ؟ وما هى وظيفته ؟ وماذا تعنى ؟ عساهم بعد العلم أن يبادروا إلى تصحيح مواقفهم لاسترداد مافقدوه عفوًا من الشرف والنبل والكرامة .
وأبدأ من حيث أن لكل قضية بداية منطقية ، والبداية المنطقية لقضيتنا ستكون من الواقع الذى يؤكد أن الكثيرين من شاغلى السلطات العليا غالبًا ماتشغلهم مصالحهم الخاصة عن الصالح العام ، وغالبـًا ماينحنون أمام رغبات وأهواء أنفسهم وذويهم على حساب واجباتهم الوطنية التى تفرضها عليهم أمانة مناصبهم ، إن هؤلاء فى تقديرى هم أغبى الأغبياء وأجهل الجهلاء ، فقد باعوا آخرتهم بدنياهم وآثروا الفناء على البقاء ، وهؤلاء ليسوا موضوع مقالنا ، ولكن ما يعنينا من شأنهم أنهم يحرصون أشد الحرص على أن تظل صورتهم أمام الرأى العام أطهر وأبهى وأنقى من حقيقتها التى هم أول العالمين بها ، لذا فهم فى انشغال دائم بالبحث عن الوسائل القادرة على تلميعهم وتنظيفهم دوريًا مما يعلق بهم من ملوثات وفضلات ذاتية ، وحيث أن هؤلاء يدركون بما انطوت عليه نفوسهم من خبث ودهاء أن قيام غيرهم بعمليات التلميع والتنظيف سوف يمنحهم مصداقية أكبر فى مواجهة المجتمع عما إذا قاموا هم بتلميع أنفسهم وتنظيفها ، فقد أيقنوا مبكرًا أنهم فى حاجة دائمة إلى وجود ذلك الرجل الكلينكس لاستخدامه كلما دعت الحاجة إلى ذلك !!
ومن شديد الأسف أن هذا الرجل الكلينكس قد تجده شاغلاً لوظيفة يفترض فيها الحياد والصدق والموضوعية ، كأن تجده من مشايخ المؤسسة الدينية أو من أصحاب الفكر والقلم أو من وجوه الإعلام المرئى والمسموع ، تجده وقد أطل عليك بفتاواه أو بكتاباته أو بحواراته شديدة التميز وقد حلّت به حالة من النهم الشديد فى مسح الفضلات والملوثات العالقة ذاتيـًا ببعض أولياء نعمته والدفاع فى اندفاع أبله سفيه عن خطاياهم !!
وقد كنت أنوى أن أختتم المقال بالإشارة التلميحية إلى بعض أشهر الرجال الكلينكس ، خاصة ذلك الإعلامى الحالم الواهم غير الأمين على حياد وأمانة الكلمة ، ولكننى عدلت عن نيتى لسببين أولهما أن أنأى بقلمى عن الوقوع فى هذا المستنقع المفتعل ، وثانيهما أننى مازلت آمل أن يكون من بين هؤلاء الرجال الكلينكس من أتى هذه النقيصة دون عمد جاهلاً بأن الحاجة إليه سوف تنتهى بمجرد استخدامه ، وأن أسياده حينها سوف يلقونه فى أقرب سلة للمهملات أو فى أقرب بالوعة مجارى غير آسفين عليه ولو بدمعة حزن واحدة قد يتطلب مسحها إستهلاك رجل جديد من رجال الكلينكس الذين يدخرهم هؤلاء الأسياد لأغراض محددة ليس من بينها دموع الوفاء ولن تكون !!
( هذا المقال نشر يوم السبت 8 ذى القعدة 1426 / 10 ديسمبر 2005 قبيل إجراء الإنتخابات التشريعية بصحيفة آفاق عربية ــ الموقوفة بمعرفة الدولة ــ تعليقـًا على الأداء الإعلامى المساند لمرشحى الحكومة فى غير حياد أو صدق أو موضوعية )
التوقيع :
الكاتب/ ماجد ضيف
كاتب محظور
"إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"