المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة بين خواص القرآن الكريم، وفضائل القرآن الكريم والفرق بينهما



الشيخ درويش عبود المغربى
28-08-2008, 09:38 PM
العلاقة بين خواص القرآن الكريم، وفضائل القرآن الكريم والفرق بينهما

تعريف خواص القرآن الكريم
.تركي بن سعد بن فهيد الهويمل

يقول صاحب كتاب مفتاح السعادة: علم الخواص هو علم باحث عن الخواص المترتبة على قراءة أسماء الله تعالى أو كتابه: من الزبور، والإنجيل، والقرآن، ويترتب على كل من تلك الأسماء والدعوات خواص مناسبة لها [1].

وفي أبجد العلوم: واعلم أن الخواص قد تترتب على أسماء الله تعالى، وعلى الآيات التنزيلية وآيات التوراة والإنجيل؛ لكن تلك الخواص ليست من فروع السحر، بل هي من فروع علم القرآن[2].

وفي كتاب نفحات من علوم القرآن: خواص القرآن: معناها – والله أعلم – الآيات أو السور القرآنية التي تختص بشفاء المريض أو قضاء الحوائج، أو غير ذلك.

وإذا كان كلام الناس يمكن الاستفادة منه. فكلام الله تعالى أولى بذلك وأحق؛ لأنه تنزيل من حكيم حميد. وما يذكر في هذا الباب غالبه أخذ من تجارب بعض الصالحين، أو ما أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه الشريفة. وأهم ما فيه هو التداوي بالقرآن [3].

ومن خلال – ما تقدم ذكره – يستخلص في تعريف خواص القرآن أنها:

يعني تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها.

فخواص القرآن الكريم قائمة على اعتبار ما يترتب من قراءة، أو كتابة سورة، أو آيات معينة من القرآن الكريم في حدث خاص، ينتج عن تلك القراءة والكتابة فرج, أو شفاء، أو حل عسير، أو حفظ لشيء، ونحو ذلك.

ويدخل في هذا التعريف الرقية بالقرآن الكريم، والاستشفاء به، وما يطلبه الإنسان من حصول مطلوب يرجوه، أو دفع ما يخافه ويرهبه.

فقد يحصل للبعض بقراءة سورة، أو آية خاصيّة معينة يكرمه الله بها؛ ببركة صدقه وإخلاصه ويقينه، وحسن توكله على الله سبحانه وتعالى.

وعليه فخواص القرآن الكريم أوسع من باب الرقى، والاستشفاء بالقرآن الكريم[4].

فالخواص القرآنية تشمل هذا الباب كما تشمل ما يريده الإنسان من حصول مطلوب يرجوه كالمال والمسكن، والزوجة والأولاد، ونحو ذلك.

وتشمل ما يريد الإنسان دفعه عن نفسه مما يرهبه ويخافه كأعدائه المتربصين به من الجن والإنس والحيوانات المؤذية، أو ظلم واقع عليه، أو يخاف وقوعه، فيدفع هذه الأمور، أو يرفعها بالقرآن الكريم، فليست الخواص والمنافع خاصة بالأمراض فقط دون غيرها.

وبناء على هذا التعريف – المتقدم – يتضح المراد بخواص القرآن الكريم، وما سيكون عليه العمل في هذا البحث إن شاءالله تعالى.

العلاقة بين خواص القرآن الكريم، وفضائل القرآن الكريم

خواص القرآن الكريم – كما تقدم -[5] تعني تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها.

أما فضائل القرآن الكريم فالمراد بها: ما جاء في بيان شرف القرآن الكريم وما يتعلق به، وإظهار مزايا سوره وآياته، ومنافعها الدنيوية والأخروية.

وقال بعضهم: فضائل القرآن الكريم عنوان لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعلم القرآن وتعليمه عموماً، أو في حق بعض الآيات والسور من الفضل والثواب، والأجر الدنيوي والأخروي[6].

فمن خلال التعريف بخواص القرآن الكريم، وفضائل القرآن الكريم، يظهر الارتباط الوثيق بين خواص القرآن الكريم وفضائله، ولا يبعد قول من قال: إن خواص القرآن الكريم جزء من فضائل القرآن الكريم؛ لأنها توضح وتظهر شرف القرآن الكريم وبركته وفضله ومزاياه، في جلب النعم، ورفع النقم؛ ولذلك يذكر المصنِّفون في فضائل القرآن الكريم ما جاء في بعض السور والآيات من الرقية والاستشفاء بها كسورة الفاتحة، والمعوذتين، وآية الكرسي، وغير ذلك كثير.

حتى تناول بعض العلماء علم خواص القرآن الكريم بانفراد عن فضائل القرآن الكريم، فأصبح له تعريفه المستقل، ومؤلفاته الخاصة به، إما باسم خواص القرآن الكريم، أو أسرار ومنافع القرآن الكريم ونحو ذلك.

الفرق بين الخواص والخصائص

الخواص من جهة اللغة جمع (خاصة)، وهي ما يختص به دون غيره، وخاصة الشيء ما يختص به دون غيره؛ بمعنى أنه لا يشترك معه في هذه الصفات شيء آخر.

ومن جهة الاصطلاح: فالخواص تعني تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها.

فقد يحصل للبعض بقراءة سورة, أو آية خاصية يكرمه الله بها، ببركة صدقه وإخلاصه ويقينه، وحسن توكله على الله تعالى؛ ولكن ينبغي للمسلم أن يتحرى السنة ويحرص عليها ويلتزم الصحيح من الأدعية والأذكار والرقى الشرعية، فبذلك يحصل له الخير الكثير، ويغنيه عن اللجوء إلى بعض الأمور المخالفة للكتاب والسنة المطهرة.

أما بالنسبة للخصائص فهي: جمع (الخصيصة)، وهي الصفة التي تميز الشيء وتحدده[7].

فمثلاً: صفة (التواتر) في القرآن الكريم تعتبر من المزايا التي يمتاز بها القرآن الكريم، وقد يشترك معه في التواتر شيء آخر، ففي الأحاديث النبوية ما هو متواتر ونحو ذلك، فهي إذاً من (الخصائص) بمعنى الصفة التي تميز الشيء وتحدده.

ومن جهة الاصطلاح فالخصائص: كل ما يتميز به القرآن الكريم من كل وجه عن الحديث النبوي، والأحاديث القدسية، وسائر الكتب السماوية فضلاً عن سائر كلام البشر.

فالخصائص هي المميزات[8]، فمن خصائص القرآن الكريم مثلاً: أنه آخر الكتب المنزلة، ونزوله منجماً، ونزوله على سبعة أحرف، وتيسير حفظه وتلاوته، إلى غير ذلك من الخصائص المعروفة.

فمن خلال – ما تقدم ذكره – نخلص إلى ما يلي:

الخصائص المراد بها المميزات التي يتميز بها الشيء عن غيره، وهي أوسع وأعم من الخواص؛ فالخواص من الخصائص ولكن فيها زيادة معنى التأثير.

وعليه فخصائص القرآن الكريم أشمل من خواصه؛ ولكن خواص القرآن الكريم فيها زيادة معنى التأثير بالقرآن الكريم من حيث جلب النفع، ودفع الضر، أو رفعه ونحو ذلك.

فالفرق بين الخصائص والخواص على المعنى الاصطلاحي، أن الخصائص هي المميزات العامة للقرآن الكريم، والخواص تعني التأثير بالقرآن الكريم؛ فلا يظن بقرب التشابه اللفظي قرب التشابه المعنوي. (بمعنى أن معناهما واحد).

فإذا قيل: خصائص القرآن الكريم فأول ما يتبادر إلى الذهن كل ما يتميز به القرآن الكريم عن غيره من الخصائص المعلومة المشهورة – كما تقدم -.

وإذا قيل: خواص القرآن الكريم فالمراد بها تأثير القرآن الكريم أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع ودفع المضار أو رفعها ونحو ذلك. والله تعالى أعلم.

حكم العمل بخواص القرآن الكريم:
تمهيـــد:

قال الله – عز وجل -: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: 57].

وقال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } [سورة الإسراء: 82].

وقال تعالى:{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيد}ٍ [سورة فصلت: 44].

فالقرآن الكريم يشفي قلوب المؤمنين من أمراض الجهالة والضلال، ويذهب عنهم الأدناس والأرجاس، ويرفع عنهم الأسقام والأمراض، فهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

قال ابن القيم – يرحمه الله : " ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فَضْلُهُ على كل كلام كفضل الله على خلقه، الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة، الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله[9].

ويقول ابن القيم – أيضاً : قال الله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } [سورة الإسراء: 82].

والصحيح: أن مِنْ هاهنا، لبيان الجنس لا للتبعيض، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: 57].

فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً.

وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها، أو على الأرض لقطَّعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحِمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه... قال تعالى: { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [سورة العنكبوت: 51] .

فمن لم يشفه القرآن، فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله[10].

وتدبر وصف الله القرآن الكريم بأنه شفاء ولم يصفه بأنه دواء، ذلكم أن الشفاء هو ثمرة الدواء والهدف منه، أما الدواء فقد يفيد وقد يضر، فكان وصف القرآن الكريم بأنه شفاء تأكيد وأي تأكيد لثمرة التداوي به[11].

الأدلة على جواز العمل بخواص القرآن الكريم

أولاً: من القرآن الكريم:

1 – قال تعالى: â{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: 57].

قال الحافظ ابن كثير – يرحمه الله -: { وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ } أي: من الشبه والشكوك، وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } أي: فحصل لها الهداية والرحمة من الله تعالى، وإنما ذلك للمؤمنين به، والمصدقين والموقنين بما فيه"[12].

2 – قال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } [سورة الإسراء: 82]. قال الحافظ ابن كثير – يرحمه الله - : { شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين} أي: يذهب ما في القلوب من أمراض؛ من شك ونفاق، وشرك وزيغ وميل – القرآن يشفي من ذلك كله – وهو أيضاً رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه؛ فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعداً وتكذيباً وكفراً، والآفة من الكافر لا من القرآن، كقوله تعالى: :{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيد}ٍ [سورة فصلت: 44].

وقال تعالى: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ [سورة التوبة: 124، 125]والآيات في ذلك كثرة[13]

ويقول الشنقيطي[14] – يرحمه الله – عند هذه الآية: " وقوله في هذه الآية:
{ مَا هُوَ شِفَاء } يشمل كونه شفاء للقلب من أمراضه، كالشك والنفاق وغير ذلك، وكونه شفاء للأجسام إذا رقي عليها به؛ كما تدل له قصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة،
وهي صحيحة مشهورة.[15].

3 – قال تعالى: { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [سورة العنكبوت: 51] .

قال السعدي – يرحمه الله – عند هذه الآية: " فلا كفى الله من لم يكفه القرآن، ولا شفى الله من لم يشفه الفرقان، ومن اهتدى به واكتفى، فإنه رحمة له وخير؛ فلذلك قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } وذلك لما يحصل فيه من العلم الكثير، والخير الغزير، وتزكية القلوب والأرواح، وتطهير العقائد، وتكميل الأخلاق، والفتوحات الإلهية، والأسرار الربانية"[16].

4 – قال تعالى: :{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيد}ٍ [سورة فصلت: 44].

قال الألوسي[17] – يرحمه الله – عند هذه الآية: "والأطباء معترفون بأن من الأمور والرقى ما يشفي بخاصية روحانية... ومن ينكر لا يعبأ به " [18].

قال السعدي – يرحمه الله – عند هذه الآية: :{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء } أي: يهديهم لطريق الرشد، والصراط المستقيم، ويعلمهم من العلوم النافعة، ما تحصل به الهداية التامة، وشفاء لهم من الأسقام البدنية، والأسقام القلبية؛ لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق، وأقبح الأعمال، ويحث على التوبة النصوح، التي تغسل الذنوب، وتشفي القلب"[19].

وجميع الآيات السابقة وتفسيرها فيه دلالة واضحة على ثبوت خواص القرآن الكريم، وأنها تطلب بهذا القرآن الكريم فهو الشفاء التام، والرحمة العامة للمؤمنين، وهذا من أعظم خواص القرآن الكريم.

وقد وردت آيات قرآنية أخرى تدل على فضل تلاوة القرآن الكريم، وتصب في هذه المعاني السامية، والفوائد النافعة في الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب } [سورة الرعد: 28]. يقول السعدي – يرحمه الله – عند تفسير هذه الآية: أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها"[20].


ثانياً: من السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على جواز الاستشفاء بالقرآن الكريم، والتداوي به، بل وترغِّب في ذلك وتحث عليه، فيحصل بذلك من جلب النفع، ودفع الضر ما لا يعلمه إلا الله، وهذا – بلا شك – من أعظم خواص القرآن الكريم؛ فهو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية للمؤمنين الصادقين.

ومن هذه الأحاديث:

1 – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رهطاً[21] من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيِّفوهم، فلدغ[22] سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لُدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحدٍ منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لراق؛ ولكن والله لقد استضفناكم، فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جُعلاً[23]، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق فجعل يتفل ويقرأ { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } حتى لكأنما نُشِطَ[24] من عقال فانطلق يمشي ما به قَلَبة[25]، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسِمُوا, قال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال: "وما يدريك أنها رقية، أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم"[26].

ويتضح في هذا الحديث خاصية سورة الفاتحة، وجواز العمل بها، من خلال إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لفعل الصحابي الذي عمل بها في قوله عليه الصلاة والسلام: "أصبتم"، بل وختم الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام: "اقسموا واضربوا لي معكم بسهم".

ويظهر الأثر المترتب على قراءة سورة الفاتحة – من خلال الحديث المتقدم – وحصول المنفعة بها، ودفع المضرة أو رفعها، فلله الحمد والمنة.

2 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعليَّ عيال ولي حاجة شديدة، فقال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فخليت سبيله، قال: " أما إنه قد كذبك وسيعود " فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه سيعود " فرصدته الثالثة فجعل يحثو من الطعام فأخذته، قلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم } [سورة البقرة: 255]، حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح... فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان"[27].

ويتضح في هذا الحديث – أيضاً – خاصية آية الكرسي في حفظ الله لمن قرأ بها، وأن الشيطان لا يقربه حتى يصبح.

فيعمل بذلك طمعاً في حفظ الله تعالى، والبعد عن الشيطان.

3 – وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"[28].

وحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"[29].

فهذه من خواص سورة البقرة، فأخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة (يعني السحرة).

4 – عن عائشة – رضي الله عنها – "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات"[30].

وفي رواية أخرى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها[31].

ويظهر في هاتين الروايتين العمل بخواص سور القرآن الكريم؛ فكان عليه الصلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه يقرأ بهذه السور الكريمة؛ بل إذا اشتكى – أيضاً – يقرأ بهن على نفسه وينفث؛ وفي هذا دليل على جواز العمل بذلك؛ لما يحصل به من النفع الكثير، والخير العميم.

فسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم، والمعوذتين لم ير مثلهن، كما صح بذلك الخبر عن تلك السور.

وهذا ولا شك من الخواص القرآنية العظيمة في هذه السور وغيرها من سور القرآن الكريم.

فمن خلال ما تقدم من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، يتضح أن لخواص القرآن الكريم أصلاً في الشرع من الكتاب والسنة المطهرة، وقد دلت أكثر من آية على أن القرآن الكريم يستشفى به، وتدفع به الأمراض والآفات، ويستعاذ به مما يخشى شره وضرره، وكل هذه الأمور تدخل تحت خواص القرآن الكريم وسوره وآياته، وقرر ذلك القرآن الكريم، وفعله النبي عليه الصلاة والسلام، وفعله أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، والتابعون ومن بعدهم إلى يومنا هذا.



خواص القرآن الكريم بين التوقيف والاجتهاد

المقصود في هذا المبحث، هل خواص القرآن الكريم توقيفية؟!

يعني لا بد فيها من النص، أم أن الأصل في مثل هذه الأمور الإباحة - ما لم يرد نص يمنع من ذلك، خاصة في مسألة التجارب وما يحصل فيها من النفع، ورفع الأذى والضرر – بإذن الله تعالى.

يقول ابن القيم – يرحمه الله – عن سورة الفاتحة: "ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة... فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن ولا في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور مثلها، المتضمنة لجميع معاني كتب الله، المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب تعالى ومجامعها... وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يُستشفى بها من الأدواء، ويرقى بها اللديغ..." [32].

ويقول أيضاً – يرحمه الله -: "وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه، ويقول: قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه، وربما كانت الروح ماردة فيمزجها بالضرب، فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً ".

وكان كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [سورة المؤمنون: 115].

وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع، فقالت الروح: نعم، ومد بها صوته. قال: فأخذت له عصا، وضربته بها في عروق عنقه حتى كلَّت يداي من الضرب، ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب. ففي أثناء الضرب قالت: أنا أحبه، فقلت لها هو لا يحبك، فقالت: أنا أريد أن أحجَّ به، فقلت: هو لا يريد أن يحج معك، فقالت: أنا أدعه كرامة لك، قال: قلت: لا ولكن طاعة لله ورسوله، قالت: فأنا أخرج منه، قال: فقعد المصروع يلتفت يميناً وشمالاً، وقال: ما جاء بي إلى حضرة الشيخ، قالوا له: وهذا الضرب كله؟ قال: وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب، ولم يشعر بأنه وقع به ضرب ألبتة.

وكان يعالج بآية الكرسي، وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع، ومن يعالجه بها، وقراءة المعوذتين.

وبالجملة فهذا النوع من الصرع، وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم، وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر، والتعاويذ، والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا"[33].

والشاهد من كلام ابن القيم – المتقدم – هو قوله: وكان كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع قوله تعالى: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [سورة المؤمنون: 115].

وقوله: وكان يعالج بآية الكرسي والمعوذتين، وقوله: وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، حيث كان يستعمل الآيات القرآنية، والقراءة بها رجاء المنفعة وحصول البركة، ورفع الأذى والضرر، فالقرآن الكريم كله شفاء، ولو لم ينص على مثل هذه الآيات والسور القرآنية في علاج المصروع.

ويقول ابن القيم – أيضاً -: "ولقد مر بي وقت بمكة سَقِمتُ فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها – يعني: سورة الفاتحة - آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع به غاية الانتفاع"[34].

وقال – أيضاً – في مدارج السالكين: "وأما شهادة التجارب بذلك فهي أكثر من أن تذكر. وذلك في كل زمان، وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أموراً عجيبة، ولاسيما مدة المقام بمكة، فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة، بحيث تكاد تقطع الحركة منِّي، وذلك في أثناء الطواف وغيره. فأبادر إلى قراءة الفاتحة، وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط. جربت ذلك مراراً عديدة, وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً، فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء والأمر أعظم من ذلك، ولكن بحسب قوة الإيمان، وصحة اليقين، والله المستعان"[35].

وقال الشيخ محمد بن حامد الفقي[36] – يرحمه الله – في تعليقه على كلام ابن القيم السابق ما نصه: "هل ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن خلفائه الراشدين، فعل شيء من ذلك؟ وقد جاءوا يوم الخندق حتى ربط رسول الله الحجر على بطنه، ومرت به صعاب أشد من ذلك"[37].

والذي يظهر أن عمل ابن القيم – يرحمه الله – من باب التداوي المباح، وليس من باب البدع، أو وسيلة إلى الشرك؛ خاصة إذا كان العمل بمثل هذا لا محذور فيه من جهة الشرع، ولا تخفى بركة القرآن الكريم وعظيم نفعه، وسيأتي المزيد من التعليق على كلام الشيخ حامد الفقي وأقوال أهل العلم في ذلك، وذكر النتائج في هذا المبحث – إن شاء الله تعالى - .

وفي كتاب – فتح المجيد شرح كتاب التوحيد – نقل الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ[38] – يرحمه الله – حول هذا الموضوع:

قال ابن القيم: النشرة[39] حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:

أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان.

الثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز[40].

قال الشارح – عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ: "قوله: (قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان – إلى آخره) ومما جاء في صفة النشرة الجائزة: ما روي عن ليث بن أبي سُليم[41] قال: "بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور: الآية التي في سورة يونس رقم (81، 82) قال الله تعالى: فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ وقوله: { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [سورة الأعراف: 188 - 121] إلى آخر الآيات الأربع، وقولهم: { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } [سورة طه: 69].

وعن وهب بن منبه[42]: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل[43]، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله.

قلت[44]: قول العلامة ابن القيم: "والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة. فهذا جائز" يشير – رحمه الله – إلى مثل هذا، وعليه يحمل كلام من أجاز النشرة من العلماء.

والحاصل: أن ما كان منه بالسحر فيحرم، وما كان بالقرآن والدعوات والأدوية المباحة فجائز. والله أعلم "[45].

والشاهد في هذا الكلام المتقدم أن العمل بالقرآن الكريم، والدعوات والأدوية المباحة جائز ولا محذور فيه إذا لم يشتمل على محرم.

قال الشيخ محمد حامد الفقي – في تعليقه على كلام الشارح المتقدم – ما نصه: "مثل هذا لا يعمل فيه برأي ليث بن أبي سليم، ولا برأي ابن القيم ولا غيرهما، وإنما يعمل بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يجيء عنه صلى الله عليه وسلم شيء مما يقول ابن أبي سليم ولا ابن القيم. وما ينقل عن وهب بن منبه فعلى سنة الإسرائيليين، لا على هدي خير المرسلين. ومن باب هذا التساهل دخلت البدع، ثم الشرك الأكبر. وعلى المؤمن الناصح لنفسه: أن يعض بالنواجذ على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ويتجنب المحدثات، وإن كانت عمن يكون، فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم"[46].

وأجاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – يرحمه الله – على اعتراض الشيخ محمد حامد الفقي – يرحمه الله – بقوله: " أقول اعتراض الشيخ حامد على ما ذكره الشارح[47] عن ابن أبي سليم، ووهب بن منبه، وابن القيم ليس في محله، بل غلط من الشيخ حامد؛ لأن التداوي بالقرآن الكريم، والسدر، ونحوه من الأدوية المباحة، ليس من باب البدع، بل هو من باب التداوي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام"[48]، وثبت في سنن أبي داود في كتاب الطب أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء في إناء، وصبه على المريض[49]. وبهذا يُعلم أن التداوي بالسدر وبالقراءة في الماء وصبّه على المرضى ليس فيه محذور من جهة الشرع، إذا كانت القراءة سليمة، وكان الدواء مباحاً، والله ولي التوفيق"[50].

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – يرحمه الله – أيضاً في هذا الموضوع: " يكون حل السحر بالسحر على ثلاثة أقسام، وهو ما ذكره الشيخ سليمان بن عبدالله [51] في شرحه :

الأول: أن يكون بالسحر، وهذا حرام.

الثاني: أن يكون بدواء مباح أو قرآن أو أدعية مباحة، وهذا جائز، ويستدل لذلك بعموم قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعا }ً [سورة البقرة: 29]. وإذا علمنا أن في هذا العمل منفعة، فإنَّا نفعله؛ لأن الأدوية الحسية يعلم أنها دواء إما بطريق الوحي أو بالتجارب.

فالذي بطريق الوحي مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الكمأة من المنِّ[52] وماؤها شفاء للعين"[53]، وكذلك العسل كما قال تعالى: { فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ } [سورة النحل: 69].

وأما التي بالتجارب، فكثيرة جداً، فالمستعملة الآن غالبها من التجارب... الخ.

النوع الثالث: ما لا يعلم هل هو بالمباح أو بالمحرم؟

فقالوا: مادام أنه نافع، ونحن في شك من دخوله في الحرام؛ فإنه يرتفع عنه الشك، ويحكم بإباحته؛ لأن القاعدة الشرعية أن ما لم يكن الأمر فيه واضحاً، فإن الحاجة تبيحه.

فالذي اجتنابه من باب الورع، فالحاجة تبيحه لعدم القطع بالتحريم"[54].

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – يرحمه الله – أيضاً عن مسألة العين، وذكر فيها من أصيب بالعين ماذا يصنع؟

الجواب: يعامل بالقراءة، وإذا علم عائنه فإنه يطلب منه أن يتوضأ ويؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يعطى للمعان، يصب على رأسه وعلى ظهره، ويسقى منه وبهذا يشفى بإذن الله، وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس، مثلاً الطاقية، وما أشبه ذلك ويربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب، ورأينا ذلك يفيد حسبما تواتر عندنا من النقول؛ فإذا كان هذا الواقع فلا بأس باستعماله؛ لأن السبب إذا ثبت كونه سبباً شرعاً أو حسًّا فإنه يعتبر صحيحاً. أما ما ليس بسبب شرعي ولا حسي فإنه لا يجوز اعتماده، مثل أولئك الذين يعتمدون على التمائم ونحوها يعلقونها على أنفسهم ليدفعوا بها العين، فإن هذا لا أصل له سواء كان هذا من القرآن الكريم أو من غير القرآن الكريم وقد رخص بعض السلف في تعليق التمائم إذا كانت من القرآن الكريم ودعت الحاجة إليها"[55].

والملاحظ هنا في فتوى الشيخ – ابن عثيمين يرحمه الله – جواز الاحتجاج بما جرت به العادة مع وجود نص في المسألة، وهو الأمر بالاغتسال بهيئة خاصة للعائن والمصاب، فلا مانع من جواز العمل بالنافع مما جرت به العادة خاصة وقد عضدته التجربة، وصدقته المعاينة.

قال ابن مفلح[56] – يرحمه الله – (فصل في إصابة العين وما ينفع فيها) وذكر جملة من الأحاديث في صفة غسل العائن، ثم قال:

"وهذا من الطبِّ الشرعي المتلقى بالقبول عند أهل الإيمان. وقد تكلم بعضهم في حكمة ذلك، ومعلوم أن ثمَّ خواص استأثر الله بعلمها فلا يبعد مثل هذا ولا يعارضه شيء، ولا ينفع مثل هذا إلا من أخذه بالقبول واعتقاد حسن، لا مع شك وتجربة"[57].

ويقول الشيخ عبدالله الجبرين – يحفظه الله -: لم تحدد الرقية الشرعية في سور مخصوصة ولا آيات معدودة ولا أدعية معينة... فمتى كانت القراءة سالمة من دعاء الجن أو الشياطين أو الذبح لغير الله أو العمل المخالف للشريعة كأكل النجاسات أو ترك الصلوات فهي جائزة بلا كراهة؛ فإن الله وصف القرآن كله بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين... فإن كلام الله تعالى شفاء كالفاتحة ونحوها، وكذا تكرار الأدعية ونحوها[58].

والشاهد من فتوى الشيخ – يحفظه الله – قوله: فمتى كانت القراءة سالمة من دعاء الجن والشياطين، أو الذبح لغير الله، أو العمل المخالف للشريعة كأكل النجاسات، أو ترك الصلوات، فهي جائزة بلا كراهة؛ فإن الله وصف القرآن الكريم كله بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين.

وقوله: وكذا تكرار الأدعية ونحوها.

نتيجة البحث :

من خلال – ما تقدم ذكره – والنظر في أقوال أهل العلم في مسألة خواص القرآن الكريم بين التوقيف والاجتهاد يمكن ملاحظة الآتي ذكره:

أولاً: يرى بعض أهل العلم في هذه المسألة التقيّد والعمل بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبعد عن المحدثات – وإن كانت عمن يكون – والحجة في ذلك عدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين من بعده، وقد يؤدي التساهل في هذا الأمر إلى الوقوع في البدعة، ومن ثمَّ الوقوع في الشرك الأكبر، فيكتفى بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره.

ثانياً: يرى البعض الآخر من أهل العلم أنه لا مانع من العمل بخواص القرآن الكريم، والاستشفاء به على العموم، وأن الأصل في العمل بخواص القرآن الكريم الإباحة، فلا يقتصر على ما وردت الإشارة إليه من السورة والآيات القرآنية، والرقى النبوية، ولما في العمل بخواص القرآن الكريم من النفع، ورفع الأذى والضرر أو دفعه، فإذا جرَّب الإنسان العمل بخواص القرآن الكريم على هيئة معينة، أو صفة خاصة، ولم يكن في ذلك العمل محذور من المحاذير الشرعية، وكانت القراءة سليمة، والدواء مباحاً، فلا حرج في ذلك العمل، والتداوي بكتاب الله – عز وجل – لما يحصل به من النفع العظيم، والخير العميم.

وبعد ذكر أقوال أهل العلم في حكم العمل بخواص القرآن الكريم، والنظر في هذه المسألة بين التوقيف والاجتهاد يمكن تسجيل النتائج الآتي ذكرها:

1 – أن العمل بخواص القرآن الكريم لا مانع منه، ولو لم يرد نص في تلك الهيئة أو الصفة التي يعمل بها، خاصة في مسألة التجارب التي ثبت فيها النفع، ورفع الضرر أو رفعه، وما يدخل تحت ذلك من باب التداوي والاستشفاء بالقرآن الكريم مع الأدوية المباحة، والأسباب النافعة، فليس في ذلك محذور من جهة الشرع، إذا كانت القراءة سليمة، وكان الدواء مباحاً.

فالقرآن كله شفاء للمؤمنين، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة يونس: 57].

وقال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } [سورة الإسراء: 82].

وقال تعالى:{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيد} [سورة فصلت: 44].

وعليه فالأصل في مثل هذه الأمور الإباحة، ما لم يرد نص يمنع من ذلك، والآيات القرآنية عامة في دلالتها فالقرآن كله شفاء ورحمة للمؤمنين.

2 – أن العمل بخواص القرآن الكريم فيه منفعة للمسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"[59].

ولا شك أن العمل بخواص القرآن الكريم فيه منفعة وفائدة على وجه العموم، فقد يحصل للبعض بقراءة القرآن الكريم، أو قراءة بعض سوره وآياته خاصية يكرمه الله بها؛ نظراً لما أثبته الله تعالى لها من الأثر، وينتج عن تلك القراءة فرج أو شفاء، أو انشراح في الصدر، أو حل عسير، ونحو ذلك.

وهذا العمل مشروط بخلوه من الشرك، وبالنفع كما هو ظاهر الحديث، ولا يتحقق فيه النفع إلا أن يكون من القرآن الكريم، أو من التعاويذ الإلهية والأدعية النبوية.

3 – أن جماعة من علمائنا يرون جواز العمل ببعض الكيفيات والهيئات التي لا محذور فيها من جهة الشرع؛ ولو لم يرد في تلك الكيفية والهيئة أو الصفة نص، مثل ما فعل ابن القيم – يرحمه الله – مع سورة الفاتحة وما حصل له من خواص تلك السورة العظيمة.

وغير سورة الفاتحة من سور القرآن الكريم وآياته يحصل بقراءتها أو تكرارها، أو قراءة بعضها مع البعض الآخر، الخير الكثير، فالقرآن كله شفاء ورحمة للمؤمنين.

4 – أن القرآن الكريم كلّه شفاء وهدى ورحمة للمؤمنين، وقد تقدم ذكر الآيات الدالة على ذلك، فلا مانع من العمل ببعض السور أو الآيات ولو لم يرد تحديدها أو النص عليها؛ وعليه فلا يمكن الاقتصار على ما ذكر ونص عليه من بعض السور أو الآيات القرآنية دون غيرها.

5 – أن ما نصَّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من السور والآيات القرآنية مقدَّم – ولا شك – على التجربة، وما لم ينص عليه النبي صلى الله عليه وسلم يجوز أن نأخذ فيه بالتجربة البشرية ما لم يكن هناك مانع أو محذور شرعي. مثل: فعل الأمور التي لا يعقل معناها؛ والذي لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك. فلا يعمل بمثل هذه التجربة ولو نفعت، وأنّى لها النفع؟!

6 – المسلم ينبغي له أن يتحرى ما يناسب الحال التي هو عليها، فمثلاً عند العسر في المال، أو ضيق الحال، يقرأ قول الله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا } [سورة الطلاق: 2]، وقول الله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [سورة الطلاق: 4]، وعند ضيق الصدر يقرأ قول الله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [سورة الشرح: 1 - 6]، وهكذا حتى يحصل له – بإذن الله – من المنافع ودفع المضار أو رفعها ما كتب الله له ببركة هذا القرآن الكريم وتأثره[60].

7 – فيما يتعلق بالرقية فإن التجريب الخالي من الدليل الشرعي لا يكفي لإثبات مشروعية العمل، إلا إذا كان تجريباً محضاً في مسائل الطب ونحوها[61].

8 – التداوي بالأدوية المباحة، والرقى الشرعية من الأسباب الجائزة بخلاف ما كان بالأمور المحرمة فإنه من الأسباب الممنوعة ولو وجد فيه الشفاء، وكل سبب نهى عنه الشرع فلا يجوز الأخذ به، ولو وجد فيه بعض المصلحة؛ لأن ضرره راجح على نفعه؛ والشرع لا ينهى عن شيء إلا لمصلحة راجحة[62].

9 – الأذكار الشرعية – وفي مقدمتها القرآن الكريم – نافعة ومؤثرة – بإذن الله تعالى – في علاج كثير من الأمراض الحسية والنفسية.

10 – يجب على المسلم الناصح لنفسه الحرص على ما ينفعه في أمور دنياه وآخرته، وأن يزن كل ما يعرض له بميزان الشرع؛ وأن يكون تعلقه بالله – عز وجل – في كل أموره، وليحذر تمام الحذر على سلامة دينه، وعلى وجه الخصوص حماية جناب التوحيد من كل شيء يؤثر فيه أو ينقصه، فالوقوع في مثل هذا كثير خاصة في مثل هذا الموضوع، نسأل الله العافية والسلامة.

11 – أسباب قبول الرقية الشرعية، أو الخاصية القرآنية تحصل منفعتها، ويتحقق المراد منها، بتحقق شروط الرقية الشرعية التي ذكرها أهل العلم:

الأول: أن لا يعتقد أنها تنفع بذاتها دون الله، فإن اعتقد أنها تنفع بذاتها من دون الله فهو محرم؛ لأنه شرك، بل يعتقد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله.

الثاني: أن لا تكون مما يخالف الشرع كما إذا كانت متضمنة دعاء غير الله، أو استغاثة بالجن، وما أشبه ذلك فإنه محرم.

الثالث: أن تكون مفهومة معلومة، فإن كانت من جنس الطلاسم والشعوذة فإنها لا تجوز[63].



--------------------------------------------------------------------------------

[1] ينظر: 1/341.

[2] ينظر: (ص 397).

[3] ينظر: (ص 119).

[4] ينظر للزيادة في هذا التعريف: مفتاح السعادة 1/341، وكشف الظنون 1/725، وأبجد العلوم 395، 396، وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان للدكتور: حازم حيدر (ص 247).

[5] ينظر: المطلب الخامس.

[6] ينظر: فضائل القرآن للنسائي، تحقيق: الدكتور فاروق حمادة (ص 17)، وفضائل القرآن للفريابي، تحقيق: يوسف جبريل (ص 14)، وللزيادة ينظر: فضل القرآن الكريم (رسالة ماجستير) لعبدا لسلام الجار الله (ص 35)، كلية أصول الدين – الرياض – قسم القرآن وعلومه 1422هـ.

[7] ينظر للزيادة في هذا المبحث، الصحاح 3/1037 (خصص)، ومفردات ألفاظ القرآن (ص 284) (خص)، والمصباح المنير (ص 91) (خ ص ص)، وتاج العروس (ص 552) (خصص)، والمعجم الوسيط (مجمع اللغة العربية بمصر) (ص 237) (خص).

[8] ينظر للزيادة: علوم القرآن بين البرهِان والإتقان (ص 246، 247)، وخصائص القرآن الكريم للدكتور: فهد الرومي (ص 13، 14).

[9] ينظر: زاد المعاد 4/177.

[10] ينظر: زاد المعاد 4/352 بتصرف يسير.

[11] ينظر: خصائص القرآن الكريم، للدكتور: فهد الرومي (ص 111) بتصرف يسير.

[12] ينظر: تفسير القرآن العظيم 7/370، وينظر للزيادة: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/317.

[13] ينظر: تفسير القرآن العظيم 9/70.

[14] هو محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، عالم بالتفسير والفقه واللغة، انتقل إلى المملكة العربية السعودية وعمل في التعليم، من مؤلفاته: أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب في آي الكتاب، وآداب البحث والمناظرة، وغير ذلك، توفي بمكة المكرمة سنة (1393هـ).

ينظر: ترجمته في مقدمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم (ص 19)، والأعلام 6/45.

[15] ينظر: أضواء البيان 3/737.

[16] ينظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 583).

[17] هو أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي البغدادي، مفسر، محدث، فقيه، أديب، أخذ العلم عن أبيه وعمه وغيرهما، ثم تصدر للتدريس، له مؤلفات عديدة منها: روح المعاني وهو من أشهرها في التفسير، وبلوغ الأرب في أحوال العرب، توفي سنة (1270هـ).

ينظر: معجم المؤلفين 3/815، الأعلام 7/176.

[18] ينظر: روح المعاني 15/45، وينظر للزيادة أيضاً: التحرير والتنوير 15/190.

[19] ينظر: تيسر الكريم الرحمن في تفسر كلام المنان (ص 697).

[20] ينظر: تيسر الكريم الرحمن في تفسر كلام المنان (ص 372).

[21] الرهط: ما دون العشرة من الرجال لا تكون فيهم امرأة. ينظر: تهذيب اللغة 6/174، والصحاح 3/1128، ولسان العرب 7/304 (رهط).

[22] اللدغة: جامعة لكل هامة تلدغ لدغاً. ينظر: تهذيب اللغة 8/73، والصحاح 4/1325، ولسان العرب 8/448، 449 (لدغ).

[23] الجُعل: ما جعلته للإنسان أجراً على عمله. ينظر: تهذيب اللغة 1/374، والصحاح 4/1656, ولسان العرب 11/110 (جعل).

[24] نَشَطَ الإنسان يَنْشَطُ، ويَنْشطُ نشاطاً، فهو نشيط طيب النفس للعمل، والنعث ناشط. ينظر: تهذيب اللغة 11/313، والصحاح 3/1163، ولسان العرب 7/413 (نشط).

[25] أي ما به داء، وقيل: أي: ألم وعلة، وقيل: ما به علة يخشى عليه منها. ينظر: تهذيب اللغة 9/175، والصحاح 1/205، ولسان العرب 1/687 (قلب).

[26] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب النفث في الرقية، رقم (5749)، وهذا الحديث والذي بعده أخرجها البخاري وغيره من أصحاب الكتب الستة. ينظر تخريج الأحاديث في المبحث الثالث من الفصل الثاني: خواص القرآن في كتب الحديث.

[27] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة، رقم (5010).

[28] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل القرآن وسورة البقرة، رقم (804).

[29] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في البيت رقم (780).

[30] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذات، رقم (5017).

[31] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذات، رقم (5016).

[32] ينظر: زاد المعاد 4/177، 178، وينظر للزيادة أيضاً: 4/10 – 12.

[33] ينظر: زاد المعاد 4/68 – 69.

[34] ينظر: زاد المعاد 4/177، 178.

[35] ينظر: مدارج السالكين 1/57، 58، تحقيق: محمد حامد الفقي.

[36] هو محمد بن حامد الفقي، ولد بمصر، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، وأسس جماعة أنصار السنة المحمدية، وحمل على أهل الطرق فلحقه بسبب ذلك عداوة بعضهم، ودرس بالمعهد العلمي بمكة المكرمة، ثم عاد إلى مصر فأشرف على طبع عدد من كتب الدين= =والعلم، ومن آثاره: أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها، توفي بالقاهرة سنة 1378هـ.

ينظر: معجم المؤلفين 3/207.

[37] ينظر: مدارج السالكين لابن القيم 1/57، 58، تحقيق: محمد حامد الفقي، حاشية رقم (1).

[38] هو أبو الحسن، عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، فقيه حنبلي، من علماء نجد، مولده في الدرعية، وهو حفيد العلامة محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة إلى التوحيد، ويعرف هذا البيت بآل الشيخ، من مؤلفاته: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، وقرة عيون الموحدين، ومجموعة كبيرة من الرسائل والفتاوى، توفي سنة (1285هـ) ينظر: إيضاح المكنون 4/172، وهدية العارفين 5/558، ومعجم المؤلفين 2/88، والأعلام 3/304.

[39] النُّشْرَة: بمعنى الرقية والعلاج للمريض، وسميت نشرة لأنه ينشر بها عن المريض ما خامره من الداء أي: يكشف ويزال. ينظر: الصحاح 2/828 (نشر)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (ص915)، والقاموس المحيط (ص 482).

[40] ينظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص 303، 304)، تحقيق: محمد حامد الفقي (بتصرف يسير)، وينظر كلام ابن القيم في إعلام الموقعين 6/558.

[41] ليث بن أبي سليم بن زُنَيم، بالزاي والنون مصغر، واسم أبيه أيمن، وقيل: أنس، وقيل غير ذلك، صدوق اختلط في حديثه فتركه بعضهم، مات سنة (138هـ)، ينظر: تهذيب الكمال 6/190 – 192.

[42] وهب بن منبه بن كامل اليماني، أبو عبدالله، روى عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم، ثقة من الصالحين العابدين، توفي سنة (114هـ)، وقيل غير ذلك. ينظر: تهذيب الكمال 7/498 – 504.

[43] القواقل: هن السور الثلاث الأخيرة من القرآن الكريم، وسورة الكافرون، (الإخلاص، الفلق، الناس، الكافرون).

[44] يعني: عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (الشارح لكتاب التوحيد – فتح المجيد شرح كتاب التوحيد).

[45] ينظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، تحقيق: محمد حامد الفقي (ص 303، 304).

[46] ينظر: المصدر السابق.

[47] يعني اعتراض الشيخ محمد بن حامد الفقي على الشارح: عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في كتابه (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد).

[48] أخرجه أبو داود في كتاب الطب، باب في الأدوية المكروهة رقم (3874) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وينظر نحوه: في سنن الترمذي، كتاب الطب، باب ما جاء في الدواء والحث عليه، رقم (2038)، وسنن ابن ماجة في أول الطب، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، رقم (3436).

[49] ينظر: كتاب الطب، باب في الرقى، رقم (3885) من حديث ثابت بن قيس رضي الله عنه، وينظر: نحوه حديث رقم (3880).

[50] ينظر: تعليق الشيخ عبدالعزيز بن باز – يرحمه الله – بهامش فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (ص 525).

[51] يعني: سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، من آل الشيخ، فقيه من أهل نجد، مولده بالدرعية، كان بارعاً في التفسير والحديث والفقه، وشى به بعض المنافقين إلى إبراهيم باشا بعد دخوله الدرعية فقتله. من مؤلفاته: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، والأصل من تأليف جده، وكان قتله سنة 1233هـ. ينظر: الأعلام 3/129.

[52] الكمأة: معروفة، والمعنى: أي هي مما منَّ الله به على عباده، وقيل: شبهها بالمنّ، وهو العسل الحلو، الذي ينزل من السماء عفواً بلا علاج، وكذلك الكمأة، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (كمأ) (ص 812)، (منن) (ص 884، 885).

[53] أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب المن شفاء العين (5708)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب فضل الكمأة ومداواة العين بها (2049) كلاهما من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه.

[54] ينظر: القول المفيد على كتاب التوحيد 2/73 – 75.

[55] ينظر: الفتاوى الذهبية في الرقية الشرعية، إعداد: خالد الجريسي، (ص 119، 120).

[56] هو أبو عبدالله محمد بن مفلح بن محمد الحنبلي، ولد سنة 707هـ، أعلم أهل عصره بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، من تصانيفه: كتاب الفروع، والآداب الشرعية، وله على المقنع نحو ثلاثين جزءاً، مات سنة (763هـ). ينظر: الدرر الكامنة 4/261 – 262، شذرات الذهب 8/340، الأعلام 7/107.

[57] ينظر: الآداب الشرعية 3/183، 184، وينظر للزيادة: فتح الباري شرح صحيح البخاري وشرح قصة سهل بن حنيل وعامر بن ربيعة رضي الله عنهما، 10/251، 252، والنذير العريان للجندي (ص 141) وما بعدها.

[58] ينظر: الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية، إعداد: خالد الجريسي (ص 40، 41) بتصرف.

[59] أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحُمة والنظرة، رقم 2100، وفي بعض الروايات (فلينفعه).

[60] ينظر: زاد المعاد 4/357، 358، وذكر كتاب لعسر الولادة، وكتاب للرعاف، والآيات الواردة والمناسبة لهذا المقام قوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } [سورة النازعات: 46]، وقوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ }َ [سورة الأحقاف: 35]، تقرأ في جام أبيض للمرأة إذا عسر عليها ولادتها. وللرعاف قوله تعالى: { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ } [سورة هود: 44]، ونسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله – . وينظر: كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية للشيخ عبدالله السدحان (ص 16)، ويسمي هذه الطريقة (القراءة التصوّريّة). والله أعلم.

[61] ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم 2/230 – 238.

[62] ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم 2/230 – 238.

[63] ينظر: القول المفيد على كتاب التوحيد 1/184 – 185.

خالد
29-08-2008, 02:57 PM
يعطيك العافية على هالشرح الوافي ياشيخ درويش

الشيخ درويش عبود المغربى
29-08-2008, 05:05 PM
مشكور اخ خالد وبارك الله فيك وعليك وكل عام وانت بخير ورمضان كريم

مركوش
05-09-2008, 08:55 PM
بارك الله فيك يا شيخنا الجليل وكل عام وانتم بخير

نذار الشامى
05-09-2008, 09:22 PM
جزيت خير الجزاء واغناك الله وكفاك عن كل من سواه وافاض عليك من فضله وعلمه

الشيخ درويش عبود المغربى
07-09-2008, 10:58 AM
شكرا لمروركم العطر وجميل ردودكم وكل عام وانتم بخير

زهرة زمان
02-11-2008, 03:44 PM
يسلمووو أستاذ عبود

هبة سيد2007
02-11-2008, 08:45 PM
جزاك الله خيرا يا شيخنا

zoro2008
09-11-2008, 10:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

عيون المهى
16-02-2012, 10:07 AM
مشكور شيخ عبود وبارك الله فيك

نسائم الرحمن
16-02-2012, 11:42 AM
جازاك الله الف خير على الشرح الوافي لهذا الطرح القيم والمجهود الكبير بارك الله فيك وعليك وجعله له في ميزان حسناتك

كريمة
19-02-2012, 03:28 PM
السلام عليكم

بارك الله فيكم شيخنا الجليل وزادك الله علما الى علمكم وغفر لكم ولنا وللمؤمنين والمؤمنات

جيهان
21-02-2012, 01:43 PM
يعطيك العافية على هالشرح الوافي ياشيخ درويش

فيصل
23-02-2012, 07:58 AM
جزيت خير الجزاء واغناك الله وكفاك عن كل من سواه وافاض عليك من فضله وعلمه

خالد الطيب
25-02-2012, 05:41 AM
مشكور شيخنا وبارك الله فيك وعليك

زين العسيرى
26-02-2012, 02:26 AM
شكرا لك .... بارك لله فيك

وجزاك الله خير شيخنا

ابراهيم الدالى
05-03-2012, 07:03 PM
شيخنا الجليل دائما تتحفنا بكل ما تقدمه لنا فجزاك الله عنا خير الجزاء

فايزة
07-04-2012, 05:25 AM
الله يبارك ليك يا شيخنا فى علمك ومجهودك الرائع ويعطيك دوام العافية ويرضى عنا وعنك اللهم امين

صافى
08-04-2012, 01:37 AM
جزيت خير الجزاء واغناك الله وكفاك عن كل من سواه وافاض عليك من فضله وعلمه

عودة الامل
23-04-2012, 12:50 AM
مشكور شيخ عبود وبارك الله فيك

رقية نامى
04-05-2012, 05:21 AM
مشكور شيخنا عبود المغربى وبارك الله فيك

غانم العمروسى
07-05-2012, 05:55 AM
مشكور شيخ عبود وبارك الله فيك

ظفار العدوى
19-05-2012, 07:15 PM
بارك الله بك ولك كل الشكر والتقدير شيخنا العزيز على قلوبنا جميعا

قويدار السيد
03-08-2012, 06:00 PM
بارك الله بك ولك كل الشكر والتقدير شيخنا العزيز على قلوبنا جميعا ورمضان كريم مبارك عليكم

الشيخ درويش عبود المغربى
02-10-2012, 04:36 PM
مشكورين للمرور العطر وبارك الله فيكم جميعا ودمتم بكل خير وود

كوثر
03-10-2012, 05:09 PM
مشكور شيخ عبود وبارك الله فيك