المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف الإمام أحمد من التصوف



نشوى المياسر
04-09-2008, 11:22 AM
يجمع معظم الباحثين والمؤرخين القدماء والمعاصرين علىأن التصوف ظهر في القرن الثاني الهجري وهو وليد حركة الزهد والنسك في الإسلام التيكان عليها الصحابة والتابعون.‏ويوضح ذلك ابن خلدون عند كلامه على نشوء علمالتصوف قائلاً: (كان ذلك عاماً في الصحابة والسلف فلما فشا الإقبال على الدنيا فيالقرن الثاني وما بعده اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة) ويعدالقرن الثالث الهجري مرحلة هامة بلغ فيها التصوف النضج والكمال، وأصبحت له قواعدمعروفة. كما شكل الفقهاء وأصحاب الحديث علم الحديث والمذاهب الفقهية المشهورة.‏ولكن السؤال هنا: ما هو موقف الإمام الجليل أحمد بن حنبل(164-241هـ) صاحب المذهب المشهور من التصوف والصوفية؟‏وفي الحقيقة فإن أصحاب المذاهب الأربعة وعلى رأسهم الإمام أحمد وإن غلب عليهم الاشتغال بالأمور الشرعية للضرورة القاضية بذلك فإنهم لم يكونوا متجرين بالفقه بل كانوا أيضاً كما يقول الإمام الغزالي: فيالإحياء: من العلماء بالله مراقبين قلوبهم مشتغلين بمعارف ربهم عما سواهم من الخلق .

وما دمنا في صدد الكلام عن الإمام أحمد بن حنبل يجدر أن نذكر وصف أبو زرعةله: ما رأت عيني مثل الإمام أحمد في العلم والزهد والفقه والمعــرفة(2).‏
ولا شك أن أصول الصوفية الصحيحة المتفرقة في ثنايا الكتب اجتمعت في شخصية الإمامأحمد (3) وهو ممن تكلم بعلوم الصوفية كما صرح بذلك ابن تيمية حين قال في (رسالته الصوفية والفقراء): (وقد نقل التكلم به من غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام أحمدوأبي سليمان الداراني وغيرهما).‏ولذلك ليس غريباً أن نجد ترجمة الإمام أحمدمذكورة في معظم كتب تراجم الصوفية مثل حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. والكواكبالدرية في تراجم السادة الصوفية. والطبقات الكبرى للشعراني. وفي كشف المحجوب للهجويري: ( كل السادة الصوفية من جميع الطبقات يعتقدون فيه البركة...) (4).
‏وقلَّ أن نجد كتاباً من كتب التراث الصوفي يخلو من أثر عن الإمام أحمد خاصة في الرسالة القشيرية والفتوحات المكية وتنوير القلوب وإحياء علوم الدين. حتى إن البعضعند الكلام عنه وصفه بأنه: (مقتدى الطائفة).‏وقد قسمنا بحثنا هذا إلى قسمين:
الأول : موقف الإمام من قضايا التصوف .
الثاني : علاقة الإمام أحمد مع أبرز صوفية عصره.
أولاً : قضايا التصوف وموقف الإمام أحمدمنه:

1- التوسل : قال ابن تيمية في فتاواه: قال أحمدفي نسكه الذي كتبه للمروزي صاحبه أنه يتوسل بالنبي في دعائه (5) وروى ابن مفلح في الآداب الشرعية عن أحمد بن حنبل أنه قال:‏حججت فضللت الطريق وكنت ماشياً فجعلتأقول ياعباد الله دلوني على الطريق فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق (6)وقد ثبت عن الإمام أحمد أنه قال عند القحط وعند انقطاع المطر: يتوسل الداعيالذي يصلي صلاة الاستسقاء بالرسول .
وقد ثبت أيضاً أن الإمام أحمد توسل بالإمامالشافعي(7)حتى تعجب ابنه عبد الله من ذلك فقال له الإمام أحمد: إن الشافعيكالشمس للناس وكالعافية للبدن .

‏2- التبرك:جاء في خلاصة الوفاء للسمهودي وفي كتاب العلل والسؤالات لعبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن رجل يمس قبر النبي ويفعل بالمنبر مثل ذلك فقال: لا بأس به (8) ويعزز هذا الكلام قول الذهبي: أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة قبر النبي ويمس الحجرة النبوية فقال: لا أرى بذلك بأساً. وختم الذهبي كلامه: أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج والبدع (9) وقال السندي الخواتيمي: سألت أبا عبد الله عن الرجل يأتي هذه المشاهد، فقال:‏ على ما كان يفعله ابن عمر يتتبع مواضع النبي وأثره، فليس بذلك بأساً أن يأتي الرجل المشاهد (10).وقال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي آخذاً شعرة من شعر النبي فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يغمسها بالماء ويشربه يستشفي به (11).

‏3- العزلة : قال الإمام أحمد: الخلوة أروح لقلبي (12) وقال مرة: أريد نزول مكة في شِعْب من تلك الشعاب حتى لا أعرف. وقال ابنه عبد الله: لا يمكن لأحد أن يقول: إنه رأى أبي في هذه النواحي يوماً إلا إذا خرج إلي الجمعة، وكان أصبر الناس على الوحدة، وبِشْرٌ رحمه الله لم يكن يصبر على الوحدة (13).وقيل لأحمد بن حنبل: ما حجتك في ترك الخروج إلى الصلاةَ في جماعة ونحن بالعسكر فقال: إن الحسن وإبراهيم التيمي خافا أن يفتنهما الحجاج وأنا أخاف أن أفتتن أيضاً (14) واستشهد رحمه الله بقول مطرف التابعي الكبير: (تفقهوا ثم اعتزلوا) (15).قال فتح بن نوح: سمعت أحمد يقول: أشتهي مكاناً لا يكون فيه أحد من الناس طوبى لمن أخمل الله ذكره .

4- السماع : جاء في طبقات الحنابلة في ترجمة يحيى بن منده: حدثنا الخلفاني، قلت لأحمد بن حنبل: ما تقولفي القصائد أي السماع الذي يتواجد عليه الصوفية؟ قال: مثل ماذا؟ قلت مثل:‏
إذا ما قال لي ربــي***أما استحييت تعصيني‏
وتخفي الذين من غيري***وبالعصيان تأتيني

‏قال: فرد الباب وجعل يردد هذا الشعر(16)وقد نقل العلامة السفاريني الحنبلي عن إبراهيم القلانسي أن الإمام أحمد قال عن الصوفية:لا أعلم قوماً أفضل منهم.
قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة (17).‏وطبعاً فإن الإمام أحمد رحمه الله يقصد هنا سماع الصوفيين الصادقين الذين هم خاصة الخلق كما وصفهم السبكي وليس أدعياء التصوف.

5- الزهد :وتعريفه هو أن تكون مما في يد الله أوثق مما في يدك .
ولأحمد بن حنبل كتاب خاص في الزهد شحن فيه أقوال الصحابة وكبار التابعين والصوفية أمثال إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار والفضيل بن عياض ومحمد بن واسع وسواهم وكان يقول: أسرّ أيامي أصبح ليس عندي شيء. ويستشهد بعبارة أحد الربانيين: اهتمامك برزق غد يكتب عليك خطيئة (18).‏وقيل له: إن همة هؤلاء الصوفية كِسْرة وخرقة فقال: لا أعلم أعظم قدراً من هذه صفته .‏قال صالح بن أحمد: رأيت أبي يأخذ الكسر (الخبز) وينفض الغبار عنها ثم يصب عليها الماء ثم يأكلها بالملح (19).وقد أرسل له مرة المتوكل طبيباً فقيل له: يا أمير المؤمنين إن أحمد بن حنبل ليس به علة في بدنه إنما هذا من قلة الطعام وكثرة الصيام والعبادة (20).فقد كان رحمه الله يقول: الخوف منعني من الطعام والشراب (21).وقال النحوي: رأيت الإمام أحمد وعليه ثياب غلاظ (22).وقال أبو طالب الشابي: ‏سئُل أحمد ما الزهد في الدنيا فقال: قصر الأمل والإياس مما في أيدي الناس .‏

أما ابن القيم فيذكر أن الزهد عند الإمام أحمد ثلاث أنواع:
الأول : ترك الحرام وهو: زهد العوام.
والثاني : ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص .
والثالث : ترك مايشغل عن الله وهو زهد العارفين (23).

‏6-الإخلاص : قال رحمه الله: هو الخلاص من آفات الأعمال فخلص أعمالك من الغرور والشرك وممايلائم نفسك (24).الشرك الذي كان يحذر منه الإمام أحمد ذكره في مسنده عندماأورد قول شداد بن أوس للرسول: أتشرك أمتُك من بعدك؟ قال: نعم أما إنهم لا يعبدونشمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم (25).‏وهناك حديث يتكرر كثيراً في مصنفات الصوفية وذكره الإمام أحمد في مسنده هو، قوله: (ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيعُ الحكمة من قلبه على لسانه) (26).

7- الحديث الضعيف : قيل إن أحمد بن حنبل كان يحفظ ستمائة ألفحديث ما بين الصحيح والحسن والضعيف .
وفسر الإمام أحمد ذلك قائلاً: (إذا رويناعن رسول الله بالحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وكذلك إذا جاء الحديث في الكفارات والحدود والفرائض وإذا روينا عن رسول الله في فضائل الأعمال وثوابها وترغيبها وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد) (27).وهويستدل بكلام أحد زهاد التابعين: (إن للحديث ضوءاً كضوء النهار تعرفه وظلمة كظلمة الليل تنكره) (28).

8- الأبدال: لا نعلم أحداً منالفقهاء الأربعة المشهورين أكثر من ذكر الأبدال مثل الإمام أحمد مثال على ذلك : ماجاء في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجلأبدل الله مكانه رجلاً يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشامبهم العذاب (29).‏

9- تقبيل القبر الشريف : أجازالإمام أحمد تقبيل القبر. قال الحافظ العراقي: أخبرني أبو سعيد العلاني قال: رأيت في كلام ولد أحمد بن حنبل في جزء قديم أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل غيره، فقال: لا بأس بذلك، فأريناه ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك (30).
‏وروى الإمام أحمد (وجد مروان بن الحكم رجلاً واضعاً وجهه على القبر الشريف فأخذ مروانبرقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع؟ قال: نعم إنما جئت رسول الله ولم آت الحجر، سمعت رسول الله يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غيرأهله) (31).

10- تقبيل المصحف : قال الإمام أحمد ماسمعت فيه شيئاً، ولكن روي عن عكرمة بن أبي جهل أنه كان يفتح المصحف ويضع وجهه عليه ويقول: كلام ربي كلام ربي (32).‏11- تقبيل اليد: سُئل عنها الإمام أحمد فقال: لا أرى بها بأساً عن طريق التدين، وكرهها عن طريق الدنيا (33) وقال الخلال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: رأيت كثيراً من العلماء والفقهاء والمحدثين يقبلون يد أبي ويعظمونه تعظيماً (34).

‏12- قراءة القرآن على الميت: قال أبو بكر المروزي: سمعت أحمد بن حنبل يقول : إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا آية الكرسي وثلاث مرات :(( قل هو الله أحد )) ثم قولوا: اللهم اجعل فضله لأهل المقابر (35).‏قال ابن تيمية: إنه يجوز إهداء ثواب العبادات إلى موتى المسلمين كما هو مذهب أحمد .

‏13. كتابة التمائم وتعليقها: ذكر ابن القيم في زاد المعاد، أن الإمام أحمد سُئلعن التمائم تعلق بعد نزول البلاء فقال: أرجو أن لا يكون به بأساً . وقال ابن تيمية: نقلوا عن ابن عباس أنه كان يكتب كلمات من القرآن والذكر ويأمر بأن تسقى لمن به داء، ونص الإمام أحمد على جوازه (36).‏

14. الذكر : أوردالإمام أحمد في مسنده قول رسول الله: (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون) (37).وفي المسند أيضاً قال لجعفر بن أبي طالب: (أشبهت خَلْقي وخلُقي فحَجَل) (38).قال ابن حجر العسقلاني: حجل أي وقف على رجل واحدة، وهو الرقص بهيئة مخصوصة.‏

15- مناجاته : كان أحمد بن حنبل يناجي الله مناجاة الصوفية فيقول:‏ (اللهم، إن كنت تعلم أني أحبك خوفاً من نارك فعذبني بها، وإن كنت تعلم أني أحبك طمعاً في جنتك فاحرمنياها، وإن كنت تعلم أني أعبدك حباً مني إليك وشوقاً إلى وجهك الكريم فابحنياه مرة واصنع ما شئت (39).‏

16- أدبه : قال إبراهيم الحربي: كان أحمد بن حنبل وفّق للأدب، كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف، خمسمائة يكتبون والباقون يتعلمون منه حسنالأدب (40).وكان مرة متكئاً من علة، فذكر عنده أحد الصالحين فاستوى جالساً وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ.‏ وقد روى الإمام النووي أن الإمام أحمد عندما رأى أحد هؤلاء الصالحين وثب إليه وأكرمه فلما مضى قال له ابنه عبد الله: يا أبت تعمل به مثل هذا العمل، فقال: يا بني، لا تعارضني في مثل هذا (41).‏قال ابن المنادي: سمعت جدي يقول: كان أحمد بن حنبل من أحسن الناس عشرة وأدباً، كثير الإطراق والسكوت، لا يسمع منه إلا المذاكرة بالحديث وذكر الصالحين والزهاد.‏

17- الكرامات: ذهب الإمام أحمد إلي جواز الكرامات للأولياء وضلّل من ينكرها (42).‏قال التاج السبكي: فإن قلت: ما بال الكرامات في زمن الصحابة قليلة وبعدهم على يد الأولياء أكثر؟، فالجواب ما قاله الإمام أحمد بن حنبل: لأن قوة إيمانهم لا يحتاج معها إليها. ولأن الزمن الأول كان كثير النور، ألا ترى أن القنديل لا يظهر نوره بين القناديل، والنجوم لا يظهر لها نور مع ضوء الشمس (43).وقد وقعت للإمام أحمد كرامات عديدة، قال صاحب الجوهر: المحصل في مناقب الإمام أحمد بن حنبل له كرامات مشهورة ودعوات بالإجابة مبرورة، منها ما ظهر في حياته ومنها ما كان بعد مماته. جاء مرة حفيده ينزف من منخريه وعجز الطبيب عن ذلك، فجعل الإمام أحمد يحرك يديه ويدعو له فانقطع الدم (44).وحدّث أبو حرارة، قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة، فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فاسأله أنيدعو الله لي. فذهبت إليه ودعا لها وعدت إلى البيت، فوجدت أمي تمشي على رجليها (45).
‏وقال عبد الله بن موسى: خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور أحمد فاشتد تالظلمة، فقال أبي: يا بني، تعال نتوسل إلى الله بهذا العبد الصالح. فدعا أبي،فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه (46).

18- في مصطلحات أخرى:
المحبة: قال: سل عنها بشر الحافي لأني لا أجيبك عنها ما دام حياً الرضا : قال: لكل شيء كرم، وكرم القلوب الرضا عن الله (47).وقال أيضاً: الرضا ثلاثة أشياء: ترك الاختيار وسرور القلب بمر القضاء وإسقاط التدبير من النفس (48).

‏المريد: قال: أن يكون مع الله كما يريد، وأن يترك كل ما يريد لما يريد .‏الفتوة: قال: هي ترك ما تهوى لما تخشى (49).‏التواضع: مثال على ذلك قوله: أخذنا هذا العلم بالذل (50)‏.
المجاهدة: قال: المجاهد: من جاهد نفسه في ذات الله .
التوكل: قال: هو الثقة بالله وقال أيضاً: التوكل هو : استشراف باليأس من الناس (51).‏وهذا قريب من كلام الإمام الجُنيد: التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق .

علاقة الإمام أحمد مع صوفية عصره:
لقد عاصر الإمام أحمد بن حنبل(164-241هـ) طائفة من كبار الصوفية،وعلاقته معهم كانت قائمة على المودة والتقدير والاحترام المتبادل، وكان يقول: (صار القوم أئمة بالإخلاص وعند ذكرهم تتنزل الرحمة وعلى رأس هؤلاء القوم.‏
1.بشر بنالحارث (ت 227هـ) وقد سُئل عنه الإمام أحمد فقال: (هو رابع سبعة من الأبدال) (52).
وكان يقول: الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث. وقال الحسن الرازي قيل لأحمد: يجيئك بشر بن الحارث قال: لا تعننِّ الشيخ، نحن أحق أن نذهب إليه (53).وقال بشر عن الإمام أحمد خلال محنته: إن ابن حنبل دخل الكير فخرج ذهباً أحمر . فبلغ ذلك الإمام أحمد فقال: الحمد لله الذي رضى بشر بما صنعنا. وقال عندما بلغه موتبشر: لم يكن له نظير. ونستنتج من أخبار المؤرخين عن هذين الشيخين الجليلين، أنالبغداديين كانوا يرون أنهما في مرتبة واحدة.‏وكانوا يقولون : مثل الإمام أحمدبن حنبل مثل دجلة، كل أحد يعرفها. ومثل بشر بن الحارث كمثل بئر عذبة مغطاة لايقصدها إلا الواحد بعد الواحد.‏

2.أحمد بن أبي الحواري(ت 203هـ) عن يحيى بن معين قال: التقى أحمد بن حنبل وأحمد بن أبي الحواري بمكة ودار بينهما الحوار حولقول أبي سليمان الداراني : (إذا اعتادت النفوس على ترك الآثام جالت في الملكوت،وعادت إلى ذلك العبد بطرائف الحكمة من غير أن يؤدي إليها عالم علماً. وتعجب الإمامأحمد من هذا القول ووجد ما يدعمه في قوله: (من عمل بما يعلم، ورثة الله علم ما لميعلم). ثم قال لأحمد بن أبي الحواري: (صدقت يا أحمد وصدق شيخك)(54).‏وفي قوتالقلوب كان أحمد بن حنبل يقول: العلم ما جاء من فوق .
قال يعني إلهاماً من غيرتعليم (55).‏

3.حاتم الأصم (ت 237هـ) لما دخل حاتم بغداد واجتمع إليه أهلهافقالوا: يا أبا عبد الرحمن أنت رجل أعجمي وليس يكلم أحد إلا قطعته، قال ذلك في ثلاثخصال إضهرن على خصمي: افرح إذا أصاب خصمي، واحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي ألا أجهلعليه. فبلغ ذلك الإمام أحمد فقال: سبحان الله ما أعقله قوموا بنا إليه. فلما دخلواعليه قيل له: يا أبا عبد الرحمن، ما السلامة من الدنيا؟ قال: يا أبا عبد الله لاتسلم من الدنيا حتى يكون معك أربعة خصال: تغفر للقوم جهلهم، وتمنع جهلك عنهم، وتبذللهم شيئك، وتكون من شيئهم آيساً. فقال: يا حاتم إنها لشديدة، فقال حاتم: وليتك تسلموليـتك تــسلم(56).‏

4.يحيى بن الجلاء (ت 258هـ) عن الطرسوسي قال: ذهبت أناويحيى بن الجلاء إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل فسألته: يا أبا عبد الله، بم تلينالقلوب؟ فقال: بأكل الحلال، فمررنا إلى بشر بن الحارث، فقلت له: بم تلين القلوب،قال:ألا بذكر الله تطمئن القلوب. قلت له: إن ابن حنبل قال: بأكل الحلال فقال جاءبالأصل(57(.5- معروف الكرخي (ت 200هـ) وصف معروفاً الإمام أحمد بعد أن رآه بأنه(فتى عليه أثار النسك) (58) ،‏وكان أحمد بن حنبل يذهب إلى معروف ويسأله. وقدسأل عبد الله والده أحمد مرة: هل كان مع معروف شيء من العلم؟ قال: كان معه رأسالعلم وهو خشية الله (59).وذكر يوماً في مجلس الإمام أحمد قول أحدهم عن معروفهو قصير العلم، فقال:أحمد: امسك عافاك الله، وذكر يوماً في مجلس الإمام أحمد قولأحدهم عن معروف هو قصير العلم، فقال: أحمد: امسك عافاك الله، وهل يراد بالعلم إلاما وصل إليه معروف؟!‏6- السري السقطي(ت 253هـ) وهو خال الإمام الجنيد وشيخه. قالالحسن البزار سألت أحمد بن حنبلعن السري بعد قدومه من الثغر، فقال: أليس الشيخالذي يعرف بطــيب الــغذاء (أي أكل الحلال) قلت: بلا، فأثــنى عليه(60).‏

وقدأراد السري السقطي -وكان تاجراً- أن يوصل إلى أحمد شيئاً فرده، فقال له: يا أحمداحذر آفة الرد فإنها أشد من آفة الأخذ. فشرح أحمد صدراً بما قال السري، وأجاب: مارددت ذلك إلا لأن عندي قوت شهر، فإذا كان بعد شهر فأنفذه إلي. وعلق صاحب كتاب (أحمدبن حنبل إمام أهل السنة) على ذلك بقوله: وأحمد يستفيد من كلام السري، ولا يلقيالقول بإصرار رجل تستعبده آراؤه فتلك كبرياء على العلم والعلماء(61).

‏7- أبوحمزة الصوفي(ت 269هـ) هو محمد بن إبراهيم اجتمع بالإمام أحمد كثيراً(62)،وكان أحمد بن حنبل يجله ويعظمه، وإذا جرى في مجلسه شيء من كلام القــوم يلــتفت لأبي حمزه ويقــول: (ما تقول فيها يا صوفــي؟)(63).
‏وجاء في تنوير القلوب: إن الإمام أحمد بعد أن اجتمع مع أبي حمزه، قال لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد(64).

8- الحارث المحاسبي(ت 243هـ) وقد ذكر بعض المؤرخين، أنه في البداية كان بينه وبين الإمام أحمدجفاء بسبب مسائل في علم الكلام. واتفق أن الإمام أحمدأمر بعض صحبه أن يجلسه بحيثيسمع كلام الحارث ولا يراه، ففعل فتكلم الحارث وأصحابه يسمعون كأنما على رؤوسهم الطير، ثم أخذوا يبكون فبكى أحمد حتى أغمي عليه وقال لصاحبه: ما رأيت كهؤلاء ولاسمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، لكن مع ما وقفت من أحوالهم لا أرى لك صحبــتهم(65).
قال السبكي في طبقاته: إنما قال له ذلك لقصوره عن مقامهم فإنهم فيمقام ضيق . ولا ننسى أن نذكر أن المحاسبي كان يحمل التقدير لابن حنبل، مؤيداً موقفه من المحنة.
وقال ابن تيمية: المحاســبي أعلم المتأخرين بالسنــن والآثار(66)

.‏9- أبو عثمان الوّراق (ت 260هـ) وقد تخرج به أكثر نجوم البغداديين في التصوف وعنه أخذوا التجرد وسياسة النفوس كما قال أبو نعيم، وأضاف أن الإمام أحمدبن حنبل كان يحمد سيرته(67).‏

10- أبو بكر المغازلي(ت 282هـ) ذكر الذهبي فيترجمته هو الإمام الولي الرباني كان من البدلاء، له أحوال عجيبة، وكان الخلال يقول: كان أبو عبد الله يقدمه ويكرمه ويقول: من مثله! (سير أعلام النبلاء ترجمة رقم (2456))

.‏11- أبو تراب النخشبي(ت 245هـ) وقد أخذ عنه الإمام أحمد (الأعلام للزركلي ج 4 ص 233).وقال ابن العماد: أبو تراب النخشبي دخلبغداد مرات واجتمع بالإمام أحمد بن حنبل(شذرات الذهب ووفيات (245هـ)‏).‏12- أبو جعفر الطوسي(ت 254هـ) وهوأستاذ الصوفيه المشهور أبي سعيد الخراز، قال أبو بكر المروزي: سألت أبا عبد الله عنأبي جعفر فقال: لا أعلم إلا خيراً (سيرأعلام النبلاء ترجمة رقم (2038)‏).‏13- أبو إبراهيم السائح: قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: كان في دهليز أبي دكان، فإذا جاءه إنسان يريد أن يخلو بهأجلس عليه، فدخله أبو إبراهيم السائح، فقال لي أبي: سلّم عليه فإنه من خيارالمسلمين وكبارهم (صفة الصفوة ج1 ص 411) .

14- أبو إسحاق النيسبوري: قال الذهبي: كان أحمد بن حنبل يغشاه ويحترمه ويجله ويقول عنه: إن كان ببغداد أحد من الأبدال، فأبو اســحاقالنيســبوري (سيرأعلام النبلاء ترجمة رقم (2228)‏).‏

15-ذو النون المصري(ت 246هـ) قال المرزوي: دخلت على ذيالنون أيام محنته وهو في الســجن فقال لي: أي شيء حال ســيدنا؟ يعني أحـمد بنحنبــل (مناقب الإمام أحمد بن حنبل ص 51).وقال الإمام أحمد لذي النون، لما سُمّي يحيى بن الجلاء بابنالجلاء، فقال: سميناه بذلك، لأنه إذا تكلم جلا قلوبنا(النجوم الزاهرة لابن تغري بردي. وفيات (259هـ).16- موسى الجصاص (ت 251هـ) قال الخطيب البغدادي عنه: (ورع متخل كان لا يحدث إلا بمسائل أبي عبد اللهأحمد بن حنبل وشيء سمعه من أبي سليمان الداراني، وقال غيره: هو من قدماء أصحابالإمام أحمد: كان ذا زهد وورع وتأله (تاريخ الإسلامللذهبي. وفيات (251-260).


17- زكريا الهروي : (ت 255هـ) قال الذهبي والجامي: هو من كبار مشايخ الصوفية وورعيهم. وكان أحمد بن حنبل يرفع من محله ويقول عنه: هو من الأبدال (نفحات الأنس للجامي (ترجمة زكريا الهروي) ص 520 تاريخ الإسلام. وفيات (251-260)‏).‏18- فتح بن شخرفت 273هـ) كان يقول عنهالإمام أحمد (ما أخرجت خراسان مثله). ( صفة الصفوة ج1 ص 575).
‏وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كتبلي الفتح بن شخرف الخراساني: (يقولون: علماء الأزمنة ثلاثة: ابن عباس في زمانهوالشعبي في زمانه والثوري في زمانه، وأنا قلت للحارث المحاسبي: وابن حنبل في زمانه. فقال المحاسبي: نزل بالإمام أحمد ما لم ينزل بغيره(حليةالأولياء ج 9 ص 167).19- وكيع بنالجراح(ت 200هـ تقريباً) الكوفي الصوفي(معجم المؤلفين لرضا كحالة (ترجمة وكيع))المحدث قيل: كان يصوم الدهر. قالأحمد بن حنبل: لو رأيت وكيعاً رأيت عجباً، حج أربعين حجة ورابط في عبادان أربعينليلة (الكواكب الدرية ج 2 ص316). ولم يتلطخ بالسلطان.‏ وهناك آخرون كثُر من العارفين لو سردنا أخبارهم هنالطالت القائمة مثل أيوب الحمال وصفوان بن سليم ويحيى القطان وأحمد بن أبي بدروإبراهيم النيسبوري وأبو يوسف الغسولي، وغيرهم. كان الإمام أحمد يقول عنهم: هم منخيار عباد الله يستنزل بذكرهم القطر, وما رأت عيناي مثلهم، وكان يطلق على بعضهم صفةالأبدال أفضلُ ختام لبحثنا هذا: دعاء للإمام أحمد بن حنبل كان يردده في سجوده(اللهممن كان على هوى أو على رأي وهو يظن أنه على الحق وليس هو على الحق، فرده إلى الحقحتى لا يضل من هذه الأمة أحد).‏قال إبراهيم بن شماس: خاض بالناس فقالوا: إنوقع أمر في أمة محمد فَمَنْ الحجة على وجه الأرض، فاتفقوا كلهم على أن أحمد بن حنبلحجته.‏عاش الإمام أحمد(77) سنة، ودفن بعد وفاته في مقبرة باب حرب ببغداد، وصلى عليه خلائق لا يحصى عددهم. قال صاحب مختصر طبقات الحنابلة:‏ وقبره ظاهر مشهور يزار ويتبرك به.
.................................................. ...........
المصادر والمراجع حسب ورودها في البحث :‏
1. تاريخ دمشق لابن عساكر: مجمع اللغة العربية بدمشق 1986.‏
2. الإمام أحمد بن حنبل لأحمد عبدالجواد الدومي ص 19 التراث الإسلامي 1965.‏
3. كشف المحجوب للهجويري - دارالتراث العربي، القاهرة 1981.‏
4. الفتاوى لابن تيمية-القاهرة 1987.‏
5. الصواعق الإلهية لسليمان بن عبد الوهاب-دمشق 1996.
6. الدرر السنية لأحمد زيني دحلان الاسكندرية 1990.‏
7. اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية- بيروت 1983.
8. تصحيح مفاهيم خاطئة لابن علوي المالكي- القاهرة 1990.‏
9. سيرأعلام النبلاء للذهبي- بيروت 1983.‏
10. مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي-القاهرة 1980.‏
11. إحياء علومالدين للغزالي، ط دار الفكر بدمشق 1976.
12. الزهدللإمام أحمد- الاسكندرية 1987.
‏13. طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى - القاهرة 1985.‏
14. غذاء الألباب لابن مفلح - القاهرة 1990.‏
15. الورع للإمامأحمد-بيروت.‏
16. المختار في مناقب الأبرار لابن الأثير الجزري (مخطوط بمكتبةالأسد رقم 1114).‏
17. مدارج السالكين لابن القيم-القاهرة 1996.
‏18. الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري-دمشق 2000.‏
19. شذرات الذهب لابن العمادالحنبلي-دمشق 1998.‏
20. الود المحكم المتين لصديق الغماري-مصر د. ت.‏
21. خلاصة الوفاء للسمهودي- بيروت 1988.‏
22. أحمد بن حنبل أمام أهل السنة لعبدالحليم الجندي-القاهرة 1990.‏
23. الجوهر المحصل في مناقب أحمد بن حنبل لمحمدبن سعدي الحنبلي-بيروت د. ت‏
24. المجموعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية ليوسفخطار- دمشق.
‏25. مسائل كثر النقاش حولها لسيد زين الدين آل سميط: الكويتد.ت.
26. إسلام بلا مذاهب لمصطفى الشكعة-القاهرة 1992.
‏27. الترخيص بالقيامللنووي-دمشق 1995.‏
28. اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل لعبد الواحد التميمي-(مخطوطبمكتبة الأسد رقم 1036)‏.
29. الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية للمناويدمشق 1999.‏
30. المقدمة في التصوف للسلمي-القاهرة 1994.‏
31. تاريخ بغدادللخطيب البغدادي- بيروت د.ت.
32. العلماء العزاب لعبد الفتاح أبو غدة-دمشق 1995.‏
33. حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني. بيروت 1985.‏
34. وفياتالأعيان لابن خلكان- بيروت 1983.‏
35. صفة الصفوة لابن الجوزي- بيروت 1992.‏
36. استنشاق نسيم الأُنس لابن رجب الحنبلي- دمشق 1997.
37. طبقات الصوفيةللسلمي-القاهرة د. ت.‏
38. النجوم الزاهرة لابن غري بردى-بيروت 1992.
‏39. تنوير القلوب لأمين الكردي-بيروت- 1996.‏
40. رسالة المسترشدين للمحاسبي-ت: عبدالفتاح أبو غدة.‏
41. مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية- القاهرة د.ت
42. الأعلام للزركلي-بيروت 1992.‏
43. تاريخ الإسلام للذهبي-بيروت 1992.
44. نفحات الأُنس للجامي-مخطوط بمكتبة الأسد رقم 2231 (قيد الطبع).
45. معجمالمؤلفين لرضا كحالة-بيروت 1989.‏
(1) باحث في التراث الإسلامي من سورية.‏
(2) تاريخ دمشق/ ابن عساكر ج7 ص 258.‏
(3) الإمام أحمد بن حنبل لأحمد عبدالجواد الدومي ص 92.‏
(4) ص 144.‏(5) ج1 ص 140.‏
(6) الصواعق الإلهية ص 76لسليمان بن عبد الوهاب.‏
(7) الدرر السنية ص 45 لأحمد زيني دحلان.‏
(8) اقتضاء الصراط المستقيم ص 401.
29. تصحيح مفاهيم خاطئة لابن علوي المالكي ص
(9) سِيرَ أعلام النبلاء للذهبي ج 11 ص 54.‏
(10) اقتضاء الصراط المستقيم ص 339.‏
(11) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 212‏
(12) مناقب الإمام أحمد لابنالجوزي ص 351.‏
(13) تاريخ دمشق ج 7 ص 258، سير أعلام النبلاء ترجمة رقم 1810.‏ (14) أحياء علوم الدين للغزالي ج2 ص 166 ط دار الفكر.‏
(15) الزهد للإمام أحمدص 140.‏
(16) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ج3 ص 132.‏
(17) غذاء الألبابلابن مفلح ج1 ص 120.‏
(18) الورع للإمام أحمد ص 46.‏
(19) المختار في مناقبالأبرار لابن الأثير الجذري (مخطوط 61 ب).‏
(20) طبقات الحنابلة ص 7.‏
(21) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 216.‏
(22) تاريخ دمشق ج 7 ص 216.‏(23) مدار جالسالكين ج 2 ص 12. الرسالة القشيرية ج1 ص 413.‏ (24) كشف المحجوب ص 144.‏ (25) ج2ص 633. مسند أحمد رقم 16671.‏
(26) الرسالة القشيرية ج2 ص633.‏ (27) شذراتالذهب لابن العماد الحنبلي وفيات (241هـ) طبقات الحنابلة ج1 ص 113.‏
(28) الزهدللإمام أحمد ص 320.‏
(29) ج 1 ص 112.‏ (30) الرد المحكم المتين لصديق الغماري ص 273.‏
(31) خلاصة الوفا للسمهودي ص 127.‏
(32) أحمد بن حنبل إمام أهل السنةلعبد الحليم الجندي ص 177.‏
(33) الجوهر المحصل في مناقب أحمد بن حنبل ص 113لمحمد بن سعدي الحنبلي.‏
(34) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 58.
(35) إحياءعلوم الدين ج2 ص 147. المجموعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية للشيخ خطار ج1 ص 443.‏
(36) مسائل كنز النقاش حولها للشيخ سيد بن الدين آل سميط ص 20.‏
(37) ج 3 ص 68.‏
(38) ج 1 ص 98، 108.‏
(39) إسلام بلا مذاهب ص 461 نقلاً عنطبقات الحنابلة.‏
(40) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 216.‏
(41) الترخيص بالقيامللنووي ص 48.‏
(42) اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل (مخطوط 12 أ) مكتبة الأسدالوطنية.‏
(43) الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية للمناوي (المقدمة)‏
(44) مناقب الإمام أحمد بن حنبل ص 369.‏
(45) تاريخ دمشق ج 7 ص 259، سيرأعلام النبلاء وغيره (باختصار).‏
(46) مناقب الإمام أحمد ص 372.‏
(47) تاريخ دمشق ج 7 ص 268.‏
(48) المقدمة في التصوف للسلمي ص 45.‏
(49) طبقاتالحنابلة ج 1 ص 86‏ .
(50) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 231.‏
(51) مناقبالإمام أحمد ص 198.‏
(52) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ص 7 ص72.‏
(53) العلماء العزاب لعبد الفتاح أبو غدة ص 50.‏
(54) حلية الأولياء لأبي نعيمالأصفهاني ج 10 ص 14.‏
(55) ص 138.‏
(56) إحياء علوم الدين ج1 ص 82، وفياتالأعيان لابن خلكان ترجمة رقم (148)
(57) الكواكب الدرية ج1 ص 519.‏
(58) طبقات الحنابلة ج 1 ص 381.‏
(59) تاريخ بغداد ج 13 ص 201‏ .
(60) صفة الصفوةترجمة رقم 242.‏
(61) ص 135.‏
(62) استنشاق نسيم الأُنس لابن رجب الحنبلي ص 132.‏
(63) طبقات الصوفية للسلمي ص 295، النجوم الزاهرة وفيات (270هـ)‏
(64) ص 405.‏
(65) انظر ذلك موسعاً في مقدمة تحقيق رسالة المسترشد بن للمحاسبي،تحقيق عبد الفتاح أبو غدة.‏
(66) مجموعة الرسائل والمسائل ج1 ص 74.‏
(67) حلية الأولياء ج 10 ص313.‏

الشيخ درويش عبود المغربى
04-09-2008, 10:23 PM
مشكورة وبارك الله فيك

خالد
05-09-2008, 01:32 AM
بارك الله فيك ياهناء

مركوش
05-09-2008, 08:53 PM
جزاكم الله خيرا
وكل عام وانتم بخير

نذار الشامى
05-09-2008, 09:30 PM
شكرا وكل سنة وانتم طيبين

نشوى المياسر
07-09-2008, 09:29 AM
حياكم الله جميعا وبارك الله فيكم وعليكم وشكرا لمروركم

shankeet
09-11-2008, 10:32 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

نشوى المياسر
10-11-2008, 07:02 AM
حياك الله اخ shankeet وشكرا لمرروك

ابراهيم الدالى
05-03-2012, 07:01 PM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

زهر البنفسج
06-03-2012, 04:41 AM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

نوران
07-03-2012, 08:02 AM
مشكورة وبارك الله فيك

خيرى السيد
08-03-2012, 02:31 AM
بارك الله فيك ياهناء

فيحاء
09-03-2012, 04:25 AM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

رامى
10-03-2012, 09:43 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

غادة عبد الكريم
14-03-2012, 07:41 AM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

لمياء الدميرى
15-03-2012, 11:17 AM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

رزقة
31-03-2012, 03:46 AM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

صافى
02-04-2012, 04:59 PM
جزاك الله عنا خير الجزاء .. ووفقك لما تحب و يرضى

عزمى
19-04-2012, 01:54 PM
مشكورة استاذة هناء وبارك الله فيك

سمية
03-05-2012, 10:22 AM
بارك الله فيكم وعليكم

غانم العمروسى
04-05-2012, 05:28 AM
مشكورين وبارك الله فيكم على الطرح والجهد الكبير

ابو عسيب
13-05-2012, 02:39 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

ونيس المسيرى
30-05-2012, 12:54 PM
مشكورين وبارك الله فيكم على الطرح والجهد الكبير

عودة الامل
16-09-2012, 07:25 PM
مشكورة وبارك الله فيك اخت هناء

نسائم الرحمن
16-09-2012, 08:37 PM
مشكورة وبارك الله فيك الفاضلة هناء

الشيخ درويش عبود المغربى
02-10-2012, 04:40 PM
مشكورين للمرور العطر وبارك الله فيكم جميعا ودمتم بكل خير وود