المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام شيوخ الصوفية في التمسك بالكتاب والسنة وآداب الأئمة



نشوى المياسر
07-09-2008, 12:52 PM
كلام شيوخ الصوفية في التمسك بالكتاب والسنة وآداب الأئمة
قال الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه /لواقح الأنور القدسية في بيان العهود المحمدية/.

1- ورعهم واحتياطهم الشرعي: قال في المقدمة:

أحدهم – أي الصوفية الشرعيون – يفعل المندوب مع شدة الاعتناء به كأنه واجب، ويجتنب المكروه كأنه حرام، ويترك المباح كأنه مكروه، ويفعل الأَولى كأنه مستحب، ويستغفر من فعل المكروه كأنه حرام، ويتوب من فعل خلاف الأولى كأنه مكروه، ويتوب من ترك المندوب كأنه واجب.

ومن القوم من يقلب المباح بالنية الصالحة إلى خير فيثاب عليه ثواب المندوب، كأن ينوي بأكله التقوي على عبادة الله تعالى، أو بنومه في النهار التقوي على قيام الليل.

2- الإخلاص وترك الرياء:

قال في العهد الأول: أجمع أشياخ الطريق كلهم على أن من أكل الحرام والشبهات لا يصح له إخلاص في عمل، لأنه لا يخلص إلا إن دخل حضرة الإحسان، ولا يدخل حضرة الإحسان إلا المطهر من سائر النجاسات الباطنة والظاهرة، لأن مجموع أهل هذه الحضرة أنبياء وملائكة وأولياء، وهؤلاء من شروطهم العصمة والحفظ من تناول الحرام والشبهات، فكل شيخ لم يصح له الحفظ في نفسه فهو عاجز عن توصيل غيره إلى تلك الحضرة.

ثم قال: وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول: إذا راءى العبد بعلمه وعمله حبط عمله بنص الكتاب والسنة، وإذا حبط عمله فكأنه لم يعمل شيئاً قط فكيف يرى نفسه بذلك على الناس مع توعده بعد الإحباط بالعذاب الأليم، فليتنبه طالب العلم لمثل ذلك. ا.هـ.

ثم قال: الصادق يفرح إذا غفل عنه الناس ونسوه فلم يفتقدوه بهدية ولا سلام، ويفرح إذا انقلب أصحابه كلهم عنه واجتمعوا بشيخ آخر مرشد.

1- ومما رواه الأئمة في الإخلاص مرفوعاً: قوله صلى الله عليه وسلم (من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راضٍ) رواه ابن ماجه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.

2- وروى البيهقي والبزار مرفوعاً (إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريك، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فهو لشريكي وأنا منه بريء، يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص، ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم فإنه لوجوهكم وليس لله منه شيء).

3- وروى مسلم مرفوعاً (إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم).

4- وروى الطبراني والبيهقي مرفوعاً (إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصاً، وفرقة يعبدون الله رياء، وفرقة يعبدون الله تعالى ليستأكلوا به الناس، فيقول الله عز وجل للمخلصين: اذهبوا بهم إلى الجنة، ويقول للآخرين: امضوا بهم إلى النار).

ثم قال: وقد سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول في معنى حديث: (إن الله تعالى ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر) هذا الرجل يتعلم العلم رياء وسمعة فيعلم الناس أمور دينهم ويفقههم وينصر الدين إذا ضعف جانبه، ثم يدخله الله تعالى بعد ذلك النار لعدم إخلاصه. ا.هـ.

3- اتباع السنة المحمدية واستفتاء القلب في السنن الحسنة:

قال في العهد الثاني: أُخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن نتبع السنة المحمدية في جميع أقوالنا وأفعالنا وعقائدنا، فإن لم نعرف لذلك الأمر دليلاً في الكتاب والسنة أو الإجماع أو القياس توقفنا عن العمل به، ثم ننظر فإن كان ذلك الأمر قد استحسنه بعض العلماء استأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ثم فعلناه أدباً مع ذلك العالم، وذلك كله خوف الابتداع في الشريعة المطهرة فنكون من جملة الأئمة المضلين.

ثم قال: استأذنه بالقلب وانتظر ما يحدثه الله تعالى في القلب من استحسان الفعل أو الترك.

1- وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعاً:

(من أكل طيِّباً وعمل في سنةٍ وأمن الناس بوائقه دخل الجنة، قالوا: يا رسول الله إن هذا اليوم في أمتك كثير، قال: وسيكون في قوم بعدي) يعني قلائل.

2- وروى أيضاً وصححه مرفوعاً (الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة).

المقالة الثانية: من كتاب /مختصر العهود/ للشعراني رحمه الله
قال الشيخ الإمام الشعراني رحمه الله تعالى:
وسمعت شيخنا عليّاً الخواص رضي الله عنه يقول: ينبغي للعالم إذا درّس في مثل الجامع الأزهر أن يحرِّر نيته قبل ذلك، حتى يجد له نية صالحة وذلك لغلبة دخول الأكابر الذين تميل النفوس إلى مراءاتهم من الأمراء والأغنياء إلى الجامع.
وكان الإمام النووي رضي الله عنه إذا درّس في المدرسة الأشرفية بدمشق يوصي الطلبة أن لا يجيئوا دفعة واحدة خوفاً من كبر الحلقة، وكان إذا درّس جلس في عطفة المسجد ويقول: إن النفس تستحلي رؤية الناس لها وهي تدرّس في صحن المسجد أو صدره.
وبلغه يوماً وهو يدرس في جامع بني أمية أن الملك الظاهر عازم على الصلاة في الجامع فترك التدريس وحضور المسجد ذلك اليوم.
فإياك ياأخي أن تعقد لك مجلس علم أو ذكر لله تعالى أو صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث يراك الناس إلا أن تكون سالماً من هذه العلل والآفات.
تنويع العبادات:
واعلم أن الشارع صلى الله عليه وسلم ما نوّع العبادات المتفاضلة في الأجر إلا لعلمه صلى الله عليه وسلم بحصول الملل للعاملين ولو في الأمور الواجبة، فإذا حصل الملل فيها انتقلوا إلى واجب آخر أو إلى ذلك الأمر المفضول، لأنه ما تقرب المتقربون إلى الله تعالى بمثل أداء ما افترضه الله عليهم، ولكن لما كان يحصل لهم من الملل في الواجبات حتى لا يبقى في نفس العامل داعية ولا خشوع ولا لذة بتلك العبادات كان العمل المفضول الذي له فيه داعية ولذة وخشوع أتم وأكمل.
وقد كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقسم الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً ينام فيه، وجزءاً يطالع فيه الحديث ويستنبط، وجزءاً يتهجد فيه، وكان يقول: لولا مذاكرة الإخوان في العلم والتهجد في الليل ما أحببت البقاء في هذه الدار.
ومن جملة العمل بالعلم توبة العبد واستغفاره إذا وقع في معصية، فإنه لولا العلم ما عرف أنها معصية ولا تاب منها، وقد قال داود الطائي رحمه الله تعالى: طالب العلم كالمحارب، فإذا أفنى عمره في تعلم كيفية القتال فمتى يقاتل؟
واعلم أن جميع ما ورد في فضل العلم وتعليمه إنما هو في حق المخلصين في ذلك، فلا تغالط في ذلك فإن الناقد بصير، وقد سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول في معنى حديث ﴿ إن الله ليؤيِّد هذا الدِّين بالرجل الفاجر ﴾ معناه أن الناس ينتفعون بعلم الفاجر وتعليمه وإفتائه وتدريسه حتى يكون في الصورة كالعلماء العاملين ثم يدخله الله بعد ذلك النار لعدم إخلاصه، نسأل الله اللطف.
- وروى الطبراني مرفوعاً – ﴿ قليل العلم خير من كثير العبادة، وكفى بالمرء فِقهاً إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلاً إذا عجِب برأيه ﴾ ورواه البيهقي من قول مطرِّف ابن عبد الله ابن الشِّخير رضي الله عنه بإسناد صحيح.

خالد
07-09-2008, 10:56 PM
كلام جميل يعطيك العافية

الشيخ درويش عبود المغربى
08-09-2008, 03:09 AM
مشكورة وبارك الله فيك

نشوى المياسر
08-09-2008, 08:30 AM
حياكم الله جميعا وشكرا لمروركم

نجم الليل
09-09-2008, 03:58 PM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

نشوى المياسر
10-09-2008, 08:14 AM
حياك الله اخي الكريم نجم الليل

shankeet
09-11-2008, 10:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

نشوى المياسر
10-11-2008, 07:06 AM
شكرا لمرورك shankeet

زهرة زمان
24-11-2008, 04:09 PM
بارك الله فيك

نشوى المياسر
14-12-2008, 08:22 AM
شكرا لمرورك عزيزتي زهرة زمان

عزمى
02-03-2012, 12:29 AM
مشكورة وبارك الله فيك على الطرح والشرح

زهر البنفسج
04-03-2012, 03:21 AM
مشكورة اخت هناء وبارك الله فيك وعليك

خيرى السيد
05-03-2012, 03:40 AM
مشكورة استاذة هناء وبارك الله فيك

ابراهيم الدالى
05-03-2012, 06:53 PM
دائما متميزة اخت هناء بارك الله عليك

هاشم
21-03-2012, 07:20 AM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

ذكرى
22-03-2012, 12:17 PM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

وليد البلوشى
23-03-2012, 02:36 AM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

صافى
02-04-2012, 05:02 PM
جزاك الله عنا خير الجزاء .. ووفقك لما تحب و يرضى

غالية
21-04-2012, 07:31 AM
مشكورة استاذة هناء وبارك الله فيك

خيرى السيد
28-04-2012, 07:18 PM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

نوران
04-05-2012, 05:53 AM
مشكورة استاذة هناء وبارك الله فيك

قمر الزمان
04-05-2012, 06:46 AM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

ورد الشام
24-05-2012, 09:17 AM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

فتحى المعلم
15-08-2012, 03:56 PM
مشكورة هناء وبارك الله فيك وعليك

الشيخ درويش عبود المغربى
02-10-2012, 04:39 PM
مشكورين للمرور العطر وبارك الله فيكم جميعا ودمتم بكل خير وود