المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روح الإسلام حب الله ورسوله



نشوى المياسر
23-09-2008, 10:04 AM
من خطب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏

أما بعد، فيا عباد الله

إن الإسلام الذي شرَّفنا الله به، شأنه كشأن الإنسان، بل شأنه كشأن كل حيٍّ من الكائنات، لابدَّ فيه من جسم وروح، فما هو جسم الإسلام؟ وما هي روحه؟

جسم الإسلام الإيمان العقلي بوجود الله وبوحدانيته، وبالرسل والأنبياء جميعاً‏.‏ وأما روح الإسلام فهي الحب: حب الله سبحانه وتعالى، وحب رسوله المصطفى عليه الصلاة والسلام، لايتحقق الإسلام إلا بجسم وروح، جسم الإسلام: اليقين العلمي والاعتقاد الفكري بالله عز وجل ورسله وكتبه، أما روح الإسلام فهي الحب‏.‏

والإنسان - أيها الإخوة - هل تتصورون أن يكون له وجود مفيد إذا انفصلت عنه روحه، وبقي جسداً بدون روح؟ كذلكم الإسلام لاقيمة له ولا أثر إذا كان مجرد اعتقاد يهيمن على العقل، يجب أن تعلموا هذه الحقيقة، ومن أجل هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لايؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)) الحب شيء والإيمان العقلي شيء آخر، الإيمان بالعقل لايغني عن الحب الذي يهيمن على القلب، تماماً كما أن الجسد لايغني عن الروح، وعندما تحدَّث الله عز وجل عن صفات المؤمنين جعل الحب أول صفة من صفاتهم، قال: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة: 2/165] لم يصف الله المؤمنين باليقين العقلي، لم يصف الله المؤمنين بالإدراك الفكري وحده، على أن الإدراك لابد، واليقين الاعتقادي لابد منه، ولكن هذا كله جسد، ولابد أن تتسرب الروح بعد ذلك إلى الجسد حتى يتصف بالحياة، ولذلك ميّز الله عز وحل المؤمنين عن غيرهم بهذا الحب، فقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}‏.‏

عندما يتحقق هذا الحب إلى جانب اليقين الاعتقادي في كيان المسلمين تحلُّ مشكلاتهم كلها، وعندما يغيب الحب ويبقى الاعتقاد وحده موجوداً في طوايا الدماغ والفكر؛ فإن المشكلات تتكاثر ولن تجد لها حلاً أبداً‏.‏

ونحن اليوم - أيها الإخوة - نعاني من مشكلات كثيرة كما تعلمون‏.‏ ولا أريد أفيض في ذكر هذه المشكلات، فكلكم يعرفها، ولكن أمرُّ بكم على عناوينها، من هذه المشكلات حقوقنا المهدرة المغتصبة، البرآء الآمنون في سربهم والذين يُقَتَّلون صباح مساء في كل يوم، يقطَّعون إرباً إرباً، تسلَّط عليهم الكلاب، مشكلة من أخطر المشكلات‏.‏

من مشكلاتنا التي نعاني منها: هذه التفرق، هذا التدابر الذي هيمن على العالم العربي والإسلامي، وصبغه بصبغة الذل والمهانة، حكام المسلمين هم ثولة التدابر، هم ثولة التخالف والتشرذم، مشكلة ثانية من المشكلات‏.‏

من مشكلاتنا: أننا في كثير من الأحيان جعلنا من مبادئ الإسلام، وأنشطة الإسلام، وأحكام الإسلام مطايا ذليلة لمصالحنا، جعلنا من قيم الإسلام ومبادئه أدوات ووسائل نستخدمها من أجل مصالحنا الدنيوية المختلفة، مشكلة ثالثة، أصبح الدين خادماً للدنيا‏.‏

هذه طائفة من مشكلاتنا الكبيرة التي يعاني العالم العربي والإسلامي منها، من أين نبعت هذه المشكلات - ونحن مسلمون -؟ نبعت هذه المشكلات من أن إسلامنا غدا جسداً بدون روح، إسلامنا اليوم غدا فكراً يتألق في العقل، غدا فلسفة يتحرك بها اللسان، غدا كلمات تكتب وخطباً تلقى، أما الحب فغائب، وقد قلت لكم: إن الحب هو روح الإسلام‏.‏

سبب تفاقم هذه المشكلات - أيها الإخوة - أن إسلامنا غدا جسداً بدون روح، وروح الإسلام كما قلت لكم: محبة الله، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا أريد أن أضعكم أمام الأدلة على البدهيات، البدهيات لاتحتاج إلى أدلة، كم وكم يتحدث بيان الله عن الحب، ويتحدث البيان الإلهي عن اعتزاز المولى بعباده الذين يحبهم ويحبونه، انظروا إلى قوله: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 5/54] ما قال: فسوف يأتي الله بقوم حشيت عقولهم بالحقائق الإيمانية، الحقائق الإيمانية جسد لابد منه، لكن ما هي قيمة الجسد إذا انفصلت الروح عنه‏.‏

والرعيل الأول من المسلمين-من أصحاب رسول الله ومن تبعهم- ما تحققت على أيديهم معجزات النصر والوحدة والتوفيق الإلهي لمجرد اليقين العقلي بمبادئ الإسلام، لكنَّ تلك المعجزات تحققت على أيديهم بسبب الحبّ الذي هيمن على قلوبهم، ذلك الحب الذي صغّر الكبير العظيم من أمور الدنيا، وكبّر الصغير الصغير من أمور الغيب والآخرة التي نحن مقبلون عليها، الحب هو الذي قرَّب لهم البعيد، وليَّن لهم الحديد، وجعل الصعب سهلاً، وجعل المستحيل ممكناً، ذلك هو روح الإسلام الذي به انتصر ذلك الرعيل الأول‏.‏

ذلك الحب غاب، غاب اليوم عن أفئدة المسلمين، ولما غاب الحب عن أفئدة المسلمين فاضت في تلك الأفئدة محبة أخرى: محبة الدنيا، محبة المال، محبة الشهوات، محبة الرئاسة، محبة الكبرياء والعصبية، والإسلام بقي محصوراً ومتراجعاً متراجعاً إلى الدماغ فقط، ومن هنا نبعت هذه المشكلات أيها الإخوة‏.‏

نحن في كثير من الأحيان نتحدث عن وحشية هؤلاء الصهاينة الذين غابت مشاعر الإنسانية من بين جوانحهم، ونتحدث عن الجرائم التي يمارسونها، وعن العالم الغربي الذي يصفق لجرائمهم، ونقف عند هذا الحد‏.‏ وأنا أقول: ليست هذه هي المشكلة، العدو عدو، ولاتفاجأ بما ترى من إفرازات عداوته، هذا العدو الحاقد لاتفاجأ بنتائج حقده، شيء طبيعي، ولكن تجاوز هذه الظاهرة إلى الأسباب، ما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء الصهاينة الأقزام بالأمس مردة عاتين اليوم؟ نحن، الجريمة، بدأت من عندنا نحن، وظهرت آثارها عندهم‏.‏ الجريمة جريمتنا، ما هي جريمتهم، التفرق، التشرذم، نظر هؤلاء الذين يقطعون الأوصال، ويقتّلون الصغار والبرآء، نظروا إلى حكام العالم العربي فوجدوا أن كلاً منهم مشغول بحظ نفسه، معرض عن الجسور التي ينبغي أن تصل بينه وبين إخوانه، يتصافحون نفاقاً، ويتظاهرون بالتضامن كذباً وزوراً، فإذا تفرقوا عكف كل واحد منهم على خصائصه ومصالحه وقضاياه، فرغت أفئدتهم من حب الواحد، وهيمنت محبة الفاني على قلوبهم، ففرقتهم الدنيا ومحبتها، وجعلتهم يتنافسون، بل يتهارجون ويتخاصمون، ونظر أولئك الذين كانوا أقزاماً أذلة بالأمس إلى واقع المسلمين وحكامهم اليوم فسلكوا هذه المسالك، إذ لم يجدوا ما يخيفهم، ولم يجدوا ما يوقفهم عند حدودهم، من أين جاءت هذه المشكلة، جاءت هذه المشكلة من غياب روح الإسلام، روح الإسلام ما هي أيها الإخوة؟ حب الله عز وجل‏.‏

أجل إن أصغيت إلى ما يقوله هؤلاء الحكام؛ تجدهم يتكلمون بالإسلام، وتجدهم يتباهون به، ويرفعون الرأس عالياً بمبادئه، هذا حديث الفكر، أما القلب ففارغ عن محبة، وعاء فرغ نهائياً من محبة الله ثم فاض بمحبة الأغيار، بمحبة الدنيا وما إلى ذلك، غيبوبة محبة الله التي هي روح الإسلام هي التي فرقتهم، ومن ثَمَّ فهي التي بعثت هذه المشكلة فيما بيننا، سلبتنا حقوقنا، جعلت الاغتصاب أمراً سهلاً بالنسبة لهؤلاء الناس، جعلت التقتيل والتنكيل أشبه ما يكون بشرب الماء البارد عل الظمأ، أجل‏.‏

مشكلة اتخاذ الدين مطية للدنيا، مشكلة اللعب بالدين ورقة من أجل الوصول إلى المغانم الدنيوية مردّها إلى غياب هذا الحب، أَنظر - أيها الإخوة - إلى كثير من الأنشطة الإسلامية، وأتأمل فأجد هذه الأنشطة تستخدم وتسخّر للمصالح، تستخدم وتسخّر للمغانم الدنيوية، ماذا أقول أيها الإخوة؟ كنا في صدر الإسلام، ونحن نتأمل في ذلك التاريخ الأغر، نجد أن الفتاوى أثقل ما تكون على لسان الإنسان المؤمن الخائف من الله عز وجل‏.‏ يقول أبو بكر: ((أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم))‏.‏ وهو من؟ أبو بكر‏.‏ يأتي رجل من أقصى المغرب إلى دار الهجرة، إلى المدينة المنورة، فيلقى إمام دار الهجرة مالكاً رحمه الله تعالى، يقطع مسافة ستة أشهر إلى الإمام مالك وقد حمل إليه طائفة من الأسئلة والاستفتاءات، سأله عنها، أجابه عن طائفة يسيرة منها وقال له عن باقي تلك الأسئلة: لا أعلم، لا أعلم، لا أعلم‏.‏ قال له الرجل: جئتك من مسافة ستة أشهر لأسمع جواب هذه الأسئلة التي كلفت أن أسألك عنها فماذا أقول إن عدت إلى هؤلاء الذين أرسلوني إليك؟ قال: قل لهم يقول مالك: لا أعلم‏.‏ نعم‏.‏ هكذا كان الدين ثقيلاً، وهكذا كانت مهابة الباري عز وجل على القلوب المحبة لله عظيمة جداً، ومن ثَمَّ فكان لسان المسلم يتلجلج عندما يستفتى قبل أن يفتي‏.‏

واليوم ماذا نجد؟ نجد الفتاوى التي تسوّق حسب الطلب، نجد الفتاوى العجيبة التي تغيّر وتبدّل من دين الله عز وجل بكل بساطة وبكل يسر، وأنظر إلى ذلك الرعيل الذي كان يهاب ويرهب من اقتحام الفتوى ببيان أحكام الله عز وجل، وأقارن بأناس لايبلغ علمهم معشار أولئك العلماء يغمض أحدهم عينيه ليقتحم الجواب بكل بساطة، وليت أنه جواب يحافظ على دين الله، بل هي أجوبة تمزق شرع الله سبحانه وتعالى‏.‏

ما سمعنا في صدر الإسلام، وخلال الأجيال المتصرمة إلى يومنا هذا بما يسمى: (فقه الأقليات) ما سمعنا في دين الله أن في شريعة الله فقهين: فقهاً للمسلمين في بلادهم الإسلامية، وفقهاً آخر للمسلمين عندما يوجدون في بلاد أخرى غير البلاد الإسلامية، واليوم نفتح أعيننا لنرى ميلاد فقه آخر وجديد اسمه: (فقه الأقليات)، ونتأمل في فقه الأقليات هذا، وإذا بأحكام الشريعة الإسلامية كلها تتبخر رويداً رويداً رويداً‏.‏ أصبح نكاح الكافر من المرأة المسلمة نكاحاً صحيحاً وهو النكاح الباطل في نص كتاب الله سبحانه وتعالى وما اتفق عليه الأئمة‏.‏ أصبح الربا المحرم حلالاً، أصبحت المختنقة ذبيحة مذكاة تؤكل، أصبح التعامل مع الخمور في أماكن بيع الأمتعة ونحوها شيئاً سائغاً، ذلكم مثال تفقه الأقليات‏.‏ وإن المسلم ليتساءل أيها الإخوة: إذا كان هناك فعلاً فقه اسمه (فقه الأقليات) ففيم هاجر المسلمون في صدر الإسلام من بلاد الكفر ما دام فقه الأقليات يقول لهم: ابقوا حيث أنتم وهاهو ذا فقه الأقليات يعطيكم حق البقاء في دور الكفر‏.‏ أجل، كان ينبغي أن يبقوا حيث هم في دار الكفر، ولايهاجروا، وأن يلتجئوا إلى فقه الأقليات الذي يبيح لهم كل محرم، ويفتح لهم السبيل إلى كل ماتتشهاه قلوبهم ونفوسهم‏.‏ لكنهم هاجروا إلى حيث لايبدلون أحكام الله شروى نقير، وكان رسول الله في مقدمتهم‏.‏

واليوم ننظر وإذا بأحكام الشريعة الإسلامية - بسرعة غريبة جداً - تتبدل ثم تتبدل ثم تتبدل‏.‏ لماذا يحصل هذا؟ لأن روح الإسلام غابت، وأعود فأقول لكم: ماهي روح الإسلام أيها الإخوة؟ هي حب الله، حب الجليل، وتحقير القليل‏.‏ حب الجليل هو الله، وتحقير القليل ألا وهي الدنيا، أنا عندما تغيب عن مشاعري محبة الله، ما الذي يحل محلها؟ محبة الشهوات، الأهواء، وعندئذ أستعمل الإسلام مركبة لتوصلني إلى الغنى بعد الفقر، لتوصلني إلى الرئاسة، لتوصلني إلى إرواء مشاعر العصبية، لتوصلني إلى أغراضي الدنيوية، أركب مطية الإسلام لتوصلني إلى هذه الأهداف، هذه المشكلة الأخرى، أيضاً سببها غياب الحب‏.‏

أيها الإخوة

لعلكم تعرفون الحديث الذي يرويه مالك في موطئه وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مرة إلى البقيع يسلم على أهل البقيع ومعه ثلة من أصحابه، فلما سلَّم على أهل البقيع قال: ((وددت لو أني رأيت إخواني)) قال له أحدهم: ألسنا إخوانك يا رسول الله! قال: ((بل أنتم أصحابي، وإخواني أولئك الذين لم يلحقوا بعد))‏.‏

اللهم إنا نسألك بمعاقد العز من عرشك أن تجعلنا من إخوان رسول الله الذين تشوّق إليهم ولم يرهم، ((بل أنتم إخواني وأصحابي أولئك الذين لم يلحقوا بعد، وسأكون لهم فرطاً على الحوض)) سأستقبلهم على الحوض‏.‏ قال له قائل: أَوَ تَعرفُهم يارسول الله؟ قال: ((أرأيتم لو أن رجلاً له خيول غرٌّ محجلة – ذات أسورة بيضاء على قوائمها وذات لطعة بيضاء على جبينها – في خيول دُهم بُهم – أي سود – أفكان يعرفهم؟)) قالوا: نعم‏.‏ قال: ((فأنا أعرفهم غراً محجلين من آثار الوضوء)) لم يأت محل الشاهد بعد من هذا الحديث، قال بعد ذلك: ((ألا ليزادَنَّ رجال عن حوضي - أي ليطردن رجال عن حوضي - كما يزاد البعير الضال‏.‏ فأقول: ألا هلم، ألا هلم - فيقال: إنك لاتدري كم بدّلوا من بعدك، فأقول: فسحقاً فسحقاً فسحقاً))‏.‏

متى يتزلزل فؤاد الإنسان خوفاً من أن يكون من المبدِّلين؟ عندما يكون فؤاد هذا الإنسان مهتاجاً بمحبة الله عز وجل، عندما يكون هذا الفؤاد فياضاً بتعظيم الله سبحانه وتعالى، في هذه الحالة وأنا أسمع كلام رسول الله هذا، كيف يمكن أن يتحرك لساني بفتاوى كيفية تسوّق حسب الطلب أيها الإخوة؟ كيف؟ دواء واحد إن غاب لا والله لن تحل مشكلاتنا أجمع‏.‏ مهما طرقنا الأبواب، ومهما تحايلنا لحلها، ومهما سلكنا السبل‏.‏ ما هو هذا الدواء؟ هذا الدواء هو أن نوجّه أفئدتنا بالحب إلى قيوم السماوات والأرض، الدواء هو أن تسري الروح في جسد الإسلام، جسد الإسلام اليقين العقلي هذا هو الجسد، وحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو روح هذا الجسد، فإذا لم يتحقق هذا الحب مشكلات فلسطين لن تُحَل، لأن الوحدة لن تتحقق، والتضحية في سبيل الإسلام عقيدة وأحكاماً وشرعة ومنهاجاً لن تتحقق، لأن الحب هو السبيل إلى ذلك كله، ولعلكم تقولون: ومن أين نأتي بهذا الحب؟ سؤال من أغرب الأسئلة! عجبت لمن عرف الله ثم يقول: كيف أحب الله؟! عجبت لمن عرف أن حياته من الله، ورغد عيشه من الله، عافيته من الله، رقاده من الله، يقظته من الله، طعامه من الله، شرابه من الله، الذي يجعله يزدرد اللقمة هو الله، والذي يجعل هذا الطعام يتمثل عافية في جسده وكيانه هو الله، يعلم هذا كله ثم يقول: كيف السبيل إلى أن أحب الله؟! ويحك أوحش أنت؟! ((جبلت النفوس على حب من أحسن إليها))‏.‏ من هو المحسن؟ كل الدنيا تذوب أمام هذا السؤال، ويتجلى محسن واحد: هو الله عز وجل، الذي يعلم هذه الحقيقة يعشق الله، الذي يعلم هذه الحقيقة لايرى في الكون إلا مكوِّنه ألا وهو الله سبحانه وتعالى، ياعجباً! كيف نغيب عن لذة هذا الحب؟! ياعجباً! كيف ابتعدنا عن شُهْد هذا الحب؟! ويسأل السائل بعد هذا قائلاً: كيف السبيل إلى أن أحب الله؟!

اللهم إنا نلتجأ إليك، التجاء العبد الضارع الذليل، اللائذ ببابك الجليل، أن تملأ أفئدة عبادك المسلمين بالحب لك، وأن تدخل ترياق حلِّ مشكلاتهم بإصلاح أفئدتهم، وأن توجه قلوبهم هذه إليك يا أكرم الأكرمين، وأن تنظفها وتُخلِيَها من محبة الأغيار‏.‏

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه يغفر لكم‏.

نجم الليل
23-09-2008, 10:10 AM
مشكورة اخت هناء وبارك الله فيك وعليك

سمية
23-09-2008, 10:13 AM
بارك الله فيك وعليك

نورة حسن
23-09-2008, 10:14 AM
للهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وشفيعنا والنور المهداه
محمد وال محمد وصحبه اجمعين


كل عام وانتم بخير

جيهان
23-09-2008, 10:15 AM
شكرا وبارك الله فيك وجزيتى خير الجزاء

نشوى المياسر
24-09-2008, 08:12 AM
حياكم الله ايها الاخوة والاخوات بارك الله فيكم وعليكم وشكرا لمروركم

أمير القلوووب
27-09-2008, 05:29 PM
شكرا لكي ... بارك الله فيكي

نشوى المياسر
29-09-2008, 08:07 AM
شكرا لمرورك امير القلوب