نشوى المياسر
17-11-2008, 06:55 AM
التفكير عملية إنسانية مستمرة، فهي مقتضى العقل البشري الذي يتصرف بتفكيره لابردود فعله فقط
وهذا التفكير يحدد كثيراً من أمور الحياة الحالية والمستقبلية بالنسبة للأفراد والمجتمعات..
وتقول الدراسات والملاحظات العلمية أن هناك طابعاً معيناً لتفكير كل منا، وهذا الطابع له أثر بالغ في صياغة الحياة وكذلك في الصحة النفسية والعضوية
يقول الباحثون ان التفكير بايجابية له آثار جيدة على الإنسان، كما أن للتفكير بسلبية وتشاؤم آثارا سلبية، فهو يزيد توتر الفرد ويجعله يصاب بالكآبة بشكل أكبر، وكذلك تشير الأبحاث إلى أن الأمراض العضوية والأعراض العضوية تنتشر أكثر عند من يفكرون بسلبية وتشاؤم
والسبب أنه كلما تخيلت شيئاً سلبياً فإن جسده - إلى حد ما - يتفاعل كما لو كان ما تخيلته حقيقيا وتحدث تغيرات كيميائية التي عادة ما تتبع لفرض الإنسان لضغوط أو صدمات نفسية، وهذا التغير هو افراز مادة الأدرينالين التي تؤدي بالجسم للتحفز والاستعداد إما للهروب أو للصراع، فتزداد نبضات القلب وتتوتر العضلات ويضخ الدم لها بشدة
ويحدث تغير معرفي أيضاً وهو أن تركز على الحدث وتستمر في التفكر فيه، فبدلاً من أن يكون تخيلك عبارة عن فكرة عابرة، يكون فكرة ملحة ومسيطرة عليك
(مشهد: لو تأملت من حصلت له مشكلة قبل أيام ثم دخلت معه في حوار حولها وانقطع الحوار، وذهب في حاله.. لربما لاحظت أن باله مشغول.. أعصابه مشدودة.. السبب أن حديثك معه أعاد الذكريات.. والذكريات جعلت رد الفعل الذي يظهر على الجسم يظهر مرة أخرى.. لهذا تراه يتحدث مع نفسه، ويبدو عليه الغضب أو القلق وربما ترتعش أطرافه
السبب هو أن الجسم يتفاعل مع الحقيقة وأيضاً يتفاعل مع الذكريات، وكذلك مع الخيال أو التوقع
وكل هذه الردود التي تظهر من الجسم يقودها التفكير، فإذا توقعت الأفضل والمريح فإن جسمك سيكون رد فعله كذلك، وإن كان تفكيرك يقودك لتوقع الأسوأ فإن جسمك سيندفع للتفاعل متوقعاً الأسوأ.
ماهو هذا التفكير
نقصد بالتفاؤل والإيجابية، أن تكون ممن يتوقع الأفضل والأجمل، قادرا على أن تعطي الأشياء الجيدة حظها من الانتباه والتركيز، وحينما يحدث لك أمر فإن رد فعلك يغلب عليه الفرح بالنجاح والتعامل مع الفشل، فلو أتممت 70% من مهمة تفرح بها وتصر على اكمال الباقي
أما التشاؤم والسلبية فهي طريقة من طرق التفكير تجعلك تتوقع الأسوأ دوماً، وتركز على نواحي النقص والفشل لا على العكس منها.. فتصطبغ الحياة بصبغة التشاؤم والسوء وتصبح تجاربك في الحياة غير جميلة.
ما مصدر هذا التفكير
هذا التفكير تحدده عوامل كثيرة، لكن من أهمها تجاربنا في الحياة بالذات وقت الطفولة، فهذه الأفكار (الأوتوماتيكية) كما يسميها خبراء العلاج المعرفي تنتج من تعلمها خلال فترة طفولتنا وشبابنا، وليست أمراً مزروعاً فينا منذ الولادة أو له صبغة وراثية، بل هي مجموعة أفكار تدخل إلى ذهننا بالتدريج حتى تصبح هي المستقبل الرئيسي لكل أفكارنا، فإذا حباك الله بمن يزودك في طفولتك بأفكار ايجابية فإنك ستستطيع استقبال كل فكرة وحدث بنوع من الايجابية، أما إذا تعرضت لأفكار سلبية كثيرة مثل النقد والانتقاص والتقليل من قيمة النعم، فإنك ستصبح مستقبلاً للأفكار بنفس الطريقة
فمثلاً لو أن صديقاً قابلك في مكان العمل ولم يلق عليك السلام، فإن أفكارك الأوتوماتيكية ستتحرك لتقودك إلى كيفية التعامل مع هذا الحدث، فإن كانت أفكارك ايجابية قلت لنفسك: ربما كان مستعجلاً، ربما لم يرني.. الخ
أما إن كنت من ذوي التفكير السلبي فإنك قد تتفاعل بطريقتين، إن كنت ممن تعود على حقران الذات فإنك ستقول: أنا غير مهم.. هو لا يهتم بي.. ربما أنا أقل من أن أتوقع أن يهتم بي.. الخ.. أما إن كنت ممن يسيء الظن بالناس فإنك ستقول: هو متكبر.. هو لماذا لم يسلم أيعتقد أني لا أستحق.. أنا خير منه.. والغالب أن أحدنا ينساق لهذه الأفكار الأوتوماتيكية ويستسلم لها من غير انتباه.
الخبر الجيد أن هذه الأفكار الأوتوماتيكية التي تسير كثيراً من ردود فعلنا في هذه الحياة من الممكن أن تحدث تغييراً اما بأنفسنا أو من خلال العلاج النفسي إذا كانت حالة التفكير السلبي أو المتشائم أقوى منا، ولم نستطع التعامل معها، وعلى هذا الأساس تقوم أقوى مدارس العلاج النفسي المعاصر وهو العلاج المعرفي
الدكتور/ عمر المديفر
وهذا التفكير يحدد كثيراً من أمور الحياة الحالية والمستقبلية بالنسبة للأفراد والمجتمعات..
وتقول الدراسات والملاحظات العلمية أن هناك طابعاً معيناً لتفكير كل منا، وهذا الطابع له أثر بالغ في صياغة الحياة وكذلك في الصحة النفسية والعضوية
يقول الباحثون ان التفكير بايجابية له آثار جيدة على الإنسان، كما أن للتفكير بسلبية وتشاؤم آثارا سلبية، فهو يزيد توتر الفرد ويجعله يصاب بالكآبة بشكل أكبر، وكذلك تشير الأبحاث إلى أن الأمراض العضوية والأعراض العضوية تنتشر أكثر عند من يفكرون بسلبية وتشاؤم
والسبب أنه كلما تخيلت شيئاً سلبياً فإن جسده - إلى حد ما - يتفاعل كما لو كان ما تخيلته حقيقيا وتحدث تغيرات كيميائية التي عادة ما تتبع لفرض الإنسان لضغوط أو صدمات نفسية، وهذا التغير هو افراز مادة الأدرينالين التي تؤدي بالجسم للتحفز والاستعداد إما للهروب أو للصراع، فتزداد نبضات القلب وتتوتر العضلات ويضخ الدم لها بشدة
ويحدث تغير معرفي أيضاً وهو أن تركز على الحدث وتستمر في التفكر فيه، فبدلاً من أن يكون تخيلك عبارة عن فكرة عابرة، يكون فكرة ملحة ومسيطرة عليك
(مشهد: لو تأملت من حصلت له مشكلة قبل أيام ثم دخلت معه في حوار حولها وانقطع الحوار، وذهب في حاله.. لربما لاحظت أن باله مشغول.. أعصابه مشدودة.. السبب أن حديثك معه أعاد الذكريات.. والذكريات جعلت رد الفعل الذي يظهر على الجسم يظهر مرة أخرى.. لهذا تراه يتحدث مع نفسه، ويبدو عليه الغضب أو القلق وربما ترتعش أطرافه
السبب هو أن الجسم يتفاعل مع الحقيقة وأيضاً يتفاعل مع الذكريات، وكذلك مع الخيال أو التوقع
وكل هذه الردود التي تظهر من الجسم يقودها التفكير، فإذا توقعت الأفضل والمريح فإن جسمك سيكون رد فعله كذلك، وإن كان تفكيرك يقودك لتوقع الأسوأ فإن جسمك سيندفع للتفاعل متوقعاً الأسوأ.
ماهو هذا التفكير
نقصد بالتفاؤل والإيجابية، أن تكون ممن يتوقع الأفضل والأجمل، قادرا على أن تعطي الأشياء الجيدة حظها من الانتباه والتركيز، وحينما يحدث لك أمر فإن رد فعلك يغلب عليه الفرح بالنجاح والتعامل مع الفشل، فلو أتممت 70% من مهمة تفرح بها وتصر على اكمال الباقي
أما التشاؤم والسلبية فهي طريقة من طرق التفكير تجعلك تتوقع الأسوأ دوماً، وتركز على نواحي النقص والفشل لا على العكس منها.. فتصطبغ الحياة بصبغة التشاؤم والسوء وتصبح تجاربك في الحياة غير جميلة.
ما مصدر هذا التفكير
هذا التفكير تحدده عوامل كثيرة، لكن من أهمها تجاربنا في الحياة بالذات وقت الطفولة، فهذه الأفكار (الأوتوماتيكية) كما يسميها خبراء العلاج المعرفي تنتج من تعلمها خلال فترة طفولتنا وشبابنا، وليست أمراً مزروعاً فينا منذ الولادة أو له صبغة وراثية، بل هي مجموعة أفكار تدخل إلى ذهننا بالتدريج حتى تصبح هي المستقبل الرئيسي لكل أفكارنا، فإذا حباك الله بمن يزودك في طفولتك بأفكار ايجابية فإنك ستستطيع استقبال كل فكرة وحدث بنوع من الايجابية، أما إذا تعرضت لأفكار سلبية كثيرة مثل النقد والانتقاص والتقليل من قيمة النعم، فإنك ستصبح مستقبلاً للأفكار بنفس الطريقة
فمثلاً لو أن صديقاً قابلك في مكان العمل ولم يلق عليك السلام، فإن أفكارك الأوتوماتيكية ستتحرك لتقودك إلى كيفية التعامل مع هذا الحدث، فإن كانت أفكارك ايجابية قلت لنفسك: ربما كان مستعجلاً، ربما لم يرني.. الخ
أما إن كنت من ذوي التفكير السلبي فإنك قد تتفاعل بطريقتين، إن كنت ممن تعود على حقران الذات فإنك ستقول: أنا غير مهم.. هو لا يهتم بي.. ربما أنا أقل من أن أتوقع أن يهتم بي.. الخ.. أما إن كنت ممن يسيء الظن بالناس فإنك ستقول: هو متكبر.. هو لماذا لم يسلم أيعتقد أني لا أستحق.. أنا خير منه.. والغالب أن أحدنا ينساق لهذه الأفكار الأوتوماتيكية ويستسلم لها من غير انتباه.
الخبر الجيد أن هذه الأفكار الأوتوماتيكية التي تسير كثيراً من ردود فعلنا في هذه الحياة من الممكن أن تحدث تغييراً اما بأنفسنا أو من خلال العلاج النفسي إذا كانت حالة التفكير السلبي أو المتشائم أقوى منا، ولم نستطع التعامل معها، وعلى هذا الأساس تقوم أقوى مدارس العلاج النفسي المعاصر وهو العلاج المعرفي
الدكتور/ عمر المديفر