المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت



الشيخ درويش عبود المغربى
24-01-2012, 04:43 PM
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج






يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة حدثت منذ أكثر من مائة سنة تقريبًا فهي واقعية ...


يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع الحليب ، كلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنها خلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ، فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ، والله يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران:92]
وأحب مالي إلي هذه الناقة
يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري وقلت خذها هدية مني لك ...
يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!
فلما انتهى الربيع
وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ ، يقول شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول : هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو .
يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !
وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك .. وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث
فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره
إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ، فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار
وقالوا: أخرج الناقة ...
قال : إن أباكم أهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي، فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !
قال : أشكوكم إلى أبيكم ...
قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات !!
قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟
قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج
قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ، فلما ذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ... ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ، ووقعت يده على طين ثم على الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون
قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !!
قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه, ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ...
يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب ، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ، ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ما سبب انقطاعه ؟
يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ! ظن أولادك أنك مت جائوا إلي فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها .. والمسلم في ظل صدقته ، وكما قال :
( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )
فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا .. لقد قسمت مالي نصفين نصفه لي ، ونصفه لجاري !
أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة ... !

روضة العامودى
24-01-2012, 06:40 PM
الله على هذه العبرة!
بارك الله فيك شيخنا الكريم

نسائم الرحمن
24-01-2012, 08:36 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجازاك الف خير
حفا ان الصدقة و الإحسان إلى الفقراء والإنفاق في وجوه الخير يبعد االبلاء وسوء الخاتمة.

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة "، وفي رواية عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها " [رواه البيهقي عن أنس والطبراني في الأوسط عن علي وقال الهيثمي: ضعيف ]. أي أسرعوا بتقديم الصدقات فإنها تمنع حدوث المصائب ولا تعدوها الآلام.

سلمى النويشى
27-01-2012, 03:01 PM
مشكور على الطرح الرائع شيخنا الفاضل وبارك الله فيك

ابو طلال
02-02-2012, 01:33 AM
مشكور شيخنا الجليل على ما تقدمه لنا من فوائد وبارك الله فيك وجعلها فى ميزان اعمالك

منة الله
03-02-2012, 12:47 AM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجزاك الف خير الله الف خير

عيون المهى
05-02-2012, 05:19 AM
مشكور شيخنا الفاضل على الطرح الرائع والفوائد النيرة والمجربات

orphan
03-03-2012, 01:54 PM
شكرا على الافادة وبارك الله فيك

ابراهيم الدالى
05-03-2012, 06:48 PM
مشكور على الطرح الرائع شيخنا الفاضل وبارك الله فيك

سيدرا
06-03-2012, 04:15 PM
مشكور شيخنا الفاضل على الطرح الرائع والفوائد النيرة والمجربات

نور الهدى
06-03-2012, 11:45 PM
ربنا يكرمك ياشيخ درويش

جيهان
07-03-2012, 11:35 PM
مشكور شيخنا الفاضل على الطرح الرائع والفوائد النيرة والمجربات

سامر
16-03-2012, 07:25 PM
بارك الله فيك يا شيخنا وجزاك خيرا

عيون المهى
17-03-2012, 12:56 PM
شكرا وبارك الله فيكم وعليكم على الطرح الممتاز

ساندى
18-03-2012, 02:01 PM
مشكور على الطرح الرائع شيخنا الفاضل وبارك الله فيك

مريم
23-03-2012, 04:54 PM
شكرا على الافادة وبارك الله فيك

ورد الشام
23-03-2012, 05:26 PM
شكرا وبارك الله فيكم وعليكم على الطرح الطيب والمجهودات المثمرة