صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 39
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-12-2017 الساعة : 03:03 PM رقم #1

    افتراضي أثر علماء المسلمين في تطور علم الكيمياء



    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية زرقاء اليمامة

    • بيانات زرقاء اليمامة
      رقم العضوية : 31918
      عضو منذ : Jun 2015
      المشاركات : 1,005
      بمعدل : 0.31 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array




  2. الفصل الثالث

    أثر المسلمين في الكيمياء



    لقد أصبحت الكيمياء علماً صحيحاً بفضل جهود العرب ونزعتهم العلمية، وميلهم إلى البحث والتدقيق والتجربة، قال درابر: "ومن عادة العرب أن يراقبوا ويمتحنوا، واستعانوا بالعلوم الرياضية واستعملوا وسائل القياس والحصول على معلومات جديدة، وهم لم يستندوا فيما كتبوه في الميكانيكا والسوائل والبصريات على مجرد النظر، بل لجأوا إلى التجربة والمراقبة والامتحان والاستنتاج بما كان لديهم من أدوات وآلات، وذلك ما هيأ لهم سبيل ابتداع الكيمياء وقادهم لاختراع التصفية والتبخير ورفع الأثقال، كما دعاهم إلى استعمال الاصطرلاب والربع في الفلك واستخدام الموازنة في الكيمياء مما خصوا به دون سواهم"([1]). ويقول بعد ذلك: "إن العرب هم الذين أنشأوا في العلوم العملية، علم الكيمياء، وكشفوا بعض أجزائها المهمة، كحمض الكبريتيك وحامض النيتريك والكحول، وهم الذين استخدموا ذلك العلم في المعالجات الطبية، فكانوا أول من نشر تركيب الأدوية والمستحضرات المعدنية"([2]). ويضيف ول ديورانت: "يكاد المسلمون يكونون هم الذين ابتدعوا الكيمياء بوصفها علماً من العلوم؛ ذلك أن المسلمين أدخلوا الملاحظة الدقيقة، والتجارب العلمية، والعناية برصد نتائجها في الميدان الذي اقتصر فيه اليونان- على ما نعلم- على الخبرة الصناعية الفروض الغامضة. فقد اخترعوا الأنبيق وسموه بهذا الاسم، وحللوا عدداً لا يحصى من المواد تحليلاً كيميائياً، ووضعوا مؤلفات في الحجارة، وميزوا بين القلويات والأحماض، وفحصوا عن المواد التي تميل إليها، ودرسوا مئات من العقاقير الطبية، وركبوا مئات منها"([3]). أطلق الكيميائيون العرب اسم "الأجساد" على الذهب والفضة والحديد والنحاس والأسرب والرصاص والخارصين، لأنها تثبت وتقوم على النار، واسم "الأرواح" على الكبريت والزرنيخ والزئبق والنشادر، لأنها تطير إذا مستها النار، وكانوا يستخدمون في تجاربهم الكيميائية أنواع الأملاح والنشادر، والبورك، والزاجات ومنها الشب والمغنيسيا والتوتيا والكحل والطلق والزرنيخ، وبعض الآلات التي استخدموها في هذه الصناعة مماثلة لآلات الصاغة، فقد استخدموا في التجارب والعمليات الكيميائية البوطقة المركبة، وهي بوطقة مثقوبة من أسفلها توضع على أخرى ويوصل بينهما بطين، ثم يذاب الجسد في بوطقة العليا فينزل إلى السفلى صافياً، ويبقى خبيثه ووسخه في العليا، ويسمون هذه العملية الاستنزال، ومن الآلات أيضاً: القرع، والأنبيق، وهما آلتا صناع ماء الورد، والآثال، ويعمل من زجاج أو فخار على هيئة الطبق ذي المكبَّة، ويستعمل لتصعيد الزئبق والكبريت ونحوهما([4]). ويرى بعض علماء الغرب أن محاولة العرب الأكسير الذي يحب الحياة ويعيد الشباب، ومحاولاتهم كذلك معرفة حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى الذهب، قد دفعتهم إلى معرفة العمليات الكيميائية المختلفة، وأدت بهم إلى كشف الكحول من المواد السكرية والنشوية الخاثرة([5]). ويشرح الخوارزمي عدداً من العمليات الكيميائية منها: التقطير وهو أن يوضع الشيء في القرع ويوقد تحته فيصعد ماؤه إلى الأنبيق وينزل إلى القابلة ويجتمع فيه، والتصعيد: شبيه بالتقطير إلا أنه أكثر ما يستعمل في الأشياء اليابسة، والترجيم: جنس من التصعيد، والتحليل: أن تجعل المنعقدات مثل الماء، والمعقد: أن يوضع في قرع ويوقد تحته حتى يجمد ويعود حجراً، والتشوية: أن يسقي بعض العقاقير مياهاً ثم يوضع في قارورة أو قدح مطين ويعلق بآخر ويشد رأس القارورة ويجعل في نار إلى أن يشتوي، والتشميع: تليين الشيء وتصييره كالشمع، والتصدئة من الصدأ مثل ما يعمل في صنعة الزنجار، والتكليس: أن يجعل جسد في كيزان مطينة ويجعل في النار حتى يصير مثل الدقيق، والتصويل: أن يجعل الشيء الذي يرسب في الرطوبات طافياً، والألغام: أن يسحق جسد ثم يخلط مع زئبق، والإقامة: أن يصير الشيء صبوراً على النار لا يحترق، وطين الحكمة: أن يخمر طين حر ويجعل فيه دقاق السرجين وشيء من شعر الدواب المقطع([6]). والكيمياء العربية قائمة على التجربة والبرهان العملي، ولذلك كان علماء العرب لا يسلمون بأقوال غيرهم من علماء الأمم الأخرى، إلا بعد امتحان هذه الآراء بالتجربة التي تثبت فسادها أو صحتها، وكان جابر بن حيان في مقدمة علماء العرب الذين اهتموا بالتجربة، وجعلها أساساً في كل استنباط علمي، ويقال أنه وضع شروطاً معينة للتجربة ضمنها كتابه "الخواص الكبير"([7]). لذلك نجد أن أعمال جابر والرازي والكندي وغيرهم غنية بالمعرفة التقنية التي يدين لها كثيراً كل من الكيمياء الصناعية الحديثة فضلاً عن المهندسين الكيميائيين، في الواقع فإن كلاً من جابر والرازي وهما معروفان على التوالي في العالم الغربي بـ"جبر ورازيس)، كانا الأكثر شهرة بين العلماء بتاريخ الكيمياء وتقنية الكيمياء في الإسلام، وكان لأعمالهما تأثير مباشر وكبير على الأجيال اللاحقة من المسلمين والأوروبيين([8]). ويقول ول ديورانت: "كان أشهر الكيميائيين المسلمين جابر بن حيان (702 - 765) المعروف عند الأوربيين باسم جيبير Gebir. وكان جابر ابن حيان كوفي، اشتغل بالطب، ولكنه كان يقضي معظم وقته مع الأنابيق والبوادق. ويعزو إليه المؤرخون مائة من المؤلفات أو أكثر من مائة، ولكنها في الواقع من عمل مؤلفين مجهولين عاش معظمهم في القرن العاشر. وقد ترجم كثير من هذه المؤلفات التي لا يعرف أصحابها إلى اللغة اللاتينية. وكان لها الفضل في تقدم علم الكيمياء في أوروبا. وحل السحر بعد القرن العاشر محل الكيمياء كما حل محل غيرها من العلوم، وقضى ذلك العلم بعدئذ ثلاثمائة عام لا يرفع فيها رأسه"([9]). بعض الآثار العربية في علم الكيمياء التي استفاد منها العالم:

    العلماء المسلمون جعلوا من الكيمياء علماً تجريبياً، حيث كانوا يطبقون علوم النظر على التجربة، ليتعرفوا صدقها من كذبها، فهم الذين وضعوا أصول المنهج العلمي الحديث، فربطوا بين العلوم النظرية والعلوم العملية، وبين الحدس والتجربة وبين الاستنباط والاستقراء والدراسة المكثفة للسنن الكونية وماهيات الأشياء، وعلى رأس هؤلاء جميعاً: ابن سينا، والبيروني، وجابر بن حيان، والحسن بن الهيثم، وأبو بكر الرازي وغيرهم كثيرون([10]). - الورق: أول ما بدأ اختراع الورق كان في الصين في سنة 105م وصنعوه من لحاء شجرة التوت، وانتقل إلى المسلمين إثر معركة نهر طالاس سنة 133هـ/751م، بعدما جيء بالأسرى الصينيون الذين كانوا يتقنون هذه الصناعة، ومن ثم انتشرت حتى صارت النتاج الرئيس لأهل سمرقند، وانتشرت في سوريا في مدن دمشق وطبريا وطرابلس ثم تبعتها مصر بإقامة مصنع في القاهرة، ومن ثم في شمال إفريقيا بحيث أصبحت مدينة فاس المغربية مركزاً مشهوراً بإنتاجه، وقد وصلت صناعته متأخراً إلى أوروبا ومنها وعلى نحو بطيء أقيم مصنع للورق في فبريانو بإيطاليا سنة 1276م، واحتاج الأمر مدة قرن آخر من الزمان وأكثر حتى أقيم مصنع آخر للورق في نومبرج في ألمانيا سنة 1390م([11]). - الكحول والحوامض المعدنية: يعتبر أكثر الاكتشافات أهمية في العصور الوسطى، وكان التقطير هو مفتاح الوصول إليها، لما كان العرب سادة في التقطير فقد حصلوا عليهما معاً منذ تاريخ مبكر، ورغم أن الأوروبيون يدعون أن اكتشاف الكحول كان في القرن الثاني عشر في رسائل المؤلف الأوروبي "أديلارد" إلا أن الشواهد تؤكد أن "أديلارد" كان مترجماً مشهوراً من العربية إلا اللاتينية، ويبدو أن تأليف كتابه كان بتأثير عربي، لأن المؤلفات العربية قد بدأت بالترجمة إلى اللغة اللاتينية فقط منذ القرن الثاني عشر الميلادي، وأن هذه الأسباب قد أدت إلى ظهور الكيمياء الغربية القديمة، فوصلت الوصفات الكيميائية العربية إلى أديلارد وأطباء ساليرنو وماركوس جرايكوس ومايكل سكوت، وكذلك إلى روجر بيكون، وألبرتوس ماجنوس، وغيرهم([12]). - الزئبق: يعتبر مبحث مسلمة المدريدي (أبو القاسم المجريطي ت 1007م)، الذي حضر أكسيد الزئبق في قرطبة سابقاً لغيره، ويشهد هوليمار على أن هذه المادة لم يستفد منهاأحد مثلما استفاد منها بريستلي ولافوازييه في القرن الثامن عشر([13]). - العطور وماء الورد والزيوت الرئيسة: تطور تقطير ماء الورد والعطور الأخرى والزيوت الطيبة من النباتات والأزهار في العالم الإسلامي لتصبح صناعة حقيقة، ولم نتعرف على هذه الصناعات في الحضارات البائدة، ولا في المعاصرة مما حمل المؤرخين على اعتقاد أنها كانت صناعة إسلامية خالصة، انطلقت خلال فترة الحكم الإسلامي، وكانت دمشق مركزاً حيوياً للصناعة مع وجود معامل التقطير الهامة في كل من جور وسابور في إيران، والكوفة في العراق، كما انتعشت كذلك في ظل الحكم الإسلامي في إسبانيا، كانت المنتجات الصناعية تصدر من دمشق وجور إلى بلاد المسلمين الأخرى كما تصدر كذلك بعيداً إلى الهند وبلاد الصين، وألف عدد من العلماء المسلمين كتباً في هذه الصناعة منهم: الكندي وتشمل رسالته طرائق ووصفات بلغ مجموعها 107، لكنه من سوء الحظ أنها الوحيدة التي بقيت من مجموع 9 عناوين عربية كتبت في الموضوع، كما وصف ابن الإشبيلي الإنشاءات الصناعية والأفران الكبيرة لهذه الصناعة، وقال أنها تشمل ما بين 16-26 إنبيقاً، وفيها أفران تعمل على البخار، نظمت ناره من خلال فتحات بالفرن نفسه، وهي ضخمة ترتفع مرة ونصف ضعفي قامة الرجل([14]). - أضاف العرب إلى الكيمياء إضافات هامة جعلت الغربيين يعتبرونه علماً عربياً، فهم الذين كشفوا القلويات، والنشادر، ونترات الفضة، والراسب الأحمر، وحامض الطرطير، وعرفوا كذلك عمليات التقطير، والترشيح، والتصعيد، والتذويب، والتبلور، والتسامي، والتكليس، وكشفوا بعض الحوامض، كما كانوا أول من استحضر حامض الكبريتيك، وحامض النتريك، والماء الملكي (حامض النتروهيدروكلوريك)، وماء الذهب، والصودا الكاوية، وكربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم، وحصلوا على الزرنيخ، والأثمد، من كبريتيدهما، وغيرها مما تقوم عليه الصناعات الحديثة، وتستعمل في صنع الصابون والورق والحرير، والمفرقعات والأصبغة والسماد الصناعي([15]). - النفط وتكريره: كلمة النفط تعني إما الزيت الخام أو مادة النتاج المكثف بعملية التقطير، وهي قابلة للاشتعال، وقد كان العلماء المسلمون يعرفون ذلك بدقة، وبالنسبة لعملية التقطير فلدينا وصف رائع في كتاب الرازي "سر الأسرار"، ومنه نستنتج أن النفط الأسود كان يمزج أولاً مع طين أبيض أو ملح النشادر، فيتحول إلى عجينة تشبه الصابون المكثف، ومن ثم تستقطر، واستخدمه الرازي للتخفيف من صلابة بعض الأحجار الكريمة أو الأملاح المعدنية، واستفاد أيضاً من زيت المصابيح "النفاطة" لتسخين بعض الكيماويات تسخيناً بطيئاً، وكان إنتاج النفط الخام بدأ في القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي، وكان في العراق حيث كان الزيت ينز على الجانب الشرقي من نهر دجلة عبر الطريق إلى مدينة الموصل، وكان يستقطر ويصدر إلى الخارج، وكان يستخدم في الاستخدامات العسكرية، وكذلك مادة طبية، وإلى جانب البترول الخام ومشتقاته وجد الأسفلت أيضاًً وبكثرة، وكان القار والزفت ينتج في العراق ويصدر، ويستخدم في المنشآت البنائية، وخاصة الحمامات، وفي صناعة السفن([16]). - الصابون: العرب هم صناع الصابون الأوائل، ثم انتشر فيما بعد إلى أوروبا، وصارت صناعة الصابون من الصناعات الهامة في العالم الإسلامي خاصة في سوريا، فصنع الصابون المعطر والملون المستخدم لغسيل الوجه إلى جانب إنتاج الصابون الطبي، وكانت نابلس ودمشق وحلب وصرمين من أهم المدن المشهور بصناعته، واستخدم في صناعته زيت الزيتون والقالي كما كان يضاف النطرون أحياناً، وقدم داود الأنطاكي طريقتان لصناعته، وورد وصف للصابون في الرسائل الكيميائية التي ألفها الرازي، كما قدم وصفاًً في خطوات إنتاج الجلسرين من زيت الزيتون([17]). - الزجاج: إن صناعة الزجاج صناعة قديمة بدأت منذ ظهور الحضارات الأولى في مصر وبلاد ما بين النهرين وسوريا، ولكنها بلغت نهضتها في الحضارة الإسلامية، وتشهد متاحف العالم المختلفة خصائص صناعة الزجاج الإسلامي الفريدة، وكان الزجاج المصنوع في سامراء منذ القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، لا ينافس في جودته، وكذلك اشتهرت بصناعته مدن الموصل والنجف وبغداد ودمشق وحلب والرقة وأرمناز وصيدا وعكا والخليل والرصافة وغيرها، وقد انتقلت هذه الصناعة من بلاد العالم الإسلامي إلى أوروبا –على الأرجح- في القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، عندما أنشأ الحرفيون المصريون مصنعين لإنتاج الزجاج في كورنثا في بلاد اليونان، إلا أن المصانع خربها النورمان في أثناء غزوهم لكورنثا سنة 1147م، فتحول العمال المهرة صوب الغرب ليساهموا في نهضة صناعة الزجاج التي شهدتها أوروبا في العصور الوسطى([18]). - التركيبات الكيميائية الدوائية: عمل المسلمون على البحث عن العقاقير الطبية، وابتكروا الكثير من أنواعها التي لا تزال تحتفظ بأسمائها العربية حتى يومنا هذا، والعرب أول من ألَّف في علم الأقراباذين "علم تركيب الأدوية وتحضيرها"، ومن هذه المؤلفات "الأقرباذين" لسابور بن سهل (ت255هـ)، الذي كان معمولاً به في الصيدليات، وكتاب "القانون" لابن سينا الذي اعتبره الأوروبيون خير ما أنتجته القريحة العربية، ومن العقاقير التي برع العرب في تحضيرها العقاقير النباتية والحيوانية والمعدنية، وابتكروا آلات لتذويب الأجسام، وتدبير العقاقير، واستخدموا المرقد "التخدير" وكشفوا الكاويات في الجراحة، واستحضروا ماء الفضة وغيرها مما جعلهم طليعة هذا المجال، وقد انتقلت كشوفاتهم العلمية إلى أوروبا وانتفع الأوروبيون بثمرات بحوثهم العلمية([19]). - البارود والعبوات الحارقة: استعمل الصينيون البارود منذ عصور قديمة، ولكن العرب طوروا استخدامه، فصنعوا منه العبوات الحارقة، واختلف حجم هذه الأوعية ما بين الصغير والكبير، وقد أطلق عليها مصطلحات عسكرية عديدة، أكثرها شيوعاً كان يسمى "كراز" وهو مصنوع عادة من الزجاج أو الطين، ويرجع تاريخ هذه الأوعية إلى عصر الحروب الصليبية، وتتكون من الملح الصخري (نترات الصوديوم)، وكان يقذفه المنجنيق، وتذكرها المذكرات العسكرية من القرنين السادس والثامن الهجري، الثاني عشر والرابع عشر الميلادي ومنها كتاب "الفروسية والمناصب الحربية" لصاحبه حسن الرماح الذي توفي سنة 694هـ/1294م([20]). - في إسبانيا رحب العرب بالرهبان المسيحيين باحثين في مكتباتهم ومدارسهم، وكان الاحتكاك بالعرب هو المغذي لحركة البعث والإحياء الأوروبية، وبحلول نهاية القرن الحادي عشر، شعرت بعض الأمم الأوروبية بأنها أصبحت من القوة بحيث يستطيعوا طرد العرب، وكان الأوروبيون يعون تماماً كنوز المعرفة المتاحة باللغة العربية، لذا عندما هزموا العرب كانوا حريصين على ألا يمسوا بسوء هذه الكنوز وقد استولى النورمنديون على صقلية العربية في العام 1091م، لكن الأطباء والعلماء المسلمين ظلوا باقين في البلاط النورمندي، وبعد فتح طليطلة بإسبانيا العام 1085م، أسس مركز للترجمة كان يقوم بتوظيف من يعرفون لغتين أو ثلاث لغات من العرب والمسيحيين واليهود([21]). - المصطلحات الكيميائية: وتشهد المصطلحات الكيميائية التي أصلها عربي أن العرب المسلمون كان لهم فضل كبير في هذا العلم على العالم أسره، ومن هذه المصطلحات والألفاظ العربية المتداولة في حقل الكيمياء مقابله اللفظ اللاتيني([22]): الإكسيرAlixir قرمز Kermes الأنبيق Alanbic

    القلقطار Colcothar الأنيلين النيلة Aniline القلوي Alkali
    البورق Borax القلي Alcali التوتياء Tutty
    قيراط Carat الخيمياء Alchemy الكافور Camphor
    الرهج القار Realgar كبريت Kibrit الزرنيخArsenic
    الكحل Kohl الزعفر الصفُّر Zaffre الكحول Alcohol
    زعفران Saffran كيمياء Chemistry الزنجفر Cinnabar
    اللك Lacquer الرُّب Rab المركزيت Marcasite
    السكر Sugar المعجون Majoon الصابون Sapon
    الملغم Amalgam الطلق تلك Tale النطرون Natron
    عطر Attar النطفة Naphta العنبر Amber
    النيل Anil غرافة Carafe

    الخاتمة

    توصلت الباحثة إلى النتائج التالية: 1- كانت بداية علم الكيمياء القديمة عندما سعى الكيميائيون الأوائل إلى تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، وللوصول إلى إكسير الخلود. 2- أول من أدخل علم الكيمياء إلى الحضارة العربية الإسلامية هو خالد بن يزيد، حينما اتصل بعلماء مدرسة الإسكندرية وبدأ بترجمة الكتب اليونانية القديمة. 3- كان للمسلمون فضل على علم الكيمياء حين حولوه من علم قائم على الشعوذة والسحر إلى علم تجريبي عملي. 4- برز من المسلمون علماء كبار أسهموا بتقديم إنجازات عظيمة للعالم منهم: جابر بن حيان، والرازي، والبيروني، والكندي، والمجريطي، والجلدكي. 5- كان من أبرز المسلمون في مجال الكيمياء: تطوير صناعة الورق والبارود والكحول، واكتشاف الزئبق والقلويات والنشادر والأحماض ونترات الفضة وغيرها، وتصنيع العطور والصابون، وتكرير النفط، وصناعة الزجاج، والتركيبات الدوائية الكيميائية. 6- أدخل المسلمون إلى علم الكيمياء عمليات كيميائية جديدة لا زال العالم يستخدمها إلى اليوم مثل: التقطير والترشيح والتصعيد والتذويب والتبلور والتسامي وغيرها. التوصيات:

    من خلال دراستي أتقدم بالتوصيات التالية: 1- أن يعيد علماء الكيمياء المسلمون دراسة المخطوطات القديمة التي كتبت في علم الكيمياء لأن منها ما زال غامضاً، حيث أن المصطلحات الكيميائية العربية القديمة منها ما لم يفك رموزه حتى اليوم، مثل كتب جابر بن حيان. 2- أن تركز وزارات التربية والتعليم والجامعات على تدريس إنجازات المسلمون في مجالات العلوم والحضارة للنشء وللطلبة، حتى يغرسوا فيهم الهمة العالية لإكمال مسيرة علماء المسلمون الأوائل، ولتنهض الأمة الإسلامية من كبوتها.





    [1] - قدري طوقان: علماء العرب، ص30.

    [2] - المصدر نفسه، ص30.

    [3] - ديورانت: قصة الحضارة، ج13، ص187.

    [4] - الخوارزمي: مفاتيح العلوم، ص277.

    [5] - قدري طوقان: علماء العرب، ص30.

    [6] - الخوارزمي: مفاتيح العلوم، ص283.

    [7] - الأبراشي والتونسي: سلسلة تراجم أعلام الثقافة العربية، ص21.

    [8] - الحسن ودونالد هيل: التقنية في الحضارة الإسلامية، ص213.

    [9] - قصة الحضارة، ج13، ص188.

    [10] - حسن الشرقاوي: المسلمون علماء وحكماء، ص177.

    [11] - الحسن ودونالد هيل: التقنية في الحضارة الإسلامية، ص305-306.

    [12] - المصدر نفسه، ص228-230.

    [13] - شوقي أبو خليل: الحضارة العربية الإسلامية، ص527.

    [14] - الحسن ودونالد هيل: التقنية في الحضارة الإسلامية، ص232.

    [15] - قدري طوقان: علماء العرب، ص30.

    [16] - الحسن ودونالد هيل: التقنية في الحضارة الإسلامية، ص235-237..

    [17] - الحسن ودونالد هيل: التقنية في الحضارة الإسلامية، ص244-245.

    [18] - المصدر نفسه، ص246-248.

    [19] - فتحي يونس: أثر العرب والمسلمين في الحضارة الأوروبية، ص19-20

    [20] - الحسن ودونالد هيل: التقنية في الحضارة الإسلامية، ص179.

    [21] - كاتي كوب وهارولد جولدوايت: إيداعات النار، ص87.

    [22] - شوقي أبو خليل: الحضارة العربية الإسلامية، ص526.

    زرقاء اليمامة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-12-2017 الساعة : 02:36 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية سيد مختار

    • بيانات سيد مختار
      رقم العضوية : 45
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,152
      بمعدل : 0.20 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 27
      التقييم : Array


  4. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    سيد مختار غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-12-2017 الساعة : 06:48 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى فضى


    • بيانات هداية الله المغربى
      رقم العضوية : 32210
      عضو منذ : Dec 2015
      المشاركات : 307
      بمعدل : 0.10 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 12
      التقييم : Array


  6. بارك الله فيك

    هداية الله المغربى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 19-12-2017 الساعة : 01:43 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية على سليمان

    • بيانات على سليمان
      رقم العضوية : 206
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 647
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  8. شكرا على الموضوع والافادات القيمة

    على سليمان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 20-12-2017 الساعة : 03:10 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية صفوان حجازى

    • بيانات صفوان حجازى
      رقم العضوية : 6002
      عضو منذ : Dec 2011
      المشاركات : 935
      بمعدل : 0.21 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  10. جزاكم الله كل خير على الافادات والمعلومات القيمة

    صفوان حجازى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 21-12-2017 الساعة : 04:48 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    مشرف


    الصورة الرمزية وليد البلوشى

    • بيانات وليد البلوشى
      رقم العضوية : 6011
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 2,375
      بمعدل : 0.53 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 36
      التقييم : Array


  12. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    وليد البلوشى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 22-12-2017 الساعة : 05:35 AM رقم #7
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى فضى


    الصورة الرمزية اليمنى

    • بيانات اليمنى
      رقم العضوية : 88
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 535
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  14. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    اليمنى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-12-2017 الساعة : 03:49 AM رقم #8
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    • بيانات التميمى العراقى
      رقم العضوية : 101
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,059
      بمعدل : 0.19 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 26
      التقييم : Array


  16. شكرا على المعلومات والافادة

    التميمى العراقى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-12-2017 الساعة : 09:53 AM رقم #9
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية اشرف زهران

    • بيانات اشرف زهران
      رقم العضوية : 161
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 903
      بمعدل : 0.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 25
      التقييم : Array


  18. شكرا على الموضوع والافادة جزاكم الله كل خير

    اشرف زهران غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-12-2017 الساعة : 02:50 AM رقم #10
    كاتب الموضوع : زرقاء اليمامة


    شاملى ماسى


    • بيانات الفرغل ابو الرجال
      رقم العضوية : 8039
      عضو منذ : Jul 2012
      الدولة : United States
      المشاركات : 1,103
      بمعدل : 0.26 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 23
      التقييم : Array


  20. شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة

    الفرغل ابو الرجال غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك