(1/100)

التفسير في الأولى من ساعات النهار صالحة مباركة خصوصاً إن أتاك صاحبها مُنبسط الوجه وفي الثانية جيدة لقوله ( بورك لأمتي في بكورها ) وفي الثالثة يُحمد فيها التفسير لقوله تعالى ( يُسبح له فيها بالغدو والأصال ) وفي الرابعة يُحمد فيها التفسير لأن الله تعالى أقسم بها فقال تعالى ( والضحى والليل إذا سجى ) ولأن النبى {صلى الله عليه وسلم} حث على صلاتها فهي ساعة محمودة وفي الخامسة نهي عن التفسير فيها مع سلامتها من الأضغاث وفي السادسة كذلك لأن ذلك راحة الأبدان وفي السابعة تُفسر بخير وشر وربما دلت على السفر وموت المريض لأنها الرواح كما أن الظهيرة تدل على وجود الضائع وظهور الأسرار وفي الثامنة يحلف أو يُحلف لأنها العصر وبه أقسم الله تعالى
التاسعة تنذر بالتقصير لأنها القصر العاشرة تُحمد ويحمد فيها التفسير ( 1 ) لقوله تعالى ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا )
الحادية عشر تحمد فيها التفسير وغالبها
ص 74 ب الخير لقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) الثانية عشر تُحمد فيها التفسير لأنها ساعة ذكر وعبادة لقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) وأما التأويل في ساعات الليل ففي الأولى يُحمد فيها التفسير وهي دالة على الخير لقوله تعالى ( فلا أقسم بالشفق ) وفي الثانية يُحمد فيها التأويل وغالبها الشر وفي الثالثة العتمة يكره فيها التأويل والرابعة لا يُحمد فيها التأويل والخامسة غالبها الشر والمجابهة السادسة غالبها الزلل والكذب والشر والسابعة يُكره فيها التأويل الثامنة ساعة منكرة التاسعة يُحمد فيها التأويل لأنها ساعة شريفة
العاشرة يحمد ذكرها ويحمد تأويلها لأنها الفجر الحادية عشر يحمد التفسير فيها وتحمد رؤيتها الثانية عشر الصباح يُحمد فيها التأويل
(1/101)

واعتبر مع ذلك إقبال الرأي وبشاشته في وجهه عند ذكر رؤياه فإن رأيته مستبشراً عند قصّ رؤياه فاعلم أن غالب رؤياه الخير والبشارة وإن كان مُقطب الوجه أو كأنه وجلاً فاعلم أن رؤياه غالبها الشر
ومن اعتبر ساعة في المنام من ساعات الليل والنهار بآلة من الآلات
ص 75 أ أو أخبار من عالم نال دراهم أو دنانير على قدر زمان تلك الساعة ودرجها فافهم ذلك ثم اعتبر ساعات الإجابة كساعة يوم الجمعة وأوقات الدعاء والذكر فإن رؤية ذلك في المنام دليل على كشف الأسرار والغني للفقير وإنجاز الوعد والله تعالى أعلم
فصل في ذكر التأويل على أشهر الفرس
من رأى في منامه ما يدل على السفر وكانت الرؤيا في أرويهه لم تُحمد طريقه ومن رأى في المنام ما يدل على المحاكمة وكان المنام في جَردادماه فلا خير فيها
ومن رأى في المنام ما يدل على الزواج وكانت الرؤيا في تيرماه كان محموداً
ومن رأى في المنام ما يدل على الولادة وكانت الرؤيا في مرداوماه كان قصير العُمر
ومن رأى في المنام ما يدل على السفر وكانت الرؤيا في شهر يرماه ربما دل ذلك على تغير الأحوال وكسب الذنوب وإن رأى في المنام ما يدل على مريض كان عاقبة أمره رديئة إذا كانت الرؤيا في بهمزماة
ومن رأى في المنام ما يدل على منصب وكانت الرؤيا في أيازماه دلت على النوم
وإن رأى في المنام ما يدل على حكومة وكانت الرؤيا في أدرماه دل على قهره فيها
وإن رأى في المنام ما يدل على حملٍ وكانت الرؤيا في ديماه كان
ص 75 ب صالحاً وإن رأى في المنام ما يدل على مشاركة وكانت الرؤيا في بهرماه كان جيداً وإن رأى في المنام ما يدل على المعايش والسعة كانت الرؤيا في اسفندارماه كان واسعاً مفيداً وإن رأى في المنام ما يدل على الزواج وكانت الرؤيا في افروردماه كان عقباه خيراً والله تعالى أعلم
الباب التاسع في قسمة الزمان وما يختص بكل أوان وهو من المقدمة الثانية
(1/102)

وهذا الباب من الأصول المعتبرة التي لا يستغني العابر عنها لما يتوصل به إلى فوائد كثيرة فمنها معرفة الفصول وما هو مخصوص بكل فصل من تأثير في الوجود ويتناول من مأكول ومشروب وما ينبغي اجتنابه وذكر المواسم لتنهض بذلك قريحته وتجول في معانيه فكرته إن شاء الله تعالى
اعلم أن الزمان أربعة ربيع وصيف وخريف وشتاء
فللربيع الحمل والثور والجوزاء وللصيف السرطان والأسد والسنبلة
وللخريف الميزان والعقرب والقوس وللشتاء الجدي والدلو والحوت
وتنقسم شهور القيظ على هذه البروج
ص 76 أ فللربيع برمودة ينبغي فيه الكُرنب والحلواء وعروق الشجر لسريان السُم فيها فإن منه ينشر إلى فروعها فإذا أكله الإنسان كان سبباً لهلاكه وبلغماً على صدره وربما هيج عليه ثقلاً في عينيه ووجعاً في حنجرته وربما اعتراه فيه السهر وفيه يخرج الدود وفيه ينفتح الورد ويتصل فيه القرط ويؤكل فيه الفريك ويُقطن فراخ النحل وفي عاشره يطلع الفجر بالحوت والسرطان وهو أول المنازل كما قدمت يطلع منه في ثالث وعشرين ثم يعطى لكل منزلة ثلاثة عشر يوماً ثم في هذا الشهر يقصر دُهن البلسان وفيه توفي آدم عليه السلام وفيه يُربط على القُرط وفيه عيد ميكائيل وعيد جبرائيل وفيه يخاف على الزرع من العاهة وفيه يطيب البطيخ ويقطف الياسمين وفيه عيد مريم عليها السلام وفيه عيد ( 1 ) جرجيس يقوم بفلسطين سبعة أيام وفيه يمد الفرات وتنزل الشمس النور وفيه عيد بقطر نُهَى فيه من أكل الشجر ولا يؤكل فيه فجل ولا كراث فإنه يورث البلغم وفيه يكثر الندى ويرتفع ( 2 ) القيظ وترجع الغرانيق من أرض مصر
(1/103)

ص 76 ب إلى أرضها فمن رأى من هذه الأشياء شيئاً في المنام قد ظهر في غير أوانه أو أكل مما نُهي عنه أو اغتسل بما لا ينتفع به ( 4 ) أو تعبد في غير وقته دل ذلك على الهموم والأنكاد وتغير الأحوال وعلى هذا فقس باقي الفصول وما يظهر فيها ثم ( 1 ) فيه يمد النيل ويكون الحصاد والندى يُنهى فيه عن أكل الأكارع والرؤوس وأذناب السمك وآذانها من أجل الندى يسقط من أطراف الشجر والعشب فإذا أكلت منه الدواب والمواشي وقع في رؤوسها وأكارعها وأذنابها فيصيبها من ذلك كمية الركام فإذا أكلها الإنسان أورثته الغثيان والحكة والجرب ويُحب أن تؤكل فيه السماق ويشرب ماؤه ويؤكل فيه الحِماض والسفرجل والخوخ والبندق والرمان ويتوقى فيه كل شيء يُهيّج الدم وربما أوجب الرمد والعشا وفيه يطلع الفجر والبطين والثريا وفيه عيد الصليب الذي رآه قستنطين الملك كما زعم في السماء وفيه عيد الثلاثة فتية ببابل وفيه ينتهي الحصاد في العيد وفيه عيد ميكائيل ويحيى وزكريا وجبرائيل نهى فيه عن ( 2 ) سقائهن كيلا يتوكد في أصولها عفتاً وتطيب الخضر كلها وفيه عيد ( 3 ) إيليا
وفيه يطلع نجم العُيوق وفيه حجت مريم عليها السلام وقد حج
ص 77 أ أبو قلته وأصحاب الكهف وفيه تنزل الشمس الجوزاء ثم بدنه ينهى فيه عن الإكثار من دخول الحمام وإتيان النساء ويؤكل فيه البارد على الريق لطفي الحرارة لأنه يغلي في الجوف بمنزلة النار وفيه يطلع الدبران وتشتد السموم ويتنفس النيل ويبدو الكسل والغلمة وتتحرك الرياح بالشمال ويسوّد العنب وينضح وفيه قراع الإبل وهيجان إناثها وفيه يُدرس القمح ويجز الضأن وفيه عيد ميكائيل ويطيب فيه التين والتفاح وفيه تنزل الشمس السرطان من مشارق الصيف إلى مشرق الشتاء وهو يوم رجعت فيه الشمس ليوشع ابن نون عليه السلام وفيه تطلع الهقعة والهيعة والله تعالى أعلم وهو أحكم الحاكمين
(1/104)

وأما الصيف فشهره أيب ويشتد الحر وتلتهب الأرض ينهى فيه عن مس النساء في أوله وكذلك الحمام ليلاً ونهاراً لشدة الحر وقيل كل امرأة تحبل في تلك الليلة يكون ولدها سقيماً ما عاش وفيه يموت الدود والجراد الصغار وفيه يطلع الفجر بالذراع والنثرة وفيه
ص 77 ب عيد ميكائيل وعيد يومينا وبُطرس وفيه عيد مريم وهو أول العُيور وأول العصير وأخبار الكلاب والهياكلة والقرود وذلك أنهم يصُفّون الدماء في القصارى وكل كرام لم ينضج كرمه يلطخون وجهه بذلك الدم ويعلق في رقبته أذناب تلك الكلاب والقرود ويُطاف به في المدينة أو القرية ثم يصيحون بين يديه هذا جزاء من لم يؤكل من عنبه اليوم وفي ذلك اليوم يرتفع الوباء عن أهل مصر وفيه عيد بويقطر وفيه تنزل الشمس الأسد مسريّ يؤكل فيه البارد ويُشرب ويؤكل القرع والقطن والبطيخ والرحلة والعنب والأترنج وتُجتنب فيه الشمس والنار ويؤكل كل شيء من رب الأترنج ورب التفاح والسفرجل وأشباه ذلك فإنه حلو حامض ويطفئ الحرارة والمرة ولا يؤكل فيه سلق ولا ملوخية ولا فجل ولا مالح فإن ذلك مما يولد القمل ومن أكثر من هذا في شهر مسري كثر قمله في طول السنة وفيه حج جبريل ويقوم سوقها وفيه حج طور سيناء وفيه يطلع الفجر بالطرف والجبهة والخرثان وفيه عيد ميكائيل وفيه يطلع سهيل وفيه عيد مريم وهو آخر العصير وفيه حج سليمان بن داود ومن لدغته فيه عقرب مات وفيه نقص الحروفية
ص 78 أ عيد عيسى عليه السلام وفيه حج يحيى بن زكريا وينزل الشمس السنبلة وفيه يطلع الزبدة ويحمر لون الهواء والله أعلم
(1/105)

توت أوله عيد إلياس عليه السلام وفيه عيد يحنس توقد فيه النار بأذرعات وبُصرى وجبال حوران وينكسر الحر ويتحرك في بدء الشتاء وتخرج الديدان وفيه يبذر القرط بأرض الغيوم ويطلع فيه سهيل اليماني وفيه يظهر وجع الإبل ويؤكل فيه اللبن ويشرب وفيه حج مرقص الإنجيلي وفيه سوق عظيم يقوم بأرض فارس وفيه حج زكريا عليه السلام ومن حج كنيسة شنودة وفيه استشهد زكريا عليه السلام وفيه بدو زرع الصعيد وفيه يطلع الفجر بالعترفة وفيه سوق كفر بأرض الجزيرة وهو يوم عيد ميكائيل وفيه يوم عيد محراب داود عليه السلام في بيت المقدس وهو أول الوسمى وهو عيد الفرس وفيه عيد جبرائيل وفيه يثور السُعال بالناس وهو يوم بقراوس رئيس أحبار هيكل مُنف وفيه تُفصد العروق وتقوم سوق إيليا وفيه حج تومينا وفيه نهاية الماء بالمقياس بمصر وفيه حج تومقار وفيه عيد الصليب وفيه يُقلم الشجر بمصر وتأتي الغرانيق من أرضها وتنضج الثمرة وفيه حج توما وأبو قرمان وفيه تذهب الخطاطيف من مصر وفيه حج كنيسة مريم ويقوم سوق ربيعة وفيه سوق غالبه النصارى بدمشق وهو
ص 78 ب ( 1 ) مجتمع كبير وفيه تهيج المرة السوداء اثنان وعشرون يوماً وفيه يشب العسل وتؤكل فيه الفاكهة ولا يبقى على وجه الأرض بالمغرب فاكهة إلا تغير طعمُها
وفيه يطلع الفجر بالصرفة والعوا ويستوي الليل والنهار وعند ست ساعات منه تنزل الشمس الميزان وهو نحسها كما تقدم وفيه تهبط وفيه وسم البقر بأرض مصر وفيه يأخذ الليل من النهار وفيه صوم اليهود وعيد المسيح بن مريم عليه السلام والله تعالى أعلم
(1/106)

ثم الخريف وشهره فإنه يؤكل فيه الكراث مطبوخاً ويقطف الرُمان ولا يؤكل فيه الكرنب وفيه حج الفتية وتزرع الثمار بأرض مصر وفيه عيد سموئيل وفيه تثلج اليهود وفيه يفيض نيل مصر ويكثر ماء العيون والآبار وفيه يطلع الفجر بالشمال وفيه حج جرجيس ويقوم سوق أذرعات وفيه يقطع الخشب وتأتي الكراكي من أرضها إلى أرض مصر وفيه عيد كنيسة توما السليخ وفيه عيد يوسرجه وعيد حج يوحرج بالقسطنطينة وفيه عيد ميكائيل وتثلج القبط بمصر وفيه يخرج الدخان من أفواه الناس وفيه يطلع الفجر بالغفر
ص 79 أ وفيه عيد كنيسة كلب ويقوم سوقها وتقطع العروق وفيه حجت مريم عليها السلام وحج أبو قزمان ودميان بالفيوم وفيه يكون نزول الشمس برج العقرب وتفارق برج هبوطها وفيه يهيج البعوض وفيه عيد كنيسة بحمص وقيام سوقها ويدخل الناس بيوتهم من شدة البرد والندى والغيوم وفيه اختلاف الرياح وتسمن الحيتان وفيه حج كنيسة البغوات بثغر الإسكندرية وفيه يؤكل الكراث ويؤكل فيه الطعام الحامض والمالح وتجتنب فيه دخول الحمام
هتور يؤكل فيه الدجاج والطير مطبوخاً ويشرب الماء المسخن ويجامع فيه النساء ولا يكثر فيه من دخول الحمام لما فيه من هيجان الأوجاع ولا يُشرب فيه دواء ولا يخرج فيه دم ويؤكل فيه الكراث فإنه نافع في هذا الشهر وفيه بد وزرع أهل الشام ويقوم سوق فلسطين ويتغلق البحر المالح ويُلقط فيه الزيتون وفيه يدخل النمل ذوات الأجنحة أحجرتها بالشام والروم ويطلع الفجر بالإكليل والقلب ويشتد بالناس وجع الزكام وفيه تجرد أرض مصر ويُربط غنم الفيوم على الربيع ويزرع القمح والشعير وفيه عصى إبليس اللعين ربه تعالى وأخرجه من دار كرامته وأسكنه البحر وفيه يعصر زيت الفجل وفيه عيد مريم عليها السلام وفيه عيد السحرة الذين قطع فرعون أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم
(1/107)

ص 79 ب في جذوع النخل بمدينة منف وقيل كان عدتهم أربعة عشر ألفاً وفيه تنزل الشمس بُرج القوس وهو عيد أبو منقودة الشهيد وفيه حج كنيسة عظيمة بالإسكندرية ويلبس بها فرسانها الديباج لانفلاق البحر وفي آخره يطلع الفجر بالقلب
كيهك فيه يفرخ الطير ولا يؤكل فيه كرنب ولا لحم بقر ولا شيئاً بارداً ولا يشرب فيه ماءُ مستنقع في الأقداح ولا يُطلى فيه بالتورة فإنه شهر البُرسام ولا يكثر فيه من مضاجعة النساء ولا يستعمل فيه النوم نهاراً ويؤكل فيه لحم الدجاج والكياش والسلوى مطبوخاً بحمص وتستعمل فيه الحسايا بالغدوات على الرتق فإنه نافع عند الجماع وفيه يقع البدل ويُتوقى فيه شرر الماء بالليل بعد السكون والنوم حتى يخرج الشهر كله وفي أوله يخرج وفي أوله يخرج المقُطرب وهو أول يوم الأربعين ويوم تفلح فيه الأرض ويشتد أول الشتاء ولا ينبغي أن يبذر فيه شيء من الزرع حتى يذهب منه خمسة أيام وفيه تغلق الحيات أفواهها وأعينها ويموت الذباب والدود وكل دابة ليس لها عظم من شدة البرد وفيه يخرج النمل ذوات الأجنحة من الأرض وفيه عيد نقراوس نُهي فيه أعني في تلك الليلة عن شرب الماء بعد أن يأوي الإنسان إلى فراشه فإنه ربما أورث الجنون
(1/108)

ص 80 أ أو التخم وأوعاك عظيمة وفيه عيد جبرائيل وفيه يطلع الفجر بالشولة والنعايم وفيه حج مريم عليها السلام وفيه عيد البشارة وتنزل الشمس برج الجدي وفيه يقطع الخشب وفي آخره ميلاد عيسى ( 1 ) عليه السلام ( 2 ) ويطلع الفجر بالنعايم في سادس وعشرون وأما الشتاء فله طوبه يقطع فيه الخشب ويؤكل فيه الدجاج ولحم الضأن ويشرب فيه كل يوم جرعة ماءً فاتر على الريق بالزنجبيل مع العلل ويؤكل فيه السخن من الطعام ويجتنب فيه السلق والملوخية ومجامعة النساء ويجتنب التحميم بالماء البارد فإن ذلك يُشنج الأبدان بأرض مصر ولا يؤكل فيه مخ ولا سمك ليس له قشر وربما قيل يُجتنب السمك يابس وجميع البارد وفيه عيد الغدير وفيه يقطع قصب الكرم الفارسي ويُنهى فيه عن قطع الخشب كيلا يسوس وفيه تطلع البلده وفيه حميم النصارى وفيه تفتح التماسيح أفواهها وهو غطاس النصارى بأرض مصر وغيرها وفيه عيد كنيسة أبو مقار وفيه يقع البلح وفيه يكسر قصب السكر للعصير وفيه مهرجان الفرس وفيه حج مريم ابنة عمران عليها السلام وفيه صوم اليهود
ص 80 ب ويكثر فيه الندى وتطلع البلده وسمو الرابح وتنزل الشمس الجدي وفيه يغرس الشجر
(1/109)

امشير تؤكل عنه الحلو وتحتجم وتقطع فيه العروق ويُطلى فيه بالنورة ولا يؤكل فيه سمك ليس قشر لبرودته ولهيجان البلغم ويستحب القعود في الشمس ولا يؤكل فيه سلق ولا فجل ولا ملوخيا وفيه تهيج السنانير وفيه تسقط الجمرة الأولى وفيه حج سعون كبير الحواريين وينكسر فيه البرد وتكثر الديدان وفيه ينبت العشب وتلتقي الجمرتان جمرة السماء وجمرة الأرض وفيه يطلع سعد بلع ومنه صوم رهبان الصعيد وفيه يقطر الماء من العود وتفتح الحيات أفواهها وتنطرد بنار الحرارة من جوف الأرض وفيه تزرع بقول الصيف كالبطيخ والقثاء والورد والياسمين والرياحين وفيه عيد ميكائيل ويذهب شدة الشتاء وتختلف فيه الأرياح الأربعة وفيه حج جبرائيل وفيه نتاج الوحش وهيجانه ( 1 ) وتغزل دود القز ويطلع سعد السعود وفيه تكثر الأرما وينتهي غرس الشجر وفيه فتنة يحيى بن زكريا وطيف برأسه في حمص وهو عيد بكل مكان وفيه تنزل الشمس برج الحوت ويكون النهار إحدى عشرة ساعة والليل ثلاثة عشر وفيه صوم النصارى
برمهات يُستحب فيه أكل اللبن ويشرب وفيه ستعبر الاستمناء وقطع العروق والحجامة وفيه ثوران الدماء
ص 81 أ والحرارة تُجتنب فيه السلق والطلاء بالنورة وفيه يطلع سعد الأخبية بالفجر وفيه حج الأربعون وفيه تلقح الشجر ويطيب السفر في البحر ويمغر دواب العجم بالمغره ويطلوب قرود البقر بالمغره وكذلك أبوابهم لأجل هيجان الثعابين وفيه يطلع الفرغ المقدم والمؤخر وفي آخره مطر وهو آخر الشتاء وفيه يهيج بالناس أوجاع الرئة وفيه حج مريم عليها السلام وخروج الذباب الأزرق وفيه تنزل الشمس الحمل ويعتدل الليل والنهار ويكون الليل اثنا عشر ساعة والنهار كذلك والله تعالى أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة الثالثة وتفصيلها وما ينسب لأبوابها وهي ثلاثة عشر باباً
الباب الأول من المقدمة الثالثة في رؤية الأنبياء عليهم السلام في المنام ومن يراهم في المنام من النساء
(1/110)

قد ذكرت في المقدمة الثانية ما تدعو الحاجة إليه من المؤثرات وما يتعلق بها من الأحكام وذكر الفصول وما هو خصوص بها لمن فيه نباهة وفكره قاده وبالله ( 2 ) المستعان ولنتبرك في هذه المقدمة الثالثة بذكر الأنبياء عليهم السلام ورؤيتهم في المنام إن شاء الله
اعلم أن رؤية الأنبياء عليهم السلام
ص 81 ب في المنام في الصفات اللائقة بهم والائتمام بهم في الصلاة أو متابعتهم في الطريق وأنهم يُطعمون الرأي مأكولاً طيباً أو يسقونه شيئاً عطراً لذيذاً أو أنهم يعلمونه علماً أو يخبرونه بخبر خير فذلك وما أشبهه دليل على ( 1 ) حسن متابعتهم وحفظ سننهم وبالعكس لو ( 2 ) خالفهم في متابعتهم حتى يتقدم أمامهم أو يرشدهم إلى أضيق الطرق أو يسخر بهم أو يرحمهم أو لا يوافقهم في معروف دلّ على بدعته وضلالته وربما تنكر من جهة ولاة الأمور فإنهم يدلوا على الملوك لأنهم ملوك الدنيا والآخرة ويدلوا على العلماء لعلمهم بالله سبحانه وقربهم منه ويدلوا على ما شرعوه من صلاة وزكاة وتوحيد وعبادة لله تعالى ويدلوا ( 3 ) على ولاة الأمور كالحكام والخطباء والأئمة والمحتسبين والمؤذنين لأنهم داعين إلى الله سبحانه
وكل نبي يراه الإنسان في صفة حسنة كان دليلاً على حُسن متابعة قومه له أو تجديد أمر صالح يظهر من جهتهم فإن رُئي النبى {صلى الله عليه وسلم} في صفة حسنة كان ما يظهر من جهة أمته خيراً وإن كان في صفة غير لائقة كان ما يظهر من أمته تعدياً ومخالفة لما كان يأمرهم به ثم يدل رؤية النبى {صلى الله عليه وسلم} على الوالد لإشفاقه عليه من نار الدنيا والآخرة ويدل على الأستاذ لتأديبه بآدابه وعلى المؤدب لما يعلّمه من كتاب الله تعالى وتدل رؤية الأنبياء والمرسلين على الإنذار والبشارة قال الله تعالى ( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين )
ص 82 أ
(1/111)

فإن تنبأ في المنام ظهر منه نبأ على قدره فإن كان أهلاً للملك ملك أو القضاء أو التدريس خصوصاً إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر وإلا نزلت به آفة من ولي بسبب باطل تدعيه أو بدعة يحدثُها واعتبر قصة مسيلمة الكذاب ومخرقته باليمامة واعط الرأي ما يليق به من قصته وإن صار في المنام رسولاً أو داعياً إلى الله تعالى فإن أجابه أحد وقبلوا منه دعواه نال منزلة رفيعة وإلا صار سمساراً أو مؤذناً على قدره ورتبته أو نزلت به آفة مناسبة لمحنة ذلك النبى {صلى الله عليه وسلم} الذي يُسمى باسمه أو يتشبه به واعلم أن رؤية الأنبياء عليهم السلام في المنام كرؤية الملائكة أو الأماكن المقدسة لقرب الملائكة الكرام منهم ولما يوحونه إليهم عن الله تعالى ولشرف مساجدهم وأمكنتهم
فصل
واعتبر رؤية من رآهم في المنام أو تشبه بهم كما ذكرت فمن صار آدم عليه السلام أو صَاحبَه أو انتقل إلى صفته فإن كان للخلافة أهلاً نالها لقوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ) وإن كان عالماً انتفع الناس بعلمه أو نال علماً لا يجاريه فيه أحد من الناس لقوله تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) فإن كانت معه أُمنا حواء عليهما السلام دل ذلك على البركة في الزرع والثمار ونتاج الأولاد وإدرار الفوائد من الصناعة كالنسيج والحراثة والحدادة وغير ذلك وربما دلت رؤية آدم وحواء على النقلة من محل شريف إلى ما دونه
(1/112)

ص 82 ب وعلى الزلل والوقوع في المحذور وشماتة الحاسدين وعلى الهموم والأنكاد من الجيران وتدل رؤيتهما على النكد من الأزواج والأولاد وعلى قبول المعذرة والتوبة والندم على ما فات وربما دلت رؤية آدم عليه السلام على عابر الرؤيا لأنه أول من رأى المنام في الدنيا وعلم عبارتها وقيل النظم ( 1 ) أيضاً وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالأحباب وهو عليه السلام دال على الوالد لأنه أبو البشر كما أن حواء عليها السلام أُمنا وربما دلت رؤيته على كثرة النسل وتدل رؤية آدم عليه السلام على السهو والنسيان لقوله تعالى ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ) وربما دلت رؤيته على المكيدة والحيل وعلى معاشرة من يعالج الحيات أو يصنع السموم أو يرتزق من استحضار الشياطين ويتكلم على ألسنتهم وربما دلت رؤيته على لباس الخشن والبكاء وربما تنكد الرأي من تجنب مأكول وربما دلت رؤيته على السفر البعيد
وربما كان إلى الجهة التي نزل بها آدم وحواء وربما رزق الرأي الذكور أكثر من الإناث وإن كان الرأي مريضاً بعينيه أفاق من شكواه وربما دلت رؤيته على الخدم والسجود للملوك وعلى هذا فقس والله تعالى أعلم
ص 83 أ
فصل
فإن رأت المرأة حواء عليها السلام في المنام أدخلت الهموم والأنكاد على زوجها بسب الصداقة لمن لا يليق بها صُحبته وربما ابتليت في نفسها ببلوى شديدة لأنها أول من حاضت من النساء وعالجت الحبَل والميلاد وربما رزقت أولاداً صالحين وإن كانت مفارقة لزوجها أو غائبة عنه عادتِ إليه واجتمعت به وربما رُزقت رزقاً حلالاً من كدّها وربما كان من نسلها من يسفك الدم ويقتل النفس التي حرم الله ( 1 ) وعلى من يموت شهيداً والله تعالى أعلم
فصل في رؤية نوح عليه السلام في المنام
(1/113)

ويدل على طول العمر في طاعة الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان الرأي ملكاً عصته رعيته وجاهروه بالعداوة وتدل رؤيته على النوح من اسمه وتدل رؤيته على معاداة الأهل وانتصاره عليهم لقوله تعالى ( إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه ) الآية
وتدل رؤيته على القحط وغلاء الأسعار وربما دلت على تفريج الهموم والأنكاد ونزول الغيث والنكد من الأولاد لمخالفتهم له وربما دلت رؤيته على التجارة والزرع وسوبة السفن والأسفار في البحار وحمل المتاع والمختلف الطعم والجنس
وأما رؤية سفينته في المنام فإنها دالة على الفرج من الشدائد والسلامة من
ص 83 ب ( 1 ) الغرق للمسافر في البحر أو الزواج للأعزب وعلى المنصب الجليل والنصر على الأعداء لقوله تعالى ( فأنجيناه وأصحاب السفينة ) ولقوله تعالى ( واستوت على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين ) وتدل رؤيته على كل من له علم بأنساب الآدميين أو الحيوان أو الطيور يحمله ذلك في سفينته بإذن الله تعالى وربما دلت رؤيته على النكد من الزوجة أو الولد وربما دلت رؤيته على رد المسألة أو الندم على ما فرط منه في ( 2 ) حق أهله وربما ارتد أحد من أولاده عن دينه ومذهبه أو سُفّه وامتحن لأجل ذلك بمحنة ومات عليها عاصياً وربما رُدت عليه شفاعته لقوله تعالى ( ونادى نوح ربه ) الآية والمرأة إذا رأت نوحاً عليه السلام في المنام دل على عصيانها لبعلها وطاعتها لذوي الأجرام من الأهل والعشيرة وكذلك الحكم فيمن رأت من النساء لوطاً في المنام خلافاً لمن رأت فرعون في المنام فإنه يدل على طاعتها لله عز وجل وكتمان إيمانها
فصل في رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام
وأما رؤية إبراهيم ( 3 ) عليه السلام في المنام فإنها تدل على الخير والبركة والقيادة والشيخوخة والرزق والإيثار والاهتمام بالأبنية الشريفة والذرية الصالحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم والهدى وهجران الأهل والأقارب في طاعة الله
(1/114)

ص 84 أ عز وجل لقوله تعالى ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) ويدل رؤيته عليه السلام على الوالد المشفق لأنه أبو الإسلام وهو الذي سمانا مسلمين قال الله تعالى ( هو سماكم المسلمين من قبل ) وربما دلت رؤيته على الوقوع في الشدائد والسلامة منها وربما دلت رؤيته على الحذر لإصلاح ذات البين أو لما يرجوه من الخير وإن كان الرأي عالماً بالنجوم أو علم الرؤيا داخله في ذلك غلط وخلل وربما دلت رؤيته على التشريع والمحافظة على الخير وهجران أخوان السوء وربما دلت رؤيته في المنام لمن مسّه على المحبة لله تعالى لما حُكي أن يحيى بن معاذ رأى إبراهيم عليه السلام في منامه وقد مسح على رأسه بيده مراراً فاستيقظ وقد رزقه الله تعالى محبة له وخوفاً منه وإن لمس عضواً من أعضاء الرأي في المنام وكان الرأي يشكو ذلك العضو أزال الله شكواه
لما حُكي أن سماك بن حرب رأى إبراهيم عليه السلام في المنام بعدما ذهب بصره كأنه قد مسح عينيه وقال له أين نهر الفرات وغُص فيه وافتح عينيك فيه ففعلت ذلك فردّ الله عليّ بصري وتدل رؤيته على الحج لقوله تعالى ( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً ) ولأنه
ص 84 ب بنا البيت الحرام والله تعالى أعلم فإن رأت المرأة إبراهيم عليه السلام في منامها تنكدّت من بعلها بسبب ولد من أولادها أو تجري على بعض أولادها شدة وتسلم منها قياساً على قصة إسماعيل حين همّ بذبحه وربما إن كان للرأي أولاداً طلق أحدهم زوجته بسببه وعلى هذا فقس
فصل رؤية إسحاق عليه السلام في المنام
ورؤيته في المنام دالة على الهم والنكد إلا أن يكون له ولد عقه فإنه يرجع إلى طاعته وربما دلت رؤيته على البشارة والأمن من الخوف
(1/115)

وأما رؤية يعقوب عليه السلام فإنها دالة على الحزن وفقدان الأهل أو من يعز عليه من الأولاد وربما دلت رؤيته على من يُمكر به في ماله أو ولده وتدل رؤيته على ضعف البصر أو الشفاء منه والاجتماع بالأحبة والخلاص من الشدائد ثم يؤول أمره إلى سلامه وربما دلت رؤيته على عابر الرؤيا وعلى المال الجزيل والأسفار وغلو الأسعار ووجود الضائع وضياع الموجود وحُسن العاقبة في الأهل والمال والولد وإن رأت المرأة يعقوب عليه السلام في المنام ضيق على ولدها من سجن أو تهمة ويكون بريئاً مما يُتهم به والله تعالى أعلم بغيبه
ص 85 أ
فصل في رؤية يوسف عليه السلام
رؤيته في المنام دالة على الملك والخلافة وربما كان في زمنه الغلاء والقحط وفقدان الأهل والأقارب أو الوالد وعلى أن الرأي يُمكر به وتدل رؤيته على السجن والخلاص منه وعلى القحط وعلى الحظ من النساء بسبب ملاحته وحسنه وربما دلت رؤيته على علم الرؤيا وتفسير الأحلام وربما ظفر بعدوه وعفى عنه وأولاه خيراً وربما دلت رؤيته على صفر البحار والأنهار أو التصريف في المياه أو نقل الأموات من بلد إلى بلد وربما ظهرت له معجزة عظيمة لرجوع بصر أبيه عليه السلام بالقميص الذي أرسله إليه وأما رؤية قميصه في المنام فإنه يدل على ذهاب الهموم والأحزان والشفاء من الأمراض فإن كان فيه دم دل على العرق والسجن وإن كان مقدوراً دل على التهمة وإن رأت المرأة يوسف عليه السلام في المنام زالت نعمتها وعمى بصرها وضاقت بها السُبل وابتُليت بالحُب لذوي الأقدار وإن كانت في شيء من ذلك تاب الله عليها وبلغت قصدها أو تزوجت إن كانت عزباً واستغنت إن كانت فقيرة وحسُنت عاقبتها في الدنيا والآخرة
ص 85 ب وإن رآه صغير نقص حظه بين إخوانه
فصل في رؤية أيوب عليه السلام
(1/116)

تدل رؤيته في المنام على البلوى وفقدان الأهل والمال والأزواج ويلهم الصبر في ذلك كله لقوله تعالى ( إنا وجدناه صابراً نعم العبد ) وربما دلت رؤيته على عود ما خرج من يده من مال أو ولد لقوله تعالى ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا ) وربما وقع الرأي في يمين احتاج فيها إلى فقيه لقوله تعالى ( وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ) وإن كان الرأي مريضاً شُفي من مرضه وزال عنه سقمه لقوله تعالى ( فكشفنا ما به من ضُرّ ) وربما بلغ ما يرجوه من إجابة دعاء أو سؤال ذي أمر لقوله تعالى ( فاستجبنا له ) وكذلك الحلم في كل نبي أستجيبت دعوته فإن رأت امرأة امرأة ِ أيوب عليه السلام دل على سلب مالها وكشف حالها وعلى أن عاقبتها تكون إلى خير وسلامة وإن رآها مريض مات وكان عنِد الله رحوماً أو رحمه الله وكشف ضره لأن اسمها رحمة
فصل رؤية لوط عليه السلام في المنام
تدل رؤيته على الأنكاد والهموم من قومه وزوجته وربما انتصر الرأي على أعدائه ورأى فيهم المقت من الله وتدل رؤيته على الطمس والخسف
ص 86 أ والهلاك إن كان الحال تبع على ما كان قومه في زمانه وعلى هذا فقس رؤية كل نبي وما اتفق له في زمنه من قومه كيونس عليه السلام وعصيان قومه وخروجه عنهم حتى التقمه الحوت وكان من أمره ما كان وأخبر الله عز وجل لقوله تعالى ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا ) الآية وبقوله تعالى ( فالتقمه الحوت وهو مليم ) ثم إن الله تعالى أخرجه من بطن الحوت وما كان من إرساله كما قال تعالى ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) وشعيب وبخس أهله المكيال والميزان وصهارته لموسى عليهما السلام وإن رأت امرأة ٌ امرأة َ لوط في المنام خرجت عن طاعة زوجها وسعت في فساد حاله وربما تهلك وإن رآها الناس كافة ظهر الفساد في النساء في ذلك الإقليم
فصل رؤية موسى عليه السلام في المنام
(1/117)

دالة على الابتلاء في الطفولة وفرقة الأهل والأقارب وحضانة الأجانب له ومعاشرة الملوك والجبابرة وعلى نجاز الوعد ومصاهرة الصالحين والاطلاع منهم على عجائب الأمور لأنه صاحب الخضر عليهما السلام وشاهد منه خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار
وربما تنكد من قومه أو من أحد أهله بسبب وصية أو أمر بمعروف قياساً على قصته مع هارون كما أخبر الله تعالى فقال تعالى
ص 86 ب ( قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري ) الآية
وربما دلت رؤيته على حُسن السفارة والوساطة الحسنة لأنه عليه السلام كان السبب في الخمس صلوات بعد خمسين وتدل رؤيته على آثاره كما رأى رجل كأنه صار موسى عليه السلام فقلتُ له تحج من القلزم وترى بعد حجك آثار موسى ( 1 ) عليه السلام فقال عزمت على الحج من القلزم وربما دلت رؤية موسى عليه السلام على هلاك الجبابرة لما حُكي أن جارية لسعيد بن المسيب رأت وكأن موسى عليه السلام قد ظهر بالشام فخرجت تنظره وإذا هو على النعت الذي وصف وهو يمشي على الماء فقصت رؤياها على سعيد بن المسيب فقال إن صدقت رؤياك فقد مات عبد الملك بن مروان فلم يكن إلا يسيراً إذ جاء البريد بخبر موت عبد الملك بن مروان فقيل لسعيد كيف توصلت إلى ذلك فقال إن الله تعالى بعث موسى بهلاك الجبارين فعلمتُ أنه يقصم هناك جبار ولم أجد إلا عبد الملك بن مروان وتدل رؤية موسى على السفر في البحر وتكون عاقبته إلى سلامة وربح وربما قيل في عرضه ما ليس فيه وربما كان في كلامه نقص أو عيب في رأسه
واعلم أن ( 2 ) رؤية موسى عليه السلام أو الخضر أو عيسى بن مريم أو سيدنا رسول الله
(1/118)

ص 87 أ زيادة باطنة من نور وترقيان ورفع درجات لمن رآهم في المنام من أرباب التجريد وأهل التوحيد والله تعالى أعلم بغيبه وإن رأت المرأة موسى عليه السلام في المنام خُشي على ولدها من ضياع أو محنة وتكون عاقبتها فيه إلى خير وكذلك الحلم فيمن رأى من الصبيان موسى أو عيسى أو إبراهيم ورؤية أهل العزم عزم في الأمور انتقام من الأعداء وعلى هذا فقس
فصل ورؤية داود عليه السلام في المنام
تدل على الخلافة لقوله تعالى ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ) وربما دلت رؤيته على الامتحان بالنساء والإكثار من زواجهن وربما دلت رؤيته على التلاوة والتسبيح والطرب ( 1 ) والتغن في القراءة ثم تدل رؤيته على الإقلاع عن الذنوب والتوبة والرجوع إلى الله تعالى وقبول توبته وربما دلت رؤيته على السلاح وما يُعمل من الحديد وإن كان الرأي يصنع ذلك استفاد منه نعمة طائلة وربما هانت عليه المصاعب لقوله تعالى ( وألنا له الحديد ) وتدل رؤيته على حسن العاقبة لقوله تعالى ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) والله أعلم
فصل ورؤية سليمان عليه السلام في المنام
تدل على الملك لمن يليق به ذلك ( 2 ) أو الفتوى لمن هو من أهل العلم
(1/119)

ص 87 ب ( 1 ) لقوله تعالى ( ففهمناها سليمان ) ولقوله تعالى ( ولقد آتينا داود وسليمان علماً ) خصوصاً أن توّجَهُ بتاجه أو ألبسه خاتمه أو أجلسه على سريره وربما دانت له الصعاب ونال من الله المنزلة العظيمة الرفيعة في الدنيا مع حسن عاقبته في الآخرة لقوله تعالى ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ) وربما دلت رؤيته على المحنة من جهة النساء وبتنكر من جهتهن وإن كان الرأي ممن عُزل عن منصبه عاد إليه وربما تزوج بالاحتيال امرأة ذات مال وشرف وإن كان الرأي يرتزق من جهة الطيور أو إحضار الجان أو عمل القوارير أفاد من ذلك رزقاً طائلاً وربما يعدم له مال نفيس ( 2 ) قطع أياسه منه لما قيل أنه وجد خاتمه في بطن سمكة وربما انتصر على عدوه بعد ظفره به والانتصار عليه ولو كان الرأي ممن وقف عليه الريح وهو مسافر في البحر أو ممن يحتاج إليه من غير سفر كأهل الذراوة وشبههم أتاه ما دخلت منه لقوله تعالى ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ) ورأى سليمان عليه السلام تظهر نعمة الله تعالى عليه وربما رزق وراثة طائلة لقوله تعالى ( وورث سليمان داود ) وربما دلت رؤيته على العلم باللغات كالترجمان أو اللغات العربية وربما دلت رؤيته على سلامة المريض
ص 88 أ لأن من اسمه سليم كما أن من اسمه أمان وكما أن من إبراهيم أبرّا خلافاً لرؤية نوح ( 1 ) عليه السلام فإن رؤيته في المنام دالة على موت المريض لأن منه ناحَ ينوح وقد ذكر ذلك فمن ملك منسأته في المنام كان نماماً وإن كان مريضاً مات
ورؤية خاتمة تجديد ولاية لمن ملكه أو ظهور آية يتعجب الناس منها وكذلك رؤية إرم ذات العماد إذا رئيت في المنام وإن رأت المرأة سليمان في منامها كادت زوجها
فصل ورؤية عيسى عليه السلام في المنام