صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 62
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:09 AM رقم #1

    Post مقالات في تنمية الذات



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  2. وانا ابحر في النت وجدت مجموعة مقالات اعجبتني عن التنمية البشرية وبالتحديد تنمية الذات واردت ان تشاركوني في الاطلاع عليها




    اول كل شيئ لا بد ان نعرف ماهو تعريف التنمية البشرية؟

    مصطلح التنمية البشرية له العديد من التعريفات الهامة والعميقة ولكن أبسط هذه التعريفات هو:

    التطور والنمو البشرى للأفضل بحيث أن الفرد في المجتمع يتعلم منذ ولادته من العديد من
    المصادر ويلتقي نموه العقلي ويؤثر ويتأثر في الآخرين ويتكون عنده مخزون من الخبرات
    السلبية والايجابية معا ودور التنمية البشرية هو التخلص من كل السلبيات التي تعرض لها
    الفرد وينمى الايجابيات وفى نفس الوقت يتعلم من الماضي السلبي ويسمى" تحديات "

    والتحديات تكون خبرات الفرد التي كونت تجاربه لتكون
    بمثابة الدروس المستفادة في
    حياته .


    ♦ونهدف في هذا العلم أن ندرب اكبر عدد من البشر على كيفية الحياة الناجحة والتمتع
    بالإنجاز وذلك عن طريق تحديد الأهداف والسعي إلى تحقيقها باجتهاد ولذلك هناك العديد
    من العوامل التي تقوى العزيمة الإنسانية وتخلق أشخاص ناجحين نافعين لأنفسهم
    ولمجتمعهم من أهم هذه العوامل
    ( الاتزان ) وله أركان عديدة منها:

    1) الركن الروحاني وعلاقة الفرد بالله .

    2) الركن الاجتماعي وعلاقته بالمجتمع.

    3) الركن الشخصي واهتمام الفرد بمهاراته وتعليمه .

    4) الركن الصحي.

    5) الركن المادي.

    ♦ يقول الله تعالى
    " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
    صدق الله العظيم

    فالمطلوب أولا:
    هو أن يبدأ الفرد بنفسه ولا يسعى إلى تغير الآخرين لان ذلك صعب وتكون
    نتائجه عكسية وذلك يأتي عن طريق التحرر من العادات السلبية والمداومة على الايجابيات
    للوصول إلى حياة مليئة بالسعادة والصحة والنجاح.

    ♦ يجب أن يقتنع الفرد بالتغير الداخلي لنفسه والخارجي بعلاقاته المتعددة في المجتمع لأن النجاح بين يدينا ونحن نمتلك القوة لكي نعمل ونمتلك ما نتمناه .
    وعلى ذلك:::


    ♦يجب أن ننظر إلى الماضي على أنه كنز من الخبرات نستعملها بحكمة ونتعلم منها وننظر
    إلى المستقبل على انه الأمل في السعادة لأن الأمس هو حلم والغد رؤية لكن اليوم يجب أن
    نعيشه كما يجب أن نعيشه كما يجب ونهتم به أكثر.

    ♦والتنمية البشرية لا يشترط فيها سن فالإنسان يعيش وينمو إلى أن يلقي ربه للحصول
    على حياة أفضل والتدريب أيضا على استعمال الوقت بحكمة وتحسين العلاقات بالناس
    وتحديد الأهداف ومواجهة كل التحديات بشجاعة وتذكر أن :

    ☺ الظلام هو بداية النور .

    ☺ الضغوط هي بداية الراحة .

    ☺ الفشل هو بداية النجاح .


    فكر بطريقة إيجابية وتوقع أحسن ما في الحياة كما جاء في الحديث الشريف

    " تفاءلوا بالخير تجدوه "
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم


    للحديث بقية



    منقول للاستفادة

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:32 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن

    Post ادارة الذات



    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  5. إن بناء وإدارة الذات علم وفن ، فمن أجل تحقيق ذواتنا نحن بحاجة إلى بناء الثقة وتقدير الذات والتخطيط وإدارة الأولويات بكفاءة وفاعلية لنتمكن من تحقيق الإنحاز وإطلاق قدراتنا الكامنة

    للشخص الطموح : العزم والفطنة

    العزم في اللغة: مصدر قولهم عَزَمَ يَعْزِمُ، وهو مأخوذ من مادة (ع ز م) التي تدل على الصريمة والقطع، يقال: عزمْت عليك إلا فعلت كذا، أي جعلته أمرًا عزمًا لا استثناء فيه، ويقال: كانوا يرون لعزمة الخلفاء طاعة. وقيل: والعزم ما عُقد عليه القلب من أمر أنت فاعله، ويقال: ما لفلان عزيمة، أي ما يعزم عليه، كأنه لا يمكن أن يصرم الأمر، بل يختلط فيه ويتردد، وأولو العزم من الرسل: هم الذين عزموا على أمر الله فيما عهد إليهم، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين،

    وفي الاصطلاح: عَقْدُ القلب على إمضاء الأمر، وهو القصد على إمضائه.

    - الفرق بين العزم والإرادة والهم :

    قيل: دواعي الإنسان إلى الفعل من خير أو شر على مراتب، منها: الإرادة، ومنها: الهم (بالشيء)، ومنها: العزم، والهم: اجتماع النفس على الأمر والإزماع عليه، والعزم: القصد على إمضائه، فالهم فوق الإرادة ودون العزم، وهو (أي الهم) أول العزيمة.


    وفي قوله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" [آل عمران:159] التنفيذ للأمور في عزم وحسم، في توكل على الله تصل للأمر بقدر الله.

    وفي قوله عز وجل: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ" [الشورى: 43]: إنه ضبط النفس، والصبر والسماحة في استعلاء، لصيانة النفس، وزاد للرحلة الطويلة، فلا بد من العزم في الأمور.

    وهذا زيد بن ثابت يقول: «أمرني رسول الله أن أتعلم له كتاب يهود، قال: إني والله ما آمن يهود على كتاب، قال: فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له، قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت له، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم» رواه الترمذي.

    من منا يطمح إلى تعلم لغة ما فيعزم على نفسه فيجيدها في نصف شهر؟

    وهذا سلمان الفارسي العازم على الوصول إلى حقيقة الكون وخالقه، فيترك قريته المكرم فيها، المحبوب إلى والده، حتى قاسى الأمرّين، وعمل في مهن وضيعة، وبِيع عبدًا، حتى دفع ثمن حريته.. لماذا؟ ليصل إلى رسول الله، ثم لم يترك معه مشهدًا من المشاهد.. عزم حتى وصل إلى طموحه.

    العزيـمة دليل حسن الظن.. العزيـمة دليل متانة الدين، وعلامة اليقين.

    العزيـمة تصنع المستحيلات، وتلين الصعوبات.. العزيـمة خير معين على طلب ما تريد.

    العزيـمة تضاعف قوة الرجال إلى ما لا نهاية.

    الفطنة... للخروج من المواقف الحرجة بسلامة :

    في اللغة : مصدر فطن للشيء يفطن فطنةً.. وفطانةً، قال ابن فارس: الفاء والطاء والنون كلمة واحدة تدل على ذكاء وعلم بشيء، يقال: رجل فَطِنٌ وفَطَن إذا كان ذا فطنه.

    وقال : ابن منظور: الفطن: كالفهم والفطنة: الحذق والفهم.

    وقد تفسر بجودة تهيؤ النفس لتصور ما يرد عليها من الغير وهي ضد الغباوة.

    في الاصطلاح : هي قوة للنفس تشمل الحواس الظاهرة والباطنة معدة لاكتساب العلوم، وقيل: هي الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر، وقيل هي التنبه للشيء الذي يقصد معرفته.

    الفرق بين الفهم والفطنة والفقه :

    قيل : الفهم: هو التعلق غالبًا بلفظ من مخاطبك.

    والفقه: هو العلم بغرض المخاطب من خطابه.

    والفطنة: هي التنبه للشيء الذي يقصد معرفته.

    ولعل في موقف غلام أصحاب الأخدود نموذجًا للفطنة حتى في مماته، فطن حتى آمن الناس.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اشترى رجل من رجل عقارًا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرةً فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم أبْتع منك الذهب: وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا» رواه البخاري.

    فكان من فطنة الرجل أن حل المشكلة.

    وهذا عمر بن الخطاب يدني ابن عباس منه.. لماذا؟ لفطنته، فقد روى البخاري عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناءً مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية: +إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ" [النصر: 1]. فقال: أجل رسول الله أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم.

    فطن فكان حق له أن يتم تقريبه دون غيره.

    وهذا الشعبي يقول: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان ناسكًا ولم يكن عاقلًا قال: هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلم يطلبه.

    وإن كان عاقلًا ولم يكن ناسكًا قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم يطلبه.

    فقال الشعبي: ولقد رهبت أن يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك، والطموح يحتاج في طريقه لعلم الحياة وغيرها: العلم والنسك.

    الرجل الطموح عليه بالفطنة، فهي:
    •تعين على التفكير في آلاء الله ونعمه.
    •تزيد من خشوعه لله وتعظيمه.
    •تحبب من حوله فيه ويتقربون إليه.
    •تخرج صاحبها من المواقف الحرجة سالمًا.
    •تجعله يعيش سعيدًا بين من حوله ويموت حميدًا.
    نحتاج العزم والفطنة في طريقنا إلى الطموح، فهل من شخص طموح مشمر لهما؟




    تابع

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  6. رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:39 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  8. لا تكن بتاع كله




    يُروى أن الإمام البخاري حاول في أول أمره تعلم الفقه والتبحر فيه، فقال له محمد بن الحسن: اذهب واشتغل بعلم الحديث، عندما رآه مناسبًا لقدراته وأليق به وأقرب إليه، وقد أطاعه البخاري ومن ثم صار على رأس المحدثين بل وإمامهم. من أجل أن يكون الفرد مؤثرًا فيمن حوله وصاحب إنتاج متميز، فلا بد أن يركز على مجال واحد (أو مجالات قليلة) ويسبر أغواره، ويتمكن من جوانبه الدقيقة وتفاصيله المتعددة. ولذا فمن المهم – إذا أردت أن تكون صاحب تأثير – أن توجِّه جميع طاقاتك إلى نقطة واحدة، ثم تتجه إليها مباشرة ولا تنظر إلى اليمين أو الشمال، ويمكنك أن تحقق في الوقت المناسب ما رغبت فيه إذا نظرت إلى الاتجاه الذي ترغب فيه، وإذا استجمعت كل طاقاتك نحو تحقيقه، وعندما يتم تركيز قدراتك البدنية والعقلية والنفسية فإن طاقاتك في حل المشكلات سوف تتضاعف بشكل كبير. وروي أن يونس بن حبيب كان يتردد على الخليل بن أحمد الفراهيدي ليتعلم منه العروض والشعر فصعب ذلك عليه، فقال له الخليل يومًا: من أي بحر قول الشاعر:

    إذا لم تستطع شيئًا فَدَعْهُ وجاوزه إلى ما تستطيع

    ولما عجز يونس بن حبيب عن الإجابة طالبه الخليل بن أحمد بتنفيذ الشطر الثاني من بيت الشعر محل السؤال.

    واعلم أن التركيز هو أحد الأسرار الرئيسة للنجاح في الحياة وفي الإقناع.

    يُروى أن محمد بن عبد الرحمن الأوقص كان عُنُقُه داخلًا في بدنه، وكان منكباه خارجين كأنهما زُجَّان (الزج هو الحَديدَةُ الْمُلْتَصِقَةُ في أَسْفَلِ الرمح) فقالت له أمه: يا بني لا تكون في قوم إلا كنت المضحوك منه المسخور به فعليك بطلب العلم فإنّه يرفعك، قال: فطلب العلم فَوُلِّي قضاء مكة عشرين سنة، فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَدُ حتى يقوم.

    أما صلاح الدين الأيوبي، فقد جعل له هدفًا واحدًا - وهو تحرير المسجد الأقصى - فركَّز عليه، وبذل في سبيل تحقيقه وقته وتفكيره وجهده فاستطاع أن يحققه، فأثلج بذلك صدر الأمة الإسلامية ورفع به رؤوس أبنائها، وأصبح مثلًا يُقتدى به ورمزًا يُتغنى ببطولاته، فرحمه الله رحمة واسعة.

    وفي عالم التجارة والمال، حاولت شركة (3M) عمل كل شيء، فأدركت أن الفرص الكبيرة تضيع وسط الزحام، فطالبت كل فرع للشركة بالتركيز على منتجين يملكان أفضل فرص للنجاح، فلما فعلت ذلك انقلبت الخسائر إلى أرباح.

    أما زيروكس (Zerox) فقد ذُكر أنها خسرت ملياري دولار لما تركت التركيز ودخلت مجالًا لا تجيده، وهو مجال الكمبيوتر.

    إننا في أحيان كثيرة نقابل أناسًا يتحدثون عن كل شيء، ويُفتون في كل شيء، وهو يوهم نفسه أن معلوماته ربمـا لا تقل بحال عما ورد فى الموسـوعة البريطانيـة ذاتهـا! وهذا إنسان مسكين ينطبق عليه المثل الإنجليزى: المشـتغل في كل الأعمـال سـيبرع في لا شيء؛ (A Jack-of-all-trades is master of none


    كاتب المقال د .علي الحمادي

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  9. رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:55 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array




  11. يوم جديد....بداية جديدة




    لقد استمتعت بمشاهدة أحد الأفلام الأجنبية الرائعة بعنوان (خمسين أوّل موعد).. حيث يروي الفيلم قصة إصابة فتاة بحادث سيارة فقدت على أثرها قدرتها على تحويل الذاكرة قصيرة الأمد إلى ذاكرة دائمة. كانت الفتاة تنسى كل ما حدث بالأمس عند إستيقاظها كل صباح.. أدى هذا إلى أن تعيش كل يوم من حياتها من جديد دون أن تتذكر تفاصيل ما حدث في اليوم السابق.
    أمّا المشكلة الشائكة فكانت تواجه خطيبها! فكان عليه إقناعها كل يوم بأنّه هو الرجل الذي ارتضته زوجاً وحبيباً. فيضطر كل يوم إلى إبتكار أسلوب جديد لكسب ودّها. استطاع المخرج عبر مجريات هذا الفيلم أن يوحي بفكرة غاية في الروعة والأهمية.. لو استطعنا أن نجعل كل يوم من حياتنا يوماً جديد.. بداية جديدة، فسوف نعيش حياةً مليئةً بالإثارة والمتعة.
    تهدف هذه المهارة إلى أن ننظر إلى الأشياء من حولنا، والأشخاص الذين اعتدنا عليهم بعيون جديدة وبشكل جديد. إنّها دعوة لأن نبدأ حياتنا من جديد، ونتخلص من عقد الماضي، وأعبائه، ومن أحكامنا السابقة عن أنفسنا، والناس من حولنا، والتي أصدرناها في ظروف تختلف تماماً عما نعيش فيه الآن. إن من يمتلك هذه المهارة يستطيع أن يستخدمها في نواحي شتى من حياته. فمع كل صباح سوف ينظر لشريكة حياته وكأنّه تعرّف عليها للتو. بل يعيش كل يوم وكأنّه من أيام (العسل) الأولى. وعلى نفس المنوال، سيخلق علاقة جديدة مع إخوانه وأخواته. وكم أستغرب عندما تصيب (الوحدة) أحد أفراد الأسر الكبيرة (في العدد). فعلى الرغم من وجود خمسة أو ستة من الأخوة ومثلهم من الأخوات لكن العلاقة التي تربط بينهم علاقة (فاترة) يعلوها غبار الأيام والسنين.
    هذا ينطبق أيضاً على الأشياء التي نمتلكها. فالسيارة التي اشتريتَها منذ أعوام قليلة وكنتَ في ذلك الحين (تكاد تطير من الفرح) بإقتنائها، أصبحت الآن شيئاً (عادياً) لا يثير أي لذة أو إستمتاع. والآن هل تستطيع أن تقف وتنظر إليها من جديد وكأنك اشتريتها الآن؟. سوف تستمتع بها من جديد وما عليك سوى التجربة.
    قديماً قالوا (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى). ولا أدري لماذا يراه إلا المرضى؟!. بل إنني أراه واستمتع بوجوده وأحمد الله عليه صباح مساء. وهكذا فإن تذكير أنفسنا من جديد بنعم الله المنسية كالسلامة والمال والأولاد والإستقامة على الحق وحمده سبحانه عليها سيبعث في النفس طمأنينة وسعادة هائلة.
    حتى الأحداث العادية التي تحدث كل يوم، سوف يكون لنا الفرصة للإستمتاع بها من جديد. فمثلاً شروق الشمس ذلك الحدث المذهل الذي يحدث كل صباح والناس عنه نائمون.. تخيّل عندما تشرق شمس الغد كم (ستندهش) من كرة ضخمة حمراء تبدأ بالظهور في الأفق شيئاً لتكسو كل ما حولها باحمرار وكأنّ الكون يحترق! وكيف تنشر هذه الكرة أشعةً ذهبية دافئة.. أليست تجربة ممتعة.
    ختاماً: يذكر أن (أديسون) صاحب الألف إختراع كان يمتلك معملاً يضع فيه مخططاته ويجري فيه تجاربه. وذات يوم احترق ذلك المعمل. فقال بعد أن تفقد آثار الدار الذي لحق به: "إنها كارثة.. لكنها فرصة لكي أبدأ من جديد..
    لسنا بحاجة لأيّة كارثة! فقط دعونا نبدأ من الآن بأن ننظر إلى كل يوم على أنّه بداية جديدة وتحدٍ جديد.




    المصدر: كتاب القرار في يديك
    تابع

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  12. رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 11:07 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  14. وضع الأهداف.. يحدد مسار حياتك





    يعتبر الكتّاب في أدبيات النجاح أن عملية وضع الأهداف من الأركان الهامة في عملية التغيير. فمن يمتلك الرغبة والإرادة للتغيير دون أن يضع أهدافاً محددة وواضحة، فسوف – على الأغلب – يصرف جهده بشكل عشوائي وغير فعّال ومن ثمّ يفقد الرغبة الدافعة للتغيير.

    تقوم فكرة وضع الأهداف على مبدأ أنّ الأشياء تصنع مرتين، الأولى في أذهاننا عبر تكوين صورة واضحة التفاصيل لكل ما نود الوصول إليه، وأي شكل ستأخذه حياتنا بعد سنة أو خمس أو عشر سنوات. والثانية على أرض الواقع عبر العمل الجاد الموجّه.. تماماً كما يفعل المهندس المعماري الذي يضع مخططاً للبيت الذي يريد بناءه. يحوي هذا المخطط كل التفاصيل الدقيقة لكل ركن من أركان البيت قبل أن يضرب مسماراً
    واحداً.

    - لماذا يجب أن نضع أهدافاً:

    سأذكر مجموعة من الأسباب التي تجعل وضع الأهداف ذا أهمية خاصة:
    أوّلاً: الأهداف إذا رسمت بشكل جيِّد فستكون أكبر مصدر طاقة محفز للإنسان. الأهداف تدفعنا للعمل، وتجعلنا نواصل الليل بالنهار عملاً وإجتهاداً. وقد ذكر أنتوني روبنز أن جماعة من الناس سألوه: لماذا لم نستطع أن نحقق ما نرجوه؟ فقال لهم: "لستم كسالى ولكن لديكم أهدافاً عاجزة).. دعوني أكرر:
    "لستم كسالى ولكنّ لديكم أهدافاً عاجزة".


    ثانياً: الأهداف هي السبيل الأمثل لزيادة إنتاجية المرء وإنجازه.. ففي دراسة أجريت في جامعة ييل عام 1953 حيث سُئل الطلاب عمن له أهداف مستقبلية مكتوبة. فكانت النسبة ما يقارب الثلاثة بالمائة. والبقية ليس لديهم أهداف واضحة. تابع الباحثون هؤلاء الطلاب على مدار عشرين سنة فوجدوا – ممن استطاعوا الوصول إليه – أن إنجاز أولئك الثلاثة بالمائة كان مساوياً لما أنجزه بقية السبعة والتسعين بالمائة من الطلاب.


    ثالثاً: الأهداف توضح الرؤية، وتدل الإنسان على وجهة الطريق التي يجب أن يسلكه، وتكون كمعيار يحتكم إليه الواحد منّا قبل إقدامه على إنجاز أي مشروع. فمثلاً إذا دُعيت إلى عمل معيّن فستسأل نفسك: هل هذا العمل يسير مع أهدافي التي رسمتها وبالتالي سيحقق ما أصبو إليه، أم أنّه سيشغلني دون عظيم فائدة؟.
    وقد شبه أنتوني روبنز من يضع له أهدافاً ومن لا يضع، بالطفل الذي يلعب بالألعاب التركيبية. وتعلمون أنّ الطفل هنا يرى الصورة الكبيرة ويركب القطع الصغيرة جنباً إلى جنب حسب الصورة. الشخص الذي لا يضع لحياته أهدافاً كمن يركب القطع الصغيرة دون أن يرى الصورة الأصلية. وتخيل كم مهمته صعبة بل مستحيلة!.


    رابعاً: الأهداف تركّز الجهود وتمنع التشتت. وكم قابلت من الشباب الذين لديهم الرغبة الصادقة والقدرات العقلية الجيِّدة لكنهم مشتتو الذهن والتركيز، فيوماً يقرأ هنا ويوما هناك، ويصرف جهده في عمل ما ثمّ ينصرف لآخر، وهكذا يمضي العمر دون إنجازٍ حقيقي يرتقي بمستوى الفرد والأُمّة.
    أستطيع أن أشبه مساعدة الأهداف على توجيه الوعي وتركيزه بشخص اشترى سيارة من نوع معيّن.. في الحال سيبدأ هذا الشخص بملاحظة السيارات التي تشبه سيارته الجديدة.. وقد يتفاجأ بالكم الكبير من السيارات التي تشبه نوع سيارته الجديدة وأنّه لم يلاحظ ذلك من قبل. وعلى ذات النحو، من يضع هدفاً سوف يستولي على إنتباهه وإهتمامه أينما ذهب. ولو تتذكر صاحبنا الذي عزم على أن يصبح مرجعاً في التاريخ.. هذا الشاب سوف ينشد إنتباهه لكل فعالية لها علاقة بالتاريخ، مثل محاضرة أو برنامج حواري أكثر من أي شخص آخر، مما سيوحّد جهده في ذلك المسار.


    - خصائص الأهداف:


    الأهداف المحفزة لها خصائص معيّنة وسمات سأستعرضها فيما يلي:

    أوّلاً: الأهداف المحفزة لابدّ أن تتوافق مع سلم أولوياتك، وتعمل على حفظ وإبراز قيمك الشخصية.. لأنّ هذا التوافق هو الذي يعطيك القوة والدافع للمثابرة في تحقيق التغيير.. ولهذا عندما تعمل على بناء أهدافك لابدّ أن تسأل نفسك سؤالاً في غاية الأهمية: ما هو الشيء الذي يستحق أن تصرف فيه الساعات والأيام، وتبذل من أجله الجهود؟ ما هي الأشياء التي تعطيها أكبر وأهم قيمة في حياتك؟ ماذا تريد بالضبط؟ ما هي الفكرة أو العمل الذي تجد نفسك مستعداً لأن تبذل من أجله الغالي والرخيص؟
    عندما تمتلك بصيرة بما هو مهم وأساسي في حياتك (وهذا ما نسميه سلم القيم)، ومن ثم تبدأ بالتغيير وفق هذه الأهمية فاعلم أنّ نفثت في مشروعك هذا روحاً قويةً سوف لن تنطفئ. وحتى إذا خبا نورها فسيكون من السهولة إحياؤها من جديد. وحتى ما ستتعرض له من فشل وعقبات في طريقك فسيسهل عليك التغلب عليه أو تقبله.

    لابدّ أن تكون هذه الأولويات حاضرة في ذهنك طوال الوقت. والواقع أنّه من اللحظات القاسية على الإنسان، والتي قد تمر عليه بعد أمد طويل من العمل والجهد هو إحساسه بأن ما أشغل به نفسه كان قليل الأهمية، وأنّه كان متوهماً عندما حمّل هذا العمل أهمية أكثر مما يحتمل.


    ثانياً: لابدّ أن يكون التحكم في أهدافك والوصول إليها في يديك وتحت سيطرتك..
    "الهدف الذي لا يتحقق إلا بوجود ومساهمة الآخرين هو أمنية وليس هدفاً".
    كأن تقول: أريد أن أبدأ مشروعاً تجارياً عندما أجد من يمدّني بالمال. هذا الهدف غير عملي وغير محفز. لكن أن تقول سأسعى من أجل إيجاد ممول لمشروعي التجاري فهذا هدف منطقي ومقبول. الفرق طفيف من الصياغة لكنه كبير شعورياً وواقعاً.
    ثالثاً: لابدّ أن يكون الهدف مما يسهل تجزئته إلى أجزاء صغيرة يمكن قياسها. فالمحافظة على الصحة الشخصية واللياقة البدنية مثلاً هدف كبير يمكن تجزئته إلى ممارسة رياضة المشي لمدة عشرين دقيقة كل يوم، وإتّباع حمية معيّنة وهكذا..
    "الهدف الذي يصعب تحديده أو قياسَ التقدمِ فيه يصعب الوصول إليه".
    والآن جاء وقت الكتابة..

    هيئ نفسك.. خذ ورقة وقلم.. اجلس في مكان هادئ. أسأل نفسك هذا السؤال: إذا كنت تعرف أنك لن تفشل أبداً، فما الذي تود أن تكونه أو تفعله في مستقبل أيامك؟ ما هي الوضعية المثالية التي تتمنى أن تكون عليها بعد خمس أو عشر أو خمس عشرة سنة؟.

    ابدأ بالكتابة، واجعل قلمك يتحرك مدة لا تقل عن عشرين دقيقة.. اكتب في كل مجالات حياتك من الجانب العبادي إلى الأسري والمهني والإجتماعي والمالي إلى غير ذلك.. ارسم الصورة التي تود أن تكون عليها أنت كشخص، صفاتك، مهاراتك، نجاحاتك، حياتك في المستقبل، بكل ملامحها وتفاصيلها. لا تفكر الآن في كيفية تحقيق ذلك، وهل هذا منطقي أم لا، فقط اكتب بلا حدود ولا قيود، ولا تتوانى عن ذكر أدق التفاصيل.
    وأحذر من الخوف من الفشل أو قصور الأهداف كما قال أحدهم:
    "ضع هدفاً عملاقاً لأنك في الأغلب لن تصل إلى أكثر مما وضعت".
    تذكر أنك ترسم مسار حياتك وهذا يعني أنك لابدّ أن تعطي هذه الخطوة حقها من الوقت والجهد والتركيز والمراجعة.
    عندما تكتمل الصورة العامة يجب أن تنتقل إلى خطوة تالية وهي..

    - تجزئة هذه الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة..

    فما الذي ستنجزه خلال هذه السنة، الستة أشهر القادمة، الشهر الحالي، هذا الأسبوع، وكيف ستبدأ من اليوم. الأهداف قصيرة الأمد سوف تمدك عند إنجازها بطاقة هائلة لإكمال المشوار.. وكما قيل: (النجاح يصنع النجاح) فالنجاح في الأهداف الصغيرة سوف يقودك إلى النجاح في تحقيق الأهداف الكبيرة.




    المصدر: كتاب القرار في يديك

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  15. رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 05:37 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية الروحانى

    • بيانات الروحانى
      رقم العضوية : 153
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 624
      بمعدل : 0.11 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 22
      التقييم : Array


  17. شكرا على الموضوع المفيد وبارك الله فيك اختنا نسائم ونرجو اكمال السلسلة وشكرا لمجهوداتك العظيمة فى منتدانا جميعا

    الروحانى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 06:24 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى مميز


    • بيانات رشيد66
      رقم العضوية : 130
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 239
      بمعدل : 0.04 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 18
      التقييم : Array


  19. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

    رشيد66 غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  20. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:52 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  21. اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروحانى مشاهدة المشاركة
    شكرا على الموضوع المفيد وبارك الله فيك اختنا نسائم ونرجو اكمال السلسلة وشكرا لمجهوداتك العظيمة فى منتدانا جميعا
    العفو اخونا الفاضل روحاني هذا واجبي اتجاه هذا المنتدى الرائع بارك الله فيك على كلماتك الطيبة وتشجيعك الجميل
    اهلا بك في اسرتك

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  22. رد مع اقتباس
  23. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 10:53 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  24. اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد66 مشاهدة المشاركة
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...
    تسلم اخونا الفاضل رشيد بارك الله فيك وعليك

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  25. رد مع اقتباس
  26. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-03-2012 الساعة : 11:13 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.16 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  27. اهتمامي.. سر إلهامي





    هي الاهتمامات، حيث نقضي الأوقات وأجمل اللحظات بها وحولها ومعها. تأخذ حيزًا من حياتنا، ومساحة من وقتنا، ومرحلة من عمرنا، وقدرًا من يومنا وأمسنا وغدنا.

    تنم عن شخصياتنا وتحركاتنا ودواخلنا. وتُبرز من نحن، وكيف نفكر، وإلى أين نتجه، ومن أين نحن قادمون.

    تؤكد الدراسات الحديثة أن الإنسان منا عندما يريد أن ينتقل من كونه إنسانًا عاديًّا إلى إنسان قيادي مؤثر ومتميز وناجح، يجب عليه أن ينتقل من كونه شخصًا عاديًّا إلى شخص فعّال أولًا، ثم بعد ذلك ينتقل من كونه شخصًا فعّالًا إلى شخص قيادي.

    وهنا محور اهتمامنا في هذه السلسلة الجديدة من المقالات حول الفاعلية، والتي سوف تأخذنا إلى عالم القيادة الآسر، والنجاح العامر، والذي يتمناه الجميع في الدارين، بكل تأكيد بإذنه تعالى.

    يقول العلماء: عندما تريد تحويل شخص من كونه عاديًّا إلى فعّال ثم إلى قيادي، لا بد أن تغير فيه خمسة أشياء، من الوضعية السلبية إلى الايجابية، وهي:

    - الاهتمامات

    - المهارات

    - القناعات

    - العلاقات

    - القدوات

    وسوف يكون حديثنا هذا اليوم عبر عدة مقالات متسلسلة حول: كيف نكون فعّالين إزاء الاهتمامات، وكيف أنها إما أن ترفعنا إلى سماء النجومية والمجد والخلود والعزة، أو أنها، على الجانب السلبي، تجعلنا تافهين وسطحيين بلا هدف أو رؤية، بل أعداءً لأنفسنا، من حيث لا نعلم، وسببًا في فشلها وسقوطها، حيث أصبحت عالة على المجتمع والوطن والأمة.

    أسألوا أنفسكم هذا السؤال، وضعوا أنفسكم أمام مرآة المكاشفة والمصارحة.

    ما هي اهتماماتي اليومية والأسبوعية والسنوية والحياتية بوجه عام؟

    وبعد أن نأخذ قدرًا من الاسترخاء والتنفس بعمق، والدخول إلى عوالمنا الداخلية، تأملوا أنفسكم، وتفكروا فيها بلا مجاملة تبرر، أو جلد للذات يضّيق ويقّتر. بتوازن واعتدال.. انظروا لأنفسكم، ومن نقطة علوية تكشف لنا كل الجوانب والإرجاء المضيئة بنا فنفرح بها، والمظلمة فنضيئها ونجعلها مشعة كباقي أرجاء النفس، التي تسمو بصاحبها وتزدهر به وتتألق من خلاله.

    لن يحتاج هذا السؤال لطول وقت لنجيب عليه، وأفضّل هنا أن تكون الإجابة مكتوبة للحفظ والتدوين والأرشفة والرجوع مستقبلًا للمعاينة والمعايرة، والتأكد مما تحقق من تطور، وما لم يتقدم في الجوانب الأخرى، وهنا نكون قد فعّلنا مفهوم الرقابة الذاتية.

    بعد الإجابة على هذه الأسئلة.. ابحث لنفسك عن مكان في هذه المنظومة المثالية والرائدة، والتي سوف نطرحها أمامكم كما يطرح الهواء العليل إكليل الورود في الآفاق. فتعالوا نجوب سويًا هذه الحديقة الغناء، ونلتقط أطيب الثمر.

    من أجمل وأرقى الاهتمامات البشرية القراءة والاطلاع والمشاهدة والاستماع للنفائس المعرفية. وطلب العلم ومجالسة العلماء والصالحين والناجحين وأصحاب التجارب وقادة الفكر.. فأين هي من دائرة اهتماماتي.
    أين أنت من الاهتمام بمستقبلك الحياتي القادم، والعمل الجاد، لكي يكون بإذن الله ذلك العالم كما تحلم وتحب.
    أين نحن من الاهتمام بالعمل الخيري والإنساني والتطوعي.
    أين تتجه بوصلة اهتماماتي في قضية العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم والعلاقة مع الوالدين والجار والقريب والصديق؟، وهل لديّ توازن في هذا الباب؟
    أين نحن من الاهتمام بقضايا الآخرين ومساندتهم والإحسان إليهم؟ فلا نجاح مع الأنانية.
    كيف يذهب وقتي هباءً ويومي سُدًى؟ ومن هو سارق الوقت ولصّ العمر في حياتي؟؟ أهي علاقات بلا نفع، أم إدمان الأحاديث والمكالمات التي بلا مغزى، أم أسواق وتسكع، أم مشاهدات مفرطة للتلفزيون، أم استخدام سطحي للإنترنت بإدمان؟.. أهي جلسات بالساعات الطوال في الاستراحات والمقاهي، أم النوم الدائم، وكأننا خلقنا لذلك؟!!
    أين عائلتي وأسرتي الحبيبة من دائرة اهتماماتي؟
    أين هوايتي التي أحبها من دائرة اهتماماتي؟
    أين اكتشاف مواهبي وقدراتي الدفينة وإطلاقها من دائرة اهتماماتي؟
    أين تطوير نفسي وذاتي وتنمية قدراتي وأسرتي وبيئة عملي ومدينتي ومجتمعي من دائرة اهتماماتي؟
    أين أشرف عمل وأرقى سلوك وأنبل فعل بشري على هذه الأرض، الذي هو الدعوة إلى الله ، بالمعروف وعلى بصيرة، من دائرة اهتماماتي؟
    أين العمل التنموي والنهضوي وبناء الأوطان والمجتمعات من دائرة اهتماماتي؟
    أين السعي الحثيث لكي تكون حياتي ذات بهجة وسعادة وطمأنينة وعزة، من دائرة اهتماماتي؟
    أين عملي الجاد والمخلص لألقى الله يوم القيامة وهو راضٍ عني سبحانه، من دائرة اهتماماتي؟
    أين التخطيط لحياتي وأعمالي ومستقبلي وأسرتي ومجتمعي من دائرة اهتماماتي؟
    أين الرياضة والأنشطة الحركية والمسابقات الثقافية والبرامج الفكرية من دائرة اهتماماتي؟
    أين أنا الآن من نفسي و المجتمع؟ وما هي مكانتي ودوري الإيجابي وبصمتي التي سوف أتركها بعد الرحيل؟
    أين الإبداع والتجديد والتطوير في أقوالي وأعمالي وتصرفاتي ومنجزاتي اليومية والسنوية من دائرة اهتماماتي؟
    أين الترفيه والتسلية البريئة بعد يوم عمل ناجح ومميز من دائرة اهتماماتي؟
    أين جلسات التأمل والتفكر في النفس وذات الله ومخلوقاته، والمكاشفة الذاتية وكشف الحساب الشخصي، وتبيان نقاط القوة والضعف، وصيانة الروح، وتنقية العقل والجسد، من دائرة اهتماماتي؟
    قصة معبرة

    عندما أراد التتار غزو بلاد المسلمين، حيث كانت بلادًا قوية وممتدة وموحدة، أرسل زعيمهم بعض الجواسيس ممن يدرسون نفسيات وممارسات العدو القادم. فلما وصل هذا الجاسوس لبلاد المسلمين وجد شابًا مسلمًا في الرابعة عشرة من عمره، ينظر إلى القمر.

    فسأله : فيمَ تفكر؟

    فأجاب الشاب بكل ثقة وطموح وثبات : أفكر في إيجاد الشيء الذي أخدم به أمتي، وأُعلي شأنها بين الأمم، وأقدم حياتي وعمري له ومن أجله!!

    فقطع الجاسوس زيارته، وعاد إلى زعيمه مسرعًا، وأخبره بهذه الإجابة العميقة والدقيقة من شاب يافع يحلم بأحلام عظيمة ورؤية ملهمة.

    فرد زعيم التتار : لن نستطيع الهجوم عليهم وهم بهذه العقليات والاهتمامات الكبيرة والمؤثرة، فإن كان الشاب اليافع يفكر هكذا، فكيف بقادتهم وكبرائهم؟؟

    فمرت الأيام، وبعد عشر سنوات أمر الزعيم الجاسوس نفسه بأن يذهب إلى بلاد المسلمين للمهمة نفسها، فذهب فوجد شابًا في المكان نفسه ينظر إلى القمر.

    فسأله: فيمَ تفكر؟؟

    فرد الشباب : إنني حائر بمطلع قصيدة غزلية أريد أن أهديها لعشيقتي!!

    فعاد الجاسوس مسرعًا، وأخبر زعيمه بالخبر اليقين، وبالتغيرات التي حصلت في الاهتمامات والأفكار والممارسات لدى المسلمين، حيث كانت اهتمامات كبيرة وهامة، وذات أثر ومعنى، وبعدها انحدرت الأمور والاهتمامات إلى وحل الاهتمامات الشخصية والسطحية والساذجة والغير مجدية على الإطلاق.

    فأمر زعيم التتار بتحضير الجيش وبَدْء الزحف على بلاد المسلمين..

    محبرة الحكيم

    الجاهل من علم عن الناس أكثر من نفسه، ففشل في إرشادهم. والعالم من علم عن نفسه أكثر من علمه بالناس، فنجح في إصلاحهم.

    خاتمة

    إن أردت أن تعرف قدرك وقيمتك في الميزان.. فانظر إلى اهتماماتك وقيّمها وخذ ما صفى، واترك ما تكدر، فأنت لا تعيش أكثر من مره، فابدأ من الآن، وكن صاحب رسالة خالدة وعمل لا ينسى.

    تأصيل

    قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله - : "ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي : يا ابن آدم، أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود.. إلى يوم القيامة"..



    سلطان بن عبد الرحمن العثيم

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  28. رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك