كتاب الثمرة لبطليموس مع الشروحات



الكلمة الأولى:
يا سورس علم النجوم منك ومنها

قال الشارح :
يريد بعلم النجوم في هذا المحل علم احكام النجوم وهو ما يتجدد من تقدمة معرفة الكائنات بطريق الاستدلال من الاوضاع الفلكية وقد تقرر في علم الحكمة ان كل امر يتجدد في عالم الكون والفساد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل عبارة عن الموجد وعن شروطه لا يمكن الايجاد الا بها والقابل عبارة عن المواد او الموضوعات، مثاله في توالد الحيوان، فالفاعل هو موجده والشروط هو ملاقاة الاب والام بوجه خاص والقابل هو النطفة وهي مادة يتصور الحيوان منها، مثال اخر في اضائة الشمس فالفاعل والقابل سطح كثيف يقابل الشمس ويقبل نورها والشرط هو عدم الحجاب فبالضرورة ان يكون في مستجدات عالم الكون والفساد فاعل وقابل والفاعل عند المحققين هو قدرة الله سبحانه وتعالى والشرط هي الاوضاع النجومية التي تجدد كل متجدد موقوف على حصول هذا الشرط لانه بحصول هذا الشرط قد اختص هذا التجدد بوقت خاص دون وقت والقابل هي اجسام هذا العالم اما مواد او موضوعات والذي يتعلق بالاجسام مثل الصور التي هي اجزآء الاجسام والنفوس التي هي مدبرات بعض الاجسام والاعراض التي هي قائمة بالاجسام والنفوس ولما كان الفاعل لا يكفي وحده في وجود الفعل بل مع وجود الفاعل وجود القابل ايضا ضرورة كان الاوضاع الفلكية وتأثيراتها في عالم المتجددات غير كافٍ بل يحتاج الى العلم بوجود القابل وان كان العلم بالاوضاع يحصل بالطريق اليقيني لكن معرفة تاثيرات هذه الاوضاع لا يحصل الا بالتجربة والاستقراء وحدس يقتضي الظن ومعرفة حال القابل يحصل من معرفة احوال الاجسام والنفوس التي هي مبنية على الاحساس والتجارب والقضايا التي تُعلم بالحدس، ولهذا قال علم النجوم منك ومنها فلفظة منك اشارة الى معرفة القوابل وكيفية تأثير الاوضاع في القوابل ومنها اشارة الى الفواعل التي هي الاوضاع الفلكية فوجود الافعال موقوفة على تلك الاوضاع مثاله: اذا اقتضى دليل فلكي برودة الهواء فالناظر في ذلك الدليل ينبغي له اذا كان في البلاد الحارة في فصل الصيف ان يحكم على نقصان الحرارة وفي البلاد الباردة في فصل الشتاء ان يحكم بافراط البرد وتوابعه وهذا الاختلاف بحسب اختلاف قبول القوابل وان كان الدليلان متساويين في الحكم وتقديم القسم الاول على القسم الثاني بحسب تقديم الاحساس على باقي الادراكات، واحمد بن يوسف المصري المهندس كاتب آل طولون الذي هو من جملة شارحي هذا الكتاب ذكر: ان القسم الاول من قبيل تقدمة بالوحي والالهام او بالكهانة والرؤيا وهو المعبَّر بلفظ منك وهذا الكلام غير مطابق لتلك العبارة لان هذا المعنى لا يكون جسمياً ومما لا يطلق عليه علم النجوم. وقال ابو العباس الاصفهاني في شرحه ان مرتبة النفس فوق مرتبة الاجسام والنفوس الفلكية والانسانية التي احداهما محركة للافلاك ومؤثرة فينا بواسطة النجوم والافلاك، والاخرى مؤثرة فينا بغير توسط، وهما من تلك المرتبة. فقوله منك ومنها اشارة الى هذين التأثيريين وهذا المعنى بعيد جداً في هذا الموضع والله اعلم



الكلمة الثانية:
وليس للعالم ان ينبىء بصورة الافعال الشخصية كما ليس للحاس ان يقبل صورة المحسوس الشخصية لكنه يقبل صورة موافقة لها في الجنس وهذه حال من قضى على العنصر بكيفيته فانه لا يستطيع ان يدل على الصورة التي في الفاعل واليقين مع هذه الصورة واما الحدس فهو من جهة العنصر والقابل فيكون احد صورة الحكم في هذه الصناعة وما جرى مجراها انما يكون بين اليقين والحدس وهذا فيما غلب عليه استقراء الطبايع وخدمة التأثير.

الشرح:
احساس المحسوسات انما يكون محصول صورة او كيفية في الحاس شبيهة بتلك الصورة او الكيفية التي في المحسوس مثاله: الحرارة التي تحصل في حاسة اللمس من مجاورة النار شبيهة بحرارة النار وبتلك الحرارة تدرك حرارة النار لانه لو حصلت حرارة النار بعينها في الحاسة لاحرقت وقد تدرك حرارة النار وهذا في حاسة الشم والذوق والسمع والبصر تحدث كيفية شبيهة بتلك الكيفية لا عين تلك الكيفية كالصوت يحصل من القرع في الهواء والهواء يوصل تلك الكيفية الى السمع لا عين تلك الكيفية لان العَرَضْ لا يقدر على الانتقال، وفي البصر رأيان: فرأى قوم ان الابصار تنقطع بصورة شبيهة بالمبصر في الباصرة، ورأى قوم ان الابصار تنقطع بصورة شبيهة بالمبصر في الباصرة ورأى قوم ان الابصار يكون بوقوع شعاع العين اذا اتصل به شعاع نيِّرْ مثل الشمس والنار، وعلى هذه الجملة الهيئة الحاصلة من المبصَر في المبصِر هي غير هيئة المبصر في الحقيقة. فعلم من هذا ان في جميع الحواس يكون الاحساس بحصول صورة او كيفية حادثة في الحاسة شبية بالمحسوس لا عين المحسوس، وايضا ينبغي ان يعلم ان صورة الفاعل تقتضي وجود الاثر في القابل على سبيل الوجوب وانما صورة القابل لا تحصل مع وجود الاثر الا على سبيل الامكان لانه مع وجود صورة النار يكون الاحراق واجباً لانه من فعل النار فاما مع وجود القطن لا يمكن غير الاحراق فاذا وقع الاحتراق لا يكون ذلك من فعل القطن بل يكون من فعل فاعل اخر ومن هاهنا قيل ان العلم بالعلة يقتضي العلم بالمعلول لان حصول صورة مساوية للعلة من حيث هي علة لا تنفك من حصول صورة مساوية للمعمول ولا يكون هذا الحكم في القابل صحيحا.
وحيث اتضحت هذه المقدمات نقول ان بطليموس يشير في هذه الكلمة بان من طريق صناعة النجوم تقدمة معرفة المتجددات لا يكون يقينية ومعنى كلامه ان العالم بعلم النجوم لا يقدر الاخبار بالافعال التي تصدر من الاوضاع الفلكية بعينها كما ان الحاسة لا تقدر على صورة المحسوس بعينها بل يقبل صورة مشابهة لصورة المحسوس كمن يحكم على العنصر بحسب كيفياته يعني القابل واحواله في قبول التأثير لا يقدر على الاستدلال به على صورة صدور الفعل من الفاعل بحسب تلك الصورة ولا يكون الحكم بيقين الا اذا تيسر الاطلاع على تلك الصورة، فالناظر في احوال القابل لا يحصل له بمجرد النظر العلم اليقيني بحصول المتجدد ذلك وغاية سعيه ان يحصل له وقوف بالحدس من جهة القابل واحواله فتحصيل صورة الحكم في هذه الصناعة وباقي الصناعات الشبيهة بهذه الصناعة مستفاد من بعض مقدمات يقينية وبعض مقدمات ظنية وحدسية والنتيجة لا تكون يقينية لان النتيجة تابعة لاخس المقدمتين وهذا الحدس ايضا لا يتضرر الا في مواضع يكون الغالب فيه استقراء حال طبيعة القابل وتتبع اثار الاوضاع وفي غير تلك المواضع لا يتيسر الحدس.
والمراد بقوله خدمة التأثير هو متابعه الاثار ليحصل الوقوف على وقوع الاثر المتجدد بطريق الاستقراء من تلك الاثار، والحاصل ان علم النجوم المقتضى تقدمة معرفة المتجددات مشتملة على شيئين: الاول العلم بأوضاع الفلك وهو علم يقيني، والثاني: العلم بأحوال القوابل في وقت قبول تأثير الاوضاع وهو علم ظني وبعضه حد سي وهو الاكثر اعتمادا ً وتقدمة معرفة المتجددات لهذا الطريق لا يكون يقينياً وفي هذه الكلمة يتضح ان المراد من قوله منك ومنها في الكلمة المتقدمة معرفة حال القابل الذي هو من القوى وتأثير الاوضاع التي هي من الفلكيات لا تقدمة المعرفة بطريق النجوم ولا بطريق اخر غير هذه القناعة والله اعلم ، ففي بعض النسخ هذه الكلمة مع الكلمة التي ما قبلها معدودة بكلمة واحدة لانه اذا اعدت بكلمتين كان مجموع الكلمات ماية كلمة وكلمة واحدة .



الكلمة الثالثة:
وأما الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل فيهم فإنهم يقتربون من صورة اليقين بما فيهم من القوة الإلهية وان لم يـــكن معهم من العلم الموضوع كثير شيء .

الشرح:
قد تقرر في علم الحكمة ان الانسان مركب من جوهرين مجردين: جوهر يقال له النفس الناطقة ومن جوهر مادي يقال له البدن، والنفس مربوطة بالبدن ومتصرفة فيه ومدبرة له بالتقديرات الالهية وكما ان اثار النفس ظاهرة في البدن كذلك اثار البدن تظهر بالنفس وهي الملكات الفاضلة والردية واحوال اُخر تسمى العوارض النفسانية مثل الشهوة والغضب والميل الى الذات والنفرة من المؤلمات وحب المال والجاه وامثاله. والنفس بحسب التجريد مستعدة لادراك الحقائق والوصول الى المبادىء والاطلاع على المغيبات وتسمية العلماء كسب الكمال وتسمية الحكماء الحكمة وبسبب الملكيات والعوارض المذكورة تصير النفس محجوبة عن هذا الكمال فأى نفس كانت مجبولة على الاعراض عن الاشياء المقتضية الحجاب لها صارت مطلعة على الغيب كنفوس الانبياء والاولياء وأطلاع هذه النفوس على الغيب يكون بطريق الانتقاش بنقوش منتقشة في العقول والنفوس السماوية التي هي مبدأ الحركات وافعال الاجسام السفلية على مثال انعكاس المرايا المتحاذية بعضها الى بعض وأى نفس كانت حيناً منغمسة في الامور البدنية وحيناً ملتفتة الى العالم العلوي فكلما بعدت عن الشواغل البدنية ورجعت الى عالم الحقيقة صارت مطلعة على الغيب في بعض الاوقات بحسب الاستعداد وهي نفوس الكهنة وقد يكون اذا استعدوا للاطلاع ان يحتاجوا لاجل التوجه الى ذلك العالم الى مخصص يقفون به في حال خاص دون باقي الاحوال وذلك المخصص أما ان يكون فكرا ً يسنح في ضميره او صوتا ً يسمعونه من خارج او بتجدد امر في ذلك الحال او يحدث هيئة في التسائل من ذلك الغيب او يحسون من كلامه بشىء او يتمسكون بدليل نجومي من اوضاع الكواكب ويستدلون بذلك الامر المتجدد على المطلوب. والرؤيا الصادقة المخبرة عن الغيب ايضاً لها هذا الحكم لان النفس في تلك الحال تكون قد اعرضت عن تدبير البدن واستعدت للانتقاش بنقوش ذاك العالم بنقش خاص وفكرة في اليقظة يكون مخصصاً لذلك الشخص من جملة النقوش الممكنة وهذا الصنف من الناس ينقسم على قسمين: فالقسم الاول: هم الذين يكونون مجبولين عن مطالعة ذاك الطرف والاعراض عن هذا الطرف وهم الذين يبينون في اعين الناس كأنهم والهون لا وعي لهم ويسمعون منهم كلمات تخبر عن الغيب. والقسم الثاني: هم الذين حينا ً يلتفتون الى هذا الجانب بحسب ارادتهم وحينا ً الى ذاك الجانب ويكون انتقالهم من جانب الى جانب بحسب ارادتهم، فمعنى كلام بطليموس بعد تقرير هذه المقدمة ان الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل يعني من النفس الناطقة يكونون اقرب الى اليقين بالقوة الالهية المركوزة فيهم وذاك هو استعداد الانتقاش بالنقوش التي تحصل في مبادىء المتجددات وتلك النقوش تكون مقتضية وجود تلك المتجددات. ولما كان العلم بالعلة يقتضي العلم بالمعلول كان ما علم من الغيب واجب الحصول فيكون يقينيا ًفقوله وأن لم يكن معهم من العلم الموضوع كثير شيئ يريد انهم يطلعون على الغيب وأن لم يكن لهم من علم النجوم علم كثير, فأن ظن أحد ان قول بطليموس في الكلمة الاولى منك ومنها المراد به هذه الطائفة فقد اخطأ، لان في هذه الصورة الاغلب هو لفظة منك لا لفظة منها ومنها بالنسبة الى منك قليلة وايضا فيكون على هذا التقدير في هذا الموضع تقدمة المعرفة منقسمة بمنك ومنها لا علم النجوم لان المطلوب من تعلمه تقدمة المعرفة وهذا مناقض للكلمة الاولى فعُلم ان هذا الظن باطل.



الكلمة الرابعة :
اذا طلب المختار الافضل فليس بينه وبين المطبوع فرق .

الشرح :
المختار والمطبوع متقابلان ، فالمختار من يقدر فعل الشر وتركه او يقدر على فعلين متقابلين مثل العدل والجور وبحسب ارادته يرجح احد الطرفين، والمطبوع من كان بالطبع مجبولاً على الميل الى طرف واحد من غير التفات الى الطرف الاخر، ومعنى هذه الكلمة في هذا الموضع ان الذي يكون له اختيار التوجه تارة الى جانب البارئ عز وجل وتارة الى جانب الامور البدنية فأذا توجه بأرادته الى جانب المبادئ وحصل له من تلك الجهة العلم بالمتجددات قبل التجدد والذي يكون مجبولا ً على مطالعة المبادىء وحصل له العلم بالمتجددات قبل التجدد فلا يكون بين هذين فرق في معرفة المتجددات بل اطلاعهما على الأمور الغيبية اطلاع واحد.



الكلمة الخامسة:
المطبوع في الشئ هو الذي يوجد دليل ذلك الشئ قوياً في مولده .

الشرح:
قد علم في ما تقدم من قوله ان بعض الناس مطبوعون اعني مجبولون على معرفة الغيب وبعضهم غير مطبوعين بل يصلون الى تلك المرتبة بالاكتساب والتوجه الارادي فهاهنا بيّن ذلك بالحكم العام وقال كل من صدر منه بالطبع امر من الامور من غير تكلف كسب و تجشم تحصيل موصل الى ذلك الامر يكون دليل ذلك الامر حين ولادته قوية في الفلك يعني في طالعه. وقوة الكواكب بعضها ذاتي وبعضها عرضي فاما القوى الذاتية فهو ان يكون الكوكب في بيته او شرفه او حده او مثلثته اووجهه اوفي التشريق والتغريب المحـمودين وامثال ذلك، واما القوى العرضية فهو ان يكون الكوكب في حيزه وفي الوتد او ما يلى الوتد او في الفرح وامثال ذلك. واما معرفة الادلاء فهو مثلا اذا كان زحل قوياً كان ذلك الشخص محبا للعمارة والزراعة بالطبع وان كان المشتري قوياً دل على العدل والقضاء والوزارة وان كان المريخ قو ياً كان الغالب عليه الشجاعة والفروسية وان كانت الشمس قوية دلت على التكبر والتسلط وان كانت الزهرة قوية دلت على اللهو والزينة وان كان عطارد قوياً دل على الكتابة والحساب وان كان القمر قوياً دل على تقلب الامور وتطلع الاثار والاخبار .



الكلمة السادسة:
النفس المطبوعة في تقدمة المعرفة تحكم على ثواني النجوم ويكون اصابتها فيها اكثر من اصابة كثير ممن يحكم على النجوم انفسها.

الشرح:
وهي في بعض النسخ ثواني النجوم, وثواني النجوم هي احداث الهواء المذكورة في الاثار العلوية مثل الرياح والغيوم والهالة وقوس قزح والنيازك والشهب والصواعق والرعد والبرق وامثال ذلك ودلالات ذلك على المجددات مثل الدلالة من معلول علة على معلولها الاخر مثل الدلالة من الشعاع على الحرارة والنفس المطبوعة هي التي تقدم ذكرها بان تكون مجبولة على التوجه الى طرف المبادئ ومثل تلك النفس يكفيها اقل دليل في الحكم بتجدد المتجددات لان الاطلاع على الغيب حاصل لها بالقوة وقد يحتاج الى مخصص يقتضي التوجه الى مطلوب مخصوص كما تقدم ذكره فحينئذ يسهل الانتقال عليها من معلول الى معلول اخر وفي غير هذه النفوس ايضا يستدلون من هذا الجنس استدلالاً كثيرا ً مثال ذلك: ان بعض الرياح تدل على المطر وبعضها تدل على يبوسة الهواء وبعض الهالات تدل على القحط وبعضها تدل على المطر وامثال ذلك كما هو متعارف عند اهل البحار والدهاقين وغيرهم. ولما كان دليل المعلول على معلول اخر اضعف من دليل العلة على المعلول لان دليل المعلول على المعلول مركب من دليل المعلول على العلة ومن دليل العلة على المعلول الاخر كان اصابة النفس المطبوعة التي اتصال المبادي لها ملكة في الاستدلال بالأضعف اقوى وافضل من إصابة باقي النفوس بالاستدلال بالأقوى وذاك من جهة القوة الذاتية التي للنفس المطبوعة وضعف باقي النفوس في الاطلاع على المغيبات .



الكلمة السابعة:
وقد يقدر المنجم على دفع كثير من أفعال النجوم إذا كـان عالما ً بطبيعة ما يؤثر ووَطَاَء قبل وقوعه قابلاً يحمله.

الشرح:
قد تقدم قبل هذا ان الفعل لا يتم الا بفاعل يؤثر وقابل يتأثر فيه، وقد عُلم ان تأثيرات الاوضاع الفلكية هي الاجسام والنفوس الارضية، ونحن لنا في هذه الاجسام والنفوس قدرة التصرف، فاذا علم المنجم قوة تأثيرات العلويات كان قادرا ً على امالة قابل يكون محل تصرف ذلك التأثير الى القبول حتى يكون اثر الفاعل فيه زايدا ً عن الاعتدال او على المعاوقة اللاقبول حتى يكون اثر الفاعل فيه اقل من الاعتدال، مثلا ً علم ان برد الشتاء يكون شديدا ً فأعد له آلات دفع البرد حتى لا يؤثر فيه كما يؤثر فيمن لم يعد له، وكذلك إذا أراد تأثير البرد في شئ ازيد مما يؤثر في غيره فيجعل ذلك الشىء مستعدا ً لقبـــول البرد حتى يؤثر البرد فيه ازيد مما يؤثر في غيره، وهذا معنى قوله قد يقدر المنجم على دفع كثير من افعال النجوم وذلك بشرط وقوفه على طبيعة القابل وقدرته على التصرف فيه.



الكلمة الثامنة:
انما ينتفع بالاختيار إذا كانت قوة الوقت زائدة على فضل ما بين القوامين فأما إذا كانت مقصرة عنه فليس يظهر اثر الاختيار وان كان ما يستعمل منه مؤديا ً إلى الصلاح.

الشرح:
كل طالع يكون جميع دلائله مسعودة وقوية فصاحب هذا الطالع لا يكون له نظير في السعادة والخيرات وكل طالع يكون جميع دلائله منحوسة وضعيفة فصاحبه لا يكون له حظ في الخير والسعادة ويكون عديم النظير في الشر والشقاوة وهذان الطالعان اما ان يكونان غير موجودين او نادر الوجود فاذا كان الطوالع لها دلائل من الصنفين فبعد تكافؤ دلائل الخير والشر على اى حال تقود الامر يقال لذلك الحال قوام تلك الدلائل فاذا اختير لشخص اختيار فكل من يكون له طالع اصلى وطالع تحويلى ودلائل حاضرة في الايام المختار فيها وكل من هذه الادلاء قوام فاذا كان القوامان متساوية في طرف السعادة وينضم الى ذلك سعادة الاختيار الموافق يكون انتفاع ذلك الشخص بذلك الاختيار في غاية الكمال وان كانا في طرف السعادة متفاوتين كان سعادة الاختيار ازيد من قدر التفاوت بينهما كان حكمه حكم الاول، فاما اذا كانا في طرف السعادة متفاوتين وكانت سعادة الاختيار مساوية لقدر التفاوت بينهما فلا يحصل من ذلك الاختيار اثر زيادة سعادة محسوسة، وكذلك اذا كان سعادة الاختيار اقل من قدر التفاوت بينهما وان كان استعمال الاختيار في تلك الصورتين الاوليين مؤديا الى صلاح الحال لان وجود ذلك الاختيار لا يخلو من فائدة في نفس الامر ويقاس على هذا اذا كان القوام الواحد في طرف والقوام الاخر في طرف اخر او يكون القوامان في طرف النحوسه وفي بعض النسخ مكان فضل ما بين القوامين فضل ما بين الزمانين وتفسيره: انه اذا كان قوة وقت ابتداء الاختيار في امر من الامور الذي شرع فيها الاختيار النجومى زائدا ً على تغيرات الدلائل فبعد هذا ينتفع بهذا الاختيار الى زمان الانتهاء ويتم ذلك الامر كما هو المراد، واذا كان اقل من ذلك لا يظهر الانتفاع بذلك الاختيار وان كان لا يخلو من نفع على كل حال .



الكلمة التاسعة:
ليس يصل الى الحكم من تمزيج الكواكب إلا لعالم بالأخلاق والامتزاج الطبيعي.

الشرح:
كما ان العناصر التي هي كيفيات متضادة اذا امتزجت حدث بينهم كيفية يقال لها المزاج المركب الحاصل من تلك العناصر كذلك لمقتضيات اوضاع الكواكب امتزاج يحصل من بين الامتزاج اثر يقتضى مجموع تلك الاوضاع، وقد تقرر في علم الاخلاق ان مبادى الافعال الارادية هي قوى الشهوة والغضب والنطق فيحصل من اعتدال الشهوة خلق من يقال له العفة ومن افراطها خلق سيء يقال له الجمود ويكون من تركيب هذه الاخلاق تحت الشهوة اخلاق اخلاق كثيرة مثل الحياء والرفق والصبر والسخاء والشجاعة، وضد كل واحد منها من الطرفين. ويحصل من اعتدال الغضب خلق حسن يقال له الشجاعة ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما التهور والجبن ويحصل من تركيبات هذه الثلاثة تحت الغضب اخلاق اخرى مثل الحلم والثبات والهمة والتواضع والحمية وضد كل واحد منها من الطرفين ويحصل من اعتدال النطق خلق حسن يقال له الحكمة وهذه الحكمة ليست الحكمة التي هي اسم علم من العلوم ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما الجربزة والبله ويحصل من تركيبات هذه الثلاث اخلاق كثيرة مثل الذكاء وحسن التعقل والتحفظ والتفكر بالصواب والتذكر والتصرف في المعانى واضداد كل من الطرفين، وهذه الاخلاق الثلاثة ايضا لها بعض من بعض بامتزاجات كثيرة ومن تاليف هذه الثلاثة اخلاق بالاعتدال يحصل خلق حسن يسمى العدالة ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما الظلم والانظلام ويحصل من تركيبات هذه الاخلاق الثلاثة تحت العدالة اخلاق كثيرة مثل الصداقة والوفاء والشفقة والتودد والتسليم والتوكل واضداد كل واحد من الطرفين كما قد اشتمل علم الاخلاق على بيان ذلك مفصلا ً، وقد ذكر في كتب احكام النجوم. وقد ذكر بطليموس في الكتاب الثالث من الاربعة في احكام النجوم ان كل خلق من الاخلاق من تاثيرات اى كوكب هو ومن امتزاج اي الانظار يحصل فقد بين بطليموس من هذه الكلمة ان لا يقدر على الحكم على تمزيج الكواكب الا شخص عالم بتركيب الاخلاق وامتزاج العناصر وتولد المركبات على الوجه الطبيعى من البسايط حتى يقف من التأثيرات المختلفة على حصول اثر واحد من مجموعة تلك التأثيرات.



الكلمة العاشرة:
النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما تعين الزرّاع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية .

الشرح:
قد سبق في الكلمة السابعة أن المنجم يقدر على دفع كثير من أفعال الكواكب بحسب تصرفه في القوابل وقد ذكر في هذه الكلمة ( أن النفس الحكيمة التي تعلم ما بين حق وخطأ كل أمر يحدث، وتعلم كيفية مبادئ طبايع المركبات والمتجددات, تكون قابلة على ترتيب القوابل بوجه يوجب تجدد تلك الأمور على وجه ينبغي) كما إذا أراد الزارع أن يزرع أرضا حنطه حرثها كما ينبغي وإذا أردت دفع ومنع بعض المتجددات الغير الملائمة فعلت كما ينقي الزراع الأرض من الشوك والدرن واصل هذا الحكم كما قلنا أن كل متجدد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل الفلكي وان كان خارجا ً من تصرف أهل هذا العالم لكن كثير من القوابل تحت تصرف الإنسان فأذا كان المتصرف حكيماً دبر كل واحد بحيث يكون ملائما للحادث .



الكلمة الحادية عشرة:
الصور التي في عالم التركيب مطيعة للصور الفلكية ولهذا رسمها اصحاب الطلسمات عند حلول الكوكب فيها لما أرادوا عمله.

الشرح :
يريد بالصور الفلكية الثمان والاربعين صورة التي صورها المنجمون من الثوابت منها احدى وعشرون صورة في الشمال واثنى عشرة صورة في منطقة البروج وخمس عشرة صورة في الجنوب او يريد بها صور الدرجات التي ذكرها اصحاب الطلسمات ان مع كل درجة صورة او وجه ما يطلع من الصور ويريد بالصور التي في عالم التركيب النبات والحيوان وهذا الحكم الذي ذكره في هذه الكلمة هو اصل قد بنى اصحاب الطلسمات علمهم عليه مثلاً في وقت طلوع صورة من هذه الصور اى ظهورها من تحت الشعاع او طلوعها من افق المشرق ينقشونها على وضع مناسب لذلك العمل فبزعمهم انه يحصل المراد الذي يريدونه من ذلك الجنس من الحيوان والنبات، كما يكتبون رقاع الحية والعقرب في وقت طلوع الحية والعقرب ويعلم تفاصيل اعمال هذه الصناعة من مطالعة كتبهم ، فعلى هذا التقدير حصول المراد من كل حيوان وقت طلوع صورة ذلك الحيوان او وصول كوكب الى تلك الصورة يعني ان ذلك الحيوان او النبات في هذا العالم مطيع لتلك الصورة من الفلك وينتفع بهذه الكلمة في الاختيارات حيث يختارون للتعليم برجا ً من البروج التي على صورة الناس ويختارون لدفع المؤذيات برجا على صورة المؤذى والله اعلم.



الكلمة الثانية عشرة:
استخدم النحوس في الاختيارات واستعملها في المواضع التي تليق بها كما يستعمل الطبيب الحاذق السمومات في الدواء المقدار الكافي.

الشرح :
قد يستعمل الاطباء في الامراض المؤلمة المخدرات التي هي بمثابة السموم لدفع الايلام على وجه من الوجوه او مقارن لشيء يدفع مضرة تلك المخدرات من السموم، هكذا ينبغى للمنجم ان يستعمل النحوس في الاختيارات في مواضع تليق بها مثل البيت الثانية عشرة في دفع الاعداء والسابعة لدفع الخصوم ويبعدون ذلك عن الدليل المطلوب والبيت المطلوب فيجعلونها ساقطة وزائلة عن الاوتاد لكيلا يقع في حصول المطلوب خلل.



الكلمة الثالثة عشر:
لا تستعمل الاختيار ألا بعد تصحيح الرأي في طبيعة الأمر المختار وتعرف ما تبلغه قوة الإرادة منه لتناسب بين القوة الفلكية والقوامات وكذلك ينبغي أن تتكلم على ما قدمت القضاء عليه ولا تصرف فكرك الى الطبيعة الفلكية وحدها فتكون كمن يقرأ كتاباً ولا يعرف لسان أهله وليس يوثق بما جرى هذا المجرى .

الشرح:
لا ينبغى ان تختار الا بعد معرفتك طبيعة الامر المطلوب من الاختيار وقرار رأيك عليه وقد علمت ان قوة ارادتك في ذلك المطلوب الى اى حد يكون يعني اذا اخترت اختيارا ً تعلم الى اى عام يمكن حصول ذلك المطلوب لانك تكون قد ناسبت بين القوة الفلكية والحد الذي تقرر للقابل امكان قبول تأثير الفلك، مثلاً من اختار لاجل طلب الولد فتكون قد علمت ان في اى سن يولد له وبأى شرط وفي كم مدة وكم عدد ومن اى الناس لانه اذا لم تكن هذه المعانى مرعية في القابل فالطمع بخلاف تلك الشرائط الواجب رعايتها بمجرد الاختيار الفلكي من اى انسان كان وفي اى سن كان وعلى اى وجه كان في اقل مدة وكل عدد يخطر في الخيال من كل انسان تزوج به طمع محال، وكذلك ينبغي ان تنظر في الاختيار المتقدم على هذا الوقت كم صح مرة وكم طابق الارادة من كل اختيار ومقدار حدِّه لكي تقيس عليه مطلوبك فالتفكر في طبيعة الفلك فقط من غير ان يلاحظ جانب القابل ومقدار امكان القبول فيه كمن يقرأ كتابا ً ولا يعرف لسان اهله اى اللغة التي كتبت به لان كل ما لم يكن على هذه القاعدة لا يصح الاعتماد عليه و لا يصح الحكم عليه.



الكلمة الرابعة عشرة:
المحبة والمبغضة تعدلان بالفكر عن الإصابة، وظهور النفس يصغـِّر العظيم واختفاؤها يعظـِّم الصغير والصواب في ما بين ذلك .

الشرح:
المحبة تقتضي طلب الخير للمحبوب والبغضة تقتضي ضد ذلك للمبغوض فالمحب والمبغض فيما يتعلق بالمحبوب والمبغوض ليسا بخاليين من الميل فاذا اقتضى طالع انسان خيرا ً فالمحب يميل في ذلك الى الزيادة والمبغض يميل الى النقصان وفي الشر بالعكس، فأذا حكم احد على طالع انسان ينبغي ان يكون خالي القلب من المحبة والبغضة وهكذا ينبغي ان يكون الطبيب المعالج للامراض والحاكم الفاصل للحكومة وقد ذكر هذا الحكم بان ظهور النفس يعني ميل الروح الحيوانية من باطن البدن الى ظاهره يصغر العظيم واختفاء النفس يعني ميل الروح الحيوانية من ظاهر البدن الى باطنه يعظم الصغير وظهور النفس هو حالة تحدث في حال الغضب والشجاعة وامثالهما في الحيوان لان في ذلك الحال يريد تقوية الملائم وقهر المنافي واختفاء النفس هو حالة تحدث في حال الجبن والخوف والحذر وامثالها لان في ذلك الحال تعظم المنافي عما يكون مقداره وتصغر الملائم ، فينبغي للنفس التي تكون في معرض هذه الامور اذا حكمت ان تكون في حال الاعتدال وتكون خالية عن العوارض المقتضية للميل والله اعلم.



الكلمة الخامسة عشرة:
اذا وعدت القوة الفلكية بشئ فاستشهد عليه بثواني النجوم .

الشرح :
قد تقدم قبل هذا ان ثواني النجوم هي الدلائل السفلية مثل الاثار العلوية وغيرها وهاهنا يريد بها الامارات فأذا اقتضت الاوضاع الفلكية تجدد امر من الامور انظر فاذا رأيت امارات التجدد فتلك الامارات هي بمنزلة الشاهد على حكم الفلك فيحصل لك العلم بذلك الحكم مثلا ً اذا اقتضت الاوضاع الفلكية بامراض كثيرة في فصل الربيع والشتاء فاذا تقدمها امطار كثيرة غلب الظن بذلك وقس على ذلك.



الكلمة السادسة عشرة:
اكثر ما يكون خطأ المنجم اذا كان السابع وصاحبه منحوسين .

الشرح :
الطالع دليل السائل والسابع دليل المسئول عنه، فأذا كان السابع وصاحبه في طالع السؤال منحوسين يدل على ان المسئول عنه يعني المنجم لا يكون على خال ينبغي ان يكون عليه فاذا كان كذلك وقع الخطأ كثيرا ً في رأيه وهذا الحكم خاص بطالع السؤال وشرطه ان لا يكون السؤال من امور منسوبة الى السابع مثل الخصومة والحرب والتزويج والشركة لان في تلك الصورة نحوسة السابع وصاحبه لا تختص بالمسئول عنه .



الكلمة السابعة عشرة:
طوالع أعداء الدولة هي البروج السواقط من طالعها وطوالع المتمكنين منها أوتادها وطوالع المتصرفين فيها ما يلي الأوتاد منها وطوالع المدن فما كان منها عند بنائها دل على ما يحدث فيها وما كان منها عند تسليم ملك إياها دلت على ما يحدث في دولته بها اي بالمدن وكذلك إذا كانت لظهور دين دلت اي الطوالع على ما يحدث في ذلك الدين بتلك المدينة .

الشرح :
في اصطلاح المنجمين البرج الزايل غير الساقط، فالزايل ما كان بآزاء الوتد وما يلي الوتد، والساقط ما كان بازاء الناظر والزوايل اربعة: الثالث والسادس والتاسع والثانى عشر واضعف الجميع بيتان لانهما زايلان وساقطان معا ً وهما السادس والثانى عشر، والمراد بالبروج السواقط في هذه العبارة هي الزوايل لانه قد استعمل بآزائها الوتد وما يلي الوتد فاذا ارادوا ان يعملوا لكل مولود ما له من الرتب في الدولة فان كان طالعه زائلاً عن طالع الدولة استدلوا بانه من اعداء تلك الدولة وان كان ما يلي الوتد استدلوا بانه من متصرفي تلك الدولة مثل الوزراء والنواب والعمال وان كان وتدا ً من الاوتاد استدلوا بانه من المتمكنين في تلك الدولة كالملوك وولاة العهد ولا يجوز الحكم على هذه الادلاء فقط حتى تنظر في دليل ارباب البيوت وموافقتها ومخالفتها مع طوالع الملوك والوزراء والاعداء وغيرهم ثم يضم الى ذلك اما في طالع البلاد فقد اعتبر فيها ثلاث وجوه :
الأول طالع بناء البلد, وذلك دليل على الحوادث التي تحدث في تلك المدينة من الخير والشر ما دام ذلك البلد معموراً.
الثاني طالع استيلاء ملك من الملوك على ذلك البلد، وذلك دليل على ما يحدث من دولة ذلك الملك في ذلك البلد من الخير والشر ما زال ذلك السلطان مستوليا ً على ذلك البلد.
الثالث طالع ظهور دين من الاديان في ذلك البلد وذلك دليل على ما يحدث من ذلك الدين في ذلك البلد ما دام الدين ظاهرا ً. وما لم يعلم طالع وقت حدوثه من هذه الطوالع يستعمل عوضه طالع السنة التي قام ذلك الملك او ظهر ذلك الدين والله يعلم.



الكلمة الثامنة عشرة:
إذا استولت السعود مواضع الخوف جاءت بالمكاره من ذوي السلامة وإذا نظرت السعود إلى تلك الأمكنة أو كانت فيها دفعت ذلك الخوف وعلى حسب هذه فقل في الأربع تمزيجات .

الشرح :
مواضع الخوف مع مقابل مواضع الامن والسعود مقابل النحوس ويحصل من تمزيج هذه الاثنين بهذه الاثنين اربع صور الاولى: ان يكون المستولى على مواضع الخوف السعود ومواضع الخوف هي الثامن والسادس والثاني عشر والسابع والرابع لان من الثامن يكون خوف الموت والنكبات ومن السادس الخوف من المرض ومن الثاني عشر الخوف من الاعداء ومن السابع الخوف من الاضداد والخصوم ومن الرابع الخوف من العواقب واستيلاء السعود على مواضع الخوف دليل على حدوث المكروه من ذوي السلامة مثل من يشهد عليه العدول بما يضره او يتلف حقوقه من بعض الاخوة والأقارب .
والثانية: ان يكون المستولي على مواضع الخوف النحوس وحكمة بخلاف الاول يعني حصول المكروه من اهل الشر والفساد .
الثالثة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع السعود وهو دليل على حصول الفوائد من الاخبار والاكابر.
والرابعة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع النــحوس وهو دليل حصول الفوائد من اهل الشر والفساد, ونظر السعود الى هذه المواضع يزيد في الخير وينقص من الشر ونظر النحوس اليها ينقص من الخير ويزيد في الشر, وهذه الاحكام يكون اكثر وقوعها في طوالع السؤالات واعتبارها في طوالع المواليد ايضاً والله اعلم.



الكلمة التاسعة عشرة:
اُسبُر طبيعة الشيخ وعمره وفعله وانفعاله قبل تقديم القضاء عليه.

الشرح :
قبل ان تحكم على الشيء امتحن طبيعة اصله ليحصل لك الوقوف عليه وهكذا فعل وانفعال ذلك الشخص والسبر هو الامتحان والشيخ هو الاصل، مثلا ً تريد اما ان تحكم على نوع الانسان او على الدول والملل او على المدن والاقاليم او غيرها وكل واحد من هؤلاء بقاء بقاء مدته بخلاف الاخر وهكذا في الفعل والانفعال، مثلا ً في وقت الحكم بقاء الشيخ لا يمكن ان يكون مثل بقاء الطفل واما التوليد فممكن من فعل اخر والخصيان الممكن منهم غير ممكن من غيرهم وهكذا في الانفعال وفي كل ما هو ممكن في اصناف نوع من الانواع غير ممكن في اصناف نوع اخر فينبغي ان يكون حصة كل واحد من الانواع والاصناف المحكوم عليها المطلوبة معلومة في الحكم ليكون الحكم صحيحا ً وهذه الاحكام هي من جملة الاحكام المتعلقة بالقابل .



الكلمة العشرون:
اذا كان النيّران في دقيقة واحدة وكان سعد في جزء الطالع فان السعادة في ذات البلد وكذلك اذا كان القمر في دقيقة والاستقبال والسعد في درجة السابعة ويكون الامر بضد هذا اذا كان النحس موضع السعد.

الشرح:
اعلم ان سهم السعادة يؤخذ بالنهار من تقويم القمر ويلقى الباقي من الطالع وبالليل بالعكس اعني من القمر الى الشمس ويلقى من الطالع والمتقدمون بالنهار والليل يأخذون من الشمس الى القمر ويلقونه من الطالع من غير اختلاف واما المتأخرون قد اعتبروا هذا الاختلاف بالليل والنهار, وسهم الغيب وهو يؤخذ بالنهار من القمر الى الشمس وبالليل من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع هذا مذهب المتأخرين والمتقدمون بالنهار والليل يأخذون من القمر الى الشمس فاذا اجتمع النيران في دقيقة واحدة كان السهمان في حقيقة الطالع واذا كان النيّران في حقيقة الاستقبال وقع السهمان في حقيقة السابع وفي الصورة الأولى اذا كان السعد في الطالع قارن سهم السعادة وفي الصورة الثانية اذا كان السعد في السابع قارن سهم السعادة وتلك المقارنة تقتضي ان يكون للمولود مال وافر بافراط وسهم السعادة دليل المال الوافر واذا كان النحس في الطالع او السابع قارن سهم السعادة وكان ضرر ذلك بنقصان المال والفقر والفاقة ووقوع الخسران الكثير وهذا الحكم يكون مطلقا ً في طالع الاصل وطالع التحويل السنوى وطالع السؤال ويقاس على هذا اينما حل سهم السعادة من البيوت الاثنى عشرة وقارن سعداً أو نحساً في غير الطالع والسابع من المتحيرة والثوابت.



الكلمة الحادية والعشرون:
من تناول دواء مسهلاً والقمر مع المشتري قصر عمله وضعف فعله .

الشرح :
القمر ينبوع القوة الطبيعية فاذا قارن المشتري قويت الطبيعة فلا تنفعل من مؤثر غريب بسهولة وبهذا السبب يضعف عمل المسهل اذا تناول منه في هذا الوقت بخلاف الزهرة فانها لا تفعل هذا الفعل لان طبعها ترقيق الاخلاط والترطيب بل تعين عمل المسهل.



الكلمة الثانية والعشرون:
مس العضو بالحديد والقمر في برج ذلك العضو مكروه.

الشرح :
كل عضو منسوب الى برج، فالرأس للحمل والرقبة للثور واليدان للجوزاء وعلى هذا القياس الى الرجلين وهي منسوبة الى الحوت فأذا كان القمر في برج عضو من الاعضاء كانت الرطوبات البدنية متوجهة الى ذلك العضو ويقتضى تعفن المواد فايصال الجراحة مع حصول الرطوبات المتزايدة واستعداد التعفن مؤد الى الضرر وعلى هذا القياس الرأس منسوب الى الطالع والرقبة الى الثاني الى اخر البيوت الاثنى عشر فالقمر اذا كان في بيت منسوب الى عضو من الاعضاء لا ينبغي ان يمس بالحديد.



الكلمة الثالثة والعشرون:
تناول الدواء المسهل والقمر في العقرب او السرطان او الحوت وصاحب الطالع يتصل بكوكب تحت الارض محمود وان اتصل صاحب الطالع بكوكب في وسط السماء قذف الدواء ولم يستقر.

الشرح:
كون القمر في البروج المائية يقتضي حصول الرطوبات في ابدان الحيوانات ومع حصول الرطوبات لا يكون للدواء المسهل نكاية زائدة وتسيل الاخلاط بسهولة واذا كان في حد الزهرة فهو احسن واتصال القمر بكوكب من الكواكب دليل على حركة الخلط والدواء الى جهة ذلك الكوكب فان كان الكوكب تحت الارض يتوجه الدواء الى اسافل البدن ويعمل عمله من الاسهال وان كان الكوكب فوق الارض في وسط السماء او صاحب الطالع متصل بكوكب في وسط السماء يفسد الدواء اعالي البدن ويخرج بالقي والقذف فعلى هذا اتصال القمر اوصاحب الطالع بكوكب فوق الارض غير محمود في طالب الاسهال فاما في تناول دواء القي بعكس ذلك وكذلك اتصال القمر في تناول المسهلات بكوكب سفلي احمد من اتصاله بكوكب علوي.



الكلمة الرابعة والعشرون:
الملابس الجدد مكروه عملها واستعمالها والقمر في الاسد واعظمها اذا كــان منــحوساً او على مقابلة الشمس .

الشرح :
المراد من العمل من قوله مكروه عملها هو قطع الجدد وبعضهم قد كره الخياطة والنسج ايضا والاولى ان لا يبدؤ بالخياطة والنسج فاما الاستمرار في العمل لا يحتاج الى اختيار ولما كان الثبات مذموما ً والاستبدال محمودا ً كان الابتداء في العمل والابتداء فلا الاستعمال اي اللبس والتزيين بالجديد مكروه اذا كان القمر في برج ثابت واثبت الثوابت هو الاسد لانه قريب من سمت الراس ومطالعه كثيرة في بلاد الشمال وهو دال بالصورة على التوحش والتسلط ثم بعد الاسد في الثبات العقرب وهي اذم في هذا الباب لانها هبوط القمر وبيت المريخ ووبال الزهرة ثم بعد العقرب الدلو لانه بيت زحل ووبال الشمس وزحل دليل التأني والثبات واقل غائلة من الثانية الثور لانه بيت الزهرة وشرف القمر فاذا كان القمر في برج ثابت وهو منحوس يزيد في الشر وهو دليل المنحسة في وقت استعمال الملبوس من مقتضى طبيعة ذلك النحس ومقابلة الشمس مكروهة لانها تقتضي ان تكون المنحسة من الملوك والسلاطين.



الكلمة الخامسة والعشرون:
مشاكلة القمر في المواليد للكواكب يجعل المولود متحركا فيما يدل عليه فان اتفق ان تكون الكواكب قوية في ذاتها دلت على تقدمة فيه وان كانت ضعيفة دلت على ان حركته اقوى من معرفته وظهور ما تحرك فيه يكون من تمكن تلك الكواكب في الاوتاد الظاهرة ومــا يليها والانتفاع به يكون من سعادتها وعلى هذا فقس ما بقى من القسمة .

الشرح :
مشاكلة القمر بالكواكب هو نظر القمر اليها وامتزاجه بها والنظر يكون بالمقارنة او التسديس او التثليث او التربيع او المقابلة والتناظر والمشاكلة في المواليد يقتضي سعي المولود في ذلك المعنى الذي هو من طبيعة ذلك الكوكب مثلا اذا كان الكوكب زحل دل على ان المولود يكون صبورا ً متأنيا ذا وقار واذا كان المشتري دل على ان المولود يكون ذا صلاح وسداد وديانة ومرؤة واذا كان المريخ دل على ان المولود يكون ذا شجاعة وقوة وهيبة وتسلط واذا كانت الزهرة دلت على ان المولود ذو لهو ولعب وطرب ومعاشرة وليانة واذا كان عطارد دل على ان المولود ذو كياسة وفطنة وذكاء وتميز ثم تنظر في قوة وضعف وظهور وخفاء وسعادة ونحوسة ذلك الكوكب فقوته دليل على تقدم المولود في مقتضى طبيعة ذلك الكوكب بالقوة النظرية اكثر من تقدمة بالقوة العملية وضعفه دليل على تقدم المولود في مقتضى طبيعة ذلك الكوكب بالقوة العملية اكثر من تقدمه بالقوة النظرية وكذلك دليل ظهور تلك الطبيعة من المولود يكون من تمكن ذلك الكوكب في الاوتاد او ما يلي الاوتاد فوق الارض خارج من تحت الشعاع ودليل خفاء تلك الطبيعة في المولود هو اضداد هذه الاحوال المذكورة وكذلك دليل الانتفاع وتمتع المولود من تلك الطبيعة هو سعادة ذلك الكوكب ودليل عدم الانتفاع والفائدة وعدم حظ المولود من تلك الطبيعة هو نحوسة ذلك الكوكب وتركيب هذه الاحوال ثمانية انواع وذلك من ضرب اثنين في اربعة وهذا تفصيل الانواع الثمانية :
الأول قوي ظاهر مسعود الثاني قوي ظاهر منحوس الثالث خفي مسعود الرابع قوي خفي منحوس الخامس ضعيف ظاهر مسعود السادس ضعيف ظاهر منحوس السابع ضعيف خفي مسعود الثامن ضعيف خفي منحوس واحكام كل واحد منها بحسب امتزاجات المدلولات المذكورة السعادة والنحوسة اذا لم تكن بحسب السبعة السيارة كانت بحسب مقارنة الثوابت.



الكلمة السادسة والعشرون:
كسوف النيرين في اوتاد طوالع المواليد وتحويلات السنين يضر بطبيعة ذلك البرج والوقت فيه ان يكون نسبة مابين جزء الطالع وجزؤ الكسوف الى مائة وثمانين جزؤ كنسبة ما بين ابتداء الكسوف وذلك الوقت الى ما يوجبه جملة الكسوف من المدة والمدة لكل ساعة من كسوف الشمس سنة ومن خسوف القمر شهر.

الشرح :
كسوف الشمس وخسوف القمر اذا كان في وتد من اوتاد طالع مولود يدل ذلك المولود فيما يكون مدلول ذلك الوتد، مثلا ً اذا كان في الطالع كان الضرر بالبدن واذا كان في العاشر كان الضرر في الجاه و في السابع في الازواج والشركاء و في الرابع في الاباء والاملاك وعلى هذا القياس في باقى البيوت الا انه في الاوتاد اظهر وكذلك يضر ايضا باوتاد طالع التحويل الا انه اقل ضرر من اوتاد طالع الاصل وكذلك يضر ايضا ً ببروج تحاويل سنة العالم في مدلولات ذلك البرج الذي يكون الكسوف فيه ، مثلا ً اذا كان الكسوف في الحمل والثور والجدى كان الضرر في البهائم و في الجوزاء والسنبلة والميزان والنصف الاول من القوس والدلو في نوع الانسان و في السرطان والحوت في حيوانات الماء و في الاسد في السباع وفي العقرب في الهوام و في النصف الاخر من القوس في الدواب وأما مدة التأثير فينظر من ابتداء الكسوف الى اخر الانجلاء فما كان من الساعات والدقائق ان كان تمام المدة من الابتداء الى اخر الانجلاء فوق الارض يؤخذ لكل ساعة مستوية من كسوف الشمس سنة ولكل دقيقة ستة ايام ومن القمر لكل ساعة شهر ولكل دقيقة نصف يوم وان لم يكن في جميع المدة فوق الارض يؤخذ بمقدار كونه فوق الارض من الساعات والدقائق بالمقدار المذكور واما معظم التأثير من الكسوف والخسوف فهو زمان خاص من هذه المدة وذلك انه كان الكسوف في جزؤ طالعه كان معظم التأثير وان كان الكسوف في جزؤ آخر ما بين الطالع والسابع يؤخذ ما بين ذلك الجزؤ والذي فيه الكسوف وجزؤ طالع وسط الكسوف فما كان فنسبته الى ماية وثمانين الذي هو ما بين الطالع والسابع مثل نسبة الزمان الذي هو من اول الكسوف الى وقت معظم التأثير الى جملة عام زمان التأثير وذلك اربعة اعداد متناسبة والثالث مجهول فيستخرج المجهول من الثلاثة المعلومة، وظاهر كلام بطليموس دليل على ان هذه الاجزاء بدرج السوى، واما المتأخرون فانهم يعملونها بدرج مطالع البلد وذلك ينقص مطالع النير بالبلد من مطالع طالع الكسوف فما بقي يقسم على اجزاء ساعات النير فما خرج نسبته الى اثنى عشر كنسبة ما بين اول الكسوف ووقت معظم التأثير الى تمام زمان التأثير ... وابو نصر القمي قد جعل طالع الكسوف طالع برج بدء الكسوف وباقي المنجمين يجعلون طالع الكسوف طالع وسط الكسوف المرئي لا الاستقبال الحقيقي وهذا هو الاصح والله اعلم.



الكلمة السابعة والعشرون:
تسيير الدليل اذا كان في وسط السماء في كل بلد بمطالع الفلك المستقيم واذا كان في درجة الطالع بمطالع ذلك البلد وفيما بينهما بمطالع الدرجة على حسب موقعها والموضعين المقابلين لهما على حسب ذلك وتسيير السهام قدما ً لانه كلما زاد مسير مباديها تأخرت.

الشرح :
كل دليل يريدون تسييره يفرضون دائرة عظيمة تمر بذلك الدليل وبنقطتي الشمال والجنوب في أفق المولد أعني قطبي دائرة اول السموات وتسمى هذه الدائرة دائرة أفق الحادث لذلك الدليل وإذا توهموا دائرة عظيمة تمر بقطبي معدل النهار و بقطبي أفق ذلك الدليل أعني دائرة نصف النهار في ذلك الأفق فما بين قطب معدل النهار و تلك الدائرة من الجانب الأقصر هو عرض ذلك الأفق الحادث ويعلم من تصور هذه الدائرتين ان كل دليل يكون على الافق الشرقي كان افق البلد أفق حادث ذلك الدليل وعرض البلد عرض افق حادثه ولا محالة يسير بمطالع الطالع في ذلك البلد وتسييره السنوي هو ان يزاد لكل سنة درجة واحدة على مطالعه فما حصل فهو درج السوآء ويعلم منه موضع التسيير على توالي البروج وكل دليل يكون في العاشر او الرابع وقد مرت به دائرة نصف النهار وهي افق من آفاق خط الاستواء كانت دائرة الافق الحادث لذلك الدليل ولا يكون لذلك الدليل ولا يكون لذلك الافق عرض وتسييره بمطالع خط الاستواء وكل دليل يكون على الافق الغربي فأفق البلد افق حادثه لكن عرضه في الجنوب مساو ٍ لعرض البلد في الشمال وتسييره بمطالع ذلك الافق على تقدير انه في الجنوب اعني ان مطالع الحمل مساو ٍ لمطالع الميزان في الشمال وعلى هذا القياس كل دليل يكون بين وتدين يستخرج اولاً دائرة افقه بحسب موضعه وعرض افق حادثه وجهة عرضه وينبغي إن يعلم إن كل دليل يكون في النصف الصاعد من الفلك يعني ما بين العاشر والرابع في الجهة الشرقية عرضه شمالي وما كان في النصف الهابط من الفلك يعني ما بين الرابع والعاشر في الجهة الغربية عرضه جنوبي وتسيير الدليل بمطالع ذلك الافق والمتأخرون قد حققوا هذه الاعمال في غاية الكمال, واما المتقدمون اقتصروا على العمل بساعات البعد وذلك انهم يحصلون ساعات بعد الدليل من العاشر الى الرابع ونسبته الى ست ساعات كنسبة ما بين مطالع الدليل بخط الاستواء ومطالعه بحسب موضعه الى ما بين مطالع الدليل بخط الاستواء ومطالعه بالبلد ان كان النصف الشرقي أو بمطالع نظيره بالبلد إن كان في النصف الغربي, ثم يستخرجون مطالع الدليل بحسب موضعه بطريق اربعة اعداد متناسبة ثم يسيرونه وهذا العمل تقريب على وجه التساهل. والذي عمله المتأخرون تحقيق برهاني مطابق لكلام بطليموس في هذا الموضع. واما تسييرالسهام الذي ذكره بطليموس بقوله: وتسيير السهام قدماً يعني على خلاف توالي البروج وذكر إن علته اذا زاد مسير مباديها تأخرت عن مواضعها، مثاله: اذا كان الطالع عشر درجات من الحمل والشمس في اول الحوت والقمر في نصف الحوت يؤخذ سهم السعادة من الشمس الى القمر ويلقى من الطالع ويقع في خمس وعشرين درجة من الحمل ويكون مبدؤه الشمس واذا زاد سير الشمس وكان القمر ثابتاً صار ما بينهما اقل من خمس عشرة درجة وعلى هذا فقل درجات السهم عن خمس وعشرين درجة من الحمل فيكون سير السهم على خلاف التوالي وهذا التعليل غير صالح في هذه الدعوى لأنّا لو قدّرنا زيادة السير للقمر الذي هو المنتهى والثبات للشمس يزيد تحرك السهم من خمس وعشرين درجة من الحمل على التوالي، وقال احمد بن يوسف شارح كتاب الثمرة إن علة تسيير السهام على خلاف التوالي لان حركة الفلك المدير لسائر الكواكب على خلاف التوالي والسهم ليس بكوكب وانما هو جزء من الفلك فكان حركته كحركة الفلك فعلى هذا العاشر والطالع ايضا اجزاء من الفلك كان ينبغي إن يسيرا على خلاف التوالي مع انه باتفاق اهل هذه الصناعة لا يُسيَّرا الا على التوالي. فعلم من هذا إن هذا التعليل باطل وهذا الكلام غير مناسب لكلام بطليموس ولم يسيّر احد من المنجمين السهم على خلاف التوالي ابدا الا اذا كان ما بين السابع والعاشر وهذا لم يختص بالسهم بل اذا كان احد النيرين فيما بينهما سُيّر على هذا الوجه والحق إن ناقل كلام بطليموس لم يفهم كلامه ونقله على وجه لا تاويل له والله يعلم.



الكلمة الثامنة والعشرون:
أخفى ما يكون الشيء عند مجاسدة دليله دليل الشمس أو كينونته تحت الأرض أو في مواضع غير مشاكلة لبيته أو شرفه وأقوى ما يكون إذا كان دليله سائرا ً من هبوطه الى شرفه وهو في وتد ملائم لطبيعة الشيء .

الشرح:
قد بين لنا بطليموس في هذه الكلمة دليل غاية الخفاء وغاية القوة فاما غاية الخفاء قد جعل لها ثلاث ادلة :
الاولى: استتار الدليل تحت الشعاع وغايته مجاسدة الدليل للشمس.
والثانية: كون الدليل تحت الارض وغاية بعده من فوق الارض هو نقطة الرابع.
والثالثة: كون الدليل في موضع غير مشاكلة لبيته او شرفه، ومعنى المشاكلة في هذا الموضع مشتبهة فاذا قلنا انها بمعنى النظر او التناظر كما تقدم قبل هذه الكلمة لم نجد جزءً من اجزاء البروج الاثنى عشر الا وهو ناظر الى احد بيوت الكواكب المتحيرة ويمكن ذلك في بيوت النيرين لان السنبلة والجدي والحوت والسرطان ليس لها نظر الى الاسد الذي هو بيت الشمس والاسد والقوس والدلو والجوزاء ليس لها نظر الى السرطان الذي هو بيت القمر واما الشرف وحده فكذلك اربع بيوت غير ناظرة الى شرف كل كوكب كالثور والسنبلة والعقرب والحوت ليس لها نظر الى شرف الشمس الذي هو الحمل وعلى هذا القياس في باقى الكواكب واذا اعتبرنا البيوت والاشراف جميعها فالسنبلة والحوت لا ينظران الىبيت الشمس ولاشرفها وكذلك الجوزاء والقوس لاينظران الى بيت القمر ولاشرفه وباقي الكواكب لم يوجد برج لاينظر الى بيوتها ولا الى اشرافها معاً فقد علم من هذا التقرير ان المراد من المشاكلة هيهنا ليس هو النظر ولاتشريقالعلويات وتغريب السفليات من الشمس وعكسها من القمر والا لما قال لبيته او شرفه بل المراد من المشاكلة في هذا الموضع الموافقة في الطبيعة فالاسد مشاكل للحمل والقوس في الطبيعة اعني الحرارة واليبوسة والجوزاء والميزان والدلو مشاكلة للحمل والاسد والقوس في الحرارة ومباينة في اليبوسة والسرطان والعقرب والحوت مباينة لها بالكلية فالتباين على وجهين تباين من بعض الوجوه دون بعض فالمثلثة المائية مباينة لبيت الشمس وشرفها مباينة كلية والثمان البروج الاخر مباينة لهما مباينة جزئية، والقمر فليس شئ من البروج يباين بيته وشرفه مباينة كلية بل عشرة من البروج تباينه مباينة جزئية وعلى هذا القياس في جميع الكواكب وكذلك مشاكلة الكواكب بيوت الطالع مثل بيوت الافراح للشمس العاشر وللمشتري الطالع وللزهرة السابع وعلى هذا القياس في باقي الكواكب. واعلم انه اذا حصلت دلائل الخفاء في مولد كان ذلك المولود مخفياً من اكثر الناس في اكثر الاحوال وذلك حسن في مواليد النساء ففي المسائل إن كان دليل الخفاء حاصلاً في دليل المسالة تحت الشعاع ويتصل بالشمس تحت الارض مع سائر التوابع فإن ذلك الشئ لا يظهر وان كان تحت الشعاع منصرفاً أو تحت الارض وقد جاوز الرابع فان ذلك الشئ بعد إن يختفي يظهر وفي الاختيارات إن كان مطلوب الخفاء سراً من الاسرار ينبغي إن يكون متصلاً وفي الرابع لكيلا يظهر ذلك السر وان كان المطلوب اختفاء شخص من الاشخاص ينبغي إن يكون منصرفاً وقد جاوز الرابع لكي يرجى له الظهور بعد الاختفاء. واما قوى الكواكب فإنها على وجهين: فمنها القوة الذاتية والعرضية من غير قياس الى شئ وذلك مذكور في كتب المداخل ومنها قوتها بالقياس الى مطلوب مثلاً اذا كان الكوكب دليل مطلوب كان قوياً في تحصيل ذلك المطلوب ودليل هذه القوة في شيئين: احدهما ذهاب الكوكب من هبوطه الى شرفه، مثاله: الشمس بين الميزان والحمل والقمر بين العقرب والثور وعلى هذا القياس باقي الكواكب بشرط إن لا تكون راجعة، والثاني كون الكوكب في وتد ملائم طبيعة المطلوب مثل إن يكون المطلوب من السعادة البدنية أو النفسانية أو طول العمر كان وتد الطالع وان كان المطلوب جاهاً أو قرباً من ملك أو عملاً من الاعمال كان الوتد العاشر وان كان المطلوب ثبات امر أو حصول ملك أو عيش جيد أو عاقبة محمودة كان الوتد الرابع والله يعلم.



الكلمة التاسعة والعشرون:
الزهرة تكسب المولود في العضو الذي يكون لبرجها التذاذا ً والكواكب تعطي ما لها ان تعطي مثل ذلك.

الشرح :
كل عضو من اعضاء الانسان منسوب الى برج من البروج الرأس والاعضاء التي فيه للحمل والرقبة للثور والمنكبان واليدان للجوزاء والصدر والقلب للسرطان والظهر للاسد والبطن والامعاء للسنبلة والصلب والوركان للميزان والعورة وآلات التناسل للعقرب والفخذان للقوس والركبتان للجدي والساقان والكعبان للدلو والقدمان للحوت. وكل كوكب فهو يدل على حال من الاحوال كالزهرة على اللذة وزحل على السكون والتأني والمشتري على الجمال والمريخ على الحدة والخفة والشمس على الكبر والعظمة وعطارد على الذكاء والانقلاب والقمر على السرعة والحركة، فان كان كوكب من الكواكب في برج من البروج حال الولادة فيكون ذلك الحال الذي لذلك الكوكب في ذلك العضو الذي لذلك البرج زائداً على حده من باقي الاعضاء فإذا كان على وجه غير ملائم كان بالعكس، مثلاً الزهرة في الحمل دليل على إن المولود لذته في النظر اوالتخيل أو الاستشمام أو الذوق أو الاستماع وفي الثور دليل على إن لذته في تطاول الاعناق والمعانقة وفي الجوزاء فيما يتعلق باليد والمنكب والاصابع وفي السرطان فيما يكون في القلب والضمير وفي الاسد في تحمل المشاق وحمل الاثقال والاستناد وفي السنبلة في الاكل والشرب وفي الميزان في المصارعة والمقاومة وفي العقرب في الشهوة والجماع وفي القوس في ملامسة الافخاذ وفي الجدي في الركوب وفي الدلو في القيام وفي الحوت في المشي والوثب والسعي وعلى هذا القياس باقي الكواكب والبروج.



الكلمة الثلاثون:
إذا لم يتفق لك مجاسدة القمر لكوكبين فاطلب مجاسدته لكوكب من الكواكب الثابتة على طبيعة مزاجهما.

الشرح :
اي وقت ارادوا تركيب حال من امرين والدليل عليهما كوكبان مثل لذة على وجه جميل فالزهرة والمشتري دليلا اللذة والجمال نظرنا الى القمر في الاختيار المتعلق بذلك الحال اي وقت يتصل بالزهرة والمشتري وجعلنا القمر مجاسدا ً لهما وقت ذلك الاختيار ليحصل المطلوب. واذا لم يتفق مجاسدة القمر مع هذين الكوكبين فانظر الى الكواكب الثابتة التي على مزاج السعدين واستبدلهما فمتى جاسد القمر هذه الثابتة وقت حصول المطلوب .



الكلمة الحادية والثلاثون:
الكواكب الثابتة تعطي العطايا الخارجة عن النسبة وكثير ما يختم بسوء.

الشرح :
اذا كانت دلائل المولود قوية الحال بالقوى الذاتية والعرضية جعلت المولود في اعلى مرتبة من مراتب اهل بيته وابناء جنسه واذا كان مع هذا الكوكب من الثوابت في الطالع أو العاشر أو مقارن لنّير النوبة أو لسهم السعادة اخرج ذلك المولود من اهل بيته وابناء جنسه الى مراتب عالية فوق حده مثل إن بعض ابناء السوقة الى مرتبة السلطنة أو منصب كبير الا انه قد يكون عاقبة ذلك الشخص مذمومة والعلة في ذلك إن ذلك الكوكب على مزاج مركب من نحس وينبغي إن يعلم إن الكواكب الثابتة على ثلاثة اصناف: الاولى كوكب من قدر كبير على طبيعة السعود مطلقاً كالسماك الاعزل والنسر الواقع وهذه الكواكب وامثالها تعطي السعادات المطلقة اذا جاسدت بعض الادلاء، والثانية كوكب من قدر كبير أو اقل على طبيعة ممزوجة بنحس كقلب الاسد وقلب العقرب وعين الثور ومنكب الفرس وامثال هذه الكواكب يعطي العطايا الكبار بالمجاسدة فإذا انتهى التسيير اليهم قطعوا وكانت عاقبة عطاياهم مذمومة، والثالثة يكون كوكب نحس مطلق كالسحابيات وامثال تلك الكواكب لا يعطي شيئاً من السعادة بل نحوسة مطلقة واعتبار الثوابت في طوالع القرانات ايضا مفيد والله يعلم.



الكلمة الثانية والثلاثون:
العمل في تقلد الرجل من اهل بيت الملك على مشاكلة مولده لهيئة الفلك في الوقت الذي قام فيه ذلك الملك.

الشرح :
اذا علمت طوالع مبادي الملل والدول وجلوس السلاطين فكل من كان من ابناء تلك الملة والدولة أو من اهل بين ذلك السلطان وكان طالعه مشاكلاً لذلك الطالع كان له الحظ الاوفر في تلك الملة والدولة أو في سلطنة ذلك السلطان واعتبار هذه المشاكلة اقوى من اعتبار دلائل الرئاسة والتفوق وقد ذكر احمد بن يوسف شارح هذا الكتاب انه جائني خادم لخمارويه بن احمد بن طولون بمولد ابنه وسألني هل يطمع له في تقليد اعمال مصر جميعها وما تقلده ابوه فتأملته وكانت كواكبه الثقال مغربة ساقطة عن الاوتاد والشمس ولم ار فيه ما يستدل به اهل طبقتي في ذلك العصر على رياسته فلم اعجل القضاء وتوقفت لاني استثنيت وحضرت شيخاً كان متقدماً في صناعة احكام النجوم يعرف بصالح بن الوليد التميمي فأريته المولد فسألني: لمن هو؟ فقلت: لهارون بن خمارويه فقال يستولي مكان ابيه ويقيم فيه قريباً من عشرة سنين الا انه يكون كالمحجور عليه، فسألته عن العلة في ذلك من جهة التنجيم فدافعني في ذلك حتى واليت بره وجزلت حباه، فقال لي: طالعه العقرب وشمسه في السنبلة وهذه نصبة مولد جده احمد بن طولون فولي هارون مصر والشامات ورِقـّة تسع سنين واشهر. ووجدت الامر في تقليده على ما اخبر به صالح بن الوليد والله يعلم.



الكلمة الثالثة والثلاثون:
اذا انتهى تسيير دليل دولة الى كوكب يوجب قطعها مات ملكها او رأيس فيها وكل كوكب يكون في برج الانتهاء لتحويل سنة من سني الدولة فهو يدل على موت عظيم منها في تلك السنة على طبيعة ذلك الكوكب.

الشرح :
طالع الدول ودلائل تلك الدولة يسيرونها من ابتداء وقت الطالع بمطالع الافق لكل درجة سنة وبدرج السواء يسوقونه بالانتهاء لكل برج سنة فإذا انتهى التسيير الى كوكب قاطع مات ملك أو رئيس كبير من اهل تلك الدولة وان كان الكوكب غير مشاكل لدليل الدولة وانتهى التسيير اليه حصل لكبير من اكابر تلك الدولة نكبة من النكبات وذلك الشخص يكون على طبيعة ذلك الكوكب، مثلاً إن كان زحل كان شيخاً أو رجلاً ذا غور ودهاء وان كان المشتري كان قاضياً أو صاحب منصب كبير وان كان المريخ كان اميراً من امراء العسكر وان كانت الشمس كان كبيراً من بيت الملك وان كانت الزهرة كانت امرأة من نساء الاكابر وان كان عطارد كان كاتباً وان كان القمر كان ولي عهدٍ أو حاجب كبير فإذا كان الكوكب مشرقاً أو صاعداً كان ذلك الشخص شاباً وان كان مغرباً أو هابطاً كان شيخاً وثبات ذلك الكوكب في الاوتاد دليل محل ذلك الشخص وقوة ذلك الكوكب من شرف وحظ دليل رئاسة ذلك الشخص وسعادته أو كثرة ماله وعلى هذا القياس والله يعلم.



الكلمة الرابعة الثلاثون:
اتفاق شخصين على شيء ما يوجد من دليل ذلك الشيء في مولديهما فان كان على مشاكلة محمودة كان بينهما اتفاق فيه واقواهما موضعا ً يقوم مقام الفاعل والرئيس واضعفهما يقوم مقام المنفعل والمرؤوس.

الشرح:
اذا ارادوا إن يعملوا حال موافقة صناعة أو شغل أو مخالفة ذلك بين شخصين يطلبون دليل تلك الصناعة أو الامر المراد من طوالعهما، مثلاً في الزراعة زحليهما وفي الوزارة مشترييهما وفي قيادة الجيوش مريخيهما وفي السلطنة شمسيهما وعلى هذا القياس فان وجدوا بينهما مشاكلة محمودة مثل نظر مودة وقبول فهو اتفاق شخصين في ذلك الشغل أو العمل والقوي منهما يكون الرئيس والحاكم على الآخر وان كان بينهما مشاكلة مذمومة كان دليل المعاداة والمخالفة بين الشخصين وان لم يكن بين دليليهما مشاكلة ابداً لم يكن بينهما موافقة ولا مخالفة والله يعلم.



الكلمة الخامسة والثلاثون:
المحبة والبغضاء توجدان من تبديل مواضع النيرين في مواليدهما ومشاكلة طوالعهما تدل على المودة والخالفة والبرج المطيع اشد محبة.

الشرح:
مراده انه اذا كان موضع شمس احدهما ناظراً الى موضع قمر الآخر نظراً صالحاً كان دليل المحبة بينهما واذا كانا ناظرين نظر عداوة كان دليل البغض والعداوة وكذلك اذا كان طالعيهما ناظرين نظر محبة أو نظر عداوة كان الامر كذلك فكل برج كان مستعلياً على الآخر كان ذلك البرج مطيعاً له وكانت المحبة زايدة من طرفه عن الآخر ومعنى الاستعلاء انه اذا كان برجاً من البروج طالعاً كانت البروج التي فوق الارض مستعلية عليه وقيل البروج المطيعة ما كانت على صورة الناس والحمل والثور والجدي بخلاف السرطان والاسد والعقرب والحوت وقيل البروج المعوجة الطلوع مطيعة للبروج المستقيمة الطلوع واذا لم يكن بين الطالعين والنيرين هذه المشاكلة والمخالفة لم يكن بين ذلكم الشخصين محبة ولا مبغضة وقال ابو العباس انه اذا كان شمس احدهما موضع قمر الآخر وقمر احدهما موضع شمس الآخر ونظر تلك الموضعين بعضهما الى بعض من التربيع كانت محبته مشوبة بالتحاسد.



السادسة والثلاثون:
المستولي على مكان الاجتماع في مثل درجة وتد من اوتاد طالع مولد كل كائن في ذلك الاجتماع من الاشخاص الانسانية وكذلك الاستقبال.

الشرح:
يعني اذا حل كوكب حار المزاج في برج بفصل الصيف فاذا حلت الشمس بذلك البرج حدث في الهواء حرارة فكان ذلك الصيف احر من المعهود مثاله المريخ اذا حل بالاسد في فصل الصيف واذا حل فيه في الشتاء كان البرد في تلك السنة اقل من المعهود وعلى هذا القياس في كل فصل من الفصول كحلول زحل في الجدي في الشتاء دليل شدة البرد وعلى هذا القياس في باقي الكواكب والله يعلم.



الكلمة السابعة والثلاثون:
اذا انتهى كوكب في ربع من ارباع السنة الى موضع من فلك البروج الذي اذا حلت فيه الشمس تحرك الهواء في كيفية ما وكان الكوكب موافقاً لتلك الكيفية قويت في ذلك الربع وعلى هذا قس.

الشرح:
يعني اذا حل كوكب حار في الصيف في برج اذا حل فيه الشمس يشتد الحر زاد شدة الحرارة عن المعهود مثل حلول المريخ في الاسد والشمس فيه وان كان في الشتاء يقل البرد وقس على هذا كل فصل من الفصول كما اذا حل زحل في الشتاء الى برج الجدي يدل على شدة البرد في ذلك الشتاء وقس عليه باقي الكواكب والله يعلم.



الكلمة الثامنة والثلاثون:
استخدم الكواكب البيابانية في بناء المدن والمتحيرة في بناء الدور وكل مدينة تبنى والمريخ في وسط السماء او كوكب من البيابانية على طبيعته فان اكثر المتسلطين عليها بالسيف.

الشرح :
الكواكب الثابتة تسمى البيابانية اي البرية تشبيهاً بأعراب البر لانهم ينزلون البراري كيف ما اتفق على الطريق وغير الطريق وفي كل موضع كان فالكواكب الثابتة التي على مزاج السعود اذا كانت في اوتاد طالع بناء المدن حصل الثبات والبقاء لتلك المدينة في سنين كثيرة وعدم التغيير من جهة سعادة المزاج وبطؤ الحركات واما في بناء الدور التي لم يمكن ذلك الدوام والثبات لها يستعملون الكواكب المتحيرة المسعودة بالطبع ولما كان وسط السماء بيت السلطان فاذا حل فيه المريخ او كوكب من الثوابت على مزاجه كان عاقبة السلطان القتل في تلك المدينة وكما ان العاشر بيت الملوك فالطالع بيت الرعايا والسابع بيت المخالفين والرابع بيت العمارة و عواقب تلك البقاع وباقي الكواكب يقاس على المريخ.



الكلمة التاسعة والثلاثون:
يكاد ان يكون من طالعه السنبلة أو الحوت أقوى الأسباب في سلطانه ومن طالعه الحمل والميزان اقوى الأسباب في موته ومن طالعه الثور والعقرب أقوى الأسباب في مرضه وعلى هذا فقس سائر الطوالع.

الشرح:
لما كان صاحب البيت دليلا على سبب مقتضى مدلول ذلك البيت وصاحب الطالع دليل ذلك الشخص الذي هو طالعه فاذا كان صاحب الطالع صاحب العاشر كان ذلك الشخص الذي هو صاحب الطالع سبب جاه نفسه وان كان صاحب الطالع صاحب الثامن كان ذلك الشخص هو سبب موته واذا كان صاحب السادس كان سبب مرضه وان كان صاحب الرابع كان يكسب الاملاك بنفسه وكانت عواقبه شنيعة وان كان صاحب الثاني عشر كان سبب عداوة الناس له ولا يعتمد على هذه الاحكام ان لم ينضم اليها اسباباً اخر ولهذا لم يجزم بالحكم وذكره بلفظ يكاد وهي للتقريب وهذا لا يقتضي سوى الترجيح والله يعلم.