صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-04-2012 الساعة : 01:18 PM رقم #1

    افتراضي الأسرار الباطنية للنية



    شاملى ذهبى


    • بيانات orphan
      رقم العضوية : 6123
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 871
      بمعدل : 0.20 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  2. الأسرار الباطنية للنية

    فإن الإنسان عندما يريد أن يصلي، يستحضر هذه النية بشكل واضح؛ لأن القرآن الكريم يصور لنا الإنسان المنفق، بأنه خائف: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}.. أي عندما ينفق يخاف عدم الرد، ويخاف عدم القبول؛ ولهذا يعيش وجل القلب.. لذا ينبغي للمصلي أن يعيش هذه الحالة عند النية؛ لأن الصلاة كالإنفاق، يريد أن يتوجه ويعرج بها إلى الله -عز وجل- وهو يخشى من الرد وعدم القبول، ومن عدم الإجزاء والمعراجية، ومن عدم القربانية في الصلاة.

    ولهذا فإن المؤمن قبل أن يكبر عند النية، يعيش حالة الوجل والإضطراب، وتبدأ عنده عملية الخشوع من هذه المرحلة، ألا وهي النية.. ولهذا يفضل أن يقف المصلي -قبل أن يكبر تكبيرة الإحرام- هنيهة بتوجه وبتأمل، ويستحضر قصد القربة، بدلاً من الانشغال بالألفاظ، وبذلك يعيش الإنسان جو النية الواقعية.. والتكبيرات الإفتتاحية السبعة فرصة جيدة؛ لأن الإنسان قبل أن يكبر تكبيرة الإحرام، يكبر تكبيرات افتتاحية.. فهذه أيضا محطة جميلة، لأجل أن يتدرج الإنسان للدخول في بحر الصلاة.. ولكن مع الأسف نحن حصرنا النية بالألفاظ، ففي الحج نتلفظ، وبالصلاة نتلفظ.. فالنية ليست عبارة عن حركة لسانية، وبإجماع الفقهاء قالوا: بأنه لو أن أحدنا نوى باللفظ، وكان قلبه ساهياً غير مستحضر، لا تفصيلاً ولا ارتكازاً؛ فكأنه لم ينو، فالألفاظ كاشفة عن القلب.. فإذا كان القلب خالياً خاوياً، فليس هناك نية في المقام .

    ما هي النية؟.. النية هو ذلك العنصر الذي يحرك الإنسان للعمل.. إن الشيء الذي يدفع الإنسان للقيام بالعمل، والمحرك الحقيقي، هو ما يسمى بالنية.. فالشاب الذي يقدم على الزواج أو الخطوبة أو الزفاف، ينوي الإتيان بهذا العمل بداعي الشهوة.. فالشهوة هي التي تدفعه دفعاً حثيثاً، لأجل القيام بهذه العملية.. وحركته نحو الزواج -في الواقع- هي هذه النية الحقيقية، ولا تحتاج إلى تلفظ.. ففي عالم الشهوات، إن جاذبية الشهوة هي التي تدفع الإنسان إلى الأمام.. وفي عالم الطاعة، ما الذي يدفع الإنسان إلى الأمام؟..

    في الواقع هو الحب، والعشق الإلهي!.. فالإنسان الذي اختمر فكره بذكر الباري عز وجل، وتفاعل قلبه مع حب الله عز وجل.. إن هذا الإنسان ينتظر وقت الصلاة، فهو يشتاق إلى هذا الوقت.. كالنبي الأكرم -صلى الله عليه وآله- الذي كانت له أشواق وأشواق قبل دخول وقت الصلاة.. ومن علامات النية الخالصة، أن يكون الإنسان في الخلوة والجلوة على حد سواء.. ولهذا فإن أصحاب صلاة الليل، لا يخاف منهم الرياء في الصلوات النهارية؛ لأنه قد قدم امتحانه أمام الله عز وجل.. وإذا أرادت النفس الأمارة بالسوء، أن تمنعه من الخشوع في الصلوات ومن الجماعات؛ فإنه يقول لنفسه: يا نفس!.. لا تحرميني الإقبال في الملأ، فأنا أقبلت على ربي في الخلوة.. ولهذا فإن من بركات العبادات الخلوتية، أن لا يعتني الإنسان بمن حوله في حالة الجلوة، ولا يعتني أيضاً بهذه الوساوس المشغلة.

    ولا بد من التطرق إلى الحديث المعروف، الذي رواه الإمام الصادق عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي من الروايات التي وقع عليها البحث: (نية المؤمن خير من عمله، ونية الكافر شر من عمله)، لماذا قيل: إن النية خير من العمل؟..

    أولاً: فسرت النية هنا بالإعتقاد.. إن الإعتقاد والأصول، والبنية الثقافية والفكرية للمؤمن، أهم من أعماله الخارجية.. لأن العمل الخارجي منبعث من البنية الاعتقادية، والباعث يأتي في رتبة أشرف من رتبة المنبعث.. هذه مسألة واضحة، ولهذا لا قياس بين مسلم فاسق، وبين كافر أتى بأعمال المسلمين كاملة بكل فروعها.. لأن هذا الكافر يدخل النار بالرغم من إتيانه بالفروع كلها، وذلك المسلم الفاسق لا يخلد في النار، ولكنه يعذب لفترة ثم يخرج؛ لأن بنيته الإعتقادية سليمة.

    ثانيا: أما بالنسبة إلى التفسير الآخر: فقد قيل في (نية المؤمن خير من عمله): عند التفاضل من الطبيعي، أن لا يجعل هذا العنصر في ذلك العنصر.. أي أن نية المؤمن خير من العمل الذي لا نية فيه، فالنية بلا عمل خير من العمل بلا نية.. لا أن النية خير من العمل الذي فيه النية؛ لأن هذا العمل فيه النية وزيادة.. فإذن في مقام المقارنة لا بد من ملاحظة العنصرين عاريين تماماً: هذه نية بلا عمل، وهذا عمل بلا نية.. وفي المقياس الإسلامي، أن الإنسان الذي يهم بخير، ولا يوفق -كأن يذهب إلى الجهاد، ويرى أن المعركة قد انتهت.. أو يذهب لتجهيز الراحلة إلى الحج، ويرى بأن الموانع حالت بينه وبين الحج - الله عز وجل يكرمه بنيته الصالحة، كما لا يوآخذه بنيته الطالحة.

    ثالثا: قيل أيضاً: بأن النية من أعمال القلب، والعمل من أفعال الجوارح.. وبما أن القلب أشرف من الجارحة، فما يصدر من القلب أيضا أشرف مما يصدر من الجارحة.

    رابعا: وقيل أيضاً: بأن المعنى من هذا الحديث ليس التفاضل، فالحديث ليس ناظراً لهذا المعنى: أن النية خير من العمل.. ولكن المراد: أن النية خير من عمل الإنسان، فإن من الأعمال النوايا.. (خير)؛ أي هي خير من ضمن أعمال الإنسان المؤمن.. كما أن الإنسان يحاول أن يتقن أعماله الخارجية؛ لأنها محسوسة، فليحاول أن يتقن أعماله الجوارحية؛ لأنها أيضاً في حكم المحسوس.. وكما أنه يعاقب أو يعاتب على أعماله الخارجية، كذلك قد يعاتب على نواياه الباطنية.. فإذن، النية من ضمن دائرة الأعمال، التي ينبغي الإهتمام بها.

    يقول الإمام الصادق (ع): (صاحب النيّة الصادقة، صاحب القلب السليم).. إنها عبارة جميلة!.. فالنية ليست أمراً لفظياً، بل وليست أمراً بنائياً.. فالإنسان يحاول أن يجعل بناءه على أن هذا العمل لله -عز وجل- وقد يخدع نفسه بهذا البناء، أي بهذه النية الباطنية.. والحال بأنه لم ينو النية الحقيقية، مثلاً: كإنسان يتقدم للزواج بدوافع الغريزة، ويبني على أن هذا العمل لوجه الله عز وجل.. فهو مندفع بدوافع غريزية، ويبني بناء تخيلياً نظرياً على أن العمل لوجه الله عز وجل.

    فإذن، إن النية ليست لفظاً ولا بناءً قلبياً، وإنما هو انبعاث حقيقي.. فلو خليت الموانع جميعاً، يبقى الإنسان مندفعاً.. ولهذا فإن أقرب الناس إلى الله -عز وجل- من حيث النية الصادقة، هو ذلك الإنسان الذي لو رفعت منه الدوافع -حتى الجنة- لاستمر مندفعاً في الحركة إلى الله عز وجل.. فالذي دفعه إلى المولى هو حب المولى، هذا هو الدافع.. وبالتالي، لو ذهب البشر، ولو ذهبت المحركات الغريزية، ولو انتفت الجنة بنعيمها، فلا يزال هو متحرك.. لأن الباعث كان باعثاً إلـــهياً.. وعليه، عندما يريد الإنسان أن يقف بين يدي الله عز وجل، عليه أن يستحضر هذه النية بهذه الكيفية.

    إن النية قابلة للتطوير، وهو ليس أمراً ساذجاً بسيطاً، قد يقول إنسان: أنا اليوم توفقت في إصلاح النية.. ولكن للنية درجات كبيرة وكبيرة جداً، وهي متناسبة مع درجة الحب لله عز وجل.. وبما أن درجات الحب غير متناهية، كذلك فإن المترتب على هذا الحب -وهي النية- أيضاً درجاتها غير متناهية. طوبى لمن أخلص لله عز وجل في نيته!..

    orphan غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-04-2012 الساعة : 05:26 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : orphan


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  4. بارك الله فيك الفاصل اورفان وسلمت اناملك على ما تخطه لنا من اسرار قيمة جزاك الله عنا خبر الجزاء

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  5. رد مع اقتباس
  6. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-04-2012 الساعة : 07:01 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : orphan


    مراقب


    الصورة الرمزية زخارى

    • بيانات زخارى
      رقم العضوية : 6126
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 1,906
      بمعدل : 0.43 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 32
      التقييم : Array


  7. مشكور وبارك الله فيك على كل ما تأتينا به الاخ الفاضل اورفان

    زخارى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  8. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-04-2012 الساعة : 10:54 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : orphan


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية جنة

    • بيانات جنة
      رقم العضوية : 200
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 5,884
      بمعدل : 1.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 74
      التقييم : Array


  9. مشكور وبارك الله فيك على كل ما تأتينا به الاخ الفاضل اورفان

    جنة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-04-2012 الساعة : 03:03 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : orphan


    شاملى ذهبى


    • بيانات orphan
      رقم العضوية : 6123
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 871
      بمعدل : 0.20 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  11. مشكوورة اختي نسائم الرحمن و جنة و زخاري علي مروركم الطيب والله يفتح لكم الف باب من ابواب الخير وشكرا

    orphan غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  12. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-04-2012 الساعة : 03:29 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : orphan


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية عثمان

    • بيانات عثمان
      رقم العضوية : 85
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,084
      بمعدل : 0.19 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 26
      التقييم : Array


  13. مشكور على مواضيعك الاخ اورفان والتى تبصرنا بالجانب الروحى التنويرى فى ديننا الحنيف فبارك الله فيك وانار بصيرتك وجعلك من ورثة جنة نعيم اللهم امين

    عثمان غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  14. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-04-2012 الساعة : 03:50 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : orphan


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية ونيس المسيرى

    • بيانات ونيس المسيرى
      رقم العضوية : 6164
      عضو منذ : Mar 2012
      المشاركات : 834
      بمعدل : 0.19 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  15. جزيل الشكر والتقدير لهذه اللفتات الايمانية التى تنم عن الطيبة الروحية والنقاء عند صاحبها وبارك الله فيكم وعليكم اهل هذا الصرح العظيم

    ونيس المسيرى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-04-2012 الساعة : 10:44 AM رقم #8
    كاتب الموضوع : orphan


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية فايزة

    • بيانات فايزة
      رقم العضوية : 6120
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 750
      بمعدل : 0.17 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 20
      التقييم : Array


  17. جزيل الشكر والتقدير لهذه اللفتات الايمانية التى تنم عن الطيبة الروحية والنقاء عند صاحبها وبارك الله فيكم وعليكم اهل هذا الصرح العظيم

    فايزة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  18. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-04-2012 الساعة : 12:24 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : orphan


    شاملى ذهبى


    • بيانات orphan
      رقم العضوية : 6123
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 871
      بمعدل : 0.20 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  19. مشكوووور يا ونيس ويا فايزة ويا عثمان علي مروركم الطيب والله يعطيكم الصحة والعافية

    orphan غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  20. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 19-04-2012 الساعة : 06:42 AM رقم #10
    كاتب الموضوع : orphan


    مراقب


    الصورة الرمزية داليا

    • بيانات داليا
      رقم العضوية : 6114
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 3,162
      بمعدل : 0.71 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 44
      التقييم : Array


  21. شكرا جزيلا للمبدع دوما اخ اورفان على ما تقدمه من جهد ومواضيع لافاداتنا جميعا بارك الله فيك

    داليا غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك