صفحة 6 من 10 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 92
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 21-05-2012 الساعة : 05:04 AM رقم #51
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    شاملى فضى


    • بيانات غادة عبد الكريم
      رقم العضوية : 6109
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 362
      بمعدل : 0.08 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 16
      التقييم : Array


  2. مشكوررة استاذة نسائم على اطروحاتك الجميلة وبارك الله فيك

    غادة عبد الكريم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 22-05-2012 الساعة : 02:42 AM رقم #52
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية جنة

    • بيانات جنة
      رقم العضوية : 200
      عضو منذ : Sep 2008
      المشاركات : 5,884
      بمعدل : 1.03 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 74
      التقييم : Array


  4. شكرا وبارك الله فيك نسائم على القصص الممتعة والجميلة التى تتحفيننا بها دائما

    جنة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 23-05-2012 الساعة : 11:41 AM رقم #53
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية ظفار العدوى

    • بيانات ظفار العدوى
      رقم العضوية : 6305
      عضو منذ : Apr 2012
      المشاركات : 1,683
      بمعدل : 0.38 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  6. شكرا وبارك الله فيك نسائم على القصص الممتعة والجميلة التى تتحفيننا بها دائما

    ظفار العدوى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-05-2012 الساعة : 04:42 AM رقم #54
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية داليا

    • بيانات داليا
      رقم العضوية : 6114
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 3,162
      بمعدل : 0.71 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 44
      التقييم : Array


  8. شكرا على القصة الجميلة والممتعة بارك الله فيك نسائم

    داليا غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 24-05-2012 الساعة : 06:58 PM رقم #55
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  10. مشكورين على المرور المعطر وردودكم الطيبة بارك الله فيكم وعليكم

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  11. رد مع اقتباس
  12. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-05-2012 الساعة : 11:10 AM رقم #56
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  13. حكاية ست الحسن والجمال


    مما يحكى أنه كان هناك أمير يسكن في قصر كبير على تلّة من التلال، وكان كل ما يحيط بقصره أخضراً ولم يكن هناك بقعة واحدة تشاهد فيها ترابا، بل كل ما نشاهده هو العشب الأخضر أو المزروعات التي كان يزرعها الفلاحون في أرض ذلك الأمير، وذات يوم من الأيام دوت صرخة صغيرة في منزل ذلك الأمير حيث ولدت له طفلة صغيرة احتار في تسميتها إلى أن اقترحت إحدى الشغالات أن يسميها ست الحسن، ولكن عجوزاً ظهرت لا يعرفونها قالت لا تسميها أيها الأمير بهذا الاسم فهناك قصة مشئومة عن ست الحسن وقد عاشت في حالة من النكد والعذاب، ولم تهنأ بطفولتها ولا شبابها إلى أن تزوجت.




    ولكن الأمير لم ينصت لهذه العجوز وقال اخرجوا هذه المشئومة من بيننا، ولا تجعلوني أراها مرة أخرى. ولم يمض سوى شهر واحد على ولادة تلك الطفلة حتى علا الصراخ مرة أخرى في منزل ذلك الأمير، وأعلن قصره أن ست الحسن فقدت ولا أحد يعلم أين مقرها ومن يدل على مكانها فله 1000 دينار ذهبية ومزرعة وبيت مع الخدم. ومرت الأيام والأسابيع والأشهر ولم يستدل أحد على مكانها ولا يعلمون أين أختفت.. فبعضهم يقول ان عفريتا يقال له الخطاف اختطفها، وآخرين يقولون أن السعلية خطفتها لتجعلها طعاماً لصغارها، وبعضهم يقول إن أمير " بلاد السواد" خطفها فهو كان عدو هذه الامارة. واستقرت فكرة أن ذلك الأمير خطفها في ذهن والدها، ولم يشعر سكان بلاد السواد إلا وجيش أمارة بلاد التلال أمامهم فأعلنت حالة الحرب، وتقدم أمير بلاد السواد وقال: كان بيننا وبينكم هدنة، واتفقنا على ايقاف القتال.. فما الذي حدث؟ فغضب أمير بلاد التلال وتقدم وهو يصرخ ويقول: أيها الخائن اتفقنا على ذلك ولكنك نكثت العهد حين خطفت طفلتي. فأقسم له أمير بلاد السواد أنه لم يخطف ابنته، وأنه سمع بالخبر وحزن من أجلها. وكاد أن يذهب ليعتذر منه ولكن مستشاراً خبيثاً لديه قال: أيها الأمير لا تنخدع لقوله فلا شك أنه سيقول هذا الكلام فلا تصدقه. فهاج الأمير وتذكر طفلته الصغيرة وابتسامتها وأخذته أحلامه إلى أنه سيحضنها عما قريب وأنها موجودة لدى هذا الأمير. وأشار إلى أن تدق طبول الحرب. وبدأت المعركة واستطاع شعب بلاد السواد أن يصدوا هجوم عدوهم حتى ردوهم على أعقابهم إلى ديارهم بعد أن أريقت الدماء من كلا الطرفين.


    وبعد مرور سنة من اختفاء ست الحسن تذكر أمير بلاد التلال كلام تلك العجوز فقال لمستشاريه: أحضروا لي تلك العجوز التي قالت لا تسموها بهذا الاسم؟ فذهب الجند والمستشارين يبحثون عنها ولكنهم لم يجدوها.. ولا يعرفون من هي؟ ولا يعرفون من أين أتت؟ وبعد أن علم الأمير بأن تلك العجوز غير موجوده بين شعبه أعلن مرة أخرى عن جائزة عبارة 500 دينار ذهبية لمن يحضر له العجوز. ولكن الحال كان كحال البحث عن ست الحسن لم يستطع أحد الوصول إلى العجوز.





    وبعد مرور سنتين على اختفائها قال الأمير لزوجته: سنتان مضتا وقلبي يتفطر كل يوم على ابنتي.. فماذا أفعل؟ قالت زوجته: أيها العزيز إنك بدأت تهمل أمور شعبك حتى باتت الفوضى في كل مكان من بلادك وباتوا لا يثقون فيك.. وعليك مراجعة أمورك جيداً.
    ـ إذا لم استطع حماية طفلة صغيرة فكيف أحمي شعباً بأكمله؟
    ـ إن هذه نغمة لم أعهدها فيك من قبل.. فكيف تقول هذا وأنت الفارس الشجاع الذي أوقف كل زحف على بلده حتى بات الجميع في كل بلاد الدنيا يخشون مواجهته.
    قال بتهكم:ـ يخشون مواجهته.. ألم ننهزم أمام بلاد السواد؟
    بعد أن تأوهت، قالت:ـ نعم.. والسبب يعود إلى أنك كنت تحارب وقلبك ليس معك.. بل في مكان آخر.
    ـ نعم صدقت.. لقد كان مع ابنتي.
    ـ اسمع.
    فالتفت اليها، وقال:ـ نعم.
    ـ اريدك أن تحافظ على بلادك وأن تعود إلى ما كنت عليه سابقاً قوياً عادلاً مراعياً لحقوق رعيتك تنصر المظلوم وتقتص من الظالم، طوال السنوات العشرين القادمة.
    ـ ومن يعيش في عذاب لعشرين سنة؟
    ـ إن الأعمار بيد الله وأنت مازلت شاباً وعمرك لم يتجاوز الثلاثين.. فلا تفقد هيبتك منذ الآن!


    فقام من مقعده وقال:
    ـ لم قلت عشرين سنة ولم تقولي أكثر؟
    ـ سمعت تلك العحوز تقول إن ست الحسن ستعيش في عذاب إلى أن تتزوج.
    ـ آه.. تذكرت فأنا أعرف قصة ست الحسن فقد حكتها لي جدتي رحمها الله. ولكن تلك العجوز لا شك أنها مخرفة.
    ـ دع الأمل أمامك ولا تيأس.
    ولم يمض سوى سنة على هذا الحديث حتى دوت صرخة جديدة في منزل الأمير حيث رزق بمولود ذكر وبعدها بدأ الأمير يشعر بالحياة وعاد أفضل مما كان، وحارب بلاد السواد وانتصرعليهم وشردهم من أرضهم بل حارب الكثير من البلاد وكان في كل معركة ينتصر.
    تتساءلون عن ست الحسن ومن الذي اختطفها؟ أليس كذلك؟
    لقد حدثتكم أنه لدى الأمير مستشار خبيث، هذا المستشار، هو ابن عم للأمير، كان يرى أنه احق بأن يكون حاكم شعب بلاد التلال، ولكن قوة وصلابة وعدل الأمير حالت دون أن يكون كذلك، بل إن عدله وحب شعبه له وقفت دون أن يحقق ما يصبو إليه، ولهذا فكر ذات ليلة أنه لا بد أن يضعفه ويجعله يشعر بالهوان ويشتت أفكاره عن حكم البلاد ليكون هو المطاع، وهذا ما تحقق له طوال سنتين كما قرأتم حيث أنه كان يخطط بمكر وخبث ولكن لطف الله فوق كل شيء إذ أن الأمير استعاد صحته وعافيته وهمته ونشاطه ورجع أفضل مما كان تجاه شعبه وفتوحاته وانتصاراته على أعدائه.
    هذا المستشار هو الذي خطف الطفله ورماها في الغابة، ولكن عناية الله كانت تحرصها حيث أن تلك العجوز وهي ساحرة تجوب البلاد بحثاً عن سحر جديد، صادف مرورها بلاد التلال يوم تسمية الطفلة فقالت ما قالته عنها.. وذهبت لتبحث في الغابات وفي بلاد أخرى. هذه الساحرة هي من وجد الطفلة في الغابة.. ولكونها لم تراها عند الأمير فانها أخذتها واحتفظت بها لنفسها وقالت في نفسها: ليس لدي ولد في هذه الحياة وقد تنفعني هذه الطفلة بدلاً عن أن تأكلها السباع.


    وهي في إحدى رحلاتها وبعد أن أصبح عمر ست الحسن 6 سنوات صادفت في بلاد الجبال أميرها وهو في رحلة صيد، وعنما رأها عجوز ووحيدة وأمامها تسير الطفلة أمر عسكره أن يأتوا بها، وما إن وصلت أمام الأمير . قالت: ماذا تريد أيها السيد؟
    قال: من أنت يا أماه لتكوني وطفلتك في هذه الجبال الموحشة؟
    قالت: عابرة سبيل.
    ونظر إلى الطفلة وسألها: ما اسمك أيتها الصغيرة؟
    قالت، بلغة فصيحة وجريئة: ست الحسن. وهي لم تكن تعرف هذا الاسم من قبل بل قالته دون أن تشعر
    قال الأمير مبتسماً: نعم. صدقت فأنت ست الحسن.
    ثم التفت إلى العجوز، وقال: إن هذه الطفلة لا تشبهك؟
    فارتبكت العجوز، وقالت: إنها ابنة أخـ... ي أخــ .. تي.
    قال الأمير، بصرامة: خذوا هذه العجوز ولا تفرطوا فيها حتى نتحقق من هويتها وهوية هذه الطفلة.
    وأرادوا أن يأخذوها هي والطفلة فقال الأمير: لا. هذه الطفلة ارسلوها إلى زوجتي حتى أعود.
    ورأت زوجة أمير بلاد الجبال جمال الطفلة فقالت:
    ـ إن هذه ابنة ملك؟
    ثم طلبت من الحرس أن يأتوا لها بالعجوز، وما إن وصلت العجوز حتى قالت لها الأميره:
    ـ أين وجدت هذه الطفلة؟
    ـ لم أجدها.. إنها ابنة ابنتي!
    فقال أحد الحرس:
    ـ أيتها الأميرة لقد قالت للأمير انها ابنة اختها.
    قالت الأميرة:
    ـ أصدقيني ولك الأمان ولن يؤذيك أحد.. ابنة من هذه؟
    قالت الساحرة:
    ـ لا أعرف.. لقد وجدتها في الغابة القريبة من بلاد التلال قبل ست سنوات!
    ـ وأين تقع بلاد التلال!
    ـ إنها بعيدة عن هنا.. وهي وراء البحر.
    ـ صدقت لأنها لا تشبهك وواضح أنها ليست من دمك.
    وبما أن بلاد التلال بعيده أرسل أمير بلاد الجبال رسولاً إلى أميرها ليخبره أن هناك طفلة مفقودة عمرها الآن ست سنوات، فإن كانت من بلادهم فعليهم أن يرسلوا أهلها ليأخذوها. ووصل الرسول بلاد التلال بعد ثلاثة أشهر من المسير في البر والبحر ولكن صادف وصوله وجود ذلك المستشار الخبيث وكان الأمير خارج البلاد.. فاستقبله وأحسن استقباله. وبعد أن سمع منه القصة قال له: لم نفقد أحداً من ديارنا. ثم جهزه من ليلته وأعاده إلى بلاده حتى لا يقابل الأمير. وهكذا عاشت ست الحسن في بلاد الجبال إلى أن كبرت، وكانت ترعاها الأميرة كما ترعى ابنها الذي يكبرها بسنتين، وكلما كبرت ست الحسن ازدادت جمالاً.


    يتيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  14. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 25-05-2012 الساعة : 11:27 AM رقم #57
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array



  15. عندما بلغت الثامنة عشر من عمرها، وفي يوم من الأيام قامت الأميرة من سريرها واتجهت صوب سرير ست الحسن ولكنها لم تجدها فيه، فخفق قلبها ثم أرسلت الوصيفات عنها، وسألت الشغالات كلهم ولكنهم جميعهم قالوا إنهم لم يروها.
    وللمرة الثانية تختفي ست الحسن، وبحثوا في كل مكان فلم يجدوها، وأعلن أمير بلاد الجبال عن مكافأة مقدارها 5000 دينار ذهبية كجائزة لمن يجدها، ولكن مضت سنة دون أن يجدوها. وكانت ست الحسن في تلك الليلة التي اختفت فيها تسمع صوتاً يقول:
    ست الحسن
    هيا نلعب
    هيا ندور
    ست الحسن
    قلبك ذهبي قلبك صبور
    تعالي ست الحسن
    شوفي الجمال وعيشي سرور
    وشوفي مالذ وطاب
    في بستان الزهور
    ست الحسن
    وقامت من النوم واتجهت صوب الصوت إلى أن خرجت من القصر وابتعدت حتى وصلت الغابة وهناك استقبلتها تلك الساحرة، وبعد أن أفاقت ست الحسن خافت وهي ترى تلك العجوز أمامها، فقالت لها الساحرة:
    ـ لا تخافي فأنا أمك.. حاولي أن تتذكري فقد كنت تجوبين معي الدنيا وأنت صغيرة.
    وهدأت ست الحسن قليلاً وقالت :
    ـ ماذا تريدين مني؟ وكيف أتيت إلى هنا؟
    قالت الساحرة:
    ـ لا عليك أنا أمك وليس تلك الأميرة الساحرة التي جعلتك بسحرها ابنتها.
    فأرادت أن تضربها وهي تتحدث عمن ربتها، ولكن الساحرة أوقفتها بحركة غريبة جعلت ست الحسن تشعر أنها أمام ساحرة ومن ذكائها قالت:
    ـ صدقت.. فأنا أشعر أنني كنت في غيبوبة عند تلك الأميره.. واعرف أنني لست ابنتها.
    ـ صحيح.. أنت لست ابنتها، فقد وجدتك في غابة عند بلاد التلال.. وعمرك شهرين.
    فردت عليها ست الحسن:
    ـ هل هذا صحيح؟
    فأقسمت تلك العجوز بأن هذه الحقيقة..
    فقالت ست الحسن:
    ـ ماهو رأيك لو أذهب لأرى تلك الغابة التي ولدت فيها؟
    قالت العجوز بفرح:
    ـ نسير من هذه الليلة.
    وهكذا سارت العجوز الساحرة ومعها ست الحسن وهما متجهتان صوب بلاد التلال، وأخذوا في الطريق قرابة ثمانية أشهر وهم يسيرون، وكانت الساحرة تسير ببطء للبحث عن سحر جديد، وعندما وصلوا إلى الغابة.. جلست العجوز الساحرة في المكان الذي وجدت فيها ست الحسن وقالت لها:ـ هنا وجدتك. وناما تلك الليلة في الغابة، وفي الصباح طلبت ست الحسن من العجوز أن تذهب لترى بلاد التلال.. فوافقت العجوز، وغيرت العجوز الساحرة شكلها وشكل ست الحسن ثم دخلتا إلى بلاد التلال.. وفيه تعرفت على بيت الأمير. وكانت ست الحسن قد أضمرت في داخلها أنها ستكتشف من هم أهلها، وان أفضل طريقة هي باتصالها بالأميره فلا شك أن لديها خبراً بمن فقد من أهل البلاد. وكانت العجوز الساحرة تحاول أن تخرج من هذه البلاد ولكن ست الحسن كانت تستعطفها كثيراً وتقول :


    ــ إن هذه الغابة أعجبتني كثيراً ولا أريد أن نذهب عنها، ونحن بعيدون عن عين تلك الأميرة الساحرة.
    واطمأنت الساحرة لكلامها، وصارتا تنامان في الغابة وفي النهار تذهبان إلى بلاد التلال تبتاعان ماتريدان ثم تعودان. وصبيحة أحد الأيام خرجت ست الحسن لوحدها واتجهت نحو بلاد التلال وكانت تمر من أمام البيوت وهي صامته إلى أن وصلت أمام بيت الأميرة، فأخذت تصرخ:
    بائعة الحنا من بلاد بعيده
    .. بائعة الحنا من بلاد بعيده
    طفت الديار وأتيتكم بأزهار جديده
    بائعة الحنا من بلاد بعيده
    كم تعذبت وكل يوم لي أم جديده
    وأعيش على أمل أن أرى أمي الوحيده
    فسمعتها الأميره فقالت للوصيفة:
    ـ اذهبي وآتيني ببائعة الحنا.
    ودعتها الوصيفة، وهي في الطريق إلى الأميرة أخذت تتلفت يمنة ويسرة في القصر فرأت شاباً وكهلاً يقفان أمام الباب فخفق قلبها بشكل لم تعهده من قبل، ودخلت من بينهما تسبقها الوصيفة، وما إن رأت الأميره أمامها حتى عاودها الخفقان مرّة أخرى، ولونها انقلب.. فسلمت ، ولاحظت الأميرة أنها مرتبكة فقالت:
    ـ لا بأس عليك ياابنتي لا تخافي.. أريد فقط أن أعرف نوع الحنا الذي تبيعنه.


    فأزاحت ست الحسن الغطاء عن وجهها، ثم قالت وهي تلهث:
    ـ اسمعي أيتها الأميره.. أنا لا ابيع.....
    ولكن الأميرة كانت تركز نظرها في عيني ست الحسن وتتأملها مما أربكها وجعلها تتوقف عن الكلام.. فلاحظت الأميرة ارتباك ست الحسن فقالت:
    ـ ماذا كنت تقولين؟
    قالت ست الحسن:
    ـ أنا لا أبيع حنا ولا زهوراً وقد تربيت في بيت أمير، وخطفتني عجوز بسحرها دون أن أشعر بحالي.. وقد أقسمت لي أن الأميرة التي كنت أعيش عندها ليست أمي، وأنها وجدتني وعمري شهرين في غابة بلاد التلال، وقد كنت أشعر أن تلك التي ربتني ليست أمي.. ولهذا تظاهرت أمامها أن تلك الأميرة ساحرة وشريرة وأنها صادقة فيما تقول، وأقنعتها أن نأتي إلى هنا لأكتشف بنفسي إن كان لي أهل في هذه البلاد فلا شك أنك ستعرفين أن هناك من فقد ابنته قبل 18 عاماً. فاغرورقت عينا الأميرة وأخذت تبكي ثم حضنتها بقوة وصرخت في الأمير أن يأتيها فأتى هو وولده مسرعين فقالت الأميره:
    ـ انظر من هنا؟


    فتأملها الأمير والولد لا يعرف شيئاً.. فخافت ست الحسن وارادت أن تخرج، ولكن الأمير أمسك بها وقال:
    ـ هل يعقل.. أهذه ست الحسن؟
    فنظرت إليه وقالت:
    ـ كيف تعرف اسمي يا سيدي!
    فاحتضنها بقوة، والدموع تقطر من عينيه، وتعارفوا جميعاً.. وقالت أمها:
    ـ أنت ابنتي.. وطوال 18 عاماً لم نفقد الأمل في عودتك.
    وأخبرتهم بمكان العجوز الساحرة، فذهب الجند وأتوا بها، وعندما وصلت اندهشت من المنظر حيث أن ست الحسن كانت تقف في الوسط بين الأمير والأميرة.. فقال لها الأمير:
    ـ أنت أيتها الشريرة.. ثمانية عشر عاماً وأنا أبحث عنك ولم أجدك..أنت من خطف ابنتي.
    فقالت العجوز:
    ـ معاذ الله لم أخطفها ووجدتها قبل 18 عاماً في المكان الذي أخذني منه الجند.
    فقال:
    ـ لماذا لم تأتي إلينا عندما وجدتها في الغابة.
    قالت:
    ـ كنت وحيدة وبلا طفل فقلت عسى أن تنفعني.. ولكن أمير بلاد الجبال اكتشف الحقيقة بعد ست سنوات.. وقد ربوها تربية الملوك والأمراء.
    واراد الأمير أن يعاقبها ولكن ست الحسن قالت:
    ـ لم ارى منها ما يسوء، وكل مارأيته منها هو أنها أخرجتني من قصر الأمير دون أن أشعر.. ولعلها فعلت خيراً كي أجتمع بكم.. فاطلق سراحها واشترط عليها ألا تعود إلى هذه البلاد.
    فقال:
    ـ لا شك أنك تربيت تربية ملوك.
    وعلم ذلك المستشار بما حدث وأن تلك الطفلة استدلت على أهلها، ورأى أن أمره سينكشف فأراد أن يلعب لعبة خبيثة، فأخذ يحرض الأمير على غزو بلاد الجبال، واستطاع اقناعه بذلك.. وبينما الجيش يتأهب للذهاب للمعركة.. ورأت ست الحسن حركة الجند سألت أمها عن السبب، فقالت أمها بفخر
    ـ إن أباك محارب عظيم ولم يقف أحد في وجهه إلى الآن.. وهو يريد محاربة بلاد الجبال.
    فشهقت ثم نظرت إلى أمها وقالت:
    ـ من أوحى له بهذه الفكرة.. إن بلاد الجبال بعيدة ولن يصل الجند إلا وهم متعبون، وقد تكون نهايتهم هناك.
    فقالت أمها:
    ـ إنك لا تعرفين أبوك فهو فارس لا يشق له غبار.
    فقالت ست الحسن:
    ـ لماذا يحاربهم.. ماذا فعلوا؟
    قالت الأميرة:
    ـ كي يخضعوا لسلطانه؟
    وتركت ست الحسن أمها وذهبت إلى إحدى الخادمات وهمست في أذنها، وعادت إلى أمها يشاهدان حركة الجند من إحدى نوافذ القصر.. وما هي إلا دقائق حتى حضر أبوها وهو متقلد سيفه.. فقالت ست الحسن:
    ـ من أوحى لك بفكرة محاربة بلاد الجبال.
    ـ لا شك أنه الرجل المخلص مستشاري الخاص.
    فقالت ست الحسن:
    ـ هل تسمع كلامي أم لا؟
    قال:
    ـ بل تأمريني فأنت ابنتي الوحيدة التي عذبتني طوال 18 عاماً.
    قالت:
    ـ سنذهب جميعاً معك.. وستوحي للجميع أنك ذاهب للحرب، ولكن سنذهب كزيارة لذلك الأمير الذي ربى ابنتك أحسن تربية، وأنا واثقة أنك ستجد ما يسرك.. ولا تبلغ احداً بما نويت.
    فنظر إلى أمها وقال:
    ـ والله إن من علمك ورباك وأدبك قد أحسن التربية.. وكيف غابت عني هذه النقطة؟
    وجمع الجيش بأكمله واتجهوا نحو بلاد الجبال، وساروا لمدة ستة أشهر، وما إن وصلوا حتى وجدوا أن جيش بلاد الجبال يقف في طريقهم، فعلم الأمير أن هناك من أخبرهم بمجيئهم، لأنه في حروبه كان يباغت البلاد التي يريد غزوها.. وعندما وجد أن أهل الجبال مستعدون له استشار مستشاره وسأله ما هي الطريقة؟ فقال:
    ـ نحاربهم على الفور ولن يغلبونا!
    فقال:له:
    ـ سأضع الخطة انتظر!
    وذهب إلى ابنته وسألها عن العمل.. فقالت بهدوء:
    ـ سأتسلل أنا إلى البلاد وسترى ماذا سيحدث.. ولا تعلن الحرب حتى أعود.
    وخرجت ست الحسن في الليل ودخلت إلى بلاد الجبال، ودخلت إلى القصر الذي تربت فيه، وما إن رأتها الأميره حتى احتضنتها، واستدعت الأمير فلما رأها سلم عليها وقال:
    ـ كنت اعتقد أنني لن أراك بعد الآن.
    فأخبرتهم بقصتها وبقصة هذه الحرب، فخرج الأمير وعاد ومعه ذلك المرسول ـ الذي أرسله قبل 12 سنة إلى بلاد التلال والذي أصبح كبيراً في السن.. وسأله:
    ـ هل تذكر يوم أرسلتك لتسأل أمير بلاد التلال عمن فقد طفلة؟
    قال المراسل:
    ـ كأنه يوم أمس!
    قالت ست الحسن:
    ـ من قابلت؟
    قال:
    ـ يومها لم يكن الأمير موجوداً وكان هناك مستشاره، وقال إنه ابن عمه.
    ـ هل بلغته الرسالة؟
    قال:
    ـ نعم.. وقال لي لا لم يفقد أحد في بلاد التلال طفلة.
    فقالت له:
    ـ شكراً.
    كل هذا والأمير والأميرة يسمعان ويشاهدان بدهشة كبيرة من ذكاء وفطنة ست الحسن. وبعد أن خرج الرسول التفتت ست الحسن إلى الأمير وقالت:
    ـ بحكم أنك ربيتني وأحسنت تربيتي وأنا الآن بمثابة ابنتك اطلب منك طلباً!
    قال أمير بلاد الجبال:
    ـ بل تأمرين أنت.
    قالت :
    ـ أريد أن تنصب خيمة بين المعسكرين ومتى ما رأيت أبي ذاهباً إليها تذهب أنت وبعض مستشاريك ووزرائك ومعهم الرسول.
    فقالت الأميرة:
    ـ والله إنك ابنة ملوك.
    فردت بسرعة بديهة:
    ـ بل تربيت بين ملوك.
    فاحتضنتها الأميرة بشدة، وقبلها الأمير في رأسها..وودعتهم وخرجت. وبعد خروجها قال الأمير لزوجته:
    ـ يالها من فتاة.. سأخطبها غداً لإبننا.. ألا ترين أن الوقت مناسب لذلك.
    قالت:
    ـ وهل سنجد مثلها في كل بلاد الدنيا حكمة وعقلاً وجمالاً.. لو أن ذلك بيدي لكنت ذهبت الآن وخطبتها.
    وفي اليوم التالي فوجئ معسكر بلاد التلال بأن جند بلاد الجبال ينصبون مخيماً كبيراً في طرف ميدان المعركة، وأخذوا يضحكون عليهم مستغربين ويتساءلون فيما بينهم : هل سيحاربونا وسط الخيام. وبعد أن اكتمل تنصيب الخيام فوجئ المعسكرين بأمير بلاد التلال وهو متجه نحو ذلك المخيم ومعه الوزراء والمستشار.. وما إن اقترب من المخيم حتى ظهر أمير بلاد الجبال ومعه وزراءه ومستشاريه وخلفهما ذلك الرسول.
    وبعد أن دخلوا المخيم سلم بعضهما على بعض، لتظهر ست الحسن وهي متجهة نحو المخيم، وما إن دخلت حتى التفت الجميع إليها.. فقالت:
    ـ أيها الأمراء.. ماجزاء من يخون حاكمه؟
    فقالوا جميعاً:
    ـ القتل.
    فقالت:
    ـ يوجد بينكم من هو خائن؟
    فالتفتوا إلى بعضهم البعض وسادت الفوضى قليلاً..
    فقال أبوها:
    ـ وضحي لنا من هو؟
    فالتفت ست الحسن إلى أمير بلاد الجبال وقالت:
    ـ ابتِ متى جاءك الخبر أن جيش بلاد التلال سيغزوكم؟
    قال:
    ـ قبل ثلاثة أشهر!
    ـ ومن أخبرك بذلك؟
    ـ أحد عيوني!
    ـ ومن بلغ ذلك الأحد!
    قال:
    ـ إن هذا سر من أسرار الدول!
    قالت:
    ـ أنا الآن إن وقعت الحرب سأكون ضحية مؤامرة لاذنب لي فيها.. فأنت كوالدي وأنت من ربيتني وعلمتني الشجاعة والصدق والإخلاص في القول والعمل وها أنا أقوم بهذا الدور على أكمل وجه، وهذا والدي أنا من لحمه ودمه.. فما هو ذنبي أن تحرموني من أن أكون معكما؟ ثم اردفت:
    ـ سأعفيك ..ولن تبوح بسر من أسرار الدولة.
    وأخرجت رأسها من باب المخيم ودعت أحدهم، وجاء فقالت له اجلس.. وجلس بجوار باب المخيم.. ثم وجهت كلامها لأمير بلاد الجبال وقالت:
    ـ استأذنك في أن أسأل رسولك!
    فقال:
    ـ لك ذلك.
    فقالت أيها الرسول:
    ـ عندما أرسلك الأمير لبلاد التلال قبل 12 سنة من الذي قابلك يومها؟
    قال:
    ـ واحداً يقول انه ابن عم الأمير وأنه مستشاره.. وقد استقبلني أحسن استقبال، وجهزني من ليلتي للعودة أحسن تجهيز!
    قالت:
    ـ هل بلغته رسالة الأمير؟
    قال:
    ـ نعم.
    ـ وماذا كان جوابه.
    قال:
    ـ نفى أن يكون هناك أحد فقد طفلة في بلاد التلال؟
    قالت:
    ـ وهل تراه مع الموجودين هنا.
    فنظر إلى الجميع وأشار على المستشار وقال:
    ـ هذا هو.
    والمستشار لم يحرك ساكناً، فشكرته واتجهت صوب ذلك الجندي الذي استدعته.. وسألته:
    ـ أين كنت طوال الثلاثة أشهر الماضية.
    قال:
    ـ كنت هنا في هذه البلاد.
    ـ ومتى وصلت إليها؟
    ـ قبل ثلاثة أشهر؟
    ـ لماذا؟
    ـ حملت رسالة إلى أحدهم.
    ـ وهل هو موجود هنا.
    ـ نعم.. إنه فلان.
    ـ وما هي الرسالة؟
    ـ تحذير بأن جيشنا سيغزوهم.
    ـ ومن أرسلك إنه المستشار.
    وهنا لم يستطع أمير بلاد التلال تمالك نفسه وصرخ في مستشاره:
    ـ ايها الخائن.. لماذا ؟ لماذا؟ والله إني كنت أعاملك كاخ لي، ولم أبخل عليك بشئ، والله إني كنت أقاسمك كل ما أملك وفي النهاية تفعل بي هذا.. لماذا؟ لماذا؟
    فقالت ست الحسن:
    ـ إنه الحسد.
    ثم استأذنت من الجميع وخرجت.
    فأمر أمير بلاد التلال الجنود بتقييد مستشاره، على أن يحاكمه متى ما وصل إلى بلاده. وتقدم أمير بلاد الجبال لخطبة ست الحسن لإبنه ، فرد أمير بلاد التلال عليه بأن ست الحسن هي ابنته، وعليه أن يسألها بنفسه فإن وافقت فلا مانع لديه. وذهب إليها أمير بلاد الجبال وسألها فوافقت ووافقت أمها.. وتم إعلان الزواج وبدلاً من أن تدق طبول الحرب دقت طبول الفرح طوال شهر كامل.

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  16. رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 27-05-2012 الساعة : 06:23 AM رقم #58
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    مراقب


    الصورة الرمزية بلال

    • بيانات بلال
      رقم العضوية : 43
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 2,775
      بمعدل : 0.48 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 43
      التقييم : Array


  18. شكرا على القصة الجميلة والممتعة بارك الله فيك نسائم

    بلال غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 31-05-2012 الساعة : 09:39 PM رقم #59
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  20. اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلال مشاهدة المشاركة
    شكرا على القصة الجميلة والممتعة بارك الله فيك نسائم
    تسلم اخ بلال بارك الله فيك وعليك

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  21. رد مع اقتباس
  22. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 31-05-2012 الساعة : 09:45 PM رقم #60
    كاتب الموضوع : نسائم الرحمن


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  23. حكاية فاطمة السمحة من التراث الشعبي السوداني



    كان ياما كان وفي قرية بشمال السودان تسكن فتاة اسمها فاطمة. وكانت اجمل بنات زمانها فسميت «السمحة» اي فائقة الجمال. ولم تكن جميلة وجه وجسد فقط، بل كانت طيبة كريمة الاخلاق احبها كل من عرفها، اصبحت سيرتها حديث مجالس الشباب وكم من امير تقدم لخطبتها واعتذر اهلها لصغر سنها.
    وكانت القرية الوادعة بالقرب من غابة كثيفة لم تطأها قدم بشر، يسكنها غول شرير ينام سنة ويصحو سنة، وعندما ينام يضع شعر زوجته تحت رأسه وكان من عادته ان يتزوج شابة جديدة كل عشرين سنة، ويختار اجمل البنات في القرى المجاورة ويخطفها لتصبح زوجته، وبعد عشرين سنة يقتلها ليختار عروساً جديدة.

    وكان اهل القرية يعرفون انها سنة اختيار الغول لزوجة جديدة، ويتهامسون خوفا على فاطمة اجمل فتيات المنطقة على الاطلاق، وكانت عائلتها تدرك ذلك لذا منعوها من الخروج وكانوا مصممين على حمايتها بالسيوف والارواح، وكانت جدتها اكثر الناس حرصا على سلامتها ولم تكن تسمح لها بالذهاب مع صديقاتها للعب في الحقول المجاورة.
    وكانت الغيرة والحقد يسيطران على عقول كثير من فتيات القرية اللائي كن يدركن ان الشباب مشغولون عنهن بفاطمة السمحة، وجمالها واخبارها وكن يعلمن بأن احد لن يتقدم لخطبتهن طالما كان الامل يحدو الجميع بأن تكون فاطمة من نصيبه.
    وذات يوم التقت مجموعة من الفتيات في مناسبة لاحداهن، وبينما كن يتجاذبن اطراف الحديث ذكرت احداهن ما يشغل بالهن: الزمن يجري والشباب مشغولون بفاطمة السمحة، فما العمل؟ تفاكرن وتدبرن ووصلن لفكرة تريحهن من فاطمة وما تسببه لهن من بوار.

    في الصباح الباكر تجمعت الفتيات وذهبن لفاطمة وطلبنا منها الذهاب معهن الى بساتين النخيل لجمع البلح، فرحت فاطمة التي سئمت الحبس بين جدران الدار وطلبت من الفتيات ان يكلمن والدها، اعتذر الأب واخبرهن بأن الشورى عند والدتها التي اعتذرت بدورها قائلة ان كل ما يخص فاطمة لا يتم إلا بمشورة جدتها، رفضت الجدة رفضاً باتاً، ولم تيأس الفتيات وكررن طلبهن بالحاح مؤكدات حرصهن على فاطمة، فكرت الجدة في طريقة تثنى البنات فقالت لهن: سوف انثر جوالاً من السمسم وآخر من الذرة في ساحة البيت على ان تجمعنه حبة حبة، ولو نقصت حبة واحدة لن اسمح لفاطمة بالذهاب معكن، وجمعت البنات كل الحبوب ولم يكن في وسع الجدة إلا ان تسمح لفاطمة بالذهاب معهن.

    وكان ان خرجت فاطمة في صحبة البنات ووصلت الى بستان النخيل حيث اقنعن فاطمة بالصعود لقطع سبائط البلح ففعلت واخذت ترمي لهن بالبلح وهن يضعن الناضج منه في سلالهن وغير الناضج في سلة فاطمة ثم يغطينه بالبلح الناضج وأوشكت الشمس على المغيب واستعدت البنات لرحلة العودة وفاطمة لا تدري انهن قد وضعن خطة شريرة للتخلص منها، وعندما وصلن الى البئر قلن لفاطمة انهن سيلعبن لعبة البئر والسوار، وهي ان ترمي كل واحدة منهن سوارها في البئر والتي تخرج سوارها أولاً تنال جائزة عليها. ترددت فاطمة إلا انها وافقت بعد الحاح.

    تظاهر البنات برمي اساورهن، ولكنهن رمين مجرد حجارة، ورمت فاطمة بسوارها وانتظرت نهاية اللعبة، وهنا تضاحكت رفيقاتها وتغامزن وهن يهرلون نحو القرية دون ان يلتفتن لنداء فاطمة وتوسلاتها.

    وكان ان بقيت فاطمة وحدها تبكي حائرة لا تدري ماذا تفعل، واذا بريح غريبة تزحف بطريقة مريبة وفي آخرها عاصفة صفراء، قالت الريح لفاطمة: «فاطمة السمحة خذي حذرك مما سيأتي» وظهرت ريح حمراء كلون الدم وقالت: لقد تركتك وحيدة وهربن، خذي حذرك مما سيأتي».

    وتكررت العواصف حتى ظهرت الريح السابعة السوداء وخاطبت فاطمة بالحديث نفسه، بعدها ظهر الغول بجثته الضخمة وشكله المرعب يتطاير الشرر من عينيه، وتهتز الارض تحت قدميه وصاح: لا تخافي يافاطمة سأخرج لك سوارك الجميل ثم ادخل رأسها في البئر وشرب ماءها عن آخره واخرج السوار وقدمه لفاطمة التي شكرته وهمت بالعودة لدارها لكن الغول صاح: سوف تذهبين معي، لقد حان وقت نومي، طار بها الغول وفي غمضة عين وصل بها الى قصره وسط الغابة التي لم تطأها قدم بشر.
    وكان ان ظلت القرية ساهرة تبحث عن فاطمة السمحة ودب الحزن في قلوب الجميع،

    وقصد اهلها بيت عجوز القرية الحكيم الذي امر اخوة فاطمة السبعة بأخذ ثور ابيض الى الغابة وعندما يتأكدون من ان خدم الغول يغطون في نوم عميق يذبحون الثور وينثرون دمه في كل مكان من القصر، نفذ الاخوة النصيحة وفعلوا ما امر به العجوز وقصوا شعر فاطمة وحملوها مسرعين بعيدا عن دار الغول، وفجأة هب الغول من نومه لان الاخ الصغير نسي ان ينثر الدم على حجر صغير واخذ يضرب على صدر الغول حتى استيقظ.
    وكان ان خرج الغول من القصر تسبقه الرياح السبعة حتى لحق بالركب فانبرى الأخ الاول واطاح برأس الغول وفي غمضة عين ظهر للغول رأس آخر تمت الاطاحة به.. وهكذا حتى الرأس السادس، عندها هرب الغول بعد ظهور الرأس السابع. وكان أن امر العجوز الاخ الاكبر للعودة للغابة وقطع الرأس السابع، فحمل سيفه وعاد بعد ايام وهو يحمل رأس الغول الذي تم حرقه ونثر رماده في البوداي والوديان والهضاب ومنذ ذلك الحين لم يسمع احد عن الغول وعاشت فاطمة السمحة حياة هانئة سعيدة وتزوجت ود النمير لتصبح اماً وجدة لكثير من اهل السودان.

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  24. رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك