هذا النوع من اليوغا المحبوب، المثير للجدل والرائج جدّاً حاليّاً، محيّر للغاية! ولأنّ مراكز اليوغا تتكاثر في كافّة أنحاء العالم، سنتناول اليوم هذا الموضوع.
Bikram Choudhury أخصائيّ هنديّ في رياضة اليوغا ورجلٌ رائدٌ في مجال المبيعات. نجحت اليوغا في شفائه بعد أن تعرّض لكسرٍ مزدوج في ركبته. قام بعد ذلك بتعديل جزءٍ من هذه الرياضة ليخترع منهجيّة Bikram، المرخّصة في كافّة أرجاء العالم: 90 دقيقة، 26 وضعيّة مختلفة تتكرّر مرّتين، تمرينان للتنفّس في غرفةٍ ترتفع درجة الحرارة فيها إلى 40.6 درجة مئويّة. هل هي غرفة تعذيب؟ إنّها من أكثر أنواع رياضة اليوغا رواجاً. البعض لا يكفّ الحديث عن منافعها بينما يتكلّم البعض الآخر عن نشاطٍ قد يكون خطراً. أين الحقيقة إذاً؟

تقوّي العقل
يعتقد البعض أنّ يوغا Bikram هي نوعٌ من اللّياقة البدنيّة التي تساعد على تخفيف الوزن لأنّها تسبّب التعرّق، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ. فالسبب منافع رياضة اليوغا العاديّة في الأساس وليس الحرارة. لكنّ هذه الأخيرة هي عنصرٌ يحسّن مرونة الجسم. توجيهات المدرّب، الجوّ الهادئ والحرارة، كلّها تشكّل جوّاً يرغمنا على تخطّي مستوى التركيز العاديّ الخاصّ بنا. نركّز فقط على ذاتنا، على التنفّس والوضعيّة: نصبح أكثر مسؤوليّة. نلتحق بها أو لا؟ يجب الإصغاء إلى جسمنا والتطوّر مع كلّ جلسة. المنافع حقيقيّة: تحسّن اليوغا الحارّة التوازن، قوّة القدمين وتقلّص آلام المفاصل، وما يدهشني هو قدرتها على العمل في أعماق الجسم وزيادة قوّته وتوازنه.

التلميذ لا يحظى بالمساعدة
لا يجب أن ننسى أنّ اليوغا ليست رياضة متخاوية مع الجسم أو دواءً مسكّناً. يمكنها أن تسبّب الألم. ولذلك، فشعارها الأساسيّ هو: "عدم الأذيّة". الوعي، توخّي الحذر والإصغاء إلى الذات عناصر ضروريّة إذاً. المشكلة في أنواع اليوغا الحارّة مثل Bikram، هي الزيادة في الحرارة بسبب جهد الجسم والقلب. لا مشكلة في ممارستها إذا كنّا بصحّةٍ جيّدة ونصغي تماماً لجسمنا، فهي تخفّف التوتّر، تحسّن التنفّس وتزيل التشنّج. لكن من الخطأ أن نسمح لكلّ الأشخاص من كافّة الأعمار والمستويات الجسديّة بممارستها. ما يزعجني في هذا الأمر هو فكرة "التحدّي، فالمدرّب يعيد مراراً كيفيّة اتّخاذ الوضعيّات أمام 25 تلميذاً، ومن النادر أن يأتي ليساعد تلميذاً أو ليصحّح له خطأه. إنّها، ناحية ميكانيكيّة سلبيّة بالنسبة لي.


قبل أن تبدئ...
اختار ثياباً رقيقة للغاية، منشفة تمتصّ العرق وزجاجة كبيرة من الماء للترطيب خلال التمرين وبعده. إذا كانت الوضعيّات شديدة الصعوبة، فمن الأفضل محاولة القيام بها على طريقتكِ أو الجلوس على سجّادتكِ والتنفّس لدقائق قليلة. لا يجب أن تستسلم: لا تهدف الجلسة الأولى إلى النجاح في القيام بكافّة الوضعيّات بل إلى التركيز.