الشيخ الحكيم و المرأة (أقصوصة).
أعجبتي هذه الفلسفة من الأدب الفرنسي، فترجمت لكم القصة.
دخلت المرأة على الشيخ الحكيم و قالت له: أدركني في زوجي.
فقال الشيخ: ما به؟
فقالت: تغيَّر، أصبح لا يدخل إلا في ساعة متأخرة من الليل، أصبح يفضل أصحابه عليَّ بعدما كان لا يفارقني إلا للخروج إلى العمل!
قال الشيخ: نرجعه إلى سابق عهده إن شاء الله تعالى، لكن نحتاج إلى أمر قد لا تستطيعينه!
المرأة: أفعل كل شيء في سبيل رجوع زوجي إلى سابق عهده.
الشيخ: نحتاج إلى شعر ذقن أسدٍ حي.
سكنت المرأة و تسمَّرت من فرط الخوف، فأنى لها بشعر ذقن الأسد حيا؟ ثم استرجعت ذكرى ما كانت عليه من السعادة مع زوجها و ما آل إليه أمرها، فحدّقت في الشيخ و قالت له: آتيك به.
خرج الزوج في طلب أصحابه، ثم خرجت المرأة في طلب أسد الغابة. لا الليل و لا وحشة الغابة زعزعا عزيمتها.
ها هي المرأة أمام الأسد، ترتعد، تتردد....إستجمعت قواها و بدأت تسير بخطى ثابتة و هي تحذق في الأسد، عيناها لا تبرح عيناه. انهزم الأسد أمام نظراتها الثاقبة الواثقة و استسلم للمعان الشدة و بريق الكبرياء، فانبسط على الأرض و طأطأ رأسه. إقتربت المرأة منه بتؤدة و عيناها منومة لعينيه، ثم نتفت من ذقنه شعيرات و انصرفت.
دخلت المرأة على الشيخ و قالت: وفيت بعهدي فأوفي بعهدك.
ابتسم الشيخ الحكيم طويلا.
و سألته المرأة عن سر تلك الإبتسامة.
فقال: عجبت كيف استطعتِ ترويض أسدٍ و عجزت عن ترويض رجل!
المفضلات