أغرب حيوان على الأرض: لا هو ثديي ولا زاحف





هذا الحيوان الغريب.. جزء منه ثديي وآخر زاحف

يعد حيوان "منقار البط" المائي من أغرب المخلوقات على الأرض، فهو حيوان يجمع بين خصائص الثدييات وخصائص الزواحف.. فهو يتمتع بفراء مثل الثدييات وله أقدام يستخدمها في السباحة كالبط، ويضع البيض كالزواحف.
البلاتيبوس أو منقار البط :

أول نموذج منها أرسل إلى انكلترا سنة 1798بعد أن أمسكوا به قرب أحد الأنهار في أستراليا الشرقية ولما فحصه العلماء لاحظوا وجود فرو على جسمه مثل ثعلب الماء ومنقار مثل البط وذنب مثل القندس وكان منظره من الغرابة بحيث ظن الكثيرون أن في الأمر حيلة، أو مزاحا.
فقد ظهر المنقار كأن أحدا خاط منقار بطة ضخمة على حسم لبونة. وتبين من الفحص الدقيق لجسم الحيوان أن له مخرجا خلفيا واحدا مثلما هو الحال لدى الطيور والزحافات بعد أن أمسكوا ببعض الحيوانات الإضافية من هذا النوع وجدوا أن حرارة جسمها حوالي 25 درجة مئوية أي أدنى بكثير من الثدييات الأخرى ووجدت بيضة طرية القشرة في أحد هذه الحيوانات .
هذا الخليط العجيب بين المواصفات الثدية والزحافية تأكد تماما عندما وجدت أنثى من الحيوان مختبئة في جحرها ترضع صغيرها من حليبها فأطلق عليها اسم بلاتيبوس أو منقار البط ويعتقد العديد من العلماء أن هذا الحيوان هو الحلقة في سلسلة التطور بين الزحافات الأولى والثدييات المعاصرة.



كيف يعيش منقار البط :





يعيش البلاتيبوس على شواطيء البحيرات والأنهار في المناطق الشرقية من أستراليا وفي جزيرة تسمانيا ولهذا الحيوان طرق معيشية فريدة ففي الضحى وعند الغسق وفي الأيام الغائمة ينزل في الماء باحثا عن غذائه مثل القريدس أو ديدان الماء وتحت الماء تغطي عينيه وأذنيه طيات من الجلد ويدفع نفسه في الماء بيديه الأماميتين بينما رجلاه وذنبه تعمل بمثابة دفة والرجلان عريضتان مفلطحتان لها غطاء جلدي تساعده كثيرا في السباحة ويمكن هذا الغطاء أن ينحسر لتظهر البراثن فيستعملها للحفر.
والمنقار العريض لحمي شديد الحساسية يستطيع أن يستشعر وجود حيوانات مائية صغيرة كالبزاق والقشريات والسمك الصغير والضفادع كذلك الديدان.


تربية الصغار :





يحفر منقار البط جحره في ضفة نهر وقد يبلغ طول النفق عشرة أمتار ويعيش الزوجان معا بعد التزاوج في فصل الخريف تترك الأم الجحر وتحفر لنفسها نفقا خاصا في آخره غرفة بيضاوية الشكل تضع فيها بيضتين أو ثلاث وتفقس البيوض بعد عشرة أيام .
وتلحس الصغار نقط الحليب التي تنزل من غدد الحليب على بطن الأم لأن لا حلمات لها وفي كل مرة تخرج الأم للبحث عن طعام تسد مدخل النفق بالتراب كي لا يصل الأعداء على صغارها وليظل دافئا ويغادر الصغار (( العش)) بعد حوالي أربعة أشهر.
وتتزاوج الأنثى وتخصب مرة أخرى بعد ولادة صغارها إلا أن البيوض لا تبدأ بالنمو إلا بعد أن ينتهي موسم إرضاع صغارها. وبسبب الفتحة الوحيدة في مؤخرة منقار البط تدعى هذه الحيوانات (( أحادية المسلك)) وهي أكثر الثدييات بداءة ومنقار البط هو الحيوان اللبون الوحيد ذو السلاح السام .
فللذكر برثن حاد على طرف كل من رجليه الخلفيتين قد يسبب جرحا أليما جدا. ومنقار البط نادر الوجود وهو من الحيوانات المحمية التي يمنع اصطيادها منعا باتا وأحد الأخطار التي قد تتعرض لها هذه الحيوانات هو أن تقع خطأ في شباك الصيادين فتموت غرقا.

ورغم أن الحيوان معروف منذ القدم، إلا أن هذا الاكتشاف جاء بعد أن قام العلماء بوضع الخريطة الوراثية لأنثى "منقار البط" في أستراليا، حيث كشف عن تركيبته الوراثية.

وجاء في الدراسة التي نشرت عن هذا الحيوان: "إن منقار البط حيوان قديم انبثق من فصيلة الثدييات قبل 166 مليون عام."

وقالت الباحثة جيني غريفز، عضو فريق البحث العلمي، في المقالة: "وانتقل الحيوان إلى منطقة بين الثدييات والزواحف، لأنه مازال يحتفظ ببعض خصائص الزواحف التي فقدتها الثدييات سابقاً مثل وضع البيض."
وأضافت: "ومن هذا المنطلق، فإنه يمكننا تعقب التغيرات التي حدثت بعد انتقالنا من الزواحف إلى تكوين الفراء ومن ثم الحليب من أجل المواليد الصغار."

يذكر أن هذه الثدييات البدائية تعيش في مناطق بشرق أستراليا على ضفاف الأنهار والجداول حيث تعتمد عليها في غذائها.

وبحسب الخريطة الوراثية لهذا الحيوان، فإن لديه 2.2 مليار زوج من الجينوم، وتشكل نحو ثلثي حجم الجينوم البشري.

وتشترك 80 في المائة من جينات هذا الحيوان مع جينات الثدييات.
ومثل الإنسان، فإن "منقار البط" يحمل كروموسومات ذكرية وأنثوية أي المعروفة باسم Y وX، لكن وبخلاف الإنسان، فإن هذين الكروموسومين ليسا كروموسومات جنسوية.

وقالت غريفز: "إن وجود هذين الكروموسومين يمكن أن يعيدنا إلى الوقت الذي كانت فيه كروموسوماتنا الجنسوية مجرد كروموسومات عادية."


منقووووووووول