الاخ الكريم ناطق اسمح لي بالتعليق فلم ارى ردك الا الآن

هناك فرق كبير بين التصوف السني والعرفان الشيعي وأي قاري للاثنين سيدرك الفرق
اقرا صفحة من الفتوحات المكية لابن عربي واقرا صفحة من الاسفار الاربعة لصدر الدين الشيرازي وانت تدرك الفرق
الفرق انه عندما تقرا للتصوف السني فانت تقرا تجربة روحية تقرأها بقلبك قبل عقلك بل كثيرا ما يقرأ قلبك ما لا يدركه او يترجمه عقلك فانت تشعر بروحانية الكلام وهذا يرجع لأن التصوف تجربة روحية بالاساس
انا قرات كثيرا من كتب العرفان الشيعي وخاصة لصدر الدين وكتبهم تخاطب العقل فقط وهي اقرب ما تكون للفلسفة فليس فيها روحانية ولا عطر التجربة الصوفية
ولن تجد فيها دقائق السلوك ولا النفحات القلبية الموجودة في كتب التصوف السني عن السلوك ومراحله

يقول السيد كمال الحيدري في كتابه العرفان الشيعي:
"الجانب النظري من التصوف يشابه إلى جانب كبير منه العرفان النظري. هذا التشابه جعل الكثيرين لا يميزون بين العرفان والتصوف إلى حد جعلوهما أمراً واحداً. فالتصوف منهج وطريقة زاهدة، مبتنية على أساس الشرع وتزكية النفس، والإعراض عن الدنيا من أجل الوصول إلى الحق تبارك وتعالى والسير باتجاه الكمال.
أما العرفان فهو مذهب فكري، وفلسفي، متعال وعميق، يسعى إلى معرفة الحق تبارك وتعالى، ومعرفة حقائق الأمور، وأسرار العلوم، وليس طريقة هو منهج الفلاسفة والحكماء"

أي وباختصار الفرق أن التصوف السني هو تجربة روحية بالاساس هدفها الوصول الى الله بالقلب والعقل اما العرفان الشيعي فهو السعي الى معرفة الله بالعقل والفلسفة والحكمة فقط

ورأي الشخصي ان معرفة الله والوصول اليه بالعقل فقط مستحيلة ذلك لأنه غير مؤهل لذلك بعكس القلب حيث أنه موضع نظر الله ومستقر العلوم وينبوع المعارف
انظر مثلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر", ولم يقل على عقل بشر على الرغم من أن العقل هو موضع الفكر والخيال والتصور ذلك لأن القلب اوعى من العقل
والحديث في ذلك يطول

اما عن المتصوفين الفارسيين السنيين فلا يمكن لأحد انكار فضلهم وما قدموه للتصوف بل انهم يتميزون بعشقهم الشديد الذي حرق اكبادهم فقدمو لنا الكثير من الاعمال الخالدة والاسماء في ذلك كثيرة

اما ما قلته عن قولي أن الطريقة البكتاشية فارسية فاقرأ كلامي جيدا انا لم اقل ذلك ابدا بل كلامي كان واضحا من انها طريقة صوفية شيعية وهذا لا جدال فيه
وقلت وبعد قراءتي لكتبهم انها سطحية ولم اجد فيها اي عمق صوفي حقيقي

أما الطرق الصوفية الفارسية التي ذكرتها في نهاية ردك فهي طرق شيعية جمعت بين مذاهب وفلسفات شتى وقد ساهمت كثيرا في نشر التشيع
والمعروف تاريخيا ان الدولة الصفوية عندما سيطرت على فارس الغت ومنعت وطردت الطرق الصوفية السنية فظهرت الطرق التي تحدثت عنها وساهمت كما قلت في نشر التشيع وهذا معروف

وعن نفسي اكره جدا خلط التصوف بالتشيع وخلط التصوف بالسحر والدجل والشعوذة وخلط التصوف بأي أمر آخر ينسب اليه زورا وبهتانا
فطريق التصوف الصحيح واضح ومستقيم لا اعوجاج فيه يدركه فقط عباد الله المخلصين من سبقت لهم العناية بنور الهداية
والله أعلم