أنا هُو مَعْنى المعانِي وسِرُ الوجُودْ
فتنزه في لُطْفِ صُنْعي واحْفظِ الحدُودْ
واخرجُ عن مَن سَوائِي تحْظى بالشَّهُود
تَدخُل حضُرَة صَفائي جِوارَ الْحَبيب
اعتقد ان خلاصة فكر الشيخ ابي الحسن موجود في ديوانه اما كتبه الاخرى كالمقاليد الوجودية والرسالة العلمية والرسالة البغدادية رغم اهميتها فهي ترجمة لافكاره نثرا ربما بأسلوب أكثر سهولة للفهم فالديوان ملىء بالرموز والاسرار
ويمكن تفسير فكر الشيخ ونظرته لله والانسان والعالم والوجود من قراءة ديوانه بتمعن
فمثلا إذا اخذنا وجود الانسان في فكر الشيخ نرى أنه يعتبر أن الإنسان والعالم واحد، فالانسان جامع للأكوان، وأن العالم "الإنسان الأكبر" يماثل في وجوده وتكوينه الإنسان "العالم الأصغر" مثل قوله رحمه الله:
الفلك بيك يدور = ويضيء ويلمع
والشموس بِيكْ والْبُدُور = فِيكْ تَغيب وتَطْلع
فاقْرَ مَعْنَى السُّطُور = الَّتي فِيكَ أجْمَعْ
لاَ تُغادِرْ سَطْراً = مِن سُطُورِكْ وادرِي
ويتحدث عن وحدة الوجود والوجود المطلق بقوله:
الخلقُ خَلقكمُ والأمْرُ أمْركُمُ = فأيُّ شيء أنا لا كُنتَ مِنْ طَلِلَ
الحقّ قُلتُ وما في الكوِن غيركُم = أعوذُ باللهِ منْ عِلمي ومِنْ عَمَلي
ما للحِجَاب مكاَنُ فِي وجودِكُمْ = إِلاَّ بِسر حروف انظُرْ إِلى الجبلِ
ظهرْتُمُ فَخفِيتمْ مِنْ ظُهورِكُم = أنتمُ دَللتمْ علَيْكُم لِلدّليل ولِي
أنتم دَللتمْ عليكمُ منكمُ بكمْ = ديمُومةً عبرَّتْ عن غَامِض الأزلِ
ويدعو لاستعمال الانسان للجسم والنفس والروح والحواس لادراك الوجود والصورة الكلية بقوله:
أسْمِع بِهِمْ وَأبْصرْ = تَسْمَعْهُم وتُبْصِر
لا تنتظرْ مَخْبَرْ = غَيْرُكْ فَأنْتَ أخَبرْ
والحقُ مستبانُ = بكل ما أريدو
مزقْ حجابْ حِسكْ = ترى العيوبْ تجلى
فافتحْ عيون عِشْقَا = ولا ترى سِوى الله
واحفظ به حُدُودَكْ = والزمْ ولا تُغيرْ
سيدي فحسبكَ الله = فهو المرادْ الأكبر
حسبي الله هو المراد الأكبر
حسبي الله هو المراد الأكبر
حسبي الله هو المراد الأكبر
المفضلات