|
بتاريخ : 28-05-2015 الساعة : 04:32 PM
رقم
#1
مدح الحضرة التجانية
|
شاملى فضى
|
مدح الحضرة التجانية / السلطان مولاي عبد الحفيظ
قصيدة مولاي عبد الحفيظ العلوي السلطان العالم العفيف ذي الأخلاق العلية والشمائل الصافية ، يمدح في الشيخ التجاني رضي الله عنه وما أوتيه من مقامات وأسرار.
ألاهْـلُ يَـلَــذُّ الـنّـومُ والـرَّبـعُ شَـاســـعٌ ***** وهـلْ مـنْ لِقـاءِ الحُـبِّ يُغـنـي التّواضـــعُ
وهَــلْ مـنْ مـلامٍ يَـنـثُــرُ الـجَـفْـنُ دُرَّه ***** إذَا هُـيّـجَـتْ مـا فـي القُـلُـوبِ الفَـظَـائِــعُ
وحَــرّكَ حُـبَّ القَـلــبِ وَجْــدٌ تَـزَايــدَتْ ***** حَـرارَتُـهُ مـمَّـا حَـوَتــهُ الأضَـــالِـــعُ
وقـدْ سَـلَّ سيْـفَ البَغـيِ دَهْــرٌ وشَـمَّــرتْ ***** حَوَادثُـهُ مَـا الـجَـفْـن مِـنـهُـنَّ هَـاجِــعُ1
وبَادت رُسـومُ الـقَـلـبِ بالـهَجْـرِ والـعَـنَـا2 ***** وللجِسْـمِ حُـكـمُ القَلـبِ إذْ هُــوَ تَــابـــعُ
ألا فَـلْـتــدْعُ لَـــومَ الــمُـتَـيّــمِ إنّــهُ ******* يُـصادمُ هَـولاً هَـمُّـه الـقَـلـبُ قَـاطـــعُ
أمـا كانَ يكْفـي ذا الـنُّـحُـولُ3 الـذي سَـجـا4 ***** ووَجْــهٌ كَـئِيـبٌ أصْفَـرُ اللَّـونِ فَــاقـــعُ
يَرى فَـوقَـهُ للْـخَـطْــب رقــمَ6 أشِـعّـــةٍ ******* يَـرى الـرّمـزَ مِـنهَـا مَـنْ دهـتْـهُ الـزّعازعُ7
فـطَــورًا أَهـيــمُ فــي الـفَـلاةِ وتَـــارةً ***** **تُنـاجيـكَ بـالأحـزَانِ عَـنـهُ الـضّـواجِــعُ8
سَـأنـدُب رَبْـعــًا لـلأحـبَّـة مَــنْ صـفَـا ***** بـهِ العيـشُ لـمّا سَـاعَـدتـنِـي الـصّـنائـعُ
ومَـنْ كـانَ مَأوَى الـرّوحِ والـجِسـمِ عندَمــا ***** سَقـتـهُ مُـزُونٌ وبْـلُـهـا مُـتـتَــابِــــعُ
فَـعـاوَدَه شَــرخُ9 الـشَّـبَـاب ومَـا عَـفَــا ***** ورِيئـتْ وراءَ الـسّـتـرِ تِـلــكَ الـــودائـعُ
حُـلاهُ وإن شــطَّ10 َالــربــيــعُ أزاهِـــرٌ ***** فَمـنـظَـرهُ يُـغْـنِــي ومَــاؤهُ نــافِـــعُ
جميــعُ قُـرى الـدُّنيــا فِــداه وإن عَـلَــتْ ***** سـوَى الـحرميـنِ وهْــي عِـنـدِي بَـلاَقـعُ11
فَلِلَّـهِ مَـا أشـهَــى زمــانَ وِصـالــهِــمْ ***** أشـارتْ إلـيــهِ بـالـمَعـالِــي الأَصَــابـعُ
ولِلَّـهِ مـا أحـلــى شـمـائِــلَ جَــمَّـــةً ***** نسـيـمُ شَـداهَـا فـي الـمَـحـافـلِ ذائِـــعُ
لـحَا12 اللَّـهُ دَهْــرا إذْ قـضـَـى بـِفراقِـهـمْ ***** وعَـظِّـمَ فـي شـرعِ الـنّـوَى13 مَـن يُـصانـعُ
فـلـولاَ وُشـاةٌ فـي الأَنـامِ مُـجــونُـهــَـا14 ***** قَـضى بِـفـطامِ مَـن قَـلـتْـهُ15 الـمَـراضِـعُ
وَمـا كـان نـأيُ الـخَـدّ عـنّـِي ولا بَـــدا ***** وجـودٌ لِنَـسْـجٍٍ أحْـكـمَـتْـهُ الـصّـنـائِــعُ
ولا كــانَ مِـنِّـي الإلـتِـفـاتُ لِـغـيـرِهــمْ ***** ولا نَـدُّ16 عُـمْري فِـي الصِّـبـا وَهْـو ضَائـعُ
لأَنِّــيَ قــدْ أسلَـمــتُ وَجـهِــيَ لِلّــَـذي ***** أنـا لِِـرضَـاه يـا ابـنـةَ الــعَــمِّ ضَــارعُ
ومَـنْ حِـصـنُـهُ للـقَـاصِـديـنَ وِقَــايــةٌ ***** ومَـنْ سِـرُّه يُـعـطِـيــكَ مـا أنْـتَ طَـامـعُ
ومَــنْ هَـدْيــهُ عــمَّ الأنــامَ سَــنــاؤهُ17 ***** ففِـي كُـلِّ قَـلــبٍ مُـخـلِــصٍ هُــوَ لامـعُ
أريــدُ بـهِ خَـتـمَ الـرِّجــالِ الــذي سـمَـا ***** علَـى الـكَـونِ طُـرّاً18 دونَ خَـصـمٍ يُـنَــازعُ
ومَـن خُــصَّ مِــن بَـيـنِ الأنَــام بـشَربـةٍ ***** أرتْـهُ عُلومـاً قــدْ حَـوَتْـهَـا الـشَّـرائِـــعُ
وأَسـرَارُ سِـرِّ الـعَـرشِ واللَّــوْحِ وانْـجَـلـتْ *****لَـهُ مِــنْ كِتــابِ اللًّـهِ تِلْـك الـوَقَـائِـــعُ
فلَـولاهُ جُــودٌ مَا سَـعـى الـفَـوْزُ نَـحـونَـا ***** وفي الـقَلـبِ مِـنَّـا وَحْـشَــةٌ19 وقَـواطِــعُ
ولَـولاهُ مَــا دَرى الـعَـلـيــلُ شــفَــاءَهُ ***** ولا فَـرَّ عـمَّــا تَـقْـتَـضـيـهِ الـطَّـبـائِـعُ
لـهُ رُتْـبـةٌ تـُولــي الـرِّجــالَ مَـراتـبــاً ***** ومـنْ دُونـهَــا لَــولاهُ مَـا هــوَ مَـانــعُ
تِجـانِـيُـنـا ســـرُّ الإِلاَهِ لِــخـلـقــــهِ ***** لـهُ الـقَـمـرانِ والـنُّــجــومُ خَــواضِـعُ
أبَـانَ عُـلُـومـاً فـي الـحَـقيـقَـةِ أعـجَـزتْ ***** ذوي الـسَّبـقِ فـيـهَـا للْـعـبــادِ مَـنافِـعُ
هـوَ الـكَامـلُ الـمَشهـورُ والـغَـوثُ والّــذِي ***** سَـنَـا مَـجْـدُه في الـنَّاس أبْـيـضَ نَـاصِـعُ
تَـمُــدّهُ بـالأسْـــرَار رُوحُ مُـحَــمّــــدٍ ***** فيَـا حَـبّـذَا نَـهــجٌ بــه الـرُّوح سَـاطــعُ
وإيَّـاكَ والإنْــكــارَ فَــهْـو حَـمـاقَـــةٌ ***** وذوالطّعْـنِ فـي نَـهـجِ التّـجَـانـي مُـخـادِعُ
إمامِـي لَـيَـالِـي الـوَصْـلِ غـيَّـرهَـا الـبَِـلا ***** فَـرُحْمـاكَ قــدْ جـفَّــتْ دمُـوعُ هَـوامِــع20
فلاَ الـعَـيشُ يَـحلُـو مَا نَـأيْـتَ21 ومَـا عـسى ***** وإنّ مـكانــاً قــدْ هَــجـَـرْتَ لـخـاشــعُ
وإنـي وإن كنْـتُ المُـسيءَ الّــذي اعـتَــدى ***** وحَـاربَ جَـهــراً هَاأنَـا الـيَـومَ طـائِـــعُ
فمَـا عـنْ قَِـلـىً كَــان الـبِِـعــادُ وإنَّــمَا ***** أطـاعَ الـفـؤادُ مَـا هَـوتــهُ الـمَـسَـامــعُ
فـإنْ تـمْنـحُوا الـمَهـمُــومَ قُـربـًا ورأْفَــةً ***** فَمَـحْـمـدَةٌ مِنْ بَـعـضِ مَا أنْــتَ جَـامـــعُ
وإنْ تَعـفُ عـنْ ظُـلْـمٍ بـدا مِـنـهُ بَـعـدمَـا ***** قدْ ارتَـفـعَـتْ عَـن وجـهِ لـيْلـى الـبَراقـعُ22
فلاَ غـرو23 أنّ العَـفــوَ بــالإرثِ ملكُــكـمْ ***** بـدا بَـرقُـــه فـي ذَلـكَ الـحــيِّ راقِــعُ
ولا سِـيـمَــا واللَّـهُ قــالَ وَسَــارِعـــوا ***** فمَـنْ يعْـفُ يَـدري مَـا بِه الـلَّــهُ صَـانــعُ
وفـي ابـنِ أبـي سَـلْمـى سُـلُـوٌّ لـتَـائــبٍ ***** ومِـنْ نَـيْـلِــهِ ثَــوبَ الـنَّـبيِّ مَطـامــعُ
وعَـفـوُ رَسـولِ الـلَّـهِ يـَهْــمـعُ25 وَبْـلُـهُ ***** وصَفَـحُـه عـنْ أهـلِ الـجَـرائــمِ وَاقـــعُ
وقَـفـوْ سَـبـيـل الـمُصـطَفَـى وَصِحـابِــهِ ***** طَريـقَـتَـكَ الـمُثلى فَلا منْ يُـنـــــــازعُ
لذلـكَ نـيـلُ الـفضْـلِ والـعَفــوِِ حَـاصــلٌ ***** لأَنّـكَ فَـيـضُ الـمُصـطَفـى أَنــتَ رَاضـــعُ
شفيـعِــي وِدادِي فـي هَــواكَ بـلاَ مِـــرا ***** وجَـدُّكَ يـومَ الـحَـشــرِ للْـكـلِّ شَــافــعُ
الهوامش:
1- نَائِمٌ لَيْلاً. 9 - شَرْخُ الشّبابِ، هو أولُهُ ونَضارتُهُ ج شُروخٌ 17- العُلوُّ والارتفاع
2- خضع وذلّ َ 10- أمعن فيه وزاد. 18- ذا رُواءٍ وجمال
3- هُزَالُهُ 11- الخالي من كل شيءٍ 19- انقطاع
4- غطاه ُ12- لامه وعذله 20- سائلة
5- النَّاصِعُ الصَّافي 13- أمعن في البعد 21- بعدت
6- الداهية. 14- قلَّة الحياء والسلُّوك الهازل 22- غطاء للوجه تلبسه المرأة فيغطي وجهها
7- شدائد. 15- رآه قَليلاً. 23- عجب
8- لازمه لازمه 16- المِثْلُ والنّظير 25- يسيل
|
|
|
المفضلات