حكاية البغبغاء
کان لأحد الباعة بغبغاء خضراء اللون جميلة، وکانت تتکلم کالبشر، وتعرف لغتهم، وکانت تحرس الدکان وتتمازح مع الزبائن، وتضحکهم، وتجلب الزبائن للبائع.
وفي ذات يوم طارت من ذلك الدکان إلى دکان آخر، فاصطدمت الوسادة بقاروة الزيت، فسقطت القارورة دون أن تنکسر، وانسکب الزيت، وعندما جاء البائع، رأى الزيت وقد انسکب على أرضية الدکان ولوّثها، فأدرك أن البغبغاء هي السبب في ذلك، فتناول عصا وهوى بها على رأس البغبغاء، فجرح رأسها، وتساقط شعرها حتى صارت صلعاء، ومنذ ذلك الحين لم تعد الببغاء تتکلم، ولا تتمازح مع الآخرين، فأصاب البائع وزبائنه الغّم من ذلك، وندم البائع على ما بدر منه، وکان يقول: ليت أن يدي قطعت ولم أضرب البغبغاء، وکان يتمنى أن تعود البغبغاء إلى سابق عهدها من الکلام والمزاح.
وفي ذات يوم کان صاحب الدکان جالساً وقد أصابه حزن عظيم، وإذا برجل أصلع يمر من جانبه وکان رأسه خالياً تماماً من الشعر وکأنه إناء من النحاس، وفجأة خرجت البغاء من صمتها لتنادى على الرجل قائلة:
أيها الرجل الأصلع! لماذا حطّمت قاروة الزيت، فأصبت بالصلع؟! لقد دخلت بعملك هذا في جماعة الصّلع، کان عليك أن لا تسکب الزيت. فضحك الناس من هذه المقارنة، لأن البغبغاء کانت تتصور أن کل من سکب زيتاً لابد وأن يصبح أصلع!!
والمغزى من الحكاية هى التأکيد على أن هنالك الکثير من الناس ممّن هم سذّج وسطحيو التفکير يتوصلون إلى النتائج من خلال الاستناد إلى المقدمات المغلوطة الخاطئة أو يستندون إلى القياسات والمقارنات الخاطئة التي تؤدى بهم إلى نتائج وهمية بعيدة عن الواقع
المفضلات