حذرت هيئه سلامه الغذاء البريطانيه مرضى السرطان من أن نوى المشمش الذي يعتبر علاجا مقترحا للمريض ربما يصيبهم بالتسمم حيث ينتج عنه غاز السيانيد السام بمجرد هضمه وربما يسبب الوفاه اذا تم تناول جرعات كبيره خلال فتره قصيره ولكن تناول نواه أو اثنين يوميا يمثل حد الآمان.





نوى المشمش



أما بالنسبة لبذور المشمش أو النواة فاللب الذي بداخلها به مواد جليكوسيدية سيانيدين «Cyanogenic glycosides». ومن المواد الجليكوسيدية مادة الصابونين. والمواد الجليكوسيدية هي التي تعطي البذور الطعم المر، وهي مواد مصنفة على أنها مواد سامة قد تنتج في ظروف معينة غاز هيدروجين السيانيد وهو مادة قاتلة في تركيزاتها العالية جداً على الإنسان والحيوان. وعلى العموم فإن التجارب حول الصابونين في تركيزاته الأقل أثبتت أنه قاتل للأسماك في الأحواض ولم يظهر أنه شديد السمية على حيوانات التجارب الأخرى، والمسألة مرتبطة بالتركيز. والمواد الجليكوسيدية هذه توجد في أكثر من 100 نوع من النباتات كما توجد في بذور الكرز والخوخ واللوز المر وبعض بذور التفاح وغير ذلك. وهي في بذور المشمش مختلفة التركيز حسب نوع المشمش. فمثلاً تجدها مرتفعة في بعض الأصناف الأوروبية وغير موجودة في نوع المشمش العجمي (يباع في الأسواق ولونه أبيض) وكما يبدو أن التركيزات الموجودة في بذور الفواكه المذكورة لا تصل لدرجة الإهلاك إلا أن تناول كميات كبيرة منها وفي وقت قصير «مثلاً 6إلى 10 بذور في الساعة» قد يؤدي إلى ظهور أعراض التسمم «وهذا في حالة وجود تركيزات مرتفعة من الجليكوسيدات في البذور»
من جانب آخر فإن بذور المشمش تحوي مادة الأمجدالين «Amygdalin» أو ما يسمى بفيتامين «ب17»، وهي مادة تذوب في الماء ومن ضمن الجليكوسيدات السيانيدية وهي توجد في كثير من النباتات ضمن مواد النيتيلوسيدز «Nitrilosids» التي توجد في العدس والماش «اللوبيا الخضراء الصغيرة» ومادة أمجدالين «ب17» هذه توجد في بذور الفواكه الحجرية واللوز المر إلا أن تركيزها في بذور بعض أنواع المشمش هو الأعلى. والجانب الآخر هنا هو الفرضية القائلة بأن هذه المادة تعتبر مضادة للسرطان، وأنها تقتل الخلايا السرطانية، وأصل هذه الفرضية جاء من ملاحظة أن بعض قبائل الهنود الحمر التاوس «هنود بويبلو» في نيومكسكو كانت إصابات السرطان عندهم نادرة، وبالبحث وجد أنهم يشربون مشروب بذورالمشمش مع العسل بخلطة بالحليب، وكانوا يحمصون لب البذور لاعتقادهم بأن التحميص يقضي على المواد السامة في البذور.
وإن كانت مثل هذه الفرضيات لم تصل إلى عالمنا العربي حتى اليوم «والحمد لله» إلا أنها أثارت زوابع بين الناس ومرضى السرطان والعلماء وجمعيات السرطان منذ الثمانينيات إلى اليوم. وحتى الآن فإن ما يقال عن هذه المادة «ب17» لم يثبت، بل إن أصوات التحذير من خطورة الإكثار من تناول بذور المشمش (لما بها من الجليكوسيدات) في ازدياد.




منقول للافادة