ومن تفسير الدر المنثور :

2*36 - سورة يس مكية وآياتها ثلاث وثمانون

*3* مقدمة سورة يس

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة يس بمكة‏.

وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ نزلت سورة يس بمكة‏

وأخرج الدارمي والترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم ‏"‏إن لكل شيء قلبا، وقلب القلب ‏(‏يس‏)‏ ومن قرأ ‏(‏يس‏)‏ كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات‏"‏‏

وأخرج البزار عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن ‏(‏يس‏)‏ ‏"‏‏

وأخرج الدارمي وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن

النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من قرأ ‏(‏يس‏)‏ في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له تلك الليلة‏"‏‏.

وأخرج ابن حبان عن جندب بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قرأ ‏(‏يس‏)‏

في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له‏"‏‏

وأخرج الدارمي عن الحسن قال‏:‏ من قرأ ‏(‏يس‏)‏ في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له، وقال‏:‏ بلغني أنها تعدل القرآن كله‏.

وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة ومحمد بن نصر وابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي في شعب

الإيمان عن معقل بن يسار‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يس قلب القرآن، لا يقرأها عبد يريد الله

والدار الآخرة إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرأوها على موتاكم‏"‏‏
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن حسان بن عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سورة ‏(‏يس‏)‏ تدعى في التوراة ‏(‏المعمة‏)‏ تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى

الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الدنيا والآخرة‏.‏ وتدعى ‏(‏المدافعة القاضية‏)‏ تدفع عن صاحبها

كل سوء، وتقضي له كل حاجة‏.‏ من قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار

في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء، وألف نور، وألف يقين، وألف بركة،

وألف رحمة، ونزعت عنه كل غل وداء قال البيهقي تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر

الجدعاني عن سليمان بن رفاع الجندي، وهو منكر‏"‏‏

وأخرج الخطيب من حديث أنس‏.‏ مثله‏

وأخرج الخطيب عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سمع سورة ‏(‏يس‏)‏ عدلت له عشرين دينارا في سبيل الله، ومن قرأها عدلت له

عشرين حجة، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين، وألف نور، وألف بركة

وألف رحمة، وألف رزق، ونزعت منه كل غل وداء‏"‏‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي عثمان النهدي قال أبو برزة‏:‏ من قرأ ‏(‏يس‏)‏

مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات، وقال أبو سعيد‏:‏ من قرأ ‏(‏يس‏)‏ مرة فكأنما قرأ القرآن

مرتين قال أبو برزة‏:‏ تحدث أنت بما سمعت، وأحدث أنا بما سمعت‏

وأخرج البزار عن ابن عباس قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي‏"‏ يعني ‏(‏يس‏)‏‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من داوم على قراءة ‏(‏يس‏)‏ كل ليلة ثم مات، مات شهيدا‏"‏‏

وأخرج الدارمي عن عطاء بن أبي رباح قال‏:‏ بلغني أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قرأ ‏(‏يس‏)‏ في صدر النهار، قضيت حوائجه‏"‏‏

وأخرج الدارمي عن ابن عباس قال‏:‏ ‏"‏من قرأ يس حين يصبح أعطى

يسر يومه حتى يمسي، ومن قرأها في صدر ليله، أعطى يسر ليله حتى يصبح‏"‏‏

وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من ميت يقرأ عنده ‏(‏يس‏)‏ إلا هون الله عليه‏"‏‏

وأخرج أبو الشيخ في فضائل القرآن والديلمي من حديث أبي ذر‏.‏ مثله‏

وأخرج ابن سعد وأحمد في مسنده عن صفوان بن عمرو قال‏:‏ كانت المشيخة يقولون‏:‏

إذا قرأت ‏(‏يس‏)‏ عند الميت خفف عنه بها‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي قلابة قال‏:‏ من قرأ ‏(‏يس‏)‏ غفر له، ومن قرأها

عند طعام خاف قلته كفاه، ومن قرأها عند ميت هون عليه، ومن قرأها عند امرأة عسر

عليها ولدها يسر عليها، ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن إحدى عشرة مرة، ولكل شيء قلب،

وقلب القرآن ‏(‏يس‏)‏ قال البيهقي‏:‏ هكذا نقل إلينا عن أبي قلابة وهو من كبار التابعين،

ولا يقول ذلك إن صح عنه إلا بلاغا‏

وأخرج الحاكم والبيهقي عن أبي جعفر محمد بن علي قال‏:‏ من وجد في قلبه قسوة فليكتب

‏(‏يس والقرآن الحكيم‏)‏ في جام من زعفران، ثم يشربه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور من طريق سماك بن حرب عن رجل من أهل المدينة ‏"‏عمن صلى

خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة‏.‏ فقرأ ‏(‏بقاف والقرآن المجيد‏)‏ ‏(‏سورة ق الآية 1‏)‏

و ‏(‏يس والقرآن الحكيم‏)‏ ‏(‏سورة يس الآية 1‏)‏ ‏"‏‏

وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏

"‏من قرأ ‏(‏يس‏)‏ فكأنما قرأ القرآن عشر مرات‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لكل شيء قلب وقلب القرآن ‏(‏يس‏)‏ ومن قرأ ‏(‏يس‏)‏ فكأنما قرأ القرآن عشر مرات‏"‏‏

وأخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة وأنس‏.‏ مثله‏

وأخرج ابن سعد عن عمار بن ياسر‏.‏ أنه كان يقرأ كل يوم جمعة على المنبر ‏(‏يس‏)‏‏.‏

وأخرج محمد بن عثمان وابن أبي شيبة في تاريخه والطبراني وابن عساكر عن خريم

بن فاتك قال‏:‏ خرجت في طلب ابل لي، وكنا إذا نزلنا بواد نقول‏:‏ نعوذ بعزيز هذا الوادي،

فتوسدت ناقة وقلت‏:‏ أعوذ بعزيز هذا الوادي، فإذا هاتف يهتف بي ويقول‏:‏

ويحك عذ بالله ذي الجلال * منزل الحرام والحلال

ووحد الله ولا تبالي * ما كيد ذا الجن من الأهوال

إذ يذكر الله على الأميال * وفي سهول الأرض والجبال

وصار كيد الجن في سفال * إلا التقى وصالح الأعمال

فقلت له‏:‏

أيها القائل ما تقول * أرشد عندك أم تضليل

فقال‏:‏ هذا رسول الله ذا الخيرات * جاء بياسين وحاميمات

وسور بعد مفصلات * يأمر بالصلاة والزكاة

ويزجر الأقوام عن هنات * فذاك في الأنام نكرات

فقلت له‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ ملك من ملوك الجن، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن

نجد‏.‏ قلت‏:‏ أما كان لي من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي‏.‏ لآتيه حتى أسلم قال‏:‏ فأنا أؤديها، فركبت

بعيرا منها، ثم تقدمت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فلما رآني قال‏:‏ ما فعل الرجل

الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك‏؟‏ أما إنه قد أداها سالمة‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن سمرة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح ب ‏{‏يس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏

"‏من زار قبر والديه، أو أحدهما في كل جمعة، فقرأ عندها ‏(‏يس‏)‏ غفر الله له بعدد كل حرف منها‏"‏‏

وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة وحسنه عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن في القرآن لسورة تدعى العظيمة عند الله، يدعى صاحبها الشريف عند الله، يشفع صاحبها يوم

القيامة في أكثر من ربيعة ومضر‏.‏ وهي سورة ‏{‏يس‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال‏:‏ قال علي بن أبي طالب يا رسول الله

إن القرآن ينفلت من صدري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن،

وينفع من علمته‏؟‏ قال‏:‏ نعم بأبي أنت وأمي قال‏:‏ صل ليلة الجمعة أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى

بفاتحة الكتاب ‏{‏ويس‏}‏‏.‏ وفي الثانية بفاتحة الكتاب ‏(‏وحم‏)‏ الدخان‏.‏ وفي الثالثة بفاتحة الكتاب ‏(‏وألم تنزيل‏)‏

السجدة‏.‏ وفي الرابعة بفاتحة الكتاب ‏(‏وتبارك‏)‏ المفصل‏.‏ فإذا فرغت من التشهد، فأحمد الله، وأثن عليه،

وصل على النبيين، واستغفر للمؤمنين، ثم قل‏:‏ اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني

ما لا أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري،

وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك،

وتعينني عليه‏.‏ فإنه لا يعينني على الخير غيرك، ولا يوفق له إلا أنت، فافعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسا،

أو سبعا، تحفظه بإذن الله‏.‏ وما أخطأ مؤمنا قط، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد سبع جمع، فأخبره

بحفظه القرآن والحديث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن ورب الكعبة علم أبا حسن علم أبا حسن‏"‏‏

*3* التفسير

اللهم اجعلنا ممن ركّبت على جوارحهم من المراقبة غلاظ القيود . وأقمت على سرائرهم من المشاهدة دقائق

الشهود . فهجم عليهم أنس الرقيب مع القيام والقعود . فنكّسوا رؤوسهم مع الخجل والحياء وجباههم للسجود

. وفرشوا لفرط ذلهم على بابك نواعم الخدود . فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود . صل على محمد وعلى آله أهل الكرم .

( لسيدي الإمام أبي العلمين أحمد الرفاعي قدّس الله سره

اللهم هبنا سعة البركة

وبركة الحركة والسكون

وروح السعة والبركة فى كل زمان ومكان .......اللهم امين

اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال سيدنا محمد

وسلم تسليما

الفاتحة