|
بتاريخ : 26-06-2015 الساعة : 01:43 PM
رقم
#1
19- غزوة بني قريظة
|
نائب المدير العام
|
* تاريخها :
وقعت هــذه الغــزوة فـي ذي القعدة سنـة 5 هـ، ودام الحصار خمساً وعشريـن
ليلة
*مكان حدوثها :
ضواحي المدينة
*هدفها :
السبب كان غدر بني قريظة بالمسلمين في غزوة الخندق رغم العهود والمواثيق
التي كانت بين المسلمين وبني قريظة
*احداثها :
في اليوم الذي رجع فيه رسول الله إلى المدينة، جاءه جبريل عند الظهر، وهو
يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع
أسلحتهم، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة،
فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل
في موكبه من الملائكة.
وأمر رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-مؤذناً فأذن في الناس: من كان سامعاً
مطيعاً فلا يصَلِّينَّ العصر إلا ببني قريظة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم،
وأعطي الراية علي بن أبي طالب، وقدّمه إلى بني قريظة، فسار علي حتى إذا
دنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
وخَرَجَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-في موكبِهِ من المهاجرين والأنصار،حتى
نزل على بئر من آبار قريظة يقال لها: بئر أنَّا. وبادر المسلمون إلى امتثال
أمره، ونهضوا من فورهم، وتحركوا نحو قريظة، وأدركتهم العصر في الطريق
فقال بعضهم: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا، حتى إن رجالاً منهم
صلوا العصر بعد العشاء الآخرة، وقال بعضهم: لم يرد منا ذلك، وإنما أراد
سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم يعنف واحدة من الطائفتين.
هكذا تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالاً حتى تلاحقوا بالنَّبيِّ-صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،وهم ثلاثة آلاف، والخيل ثلاثون فرساً، فنازلوا حصون بني
قريظة، وفرضوا عليهم الحصار.
ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال: إما
أن يسلموا ويدخلوا مع محمدالرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-في دينه، فيأمنوا على
دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم-وقد قال لهم: والله، لقد تبين لكم أنه لنَبيٍّ
مُرْسَلٍ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم-وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم،
ويخرجوا إلى النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بالسيوف مُصْلِتِين، يناجزونه حتى
يظفروا بهم، أو يقتلوا عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ-وأصحابه، ويكبسوهم يوم السبت؛ لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه،
فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث، وحينئذ قال سيدهم كعب
أسد-في انزعاج وغضب: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من
الدهر حازماً.
ولم يبق لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلاث إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ولكنهم أرادوا أن يتصلوا ببعض حلفائهم من المسلمين،
لعلهم يتعرفون ماذا سيحل بهم إذا نزلوا على حكمه، فبعثوا إلى رسولِ اللهِ-صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-أن أرسل إلينا أبا لُبَابة نستشيره، وكان حليفاً لهم، وكانت أمواله
وولده في منطقتهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وجَهَشَ النساء والصبيان يبكون
في وجهه، فَرَقَّ لهم، وقالوا: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال:
نعم؛ وأشار بيده إلى حلقه، يقول: إنه الذبح، ثم علم من فوره أنه خان الله
ورسوله فمضى على وجهه، ولم يرجع إلى رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-
حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة، فربط نفسه بسارية المسجد، وحلف ألا يحله
إلا رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة
أبداً.فلما بلغ رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-خبره-وكان قد استبطأه-قال:(أما
إنه لو جاءني لاستغفرت له، أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه
حتى يتوب الله عليه).
وبرغم ما أشار إليه أبو لبابة قررت قريظة النزول على حكم رسول الله -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ولقد كان باستطاعة اليهود أن يتحملوا الحصار الطويل؛ لتوفر
المواد الغذائية والمياه والآبار ومناعة الحصون؛ ولأن المسلمين كانوا يقاسون
البرد القارس والجوع الشديد وهم في العراء، مع شدة التعب الذي اعتراهم؛
لمواصلة الأعمال الحربية من قبل بداية معركة الأحزاب، إلا أن حرب قريظة
كانت حرب أعصاب، فقد قذف الله في قلوبهم الرعب، وأخذت معنوياتهم تنهار،
وبلغ هذا الانهيار إلى نهايته بعد أن تقدم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام،
وصاح علي: يا كتيبة الإيمان،والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم.
وحينئذ بادروا إلى النزول على حُكْمِ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،وأمر
رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- باعتقال الرجال، فوضعت القيود في أيديهم
تحت إشراف محمد بن مسلمة الأنصاري، وجعلت النساء والذراري بمعزل عن
الرجال في ناحية، وقامت الأوس إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقالوا:
يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج،
وهؤلاء موالينا، فأحسن فيهم، فقال: (ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟)
قالوا:بلى.قال:(فذاك إلى سعدِ بنِ مَعَاذٍ).قالوا: قد رضينا.
فأرسل إلى سعدِ بنِ مَعَاذ، وكان في المدينة لم يخرج معهم للجرح الذي كان قد
أصاب أكْحُلَه في معركة الأحزاب. فأُركب حماراً، وجاء إلى رسول الله -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فجعلوا يقولون، وهم كَنَفَيْهِ: يا سعد، أجمل في مواليك، فأحسن
فيهم، فإن رسول الله قد حكمك لتحسن فيهم، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً،
فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم، فلما سمعوا ذلك
منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى إليهم القوم.
ولما انتهى سعد إلى النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-قال للصحابة: (قوموا إلى
سيدكم)، فلما أنزلوه قالوا: يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك. قال:
وحكمي نافذ عليهم؟ قالوا: نعم. قال: وعلى المسلمين؟ قالوا: نعم، قال: وعلى
من هاهنا؟ وأعرض بوجهه وأشار إلى ناحية رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-
إجلالاً له وتعظيمًا. قال: (نعم، وعلي). قال: فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال،
وتسبي الذرية، وتقسم الأموال، فقال رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (لقد
حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات).
وللغزوة بقية
يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع
|
|
|
المفضلات