سألتُ الطَّريقَ:

لماذا تَعبتْ ؟


فقالَ بحُزن: من السَّائرِين

أنينُ الحَيَارى ، ضَجيجُ السُّكارى

زُحامُ الدُّموعِ على الرَّاحلِين

وبينَ الحنَايا بقَايا أمانٍ ،

وأشلاءُ حُبّ وعُمرٍ حزينْ

وفوقَ المضَاجِع عطرُ الغوانِي ،

وليلٌ يُعربِد في الجَائِعين

وطفلٌ تغرّب بينَ الليالي ،

وضَاع غرِيبًا معَ الضَّائعِين !

وشيخٌ جَفاهُ زمانٌ عقِيم ،

تهاوَت عليهِ رمالُ السِّنين

وليلٌ تُمزِّقُنا راحتاهُ ،

كأنَّا خُلِقنا لكي نَستكِين !

وزهرٌ تَرنَّح فوقَ الرَّوابِي ،

وماتَ حزينًا على العاشقِين

فمن ذا سيرحمُ دمعَ الطَّريـقِ

وقد صارَ وحلًا من السَّائِرين !

همستُ إلى الدَّربِ: صبرًا جميلًا

فقال: يئستُ من الصَّابرين