|
بتاريخ : 15-07-2008 الساعة : 01:31 PM
رقم
#1
وضعيات اليوجا وتأثيراتها الصحية
|
شاملى ماسى
|
قبل آلاف السنين إعتاد الحكماء أن يراقبوا حيوانات الغابة . لقد لاحظوا أن كل حيوان له صفات معينة , و أن الحيوانات تتخذ وضعيات مختلفة . بتقليدهم لهذه الوضعيات بدأوا يلاحظون تأثيرات هامة على الجسد البشري . على سبيل المثال , إن الطاووس طائر يمتلك نظام هضم قوي جداً قادر حتى على أن يلتهم أفعى سامّة . طوّر الحكماء القدماء وضعية للبشر تقلّد وضعية الطاووس و التي تقوي نظام الهضم البشري . و قد تمّ تطوير وضعيات أخرى أيضاً تُمرّن أعضاء و غدد أخرى . طور الحكماء القدماء آلاف الوضعيات . على أية حال فقد إنتقى شري شري أناندا مورتي حوالي 40 من هذه الوضعيات المفيدة في مساعدة التطور الروحي للإنسان و كذلك شفاء و منع أمراض مختلفة ( أنظر في كتاب تشاريا تشاريا الجزء الثاني و كتاب علاجات يوغية و أدوية طبيعية التأثير الأهم لـ أسانا هو على الغدد الإفرازية التي تفرز الهرمونات مباشرة إلى مجرى الدم . الغدد الإفرازية تضم البنكرياس و الغدة التوتية و الغدة الدرقية و النظيرة الدرقية و الغدد الكظرية و الغدد التناسلية ( الخصيتين و المبيضين ). إذا كان هناك إفراز أكثر أو أقل من الحد الطبيعي فسوف يحدث خلل في وظائف الجسم . على سبيل المثال , إذا فرزت الغدة الدرقية المتوضعة في الحنجرة , سائلاً أكثر من الحد الطبيعي , فإن الإنسان يصبح نحيفاً , و إذا فرزت سائلاً أقل من الحد الطبيعي , فإن الشخص يصبح سميناً . و السببب أن هرمون الثيروكسين الذي تفرزه هذه الغدة ينظم عمليات الإستقلاب في الجسم أو النسبة التي يحول بها الجسم الطعام إلى طاقة . الوضعيات اليوغية تستطيع أن تُصحّح خلل الوظيفي في عمل الغدة الدرقية و الغدد الأخرى أيضاً عن طريق تطبيق الضغط على الغدة الذي يؤثّر مثل التدليك و ينظم كمية الدم المتفق إلى الغدة.
أيضاً تساعد الوضعيات اليوغية على إبقاء النخاع الشوكي مرناً , و هذا أمر مهم في تأخير تأثيرات الشيخوخة على الجسد . بينما يتقدم الناس بالعمر , فإن العمود الفقري يصبح متصلباً , الأداء المناسب للوضعيات يمكن أن يمنع هذه العملية تأثير آخر هام للوضعيات اليوغية أنها تساعد الأعضاء المختلفة للجسم على أداء وظائفها بشكل صحيح . على سبيل المثال , هناك العديد من الوضعيات التي تدلّك المعدة و الأمعاء و الأعضاء الداخلة في عملية الهضم و إطراح الفضلات . بعض المشاكل الصحية مثل سوء الهضم و الإمساك و القرحة المعوية و خلل عمل الكبد ,إلخ ..يمكن أن تُفحص و تُصَحّح عن طريق أداء وضعيات يوغية معيّنة بالإضافة إلى الحمية الغذائية المناسبة.
وفقاً لتعاليم اليوغا على طريقة أناندا مارغا , فإن الوضعيات اليوغية يجب أن تُختار للتلميذ من قبل معلم قادر على أن يصف الوضعيات التي يحتاج إليها الفرد. على الرغم من وجود العديد من الوضعيات اليوغية , فإن كل فرد له تركيبة جسدية مختلفة بنقاط قوّة و نقاط ضعف مختلفة , و لهذا يمكن أن تكون بعض الوضعيات مناسبة لشخص أكثر من شخص آخر. أيضاً بإختيار الوضعيات , سيأخذ المعلم (أشاريا) بعين الإعتبار تأثير هذه الوضعيات على المراكز العصبية اللطيفة للجسد أي (التشاكرات). يوجد إثنان من الأعصاب اللطيفة التي تجري على طول الجذع من أسفل العمود الفقري إلى فتحتي الأنف و يقاطعان بعضهما خمسة مرات على طول العمود. و أماكن تقاطع هذين العصبين تشكل مراكز الطاق الفكرية المعروفة بالتشاكرات . هذه التشاكرات ليست أعضاءً تشريحية و لكنها تتحكم بوظائف الأعضاء المختلفة المجاورة لكل تشاكرا. و هكذا فإن الشخص الذي يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي يحتاج إلى وضعيات تقوي التشاكرا المتوضعة في مركز الصدر . أيضاً للتغلب على مشاكل الجهاز الهضمي هناك حاجة للوضعيات التي تقوي التشاكرا المتوضعة في منطقة السرّة . المخطط في الأسفل يبين مواقع التشاكرات و الأعضاء و العناصر الأساسية التي تتحكم بها كل تشاكرا . توضّح فلسفة التانترا أن العالم مؤلف من خمسة عناصر أساسية : الأثير , الهواء , النار , العنصر السائل و العنصر الصلب . الجسد البشري مكوّن من هذه العناصر أيضاً و التشاكرات تتحكم بها.
بالإضافة إلى أن الوضعيات اليوغية تساعد على خلق حالة جسدية جيدة , فإن لها تأثير هام على العقل . عندما تتوازن الوظائف الغدّية بشكل جيد فإن ذلك يساهم بالتوازن العقلي . أيضاً بتقوية مراكز الطاقة الفكرية , فإن الوضعيات تساعد على التحكم بالنزعات العقلية (فرتّي) التي تسيطر عليها هذه المراكز . إن هذه النزعات العقلية الخمسين تتوزع في التشاكرات الستة السفلى.
المصدر:
مقتطف من كتاب حكمة اليوغا بقلم المعلم أشاريا فيدا براغياناندا أفودو تا .
|
|
|
المفضلات